عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-20, 07:01 AM   #63

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




الفصل الخامس عشر

________


دخل إلى منزل والده برفقته بعد أن عاد من المنطقة الأخرى ، والتي بها منزل راشد والد عايض ومسكن حسناء أيضا.
استقبلتهما بشرى ووضعت لهما القهوة والتمر ثم ذهبت إلى المطبخ .
التفت سعود إلى ابنه ينظر إلى ملامحه القلقة ووجهه المسود / فيك شيء ؟
انتبه مساعد من شروده وهو يهز رأسه نفيا / لا ما في شيء .
سعود / إلا فيك شيء وجهك يقول .
تنهد مساعد بضيق / شايل هم عايض يا يبه ويُمنى بعد ، ما تقدر تقنعها بالعكس ؟
سعود بجمود / انتم لا تتدخلون بالموضوع يا مساعد ، ما احد يتدخل هذي حياة يُمنى وهي تقرر اللي تبيه ، وعايض من يوم طلقها حتى لو غصبا عنه ما عاد له دخل فيها أبد ، ومو من حقه يزعل أو يعصب على قرار هي اتخذته بنفسها .
مساعد بذهول من اصرار والده أيضا / بس يبه عارف انه هالشيء غلط .
سعود بحدة / ليش غلط ؟ شايف شيء على الولد ؟ لا أبد كل شيء تمام وين الغلط بالموضوع ؟ يُمنى مصيرها بتتزوج الحين ولا بعدين ، بس شخص ثاني غير عايض .
مساعد / طيب ممكن أعرف ليش مو عايض ؟ ضرها هو ولا آذاها ؟ لا .. بالعكس وقف معاها وحاول قد ما يقدر انه يرفض طلب أبوه ، لين طلقها غصبا عنه وإلى الآن يبيها ، يعني مستحيل لو لفت الدنيا ودارت يُمنى ما راح تلقى واحد أحسن من عايض .
سعود بهدوء / لا تحاول يا مساعد يُمنى مستحيل تغير رأيها ، أحسن لك تحاول تغير رأي عايض فيها وتخليه ينساها .
ابتسم مساعد بغير تصديق ، ثم هز رأسه بأسى دون أن يقول شيء .
ليفاجئه والده / وانت ؟
ارتبك مساعد/ أنا إيش ؟
سعود / متى تبيني أروح أخطب لك بنت عمي ؟
حُبِست أنفاسه وهو يتذكر ما حصل قبل خروجه من منزلهم ، وعدم معرفته سبب إغماء نجد بعد ، ليرد بهدوء / مدري يبه عطني شوية وقت ، خلني أفكر كويس ما أحس اني أبي ارتبط بأحد الحين .
سعود / لا تطير البنت من يدك يا مساعد .
ضحك / ما طارت طول هالسنين بتطير الحين ؟ تطمن يبه .
ابتسم سعود / معناته في نية ؟
هز كتفيه بحيرة وابتسم هو الآخر .
شرد بذهنه مجددا يتذكر ما حصل قبل خروجه ..
بعد أن صرخت ضحى وركض عايض إلى الداخل ، وقف هو الآخر مفزوعا .
قلبه يخفق بخوف وشعور آخر غريب لم يعرف ما هو .
وظل يسير في المجلس يمنة ويسرة .
تأخر عايض كثيرا ، مضت 10 دقائق تقريبا حين دخل عايض بانهاك معتذرا / آسف مساعد خليتك تنتظر .
مساعد / لا عادي ، وش صار ؟
جلس عايض على الأريكة ليسرد عليه ما حصل ، وأكمل / قامت وهي تبكي وترتجف كأنه صايبها مس ، حاولنا نعرف وش فيها وما تكلمت أبد .
جلس مساعد وهو يشعر بالقلق .
ثم غادر بعد ذلك بعد ان اعتذر منه عايض ، فهو دعاه لتناول العشاء أساسا .
ولكن يبدوا أن الوضع لا يسمح إطلاقا .
فالكل منشغل بنجد!
وهو اتجه إلى منزل والده لأنه يرغب من بشرى أن تتصل بنجد وتطمئن عليها.
ذلك الشعور بالقلق، والاهتمام بنجد ليس بجديدا وغريبا منه .
فهو دائما كان مهتما بها ، كونها الوحيدة التي كانت تتحدث إليه وتجلس معه وتمازحه حين كانت لا زالت تكشف عليه ، وحتى بعد أن صارت تتغطى عنه لم تتوقف عن السؤال عنه .
لذا علاقته بها كانت مثل علاقة صداقة مع الكثير من الحدود بالطبع .
أما الآن فالموضوع مختلف بالتأكيد ..
والده يحاول اقناعه بلطف ، وقلبه أيضا بدأ يلين بلطف مثله !
صار كمن يجلس على النار منتظرا انقضاء الوقت سريعا .
حتى انتهت بشرى من تحضير الطعام أخيرا ، وبدأوا بتناوله .
حمد الله حين دخل والده إلى غرفته فور انتهاءه من تناول الطعام ، ليلحق هو ببشرى حين دخلت إلى المطبخ تساعد العاملة في تنظيفه .
وقف بجانب الباب بتردد / بشرى .
التفتت إليه / هلا مساعد بغيت شيء ؟
حك شعره بتوتر / إيه بصراحة ، لو سمحتي .
مسحت بشرى يديها وجففته من الماء ثم خرجت إلى الصالة باستغراب ، لتجده يجلس في مكانه مرتبكا / آمرني .
مساعد / ما يأمر عليك ظالم ، ودي لو … تتصلين على نجد تتطمنين عليها .
اتسعت عيناها باستغراب وهي تجلس / ليه وش فيها ؟
أخبرها بما حصل باختصار ، لتنهض مسرعة وتدخل إلى غرفتها ثم تعود وبيدها الهاتف .
اتصلت على الفور وهي تجلس على الأريكة بقلق .
وظل مساعد يترقبها بقلق هو الآخر .
انتبهت جميع حواسه حين نطقت بشرى بلهفة / نجد يا بنت ايش فيك ؟
ردت نجد بوهن / ايش فيني ؟
بشرى / مدري مساعد يقول يوم كان عندكم طحتي على أهلك ، عسى ما شر يا قلبي ؟
صمتت نجد لبعض الوقت قبل أن تقول بنبرة منخفضة / بشرى انتي الوحيدة اللي تقدرين تساعديني ، تكفين تعالي لي بأقرب وقت ، بكرة أول ما تصحين تعالي عندي أرجوك .
بشرى باستغراب / ليش طيب ايش صاير ؟
نجد / صعب أقول لك على التلفون ، تعالي بكرة وبقول لك كل شيء ، تمام ؟
هزت بشرى رأسها بحيرة ، لتقع عينيها على مساعد الذي ينظر إليها بفضول / تمام يا قلبي ، بس طمنيني عليك قبل ، انتي بخير ؟
تنهدت نجد بضيق / راح أكذب عليك لو قلت اني بخير .
زاد الخوف في قلب بشرى إلا انها لم تتمكن من اطالة المكالمة ، بما أن الأخرى بالكاد تتحدث أصلا / طيب أخليك ، تصبحين على خير .
أغلقت منها والتفتت إلى مساعد تزم شفتيها بضيق / ما قالت وش فيها ، بس تبيني أروح لها بكرة ، شكله في شيء كبير صاير معها ، وان شاء الله اني غلطانة .
هز مساعد رأسه بعد أن نظر إليها بإحباط .
ثم نهض يحمل مفتاحه وهواتفه / تصبحين على خير .
خرج من المنزل بصمت وبشرى تنظر إليه وتفكر .
هل بدأ يفكر بتلك المسكينة أخيرا ؟
ليست متأكدة من تلك الفكرة التي تدور في عقلها ، أن نجد تحب مساعد !
ولكنها تشعر بذلك الاهتمام الغير عادي من نجد تجاه مساعد .
لذا تظن أنهما ان ارتبطا فسيكون ذلك رائعا بالتأكيد .
لا تملك في هذه الدنيا أحدا أغلى من زوجها وأبناءه ، لذا تتمنى لهم الخير دوما .
وكل الخير لمساعد في ارتباطه بفتاة طيبة مثل نجد بالطبع .
تنهدت بضيق وهي تنهض من مكانها ، ثم تعود إلى الغرفة .


_________


الصباح التالي لم يكن خيرا إطلاقا بالنسبة إلى تلك العائلة ..
استيقظ الجميع على فاجعة !
حين اتصل حمود بسعود بعد صلاة الفجر ، وكان الآخر في سيارته برفقة بشرى التي لم تطق صبرا ، ورغبت بالذهاب إلى نجد في أقرب وقت .
كاد أن يصدم بسيارته السيارة التي أمامه !
من هول الصدمة التي ألقاها حمود على مسامعه ( هديل في المستشفى ، وأن الجنين ميت ! ).
جن جنونه وهو يسمع ذلك الخبر ثم يغلق الخط بسرعة ، ينوي تغيير مساره .
دون أن يسأل عما أصابها حتى تفقد جنينها وكيف هو حالها .
كل ما أهمه في تلك اللحظة ، أن يرى صغيرته في أسرع وقت ، ويطمئن عليها بنفسه .
كان مفجوعا وخائفا للغاية ، حتى أن جبينه تصبب عرقا وهو يخلع الشماغ عنه ويرميه تجاه بشرى التي تسأله عن سبب صدمته ، إلا أنه لم يتمكن من التحدث .
هي أيضا فقدت صبرها لتصرخ بنبرة باكية / وش فيها هديل ؟
انصدم من صراخها ، ليهدأ قليلا ويجيب وهو يغمض عيناه / جنينها ميت بس هي ما أدري شلونها ، الحين بنشوف يا بشرى اهدي شوي وخليني أركز بالطريق .
ادمعت عينا بشرى وهي تشهق وترفع كفها إلى فمها .
حاولت أن تكتم بكاءها حتى تساعد زوجها على التركيز كما قال .
إلا أنها لم تتمكن .
هديل أقرب بنات زوجها إلى قلبها ، بل ربتها بنفسها حتى وصلت إلى هذا العمر .
لذا الخوف عليها كان شديدا .
بكت بصمت حتى وصلا إلى المستشفى بأمان .
تفاجآ حن وجدا مساعد هناك .
ويبدوا عليه الوهن وآثار السهر .
اقتربا منه بلهفة ، سعود اتجه ناحية حمود ، أما بشرى فجلست بجانب مساعد / وش صاير مساعد ؟ هديل وش فيها ؟ لسه باقي على موعد ولادتها كثير تقريبا 3 أسابيع ، ليش هي بالمستشفى ؟ وانت من متى هنا ؟
مساعد بتعب / اهدأي شوي انتي .
بشرى بقلة صبر / أنا هادئة علمني إيش صار ؟
عض مساعد شفته يهز رأسه بأسى / طاحت من السلم في بيت حماها والجنين توفى على طول.
اتسعت عيناها أقصى اتساع وصار قلبها يخفق بخوف .
ولم تتمكن من إبداء أي ردة فعل .
وهي تسمع صراخ سعود الذي أمسك بياقة حمود بغضب / علمني كيفها الحين لا تحاول تكذب علي .
حمود الذي كان وجهه محمرا ، وهو الآخر لا يدري كيف يستوعب ما حصل حتى الآن .
ازدرد ريقه بصعوبة / رأسها تأذى كثير ، ودخلت بغيبوبة ما ندري متى بتقوم .
ارتجفت حدقتيه بصدمة وهو يدفع حمود بقوة حتى سقط الآخر جالسا .
وأسرع مساعد نحوه ليساعده على النهوض .
أشفق عليه بما أنه بقي معه طوال الليل وشهد انفعالاته ، وخوفه الذي كاد أن يفقده وعيه .
نهضت بشرى واقتربت من زوجها بحزن ، أمسكت بذراعه حين صرخ مجددا بحمود / صدقني يا حمود لو صار شيء لبنتي ما راح تشوف خير .
مساعد بهدوء / الله يهديك يبه وش ذنبه حمود هي طاحت وهالشيء مقدر ومكتوب ما دفها بنفسه .
ابتلع حمود ريقه وأغمض عيناه بألم .
لم تسقط بمفردها يا مساعد .
لو علمتم الحقيقة لذبحتموني الآن .
ربتت بشرى على كتف سعود بلطف وهي تحاول أن تتمالك نفسها / تعال اجلس .
ساعدته ليجلس على الكرسي وجلست بجانبه / روح جيب مويا لأبوك يا مساعد .
أومأ مساعد برأسه واتجه إلى الكافتيريا .
أما حمود فظل واقفا بحيرة ، ينظر إلى سعود تارة ، وإلى باب غرفة هديل تارة .
التي تم نقلها إليها بعد تنظيفها وخياطة جروحها .
وتم منعهم من الدخول بالتأكيد .
حتى تستقر حالتها على الأقل .
رفعوا رؤوسهم جميعا حين أتى أحد المسؤولين يأمرهم بالخروج من القسم ، لأنه ليس وقت زيارة أساسا .
سعود لم يطيعه قلبه على الخروج دون أن يرى ابنته ، لذا وقف أمامه وصار يطلب منه أن يسمح له بالدخول قليلا ، دقيقة على الأقل .
رفض المسؤول ، ليعاود سعود الطلب بإلحاح .
حتى حن الرجل وسمح له بالدخول بمفرده .
أسرع سعود إلى الغرفة ، ليدخل إليها بعد ارتداءه اللباس المعقم والكمامة .
أدمعت عيناه وهو يرى صغيرته ممددة على السرير بسكون .
ابتلع ريقه وهو يقترب أكثر حتى وقف فوق رأسها ، مد يده المرتجفة ناحيتها حتى وضعها على جبينها بلطف .
والذي كان ملفوفا بشاش أبيض .
صدرت منه شهقة لم يتمكن من كتمها وهو يمرر أصابعه على وجهها المجروح .
ثم كان هناك ذلك الشيء الكبير على عنقها .
كل شيء بها يتحدث عن ألمها الكبير وضعفها الشديد .
يا الهي كم تألمت صغيرته .
قبل جبينها بعمق ثم أمسك بكفها متنهدا بعمق .
دعا الله من قلبه أن يعيدها إليهم سالمة ، وأن يرأف بقلبها المسكين .
كانت تعد الدقائق والساعات تنتظر قدوم طفلها ، كيف ستكون ردة فعلها إن استيقظت وعلمت أنها فقدته !
وحتى قبل أن تحمله بين يديها ؟
خرج بعد أن قرأ بعض الأدعية ونفث عليها ثم ألقى عليها نظرة أخيرة .
خلع الملابس الخاصة بالعناية المركزة ثم خرج من القسم ، لتستقبله بشرى بلهفة / شفتها ؟ كيف صارت ؟
هز رأسه وعيناه تنطق بالألم الذي يشعر به على ابنته .
لتسقط عينيه على حمود الذي كان ينظر إليه منذ أن خرج ، ثم سرعان ما أخفض رأسه .
ليقول سعود بجمود / متى راح تجي الشرطة وتحقق يا حمود ؟
رفع حمود رأسه مصدوما وابتلع ريقه بخوف .
تفوه مساعد بدهشة / وشو له الشرطة يبه ؟ ما أعتقد بيحققون عشان طيحة ……….
رفع سعود يده يمنعه من الاكمال / راح نعرف اذا كانت مجرد طيحة ولا صارت بفعل فاعل .
وبنبرة أكثر حدة / بس تقوم هديل راح نعرف .
اسود وجه حمود وهو يحاول اخفاء انفعالاته بقدر الإمكان ، وهز رأسه إيجابا .
أغمض سعود عيناه، والذي شعر من وجه حمود أنه يخفي شيئا ما ، وأنه لم يكن سقوطا عاديا على الإطلاق .
وهذا الأحمق يؤكد له بملامحه التي تتباين كل دقيقة وأختها .
تنهد قبل أن يقول / يلا يا بشرى مشينا .
نظرت بشرى إلى حمود تحاول معرفة ما حصل قبل ذلك ، تود لو أنها تسأله .
ولكن واضح أن سعود غاضب للغاية ، والموقف لا يسمح أساسا .
لذا غادرت بصمت .
اقترب مساعد من حمود وربت على كتفه / ما عليه حمود يمكن أبوي بالغ شوي ، بس تدري بنته الصغيرة ويخاف عليها حتى من النسمة .
أومأ برأسه بصمت وهو يكاد يموت ضيقا وحزنا على فقدانه ابنه أولا ، ثم اصابة زوجته بالتأكيد ، والسبب الذي جعلها تصل إلى هذا الحال ثالثا !


__________



يقف أمام حجرة أخته بتردد .
حيث لم يتمكن من التحدث إليها بالأمس ، لا هو ولا أي أحد آخر .
أفجعهم ما حصل بها ، ورغبوا بمعرفة الأمر الذي جعلها تنهار هكذا .
إلا أنها لم تتحدث .
لم تجب على أسئلتهم .
فقط أخبرتهم أنها متعبة لا أكثر .
ما جعله يشك أكثر ، ويوقن أن هناك أمرا تخفيه نجد .
وهو ليس بهين .
فهي معروفة بقوتها وصلابتها ، وقدرتها على التمسك حتى في المواقع الصعبة .
لذا ان انهارت ، يعني أن ما حدث أمرا جليا .
رفع يده أخيرا وطرق الباب بخفة ، لم يصله الرد فورا .. بل بعد أن طرق عليه عدة مرات .
وصله صوتها الواهن والمنخفض / ادخل يا عاطف .
فتح الباب بهدوء ودخل ليغلقه وراءه .
ثم يقترب منها وجلس أمامه على مقعد زينة التسريحة الذي سحبه ووضعه هناك .
كانت الغرفة مظلمة نسبيا، تنيرها أنوار الشمس المتسللة من النافذة .
والتي كانت كفيلة لتوضح احمرار وجهها ، أنفها على وجه الخصوص .
سأل / كيف عرفتي انه أنا ؟
ابتسمت نجد بوهن / في أحد غيرك يدق علي الباب بهاللطافة انت ولينا ؟ لينا في دوامها يعني ما في غيرك .
ابتسم وهو يمد يده ناحيتها ويمسك بكفها / آسف لأني ما كنت موجود جنبك أمس .
نجد بامتنان وهي تضغط على كفه / جيتك بالليل وقعدتك جنبي ساعة كاملة أكثر من كافية يا حبيبي .
عاطف بتعجب / ما شاء الله وتعرفين اني كنت هنا ؟
ضحكت / إيه ما كنت نايمة ، بس …. ما كان فيني حيل أتكلم .
نظر إليها مطولا ، ليتنهد بضيق ويسأل / إيش اللي زعلك يا نجد ؟ إيش اللي صار معك بالضبط ؟ لا تقولين انه مجرد تعب لأني ما صدقت ولا راح أصدق .
ارتبكت نجد وارتجفت أطرافها وهي تبتلع ريقها بصعوبة / صدقني يا عاطف ما فيني شيء ، ليش ما انتم راضيين تصدقوني ؟
عاطف / لأنك مو بنت تتعب بسهولة ولا من أي شيء ، قولي لي الصدق .
نجد التي شعرت بأعصابها متلفة ، من سهرها طوال الليل وهي تفكر بحل يريح قلبها ويخرجها من الأمر بسلام .
لم تتمكن من السكوت أكثر ، وهي ترد على عاطف بحدة ودون أن تشعر / وهذا الصدق خلاص يكفي يا عاطف ، ليش ما احد راضي يصدقني أو يحس فيني ؟ تمام أنا ما كنت أتعب بسهولة أو من أي شيء ، بس الحين صرت أتعب ، القناع اللي كنت حاطته طول هالسنين شلته ، القوة التي كنت أظهر بها للناس تلاشت يا عاطف ، تقدر تقول اني تعبت من هالشيء ، تعبت أبين للكل اني مبسوطة وانا ماني كذا ، مليت .
كانت تتحدث وهي تشهق وكلماتها المتقاطعة تشعرها بأن فؤادها هو من يتقطع .
حين أنهت عبارتها انحنت كتفيها بضعف وهي تغمض عيناها وتخفض رأسها .
المنظر الذي هز جسد عاطف وأدمى قلبه .
لينهض من مكانه ويجلس بجانبها ، ثم يجذبها إلى حضنه بلطف .
أطلقت نجد العنان لدموعها وأفرغت كل ما كتمته بالأمس عل صدره .
كان جسدها يرتجف بوضوح ، وشهقاتها المؤلمة تعلو أكثر فأكثر .
الأمر ليس بهين .
تلك الصور مثابة الخيط الذي إن قُطع ستنتهي حياتها بالتأكيد !
ماذا عليها أن تفعل بالضبط !
لن تتمكن من طلب المساعدة من أي أحد من عائلتها لأنها مخطئة .
إذا عليها التصرف بمفردها .
عند هذه الفكرة هدأت وتوقف بكاءها ، وتنبهت جميع حواسها وهي تبتعد عن عاطف .
ثم تقبل جبينه باعتذار / آسفة عاطف على هالأسلوب ، بس ….
قاطعها / وأنا جاي أسمع منك هالكلام أصلا ، أبيك تكونين انتي نفسك ، ما تتظاهرين انك بخير وانتي مو كذا ، ما تكتمين دموعك عشان غيرك ، ما أبيك تبينين لنا انك قوية وانتي في حالة ضعف !
مسح على شعرها بحنان وهو يكمل / ولو اني عارف انه في سبب مخليك بهالحال ، بس ما راح أضغط عليك ، بس لو تبين نصيحتي يا نجد ، تصرفي باللي تشوفينه صح ، وخليك واضحة وقوية عشان الحق .
نظرت إليه نجد لبعض الوقت قبل أن تبتسم وتعانقه بقوة / مشكور يا عاطف ، الله لا يحرمني منك يا رب .
أكملت وهي تنظر إليه بابتسامة / يلا لا أأخرك على دوامك .
وق وقبل جبينها / انتبهي على نفسك يا نجد .
خرج عاطف بعد ان استودعها الله ودعا لها براحة القلب .
لتطلق هي زفيرا من الأعماق .
ثم تنهض وتعض شفتها بحيرة .
اتجهت إلى الدولاب وفتحته ، أخرجت لباسا مريحا يناسب الصباح .
وارتدته على عجالة ، ثم خرجت من غرفتها وهي ترتدي عباءتها وتحمل حقيبتها الصغيرة .
نزلت من السلم بحذر ، بسبب الصداع الذي لازمها منذ الأمس .
ابتسمت لأفراد عائلتها التي تجلس حول الطاولة ، واقتربت منهم وهي تحاول أن لا تنظر إلى أعينهم حتى لا يكبر فيها الشعور بالذنب / صباح الخير .
هنادي / صباح النور يا بنتي ، كيف حاسة الحين ؟
نجد بمزاح / ما شاء الله الحين بنتي لأني كنت بموت ، ولا يا نجيد ونجدوه .
ابتسمت هنادي حين اقتربت منها نجد وقبلت جبينها / صيغة النداء ما لها دخل بالمحبة يا نجد .
عانقتها نجد بلطف / أدري يا قلبي أمزح معك .
سلمت على والدها ثم جلست بجانب عايض الذي رفع رأسه ينظر إليها / على وين من الصبح ؟
أجفلت بدهشة من السؤال ، وشتمت نفسها على غبائها ، كيف لم تفكر قبل النزول !
تلعثمت وهي تقول / آآ بشرى بتمرني بعد شوي ، بنروح السوق .
عايض باستنكار / سوق بهالوقت ؟
نجد / إيه تدري المولات تكون فاضية في الصباح .
عايض / طبعا بتكون فاضية لأنها تكون مقفلة أساسا .
نجد بملل / يا خي يا عايض ايش فيك الله يسامحك خلاص رايحين نتمشى وبس ، الحين بتجي وتشوفها بعينك .
ونظرت إلى والدها سريعا كي لا يلقي عايض المزيد من الأسئلة / أروح يبه ؟
راشد / روحي بس لا تتأخرين ، واعزمي بشرى على الغدا .
نجد / أبشر .
تناولت نجد القليل من الطعام وهي تحاول أن تخفي توترها وخوفها بقدر الإمكان ، لتتصل بها بشرى في الوقت المناسب .
حين نهضت واستأذنتهم وخرجت مسرعة .
قابلت بشرى في طريقها للخروج ، لتسأل الأخرى بدهشة / الحين قلتي لي أجيك وبتطلعين ؟
أمسكت نجد بكفها وجذبتها خلفها تهمس / لأنه ما يصير نتكلم هنا ، سعود راح صح ؟
بشرى / إيه راح ، ووين بنروح احنا ؟
نجد / لحظة خليني أكلم السايق أشوف وينه .
اتصلت به ليخبرها أنه اقترب من المنزل فعلا ، بعد أن أوصل ضحى ولينا .
التفتت إلى بشرى / سامحيني خليتك تضربين هالمشوار كله .
بشرى / وش هالكلام نجد احنا اخوات .
نظرت إليها بامتنان ، لتسأل باستغراب وهي ترى عيناها المحمرتان / فيك شيء؟ كنتي تبكين ؟
تنهدت بشرى بضيق ، ثم سردت عليها ما حصل .
لتشهق نجد بصدمة ثم تقول بحزن / يا عمري عليها ، شفت قد إيش هي متحمسة للبيبي ، والحين راح تنصدم يا روحي .
مسحت بشرى دمعتها التي انحدرت من عينها سريعا ، ثم ما لبثت ان ارتفعت كفها إلى بطنها بخوف ، لتستودع الله صغيرها .
وصلت سيارة السايق ، الذي طلبت منه نجد أن يذهب بهما إلى احدى الحدائق العامة الهادئة في هذا الوقت من الصباح .
حين وصلتا وجلستا على أحد المقاعد الخشبية ، فاجأ بشرى اتصال مساعد .
ردت وهي تبتعد عن نجد ، ثم عادت إليها بعد أن اقفلت الخط وعيناها متسعتان بصدمة ودهشة ، حتى سقطت على الكرسي جالسة بغير تصديق ، ونجد تنظر إليها باستغراب / إيش فيك ؟ هديل صار لها شيء ؟
هزت بشرى رأسها نفيا وببطء ، ثم نطقت بهمس / نجد !


__________


ما حصل بهديل كان جنونيا بالتأكيد .
لم يصدق حمود حين اتصل به في وقت متأخر من الليل .
إلا أنه استيقظ على الفور من نومه القصير وهرول خارجا من منزله ، ليقود سيارته متجها إلى المستشفى .
آلمه قلبه بل تقطع وهو يراها بذلك الحال ، حين أخرجوها من غرفة العمليات .
بالكاد تمكن من مواساة حمود والتخفيف عليه .
وهو بنفسه كان بحاجة إلى من يخفف عليه ضيقه وحزنه على أخته الصغيرة !
ما زاد عليه صعوبة تقبل الأمر ، شك والده بأن السقوط لم يكن صدفة أو سقوطا عاديا ، بل ربما بفعل فاعل !
غادر والده برفقة بشرى ، وبقي هو جالسا مع حمود لبعض الوقت .
أخرج هاتفه الثانوي والذي استعمله من أجل اختبار طيف .
عقد حاجبيه باستغراب وهو يرى اشعارا من طيف !
لرسالة وصلته قبل ساعتين من الآن ، أي قبل صلاة الفجر تقريبا .
فتحها باهتمام ، خاصة وأنها كانت صورة .
ماذا قد ترغب بإرساله بعد أن مضت فترة بسيطة ؟
اتستعت عيناه وهو يرى ما وصلته !
فتاة جميلة ترتدي لباسا قصيرا وضيقا تقف أمام المرآة ، تفتح شعرها وتميل رأسها وهي تضحك .
ابتلع ريقه وخرج من المحادثة سريعا وهو يرى هذه الفاتنة .
ليدخلها مجددا ويمسح الصورة سريعا بعد ان استعاذ من الشيطان واستغفر ربه .
إلا أنه عاد وعقد حاجبه مجددا ، وهو يشعر أنه رأى هذه الملامح في وقت سابق .
ولكن أين ؟ ومن تكون !
وقف واستأذن حمود للمغادرة ، بعد أن حاول اقناعه للعودة إلى المنزل هو أيضا ليرتاح قليلا ، إلا أنه أبى ورفض .
حين ركب سيارته وصلته صورة أخرى، تبعتها أختها.
وكلها لنفس الفتاة.
ومع كل صورة يشعر أنها حقا رأى هذه الفتاة أو يعرفها.
كتب بسرعة وهو غاضب ( وقفي هالسخافة يا طيف).
أتى ردها الذي حيره (معقولة ما عرفتها؟ ما عرفت صاحبة الصور؟).
أتبعت بالرد الذي جعل عيناه تتسعان أقصى اتساع (حبيبتك المصونة نجد).
شعر بأنه ألقيَ من السماء السابعة إلى القرار.
من هول الصدمة.
ومن تلك الصور التي حقا لا يمكنها أن تنتمي إلى نجد.
لم يتمكن من تحمل الأمر أبدا، وهو يحذف الصور مع المحادثة.
ثم يتصل برقم طيف غاضبا ووجهه محمر بشدة، ردت على الفور.
لم يمنحها فرصة التحدث حين هدر بها بصوت جعل سيارته تهتز ربما / وش تسوي صور نجد عندك؟
ضحكت طيف تستفزه / وأخيرا قدرت الفت انتباهك؟
صرخ بصوت أعلى/ سألت وش تسوي صور نجد عندك يا طيف.
طيف / اسألها ، اسأل صاحبة الصور وش تسوي صورها الجميلة بجوالات الناس.
اتسعت عيناه أكثر/ إيش قصدك بجوالات الناس ؟
طيف / شوف صراحة هي إلى الآن بجوالي أنا بس ، اذا ما نفذت طلبي صدقني بتصير بجوالات الكل ، راح تنتشر على كل مواقع التواصل الاجتماعي .
مساعد بحدة / أنا سألتك من وين جايبتها ؟
طيف / قلت لك اسألها المصونة الطاهرة العفيفة اللي ما تغلط ، وين أرسلت هالصور أو لمين وهي تخرب علاقات وتسوي انها الشريفة .
مستحيل، لن تفعل نجد ذلك .
لن ترتكب مثل هذا الفعل الأحمق .
قاطعت تفكيره بخبث / ترى الصور أصلية مية بالمية ،يعني لا فوتشوب ولا شيء .
نعم كان واضحا للغاية أن الصور غير مفبركة أو معدل عليها .
ابتلع ريقه وهو يقبض على المقود بقوة ، ويسأل بصوت منخفض / إيش تبين ؟
طيف بكل ثقة / رجعني لذمتك وكمل معي ، وقتها راح أسامحها وأمسح الصور من جوالي .
اتسعت عيناه بدهشة ، ثم ما لبث أن ضحك بصوت عالي وبسخرية / نعم ؟ وش قلتي ؟
شعرت طيف بالقهر / قلت اللي سمعته ، عندك مهلة يوم واحد تفكر فيه ، يا ترجع تملك علي من جديد بعد ما تعتذر لي قدام أهلي كلهم ، أو والله اني بنشر الصور في كل مكان مثل ما قلت، باي .
أقفلت منه على الفور ، تاركة إياه في حالة من الذهول والحيرة وعدم التصديق والدهشة .
أو كل شعور يجعله يشعر بالخوف والقلق الشديدين .
السؤال هنا من أين أتت طيف بهذه الصور ؟
كيف أتت بها؟
وأهم سؤال دار بذهنه وجعله يتألم ، لمَ صورت نجد نفسها بهذه الحالة !
هل لم تعد تلك الفتاة الطيبة التي عرفها سابقا ؟
هل تغيرت !
أم هل أرسلتها إلى أحد ما !
كما لمحت طيف ، أم أنها طريقة خبيثة للإخبار فقط ليس أكثر ؟
لأنه حقا لن يتمكن من تصديق الأمر ، لن يتمكن من تقبل الأمر على الإطلاق .
نجد لن تفعل ذلك .
ولكن حتى وان لم تفعلها ولن تقعل ، لم صورت نفسها بتلك اللباس الغير محتشمة ؟



________



لم تكن ترغب برؤيته أو مقابلته بعد اتيانهم إلى هنا .
إلا انه بعد اتصاله بها ، واخباره برغبته باتت متشوقة للغاية .
بل تنتظره منذ أن أقفل منها .
الآن مرت ثلاثة أيام بالضبط بلياليها.
لم يعاود الاتصال بها ، ولم يرسل شيئا .
وهي أيضا لم تبادر كونها أعلنت غضبها منه ، ثم ان عهود وثامر ان علما لن يرحماها أبدا .
كانت تجلس في الصالة مع عهود ، تشاهد التلفاز .
تنظر إلى هاتفها كل حين ، تنتظر اتصاله دون ملل .
كانت عهود منتبهة إليها منذ البداية .
إلا انها تظاهرت بعكس ذلك .
لا تريد أن تضغط عليها كثيرا .
فهي مرت بالكثير بالفعل .
لكنها لم تتحمل ذلك لوقت أطول ، حين نهضت واقتربت منها .
فرفعت الأخرى عيناها إليها برهبة / هلا ؟
تكتفت عهود / تنتظرين اتصال أحد ؟
هزت آمال رأسها نفيا عدة مرات / لا .
عهود / عينك على الجوال من أمس يا آمال .
أغمضت آمال عيناها بضعف ثم رفعت راسها بقوة / انتظر اللي انتظره يا عهود انتي وش دخلك أبي أفهم ؟ إيه معكم حق اذا حبستوني بهالطريقة لين أولد ، بس مو من حقكم أبد انكم تتحكمون بكل صغيرة وكبيرة فيني تمام ؟
رفعت عهود حاجبها / يعني ؟
وقفت آمال بغضب / يعني أكلم مين ما أكلم ، وأسوي اللي أبيه من اليوم ما لكم دخل فيني ، لا انتي ولا ثامر ، مفهوم ؟
نظرت إليها عهود بحدة / تقدرين تقولين هالشيء لثامر ؟
ارتبكت آمال بشدة والتفتت عنها .
لتكمل عهود بهدوء / انتي تدرين إنه اللي قاعد يصير غصبا عني ، واني مو راضية أبد ، حتى انا اضطريت اترك وراي أهلي كلهم وأبعد عنهم عشانك يا آمال ، بروا انا مو مهتمة وصابرة متحملة عشانك ، تتوقعين هالوضع عاجبني ؟ تعتقدين اني مبسوطة أشوفك ضعيفة ومحبوسة في آخر الدنيا ؟
نظرت إليها آمال بعينين دامعتين ، تعبر عن قلة حيلتها .
وباغتتها عهود بسؤالها / اتصل فيك ؟
ابتلعت آمال ريقها وهي تهز راسها بالنفي وتشد القبضة على هاتفها .
ما جعل عهود تشك بها أكثر .
إلا انها أومأت بإيجاب / ارتاحي بروح أجيب لك فواكه ، ولادتك قربت لازم تتقوين .
جلست آمال ومسحت دموعها وهي تتنهد وتريح ظهرها على الأريكة .
كأنها للتو استوعبت أنها وضعت الجميع في موقف صعب .
أولهم عهود بالتأكيد .
وأنها ان سمحت لزوجها بالمجيء سيذهب كل ما فعلوه من أجلها سدى .
إذا حمدا لله أنه هو من خالف الميعاد ولم يأتِ .


_______


اليوم الثالث بعد سقوط هديل من السلم ودخولها إلى الغيبوبة .
اليوم الثالث لانهيارها الذي لم يتوقف .
منذ أن علمت بما حصل وهي تبكي فقط .
سوى القليل من الأوقات .
تخاف أن تفقدها باكرا مثلما فقدت والدتها .
كانت هديل بالنسبة إليهم ابنة أكثر من أخت .
لذا كانوا جميعهم حزينين من أجلها بالتأكيد .
إلا أنها أكثر من حزن .
ظلت تنتظره استيقاظها طوال اليومين الماضيين .
تأتِ إلى المستشفى منذ الصباح الباكر ، ولا تعود إلا في وقت متأخر من الليل .
تظل جالسة في قاعة انتظار النساء ، تخرج لتناول الطعام إلى مطعم قريب .. أو تتمشى في حديقة المستشفى.
تخاف أن تستيقظ تلك المسكينة ولا تجد أحدا .
حتى حمود لم يبقى طوال الوقت مثلها .
لذا حين أتاها اتصال والدها فور استيقاظها لصلاة الفجر ، صلت وارتدت عباءتها وخرجت راكضة .
بعد أن أيقظت يُمنى وجعلتها تتعجل في الخروج .
وصلوا في غضون ربع ساعة .
بالقرب من الباب كان الجميع موجودا .
والدها وشقيقها وبشرى التي كانت تبكي .
شقيقات حمود ووالدته الكريهة .
منظر بشرى جعل قلبها ينفطر وينشق إلى نصفين .
ركضت ناحيتها وأمسكت بذارعها ، متجاهلة والدها الذي كان يهمس بشيء لبشرى .
واجهتها بقوة / ليش تبكين ؟ هديل بخير ؟
بشرى وهي تشهق وتحاول أن تخفض صوتها قدر الإمكان / كيف بطالع فيها الحين ؟ كيف بحط عيني بعينها بعد ما تعرف انه جنينها اللي انتظرته مات ؟
ادمعت عينا حسناء وتدلت ذراعيها بضعف .
شعرت بالصداع يداهمها بقوة .
لم تفكر بذلك الأمر أبدا .
لم يخطر على بالها ذلك الموضوع على الإطلاق .
والآن حين ذكّرتها بشرى شعرت بقلبها يهبط من صدرها إلى الأرض بقوة .


كانت يُمنى تقف بعيدة عنهم ، تنظر إلى الجميع بعينين غائرتين .
خاصة والدة سلمان التي أعادت إلى ذهنها ذكريات أليمة .
لهفتها لهديل هي من قادتها إلى المستشفى دون أي تفكير .
ولو كانت تعلم أنها ستكون متواجدة هنا لما أتت أبدا .
سقطت عيناها بعيني أسيل .
وظلت الفتاتان تنظران إلى بعضهما بصمت مهيب .
حتى شعرتا بأنهما انفصلتا عن العالم تماما .
صوت خطوات أسيل البطيئة ، كانت عالية بأذني يُمنى .
وكأنه صوت مطارق تطرق على الحديد بقوة .
لم تصل إليها أسيل بعد ، حتى اختفت يُمنى من أمامها بسرعة البرق .
لتقف أسيل في مكانها وتتنهد بضيق .
وكأن الأرض والسماء ينطبقان عليها .
أما يُمنى فلم تهرب من أسيل ، بل من الماضي وذكرياته الأليمة .
التي هاجمتها كجمع من الجنود .
لم تكن تعي ما يحصل أبدا ، وإلا لما تحركت من مكانها بمفردها .
نزلت إلى الأسفل بخطوات سريعة .
حتى خرجت إلى الشارع .
وانعطفت يمينا لتجلس على أحد الكراسي الموجود بجانب المبنى .
تضع يدها على صدرها ، تشهق وتزفر بصوت مسموع وكأنها غير قادرة على التنفس .
وظلت تغمض عيناها وتفتحهما وهي تحاول أن تهدأ .
حتى شعرت بأحد ما يقترب منها ، بل رأت حذاء رجل يقف أمامها بالضبط .
حينها اتسعت عيناها بخوف ورعب ، وابتلعت ريقها بصعوبة .
قبل أن ترفع رأسها ببطء ، وتنصدم أكثر .
ابتلعت ريقها مجددا ، تشعر بأنفاسها تختنق وهي ترى من لم تتوقع رؤيته على الإطلاق .
أغشت عيناها طبقة من الدموع ، وضاق صدرها تماما .
إلا انها لم تتمكن من الجلوس والنظر إليه .
لذا وقفت لتهرب ، غير أنها أمسكت برأسها فجأة .. وشعرت كما لو أن الظلام يحيط بها ويبتلعها بقسوة ، وهي تسمع صوته ينادي بإسمها .
وسقطت على الأرض بقوة .


____________


نهضت من مكانها بملل حين طرقته عواطف ونادت باسمها مرات عديدة .
نوف / عطوف والله دايخة بنام .
دفعتها عواطف إلى الداخل بخفة ودخلت وراءها / يعني إلى متى بتظلين دايخة ؟ إلى متى فيك نوم ؟ بيمر أسبوع كامل وانتي حابسة نفسك بين هالجدران ، ما تدرين عن أمي ، ما تدرين عمر وهم ميتين من خوفهم عليك ، لدرجة انه الثاني ناوي يروح يشوف خطيبك ويفهم منه إيش اللي صاير بالضبط عشان تسوين بنفسك كذا .
وقفت نوف تنظر إليها بذهول من هذا الهجوم المباغت ، لترد باستغراب / ما توقعت انهم بيلاحظون أو يهتمون .
اتسعت عينا عواطف بصدمة ورفعت حاجبها / حبيبتي لو كنتي ساكنة في بيت ناس غريبة راح تلاحظ غيابك عنهم لو غبتي ساعتين ، كيف بأهلك ؟ أمك اللي ما عندها غيرك في هالبيت .
نوف / وين هيفاء عنها .
عواطف التي يزيد استغرابها مع كل رد تنطق به نوف ، وكأنها ليست بوعيها / حبيبتي تقارنين نفسك بهيفاء زوجة ولدها ؟
زمت نوف شفتها بضيق / تمام بنزل الحين .
أمسكت عواطف بذراعها وأجلستها / تعالي قبل علميني إيش اللي صاير معك .
نظرت إليها نوف لبعض الوقت بحيرة ، فكرت كثيرا في الأيام السابقة .
بل لم تتوقف عن التفكير أبدا .
وهي أيضا لن تتمكن من مواصلة الأمر .
حتى وإن أرادت سعادة عمر .

سابقا لم تكن تعلم شيئا بخصوص ليث ، أو بالأصح الشخص الذي سترتبط به لتستغله من أجل إرضاء هيفاء .
أما الآن فالوضع اختلف تماما .
ذلك الشخص لديه ماضِ ، لديه طليقة .
تلك الطليقة تكن لها الحقد والكره ، ربما أحبت ليث بصدق .
لذلك أتت لتفسد عليها فرحتها .
نعم هي تحتاج إلى النصيحة في هذا الوقت ، أكثر من أي وقت آخر .
أمسكت بكف عواطف برجاء / بتخلين الموضوع بيني وبينك ؟ ما تعلمين أحد ؟
نظرت إليها عواطف بعتاب / طبعا نوف ، متى قد خيبت ظنك .
زفرت نوف تخرج كل الهواء المحبوس داخل صدرها ، ثم قالت / ماني عارفة إيش أسوي يا عواطف ، تخيلي … ليث طلع متزوج قبل ، والحين مطلق .
شهقت عواطف بصوت عالِ ، ووضعت يدها على صدرها بغير تصديق / تمزحين .
غطت نوف فمها / وطي صوتك .
أبعدت عواطف يدها / قولي والله .
نوف باحباط / والله .
عواطف / طيب ليش وكيف ؟
هزت نوف كتفيها / هذا اللي قاله لي يوم الملكة .
عواطف / ومين كانت ؟
ارتبكت نوف وتغيرت ملامحها / ما أدري ما سألت .
عواطف بحدة / وليش ما سألتي ؟ المفروض تعرفين ، دامه من البداية خبى هالموضوع المفروض الحين يقول لك كل شيء من البداية للنهاية ، ليش طلق ؟
نوف بهدوء / يقول كان مجرد عقد صوري وما تزوجها ، عشان كذا ما قال شيء ، يعني ما كان الموضوع مهم بالنسبة له .
عواطف / حتى لو ما كان مهم المفروض يكون واضح وصريح .
نوف / يعني معاي حق لو زعلت ؟
نظرت إليها عواطف بصمت لبعض الوقت ثم قالت بهدوء / اصبري أنا يمكن عصبت لأني تفاجأت ، قولي اللي صار بالضبط .
نوف التي حاولت إخفاء هوية الطليقة ، لم تتمكن من ذلك أمام اصرار عواطف .
لذا سردت عليها كل ما حصل منذ البداية .
لتزم الأخرى شفتيها بحزن ، خاصة حين سألتها نوف بضيق / إيش أسوي يا عواطف ؟
نظرت إليها عواطف لبعض الوقت قبل أن تقول / إنتي كيف حاسة ؟ مستحيل انك ما فكرتي بالاحتمالات وانتي لوحدك هنا بهالغرفة ، قلبك إيش يقول ؟
نوف / انصحيني قبل .
هزت عواطف كتفيها / ما أدري يا نوف أنا ما أعرف عن شعورك تجاهه ، بس منطقيا ما دامه صارحك وقال لك كل شيء حتى لو بوقت متأخر ، وما دامه قبل فيك بعد اللي عرفه عنك ، انه الأفضل لو تعطيه فرصة ، وما تزعلين من كلامي .
ابتسمت نوف / لا ليش أزعل من الحقيقة ، وأنا فكرت كذا .. أعطيه فرصة ونتزوج وأحاول أخليه يبعد عن عايلة عمه .
أومأت عواطف بإيجاب / عين العقل ، واذا احترتي بعدين عادي استخيري وفكري أكثر .
اكتفت نوف بابتسامة وإيماءة بسيطة .
سألتها عواطف / ما اتصل ؟
نوف / الا ، اتصل كثير من اليوم الثاني للملكة ، ما أدري من وين جايب رقمي ، بس ما رديت عليه ولا مرة .
عواطف / تمام خليه يحس بغلطه .
ضحكت نوف / الحين تبيني اعطيه فرصة ولا أخليه يحس بغلطه ؟
عواطف وهي تنهض / الاثنين ، خذي لك اسبوعين بعد وانتي زعلانة ، بعد كذا قولي عصبيتي صارت مويا ، يلا الحين بدلي ملابسك وانزلي تحت ، لا تموت أمي من خوفها عليك ، يلا .
قالتها وخرجت .
تاركة نوف تجل في مكانها تفكر لبعض الوقت .
قبل أن تزفر وتنهض ، وتبدل ملابسها ثم تنزل إلى الأسفل .


قابلت هيفاء في طريقها .
كانت الأخرى خارجة من غرفتها .
حين رأتها ابتسمت / وأخيرا قررت الأميرة تخرج من مخدعها .
ابتسمت لها نوف ببرود وأولتها ظهرها لتنزل إلى الأسفل .
لتصدمها هيفاء بما قالت / لا يكون موضوع زواجه وحبه لشذى مانع انكم تكملون يا نوف ، لأنه لو كان فعلا مهم كنت علمتك من زمان ، انتي بالنهاية اخت زوجي ومثل أختي ، ما أرضى لك الذل والانكسار .
التفتت إليها بصدمة / قلتي حبه وزواجه من شذى ؟
توقفت هيفاء بدهشة / إيه ، ما علمك ؟ أو … مو هو الموضوع اللي زعلك وخلاك تحبسين نفسك بالغرفة ؟
اقتربت منها أكثر تكمل بصوت منخفض / شوفي يا نوف لا تزعلين ، هم صح حبوا بعض بس عاد ربي ما كتب لهم التوفيق ولا قدروا يكملوا علاقتهم ، عشان كذا طلع من بيتهم ، الحين ما عنده غيرك ، استغلي الفرصة وحاولي تكسبي قلبه وتنسيه شذى .


________


يخرج من المحكمة بكتفين متدليتين من الاحباط .
منذ ذلك اليوم لم يوقف سعيه من أجل حسناء .
قد يقبل بخسارتها وعدم تمكنه من كسبها وكسب قلبها .
ولكنه بالتأكيد لن يقبل بحزنها .
لذا استعان بكل ما يعرفهم ، لإيجاد محكمة قد تنصفها .
وتعيد الابن إلى والدته .
قد يكون الابن يكره والدته على تركها له في الماضي وهو طفل ، ولكنه بالتأكيد سيتمنى لو يتمكن من العودة إلى حضنها في أي وقت ، وتحت أي ظرف .
وإن تظاهر بعكس ذلك .
يتحدث عن تجربته بالتأكيد .
حاول مع أكثر من قاضِ .
لم يقبل أحد بدعوته .
لم يستمع إليه أحد .
لذا الإحباط الذي يشعر به غير عادي أبدا .
ركب سيارته ، قادها نحو العيادة دون أن تشعر !
أوقف سيارته بتردد ، ثم نزل واتجه إلى العيادة .
دخل واقترب من موظفة الاستقبال .
سألها إن كانت هناك مواعيد متاحة لدى الدكتورة حسناء .
لتصدمه بقولها إنها مفصولة منذ أسبوع ونصف ، وستعود حالما تنتهي فترة العقوبة !
سألها عن السبب ، فلم تجبه .
فهو واحد من أسرار العيادة بالتأكيد .
خرج بخطوات بطيئة ثقيلة .
لا يدري متى وكيف تعلق بها واعتاد عليها إلى ذلك الحد .
الآن يشعر بقلبه يخفق شوقا إليها .
أين سيجدها ؟
يريد أن يلمحها على الأقل .
جلس على مقعده في السيارة ، ليخرج هاتفه ويدخل إلى أحد برامج مواقع التواصل الاجتماعي .
كتب اسمها ، ظهرت العديد من الحسابات .
دخل إليها واحدا تلو الآخر .
حتى عرف حسابها من صورة من داخل عيادتها ، أرفقتها بنص مضحك .
أخذ يتصفح منشوراتها واحدة تلو الأخرى وهو يضحك على فكاهتها .
كان هناك شيئا على قصتها ، ضغط عليها بتردد ليجد صورة كف موصلة بالمغذي .
مكتوب عليها ( حماكِ الله وشفاكِ وحفظك لنا، أختي الصغيرة وابنتي هديل ) .
تمنى لها السلامة ودعا لها .
ليضع الهاتف جانبا ويمسح وجهه بكفيه بقوة .
ثم حرك السيار متجها إلى آخر شخص قد يمكنه مساعدة حسناء !


_________


في المستشفى ..

فُتِح الباب أخير، لتسرع حسناء بالدخول ووراءها بشرى وسعود ومساعد .
أما عائلة حمود ففضلت الانتظار حتى يخرج الرجلين .
اقتربت منها حسناء بعد أن ازالت غطاء وجهها ، وانحنت إليها تمسك بكفها بلهفة .
قبلتها ثم قبلت جبنيها بعينين دامعتين / الحمد لله على سلامتك يا روح أختك ، كيف حاسة ؟
نظرت إليها هديل بوهن ثم أغمضت عيناها ، فتحتهما مجددا / دايخة .
مسحت حسناء على رأسها بحنان / ما عليه شوي وتتحسنين .
اقترب منها والدها بعد ذلك ، ثم مساعد .
بشرى أخيرا .
التي ضمتها بقوة وأخذت تبكي وهي تحمد الله .
وظلت هديل في حضنها لبعض الوقت ، قبل أن تحرك يدها وتضعها على بطنها ، تسأل بصوت مبحوح / إيش صار لي بالضبط بعد ما طحت ؟ إيش صار على ولدي .
آلمتهم قلوبهم اثر سؤالها المتوقع .
وظلوا مترددين ، قبل أن تشد هي على يد بشرى بقوة / بشرى وين ولدي ؟
نظرت إليها بجبين مقطب وملامح زينة .
لتكرر هديل السؤال / بشرى سألت وين ولدي ؟ يبه مساعد حسناء ، قولوا شيء .
رفعت بشرى رأسها إلى سعود بعجز وهي تبتعد عن هديل بضعف ، وتقف بالقرب من النافذة تخفي وجهها عنها .
ليقترب سعود من ابنته ويجلس بجانبها ثم يمسك بكفها يتلو عليها آية من سورة الكهف / ( فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ) ، إن شاء الله تتعوضين باللي أحسن منه .
تجمدت ملامحها وأنظارها على والدها .
تنتظر منه أن يضحك ويقول أنه كان يمازحها ، أو يكذب !
أي شيء آخر غير تلك الحقيقة التي نطق بها للتو فشطر قلبها إلى نصفين .
الحقيقة التي ربما أدركتها ما إن فتحت عيناها وتذكرت ما حصل .
نطقت أخيرا بابتسامة ميتة وصوتها يرتجف / يبه !
قبل أن يجيب سعود بأي كلمة ، طرق عليهم حمود الباب .
لينهض سعود وقلبه يؤلمه / خلاص نطلع احنا .
هديل / يبه وين تروح ، تعال قول لي الحقيقة قبل .
ابتلع ريقه بألم وخرج بخطوات بطيئة ، تبعه ابناءه وبشرى .
بعد أن ألقوا عليها نظرة أخيرة مليئة بالألم .
رفعت صوتها مجددا وصوتها ينذر بالبكاء / لا تروحون .
حينها دخل حمود لتحاول الاعتدال بجلستها ، تأوهت وهي تعيد ظهرها على ما كان عليه .
حين اقترب منها حمود مسرعا / لا تقومين .
أمسكت بكفه بقوة وترجي ووجهها محمر تماما / حمود إيش قاعدين يقولون ؟ أبوي إيش قاعد يقول ؟ وين ولدي ؟
حمود الذي بكى كثيرا على خسارته ابنه الذي انتظره بكل شوق ، وكان على وشك فقدان زوجته أيضا .
تنهد وهو يساعدها على الجلوس حين رآها مصرة على ذلك .
ضمها إليه بقوة ، يقول بصوت متحشرج من الضيق والألم / ما عليه حبيبتي ، أدري انه صعب عليك بس ……
دفعته بقوة حين أيقنت أخيرا أنها فعلا حقيقة لا يمكن انكارها .
وصاحت به بغضب / بس إيش ؟ حمود إيش قصدك ؟ ولدي موجود أكيد انتم تكذبون علي .
هز رأسه بأسى وهو يضع يده على خدها بلطف ، يحاول مواساتها .
لتدفعه بقوة أكبر حتى نهض / حمود قول لي انه كذب ، وانه ولدي بخير وراح أشيله بيديني الحين !
أكملت وقد بدأت دموعها بالنزول وبكلمات متقطعة / يمكن .. يمكن انه ضعيف وحاطينه بالحضانة ؟ يمكن تضرر شوي من طيحتي ، بس لا .. مستحيل يكون مات ، مستحيل يا حمود ما أصدق .
اقترب منها حمود مجددا وأمسك بذراعيها بلطف / هديل اهدئي شوي العصبية مو زينة لصحتك .
نظرت إلى عينيه ، تحاول التأكد للمرة الأخيرة .
قبل أن تعيد ظهرها إلى الخلف بيأس ، وملامحها تبين ضعفها الشديد في تلك اللحظة .
وأن قلبها قد تحطم بالفعل / مات ؟
نظر إليها حمود بصمت لبعض الوقت / انتي لسه صغيرة ، أكيد ربي راح يعوضنا يا قلبي .
شهقت بصوت عالٍ وهي تضع قبضة يدها على صدرها .
ثم بدأت تبكي وهي تمسك بمقدمة قمصيها وتضرب على صدرها بحرقة ، تبكي بصوتها العالٍ دون أن تعي ما يحصل حولها .
حتى أنها لم تشعر بالآلام المنتشرة في أنحاء جسدها .
فألم قلبها كان عظيما وعميقا للغاية .
حاول حمود أن يقترب منها لتهدئتها ، هو وسعود ومساعد الذين عادوا ودخلوا مرة أخرى لمّا سمعوا صوت نياحها .
بل جميع من كان ينتظر بالخارج .
ينظرون إليها بحزن وقلة حيلة .
لتتجه أعين حمود إلى والدته تلقائيا ، ينظر إليها بلوم وعتب .
مع انشغالهم جميعا بهديل والحالة التي دخلت بها ، لم يلاحظ أي منهم غياب يُمنى !


_________


انتهى الفصل




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس