عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-20, 12:21 AM   #4

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الاول

الفصل الأول
،
،
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم
،
،


وها هو يجّر حقيبته تارة أخـرى وليس بغية الهروب بل مواجهة الواقع دفعة واحدة

دون حتى إن يلتقط أنفاسه
يمشي بجانب رفيقه ، و ملامح وجهيهما تحمـل الكثيـر من الغّضـب والمّقـت

وكلاهما وجهان لعملة واحدة !

وعند المُفترق الذي يجب

عليهما أن يذّهب كل واحد بطريقه

تصّافحا ببرود واضـح ، وافترقا !

وأكمل سيره باتجاه عمه عبدالعزيز

استقبله بابتسامه كبيـرة واحتضان أكبر

: ياهلا والله بجمال والله طـولت علينا
بادله الاحتضان ببرود ، وقال : جرّ شنطتـي أشوف

ضيق عينيه قائلا باستياء: بمشي لك أخلاقك الشينة هالمرة
وأخذ منه حقيبته و خرجا إلى خارج المطار

عند خروجهما
سأله : ما حنّيت جمّول
تحدّث بنزّق :

ولا راح إحـنّ !

لولا ورث أبوي كان ما شفتوا رقعه وجهـي
تنهـد عمه بيأس

فهو يكبّـره بــ أربع سنوات فقـط ،

ويعرف بأن ابن أخيه ذو مزاج ناري
خرجوا من المّطـار ، وضع حقيبته بالخلف واستقل بجانب السائق بسخط واضح على ملامـحه

ركب عمه بجانبه وسار بالسيارة حيـث الوجهة التي يتمنى لو تتوقف اللحظـة

عند هذه النقـطة ولا يصّل إليها
عاود عمـه استفزازه : عاد كلّ البـيت متحمّس لك وكل

خواتي جايبة كّل عيالها اللي معها عشان أستقبالك
كان ينظر للنافذة وهو عاقد الحاجبين وقال ساخرا

: هه ما شاءالله واضح ! ولا واحد شفته حاضر حفل تخرجي !

عن إيش حماس تتكلم ؟


: ياشيخ أحلف أنت اللي ما علمتنا الا قبلها باسبوع وجالس تتشره , وبعدين وشفيها النونة معقودة توك جاي متخرج ياخي أنبسط وخلينا ننبسط معك على الأقل شوية مشاعر للشموخ اللي

تنتظرك من خمسّ سنوات

!
عقد حاجبيه وتفوه بحدَيث أخرق :

أساسًا أنا جاي هينا عشان أطلق وأخذ الورث وارجع لـ
قـطع حدّيثه صرخت عمه القوي: من جدّك؟

بتطلق عيني عينك وتظلمها وهي خمس سنوات تنتظرك
لم يأبه لغضبّه ، بل كان ينظر لنقطة غير مرئية بعّينيه

الحادة ويستطرد : وأنا مبّ هاين علي أظلمها ، بخيَرها

بالطلاق وإذا تبي تصير بذمتي اخلص اموري هينا وتروح معي لإيطاليا

فتّح عيّنه بتعجب من حدّيثه البارد ليقول : وأمك طيب ؟
تلبسه الغّضب ليصرخ به : والله أمي أنا أخر همها وهي أخر همي !
كانت السيارة تسيّر بسرعة قصوى كاد يصدم بشاحنة تمشّي بسرعة عادية وعاد يصرخ به: هذي أمككك !!!!! تقول

فيها كييذا ! تراها تزوجت أحمد عشان مصلحت...
قاطعه بغضب :

بالله عزيز لا تجلس تّسوي فيها

مستشرف على قلبي امي باعتني

!
شّرق بريقه و سعل بقوة وبعدها تحدّث بهدوء:

باعتك عشان خيّروها ما بين أهلها النّصابين


ولا ما بين عمك ؟
تحدث دون أهتمام : ولاتنسى خيروها تجلس عند ولدّها !

هه بس أبوك قال تجلسين هينا الأ بزواجك من عمي وهه يعني البلوى بجدي وفيها

كلهم حطوني بإطار صورة

عشان يحدوني على اللي يبون

!
قال بحدة : هه المشكلة أنت تشوف بس الصورة من منظورك ياجمـال ، شويّ وسّع الصورة


نظّر له بحدّة :

وجدي اللي خيّرني أبتعث ولا أتزوج ؟


وفوقها جلست سنة كاملة عشان أكمل 20 سنه

عشان جدّي يـوافق أبتعث
قال بنزق: تكفى أسكت سديت نفسي جعلك البلش
!
وأشغل المُسجل بأغنية صاخبه مُنهي نقاش عقيم مع عقلية صلدة !
.................................................. .............
،
،
تـوقفت السيارة أمام البيت الكبيـر و بداخله أربع فُلل مُحاطة بسور واحد

من يّرى هذا البيـت يظن بأنها عائلة مُترابـطة تجمعها المودة

!
بينما . . بظنّه عندما تخطو أقدامك خطوة واحدة لهذا البيت

تّدرك بإحساسك بإن جمالية المظهر تختلف عن العمق المشوه
يكره . . هذا البيت وسُكانه واحد تلو الآخـر
يتمنى لو أنه ولد بغير هذه العائلة ، ليس أبن

الولد الأكبـر " خالد" الذي توفي وحلاله يغطي الشّمس ووالده يُريد الحفاظ على ماله ليحدّ حفيده على العودة لهذا المكان
الجمـيع يراه . . الجميع مُخـطئ وأولهم عمـه عبد العزيز ولكنهم لم يشعروا بالنيران المستعمرة في صدره
!: وش تنتظر انزل صّاح عمّه بنّزق

ترجل بغضب بان على ملامحه ،

وأردف وهو يسير للداخل :

جيب شنطتك وادخل عمامك ينتظرونك
شتم بغّيظ ، ويستدير مُخرج حقيبته الوحيدة

فبعض الأشياء تاركها هُناك حيث بيته الأصلي , وسيعود حتمًا !

أخذ حقيبته واتجه إلى بيت جده وهو يرتدي بنطال جنزّ وقميص من ماركة معروفة
هه . . لن يُعجب جده
ولكن أتى . . ليرفع مستوى الضغّط لا تنظروا لي هكذا !

أنا بكل ذرة من كيّاني . .

أمقت هذه العائلة وأولهم جًدي

الذي سُميت على اسمه

وأصبحت أُشبهه بكل شي لدرجة مُريعة !

!وعند دخوله للمجلس الكبٌير ، وضع حقيبته جانبًا ودخل بطوله الفارع وملامحه الحادة
كان الجميع بانتظاره أعمامه الأربع وأبناءهم ، وأزواج عمّاته السّت وأبناءهم

بدأ بالسّلام وملامح وجهه باردة

لا تحمل إي تعبّيـر قد يكّشفه أحدهم
حتى وّصـل . . لعمه وبجانبه جدّه
عمه . . أحمد زوج والدته
تغّيـرت ملامحه لازدراء واضـح ،مد يده وصافحه ببرود

بينما عمّه كان يبتسّم ببشاشه وتخّوف من نظًرته وهو يقول : الحمدلله على السلامه
لم يجيب عليه و نظّر لجدّه
النسّخـة . . الكبيـرة منه
وكلاهما لهما نصيّب من اسمهما
كليهما يتمتع بجمال ظاهرّي . .

بينما العمق مشوه
: حيّ الله سمّي جده

تو ما نورت السعودية يابوك

!
ابتسامة مُتكلفة رّسمها على ثغره وقال : بوجودك

وأكمل سيره للسلام على البقية
حتى انتهى وقال بصوت جهوري :أنا أستأذن

جاي من سفر وتعبان بشوف الوالدة وارقد


اعترض عمه يوسف : والغداء اللي عشانك ياجمال ؟
عقد حاجبيه : والله ياعمّ مالي نفّس . . الجايات اكثر
واستدار دون سِماع اعتراضات أكثـر

أخذ حقيبته وخرج مُتجه إلى بيت عمّه وهو ينّظر للحديقة التي لا تزال كمّا هيّ ولكن أكثر جمالية من قبل
وحتـى . . الأرجوحة لا تزال كمّا هي !
!
.................................................. .............
،
،
تسيّر السيّارة وعمه يتحدث معه بحماس مُحاولاً إخراجه من هدّوءه المُريـع ،يخبره عن بناته وفاء وأطفالها المشاغبين و وجدان وزواجها في غيابه وتبّقت وصايف الصغيّرة
: عاد وصايف ياحمد تعدّك زي أخوها

لا تستحي يابوك البيت بيتك من قبل عشّر سنوات عقد حاجبيه

وهو يدرك بإن عمه يُريد إن يُريحه من ثقل شعوره: اي والله ياعم . .

عارف إن البيت بيتي

ووصايف ليش ماتزوجت ؟


نظر له عمه بتعجب وأطلق ضحكه رنّانة :


يابوك وصايف توّها ماتخرجت من الثانوي . . نسّيتها؟
هه أينّسى تلك الصغّيرة المُزعجة

التي كانت تلتصق به طوال الوقت ؟
: هههههههههههه السموحة ياعمي . . نسينا

عاد حبيبه أبوها زّي أول كبرت بس ما عقلت

وصارت تسّوي لنا الغدا ، وحلا جاي وحلا رايح . . ما ظنتِ بزوجها
هذا ماكان ينّقـصه

إن تكون الصغيرة المُدللـه كمـاهيّ
غامّت عيّنيـه ، والذكريات تتزاحم في عقله عند وصولهم للبيت

دخلا إلى البيت المتوسط الحّال ،

وعمّه يرحب به :

ياهلا ياهلا توّه مانور البيت ياحمد ،

ياحسنا..

تعالي جاء الغالي ولدّ الغالي !
استقبلته زوجه عمه ،

وخالته بنفس الوقت وهي تمسّك بالمبّخرة

وتهليّ به :

ياهلا ياهلاااا ياهلا بحمد اللي رفع روسنا !
!
أحتار بماذا يُرد ، وهو يشّعر بعدم استحقاقه لهذا الترحيب
دخل إلى المجلس وجلس عمه بجانبه

وذهبت خالته لتجلب القهوة والشّاهي
وضعتها أمامه : ياحيّ الله هالوجه ياحمد ،

طولت علينا خمس سنين ولا زيارة واحدّة ؟
أبتسم بتّكلف : السموحه ياخالتي ،

هذاني خلّصت مرة وحدة وجيتكم
أومأت برأسها : الحمدلله ، والله يرزقك بوظيفه زينه يارب
تمتم : امين
: وشلون الديرة اللي جيت منها ؟
صمّت لدقائق كمّن يشّحن طاقته

للحديثّ عنّ شي تعجيزى

بينما هو سؤال بسيط من شخص أبّسـط
أجاب وعيّنيه الباردة تجوب بالمكان

الذي لم يتّغير إلا من أشياء بسيطة :

ماشّي حالها
أومأت خالته برأسها : شكلك حبيتها ياحمد
: لأ ،
إجابة صغيرة من شخص مُعقد

جعلت خالته تستقيم وهي تتحدث :

بروح اجيب الغدا ، وصايف شوي وتجي
تأفف بداخـله واطرق برأسه ،

ونظر للساعة التي تّشير إلى الواحد ظُهرًا
بدأ عمّه بالتحدث عن ماحدث خلال تلك السنّوات الفائتة

وإن الحارة بأكملها كانت كمّاهي ،

الا من تغيّر شُبانها الذين أصبحوا رجال مثله

وبينما هو يستمع دون إن يبدي أي ردةّ فعـل على حدّيث عمه ، الذي يعرف طِباعه جيـدًا ، ويعرف هدوءه المُريع
صّوت شّجـي أتى يزحف لاذنيهما

وصوت إغلاق الباب بقوة واقتراب الصّوت :

يمممههههه

قالها اخيرًا قالها قال احبك قالها ااااه
عقد حاجبيّه بضيق ،

ليقول عمّه بحرج : هذي وصايف ياحمد ، حركاتها ماتّخليها
اقترب الصوت للمجلّس لتدّلف وهي لا تزال تغني حتى انقطع صوتها عند رؤيتها له ،

متبوعة بشهقة دراميـة، وهروب من رؤيته !
.................................................. ............
احتضنته والدته بقوة

وهي تبكي بخفوت وتشّم رائحته

تبكى جفائه تعنّته المُقيت ،

وتبكي فلذة كبّدها الذي هرب تاركها تتخبّط باشتياقها له ،


وتبّكي حالها
أبعدها ببطء وهو ينظر لأحزاب من العيون تنظر لهذا

المنّظر الدرامي وشاشات الهواتف المحمولة تحتفظ بهذه الذِكرى
ليقول بضيق : يمه . . خلاص أختنقت
حبّست ضيقها من حدّيثه النزّق

وابتعدت وهيّ تمسَح دموعها :

طولت والله طولت يا جمال
: هذاني جيت . . وأبتعد عنها عندما أتت إحدى عماته تسلّم عليه باحترام

وتوافدت الأُخريات شيئًا فشيئًا!

نظر لوالدته ممتعضة الملامح ليقول : وين غرفتي يمه ؟ بنام !
: وزوجتك ماتبي تشوفها . . جاية بالطريق
رفع حاجبه باستنكار : من وين جاية ؟

: من الجامعة ! منوين تجي يعني ؟
قالتها بنّفاذ صبّـر ،

ابتعد عن مجلس النساء وهي تسّير خلفه

حيّث غرفته في الطابق السُفلي
وهذا مايبدو من سيّر والدته خلّفه ، :

ماتبي تشوفها ياجمال ؟

وصلّ إليها

وقال : مبّ رايق لشي يمه ، ممّدي على شوفتها

وبعدين أنا جاي أخلص أموري وأطلق
شهقة وصلّت لمسّامعه بعد انتهاء حديثه ،

وتجاهلها ليخلع قميّصه بنّيه أخذ حمام بارد في هذا الجو من الصيّف الحارق

وهو يدور بعينيه غرفته التي لاتزال كمّاهي

ورائحة البخور مُتشبعه بها ،

نظر لوالدته التي تحاول استيعاب صدمتها لتقول

وهي تقترب بجزع بان على صوتها :

وش قاعد تقول ياجمال ؟ كيذا تطلقها باردة مبردة ؟

هي لعبة بين يّديك عشان تطلقها كيذا !!

أنت اصلاً ليشش جاي ليششش ؟ عشان تحرق قلبييي ؟
جلس على السرير ليخلع فردّتي حذائه :

يمه أنا مبّ جاى احرق قلبك ولا شي ،

جاي أخلص أموري كلها . . وبنت زوجك إذا بتبقى بذمتي

تمشي معي لإيطاليا

بس .. تتحمل اللّي يجيها

وضعت يّدها على صدرها ، تحاول تهدئه نبضات قلبها

المُنفعلة: جمال . . ياوليدي . .

ليش ماتستقر هيّنا وتعيش مع زوجتك ومعي ؟

ليش دايم تخليني بعيدة عنك !
حاول عدّم إظهار إي تعابير من حدّيثها الذي لامس شيءعميق بقلبّـه ،

تحدّث ببرود : مثل ما تركتيني قبلها . . وعشّتي لنفسك . .

مضطر أعيش لنفسي يمه ! وهناك حياتي
وأقترب لفتح حقيبته والتقط منشفته،

ودّلف إلى دورة المياه المُرفقة ببرود ظاهري , دّمعتان انزلقنا منّ عيّنيها ،

هذا الابن . . ليس سوى عقوبة . . عقوبة !
انحنت إلى الحقيبة المفتوحة بنّيه ترتيب ملابسه في الخزانة ، حملت كّومة منها لتًضعها في الرف الأول لتعود . .وترى صورة . .

صورته . .

وبجانبه امرأة ترتدّي ثوب زفاف

ذات ملامح عربية بحتّه ، عيّنين واسعتين وانف دقيق

وشفتّين كبيرة

مّسكتها ورجفة جّرت بين أوصالها
ونظّرت لخلف الصورة
( عشان تتذكرني . . أحبك جمال )
رمّتها برجفه ، و ربضت على الأرضية بانهيار واضح!
أطلقت زفرة غليّـظه

يبدو بأن أبنها عاد ومعه غضّبه

الذي ذهب معه ،

غضبّه الذي تجاهلته ليُحرقها ويُحرقه ،

وسُيحرق الشمّوخ
الشمّوخ . . التّي تتمنى أن تكون كمّا اسمها معه
شمّوخ . . لا يضاهيها أي انكسار !
.................................................. ...........
و بينمـا . . هو في دورة الميّاه
لماذا الماء البارد لا يطفئ غضّبه الذي يُحرق فؤاده ؟
لماذا . .؟
يشّعر كمّن شُب حريق في جّوفه

لن يطفئها سوى هروبه من حيّاته هُنا ،

سيهرب بكل ما أوتى من قوة ، هو الآن كبير بما يكفّـي برمي قراراتهم التعّسفية عِرض الحائط
أغلق صنبور المياه ، وخرج من دورة المياة وهو يتمنى أن والدته ذهبت
ولكنه وجدّها تربض وهي تمسك بصورة بين يّديها عقد حاجبيه بضيق

يبدو بإن الأمور ستنكشف بأسرع مما يظن
استدارت إليه : من هذي ياجمال
اقترب وألتقط الصورة من بين يدّيها

وينّظر لها بابتسامه من أعماق قلبـه

رفع ناظريه لوالدته وقال ببساطة : زوجتي

,

,

,

,

,
استيقظ بإجفال وهو يحاول التذكر أين هو ؟

عقد حاجبيه باستنكار ...لتعود ذاكرته رويدًا رويدًا

التقط هاتفه ونظر للساعة التي تُشير إلى الثالثة صباحًا
تنهدّ بيأس وهو يستقيم لأداء صلواته الفائتة

ولا يزال الشّجار العقيم بينه وبين والدته

يشكل مساحة وافرة من ذاكرته
": زوجتي !


استقامت لتقف أمامه وتقول بسّخرية :

زوجتك ؟ من متى إن شاء الله ؟


برم شفتيه : تقريبًا من سنتين
: والشموخ ؟ إيش ؟ مزهرية ..ولا .
نظّر للحقيبة الفارغة وأستنتج كيف وجدتها

ليُجيب عليها : قلت لك يمه أنا بخيّرها تبي معي ولا لها الطلاق

قالت هازئة :وتحسبّ الشموخ بترضي عيني عينك ؟

تحسبها جالسه وحاطه يّدها على خدّها تنتظر حضرة

جنابك بس تناظر لها ؟
رفع كتّفيه : والله عاد بكيَفها . .

اذكر إن شعّرها ملولول ودايم تربطه كعكة عشان مانضحك عليها . . للحين ؟

تجاهلت سخريته وقالت : وتحسبّ جدّك بيمشها لك ؟

رفع سبّابته مُهددًا: عاد والله جدي أخر واحد يتكلم وليش أنا سويت شي غلط عشان يمّشيها ولا مايمَشيها ؟


أنا صنّت نفسي بالغربة !ما سويت شي حرام يغضب رب العالمين

!
: والّجرح اللي بتّسببه لها ؟

:

أظن يا أمي العزيزة انتِ أخر من يتكلم عن الجرح ،


يوم طعنتِ صديقتك بظهرها وتزوجتِ زوجها لا تتكلمين عن الجروح ولا عن
: اسسكت اسسسكت اسسكككتتتت !!!

قالتها بصوت مكتّوم ، وهى تضًع يدًيها على إذنيها بغيّه إخماد صوته اللي يختّرقها لينهش الآلام المتأصلة فيها
أبعدت يديها لتقول برجفة : ترااننييي أمّ أمّ ياجمال أقدر أرفع يديني الحين وادددعييي عليييكك بدعوة تخليك ما تمشي على الأرض صاحي !! أنا أم أم خاف ربك فيني

: على أساس حياتي صاحيه الحين عشان تدعين عليها ؟

:قصّر صوتك قصّرررره !!!!!

وترى الشمّوخ مبً زي أمها

ماتت من قهرها بأسبابي .. الشموخ مثل أسمها يوم تزوجني أبوها زعلت عليه 3 شهور لمين راضاها . . وبعد ما توفت أمها . . وللحين بالقطارة تكلّمه!!!!!

هه الشموخ كسرتنا كلنا ! ... فيها من جدّك كثثيييرر

وأنت نسخة مصغره من جدّك !

وشكل جدّك بيكثر أمثاله وزوجكم بعض

!
ضحكت بّسخرية : فخّار يكّسر بعضه!
!
وخّرجت تاركته ، يهتّز بعنّـف من حدّيثها !
.................................................. ..................
،
،
بعدّ حدًيث والدته ، اعترف إن بعض من الفضول

تسلّل لقلبه عن تلك الشموخ
خرج خارج غرفته

واتجه بخطوات هادئة حيـث المطبخ لعله

يجد شيء ما يأكله
كان مُغلق فتحه ووقعت ناظريه عليها وهي جالسة على الطاولة المُتوسطة في المطبّخ تنحني برأسها وهي تردد كلمات إنجليزية دون أن تنتبه له !
نظر لها بتدّقيق ، رفعت عيّنيها وصرخت برعب

يقف بطولة وبحدّة ملامحه ينّظر له الشعّر .. "الملولول" كمًا هو وتمسكه "بمشبك"تيكاد تنفجر من كومة الشعر العسلي
وملامحٰها . . ناعمة . . وهادئة . .

نقيض ملامحه صاخبة يعرفها

!
رفع حاجبه ليقول بسخرية : اخيرًا حانت فرصة لقانا يالشموخ
رآها تّضع يدّها على قلبها تحاول تهدئته

وعندما التقطت أنفاسها تحدّثت بصوت صقيعي بارد : اخيرًا !
حملت كِتابها وسارت بغيّه الخروج
: له له يا شموخة ، كيذا استقبال زوجك !!
كانت ترتدي منامة تحوي رسومات كرتونية لم تّفته وهو ينظر لها من قمة رأسها حتى اخمص قدميها المزينة بطلاء أظافر
تحدّثت بذات البرود : ليش حضرة جناب الزوج المُبجل وش يبغاني أستقبله فيه ؟

رفع رأسه مُحاولاً التفكير : اممم يعني .. بالأحضان مثلاً .

تصبّغ ملامح وجهها باللون الوردّي ولكنها قالت بحدة
: بأحلامك !

: نعم شقلتِ ؟
نظّرت له لتقول باستفزاز : بأحلامك
: اعصابك تراك زوجتِ ولا نسيتِ ؟
جمّعت أفكارها لثواني وقالت ساخرة:

اممم من متى ؟

اه صحّ من خمس سنوات فاتت ..

أنا عنّ نفسي شايلتك من قاموسي الشخّصي

يعني مسّمى زوج .. ومن هذ
قـطع حدّيثها احمرار عيّنيه التي تُنذر بغّضب

ليقترب منها بإنشات بسيطة :

شكل أول لقى مبّ كويس يابنت العم !

. . بس بخبرك إنك زوجـتي .. حطيها بقاموسّك

ولا لا تحطينها مبّ مشكلة ما يهمني
: وش يهمك ؟
كان قريب منها لدرجة مُريعة ،

يتّمعن بأدق ملامحها الناعمة،

لم يرف لها جفّن

ولم تتغير ملامحها التي تظهر البرود الصقيعـي
: أها أنت من حزّب الأشخاص اللي غصب الناس يمشون على رايهم بس ! مبّ علي ياولد العم
وارتدت للخلف وهي تنظر له :

وخرّ عني بكره وراي اختبار مبّ فاضيه لك !
حسنّا أدرك بأن هذه الفتـاة ليست سهلة المنّال

كمّا كان يعتقّـد في مراهقته ،

وسيكون هُناك حديث أو جدال لا يهم مطول معها لاحقًا

لأنه يشعر بهذه اللحظة بإن مزاجه قدّ أحتد

ويحتاج سيجارة
تقدم خطّوتين للداخل مُتجاهلها ، ليذّهب لبراد المياه

وصب له كأس ويشربه دُفعة واحدة ،

و استدار ليرى خلوّ المكان منها !




تم



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 11-09-22 الساعة 03:21 PM
الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس