سأصمت لأنّي لطالما قلتُ لنفسي صارخة, اخرسي!
سأصمت لأنّي لطالما أوجعت نفسي أشدّ وجع
سأصمت لكي لا أسبّب لك و لي الألم كلّما تكلّمت
سأصمت لعلّ الصّمت هذه المرّة ينفع
و لو أنّ داخلي يتآكل, و لو أنّ شيئأً منّي يحتضر
سأصمت لأنّي لا أجد شيئاً آخر أفعله سوى الصّمت
فهذا ما اعتدتُ فعله
سأصمت فقط كي لا أذرف أو تذرف دمعاً قد يبقى أثره على الرّوح, قد يتذكّره القلب طويلاً طويلاً, أكتب هذا لأنّي لم أستطع قوله
هل تعرف كيف تحترق الكلمات المحبوسة بالجوف؟
تسبّب لي ألم لا يُحتملْ لا يطاق و ذاك البرد الدّاخل
من النّافذة يلسع و مع ذلك لم أستطع النّهوض من مكاني لأقفلها لأوقف تيّار الهواء البارد الجارف إلى مالا نهاية
غريبة أنا أينما مررت
غريبة في عيون النّاظرين
غريبة على طرقات أمشيها بأسف
غريبة أينما حللت أبقى غريبة
و شيء منّي لا يطيق مكاناً كهذا
و لكنّي أصمت و لكنّي أعيش و لكنّي أبتسم
أعِد نفسي بكلمات غاضبة مقتضبة بأنّي لن أعيد الكرّة, لن أعيد تصرّفاً أبلهاً كان سبباً بجرحي, بنزيفي, لن أعيد
و لكنّي و لغبائي البليد أستمرّ بإعادة أخطائي بكلّ ملل و يأس و أحياناً بضحكة و حماس إنّي من هذا النّوع من النّاس
وا أسفي على نفسي عندما أنكمش على نفسي و تنهمر الدّموع على خدّي فلا تكفي لتجفيفها يداي لا تكفي لتجفيفها محرمة كانت بجيبي لا يكفي شيء لتجفيفها
لا تكفي أيادٍ أخرى لمسحها و لا كلمات عابرة لتوقفها إنّها تنهمر من وجع يوجعني من أعماقي العميقة حيث الكلمات مدفونة, حيث رميت كلّ ذكرى مسمومة, حيث دست عليّ و كنت مجبورة .
بقلمي..jourouh
قراءة ممتعة