عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-20, 12:32 AM   #112

طُعُوْن

كاتبة بمنتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية طُعُوْن

? العضوٌ??? » 328503
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 648
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » طُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يامقيدني وأنا حر الجناح..لآتبعثرني وأنا بك ممتلي..!
افتراضي

1:34 pm


خرج آندرو من أحد مكاتب الدكاتره وعلامات الضيق واضحة للغايه على مُحياه ..
مشي بخطوات شبه سريعه وعيناه تدوران بالمكان على أمل أن يُصادفها فهذا المبنى يحوي على فصولها الدراسيه التي تتردد إليها ..
يريد رؤيتها وفي الوقت ذاته لا يريد فلا زال يشعر ببعض الخجل منها بعد تلك الحادثة المزعجه ..
تباطئت خطواته تدريجياً وهو يراها تقف ببرود مع زميلتها أمام شابان على نهاية الممر ..
تردد بعض الشيء ، هل يُحادثها أو لا ؟
ولكن لا يستطيع ، يُريد أن يوصل إليها وجهة نظره فما تفعله خطير وقد يضرها ..
هو لا يريد لها الضرر مُطلقاً ..
شاهدها ترحل من أمام الشابين الغاضبين برفقة زميلتها فعرف أنهما كانا يضايقانها وكعادتها ردت لهم الأمر بشكل مضاعف ..
إبتسم وهمس: إنها تُشابه ريكس في الردود المُلجمه ..
تنهد وقرر أخيراً اللحاق بها والتحدث معها رغم أنه يخشى ردة فعلها ..
خرجا الى الساحة الخارجيه وبعد أن مشيا فيها لخطوات جائهما صوت آندرو يقول: لحضه يا فتيات ..
توقفتا وإلتفتتا الى الخلف لتتسع عينا إحداهما والتي لم تكن سوى إليان وعندما إلتفت مجدداً لتتجاهله كان قد جائها من الأمام وإعترض طريقها ..
تنهد وقال: هل يُمكنني أخذ بضع دقائق من وقتك ؟
إحتدت نظراتها الحاقده وهمست: لا أتحدث الى مُجرمين ..
وعندما مشت يساراً لتتجاوزه قطع طريقها مُجدداً يقول: خمس دقائق فقط إيلي ، صدقيني ..
شعرت بالغضب وقالت بحده: لا تنادي بهذا الإسم !
نظرت جيسيكا إليهما قليلاً قبل أن تلتفت وترحل قائله: سأسبقك الى الخارج ..
إتسعت عينا إليان بدهشه وهي ترى صديقتها ترحل وتتركها !
ألا تعلم هذه عن مقدار كرهها له فلما ترحل وتتركها معه ؟!!
جائها صوت آندرو الهادئ يقول: أنا سعيد لكونك لم تُكسري وعُدتِ بقوة غير متوقعه ولكن ما تفعلينه خطأ ..
نظرت إليه بحده فأكمل كلامه: أوافقك بأمر التحقيق هذا ولكن أُعارضك في إدخال حتى دكاترتك ضمنه ! هذا ليس جيداً لك إليان ، سوف تزرعين الكراهية فحسب بينك وبينهم ! علاقات الثقه والإعجاب التي بنيتِها طوال العام الماضي وهذا العام ستتهدم تماماً وستحكمين على نفسك بالتعاسة في بقية سنوات دراستك ، أنا أحدهم ومن بينهم لذا أعرفهم حق المعرفه ، لن يتوانون في الضغط وحتى الإنتقام بكُل الطرق سواءاً بالبحوثات أو الإختبارات ، مهما كُنتِ ذكيه ومجده فلا أضمن أنك ستجدين درجات تُعادل جهدك ، صدقيني إليان ..
ضاقت عيناها تقول: رغم معرفتك بكوني أتعب وأنزعج من مجرد رؤيتك تأتي بكل وقاحه وتُحادثني !
زادت الحدة في صوتها تقول: كف عن التصرف وكأنك تهتم لأمري ! هذا يشعرني بالغثيان ! أخبرتُك أن تتظاهر وكأنك غريب تماماً عني لذا إستمر بذلك ودعني أتصرف وفق هواي أنا فأنا لستُ طفلة لتُشكك بقراراتي !!
بعدها إلتفتت وغادرت من أمامه وهو ينظر إليها بهدوء تام قبل أن يهمس: لما لا يُمكنها أن تُفكر بعقلانيه ولو قليلاً ؟
"هذا يشعرني بالغثيان !"
ضاقت عيناه ببعض الضيق قبل أن يخرج ويذهب الى سيارته عائداً لمنزله ..

دقائق قليله حتى وصل الى العمارة وصعد الى شقته ..
توقف مندهشاً عندما رأى أخاه الأكبر ثيو يقف بهدوء مستند على باب الشقه وينظر الى موطئ قدمه بشرود كبير بينما يخبئ يديه في جيب معطفه الطويل ..
تقدم منه يقول: ثيو ؟
رفع ثيو عينيه الزرقاوتين ونظر الى أخاه لفترة ليست بالقصيره فقال آندرو: كان عليك الإتصال بي وسأطلب حينها من مديرة العمارة أن تُعطيك مفتاحاً إحتياطياً ، لما تُتعب نفسك بالإنتظار ؟
قالها وهو يُخرج مفتاح شقته ويدخل الى الداخل فدخل ثيو من بعده دون أن يُعلق وذهب الى الصالة ..
جلس على الأريكة ينظر الى آندرو الذي ذهب الى غرفته يضع كتبه وملفاته قبل أن يخرج ويقول له: أتريد شرب شيء ما ؟
ثيو: أُريد التحدث إليك فحسب ..
تعجب آندرو فتقدم وجلس على أريكة أُخرى يقول: أقلقتني ، هل هُناك أمر ما ؟
أكمل بعدها بشيء من الخوف: هل قرر حبيب روانا موعد زواجهما ؟
عقد ثيو حاجبه يقول: ولما تسأل بهذا الخوف ؟
هز آندرو رأسه نفياً وهو يعلق: لأنه من الرعب أن يرتبط بها ، لقد أحببته لذا من الطبيعي ألا أتمنى له حياةً تعيسه !
رفع ثيو إحدى حاجبيه يقول: مغفل ..
ضحك آندرو وقال: حسناً حسناً في ماذا أردتني ؟
سأله ثيو بهدوء: كيف تعرفت على ريكس ؟
تعجب آندرو من سؤاله وقال: لما تسأل شيئاً كهذا ؟
ثيو: فقط متعجب من كون مُعيد بالكليه يُصادق رجل أعمال ، لدي فضول لأعرف كيف تعرفتما على بعض ..
آندرو: ليست بالقصة المُثيره لتتحمس بشأنها ، أعني ....
قاطعه ثيو: من إقترب من الثاني أولاً ؟
إبتسم آندرو رُغماً عنه يقول: لقد كان أنا ..
عقد ثيو حاجبه وسأل بعدها: ولما تضحك ؟
آندرو: ههههه فقط تذكرتُ كم كُنتُ مُزعجاً حينها ، أعني لقد صدني مرات عده ولكنني أصررتُ على عقد صداقة معه ..
ثيو: وما الذي جعلك تُصر على ذلك بينما كان لا يُريد هو الأمر ؟
إختفت إبتسامة آندرو قليلاً وصمت لفتره قبل أن يقول: لا أعلم ، لقد أثار فضولي ... أو رُبما شفقتي ، لا أعلم بالضبط ..
صمت قليلاً وأكمل بعدها: بدا لي حينها كالذئب ولا زلت أراه هكذا ، شرس وقح ولا أحد يرغب بالإقتراب منه ، لقد كان كالذئب الوحيد في نظري ، لا صديق وحتى علاقته بأسرته وأخوته سيئه ، فقط لأن شخصيته صعبه تركه الكثير ، أردتُ حقاً أن أكون صديقاً لذلك الذئب الوحيد ..
نظر إليه ثيو لفتره قبل أن يقول له بهدوء: تصادق مع الذئاب على شرط أن تكون فأسك مستعده يا آندرو ..
نظر آندرو إليه بشيءمن الإنزعاج فأكمل ثيو: فالذئاب ليست فقط وحيده ، بل سيئه وخائنه ، غادره ومُخادعه ..
زاد إنزعاج آندرو وقال: ماذا ؟ هل شربت الشاي مع روانا وأقنعتك بترهاتها !! ثيو لم أضنك يوماً تحكم على الآخرين دون أن تُقابلهم حتى !!!
ثيو: وماذا لو قابلتهم ؟
آندرو بحده: لم يحدث فلو حدث فلم تكن لتقول مثل هذا الكلام !
وقف ليُنهي هذا الحوار الذي أصبح مُستفزاً وقال: سأطلب بعض الطعام ..
ثُم إتجه الى الهاتف ورفع السماعه فجائه صوت ثيو وهو يقف قائلاً: لا تطلب لي شيئاً ..
إتجه الى باب الخروج وآندرو يراقبه بنظراته المنزعجه حتى خرج ..
أغلق الهاتف وجلس واضعاً رأسه بين يديه بضيق شديد من كلام أخاه هذا ..
إنها روانا المُزعجه من دون شك ..
سُحقاً لها !

***








3:12 pm


نزل ريكس من سيارته ودخل بهدوء الى منزل كارمن الشاسع والذي يكفي لتواجد أعضاء منضمتها بشكل دائم ..
إتجه بهدوء الى حيث يكون باتريك حتى وصل الى غرفة أنيقه يجلس فيها باتريك على الأريكة وهو يتحدث مع بوفير الذي يجلس على أريكة أُخرى ..
توقفا عن الحديث عندما دخلا عليهما فتقدم جلس على أريكة أخرى في حين سأله باتريك: أحقاً ما سمعت ؟
لعنهم ريكس بداخله فهم لم يكتموا الأمر كما طلب منهم ، على أية حال أمر كبير كهذا لم يكن ليظل طي الكتمان لفترة طويله ..
أجابه بهدوء: أجل صحيح ..
شعر باتريك بشيء من الغضب وهو يقول: وتُجيبني ببرود أيضاً ! إنها كارثه إن كُنت لا تعي حجم الأمر ..
نظر ريكس إليه وقال: أعلم هذا ، أنا المسؤول لذا سأتصرف في الأمر ..
تحدث بوفير يقول: ألا تعلم بأن الشرطة صباح اليوم بدأت بالتحقيق حول المخزن ؟
عقد ريكس حاجبه وبشكل مُباشر طرأ برأسه صورة ثيو ، يبدو بأنه من بلغ عن الأمر ..
أكمل بوفير حديثه: المخزن تحت إسم مزيف وأوراق مزيفه ، الأمر لن يمر مرور الكرام على الشرطه وسيكثفون التحقيقات وقد تطول ، والأسوأ أن المخزن قريب من منطقة تهريب بضائعنا لذا لن يمكننا طوال تلك الفترة أن نفعل أي شيء وستتوقف أعمالنا لفترة غير محدوده ، هذا إذاً لم تسوء الأمور ويجدون خيطاً قد يدلهم علينا أو على أحدنا على الأقل ، الأمر مخيف بالكامل فهل حقاً أنت تعي حجم هذا الأمر ؟ ناهيك عن الأشخاص الذين قد وقعوا عقودهم معنا ! كيف سنسلمهم البضائع ؟ لا تنسى بأن أهمهم موعد تسليم بضاعته هو الليله ! وبضاعته هذه دُمرت بالكامل ! ماذا ستفعل ؟ كيف ستحل الأمر ؟
لم يُجبه ريكس على تساؤلاته الصعبة هذه ..
هو يعلم حجم هذه الكارثه ولكنه لم يستطع التوصل الى أي طريقة لحلها وخاصةً لحل أمر البضاعة التي دُمرت بالأمس !
باتريك بهدوء: كيف نشب الحريق في المخزن ؟
ريكس: لا علم لدي ..
باتريك: توجد كاميرات لداخل المخزن أيضاً فلما لم تتفقدها ؟
ريكس بهدوء: كُنتُ منشغلاً بتفقد الكاميرات الخارجيه وعندما نشب الحريق لم أملك وقتاً لتفقدها وخاصةً أنها لابد وأن تكون تضررت أيضاً ..
باتريك: ماذا لو لم تتضرر غرفة الكاميرات يا ريكس ؟ أتعلم ما يعنيه هذا ؟
إتسعت عينا ريكس بدهشه فهو لم يُفكر في هذا الأمر مطلقاً ..
التسجيلات المُباشره لابد من أنها إلتقطته هو ومن معه عند دخولهم للمخزن !
صورته بالتأكيد ستصبح بين يدي الشرطه !
باتريك: نظراً الى صدمتك فهذا يعني بأنك لم تُدمرها !! لقد قالوا لي عن كونك هرعت الى الداخل لذا ضننتُ بأن السبب هو تدمير الأدله ، إن لم يكن هذا سببك فماهو ؟
لم يُجبه ريكس على سؤاله فقال باتريك بهدوء تام: هل الحريق جاء مُصادفه أم أنه مُتعمد ؟
نظر ريكس إليه في حين عقد بوفير حاجبه يقول: ماذا تقصد ؟
تحدث باتريك يقول وعينيه على ريكس: أجبني على سؤالي ..
بقي ريكس ينظر إليه بهدوء تام قبل أن يقول: كثرت الشكوك قد تدعو الطرف الآخر الى الخيانه ..
باتريك: ماذا لو كان خائناً من الأصل ؟
ريكس: أثبتها بالأدلة أو أغلق فمك فالشك لوحده ليس دليلاً إلا على كون روحك ضعيفه ..
باتريك ببرود تام: مقاطعة ******* شارع الـ***** شقه ثمانيه بالعمارة السادسه ، أتعرف هذا العنوان ؟
إتسعت حدقتا عين ريكس فهذا هو عنوان الشقة التي إستأجرها ليُخبئ فيها آليس لفترة من الزمن ، كيف عرف عنها ؟
هل .... قبضوا عليها ؟
لا ، لن يتسرع بالحديث ..
أجابه ببرود: من الوقاحة أن تبحث خلف أمور خاصةً بي لا علاقة لها بعملنا ..
باتريك: أوليس من الغريب أن تُستأجر الشقة في ذات اليوم الذي هربت فيه تلك الفتاة ؟
ريكس: الشكوك العقيمة لا أرد عليها ..
وأكمل في نفسه: "لم يأتِ بذكرها ، يبدو بأنها سمعت لكلامي ولم تفتح الباب لأي طارق ، غريب منها هذه الطاعة المُطلقه" ..
باتريك: ماذا تُفسر إذاً وجود متعلقات نسائيه في الشقه ؟
حافظ ريكس على ملامح وجه من الدهشة التي حلت عليه ..
هذا يعني بأنه فتش فيها !!
لحضه ؟ متعلقات نسائيه ؟!!
إذاً لم يجدوها بالداخل ..
إبتسم بسخريه هامساً لنفسه: "كُنتُ أعلم بأنها يستحيل أن تُطيعني" ..
باتريك: لم تُجبني ؟
وقف ريكس وقال بسخريه: ربما كُنتُ أُخبئ فيها خليلتي السريه ، وربما إستأجرتُها لأُختي التي تركت المنزل منذ أيام ، الخيارات كثيره فكر بها لأني حتماً لن أعطيك إجابة ..
بعدها أكمل بهدوء: وأتمنى بأن تكف عن التقصي خلفي لأني ضقتُ ذرعاً بك وصدقني سأرفع شكوى بخصوص أفعالك هذه ..
بعدها إلتفت متجهاً الى الخارج فقال بوفير: لحضه ريكس ماذا بخصوص حادثة المخزن ؟!! نحنُ هنا كي نناقشها و...
قاطعه ريكس: مشكلتي وأنا من سيحلها ..
بعدها خرج وأغلق الباب خلفه فنظر بوفير الى باتريك يقول: وماذا عنك ؟ لما بدأت بخلق شكوك خارج مجال حديثنا ؟ أتعجب لأمرك حقاً !

خرج ريكس وفتح هاتفه وأرسل رسالة الى آليس يتمنى فيها أن تسمع كلامه لهذه المرة على الأقل ..
في الجهة الأُخرى ..
كانت آليس تمشي بهدوء تام على الرصيف وشاردة الذهن تماماً ..
أخرجت هاتفها عندما وصلها صوت رسالة ما ففتحتها ..
عقدت حاجبها وهي تقرأ "الشقة مُراقبه ، لا تعودي إليها وسأُدبر لك مكان آخر قبل أن ينتهي هذا اليوم" ..
نظرت الى الرسالة بهدوء لفتره بعدها نظرت الى العمارة التي أصبحت قريبةً منها للغايه ..
تنهدت وإلتفتت تتجه الى المقهى لتجلس فيه حتى يرسل لها مُجدداً ..
إبتسمت هامسه بسخريه: غريب ، لما أنا أستمع إليه ؟

***








4:33 pm


دخلت إليان الى فيلا والدتها بعد فترة غياب عنها ..
إبتسمت إحدى الخدم عندما رأتها وقالت: سعيدة برؤيتك ..
نظرت إليان إليه ثم إبتسمت بهدوء هامسه: شكراً ..
حالما إتجهت الى الدرج رأت المُربية تحمل صحن طعام وتصعد به الدرج فنظرت إليان إليها لفتره ثم سرّعت خطواتها حتى أوقفتها تقول: أتركيه ، سآخذه أنا إليه ..
بدأ التردد واضحاً على وجهها فسحبت إليان منها الصحن وقالت: أمرتُك أن تتركيه صحيح ؟
هزت المربية رأسها تقول: كما تُريدين ..
صعدت إليان درجة واحده قبل أن يصلها صوت بارد مرتفع يقول: ماذا تفعلين إليان ؟
إتسعت عينا إليان بصدمه ونظرت الى الخلف لتجد والدتها قد عادت لتوها من الخارج ..
نظرت والدتها إليها ثم الى المربية والطعام ، كان من الواضح أنه طعام أُعد لطفل ..
عاودت النظر الى إليان تقول: أجيبيني ..
صمتت إليان قليلاً قبل أن تقول: لم أتناول طعام غدائي بعد ورأيتها تحمل الصحن ، لا يمكنني الإنتظار لذا قررتُ أكله فلدي الكثير من الأمور علي إنجازها قبل أن تغرب الشمس ..
لم تقتنع جينيفر بإجابتها تماماً فقالت: حسناً ، على اية حال لما غِبتِ كُل هذه الفترة عن المنزل ؟
إليان: كالعادة درجة سيئه ، لا تذكريني بالأمر يا أمي ..
تنهدت جينيفر تقول: حسناً ولكن حاولي السيطرة على مشاعرك المرة القادمه ، لقد قلقنا عليك كثيراً ..
إبتسمت إليان تقول: سأُحاول ..
بعدها صعدت الدرج وإتجهت الى غرفتها ..
وضعت الصحن على السرير وجلست بجانبه وهي تأخذ نفساً عميقاً ..
نظرت الى الصحن بهدوء قبل أن تهمس: لقد حذرت الجميع من الإقتراب من الغرفه ، كِدتُّ أن أورط نفسي ..
بقيت تنظر الى الصحن لفترة ليست بالقصيره قبل أن تهمس: منذ متى لم أره ؟ في آخر مره وجود ريكس منعني من الدخول ، هذا يعني بأنه قرابة ثلاثة أشهر لم أجلس وأتحدث معه ..
شدت على أسنانها بشيء من الألم وهي تهمس: على قدر كرهي لريكس إلا أنه الوحيد الذي يعصي الأوامر ويزوره بإستمرار ، ليتني أملك شجاعته هذه ..
رفعت عيناها بهدوء الى باب الغرفه وهي تتذكر ذاك الحدث قبل أربع سنوات عندما فتح عليها الباب ..
كان وجهه هادئاً كعادته وقال لها بكل هدوء "هل تأتين معي"
وعندما سألته عن السبب أجابها "إيدن مريض وسآخذه الى المشفى"
صدمها كلامه آنذاك ، كيف يجرؤ على عصيان الأوامر بكل هذا الوضوح ؟!!!
إنه نوع العصيان الذي ترغب بفعله ولكنها لا تستطيع ..
همست بهدوء: ليتني أمتلكها ، شجاعتك وعدم إلتفاتتك لكلام الآخرين ..
قبضت على يدها لفتره ليس بالقصيره قبل أن تقف وتأخذ الصحن معها ..
خرجت من غرفتها بهدوء وتلفتت حولها فلم ترى أي أحد ..
إتجهت مُباشرةً الى جناح إيدن الخاص ..
ما إن وصلت الى الباب حتى تنفست الصعداء فلقد خشيت أن تراها والدتها ..
فتحت الباب فإلتفت إيدن بسرعه وبخوف بإتجاه الباب ..
شعرت بالدهشة من ملامحه المرتعبه التي إختفت تدريجياً وهو يقول بسعاده: إليان !
إبتسمت له ودخلت حاملةً صحن غدائه تقول: كيف حال صغيري ؟
إيدن: سعيد للغايه ..
نظرت الى وجهه قبل أن تُجهز له طاولة طعامه تقول: ولكن التعب يبدو واضحاً على وجهك ..
إيدن: رؤيتك تجعل الكل بخير ..
شعرت بشيء من الحزن على كلامه فوضعت الصحن على طاولة طعامه وهي تقول: غريب لما تتناول طعامك متأخراً ؟
أجاب: لم أستيقظ مُبكراً ، المهم كيف حالك إليان ؟ لم أرك منذ زمن طويل ..
جلست على أريكة بالقرب من كرسيه المتحرك وقالت: أنا بخير ، إنشغلتُ ببعض إختبارات الكليه إعذرني عزيزي ..
إيدن: لا عليك أنا لا أغضب منك لأني أُحبك ..
إبتسمت تقول: وإليان أيضاً تُحبك ..
شعر بالسعاده فأخذ ملعقته وبدأ بتناول طعامه وهي تنظر إليه بهدوء ..
يده ... لقد كانت ترتجف ، يُمكنها رؤية ذلك من مسكته للملعقه ..
نظرت الى وجهه ، من الواضح أنه متعب للغايه ولكنها لا تجرؤ على التأكد من الأمر ..
تخشى أن تكتشف حقيقة كونه محموماً أو تعباً لأنها لو كشفت ذلك فليس لديها الجرأه على أخذه الى المشفى ..
إتسعت عيناها بدهشه عندما فجأه بدأ بالسُعال وإخراج كُل ما أكله من معدته ..
وقفت من فورها وإلتفتت حولها حتى وجدت فوطةً صغيره ، أخذتها وبدأت تمسح على ظهره واضعةً الفوطة أمام فمه وهي تشعر بالألم من حجرشة حلقه وإحمرار وجهه ..
إنتهى من إستفراغه فبدأت تمسح فمه بالمناديل وأبعدت طاولة الطعام المتسخة عنه ..
جلست أمامه ناظرةً الى وجهه المُتعب تقول: مابك عزيزي ؟ هل غصيت بالطعام أم ماذا ؟
حاول الإبتسام وهو يقول: لا أدري ربما ، آسف على التسبب لك بالمتاعب ..
نظرت إليه بحزن وهي تشعر بحرارة جسده تخترق يدها التي تضعها على ظهره ..
هو مريض هذا واضح للغايه ..
سألته: أنت مريض ؟ أتشعر بالتوعك ؟
هز رأسه نفياً يقول: كلا كلا لا تقلقي ..
شدت على أسنانها تهمس بداخلها: "تصرف كطفل طبيعي !! أرجوك إبدأ بالتشكي بدلاً من ألا تُحملنا القلق" !
لا تعلم ماذا تفعل ، هي مُحتارة للغايه ..
لحضه !!
هناك حل بسيط !
طبيب العائله جان ، تستطيع أن تطلب منه هذه الخدمه سراً وسيِلبي لها الخدمة دون شك ..
أخرجت هاتفها النقال بحثاً عن إسمه فسألها بتعجب: ماذا تفعلين ؟
أجابته: طبيب عائلتنا ، لا تقلق سأطلب منه أن يُبقي الأمر سراً ، سأستدعيه بحجة كوني أنا المُتعبـ...
قاطعها بسرعه ماداً يده أمام شاشة هاتفها يقول بكل خوف ورعب: لا أرجوك لا تفعلي !!!
تعجبت ونظرت الى وجهه الذي يكسوه الرعب وسألت: لما ؟
توتر للغايه وقال بعدها: أخبرتُك بأني بخير لا تقلقي لأجلي أختي ، أرجوك ..
نظرت إليه لفتره وهي تشعر بأن سبب الرفض القاطع قبل قليل لابد من أن يكون قوياً ..
المسألة ليست مسألة أنه لا يُريد أن يقلق عليه أحد ..!
هل إذاً هو خائف من أن تكتشف جينيفر الأمر وتُعاقب ؟
صُدمت عندما بدأ مُجدداً بالسعال الحاد فوضعت المناديل أمام فمه ولأنه أخرج كل طعامه قبل قليل أصبح فقط يُخرج بعض أحماض معدته مع قطرات من الدم ..
إتسعت عيناها على وِسعها وهي ترى الدم وقالت بحده وبخوف عارم: إيدن !!
توقف عن السُعال وحاول أن يبدو طبيعياً قدر المُستطاع وهو يقول لها: لا بأس أختي ، إنها حرارة عاديه ، أعطني مخفضاً لها وسأكون بخير ..
هزت رأسها نفياً وهي لا تُصدق ذلك !
هو مريض بشده !! ربما إكثر بكثير مما تتوقع !
خروج دم من الجسد ليس بالأمر الشائع ! إنه أمر خطير من دون شك !!
كلا ، كلا كلا لا يُمكنها أن تتجاهل هذا الأمر مُطلقاً !!
لا يُمكنها ذلك ..
ضغطت على هاتفها وهي تشعر بكره تام لنفسها ..
تُريد أن تفعل شيئاً ولكنها لا تعرف ماذا تفعل !!
لم يسبق لها عصيان والدتها ، لطالما كانت والدتها رمزاً للطاعه ولم يجرؤ أحد لا هي ولا أخاها إدريان أن يعصيانها بشيء ..
ماذا تفعل ؟!!! تشعر بخوف شديد ..
إنتفض جسدها عندما لامست أصابعه الصغيرة وجهها فنظرت الى إبتسامته البريئه وهو يقول: أختي لا تُظهر هذا الوجه ، أنا بخير ..
بدأت إبتسامته اللطيفة هذه تهتز بعينيها ..
لما ؟! لما وجهه يصبح مشوشاً هكذا ؟
رفعت أصبعها ومسحت تلك القطرات الحاره التي تجمعت في عينيها ..
سُحقاً سُحقاً !!!
فتحت هاتفها ، حتى لو كانت تكرهه وحتى لو كان آخر شخص في العالم تريد محادثته أو طلب مُساعدته !!
لا يُمكنها البقاء دون فعل شيء ، لا يُمكنها أن تتصرف وكأن لا شيء يحدث ..
ظهر الخوف على وجهه وهو يقول: ماذا تفعلين ؟ أرجوك لا أُريد الطبيب جان أرجوك أختي !!!
وضعت الهاتف على أذنها وهي تنظر إليه بشيء من التعجب ..
هو ... كيف يعرف إسمه ؟

***








4:56 pm

مشي بسيارته بهدوء في هذه المنطقه وهو يرمي بنظراته يُمنةً ويُسره ..
لم يرى أي شيء غريب لذا لو كان هُناك من يُراقب فهو بالتأكيد يُراقب العمارة فحسب لذا الشارع الذي يفتح عليه باب المقهى هو بعيد عن الأنظار وبزاوية حادة أيضاً ..
أوقف سيارته أمام المقهى ومن مكانه نظر الى الأشخاص الذين بالداخل عبر الزجاج الكبير على طول مقدمة المقهى ..
عقد حاجبه عندما رأى شخصاً يرتدي معطفاً ويلبس قبعة تُغطي مُعظم ملامحه .. هو الوحيد الذي لم يلمح ملامحه كالبقيه إذا هذه هي من دون أدنى شك ..
حسناً من الجيد أن تعي الخطر الذي هي فيه لذا تُخفي نفسها جيداً ..
أخرج هاتفه وأرسل رسالة لها وبعدها راقبها من مكانه ..
شاهد هذا الشخص يُخرج هاتفه النقال وينظر إليه وبعدها يلتفت الى الزجاج لينظر الى السيارة التي تنتظر في الخارج ..
كما توقع لقد كانت هي ..
خلال دقيقتين كانت قد خرجت من المقهى وجلست بجواره فحرك سيارته قائلاً: من الخطر أن أستأجر لك شقة أُخرى فعلى ما يبدو بأنهم يراقبون مخرج مصروفاتي لذا يعرفون كُل شيء أشتريه أو أستأجره عن طريق البطاقه ..
أكمل بعدها: ولا يُمكنني سحب مبلغ مالي وأدفع المبلغ مباشرةً فهذا سيزيد شكوكهم ليس إلا ..
بعدها صمت لفترة ليست بالقصيره فهمست له: أُريد التحدث معك على إنفراد ..
أجابها: ليس اليوم فلدي عمل مهم علي انجازه ..
نظرت إليه آليس لفتره بعدها قالت: لن أُطيل حديثي ، نصف ساعة ستكون كافيه ..
رد بعد فترة صمت قصيره: حسناً لا بأس ..
أكمل في نفسه: "ربما تكون هذه المرة الوحيدة التي أستطيع محادثتها فأنا على يقين بأن باتريك سيتمادى مُستقبلاً ويُعين أشخاصاً ليُراقبوا تحركاتي"
بعد فترة من الوقت توقف أمام منزل .. بل قصر كبير كئيب المظهر فلقد نمت الأحشاش على جدرانه الخارجيه وأصبح يبدو كمسكن للأشباح ..
نظر إليها لفتره بعدها قال: ستبقين هُنا ، لا يغرك المظهر فهو آمن وخالي من الأشباح إن كُنتِ تخشينها ، فقط لا تُغادريه مطلقاً ، ستجدين غرفة واحده مرتبه ونظيفه وصالحه للنوم ..
أكمل بعدها: لا بأس سأُريك أين هي ..
أمسك مقبض بابه ولكن رن هاتفه جعله يتراجع ، أخذ الجوال كي يرى المتصل في حين نزلت آليس وأغلقت الباب خلفها تنظر الى المظهر الخارجي للمكان ..
بقيت عينا ريكس المدهوشتان مُعلقتان على الهاتف وهو يرى إسم أخته إليان !
هي ... منذ فترة طوييله لم تتصل به مُطلقاً !!
لما الآن ؟! ماذا حدث ؟!
أجاب عليها ليسمع صوتها تقول: ألو ؟
رد: أهلاً إليان ..
بقيت صامته لفتره قبل أن تقول: يُقززني أن أتصل بمجرم ولكن لم أجد غيرك ليُساعده ..
شعر بضيق من جملتها الأولى قبل أن يسأل: يساعده ؟ ماذا تعنين ؟!
بدأ التوتر والخوف في صوتها وهي تقول: إيدن ، إنه مريض للغايه لدرجة أنه يسعل دماً ، يجب أن يرى الطبيب في الحال ..
دُهش من كلامها وقال: حسناً حسناً أنا قادم في الحال ..
أغلق الهاتف بعدها تذكر أمر آليس والكلام الذي تريد قوله له ..
تردد قليلاً بعدها فتح نافذة بابها وعندما فتح فمه ليُنادي عليها شعرت بشيء من الضيق فهو لا يُريد أن يُسميها بآليس ..!
بعد فترة قصيره قرر أن يطرق بوري السياره فإلتفتت على ناحيته ..
أشار لها بأن تقترب فإقتربت حتى إتكأت على نافذة بابها وقبل أن يفتح فمه قالت بهدوء: رين ..
عقد حاجبه بعدم فهم فقالت: اُضطررت لطرق البوري لأنك لم ترغب بمُناداتي بآليس صحيح ؟ حسناً إسمي رين ..
إبتسمت وأكملت: إستعدتُ بعضاً من ذكرياتي وإسمي من ضمنهم ، وأيضاً هناك بعضاً من الذكريات التي تخص المرأة الروسيه ..
دُهش من كلامها فقالت: أعلم بأن الإتصال يبدو عاجلاً وناديتني لتعتذر ، لا بأس إذهب وسأنتظرك ..
نظر إليها قليلاً بعدها رمى لها المُفتاح يقول: كوني حذره ولا تُصدري أي شيء يُشكك الآخرين بوجودك ..
إبتسمت بعدها إلتفتت متجهه الى الداخل تهمس لنفسها: بعد الكلام الذي قُلته له أُراهن بأنه سيأتيني في أقرب فرصة تسنح له ..
مدت يدها وأدخلت المفتاح بالباب وعندما فُتح سمعت صوت سيارته تُغادر ..
تنهدت ودخلت الى الداخل وهي لا تعلم عن وجود شخص آخر ينتظر هناك ..



Part End




البارت القادم يوم الأربعاء أي بعد ثلاث أيام


طُعُوْن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس