عرض مشاركة واحدة
قديم 13-04-20, 02:33 AM   #113

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




Part 38



"الأطفال أزهارٌ تفوق كلّ زهرٍ وسامةً وقامةً وحُسنًا"
‏- أوسكار وايلد -




دخلت آليس بهدوء الى المنزل المظلم إلا من بعض الأضواء التي تتسلل من بعض النوافذ الغير مُغطاه جيداً ..
مشيت بهدوء تنظر الى المكان حولها وهي تشعر ببعض التوتر يتسلل الى قلبها ..
هل السبب كون المكان مظلم أو ماذا ؟ هي لا تدري ..
تقدمت حتى دخلت الى صالة شاسعه للغايه حيث أمامها بعد مسافةً كبيره درج يوصل الى الأعلى ..
المكان ضخم أكثر مما كانت تعتقد ..
عقدت حاجبها قليلاً وإلتفتت الى اليمين لتجد جلسة هُناك وشخص ما يجلس على أحد آرائكها بإسترخاء ..
تراجعت خطوة الى الخلف بقلق هامسه: لم يُخبرني بوجود أحد !! هل هي خادمه أم ماذا ؟
نظرت الى المُفتاح الذي بيدها ، هي متأكده بأن الباب كان مؤصد قبل أن تفتحه ، هذا يعني بأن هذا الشخص لم يدخل عنوة ..
عقدت حاجبها ونظرت إليه مجدداً هامسه: أو ربما خُيّل لي أنه شخص ! المكان مظلم لذا ربما أخطأتُ النظر ..
عاودت تنظر الى محيط المكان فتصميمه حقاً غريب وجميل بحق ..
همست: هل من الممكن أنه منزل والدته ؟ لا توقع آخر لدي سوى هذا !
عاودت النظر الى تلك الأريكة التي لم يتحرك الجسد المسترخي عليها ولا لحركة واحده منذ دخولها وهذا يؤكد أنه ليس ببشر فربما كان غرض ما موضوع هناك ويبدو بشكل بشري من بعيد ..
تقدمت منه تدريجياً لتزداد دهشتها فهو يبدو كجسد بشري كلما تقدمت !
وقفت أمامه تنظر إليه بصدمه ..
لقد كان شاباً جالساً بهدوء ويبدو وكأن النُعاس قد غلبه لذا نام على هذه الوضعيه ..
هذا الشاب تعرفه جيداً !
لما هو هُنا ؟!!
حسناً ، ما دام أنه حظر حفل ريكس فهذا يعني بأنه قريب له أو صديق رغم أنها متعجبه من كون كتلة الوقاحة المتحجرة تلك يملك أصدقاءاً ..
ولكن لابد من أنه كذلك بعدما إتهمها كثيراً بكونها كاذبه وأنها تحوم حول ريكس لأذيته ..
بدأ الكره يظهر في وجهها هامسه: إنه حتى لم يُعطني إسم العطر !
يبدو بأن همسها هذا جعله يستيقظ من غفوته الغير متعمده ويفتح عينيه ناظراً للجسد الذي يقف أمامه مُباشرةً ..
بقي حاجباه معقودان قبل أن تتسع عيناه بدهشه ويعتدل بجلسته وهو يقول بعدم تصديق: المخادعه !!
أجابته بإنزعاج: لا يحق لخائن بوصفي هكذا !
عقد حاجبه يقول: خائن ؟
آليس: نعم فرغم أنك وعدتني إلا أنك لم تفي بوعدك ولم تُعطني إسم العطر ! هذه خيانه وغدر !!
رد عليها بإنزعاج شديد يقول: أنتي في النهاية من رفض قائله بأن الأمر لم يعد يهمك !!
آليس: هذا لا يُغير حقيقة كونك خائن غدار !
إنزعج أكثر من كلامها الذي يُذكره بكلام أخيه ثيو له هذا الظهر !!
وقف وأصبح مواجهاً لها يقول: ما الذي أتى بمُخادعة مثلك الى هذا المكان ؟! أجيبيني ! لما تسعين خلف ريكس بكُل هذه الضراوه ! ما هدفكم من ذلك !!
تكتفت وقالت: لن أُجيبك بأي شيء حتى تُخبرني بإسم العطر ..
إنزعج أكثر وقال: ليس عطري بل عطر أخي فماسبب تعلقك به هكذا ؟!!!!
إختفى إنزعاجه تدريجياً مُفكراً في حين قالت: وهل أخاك فقط يملكه في العالم !! هل هو بإسمه حتى ترفض إخباري إياه !! هااه ؟
إبتسم بسخريه ولم يُجبها فتعجبت وزاد إنزعاجها في الوقت ذاته وقالت: مابك تتبسم وكأنك ترى عرضاً مسرحياً ؟
عاود الجلوس بكُل برود واضعاً رجلاً على رجل يقول: ما رأيُك لو أخذتُك الى صاحب العطر نفسه ؟
رفعت حاجبها وقالت: لا ، أريد الإسم فقط لذا أعطني إياه وكف عن المراوغة أيها الخائن ..
بقيت الإبتسامة تُلازمه وهو يقول: أعلم لما تبحثين عنه ، ففاقد الذاكرة يتذكر الروائح قبل الأوجه عادةً ، وصدقيني أنا أعرف من صاحب العطر الذي يربطك بماضيك ..
إبتسمت بسخريه تقول: أخيراً إقتنعت بكوني فاقده لذاكرتي ؟
إنزعج من كونه صرّح بهذا الإقتناع فمازال لا يفهم لما هي حول ريكس إن كانت فعلاً فاقده لذاكرتها لذا قال: حسناً بعضها وليس كلها أنا واثق بأنك لا تزالين تتذكرين الكثير وتُخفين الأمر ..
سألته: إذاً من هو ؟
عقد حاجبه فأوضحت سؤالها تقول: من هو الرجل الذي أنت واثق من كونه صاحب العطر الذي أنا أتذكره ؟ ولما تعرف هذا وما علاقتك بي ؟
حسناً ، فاجئه إهتمامها وسؤالها له بهدوء فلقد ضن بأنك ستُكمل المحادثة بالصراخ والعناد ..
سألها: ولما تريدين ذلك بشده ؟
لما ؟ هي حتى لا تعرف !
ما زال وجهه غير واضحاً في ذاكرتها .. كُل ما تتذكره هو وجوده يستجوبها وهي لا ترد بتاتاً ..
تتذكر غضبه عليها وعلى صمتها وهي لا تُجيبه ..
تتذكر خاتم الفضه الذي كان يميز أصبعه والذي كانت تنظر إليه دائماً لتتجنب نظراته ..
لكن لما كانت تتجنبها ؟
شعورها آنذاك لا يُمكنها تذكره جيداً ولكن ....
ولكنه لم يكن شعور الخوف مطلقاً ..
هي لم تكن تخافه بتاتاً ..
ألا يعني هذا بأنه ليس بالرجل السيء ؟
لا يمكنها التيقن بهذا الأمر بعد لذا .... هي حقاً تُريد تذكر هذا الشخص ..
نظرت الى آندرو مطولاً بعدها أجابته على سؤاله قائله: لا أعلم ..
رفع إحدى حاجبيه يقول: لا تعلمين ؟ تصرين كُل هذا الإصرار على معرفته وتتشاجرين معي لأجل ذلك ومع هذا لا تعلمين لما تفعلين كُل هذا ؟!!
سُحقاً !! لما لا يفهمها ؟!!
هي فاقده لذاكرتها لذا كُل ما تفعله هو إتباع مشاعرها وحدسها من دون أي أسباب منطقيه ..
لا يوجد لديها سبب منطقي فكيف ستُجيبه ..
أشاحت بنظرها عنه وقررت الذهاب وهي تقول: إنسى الأمر ..
وقف بسرعه وأمسك بمعصمها قبل أن تُغادر وهو يقول: لم تُجيبيني ، لما أنتِ هنا الآن ؟
قالت من دون أن تلتفت إليه: لم تُخبرني بهوية صاحب العطر وبعلاقتي به لذا لما أُجيبك ؟
بقي ينظر الى مؤخرة رأسها لفتره قبل أن يقول: إن أجبتيني أولاً أعدك بأني سأُجيبك على كُل شيء ..
قالت بصوت لا يخلو من السخريه: كاذب فلقد قلتها لي سابقاً ولم تنفذ وعدك ..
شعر بالإنزعاج ولكنه لم يُعلق لذا قال: حسناً أُقسم بأني سأفعل هذه المرة ..
بقيت في مكانها لفتره ثُم إلتفتت تنظر الى وجهه وتقول: حقاً ؟
آندرو: نعم لقد أقسمتُ بذلك ..
سحبت يدها بهدوء من يده وقالت: ريكس أحضرني ، والآن أجب على أسئلتي ..
إتسعت عيناه بدهشه يقول: يستحيل لريكس أن يفعل ذلك !!
إنزعجت تقول: ماذا ؟ تكذيبي الآن هو عذر جديد لتتجنب إجابتي صحيح ؟!!
آندرو بذات الإنزعاج: كلا ليس كذلك !! بل أنا جاد فريكس حتماً لن يأخذ أي أحد الى هذا المنزل فكيف بك أنتِ التي يكره وجودها !! قولي كذبةً معقوله !
آليس: يكره وجودي !! من المُفترض أن أكره أنا وجوده وليس العكس فهو من أوصلني الى هذا الضياع والتخبط !! ولا مصلحة لي بكذبة كهذه فلو كُنتُ حقاً متسلله لما إقتربتُ منك وأيقضتُك صحيح !!
دُهش من جملتها الأخيره المُقنعه فقال بعدم تصديق: ولكن لما يفعل ريكس هذا ؟ لا أجد سبباً مُقنعاً !
آليس: إسأله هو وليس أنا !
أشاح بوجهه بضيق ودهشه فلا شيء يحدث منطقي بتاتاً ..
أولها حديث ثيو له هذا اليوم والآن تصرف ريكس !
لما يفعل ريكس هذا معها ؟!!
هي مجرمة تنتمي الى منظمة وضيعة فلما يُقدم على مُساعدتها ..؟
همس لنفسه: "ولكن ... هو لا يعلم عن كونها مجرمه فأنا لم أُخبره ! هل حدث المُستحيل ومال قلبه لها وأصبحا مقربين وأنا لا أعلم ؟ ومتى حدث كل هذا ؟!! ولكنه التفسير الوحيد فربما أيضاً شاهدهما أخي ولهذا بدأ بالتحدث عن ريكس بهذا الكلام السلبي ! سحقاً !! علي تحذير ريكس منها وإخباره عمن تكون بالضبط ! ربما لا أعرف الكثير عنها ولكن بما أن أخي يُطاردها فهي عضوة حقيرة منهم لذا عليه أن يحذر منها ، قد تكون مُسالمةً الآن بسبب كونها فاقده لذاكرتها ولكن الأمر لن يطول الى الأبد" !!
عاود النظر إليها قبل أن يهمس: حقيره ..
قطبت حاجبيها بإستنكار تقول: إني أراك تبدأ الآن بالهجوم كي لا تُجيبني !! هيّا ! أنت مُرتبط بقسمك لذا عليك الإيفاء به ..
أشاح بنظره مجدداً عنها بضيق شديد ..
لا يُريد ، يكرهها ولا يُريد أن يُخبرها عن أي شيء ..
صمت لفتره مُفكراً قبل أن يُقرر هذا القرار ..
سيُخبر أخاه ثيو عنها وعن مكانها أيضاً ، ما دامت علاقتها بريكس أصبحت معروفة لدى أخاه فإذاً لا خيار الآن سوى إخبار ثيو عنها ليقبض عليها وتُغادر بعيداً ..
نظر إليها لفتره وقال: هل آخذك إليه ؟
هزت رأسها نفياً تقول: لا أثق بك ، أعطني إسمه ومعلومات عن علاقته بي وحسب ، طلبي ليس صعباً ..
آندرو: ستطلبين مُقابلته إن أخبرتُك لذا دعينا نختصر الأمر و...
قاطعته: لدي ماهو أهم وأنا أعمل عليه الآن لذا لن أُغادر لأي أحد ، أعطني المعلومات فقط ..
إنزعج من عنادها وقال مهاجماً: ماذا تقصدين بلديك ماهو أهم ؟ تخططين على شيء صحيح ؟!!
إنزعجت هي الأخرى منه وقالت: نعم أُخطط على شيء ولكن هذا الشيء يخصني أنا وأنا وحدي فقط فإطمئن يا عزيزي فبالكاد أعرفك حتى تخشى على نفسك !
آندرو: هذا ليس ما أقصده بـ...
قاطعته بسخريه: ولن يضر هذا الأمر صديقك العزيز ريكس لذا إطمئن ..
صمت وهو يشتمها بداخله فلقد أخرسته حقاً بردودها ..
إنها مُزعجه حتى النُخاع ولا يتمنى أن يصطدم بها مُجدداً ..
لذا أفضل طريقة هي إخبار أخيه ليأخذها معه الى باريس ويتخلص من وجهها ..
باريس ؟
إختفت نظراته المنزعجه وهو يتذكر عندما قابلها دارسي وكان يهددها ..
هو يعلم عن كونها متورطة مع تلك المنظمة ، من المفترض أن تكون فرداً منها فلما كان دارسي إذاً يهددها ؟
هل نشب خلاف داخلي ؟
هز رأسه يبعد هذا التفكير عنه فأمرها لا يُهمه كي يفكر فيه ..
بقي ينظر إليها لفتره وهو غير مقتنع بأمر إخبارها بمعلومات ، ولكنه وعدها وأقسم على ذلك ..
حسناً ، لم يُخبرها بالتفاصيل بل ببعض الأمور وهذا أفضل ..
أخرج هاتفه النقال وقلب في الصور كثيراً حتى وأخيراً عثر على صورة واضحة لثيو ..
أدار الشاشة إليها يقول: هل تتذكرينه ؟ قابلته لمرات كثيره قبل فقدانك لذاكرتك !
نظرت الى الصورة ومدت يدها لتأخذ الهاتف ، لم يكن راضياً ولكنه تركها تأخذه ..
بقيت تتأمل في وجهه لفتره ولكن ذاكرتها لم تتنشط وهذا ضايقها كثيراً ..
نظرت الى آندرو تقول: هل هو حقاً ؟ لم أتذكره !
أجابها بإنزعاج: ومن قال فاقد الذاكره يتذكر الأوجه فور رؤيتها ؟ لو كان كذلك لإستعاد كُل فاقدوا الذاكرة ذاكرتهم حالما يستيقضون وحولهم عائلتهم !! البعض حتى أمه ووالده لا يتذكرهم فماذا بشخص غريب !
إنزعجت من هجومه !! أوليس هو من سألها في البداية إن كانت تتذكره فلما إذاً يُعطي مُحاضرةً حول الأمر !!!
ياله من بغيض !
عاودت النظر الى وجهه لفترة طويله بعدها نزلت بنظرها لآخر الصورة حيث يده اليمنى وذلك الخاتم الفضي الذي تتذكره جيداً يزين أصبعه ..
عاودت النظر الى وجهه وهي الآن أصبحت واثقه من كونه الرجل نفسه ..
بقيت تتأمل ملامح وجهه الحاده لفترة حتى سحب منها آندرو الهاتف قائلاً: كفي عن تفحصه هكذا !!
سألته: هل هو متزوج ؟
صُدم من سؤالها الغير متوقع ليُجيب بسرعه: كلا لم يتزوج ولم يُنجب الأبناء حتى ! ولما قد تسألين مثل هذا السؤال أصلاً ؟؟
وأكمل بعدها بإنزعاج: إياك أن تضعي عينيك عليه فهو ليس ممن يمكنك إيقاعهم بشباكك القذره و...
قاطعته بإنزعاج: سُحقاً لك ولأفكارك التي تذهب لأبعد مما أتخيل !! لقد رأيتُ خاتمه ودار في بالي هذا السؤال فقط لا أكثر ..
تنهد براحه مما زاد هذا من إنزعاجها ..
أغلق هاتفه يقول بلا مُبالاه: حسناً وفيت بوعدي وأريتك إياه لذا ...
قاطعته: كلا لم تفعل فلقد سألتُك عن علاقته بي ولم تُجبني عليها بعد ..
آندرو: سؤال بسؤال أنا لا أُعطي بدون مُقابل ..
إنزعجت لتعقد حاجبها تسترجع كلامه عندما تحدثوا عن العطور فإبتسمت بسخريه تقول: إذاً هو أخاك ؟
دُهش من كلامها ! هل تعرف منذ زمن أو تذكرت أم أنها تُخمن هذا !!
دهشته كانت كافيه لتأكيد ذلك فضاقت عيناها قليلاً تُفكر وهي تتذكر كلامها مع دانييل هذا الصباح فسألته: ويعمل في الشرطه ؟
وقف رُغماً عنه يقول: إذاً كُنتِ تمثلين أمر فقدانك للذاكره ها ؟!!!!
جوابه كان تأكيداً لشكوكها فنظرت إليه وهو ينتظر إجابتها على سؤاله فإبتسمت بسخريه تقول: أجل ..
بعدها إلتفتت وغادرت وهو مصدوم من كلامها بينما هي صعدت الدرج تفكر بإجابتها الأخيره ..
ما دام أنه صديق لريكس فإذاً لابد أن يصل الى ريكس معلومة إسترجاعها لذاكرتها وهذا سيُعزز موقفها معه عندما تحادثه سيكون مقتنعاً بالكامل بصدقها ..
إبتسمت ، هذا حقاً لصالحها تماماً !

***


5:30 pm



رفعت رأسها الى الباب مذعورةً عندما فُتح فجأه فآخر ما تتمناه الآن هو حضور والدتها !
تنفست الصُعداء عندما كان ريكس هو القادم والذي أسرع الى الطفل الصغير وجلس أمامه يقول بقلق: إيدن هل أنت على ما يُرام ؟
إتسعت عينا إيدن بدهشة عندما رأى بأن من إتصلت به إليان كان ريكس لا غير فلقد خشي أن تتصل بذلك الطبيب ..
إبتسم بسعاده يقول: أخي ريكس كيف حالك ؟
ريكس بحده: أجب عن سؤالي ولا تتظاهر بالعكس !
جفل إيدن مرتعباً من نبرته وأشاح بنظره بعيداً وهو بحق الآن لم يعد بإستطاعته إدعاء العافيه ..
إرتجفت شفتاه وهمس: أنا أتألم ، معدتي تتمزق ، جسدي كُله يشتعل وشعور دائم بالغثيان يُلازمني ... أنا مُتعب للغايه يا ريكس ..
إرتجفت شفتا إليان منصدمةً مما يشعر به أخاها الصغير ..
في حين أن ريكس بعدما سمع ما سمعه لم يتردد ولا للحضه في أن يفتح كرسيه المُتحرك ومن ثُم يحمله على ذراعه قائلاً: يجب أن تذهب الى الطبيب ..
إتسعت عينا إيدن بصدمه وهو يقول: لا أرجوك لا أريد ..
وبدأ يُحاول إسقاط نفسه بعنوه فإلتفت ريكس الى إليان وقال: هذا الطفل قطعاً لن أُعيده الى هُنا ، إن سألت والدتك عنه فأنكري معرفتك بأي شيء ، سأتحمل هذا الأمر بالكامل ..
ومن ثُم خرج خارجاً وإليان تتبعه بهدوء تام لتشد بعدها على أسنانها هامسه بألم: كف عن ذلك ، كف عن التصرف هكذا !

نزل ريكس من الدرج فإتسعت عينا المُربية على وسعهما وهي التي كانت للتو حضّرت طعاماً آخر غير الذي أخذته إليان الى غرفتها ..
وبسرعه وقفت أمامه تقول: الى أين تأخذه ؟!! هل جُننت أخيراً يا ريكس ! أعده ، أعده الى مكانه حالاً ..
ريكس بهدوء تام: كانت أُمي تُحبك لذا لا أُريد إيذائك ، رجاءاً غادري من أمامي ..
نظرت المربيه إليه ولم تعد تدري ماذا تفعل ..
لقد ربته بيدها وتعرفه أكثر من الآخرين ، هو حتماً لن يستمع إليها ..
إبتعدت من أمامه بهدوء فأكمل نزول الدرج وهو يقول لها: تصرفي وكأنك لم ترني ..
وبعدها خرج من المنزل ووضعه في المقعد الخلفي من السيارة يقول: كف عن البكاء ..
إيدن وهو يستمر بالبكاء: أرجوك لا تفعل ، سيُعاقبني جان ، سيُعاقبني كثيراً على هذا ..
شد ريكس على أسنانه يقول بحده: لا تذكر أسم ذلك الحقير !! سأُبعدك عن حياتك هذه ، لن تخاف أحد بعد الآن !
بعدها أغلق الباب بقوه وإلتفت ذاهباً الى المقعد الأمامي وإنطلق بعدها خارج المنزل ..


في حين خرجت جينيفر من إحدى الغرف وجذبها صوت سيارة ريكس التي إبتعدت وهي تُصدر صوتاً مُزعجاً للغايه ..
نظرت عبر الباب المفتوح الى الخارج قليلاً بعدها نظرت الى المربية التي لا تزال تقف في منتصف الدرج متوتره للغايه ..
سألتها: ماذا حدث ولما يرحل ريكس مسرعاً هكذا ! قبل نصف ساعه لم يكن موجوداً حتى !
ترددت المربيه ولم تدري ما تقول فقالت جينيفر بشك: هل تشاجر مع إليان ؟
هزت المربية رأسها وقررت أن تتحدث قائله: كلا لم يحدث ولا أدري ما به ، حتى أنا لم أشعر سوى بصوت سيارته العالي وهو يبتعد خارجاً ولا أدري ماذا حدث ..
نظرت جينيفر الى الصحن الذي تحمله وقالت: حسناً لا بأس ، أكملي ما كُنتي ستفعلينه ..
هزت المربية رأسها وصعدت الى الأعلى وهي الآن على إستعداد للتظاهر بالصدمة من إختفاء إيدن ..
وكل ما تستطيع فعله هو الدعاء بداخلها أن يمر هذا الأمر على خير ..


دخلت إليان بهدوء الى غرفتها وأغلقت الباب خلفها ..
أخذت نفساً عميقاً تُفكر بأمر إيدن حتى همست: من المفترض أنه معزول تماماً ، لا أحد يعلم عنه سوانا نحن الثلاثه فكيف هو يعلم بأمر جان ؟ إن أرادت أمي إخفاؤه عن الجميع فعليها أن تجلب له طبيباً من الخارج حتى لا يتسرب أمر وجوده للآخرين فلما تجلب جان ؟ معرفة إيدن به دليل على أنها تجلبه إذا مرض ، لما جان ! هو ليس طبيبها هي ، هو طبيب العائله ووالدي من تعرف عليه في المقام الأول قبل سنوات كثيره ، إذاً لما ؟ ألا تخشى أن يُخبر والدي عنه ؟
لديها العديد والعديد من الأسئله حيال الأمر وهي حتى هذه اللحضه لا تفهم حتى لما والدتها تُخبئه !
خمنت سابقاً بأنه بسبب إعاقته وتشوهه ، ولكن لما قلبها يقول بأن الأمر أكبر من هذا بكثير ؟
قطع أفكارها صوت رن الهاتف فنظرت الى الشاشه لترى إسم أخيها يضيئه ..
تنهدت ثُم تقدمت من سريرها وجلست عليه ..
ردت تقول: مرحباً إيدي ..
إبتسم إدريان رُغماً عنه يقول: وأخيراً قررت الأميرة التنازل والرد على مُكالماتنا ..
شعرت بالغيض وهمست: كُف عن ذلك ..
ضحك يقول: حسناً حسناً ، كيف حالك إيلي ؟
إليان: بخير وبأحسن حال ..
إدريان: ودراستك ؟ هل كُل شيء على ما يُرام ؟
صمتت لفتره قبل أن تُجيبه: لا بأس أنا أُسيطر على الأمر ..
إدريان: ماهو إذاً ؟
إليان: إعذرني ، مشكلة دراسيه لا أرغب أن يعرف عنها أحد ، يمكنني حلها لا عليك ..
تنهد وهو غير راضٍ عن هذا ولكنه واثق بقدرتها على تخطي أزماتها لذا قال: لا بأس يمكنك فعلها أنا واثق .. وإن أردتي مُساعده فأخاك الرائع لن يتوانى عن تقديم كُل جهده ..
إبتسمت تقول: شكراً إيدي ..
إدريان: حسناً إليان ، ما رأيُك بنزهة صغيره ؟ الإختبارات إقتربت وأُريد أن تفرفشي عن نفسك قليلاً قبل أن تنشغلي بها ..
إليان: لا ، لا أشعر برغبة في ذلك ..
إدريان: لن تأخذ منك سوى يوم واحد وأعدك بأنك ستستمتعين كثيراً ، هيّا إليان ..
صمتت لفتره ثُم تنهدت وقالت: حسناً وأين هذه النزهه ؟
أوه سُحقاً لم يكن يريد منها أن تسأل هذا السؤال فهي لن توافق إن علمت أن المكان بعيد الى هذه الدرجه ..
أجابها محاولاً تحوير السؤال: هناك مهرجان غنائي أُقيم منذ أيام وأنا مُشارك في آخر يوم فيه وهو يوم غد ، أريد منك مُرافقتي فلا أُحبذ السفر وحيداً ..
سألت بسخريه: تلك المغرورة ليست مُشاركةً أيضاً ؟
هز إدريان رأسه يقول: كلا ، إنه ليس بالمهرجان الشهير الى هذه الدرجه وهي لا توافق على المهرجانات العاديه ، سأذهب أنا ومُغنية أُخرى من نفس الوكاله ..
إليان: وأين يُقام المهرجان ؟
سُحقاً ، لقد كان سؤالها واضحاً لا يُمكنه تحويره بتاتاً !
سألت مجدداً: إدريان أين مكان المهرجان ؟
إدريان: سنذهب إليه بالطائره فالرحلة لن تستغرق وقتاً طويلاً ..
رفعت حاجبها وقالت: أين يقام يا عزيزي ؟
تنهد بإستسلام وقال: ليٓه اورس ..
إرتسمت إبتسامة سُخريه على شفتيها تقول: قد أكون مُخطئه لذا صحح لي الأمر ، أوليس يبعد هذا المكان عنا بأكثر من سبعمائة كيلو متراً ؟ أوليس يقع على الحدود الإيطاليه بأقصى الجنوب ؟؟
إدريان: مسافة كهذه تُقطع بسهولة بالطائره و...
قاطعته إليان: إنسى ، منذ البدايه لا رغبة لي بالذهاب فكيف الآن أذهب والمكان بعيد الى هذه الدرجه ؟ سأستغل اجازة نهاية الأسبوع بالإستذكار أفضل لي ..
إدريان: هيّا إليان ، منذ متى لم نُسافر سوياً ؟
إليان: أرجوك أنت ، لا رغبة لي وأيضاً لدي أمور أهم ..
حاول إغرائها قائلاً بإبتسامه: أولستِ تُحبين عروض رقصة الكان كان ؟ ستُقام ليلة غد ، لا أضنك تُريدين تفويتها ..
إليان: لا بأس فبعد إنتهاء إختباراتي هُناك عرض لها سيُقام في ليون ، أقرب وأفضل ..
إدريان وهو مُستمر بإغراءها: ليٓه اورس تقع بالقرب من جبال الألب ، منذ متى لم نتزلج سوياً ؟ هذه فرصةٌ رائعه فبعد إنتهاء إختباراتك سينتهي الشتاء ولن ...
قاطعته: جبال الألب متجمده بشكل شبه دائم لذا يمكنني زيارتها متى ما أردت ..
إدريان: ولكن متعتها الآن فهناك العديد من العروض الممتعه ، إيلي عزيزتي الأمر لا يُفوت إطلاقاً ..
فتحت فمها لترد ولكن فتح باب الغرفة المُفاجئ من قِبل أمها أسكتها وجعلها تنظر الى وجه أمها المرتبك بدهشه ..
ضاقت عينا جينيفر وقالت: من تُكلمين ؟
لفت إليان شاشة الهاتف الى جهتها تقول: إنه إيدي ..
دارت جينيفر بنظرها في أرجاء الغرفه قبل أن تستقر على وجه إبنتها لفتره ثُم تبتسم قائله: حسناً ، أعتذر عن إزعاجك صغيرتي ..
وبعدها خرجت وأغلقت الباب خلفها ..
شدت على أسنانها هامسه: حسناً ، أصبح الأمر واضحاً ، ريكس هو سبب إختفاء إيدن من غرفته !
تقدمت وأخرجت هاتفها وإتصلت به ..
وهنا زاد تأكدها من الأمر عندما تجاهل ريكس إتصالها بالكامل ..
ضاقت عيناها وظهر الغضب الشديد فيهما ..

***


6:05 pm



مشت بقدميها الحافيتين على هذه الحشائش الخضراء التي تُغطي المكان ..
المكان كُله من خلفها عبارة عن أرض شاسعه لا نهاية لها مليئة بالحشائش الصغيره ..
نظرت أمامها وتقدمت تخرج من أرضها الخضراء الى رمال صفراء ناعمه وبارده وبدأت قدماها تغوص فيهما وهي تتقدم من شاطئ البحر ..
توقفت عندما بدأت مياه البحر تُداعب قدميها فإبتسمت تنظر الى الأفق الشاسع القرمزي والذي يُعلن عن موعد شروق شمس هذا الصباح ..
إستنشقت رائحة البحر بعمق وشعرت به يتسلل الى رئتيها ويُعطيها بهجة وسعاده لا توصف ..
فتحت عيناها تدريجياً وبدأ قوس الشمس يلوح لها من الأفق البعيد ..
لقد كان ساطعاً يشخص الأبصار من ضوءه الكبير ..
بدأت إبتسامتها تتسع وهي ترى نصفه قد ظهر لها من حدود البحر البعيد ..
وضعت يديها أمام عينها فنوره قوي قوي أكثر مما تتخيل ..
لا ، ليس الشمس ..
فما لاح لها بالأفق وسطع عينيها بهذا الشكل لم يكن سوى رأس زعيمها يشرق بصلعته الساطعه عليها ..
نوره أقوى من نور الشمس بأضعاف فهمست بسعاده: سيدي موريس ..


عقد هذا الشاب حاجبه ونظر عن يمينه حيث ترقد فتاة شابه على سرير أبيض وفير ورأى إبتسامة غريبه تعلو مُحياها ..
هل تحدثت أم أنه كان يتخيل ؟
عاود النظر الى المجلة الفنيه التي بين يديه ليصله صوتها مجدداً تقول: أنت ساطع للغايه كعادتك ..
إلتفت بسرعه إليها ولكنها كانت نائمه !
إذاً ، هل تتحدث في نومها أو ماذا ؟!
هذا يعني بأنها أصبحت في صحة جيده ، هذا مُطمئن ..
أغلق المجلة وحاول مُحادثتها وهو يقول: ريتا ، هل تسمعينني ؟
عقدت حاجبها وبدأت إبتسامتها تختفي وهي تهمس: لا تغب ، لم يحن موعد غروبك أرجوك ..
هزها بخفه فزاد إنعقاد حاجبيها حتى بدأت تفتح عينيها تدريجياً ..
ظهرت نظرت حزن على عينها وهي تنظر الى السقف الكئيب وهمست: سيدي موريس ..
تحدث الشاب يقول: هل تشعرين بأي ألم ؟
نظرت عن يمينها إليه لفتره قبل أن تسأل: أين أنا ؟ أين الشاطئ ؟ لما غاب سيدي بهذه السرعه فهو لم يُكمل شروقه بعد !
عقد حاجبه وهو لا يفهم عما تتحدث ولكنه خمن أنها كانت تحلم لذا قال: كان حُلماً ، كيف تشعرين الآن ؟ هل أنت على ما يُرام ؟
لم تفهم عن ماذا يسأل فأجابته: كُنتُ كذلك ولكن كُل شيء تلاشى ..
مجدداً تحدثت بأمور لا يفهمها فقال: على أية حال من الرائع أنك لا تزالين بخير ، لقد كُنتِ راقده لأربعة أيام دون حركه ، هل يؤلمك كتفك ؟
بقيت تنظر إليه محاولةٍ إستيعاب جملته حتى لاح لها منظر دارسي وهو يُطلق عليها النار من دون رحمه ..
صرخت وجلست بسرعه تُمسك مكان الرصاصة ففزع هو الآخر وقال: ريتا مابك ؟
بقيت عيناها شاخصتان في الفراغ وهي تهمس: قتلني ، لقد قتلني ولكني بحق لم أكن أعلم فبماذا أُجيبه !!
وضع يده على ظهرها يقول: لا تتحركي بطريقة حاده فالخياطة ستُفتح هكذا ..
أبعدت يدها تدريجياً عن مكان إصابتها الذي للتو بدأت تشعر بألمه ثُم همست: لم أمت ؟
هز رأسه وقال: لا لم يحدث هذا ..
نظرت إليه وقالت: لما ؟
تنهد وأجابها: سيدي موريس تدخل عنوة في الأمر وأخذك ، حسناً لتعلمي فحتى الآن لا يعرف أحد بأنك بخير فحتى دارسي نفسه كان موقناً بأنك ستموتين حالاً ، لذا عليه أن يستمر في ضنه هذا ..
عقدت حاجبها دون فهم ولكنها في الوقت ذاته إبتسمت وهي تهمس: هل تقول لي بأن سيدي موريس ساعدتني ؟ هل هو حقاً فعل ذلك ؟!
هز رأسه وقال: نعم فأنتِ الآن الوحيدة التي تعرفين عن مكان الطفله لذا لم يكن يُريد خسارتك ..
إختفت إبتسامة ريتا تدريجياً وأشاحت بنظرها فأكمل لها: لدي رسالة من أجلك ، السيد موريس سيُعطيك المال الكافي ويطلب منك مغادرة باريس الى الأبد ..
دُهشت ونظرت إليه فأكمل: قال بأنك لا تزالين صغيرة وساذجه ولا داعي لأن تدخلي الى عالم أكبر منك ، بالكاد نجوتي الآن من الموت ولا يُريد أن تكرار ذلك ، لذا أخبريني عن مكانها وسأوصل الموقع الى سيدي موريس وأنتِ إذهبي وعيشي حياتك بعيداً عن هنا ، إنها رغبة السيد موريس ..
ريتا بعدم تصديق: كينتو ما الذي تقوله ؟ كيف أبتعد ؟!! كلا ، لقد نذرتُ نفسي لخدمة السيد موريس الى الأبد ، لا تمنعوني من هذا أرجوكم !!
كينتو: أخبرتُك ، إنها رغبة السيد موريس بنفسه ، هذا جيد لك ، لا تزالين في العشرين من عمرك ، أكملي دراستك وجدي لك أصدقاءاً ..
هزت رأسها نفياً تقول: لا أريد ذلك ، أرجوك لا أريد ذلك ، أنا فقط من يعرف ما الجيد لي ، بقائي بجوار السيد موريس هو السعادة الحقيقيه ، سأبقى أرجوك !
كينتو: لا شأن لي فهي رغبة السيد موريس كما أخبرتك ، لذا عليك إطاعته يا ريتا حسناً ؟
هزت رأسها غير مصدقه لما يقوله ، لما ؟
هي لا تُريد الرحيل بعيداً ، تريد البقاء بجواره دائماً ..
دُهش عندما شاهد الدموع في محجر أعينها فتنهد وقال: ريتا كفاكِ بُكاءاً ! صدقيني أن هذه أفضل فرصة لك للبدء بحياة جديده ، لا تنظري للأمر بسلبيه ..
شهقت ومسحت دموعها دون رد فسألها: حسناً ماذا عن الطفله ؟ أين خبأتِها ؟
توقفت عن مسح دموعها وهي بحق لا تعرف بماذا تُجيب ..
الكُل يضنها خبأتها ، كذبتها في البدايه انتشرت بشكل كبير ..
لا ، لا تُريد تخييب ضن سيدها موريس لذا لا يُمكنها قول الحقيقه ..
صمتت لفتره ثم نظرت إليه تقول: حسناً على الأقل دعوني أُكمل مُهمتي ، سأرعاها بعيداً حتى يطلب مني السيد موريس أن أحضرها إليه وحينها سأغادر باريس ، لا تقلقوا سأُخفي نفسي جيداً ولن يعرف أحد أني لا أزال حيه ، أرجوك ..
دُهش من كلامها وقال: ولكن ....
قاطعته: سيدي موريس مشغول الآن بأمر أختها ، لا أُريد إزعاجه بالإهتمام بالطفلة أيضاً ، دعوني أُكمل مهمتي ، إنها آخر مهمة لي معه لذا دعوني أُنجزها أرجوك ..
سكت لفتره بعدها تنهد وقال: حسناً سأخبره بهذا الكلام ..
إبتسمت رُغماً عنه تقول: شُكراً لك كينتو ، أنت شخص رائع ..
إبتسم بعدها وقف وغادر الغرفه فتنهدت وعاودت الإستلقاء على ظهرها هامسه: سأخرج وأبحث عنها ، لا أُريد لمهمتي الأخيره أن تكون فاشله ، ساعدني سيدي موريس ضناً منه أني كُنتُ قويه ولم أُفصح عن مكانها ، لا أريد أن تتغير نظرته هذه لي ، لا أريد ذلك ..
أغمض عينيها بهدوء وتدريجياً عادت للنوم فجسدها لا يزال مُرهقاً حتى الآن ..

***


6:55 pm



غربت الشمس وثلاثتهم لا يزالون يجلسون على طاولة خارجيه لإحدى محلات العصائر الشهيره ..
وهي بصغر جسدها ، بالكاد تتكئ بساعديها على الطاوله وهي تُمسك بكوب عصير طازج طويل وقشته في فمها تشربه ببطئ وعيناها عليهما وهما يتجادلان تاره ويصمتان تارة أُخرى ..
شعرها لا يزال قصيراً وتُغطيه بقبعة صوف حمراء تلف رأسها بالكامل وشال آخر صوفي يلف رقبتها وفوق كُل هذا معطف ثقيل وحذاء طويل لنصف ساقها وقفازان ثقيلان أيضاً ..
لقد ألبسوها جيداً وبالغوا في تدفئتها ضناً بأنها قد تتأثر من الجو البارد إن أهملوا منطقة دون تدفئه ..
نظر إليها أحدهما ذا العينان الخضراوتين اللتان تشعرانها بالأمان وسألها بنبرته اللطيفه: هل تشعرين بالبرد ؟
إبتسمت وهزت رأسها نفياً فعاود النظر الى صديقه يقول: حسناً بحثنا اليوم بما فيه الكفايه ، دعنا نعود الآن الى منازلنا ..
إبتسم صديقه كلود بشيء من السخريه يقول: أحقاً ؟ وماذا ستقول لأمك ؟
لم يُجبه فلا إجابة يملكها الآن ..
والدته منذ علمت بكون الطفلة أخت صديقته رين التي تسببت بمقتل صديقتهم الرابعه آريستا وهي دائماً تطلب منه أخذ الطفله الى الشرطة أو أي دار رعايه ..
ومنذ وقتها وهو يُماطل في والدته ..
نظر الى نينا لفتره وهو يتذكر عندما أخبرها بأنه سيأخذها الى الشرطة وهي ستبحث عن فرد من عائلتها ، لقد كانت ردة فعلها مُحزنه ، إرتجفت وبكت وأخبرته بأنها لن تزعجه وستذهب بحال سبيلها ولكن عليه ألا يُجبرها على الذهاب للشرطه ..
هذه الطفلة تُخفي شيئاً ولكنه لا يُحبذ بتاتاً إستجواب الأطفال ..
أمثالهم من المُفترض حمايتهم وملاطفتهم وليس إستجاوبهم في حال بقائهم صامتين عما يحدث معهم ..
تنهد وعاود النظر الى صديقه كلود يقول: لا أعلم ، سأُماطلها أكثر ..
بقي كلود ينظر إليه لفترة قبل أن يقول: أرأيت ، الكُل من حولك يفكر بنفس الشيء إلا أنت مُصر على كونها ...
قاطعه جاكي: كلود ليس الآن !
أمال كلود شفتيه ورمى نظرة الى نينا قبل أن يتنهد ويعاود النظر الى المكان من حولهم ..
بعد فترة صمت قال: إنسى الأمر جاكي ..
نظر إليه جاكي فأكمل كلود وهو ينظر في الفراغ: لقد إعتذرت عن هذا الترم في الجامعه ، واليوم إكتشفنا عن كون ملف نينا سُحب من مدرستها ، رين خططت لكُل شيء ، هي إختفت وأخفت كُل شيء يخصها ، البحث عنها لن يُفيدنا بشيء ، تذكر تلك الحادثه صحيح ؟ أيام الثانويه عندما غضبت وهربت من المنزل ، لأسبوع كامل بحث الجميع عنها بجنون ولم يجدوها ، إن قررت الهروب فمن الإستحاله إيجادها ، لقد كانت هذه الفتاة أذكانا ولا تزال كذلك لذا لا جدوى من خروجنا بشكل يومي والبحث بكُل مكان عنها ..
بقي شارداً في الفراغ قبل أن يهمس: فالشخص الوحيد الذي كان يعرف كُل شيء عنها وكانت لا تُخفي عنها أي شيء قد رحلت ، ما دامت آريستا ليست هُنا فلا أحد بالعالم يعلم مكانها ..
نظرت نينا الى كلود لفتره ثُم سألت: من آريستا التي تذكرونها دائماً ؟
دُهش جاكي ونظر فوراً إليها يقول: آه نينا هذه ....
قاطعه كلود يقول: فتاة ماتت ..
جاكي بسرعه: كلود !!
كلود بهدوء وهو ينظر الى نينا: كانت صديقتُنا ولكنها ماتت قبل فترة قصيره للغايه ، لقد قُتلت من دون أي ذنب ، تم إطلاق الرصاص عليها بوحشيه وهي لا تزال في مُقتبل العمر ..
جاكي: حسناً كلود هذا يكفي ..
كلود بهدوء: لم تستحق أن تموت ، إن كان هناك من بيننا يستحق الموت فهو ...
قاطعه جاكي: كلوود !!
أكمل كلود بهدوء أكبر: أنا ..
دُهشت نينا في حين عقد جاكي حاجبه ونظر الى كلود مطولاً حتى قاطعه صوت نينا تقول: ولكنك شخص جيد ، أنت لا تستحق الموت ..
نظر كلود إليها لفتره قبل أن يبتسم بهدوء يقول: شكراً لك ..
بعدها وقف وقال: سأشتري شيئاً لأشربه ..
وغادر تحت أنظار جاكي الهادئه قبل أن يتنهد بعمق ..
نظر بعدها الى نينا وإبتسم يقول: أتُريدين شيئاً ما أشتريه لأجلك ؟
هزت رأسها نفياً وأشارت الى عصيرها تقول: لم أُنهي هذا بعد ..
ربتَ على رأسها بإبتسامه قبل أن يأتي كلود ويجلس ناظراً الى نينا وهو يقول: نينا سأسألك سؤالاً ..
نظرت إليه فأخرج هاتفه وقلب في الصور حتى وصل الى صورة ما وقام بتكبير الصوره كثيراً حتى يصل الى إيطار الصوره الموجود على الرف ..
لف الصورة عليها وسألها: هذا الشاب ، تعرفينه ؟
نظرت الى الصورة التي كانت تضم ثلاث شبان وفتاتان ..
إبتسمت وهي ترى أُختها برفقة جاكي وكلود وقالت: هؤلاء أنتم ، لقد رأيتُ الصورة في غرفة جاكي أيضاً ..
كلود: حسناً أعلم لكن ركزي بهذا الذي بالطرف ، أتعرفينه ؟
نظرت الى طرف الصورة حيث الشاب الثالث الهادئ المظهر وبقيت تنظر إليه لفتره قبل أن تنظر الى كلود وتقول: كلا ، إنها المرة الأُولى التي أراه فيها ..
تنهد كلود بشيء من الإحباط وأغلق هاتفه وهو يشرب من عصيره فقال جاكي: لما تسألها عنه ؟
كلود: لا فائده من إجابتي ما دامت لا تعرفه ..
وبعدها عاد الصمت مجدداً عليهم ..

***

7:45 pm


كان كالملاك النائم على سرير ناصع البياض ..
الهدوء التام يسيطر على جو غرفة المشفى هذه والآخر يجلس بهدوء أيضاً على كرسي مجاور ينظر إليه مُفكراً ..
قطع تفكيره هز هاتفه المحمول الموضوع مُسبقاً على وضعية الإهتزاز ..
ألقى نظرة سريعة الى الإسم فتجاهل الإتصال عندما رأى بأنها زوجة والده لا غير ..
لو لم يكن ينتظر إتصالاً هاماً لأغلق هاتفه تماماً وإرتاح من إتصالاتها المُتكرره ..
عاود النظر الى الطفل النائم وهو يُفكر بالخطوة القادمه ..
حالته سائت عن السابق تماماً ، بالكاد كذب على الطبيب وأخبره بأمور لا صحة لها ..
هو ، ليس مُستعداً بعد لقول الحقيقه ..
عاود إلقاء نظرة سريعه الى هاتفه الموضوع بجانبه على الدرج بعدما سمع صوت هزة صغيره فوجد أنها رسالة نصيه ..
تناول الهاتف عندما قرأ بأن المُرسل كان إليان وفتح رسالتها فإذ هي تسأله "هل هو بخير ؟"
أجابها بكلمة واحده بالإيجاب ثُم أغلق هاتفه وأعاده الى مكانه ..
بقي شارد الذهن قليلاً فيها ليمر بذاكرته كلامها قبل عام ونصف تقريباً ..
عندما جلست أمامه وهو يتناول طعامه في غرفة الطعام ..
"ماذا ستفعل ريكس ؟ أعني ذلك الوغد يلعب معك بقذاره شديده وواضحه ، إن لم تردعه فستخسر الكثير ! لقد تعبتَ لتصل الى هذا المركز ، عليك فعل شيء حيال الأمر"
أغمض عينيه يبعد ذكراها عن رأسه قبل أن يلتفت ويُعاود النظر الى وجه هذا الطفل النائم ..
مجدداً دار في رأسه وجهها الملطخ بالدموع وهي تصرخ في وجهه "أخبرتُك أن تردعه ولكن ليس بالقتل يا ريكس !!! كان قذراً ولكن ليس مجرماً كحالك أنت !!"
وقف وأخذ نفساً عميقاً وتقدم بعدها الى النافذه ..
أشغل نفسه برؤية المنظر الخارجي لفتره محاولاً تناسي تلك المسألة القديمه التي لا يُريد تذكرها بتاتاً ..
شعر ببعض الدوار فأخذ نفساً عميقاً وهو يتكأ على النافذه كي لا يسقط ..
رن هاتفه فتثاقل وهو يذهب إليه ويتمنى ألا تكون عمته مجدداً ..
إلتقط الهاتف فوراً عندما رأى بأنه المُتصل الذي ينتظر إتصاله منذ فتره ..
أجابه يقول: ماذا حدث ؟
جاءه رد الطرف الآخر يقول: أوصلتُ له رسالة إعتذارك بخصوص الشحنه ، لقد كان الإمتعاض الشديد واضحاً على وجهه وبدا غير راضياً البته وقال لي بالأخير بأنه قد يتناسى ما حدث بشرط أن تصله كاملة خلال أسبوع واحد فقط ..
تنفس ريكس الصعداء وقال: جيد ، وبخصوص المخزن ؟
أجابه: مررتُ به قبل لحظات ، لا يوجد لأي أثر للشرطه ولكن المكان بالكامل محاط بلافتاتهم تمنع الإقتراب ، لم أتجرأ على تجاوزها ..
ريكس: لا بأس ، سأتصل بك لاحقاً ..
جلس على الكُرسي بعدما أغلق الهاتف ، لقد إستطاع تدبر أمر صاحب الشحنه بعدما إضطر بأن يُرسل أحدهم برسالة الإعتذار مع العديد من الوعود ومن الجيد أن الأمر مر بخير ..
ضاقت عيناه يفكر بأمر المخزن ، ما دام لم يصل إليه أحد فهذا يعني بأن توقعات باتريك خاطئه والكاميرات بالتأكيد دُمرت بالكامل ..
صورة والدته تضرر جزئاً منها لذا من الطبيعي أن تتضرر الأجهزه التي كانت بتلك الغرفه ..
هذا ما يتمناه ، فهو يخشى بأن الضرر خارجي وبأنهم الآن يُحاولون إصلاحها وإخراج تخزينات الذاكرة منها ..
تذكر ثيو ، لولا تدخله لما قلق الآن على هذا الأمر !
تنهد عندما تذكر آندرو أيضاً ..
عاود النظر الى الطفل لفتره قبل أن يهمس: كُل شيء يسير نحو الأسوء بسرعة كبيره ، علي مجاراة ذلك قبل أن أغرق ..
وقف وأخذ هاتفه وغادر الغرفه والدوار الذي يشعر به بدأ يزيد ..


خلال دقائق أوقف سيارته أمام منزل والدته ونزل منها ..
دخل الى الداخل ودار بنظره في المكان فلم يجد أثراً لأي أحد ..
ذهب الى الغرفة وفتحها فعقد حاجبه عندما لم يجدها ..
نزل مُجدداً وبدأ يدور في المكان بحثاً عنها ، دخل المطبخ ولا أثر لها أيضاً ..
إتسعت عيناه بصدمه وخرج مجدداً الى الصالة الواسعه وتذكر كلامها عصر اليوم فرفع صوته وناداها بذلك الأسم ولكن لا مُجيب ..
كاد أن يُجن وهو يُخرج هاتفه ويتصل عليها ليلتفت بعدها الى جهة الأريكة عندما سمع صوت هاتفها يرن هناك ..
ذهب ودُهش من وجود الهاتف لوحده ولا أثر لها ..
أين ذهبت ؟!!!
إلتفت فوراً الى جهة الباب عندما سمع صوتاً فرآها تدخل وهي تحمل في يدها كوبا قهوة بارده ..
إبتسمت عندما رأته وتقدمت منه تقول: شعرتُ بأنه لن تأتي الساعة الثامنه إلا وأنت هنا ..
وقفت أمامه ومدت له بكوب وهي تُكمل: عربون شكر على تهربيك لي ، لم أشكرك جيداً وقتها ..
شد على أسنانه وهو يقول: لما خرجتي ؟
مطت شفتيها وهزت الكوب تطلب منه أخذه فزادت حدة صوته وهو يقول: لما خرجتي وقد طلبتُ منك البقاء بالداخل ها ؟!!
رفعت حاجبها تقول: ألن تقبل هديتي على الأقل ؟
مد يده وأخذ الكوب منها ليضعه جانباً بينما عقد حاجبها بتعجب عندما تلامست أصابعهما فلقد كانت أصابعه حارة للغاية رغم الجو البارد هذا ..
عاود النظر إليها وقال: قبلته ، والآن أجيبيني على سؤالي ..
تنهدت وقالت: لستُ طيراً أليفاً لتحبسني بقفص ! أكره أن أكون مُقيده ..
أكملت بعدها بإبتسامه: وعلى أية حال لم يحدث أي شيء سيء ، إشتهيتُ القهوه وذهبت لإبتياعها ، لقد رأيتُ المحل عبر النافذه لذا لم أُخاطر بشيء ..
بقيت عيناه الغاضبتان شاخصتين بوجهها وهي ترد له ذلك بإبتسامه هامسه في نفسها: "ما باله غاضب ؟ هذا وأنا التي بدأت تتصرف بود معه ، عليه إحترام لطفي ولو قليلاً" ..
تنهد وأغمض عينيه ليجلس بعدها على الأريكة فجلست على الأريكة الأُخرى تقول: هل هُناك خطب ما ؟
تجاهل سؤالها وهو ينظر جهة هاتفها وقال: ولما لم تأخذي هاتفك معك ؟
أجابته: نسيته .. وعلى أية حال المكان قريب للغايه لذا الأمر طبيعي ..
أشارت بعينيها الى كوب القهوه تقول: ألن تتذوقه ؟ لقد طلبته من دون إضافة الكراميل ، أشعر بأن كُل الرجال لا يحبون القهوة المُحلاة الى هذا الحد ..
نظر الى القهوة لفتره ليقول بعدها: الجو بارد ، ألا يُمكنك قراءة الوضع قليلاً ؟ إنك مثلها في ذلك ..
عقدت حاجبها لم تفهم جملته الأخيره بينما أجابت على سؤاله الأول: وهل لأن الجو بارد نحكر أنفسنا في المشربات الساخنه فقط ! حسناً ، مع طلبات الطعام تأخذون مشروباً غازياً فلما لا تتجنبونه بحجة أن الجو بارد ؟
وضع رأسه على يده يهمس: حسناً فهمت فهمت ..
مطت شفتيها وهمست: إذاً تذوقه ..
بقي الوضع هادئاً لفتره هو يجلس بهدوء متكأ بمرفقيه على رجله ومغطياً عينيه بيده بينما هي ترتشف القهوة وتراقبه ..
سألها بعد فترة صمت طالت بينهما: ماهو ؟ الشيء الذي تذكرتيه بخصوص المرأة المدعوة بآليس ؟
إبتسمت تقول: يمكنك الإشارة لها بأمي لا تقلق ..
لم يُجبها فصمتت قليلاً وقالت بعدها: تبدو مُرهقاً ..
همس: أجيبيني فحسب ..
هزت رأسها نفياً تقول: كلا ، أنا أُريد حواراً بين طرفين عاقلين ينظران لبعضهما بكُل تركيز ، أنت لا تنظر الي بل تبدو مُرهقاً لدرجة أنك ترفض طيبتي التي قدمتُها لك عن طريق كوب قهوة ، لا يُمكنني مُحاورتك بهذه الطريقه ..
شد على أسنانه ولم يقوى على مجادلتها فهو يعرف مدى عنادها ..
عاد الصمت من جديد على المكان ، طال لدرجة أنها أنهت كوبها وهو لا يزال على وضعيته ..
حتى انها شكت هل لا يزال واعياً أم أنه غفى على نفس جلسته هذه ..
همست: ريكس ؟
أجابها بهمس بالكاد يُسمع: ماذا ؟
نظرت إليه لفتره وقالت: أنت تتعرق ..
لم يُجبها فقامت وجلست بجواره ، وضعت يدها على ظهره لتُصدم من كونه رطباً وساخناً للغايه ..
سألته: هل أنت على ما يُرام ؟ حرارتك مُرتفعه مع أن الجو معتدل وجيد للغايه !
همس لها: إبتعدي فحسب ..
أمسكت بيده التي يضعها على عينيه وسحبتها تقول: أنظر إلي أولاً ..
صدمت من لون عينيه المحمرتان جداً في حين حاول سحب يده منها والغريب أنه لم يستطع رغم أنه أقوى منها جسدياً بأضعاف ..
ضغطت على معصمه تهمس: يدك ترجف ، مابك ؟ هل أستدعي الطبيب ؟
أشاح بوجهه للجهة الثانيه يقول: غادري فحسب ألا يُمكنك فعل مثل هذا الشيء التافه !
فتحت فمها ولكن قطع عليها صوت رن هاتفه فألقت نظرة إليه وعندما شاهدت إسم جينيفر قالت: إتصلت في وقتها ، سأطلب منها أن ....
وقبل حتى أن تُمسك الهاتف أمسك بيدها وهو يقول بحده: إياك !!!
نظرت بدهشه الى عينيه الحادتين وبشكل تلقائي تذكرت كلام كين لها في يوم الحفله ..
همست تسأله: لما تكره جينيفر ؟ إنها تُعاملك كإبنها تماماً !
ترك يدها وهو يقول: كفي عن التدخل فيما لا يعنيك وغادري من أمامي !!
شدت على أسنانها تقول: مرحباً عزيزي !! أنا هُنا قلقة من أجلك وكُل ما تفعله هو طردي والصراخ في وجهي ! كف عن وقاحتك هذه فهي ستطرد الآخرين بعيداً عنك وستبقى وحيداً طوال عمرك !!
أشاح وجهه متجاهلاً وعاد الى وضعيته السابقه وهذه المرة أصوات أنفاسه صارت مسموعة لها ..
مطت شفتيها وقالت: سأذهب كما أردت مني ولكن ليكن في علمك بأنك لن تجدني وقتها ابداً وحينها إبحث عن شخص يُخبرك بنوع علاقة والدتك مع المدعو بالبروفيسور ..
ووقفت مغادره وبالكاد منعت نفسها من الإبتسام عندما تحرك بطريقة حاده وأمسك بمعصمها ..
نظرت إليه لتجده ينظر إليها بصدمة عارمه ..
جيد !! لقد أصابت الهدف !
بقي ينظر إليها بصدمه وهو يقول: هل حقاً تعرفين ما السر بينهما ؟
سر ؟ لا تفهم معنى سؤاله !
هل هو يعرف بنوع العلاقة أو لا ؟
على أية حال عليها أن تستمر بتمثيليتها هذه وإدعاء معرفة كُل شيء ..
أجابته ببرود: ماذا في رأيك ؟ أعرف أموراً يستحيل لك معرفتها يا ريكس وها أنت ذا تُضيعني من بين يديك بسبب غرورك ووقاحتك ..
أغمض إحدى عينيه عندما إجتاحته فجأه وخزة ألم حاده ..
ترك يدها وأمسك بكلتا يديه رأسه وبدأ يعصره ..
إختفت ملامح البرود من وجهها وجلست بجواره مجدداً تقول: أنت متعب بالفعل ! إن كُنت لا تريد مساعدة جينيفر فهل أتصل بإليان لتُعطيني رقم أي طبيب مناسب ؟ يجب أن يراك أحدهم ! لا تقلق لن أقول لها أنه من أجلك فأنا اعلم بأن علاقتكما ليست جيده لذا ...
قاطعها: لا أريد شيئاً ..
صمتت مفكره ، ليس بإجابته بل إجتاحتها تلك الذكرى ..
جملة إليان لها عندما تحدثت عن علاقتها بريكس وعندما وصفته بالقاتل ..
بقيت تنظر الى ريكس لفتره قبل أن تسأل بشكل غير إرادي: هل أنت قاتل فعلاً ؟
لم يُجبها فالألم يزداد ولم يعد قادراً على التحمل ..
هو لا يريد الإلتجاء الى هذا ولكن لم يعد يستطيع التحمل فالألم حقاً لا يُطاق لذا همس بالكاد: في درج سيارتي علبة حبوب ، أحضريها من أجلي ..
نظرت إليه قليلاً بعدها أخذت مفتاح سيارته الذي كان بجانب هاتفه وخرجت خارجاً وهي تسمع صوت الهاتف يرن ثانيةً من نفس الشخص ..

***


10:23 pm




قبل شهرين ..

تقدمت بهدوء تخطو على طول غرفة المعيشة هذه المتواضعه وهي تقول: كلا ، خطتي هي ما ستُنفذ لا شيء آخر ..
إلتفتت الى الرجل الهادئ والذي يبدو في أواسط الأربعينات من العمر بينما هو في الحقيقه أكبر من ذلك بعقد من الزمان ..
نظرت للحضه الى نظراته الهادئه الغير راضيه على كلامها فتجاهلت ذلك وأكمل كلامها تقول: تعبتُ من إخفاء نفسي بطرقك القديمة هذه ، أنا أحتاج لأحد يحميني ، أنا بحاجة لشخص قوي وذو سلطه ، بإختصار شخص ثري !
رفع حاجبه فتكتفت وأكملت تمشيط الغرفة ذهاباً وإياباً ببطىء وهي تُكمل فكرتها قائله: إشتريتُ كُرسي متحرك وشكلي غيرته منذ فتره من لون شعري وطوله ، كُل ما علي فعله الآن هو إيجاد أسره ثريه ساذجه .. يُفضل أن يملكوا أبنائاً في بداية طموحهم العلمي ، نعم عليهم أن يكونوا أسره ثريه لديها مركز بين العائلات وأبناءاً طموحين يُخشى عليهم للغايه ، بهذه المواصفات سيضطرون الى حمايتي من أجل سمعتهم وسمعة أبنائهم !
توقفت ونظرت إليه مُكمله: مثلاً أصطدم بالخطأ بأحد أبنائهم وأتظاهر بسقوط أغراضي الشخصيه من على كرسيي المتحرك ، يُفضل أن تحدث هذه الصدفة في يوم ماطر ..
إبتسمت وأكملت: في اليوم التالي أذهب الى أحد كبار هذه العائله ، يُفضل الى الأم فهي ستكون عاطفية من دون شك ، وبتمثيلية صغيره سأُجبرهم على الإعتناء بي ..
رفع حاجبه دليل عدم الإقتناع وكأنه يطلب منها توضيحاً أكبر فأكملت: أُخبرها بأني فتاة يتيمه في أحد دور الرعايه وقبل وفاة مربيتي وجدت لي قريب بعيد للغايه ، مثلاً إبن عم والدي أو شيئاً من هذا القبيل وكتبت لي عنوانه في ورقه ، سأُخبرها بأن إبنها أُو إبنتها إصطدما بي وبسبب ذلك سقطت الورقه على الماء وتبعثر الحبر وضاعت عائلتي الوحيده الى الأبد وأصبح لا مكان لي لأعود إليه ، لا بأس في أن أصنع بعض الرضوض في جسدي دليل الرعاية القاسيه التي تلقيتُها في الدار ..
إبتسمت وقالت: لن يُمكنها طردي ، تخشى أن أذهب الى الشرطه وعندما أعطيهم التفاصيل يتورط إبنهم الطموح في ذلك وتتشوه سمعته وخاصةً بأني أبدو مُثيرة للشفقه ، شابه صغيره مُقعده لا ملجأ لها .. الكُل في هذا الأمر سيقف معي وهذا ليس جيداً لعائلتهم ، لا بأس لو قررت أن تنشر معلوماتي بالإنترنت من أجل أن يجدني قريبي المزعوم ففي النهايه ستتكفل أنت بمحوها ..
أكملت بعد برهه: لذا جد لي عائله بهذه الموصفات ويُفضل أن يكون إبنها الذي أُصطدم به شخص فض وجاف ومغرور فهذا سيزيد من فرصتي ..
تحدث أخيراً يقول بهدوء: ليست مضمونة مائه بالمائه ..
ردت عليه: مُعظم الخطة تعتمد في حواري مع والدته ، وأنا ذكيه بما فيه الكفاية لتحويل كُل شيء لي ..
عاودت المشي وهي تُكمل: فكُل ما أُريده هو إيجاد مكان قطعاً لن تُفكر تلك المنظمة في وجودي به ، نفذ مالي وأنا بحاجة الى المال ، ووقتها سأُفكر بهدوء وسأجد أفضل حل للإنتهاء من ظروفي السيئة هذه فأنا لا أُريد أن أبقى مُطارده طوال حياتي من المجرمين والشرطه !
نظر إليها لفتره بعدها قال: حسناً وماذا عنيتي بجملة "يصطدم بي أحد أبنائهم" ؟ أتقصدين حادث سيارة مثلاً ؟
شهقت ووقفت تنظر إليه وتقول: كلا !!! أنا لا أُريد الموت ! قصدتُ إصطدام جسدي طبيعي وعادي !
نظرت الى عينيه الغير مُقتنعتين فتقدمت منه ووضعت يدايها على جانبي أيدي الأريكة لتقترب من وجهه وهي تقول: لن أُسبب لجسدي أي أذى ، فالشيء الوحيد الذي جعلني أُقاوم في حياتي البائسة هذه هو نينا ، يجب أن أكون أقوى من أجلها هي وتذكر شيئاً مهما ! حماية نينا من حمايتي أنا فإن كُنتَ تخشى علي الموت فعليك أن تخشاه على نينا أولاً لذا في فترة بقائي بمنزل الأسرة الثريه إعتني بها جيداً ..
وقفت وأنهت حوارهما بجملة: فأي مكروه يحدث لها يعني موتي لا محاله .. فنينا هي خطي الأحمر ، هي خط حياتي ..

إرتسمت على شفتيه إبتسامة غريبه وهو يتذكر هذا الحدث الذي مضى عليه أكثر من شهران ..
إرتشف القليل من قهوته الساخنه وهو يجلس بهدوء على أريكة فرديه بوسط هذه الشقة الواسعه المظلمة التي لا يسكنها سواه وحده ..
فكر في أحوالها الآن فبعد أن عدل خطتها بإرادته الخاصه ومن دون علمها ساءت الأمور على نحو غير متوقع وفقدت ذاكرتها ، يتساءل هل ستعود إليه مجدداً بعد إسترجاعها لذاكرتها أو لا ؟
حسناً ، ستعود ، فلا تملك مُعيناً غيره ..
رفع نظره بهدوء الى الطاولة التي أمامه حيث سابقاً سحب ملفات أختها الصُغرى من المدرسة بعد موت جدتها ..
حسناً ، حتى الآن لم يجد لها أثراً فالطفلة بشكل غير متوقع هربت من المنزل بعد موت جدتها مباشرةً ، أين هي الآن ؟!
بل أين أختها الكبرى في المقام الأول ؟!!
يالها من عائلة تعشق الهروب والإختفاء ..
فكُل أفراد العائله من دون إستثناء قد هربوا وإختفوا في إحدى فترات حياتهم إبتدائاً بوالدتها التي أخذت طفلتها الصغرى معها وإنتهاءاً بهذه الصغيره ..
قطع عليه أفكاره وصول رسالة نصية الى هاتفه النقال ..
أخذ هاتفه ونظر الى نص الرسالة لتتسع عيناه بصدمه وبالكاد منع يده المرتجفه من أن تسقط كوب القهوة أرضاً ..
مُستحيل !!
شد بعدها على أسنانه وهمس بعدها: لقد فعلتها تلك المرأة المجنونه ! لقد أخذت مارك معها وهربوا بعيداً !
وقف بطريقة حاده وأخذ هاتفه وذهب ليُبدل ملابسه ويتأكد من الأمر ..
عليهما ألا يرحلا بعيداً !!
لا بأس في أن يتحمل أمر إختفاء رين وأُختها نينا ولكنه قطعاً لن يتحمل أمر إختفاء زوجته ومارك !
كلا ، الأمر ليس عليه أن يتعقد الى هذا الحد !



Part end




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس