عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-20, 12:16 AM   #518

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي



تجلس اسما في بهو شقتها تشرب كوبا من الينسون لتهدئة أعصابها المتوترة وعيناها لا تفارق الساعة التي تقارب منتصف الليل
بطاقمها البيتي وحجابها ملتفا على شعرها الأشقر بانسيابية أنثوية اضاءت وجهها ناعم الملامح
كريم مع فؤاد منذ الصباح ولا يمكنها ألا تقلق عليه رغم مكالماتها المستمرة لكريم ليبلغها أنه بالسينما

كم تمنت لكريم والدا بعد عذاب الغربة واليوم عليها أن تتقبل ذلك الرجل مهما فعل بالماضي لتفتح صفحة المستقبل أمام الدنيا
رن جرس الباب أخيرا فنهضت لتفتح وتوقفت أمامهما بنظرة غاضبة ثم ابتعدت تستدير لتقول بحزم

" هيا إلي الحمام كريم "

تبادل كريم مع فؤاد النظر بتوجس وهما ينظران إلي ظهرها ثم غمز كريم لوالده مشيرا بذقنه إلي أمه قبل أن يبتعد للحمام قائلا بلطف زائد

" حاضر أمي "

كتم فؤاد ضحكة صاخبة مكتفيا بابتسامة لطيفة رققت ملامحه الحادة وهى تستدير تقول بغضب ملامحها ونبرتها الصلبة المشحونة

" ما الذي تظن نفسك تفعله .. هل تعرف كم الساعة الآن .. كيف تظل بابني بالخارج لهذا الوقت المتأخر وتدخلا سينما أيضا .. ألا إحساس بالمسؤولية لديك .. هل تريد تربيته ليصبح مثلك أناني ونذل ولا يهمه إلا رغباته القذرة ؟ "

ضاعت الابتسامة بإظلام عينيه بمشاعر تتضارب داخله بعنف ليطل منها احتياج صارخ لما يفعل لكنها لا تعلم ولا أحد سيعلم .. يحتاج لهذه الرفقة مع ولده بكل الطرق والأوقات .. يحتاج لرفقة حقيقية بلا مصالح وزيف
يحتاج ذكريات .. بلا دمار ودماء ... صدقاً تتعافى فيه شرايينه المتشبعة كذبا .. ويحتاج أن يلحق الوقت لأنه يشعر أنه ينفد ..
كأن العمر ساعة رملية وينساب بين ذراتها المتسربة ولا يعرف عمر مَن المعني بالانسياب .. هو أم كريم !!
لم تتوقع اسما رده المهذب وهى تجهز ردا مسبقا على وقاحته

" آسف يا اسما .. صدقيني لا اشعر بالوقت وأنا معه .. لكن اعدكِ أني سانتبه لهذا فيما بعد "

نبضة ألم قبضت قلبها وعيناها تتعلق بعينيه رغما عنها .. عيناه العميقة كالمحيط في غموض أسراره تحمل الوجع وتجرفها بعيدا لمنطقة ما عادت تخطوها

( آسف يا اسما .. آسف أني أحبكِ كل هذا الحب وغيرتي عليكِ تعمي عينيّ .. لكن اعدكِ أني سانتبه لهذا فيما بعد )


نفس الصوت .. نفس الكلمات منذ ثمانية أعوام .. الكاذب المخادع ..
لكن ما كانت نفس النظرة والملامح .. ما رأت اليوم رهاناً بالوعود الزائفة ولا ميلاد غيرة يتيمة الحب
تدرك أنه صادق في رغبته بالزواج بها .. تدرك تعلقه بكريم الشبه مرضي ، لكن يشق عليها الامتثال له الآن
بعد أن بكت وأعلنت حداد القلب وقالت كفى لن تسير بأوهام طريقه لتتعثر بأمنيات ماتت مدهوسة تحت عجلات أنانيته .. تفضل أن تظل من ثكالى الخداع على أن تكون من احياء حبه الأموات.
استدارت تتجه لكريم بخطوات ثابتة القوام قائلة بجمود

" اغلق الباب ورائك حين تذهب "

لم تتوقع ردا آخر منه بمنتهى الهدوء

" لن اذهب .. سأظل الليلة مع كريم "

الغضب اشتد داخلها والدماء تندفع برأسها في غليان يتصاعد وهى تدرك ما يفعل وهو يضع لها كل عقد وجوده مع كريم ليضغط عليها في الزواج المؤجل
استدارت مجددا تقترب منه وجسدها يتشنج بقسوة ودقات قلبها تتسارع وهى تهتف بانفعال

" أين تظل الليلة ؟!.. هل تعتقد أن هذا البيت مفتوح لك تنام فيه متى شئت .. ماذا تظنني ؟!.. المرة السابقة تركتك لأن صدمة وجود كريم كانت كافية عليك لكنك اعتقدت أنه تساهل مني لتتمادى بحقارتك عليّ .. اتق الله فيّ يا أخي أنا أم ابنك "

عيناه بنفس النظرة تطالعها ونبضة أخرى يسرقها من قلبها في خيانة جعلت غضبها من نفسها يتعاظم .. تحرك خطوة نحوها فتراجعت للمرة الأولى منذ التقته وحينها .. عرف أن قبضته داخلها !.. عليه فقط أن يطبق على ذلك القلب المجروح بلين شديد !!
ألقى نظرة حيث اختفى كريم ثم عاد لعينيها القاسية يقول بخفوت رقيق

" من فضلكِ اسما .. أنتِ لا تدركين ما يتغير داخلي وأنا جواره وأنتِ ترفضين كل الطرق التي تجمعنا وترفضين أن آخذه ينام في بيتي أو حتى في شقتي وحدنا .. دعيني أظل معه .. أريد أن آخذه في حضني وارتاح أن ابني تحت عينيّ .. أنتِ حرمتِني منه سنوات طويلة فلا تفعلي الآن .. أرجوكِ "

نار بعينيها تندلع جنونا ناظرة له بذهول خفي وغضبها كله يتحول نحو قلبها الخائن تذكره بقهره وعجزه أياما وليالٍ طويلة في غربة وحيدة ..
لكنه يستعيد كل ما فات بنقرة أخرى تعذب روحها

( ساسلك كل الطرق التي تجمعنا اسما .. أريد أن آخذكِ في حضني وارتاح أنكِ معي )
( لا اعلم فؤاد لمَ أخاف منك .. أحبك لكن بك قسوة كأنك راغب أن تؤذي العالم كله ! )
( وتأكدي أني ساؤذيكِ ! )


ابتسمت وتمسكت بيده .. لم تنتبه لتحذيره الجاد وقد كان حقا يحذرها لتبتعد قبل أن تغلبه اهواء الحقارة .. لكنها أدركت أن روحه تحمل ظلاما مخيفا وكان الأمر جاذبا لدرجة مذهلة أن تخترق الظلام علها تنيره .. فاطفأها.
أنفاسها تثور وأفكارها تتشتت فتنزعج ملامحها باختناق لتهتف بوجهه

" اخرج من بيتي حالاً .. حالاً "

تحولت ملامحه بلحظة لصخر اليابس تخفي جرح عينيه وكريم يخرج من غرفته ليتجه إليها متسائلا

" أمي لماذا ترفعين صوتكِ هكذا ؟! "

صرخت اسما بفقدان سيطرة على أعصابها

" ادخل غرفتك أنت كريم "

دبّ كريم الأرض بقدمه ليظل واقفا أمامها بعناد قائلا برفض عصبي

" أنا طلبت منه أن يظل معي الليلة .. أنتِ تمنعيننا أن نكون معا أمي ولا يهمكِ أني بدون أب "

اتسعت عيناها وهى تنظر له بصرامة فيقترب فؤاد خطوة ليسحب كريم من كتفيه نحوه قائلا بهدوء

" اصمت كريم .. لا تغضبها أكثر "

ينظر إلي اسما ورغم هدوئه لمحت طيف انتصار ماكر وهو يضيف متجها مع كريم للغرفة

" لا تقلقي .. لن اخرج من غرفة كريم حتى الصباح .. هيا حبيبي "

أمام عينيها كان يدخل مع كريم غرفته ليغلق الباب بوجهها وهى واقفة مكانها ترى – مكانها – بحياة كريم يأخذه فؤاد بكل سهولة !.

يبدل كريم ثيابه بانزعاج فيستند فؤاد لظهر السرير الصغير قائلا

" أنت كلمتها بطريقة سيئة جدا كريم .. لا تكررها "

يعلق ثيابه بترتيب كما عودته اسما ليرد بنبرة غريبة لم تكن لولد صغير

" هذا هو ما اعطى نتيجة بالنهاية "

ارتفع حاجباه بإدراك ما يفعل ولده ليصمت قليلا ثم يقول بخفوت

" اسما تعبت معك كثيرا وأكثر مني فلا تغضبها لأجلي مجددا "

صعد كريم على السرير يعدل غطاءه الملون قائلا بغضب بارد

" ليس لأجلك بل لأجلي .. لأنكما لا تشعران بي وتظنان أني طفل لا افهم ولا اعرف معنى الأسرة المستقرة مثل أصحابي "

يتعجب فؤاد من كلامه فيعتدل بجلسته يسأل مستغربا

" كم عمرك يا ولد ؟! "

نام كريم يوليه ظهره قائلا ببرود

" اذهب إن أردت "

ظل فؤاد جواره يطالع جسده الصغير وعقله الكبير وغضبه المكتوم وصوته العنيف .. كان نسخة منه بكل شيء .. نسخة أدمن وجودها
ضحك بخفوت صادق ليرتاح بجسده على السرير وتمتد أصابعه يلعب في شعر كريم بحنان غريب عليه

( وحين دخلت عليك المكتب وجدتك تلعب في شعرها ! )

صوت عماد يباغته تلك الليلة وملمس شعرها في ذاكرة يده ناعما دافئا !
توقفت يده مبتعدة عن شعر كريم مغمضا عينيه بقوة يمحو صورتها المستفزة من أفكاره فيشعر بكريم يستدير لينام على ظهره قائلا

" هل ستبقى ؟!.. احك لي شيئا إذاً "

فتح فؤاد عينيه ينظر إليه عاقدا حاجبيه بحدة أفكاره ليسأل بامتعاض

" ماذا احكي لك ؟! "

رد كريم بهدوء

" قصة .. حكاية .. أي شيء "

وضع ذراعه تحت رأسه المستند لظهر السرير ليقول بفظاظة

" لا اعرف أن احكي قصصا "

نهض يلف بجذعه ليأخذ قصة من الطاولة الجانبية وهو يهمس باستخفاف

" آباء معوقة ! "

اتسعت عينا فؤاد لحظات سائلا بذهول

" ماذا تقول يا ولد ؟! "

وضع كريم القصة على صدر فؤاد ليأمر بحزم

" لا شيء !.. اقرأ بصوت خافت وتفاعل مع الأحداث "

يكرر باستغراب ناظرا لولده بعدما ألقى أوامره

" اتفاعل مع الأحداث !! "

لكنه أغمض عينيه لينام منتظرا ففتح فؤاد الكتاب ليبدأ

" كان يا ما كان ..... "


بعد ساعة أخذ يدور في الغرفة يتفحص محتوياتها وأغراضه مجددا رغم أنه تقريبا حفظها ، لكن النوم يجافيه وكريم نام بعد أول حروف القصة
يتذكر كلمات اسما ويعطيها حق الغضب منه إذا كان هو نفسه غاضبا منه !
رفقة السوء كانت لحياته بالمرصاد .. يتذكر لحظة رهان أخذ فيها حقه كاملا

( اسما صعبة على فؤاد .. إنها لا تتعامل إلا مع المحترمين !! )
( توقفوا عن الضحك سيغضب .. وغضب الثعبان أجاركم الله منه )
( لا لن اغضب ... اعتبروا اسما على سريري منذ اللحظة .. لقد وقعت حين وضعتها في رأسي !!.. مليون جنيها مني مقابل نصفه منك إن حدث !.. وبالنسبة لكلامك معك حق .. أنا لست محترما .. أنا اختصاص قلة أدب !! )
( آآآآه ..... )
( فؤاد ماذا تفعل ستعميه ! )

يده انقبضت بعنف على إحدى ألعاب كريم الصغيرة عائدا من شروده
ما زال يتذكر صراخ صاحبه وهو يغرس سيجارته المشتعلة تحت عينه اليمنى بكل قسوة .. تلك لا أكثر من نقطة في بحره الأسود !.
سمع صوت الأكواب وجهاز غليان الماء بالخارج فعلم أنها مستيقظة .. أخرج من جيبه علبة سوداء صغيرة وفتحها ينظر لمحتواها ثم نهض بحذر ليخرج من غرفة كريم.


أنهت اسما إعداد قهوتها الداكنة وجلست بالبهو تحاول التغلب على النوم .. المرة السابقة حين نام هنا قضت ليلتها هكذا أيضا
وصدق حدسها بعد دقائق وهى تجده يخرج من غرفة كريم ليقف ينظر إليها قليلا ثم يقترب قائلا بخفوت صوته العميق

" لم استطع أن أظل بالداخل واعلم أنكِ مستيقظة هنا "

عيناها تنظر أمامها في جمود تلقائي فتشرب قهوتها بتعالٍ عفوي لترد بصراحة

" لا اطمئن لأنام وأنت في بيتي "

شبه ابتسامة على شفتيه بنظرة حارة تجوبها كلها ثم يقترب ساخرا

" هل ساتهجم عليكِ مثلا ؟!.. حسب علمي لم افعلها سابقا ! "

نظرة .. مجرد نظرة تلاقت فيها مع عينيه ودق قلبها برهبة شاعرة بالليل وهدوئه .. وكم يشبه فؤاد ظلام ذلك الليل
بينما كان يراها مجددا فتتسع ابتسامته وهو يلتف حول الأريكة التي تجلس عليها .. بكامل أناقتها في جلباب مخملي تغطي شعرها بوشاح ناعم لتكون جميلة كالعادة ، لطالما كانت اسما واجهة راقية تُشرِف أي شخص
توقف خلفها ليفتح يده المنغلقة على القلادة التي كانت في العلبة السوداء فيمد يديه ليلبسها لها قائلا بنبرة أرجفتها

" كنت اتساءل لماذا تحبين هذه الاشياء لكنني أدركت جمالها حين اختارها كريم لكِ وقال أمي ستحبها "

نظرت لصدرها حيث تدلت قطرة زجاجية تحمل داخلها زهرة زرقاء لامعة كالنور
وفؤاد ينخفض خلفها مستندا بذراعه على ظهر الأريكة قائلا بنفس النبرة المرسومة

" كل عام وأنتِ بخير اسما "

يزداد نبض القلب لا تعرف شعورا محددا وهى تحدق بقطرة عيد ميلادها الأسبوع القادم وهو يتابع بابتسامته

" عيد ميلادكِ القادم سيكون في بيتي "

ارتد رأسها ناظرة له بحدة وفكرة واحدة تشع بعقلها أن

( الثعبان يلتف !! )

عيناه في عينيها قريبا منها بتأثير كالسم يسري في الأوردة لتنخفض لشفتيها وصوته يهمس

" ألا تشتاقين ؟! "

نهضت اسما بكل قوتها لتخلع القلادة تلقيها على الأريكة باتجاهه هاتفة بغضب

" اشتاق لك عزرائيل .. حركاتك هذه لن تخدعني مرة أخرى "

أغمض فؤاد عينيه بنفس ثائر ليقف يميل برقبته يمينا ثم يسارا ناظرا لها بعينين كالجمرات المشتعلة ثم قال من بين أسنانه

" يكفي .. لا تحمليني كل الذنب وحدي وأنتِ مشتركة معي به .. أنا اخطأت وفعلت ذلك حقارة مني وأنتِ اخطأتِ وضعفتِ للحرام .. الآن أنا أحاول إصلاح كل ذلك لنبدأ من جديد أمام العالم كله لذلك لا تتمادي اسما "

الليلة نهضت كأنه اختبار توبتها ، لأنها تلك الليلة لم تنهض ، تركته يقبل شفتيها وهى لا تدرك أنها تدخل بقدميها جحره
الليلة تشعر بانتصار ذاتها على شيطانه فتعترف لنفسها قبل إليه

" صحيح .. أنا أيضا اخطأت "

رفع رأسه بتحد ليسألها مجابها ذلك الاعتراف

" متى سنتزوج إذاً ؟! "

ارتجفت شفتاها لحظة لتخفض عينيها ثم تعاود الجلوس واضعة كفيها على رأسها بضيق لترد رغما عنها بنبرتها الحازمة

" الاسبوع القادم .. سنذهب لأهلي لكن بدون كريم .. نخبر أمي وأبي أولا حتى يتقبلا الأمر ثم نعقد قراننا "

هل سيكذب إن قال إنه شعر بالراحة ؟!.. كأنها أول طوبة في بناء يسعى لإقامته بكل إرادته
دار حول الأريكة متنفسا بعمق ليأخذ القلادة ثم يجلس جوارها يسأل

" ألا يزورانكِ هنا ؟ "

أخذت اسما الكوب من الطاولة تشرب قليلا لتجيب بصوتها المميز بقوة شخصيتها

" لا .. أنا اذهب إليهما .. تعرف أني مستقلة عنهما منذ سافرت لإكمال دراستي بالخارج ثم عملت وأصبحت مسؤولة عن نفسي "

صمتت لحظات تطبق شفتيها تمنع الكلام لكنها عادت تضع الكوب برفض تقول بتصلب

" وأظن هذا ما جعلك تظن أني سهلة بالماضي !.. لأني كنت اسكن وحدي واسافر كثيرا فظننت .... "

قاطعها فؤاد وهو يمسك يدها بقوة يفتحها بالإجبار ليضع بها القلادة قائلا بصوت مشتد محذر

" لم أظن شيئا .. ولم أظن يوما أنكِ سهلة ومثل غيركِ وإلا ما كنت مثلت عليكِ الحب وأخذت كل ذلك الوقت والمجهود لأوقعكِ "

نظرت اسما للقلادة في يدها لتقول بنبرة مجروحة

" أنت تتكلم بكل سهولة !.. كأن الأمر عاديا بالنسبة لك وفعلته كثيرا !! "

وضع ساقا فوق الاخرى ليرد بوقاحة

" أنتِ الوحيدة التي فعلته معها بهذه الطريقة .. لم اخدع غيركِ .. كلهن تحت قدميّ !! "

تغمض اسما عينيها لتهمس بنفور

" حقير "

تسمع صوته يرد بلا مبالاة

" جدا !! "

زفرت اسما تنظر لأعلى تتراجع بظهرها بيأس فينظر لها جانبا ثم يقول بجدية

" لكن هذه المرة صادق معكِ .. أريد بيتا وأسرة مستقرة .. أريد أن نسافر معاً اسما .. سانقل عملي كله للخارج ونرحل أنا وأنتِ وكريم "

نظرت له بتفاجؤ فيعتدل ليواجهها يتابع بصدق

" لا تتركيني اسما .. اكملي حياتكِ معي .. دعينا نُكوِن أسرة كبيرة .. إخوة وأخوات لكريم .. ساحقق كل أحلامكِ .. سيكون لكِ عملكِ الخاص وبيتاً كبيراً وحياة أفضل "

تردد الكلام على شفتيها طويلا حتى نطقت

" تريدني أن اسامحك بهذه السهولة ؟!.. كأنك تشتريني !! "

مد فؤاد كفه يمسك بيدها يضغط عليها بنظرة عينيه البارقة ليرد بابتسامة دهاء

" ستسامحين .. لأنكِ أذكي من أن ترفضي .. ولأنه مهما فعلتِ عيناك تفضحكِ .. وعيناكِ تقول أنكِ ما زلتِ تحبينني !.. أو لنقل .. ما زال ذلك الحب موجودا حتى وهو يثور غضبا "

يقال أن الفرصة تأتي مرة واحدة !.. لكن الحياة أحيانا تفتح ذراعيها بالفرص فتغدق عليك العطايا بإذن منظم الكون وحده جل جلاله
مهما كانت مشاعرك وأفكارك ، قد تأتي لحظة وتغيرها كلها بناءا على حلم تجسد ببضع كلمات
وهى كانت تفكر بفرصتها .. بحلم ماضٍ ضاع بين دروب الوهم بعد ذبحٍ أحمر

وصوته العميق الشارد يرسم بخيالها ألواناً تختلط بالأحمر فتمحوه ليحل فجر جديد

" منذ الليلة .. احلمي .. وأحلامكِ وأحلام كريم كلها مُجابة "

لم يكن الحب موجودا كما يظن .. لكن عرض الأحلام كان يتداخل بأعماقها لتتلون .. بلون ' فؤاد رافع ' !.



يتبع ...



التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 07-04-20 الساعة 12:41 AM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس