عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-20, 12:30 AM   #111

طُعُوْن

كاتبة بمنتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية طُعُوْن

? العضوٌ??? » 328503
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 648
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » طُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يامقيدني وأنا حر الجناح..لآتبعثرني وأنا بك ممتلي..!
افتراضي


Part 37

‏"لدي كدمات زرقاء في روحي."
‏ -فرانسوا ساغان-


أوقف ريكس سيارته حالما وصل الى مخزن بضائع بالقرب من الطريق الذي بدأوا بإستخدامه مؤخراً لنقل بضائهم ..
توقفت السيارات الثلاث خلفه بينما تلك السيارة التي تتبعهم توقفت في مكان بعيد أضطر صاحبها الى النزول والتسلل بمفرده لرؤية ما يحدث ..
تقدم ريكس من حارس للبوابة الحديدة وأشار له ففتح القفل ومن ثم البوابه ..
دخل وبدأ المكان يُضيء بعدما فتح الحارس الأنوار فلف ريكس بنظره حول المكان بعدها إلتفت الى ماثيو والبقيه يقول: أحصوا لي عددها وتأكدوا هل تم فتحها أو لا تزال مُغلقه بإحكام ..
إنتشروا وكُل واحد منهم بدأ بمجموعة من الكراتين الكبيرة البيضاء وبدأ يتفحصها ..
في حين تقدم ريكس من الغرفة الداخليه وجلس على الكرسي أمام شاشة كبيره وبدأ بتفقد مشاهد الليلة الماضيه حيث وُضعت البضاعه وحتى الآن حتى يتأكد من أن لا أحد إقترب ..

تقدم ماثيو بهدوء من إحدى الكراتين البيضاء والتي يلتف حولها كمية من ورق النايلون وفوقهم شرائط خضراء ، إنها محكمة الغلق حقاً ..
لف بنظره حول البقيه الذين يتفقدون الصنادق فإبتسم عندما رأى إثنان منهما يدخنون السجائر في هذا الوقت ..
إتكأ على الجدار وإنتظر مرور عدة دقائق حتى رمى أحدهما سجارته أرضاً وبدأ بإشعال واحدة أُخرى وهو مُستمر بالتفقد ..
إنتظره حتى إبتعد تدريجياً عن مكان رمي سجارته السابقه ليتقدم هو بعدها من نفس المكان ..
أعطى البقيه نظرة أخيره وعندما تأكد من كونهم شارفوا على الإنتهاء أخرج ولاعته وخنجره الصغير من جيبه وجلس أمام أقرب صندوق للسيجارة المُلقاه ومن ثم قطع القليل من النايلون الملفوف بإحكام على الكرتون ومن ثم قطع الكرتون نفسه من الزاوية السفلى ..
أخرج منديل قماشي من جيبه وأشعل في طرفه النار وحشره داخل الكرتون بين القوارير الموجودة بداخله ..
وقف بعدها وإبتعد عن مكانه قليلاً وقال بعدها: حسناً أضن بأن الجميع قد إنتهى ، دعونا نخرج خارجاً وننتظر ريكس هناك ..
قال أحدهم: ولكن أنا ...
قاطعه ماثيو بإنزعاج: أنت ماذا ؟ لقد تفقدنا جميع الكراتين ، هل تريد البقاء أكثر في مكان مختنق برائحة البضائع !
بعدها إلتفت وخرج فخرج الآخرين خلفه بقلة حيله وبقيوا حول سياراتهم يتجاذبون أطراف الحديث ..
بينما ماثيو كان يلقي نظرة نحو المخزن بين فترة وأخرى ، من مكان وقوف سياراتهم لا يُمكنهم سوى رؤية نصف المخزن ..
يشعر بالقلق فلم يخرج أي دخان حتى الآن ، هل إنطفأت تلك النار الصغيره ؟
الكرتون نفسه يقع بالجهة اليسرى من المخزن وهو من مكانه لا يرى سوى الجهة اليمنى منه لذا سيتفائل ويُخبر نفسه بأن كُل شيء يجري كما خطط ..


أما ريكس فقد كانت عيناه مُستقرتان على الشاشه يُراقب الأحداث الماضيه ويبدو بأن كُل شيء على ما يُرام ..
إن كانت البضاعة محكمة الغلق ولم يقترب أحد من المخزن فسيكون هذا أمراً جيداً مُبشراً ..
شيئاً فشيئاً بدأت عيناه المُستقرتان هذه تشرد وبدأ عقله يتذكر أمور قديمه جعلت من شفتيه العبوستين دائماً تتحركان وتُظهران تلك الإبتسامة الصغيره عليهما ..
هز رأسه ليعود الى أرض الوقع وبدأ يفرك عيناه قبل أن يُعاود النظر الى الشاشه ولكن تلك الذكرى القديمه لم تغب عن باله ..
أدخل يده في جيب بنطاله وأخرج محفضته الصغيرة والتي تحوي على بطائق فحسب ..
أخرج صورةً من تحت بطاقة الهويه ونظره بهدوء الى تلك المرأة الفاتنه ذات الشعر الأسود ..
حرك بأصبعه الإبهام على وجهها المُبتسم متأملاً ملامحها وبدأ شيئاً فشيئاً تتسلل الى أنفه رائحة دخان جعل هذا يحفز ذاكرته متذكراً ليلة الشواء حيث كانت والدته تستعرض قدرتها في شوي قطع اللحم ..
كانت ليلة سعيده ذهب فيها هو وآلبرت وإستيلا وفرانس وإدريان الى منزلها ويجلسون في ساحته منتظرين العشاء ..
كانوا صغاراً للغايه ، أتت لبيت العائله لأخذ إبنها فطلب البقية مرافقته عندما عرفوا بأنها ستُحضر عشاءاً مشوياً ..
لا يزال ظهرها المُستقيم أمام آلة الشواء راسخاً في رأسه ..
كان يُحبها ، يُحبها أكثر من أي أحد آخر ..
إستيقظ فزعاً من بحر ذاكرته على دخول أحدهم من الباب المفتوح يقول بخوف: ريكس هناك حريق !
وقف فوراً تاركاً محفضته والصوره أمام الشاشة وخرج ليُصدم من زاوية المخزن الذي تشتعل فيه النيران ..
لا ! هذا خطير !!
البضائع لم تكن سوى بعض المشروبات الكحوليه لذا شعلة نار واحده ستأكل البقيه دون أي رحمه !!
كيييف حدث هذا ؟!!!
صرخ بالجميع الذين كانوا بالمكان منصدومين وقال: هيّا فلتُطفئوا هذه النار بسرعه !!!
بدأوا يتحركون بشكل غير متوازن ليقول ماثيو وهو رافعاً حاجبه: وكيف سنطفئها ؟ نأخذ قوارير بلاستك نملؤها من صنابير المغسله ونبدأ بعملية الإطفاء ؟
إنزعج ريكس ليس من كلامه بل من الحقيقة هذه ليقول شخص آخر: أاتصل بالإطفاء ؟
ريكس بسرعه: إياك !!
ثم إلتفت الى البقيه وقال: لابد من وجود نظام طوارئ ، إن لم يعمل بسبب الدخان فأشغلوه عنوه ، إبحثوا عنه !!
إنتشروا يبحثون عن أي شيء يدل عن كونه نظام طوارئ بينما كان ينظر الى النار التي إلتهمت حتى الآن ربع البضاعه !
مُستحيل ، كيف يمكنه إيقافها ؟
لا يستطيع طلب الإطفاء فهذا سيفتح باب التحقيق وسيعرفون إنها كحول غير مرخصه ولم تُدفع ضرائبها حتى !
المُشكلة أن غداً هو يوم نقلها وهو منذ اليوم مسؤول عنها ! لما يحدث معه هذا الحظ السيء الآن ؟!!
لم تحصل حادثةً كهذا من قبل فلما تحدث لأول مره وعندما يكون هو المسؤول !
إنه ليس الوقت المُناسب بتاتاً ..
أخرج منديله القماشي من جيبه وغطى به أنفه وفمه عندما بدأ الدخان يخنق المكان ..
شعر بالإرتياح عندما إشتغل نظام الأمان ونزلت رشاشات الماء على النيران الضخمه هذه ..
جيد ، لقد وجد أحدهم الزر المناسب ..
لم يدم هذا الإرتياح طويلاً حتى قل الرشاش وإنتهى في الأخير فلف على أحدهم يقول بصدمه: لما أطفأتوها ؟!!
تحدث أحدهم يقول: لم نفعل !
علق الآخر: لابد أن خزان الماء مفرغ ..
صُدم مما سمع بينما إنفجارات النيران وأصوات إشتعالها كان يرعب قلوبهم ..
نظر الى النيران التي أكلت نصف البضاعه ..
شد على أسنانه فلقد فات الآوان ، دقيقتان على أكثر تقدير وسينتهي أمر البضاعة تماماً ..
عليه أن يستسلم للواقع المؤلم هذا ..
خرج البعض من المخزن بينما قال أحدهم لريكس: إنتهى الأمر ، علينا أن نخرج ..
هز ريكس رأسه بهدوء فغادر البقيه بينما لحقهم بهدوء وهو يُفكر بطريقة لتعويض كل هذا ..
لقد دفعوا أموالاً طائله من أجل هذه البضاعه ، كيف يمكنهم أن يحلوا الأمر الآن ؟
ناهيك عن أن الطرف الثاني من المُفترض أن يستلمها ليلة الغد ! هذه حقاً مُعضلة من دون حل ..
لا يُمكنه تخيل ماذا ستكون ردة فعل كارمن مما حدث !!
لقد حاول جاهداً الصعود وكسب الثقه ولا يُريد خُسارنها الآن بسبب حادث أتى مُصادفه !
شد على أسنانه ينظر الى النيران التي تلتهم كل شيء بالمخزن وهمس للبقية الذين يقفون بالقرب منه: إياكم أن يصل هذا الأمر لا لكارمن ولا حتى باتريك ..
تبادلوا النظرات وهزوا بعدها رأسهم بالموافقه بينما إبتسم ماثيو بسخريه يهمس بداخله: "أتمزح معي ؟ لم أفعل كُل هذا كي يتم التستر عليه ، لن أدع لك فرصة لتصحيح الأمر أو حتى إخبارهم بنفسك بطرقك التي قد تهون الأمر"
أخرج هاتفه النقال وهو يعود الى الخلف قليلاً كي لا يره أحد بعدها أخذ مقطع فيديو قصير للمخزن الذي تبتلعه النار ومن ثم قام بإرساله ..
ومن الخلف بمسافه ..
كان ثيو يقف بهدوء ببقعة لا يستطيعون رؤيته فيها وهو ينظر الى ما يحدث هامساً بداخله: "لا أعلم على ماذا كانوا يخططون ولكن يبدو بأن خطتهم بطريقة ما قد فشلت ، أهي بضاعة عليهم تهريبها أو نقلها ؟ لا أعلم ولكن ما حدث جيد بنظري"
عقد حاجبه بتعجب وإندهاش وهو يرى ريكس يجفل فجأه ومن ثم ينطلق ركضاً الى داخل المخزن الذي بالكاد يُرى ما داخله بفعل النيران والدخان ..
ماذا يفعل هذا الشخص ؟!!!
في حين صرخ أحدهم يقول: ريكس هذا خطر ماذا تريد ؟!!
لم يجبه ريكس وذهب فوراً الى الداخل وتفكيره في صورة أمه التي تركها بالغرفة الداخليه ..
لم يفكر بالبطائق ووثائقه فالصورة هي الأهم ، هي الصورة الوحيده لها التي كانت تنظر فيها الى الكاميرا بإبتسامه ..
يستحيل أن يسمح لإبتسامتها هذه أن تختفي من حياته ..
إلتفت أحد الرجال الى ماثيو يقول: ما الذي علينا فعله ؟!!
بقي ماثيو صامتاً لفتره بعدها قال: ماذا يمكننا نفعل ؟ نحن لسنا أبطالاً أخيار كي نتهور من أجل متهور أحمق !!
رجل آخر: ولكنه قائدنا و...
قاطعه ماثيو بحده: بشكل مؤقت !! ومن تصرفه هذا تستطيع أن تعرف بأنه لا يستحق هذه المكانة مُطلقاً ، سيدتنا كارمن بالتأكيد لن تُعطيه هذا المركز بتاتاً بعد أن أثبت فشله بجداره ..!
إلتفت الى السيارة وأكمل: سأعود فلا سبب يجعلني أبقى أكثر ، لابد من أنه شعر بالخزي من فشله لذا قرر رمي نفسه إما ليقتل نفسه أو ليتشوه ضناً منه أن هذا سيُقلل من غضب كارمن منه ..
ركب الى السيارة وهو يقول للسائق الذي أوصلهم: ما الذي تنتظره ؟!!!
نظر السائق الى زميله قليلاً قبل أن يتنهد وركب فتبعه رجلان وركبا بذات السياره ..
تحركت السيارة مُبتعده وبقي الآخرون في مكانهم يتبادلون النظرات حتى قال أحدهم: هو محق ، ما الذي سنجنيه من بقائنا هنا ؟! أعني لا أحد سيدخل هناك من أجل ريكس ! وعندما يخرج كُل ما سيفعله هو العودة صحيح ؟ هذا إن لم تحرقه تلك النيران !
صمت قليلاً ثم قال: سأعود ..
تردد البقيه وشيئاً فشيئاً حتى غادر الجميع تاركين ريكس الذي خرج لتوه وجلس فوراً مستنداً على الجدار الخارجي للمخزن الذي يستمر بالإحتراق ..
تقدم منه الحارس بقلق وهو يرى ملابسه قد تمزقت بفعل الحريق وقال: هل أنت بخير ؟
ريكس بهمس شديد: يمكنك المغادره والعودة غداً ..
هز الحارس رأسه ووضع قارورة ماء بجانبه قبل أن يذهب ..
فتح ريكس عيناه الحمراوتين التي إحترقتا من الدخان المنتشر ونظر الى سيارته التي أصبحت وحيدة هناك بدون وجود أي أحد ..
همس من بين شفتيه: أولئك الأوغاد ..
قرر البقاء قليلاً ليأخذ قسطاً من الراحه قبل أن يعود هو أيضاً فالنار هذه ستتوقف عندما لا تجد شيئاً آخر لأكله ..
المخزن موجود بمنطقة نائيه ومع ظلام الليل هذا يستحيل أن يرى أي أحد الدخان من بعيد ..
ستُطفأ بنفسها دون أن يعلم أحد بالأمر ..
همس لنفسه: أم علي البقاء حتى تخمد ؟ لا أدري ..
مُحبط للغايه لدرجة عدم رغبته بفعل أي شيء ..
فمعضلته هذه دمرته بالفعل ولا يدري ماذا يفعل حيالها ..
شعر بعينيه تسترخيان وبدا وكأنه سيأخذ غفوة دون أن يشعر بذلك ..
تقدم ثيو منه بهدوء ووقف أمامه مباشرةً ولكن لم يتحرك ريكس ولم يفتح عينيه حتى ..
نظر ثيو الى ثيابه المتضرره والى بعض الحروق التي أصبحت واضحة في ذراعيه ..
نظر بهدوء الى ما يُمسك طرفه بقوة في قبضته وجلس بهدوء أمامه ..
لم تكن الصورة واضحه فالسواد يغطيها ولكنه علم بانها صوره ..
هل عاد من أجلها ؟!
إذاً هل تدمرت الصوره او ان السواد هذا مجرد رماد وسيزول ببعض التنظيف ..
فتح ريكس عينيه عندما شعر بنفس قريب منه وسقط نظره على رجل أحدهم يجلس أمامه ..
ماذا ؟ ألم يغادر الجميع ؟
رفع رأسه ونظر الى ثيو الذي كان وجهه غريب عنه بالكامل ..
هو ليس أحد الرجال الذين أتو معه !
إذاً هو أحد المارين ، هذا ليس الوقت المناسب لوجود متطفلين ..
ثيو بهدوء: ماهو هدفك ؟
رفع ريكس حاجبه متعجباً من سؤاله !
هذا ليس بسؤال يسأله متطفل !! إذاً من يكون ؟!!
نظر خلفه فلم يجد أي سيارة قريبه فتحدث ثيو يقول مجدداً: سؤالي واضح يا ريكس ، ماهو هدفك ؟
ضاقت عينا ريكس وعاود النظر إليه بهدوء وحذر فهذا الشخص بحق ليس بالشخص العادي ..
من ؟!!
لا يمكنه أن يفكر بأحد قد يسأله بسؤال مثل هذا !
أو هل هو من جماعة باتريك ويضن بأنه السبب بإفتعال الحريق ويسأله عن الهدف ؟!!
باتريك هذا ألا يمل من الشك !
تحدث ببرود يقول: أياً ما كان تقصده بسؤالك فلا سبب يجبرني على إجابتك ..
بقي ثيو ينظر إليه لفتره وهو يهمس بداخله: "يبدو من ردة فعله العاديه ومن إجابته هذه بأنه لم يعرف من أكون ! كيف إذاً يحوم حول آندرو وهو لا يعرف شكل أخاه الأكبر والذي يزعج منظمتهم بإستمرار ؟ هل إستنتاجي كان خاطئاً" !
ضاقت عيناه وأكمل بداخله: "كلا ليس خاطئاً ، فإن لم يكن هو من يتقرب من أخي لأسباب خفيه فعلى الأقل أحدهم أمره بذلك"
سأله بشكل أوضح يقول: ما هدفك من البقاء مع آندرو وكسب ثقته هكذا ؟
ضاقت عينا ريكس لفتره وهو مصدوم من ذكر إسم آندرو في هذه المحادثه ..
ما دخله ؟! ومن يكون هذا ليسأله عنه هكذا !
لحضه !
نظر الى عينيه الزرقاوتين الحادتين وشعر وكأنه ينظر الى آندرو ..
قد لا يملكان نفس اللون ولكن عيناهما ذاتها ، هل هو إذاً أخاه الأكبر ذاك ؟!!
نعم ، لا يوجد توقع غير هذا فعلى حسب ما يقول له آندرو فأخاه يلاحق منظمة ما والتي قريباً إكتشف بأنها منظمته ذاتها لذا ليس من الغريب أن يُصادفه هكذا ..
سحقاً ، هذا ليس باللقاء الجيد بتاتاً !
لما الآن !
سأل ليتأكد من شكوكه: ثيو ؟
ثيو ببرود: بلحمه وشحمه ..
شد ريكس على أسنانه .. سحقاً لحظه السيء الذي يستمر بالتمسك به خلال هذا اليوم بالذات !!
تكفيه مصيبة واحده هو ليس بحاجةٍ الى المزيد !
إبتسم بسخريه وقال: هل كُنتَ تُراقب صديق أخاك ؟ هذه وقاحه ..
نظر إليه ثيو لفتره قبل أن يقول: بل أُراقب أشخاص أوغاد لأكتشف بالأخير كونك أحدهم ..
ريكس بذات النبرة الساخره: إذاً لا تنسى أن تحرص على إعلام الجميع بإكتشافك المُبهر هذا وأولهم أخاك حسناً ؟
أكمل بعدها في نفسه: "ماذا تفعل يا ريكس ؟ لما تستفزه ! سُحقاً أصبح عقلي يُفكر بطريقةٍ حمقاء !! لم أعد أعرف أين الصواب حتى !"
في حين بقي ثيو ينظر إليه بهدوء بالغ قبل أن يعاود سؤاله السابق: ما هدفك ؟
لم يُجبه ريكس بل قرر منع نفسه من الإستمرار بإستفزازه وتحامل على نفسه حتى إستقام واقفاً ..
تقدم متجاوزاً إياه فهمس له ثيو وهو لا يزال على وضعيته ذاتها: إن أصاب أخي خدش واحد فأنت أول من سأسعى لقتله ..
إبتسم ريكس بسخريه وذهب الى سيارته فوقف ثيو بهدوء بعدها إلتفت ينظر الى السيارة التي تحركت وبدأت بمُغادرة المكان ..
إلتفت بعدها ونظر الى المخزن التي بدأت النار تختفي تدريجياً فلم يعد هناك ما يمكنها أكله بينما الجدار والسقف كان بصحة جيده فلقد تميز المخزن بسقف مرتفع وبجدران قويه ..
تنهد وبقي ينظر الى النار لفتره قبل أن يهمس: إنه واحد منهم ولكنه في الوقت ذاته مكروه بينهم فلقد تخلوا عنه ببساطه ..
أخرج هاتفه النقال ومثّل كونه عابر سبيل وهو يُبلغ عن حادثة حريق ..
على الأقل سيُسبب لتلك المنظمة بعض المشاكل ..
إلتفت وغادر المكان ..

***








‏30 juonyour
7:40 am


دخلت إليان عبر بوابة الكلية متجهه مُباشرةً نحو غرفة محدده ..
كان وجهها جاداً وبالكاد سيطرت على ملامحها كي لا تُظهر أي ضيق أو غضب من الهمسات التي تسمعها طوال مرورها من بين الطلاب لدرجة أن أحدهم رفع صوته مخاطباً إياها بسؤال مستفز ولكن لم تدع له فرصة إكمال سؤاله فقد جعلته يتوقف من تلقاء نفسه غاضباً عندما غادرت وتجاهلته تماماً أمام الجميع ..
دخلت الى مكتب أحد المسؤولين الكبار ووقفت أمامه تقول ببرود: أُريد تحقيق شامل ..
رفع المسؤول رأسه وعندما وقعت عيناه عليها قال ببعض الإنزعاج: ألا تعرفون كيف تُطرقون الباب قبل أ....
قاطعها مد يدها بورقة أمامه تقول بنبرتها الباردة نفسها: هذا مُحامي رسمي وكلته بالتحقيق وهذه ورقة رسمية لكي توقعوا على الموافقه ، عليه أن يتعاون معكم في مسألة التحقيق مع كُل شخص ينتمي الى القسم الذي أدرسه سواءاً كان طالباً أو معلماً ، إدارياً كان أو حتى منظفاً ! الجميع عليه التعاون ومن يرفض ستتوجه إليه أصابع الإتهام ..
أبعدت يدها عن الورقه وأكملت بهدوء: فلقد قدمتُ شكوى الى وزارة التعليم الوطني بتهمة تشويه سُمعه ومحاولة إلصاق تهمة كاذبة بي ..
إتسعت عيناه بصدمه ووقف من فوره يقول بعدم تصديق: أياً كان ما حدث فعليك إرسال شكواك الى رئيس قسمك وسيتم حل الأمر بدلاً من أن تجعلي الأمر يصل الى الوزارة و....
قاطعته ببرود: سيأتي مبعوث منهم ويتحدث معك عن تفاصيل التحقيق الذي سيحدث ، كان لطفاً مني أن أُخبرك بالأمر حتى تستعد وتعرف كيف تستقبل المبعوث بلطف ..
بعدها إلتفتت وغادرت الغرفه ..
مشيت وهي تنظر الى الفراغ بعينين حادتين وتهمس بداخلها: "أُقسم بأني سأخرس جميع الألسنه وسأُعاقب المُتسبب بأعسر عقاب قد يخطر بباله"
إصدمت حقيبتها بيد أحدهم مما جعله يفقد تركيزه قليلاً وتُرمى كتبه وأغراضه أرضاً ..
لم تصدر منها أي ردة فعل بل إستمرت بالمشي وكأن لا شيء قد حدث ، حتى نظرة واحده لم ترمها على هذا الرجل ..
بينما دُهش وإلتفت فوراً الى الفتاة الوقحه التي مرت وأخطأت وغادرت دون حتى إعتذار ولكن غضبه تلاشى عندما وقعت عيناه عليها ..
إنها إليان !!!!
هذا غير معقول ! كيف عادت ؟!!
لقد وُضعت بموقف مُحرج وأمثالها من الطلبة المتفوقون ينهارون تماماً عند أول حادثة كبيره تُشكك بجهدهم !
لم يتوقع عودتها بالمره !!
ضاقت عيناه وهمس: ولكنها لن تستمر ، لن تحتمل مضايقات الطلبه ، مسألة وقت وستُعاود الإختفاء ..
إبتسم بسخريه ، فربما أصلاً أتت لهذا اليوم كيف تنتقل الى مدرسة أُخرى ..
لم أغراضه بإبتسامة عندما تقدمت طالبتين لمُساعدته بعدها إلتفت وغادر بهدوء ..

***








8:00 am


نظرت آليس الى أرجاء المنزل نظرة أخيره وهي تحمل بين يديها الظرف الذي يحوي الصور ورسالة ذلك المسن الطيب ..
لقد عادت الى هذا المنزل من أجل إستعادتهما فتلك هي صور عائلتها الغاليه ولا تُريد خُسارنها ..
فتحت دولاب الملابس لتجد تقريباً أربع قطع ملابس لشابة بمثل عمرها ، لقد تم الإهتمام بها حقاً من طرف المسن ومن معه ..
مر برأسها صوت فرانس وهو يحذرها من الثقة بأحد ..
أخذت نفساً عميقاً بعدها سحبت قبعةً سوداء وحيده ووقفت أمام المرآة ..
لمت شعرها كله الى الأعلى جيداً وغطته بالقبعه ..
حسناً ، قبعة سوداء ومعطف عادي لا يبدو نسائياً على الإطلاق ، هذا أعطاها مظهراً رجولياً بعض الشيء ، هذا التنكر البسيط كافٍ من أجل وجهتها القادمه ..
خرجت من المنزل وذهبت الى أقرب شارع وبقيت واقفةً لدقائق قبل أن توقف سيارة أجره ..
جلست خلفه وأعطته عنواناً حفظته عن ظهر قلب منذ أن أعطاها إياه ريكس ..
خلال دقائق توقفت السياره ودفعت أجرته قبل أن تنظر الى جهة المنزل ببعض التردد ..
في آخر مره تم أخذها منه عن طريق ذاك الرجل الأصلع وجماعته المُخيفه ..
لابد من أنهم لا يزالون يُراقبون المكان ..
عليها أن تكون حذره وتتصرف وكأنها شاب أتى لزيارة صديقه ..
رنت الجرس وخلال ثوان أتاها صوته يقول: من ؟
إبتسمت نصف إبتسامه فيبدو بأنه من بعد حادثة إقتحام تلك العصابة لمنزله وهو حذر في تصرفاته ..
أجابته بهدوء: إنها أنا ..
لم تسمع رداً منه لثوانٍ قليله حتى فتح لها الباب فإبتسمت ودخلت تقول: مرحباً دانييل ..
أجابها بالإبتسامة ذاتها: أهلاً بك ..
ثم ألقى نظرةً خاطفه بالأرجاء ولكنه لم يرى أي أحد بالجوار ..
أقفل الباب جيداً ثم لحق بها الى الصالة الصغيره يقول بشيء من القلق: ما الذي حدث معك ؟! ألم يختطفك ذاك الأرعن وجماعته !
جلست وإبتسمت له تقول: وهربتُ منهم ..
تردد قليلاً فقالت: لا تقلق ، لن أبقى كثيراً ..
دُهش وقال بسرعه: هذا ليس ما عنيته البته !!
أنزلت القبعة وتركت شعرها ينسدل على كتفيها وهو أخيراً قد عاود لونه الطبيعي الأشقر وأصبحت الصبغة القديمة البنيه تزين أطرافه السفليه فحسب ..
نظرت إليه قليلاً بعدها قالت: ماذا ؟ ألن تُقدم لي شيئاً ..؟
إعتذر فوراً يقول: آسف ، ماذا تريدين أن تشربي ؟
آليس: حليب ساخن فلقد تجولتُ اليوم كثيراً ودخل البرد الى عظامي ..
لتُكمل بعدها بهمس وكأنها تُكلم نفسها: رُغم أنه حذرني من الخروج من المنزل ..
ذهب دانييل ليُحظر لها الكوب وهي تنظر إليه لفترة ليست بالقصيره وسألته بعدها: كيف حال إصابتك ؟
إبتسم يقول: لا تقلقي ، أنا بخير ..
آليس: هل عاودوا الرجوع الى هنا ؟
دانييل: ومجدداً أقول لك لا تقلقي ، نعم عادوا ولكن شرطياً يبدو بأنه ليس بشرطي عادي كان بإنتظارهم وقبض عليهم ومنذ يومها لم أرى أي أحد ..
عقدت حاجبها تقول: شرطي ؟ هل إتصلتَ إذاً على ...
قاطعها: كلا كلا لم يحدث ..
إلتفت وتقدم إليها واضعاً كوب الحليب الساخن أمامها بينما جلس على أريكة قريبه وهو يُمسك بكوب آخر وضع فيه بعض القهوه المفضله لديه ..
أكمل كلامه يقول: ألا تعرفينه ؟ يملك عينان زرقاوتان وشعر حالك السواد ! لقد كان يبدو وكأنه على معرفة بك !
عقدت حاجبها بتعجب تُفكر بموصفات كهذه ..
حسناً ريكس يملك شعراً حالك السواد ولكنه ليس بشرطي بل مجرم وغد ..
وهناك أيضاً أبناء عمه فرانس وكين والآخر الكبير وكلهم يمتازون بشعورهم السوداء ولكن لا تضن بأن أحدهم شرطي ..
رغم أنها لا تعرف ما نوع عمل ذاك الأخ الكبير إلا أنها لا تتذكر كونه يملك عينان زرقاوتان ..
من إذاً ؟
أجابته: كلا ، لا أعرف شخصاً بهذه المواصفات ..
تعجب للحضات قبل أن يقول: أوه نسيت ، أنتِ فاقده لذاكرتك فلذا من المحتمل ألا تتذكريه ..
تنهدت بهدوء فهو مُحق بذلك ، لابد من أنه شخص مما كانت تعرفهم قبل فقدانها لذاكرتها ..
سألته: وكيف قابلته ؟
دانييل: بدا لي وكأنه يتعقبك فلقد أتى وسألني عنك وعندما أخبرته عما حدث بدا عليه الإنزعاج منه وكأنه كان يعلم بأن هذا قد يحدث ..
بقيت تنظر إليه لفتره بعدها قالت: إذاً كيف أمسك بهم ؟
دانييل: عادوا بعد فتره على حسب توقعاته وكان بإنتظارهم ، إستفز زعيمهم ليتصرف عكس القوانين وقبض عليه بسببها ..
هزت رأسها بهدوء دون أن تُجيبه ..
علق وقال: لقد أعطاني رقمه في حال سمعتُ شيئاً عنك أو تواصلتي معي ، هل تريدين أن أُخبره ؟
لا تعلم لما ولكنها منذ أن إستيقظت صباح اليوم وجملة فرانس لا تغب عن عقلها ولا لمره ..
لذا ، لن تثق بأشخاص لا تعرفهم ، وأيضاً لا ترى داعياً من مقابلته فهدفها هو واحد لا غير ..
إيجاد أختها الصغرى ..
قالت: كلا ، على أية حال دانييل لقد عُدتُ لسبب واحد فحسب ، سؤال واحد أُريدك أن تُجيبني عليه ..
ظهر التعجب على وجهه وقال: ماهو ؟
صمتت لفتره ثم سألته: ما إسمي ؟
عقد حاجبه يقول: سؤالك غريب ، هل أتيتي من أجل هذا السؤال فحسب ؟
هزت رأسها بالإيجاب فقال: أخبرتُك سابقاً به ، هل نسيته أم ماذا ؟
آليس: آسفه ولكن أريد أن أسمعه مجدداً ..
صمت لفتره قبل أن يقول: هل إستعدتي ذاكرتك ؟
هزت رأسها بالنفي فقال: أمرك غريب ..
آليس: هل سؤالي صعب الى هذه الدرجه ؟ مابك !
تنهد وقال: حسناً ، لقد كان ليندا ..
نظرت إليه لفتره بعدها سألته: أتتذكر إسم والدي أيضاً ؟
دانييل: ليس تماماً ، ولكنه كان من الأسماء المُتداوله ، شيء يدخل فيه حرف السين أو ما شابه ..
آليس وببطئ: أتقصد فـيـنـ...
وصمتت فقال بسرعه: أجل تذكرت لقد كان فينسنت ..
بقيت تنظر إليه لفتره وعقلها يكاد يُجن ..
العالم من حولها يقول بأن إسم والدها هو فينسنت ، وقبل وقت قصير تذكرت ذكرى صغيره لشخص ما يُناديها برين ..
في البدايه من بعد هذه الذكرى أيقنت أن دانييل يكذب عليها لسبب ما وقد أتت لتعرفه ولكنها فوجئت بكونه يعرف إسم والدها !
صحيح لم يتذكره مُباشرةً ولكنه يعرفه !!
في هذه الحاله ماهو إسمها حقاً ! ليندا أم رين ؟!
هل هذا على حق ؟ إذاً ما سبب ذكراها تلك ؟
إنها حتى لم تستطع تذكر وجه من نادها بهذا الإسم ..
لقد كان رجلاً ، إن لم يكن والدها فمن ؟
صديق لها ؟
هذا ليس ما يهم ، الأهم هو أمر إسمها هذا ..
سألته: هل أنت واثق من أن إسمي هو ليندا ؟
تعجب وقال: هل هناك خطب ؟ لا يمكنني فهم إصرارك في هذا السؤال !
أشاحت بنظرها تنظر الى كوبها لفتره قبل أن تهمس: أملك أخت صغرى ، هل تعرف إسمها ؟
أجاب بعد فترة صمت: أعتذر ، علاقتنا لم تكن قوية لذا لا يُمكنني تذكر أنك تملكين أُختاً أصلاً ..
تنهدت ونظرت الى عينيه لفتره قبل أن تقول بهدوء وهي تُراقب ردة فعله: لقد تذكرتُ إسمي وهو لم يكن ليندا ..
إتسعت عيناه للحضه بعدها عاد الهدوء على وجهه وهو الآن بات يعرف سبب إصرارها على ذكر إسمها ..
رشف القليل من كوبه ولم يُعلق على كلامها مُطلقاً ..
قالت له بهدوء بعدما طال صمته: أخبرني ريكس بهذا ، لم يقلها مُباشرةً ولكنه كان يُلمح لمسألة أنك كاذب ..
عقد حاجبه ونظر إليها فأكملت: قال لي جملة لم أفكر فيها مطلقاً ولكن بعدما إستعدتُ ذكرى إسمي راجعتُ جملته وفكرتُ فيها وتذكرت الموقف الذي حدث عندما ذكرت هذه الجملة لك ..
دانييل: فسري كلامك ..
آليس: غضبتُ عليه جداً عندما طردك من أمام المنزل وغضبتُ أكثر عند معرفتي بعودتك وطردك مجدداً ، في الأخير أعطاني عنوانك وقال لي أخبريه عن حالك الآن وعن كونك لم تعودي تعيشي معنا ..
نظر إليها بهدوء فأكملت: عندما أتيتُ إليك أخبرتُك بهذا ، عن كوني لم أعد معهم فسألتني متى سأعود للعيش معهم ، ولما أخبرتُك بأني قطعاً لن أفعل بدت الصدمة الكبيرة على وجهك ونطقت بجملة لم تستطع إكمالها بسبب رن الجرس وحظور المجرمين آنذاك ..
صمتت للحضه ثم سألت: هل ما أُفكر به صحيح ؟ أعني حتى عندما فتحت لي الآن لم تُبدي سعادة كبيره بوجودي كما كُنتَ تفعل سابقاً .. أخبرني الصدق يا دانييل ..
بقي ينظر إليها لفتره ليست بالقصيره بتاتاً ..
لم تُعلق ولم تُكرر سؤالها وبقيت هادئه تنتظره يتحدث حتى قال أخيراً بهدوء: عندما أتيتُ للمنزل للمرة الثانيه شاهدني المدعو بريكس ، حاولتُ أن أكون لطيفاً معه ولكنه قال لي بشكل مُباشر "أنا أعرف أشكالك ، تتظاهر بكونك تتذكر الفتاة فقط كي تحصد المال من العائله الثريه التي تهتم بها" ، صُدمت من كلامه وحاولتُ الدفاع ولكن ردوده كانت مُلجمه وطلب لي الأمن وقتها ..
وسكت بعدها فقالت: إذاً ... كان مُحقاً ؟
إبتسم نصف إبتسامه وأجاب: حسناً ، تقريباً ..
دُهشت للحضه فشرب رشفة من كوبه ثُم نظر الى عينيها وأكمل: ولكن لدي أسباب أُخرى أيضاً .. هل أنتِ مُهتمة بسماعها ؟
بقيت تنظر إليه بهدوء قبل أن تُشيح بوجهها تنظر الى الفراغ وهي تهمس: لا ..
لقد ، صدمها ..
أكثر مما تعتقد ..
وثقت به ورأته طوال الفترة الماضيه حبل نجاتها وخيط أملها ولكن كُل هذا كان سراباً وكذباً ..
تحدث متجاهلاً إجابتها قبل قليل وهو يقول: أنا شاب عاطل أكثر مما تتخيلين ، أُريد المال ، أنا حقاً أُريده بأي طريقة وثمن وحينها وقعت صورة بلاغ إختفائك بين يدي ، وهُنا كان الفرج ..
شدت على أسنانها لتقول دون أن تلتفت إليه: أخبرتُك بأني لم أعد أُريد سماع شيء منك ..
أكمل من دون مُبالاه: العنوان الموضوع كان ينتمي لعائلة ثريه وهذا يعني المجد بالنسبة لي ، لن أتظاهر بكوني من عائلتها لأنه حينها سيتحتم علي أخذها من عندهم ، لذا تظاهرتُ بكون جار قديم ، مثل هذا التظاهر سيجعلني قريباً من هذه العائله وبكل شهامة سأتطوع للبحث بنفسي عن عائلتها لكوني أعرفهم لذا حينها سيدفعون لي الأموال كمُساعدة لي في بحثي ، أردتُ إستنزاف أموالهم بهذه الطريقة شيئاً فشيئاً ..
آليس بهمس: يكفي ، أنت قذر في عيني لذا لا تُحاول أن تبدو أكثر قذارة مما أنت فيه ..
دانييل بشيء من الإحباط: ولكن إبن العائله أبدى عدائية كبيرة تجاهي وهنا شعرتُ بأن خطتي في طريقها للفشل وخاصةً بعدما قابلته للمرة الثانيه ..
نظر إليها وهي لا تزال تُشيح بنظرها عنه وقال: ولكن أخبرتُك فهذا ليس سببي الوحيد ..
صمت قليلاً بعدها قال: صورتك لم تكن غريبةً عني ، تذكرت فتاة ما رأيتها قبل فتره كانت تُشبهك للغايه لذا ضننتُ بأنها أنتِ وحينما قابلتُك تأكد لي هذا الضن فلقد كانت أنتِ بالفعل ..
ضاقت عيناها للحضه فأكمل: لا أعتقد بأنك ستتذكريني حتى لو لم تكوني فاقده لذاكرتك ، أنا حتى لم أرك سوى لمرة واحده برفقته ، برفقة وغد سافل أكرهه حتى الموت ، شعرتُ بأنه عندما أستغلك سأكون بهذا إنتقمتُ منه ، وهذا الذي جعلني لا أعرف إسمك مطلقاً ولكني بالمُقابل أعرف إسم والدك ..
إلتفتت ونظرت إليه فقال: آسف لكوني وغداً ولكن ضعي اللوم عليه وليس علي ..
وقف وأخذ كوبه الى ركن القهوة الخاص به كي يملئه من جديد وهو يُكمل: لذا أنصحك من الآن وصاعداً الإبتعاد عني فكرهي لذلك الوغد شديد لذا لن أتردد بإستغلال وأذية كُل من لهم علاقة به ..
إبتسم وأكمل: وإعذريني لأني لن أُجيبك عندما تسأليني عن هويته ، فهذا أيضاً نوعاً من الإنتقام لأني أعرفه جيداً ، لو سمع فقط بكونك مختفيه فسيقلب العالم على رأسه بحثاً عنك ، هذا يُسعدني ولا أريد منه أن يجدك مُطلقاً ..
تنهد وهمس: آسف لأني وغد الى هذه الدرجه .. لو عرفتي ما فعل بي لعذرتيني على هذا ..
همست بنبرة حقد: يستحيل أن أعذرك ..
إبتسم وقال: سنرى حينها ..
تركت كوبها وعاودت إرتداء قبعتها قبل أن تلتفت وتخرج الى الخارج ..
إتكأت بظهرها على جدار المنزل الخارجي قبل أن تهمس: إنه وغد حتى النُخاع ..

***


طُعُوْن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس