عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-20, 05:07 AM   #1219

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

. حينما تُقيم حرْب ل معرفة الحقيقة
كُن على ثقة بانتصارك
فخسارة الحُروب كسلخ الجِلد
العوْدة منها تتطلب حرْب أخرى
قد لا تكون أهلا لها !




كانت تجلس على أريكة واسعة تريح ساقيها عليها .. تمسك بجهاز التحكم للتلفاز وتضغط عليه بلا توقف ... لا تستقر على شيء ... عيناها مُغلفتان بحزن عميق راسخ ... ذلك الحُزن الباهت الذي يستقر في قلوبنا ولا ينمحي.


أحيانًا تفكر ما الذي كان سيحدث لعقلها لولا وجود البنات في حياتها ؟.... حتمًا كانت ستجن !

التفكير في الماضي لا يتركها تلك الأيام .... تريد أن تعلم ماذا حدث ... ؟؟

كل الماضي تريد أن تعلمه .... لقد تعبت من دور الجهل الذي تحياه، الحياة التي فرضها والدها عليها منذ وقت طويل وممنوع السؤال عن الماضي .


" زبَرجد .... أعدي لي فنجان قهوة .... "

صوت والدها الذي خرج لتوه من غرفته جعلها تعتدل في جلستها لتتمتم دون حماس

" حسنًا يا بابا ... "

نهضت ليقترب والدها يجلس مكانها ويردف بنبرته القوية دومًا

" سآتي بقناة الأخبار إلى أن تجهزيها ..."

رمقت والدها بنظراتها الشاردة للحظات ... تتمعن فيهx

رجل طويل له هيبة خاصة بشعر رمادي وجسد معتدل وقد فرض عليه عمله دومًا الرياضة ونظام حياة معين ما زال يسير عليه بتعديلات مختلفة .... كان رجل وسيم ورغم صرامته ورأيه المفروض دومًا في حياتها الا أنها تحبه ... لا تتخيّل حياتها من دونه أبدًا .


رجل بكل هذه المواصفات وهو بهذا العمر وبالتأكيد كان أكثر وسامة في شبابه ما الذي يجعل امرأة تهرب منه وتترك ابنتها الوحيدة !

ما الذي يجعل امرأة تتخلى عن كل شيء وعن ابنتها وقربها وتبتعد ... ؟؟

هل هي امرأة سيئة ... ؟؟....x ما الذي حدث ليجعلها تفعل ذلك...؟؟


" ما الذي حدث في الماضي ... ؟؟...."


لم تتعرف على صوتها وهو يخرج منها مع بقايا تراجع وتوتر يسكن في قلبها خاصة ووالدها يرفع رأسه فجأة وينظر لها ليسأل بعد لحظةx

" ما الذي قلتيه ... ؟؟...."


هل ترتعش ...؟؟

لا تعلمx

هل تبكي تلك اللحظة ..؟؟

ليست متأكدة ... فقط تشعر برطوبة وجنتيها وكأن دمعتان غدرتا بها وانسابتا .


ارتجف قلبها لتعيد سؤالها بإصرار غريبx

" ما الذي حدث بينك وبين ماما منذ سنوات ... تحديدًا منذ كان عمري إحدى عشر عامًا وتفاجأت بموتها ...x طفلة وحيدة تتفاجأ بموت أمها ... تبكي ... تنهار ... تتألم وأنت تراني ... تراني أمام عينيك ... أعيش كل هذا ... كل الوجع والألم والفراق ولا تخبرني أنها ما زالت حية ...."


اتسعت عينا والدها بصدمة .. ملامحه تتحول تدريجيًا ليهمس بخفوت بنبرة غير مفهومةx


" منذ متى تعلمين ...؟؟..."

كانت دموعها تنساب بالفعلx

الألم يحفر طرقه في قلبها وعلى وجههاx

ترى والدها تلك اللحظة أناني للغاية ... كلما تذكرت حالتها تشعر بقلبها يسقط ... يصطدم بأرض قاسية صلبة دون أن ترف عيناه حتى.

كيف استطاع والدها... ؟؟

كيف استطاع ...؟؟


صوتها أتى بنبرة مختنقة بالألمx

" منذ أربع سنوات .... أربع سنوات أتقلب فيها بين الحيرة والألم والخوف من السؤال .... أربع سنوات أحلم في كل ليلة أنني سأستيقظ على رؤيتها من جديد ... أنني سأراها من جديد ... سيكون لي أم ... أشكو لها .... أركض لحضنها ... أم ... "


توقفت لتزدرد ريقها ... تحاول إيقاف دموعها ووالدها يقترب ببطء منها ليقف في مواجهتها لتهمس من جديد بألمx


" لقد نسيت ملامحها .... أنا نسيت ملامحها يا بابا ... لم أجد صورة واحدة لها هنا .... لماذا ..... لماذا يا بابا .... ؟؟؟...."


هتف والدها بعذابx


" لأنها ماتت...... ماااااتت ......"x


وكأن العذاب مشاركة بينهماx

كانت لوحة مغطاة بالأسود دون نقطة واحدة بيضاءx


هزت رأسها برفض لما يقوله لتهتف بإصرارx

" لااا .... هي لم تمت ..... لقد تركتنا ... لماذا تركتنا يا بابا ... ما الذي حدث .... أرجوك أخبرني ...."


استدار والدها ليعطيها ظهره ويتمتم بقسوةx

" لقد ماتت .... هذا ما بجب أن تعرفيه .... لا كلام آخر ... "


هزت رأسها من جديد لتتمسك بذراعه وتهمس برجاء ممزوج بدموعهاx


" أخبرني الحقيقة يا بابا .... ما الذي حدث ... ؟؟.... أنا لا أفهم ..."


قبض على ذراعيها ليهتف بقسوة .... دون تحكم ... ذكريات الماضي تضربه بقسوة .


لقد أحبx

غرق في الحُبx

ولكن الحُب جعله يتمسك بشخصيته أكثر حتى لا يفقدهاx

سيطرته وجموده لم يتغير .


" أنا من اهتممت بك لسنوات ... سنوات وأنا أرعاك دون كلل أو ملل ... والآن تسألين عن تلك الفاسقة التي غادرت كرهًا في حياتي وطريقتي وأسلوبي ..... امرأة فاجرة .... فاااجرة ...."


" لاااااا ...."


صرخت بها بلوعة ... بألم لتصرخ برفض لما يقوله


" لا تقل عليها هكذا ..... لا تنعتها بالفاجرة .... ماماx ليست فاجرة .... ربما حدث شيء .... طبعًا ... لن تغادر وتتركني إلا لو حدث شيء قاسي .... ما الذي حدث ...؟؟... أخبرني يا بابا ... أخبرني ..... "


ضغط والدها على ذراعيها أكثر ليهتف باحتراق

" من تترك ابنتها لا تستحق أن تكون أم .... لا تستحق .... ضعي هذا في رأسك السميك يا زبَرجد .... ليس لدي كلام سواه .... هي ماتت .. تلك المرأة ماتت ولم يعد لها وجود في حياتنا ... لا أريد سماع اسمها مجددًا ... هل سمعتني ...؟؟..."


صدرها يعلو ويهبط بجنون ليتركها والدهاx ويرفع يديه يمسح وجهه بقسوة وصوتها يأتيه بجمود، ودموعها تنساب من جديدx


" ومن يكذب على ابنته بموت والدتها ويراها تتعذب أمامه دون أن يقول شيء .... يكون أب ....؟؟......"


صوت الصفعة القاسية منه كانت إجابته لتتسع عيناها ويدها ترتفع لوجنتها بينما هو يقبض أنامله وملامحه تنكمش بردة فعل عنيفة ... لأول مرة يرفع يده عليها ... رغم كل صرامته معها ولكنه لم يفعلها أبدًا .


لقد ظل طوال السنوات السابقة كالجليد ... لم يفتح يومًا فمه بالحديث عن تلك المرأة لأنه يعرف نفسه جيدًا ... يعرف أنه لن يستطيع الصمود دون فقدان سيطرته وابنته الوحيدة تقف تحاسبه.


نظرات زبَرجد له أوجعته رغم صمود ملامحه بلا أثر لتأثره فليس هو من سيهرع للاعتذار من ابنته ... قبض فكيه بعنف ليردف بقسوةx


" في كل مرة ستذكرين تلك المرأة ستكون هذه النتيجة يا زبَرجد ... أنا كل عائلتك ... أنا من اهتممت بك ورعيتك ... أنا من صمدت معك ولم أهرب من مسئوليتي .... لذا ستصمتي وتعودي كما كنتِ ابنتي الهادئة التي تنفذ كلام والدها دون نقاش ...."


لم تجبه بشيء .... فقط تنظر له بعينيها الدامعتين ... قلبها الموجوع وروحها المُنكسرة ... ليتابع من جديد بصرامةx


" ابن عمتك سيأتي قريبًا .. سترينه وبعدها تتزوجا وهو يسافر لعمله وأنتِ معي ويقضي زياراته في الوطن .."


ليردف بتردد وهو يرى نظراتها الواسعةx

" هو يريد بناء عائلة في الوطن ... لا يريد الغربة لعائلته .."


صمتها أمام تلك المعلومات المميتة لها.. لم يجد فرصة لقول شيء آخر وهو الرجل قليل الكلام الصارم في كل شيء ليردف باختناقx


" أنا سأخرج قليلًا ...."


ثم تركها وغادر بخطواته المتهاوية رغم جسده الشامخ الذي لا يدل على عمره الثاني والخمسين .... فاليوم يشعر بأنه فقد شيء في ابنته الوحيدة !





يتبع في الصفحة التالية https://www.rewity.com/forum/t447054-123.html



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 06-04-20 الساعة 10:09 AM
hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس