وأخبرتني الكعبة بعض الأسرار
الحكاية الثانية
أترقب بعيناي المبتسمة تلك الفتاة اليافعة تمشط شعر أختها الصغرى ديمة وهي تسألها :
" ألم تخبرك عمتي عن بقية الأسرار ؟!.."
هزت ديمة رأسها نفيًا وقطبت حاجبيها قائلةً :
" لا لم تخبرني ..أريد أن أترك شعري حُرًا ..لا تضمينه بذيل الحصان .."
ارتفع حاجبي چنى وهي تساوم أختها حيث أمرتها والدتها دودي أن تجمع شعر أختها بعدما أخذت حمامها :
" ما رأيك أن أجمعه لك هذه المرة على أن أضع لك زينة في ذيل الحصان تلك الفراشات الصغيرة أنشرها لك فيه ؟!!.."
ابتسمت ديمة وهي تقول :
" ولكنني لن أراها ؟!!.."
أسرعت جنى :
" سأصوره لك على الهاتف المحمول وأنزله على الفيس .."
وافقت ديمة لتتسع ابتسامتها تومئ برأسها لتبدأ چنى بعملها وهي تعيد سؤالها :
" ما رأيك ديمة أن تعيدي السؤال على عمتنا علها تخبرك بقية الأسرار ؟!.."
أومأت ديمة مرتين وهي تنادي :
" عمتي .."
تشاغلتُ عن صغيرتي المحبوبة وأنا أتظاهر برشف قهوتي المرة بينما أغمض عيني التي فشلت في إخفاء ابتسامتها وفي الحقيقة أنا متابعة لهما بالكلية ..
أعادت ديمة ندائها المحبب لقلبي :
" عمتي .."
تكاسلت في فتح عيناي والنظر ناحيتهما لتهرول ديمة التي تعرف نقطة ضعفي ..فتقبلني بينما أرفع قدح القهوة عاليًا حتى لا تتساقط قطراتها عليها :
" على رسلك ديمة ..على رسلك .."
أتت تلك الفاتنة تتهادى من خلفها مبتسمةً وهي تحدث ديمة :
" تعالي كي أضع الفراشات بشعرك تومي .."
ابتسمت لها رافعةً حاجبي الأيسر أمد يدي اليمنى الحرة لها لتتقدم نحوي ..أمسكت براحتها أجلسها بجواري على أريكة غرفة المعيشة الواسعة المريحة وشاكستها مغمضةً نصف عيني :
" فيمَ كنتما تتحدثان منذ برهة ؟!!.."
ابتسمت چنى مكتفيةً بالنظر إلى ديمة لتكمل المشاكسة الصغيرة لتتضح أسنانها الؤلؤية تمسك يدها بيدي التي أجلست چنى بجواري :
" كانت تسألني عن بقية الأسرار .."
أمسكت ذقني بإبهامي والسبابة متسائلةً :
" وهل وجدت الإجابات عن أوقات وأماكن الدعاء ؟!.."
ارتسم الحزن على وجه صغيرتي وظهر الفضول على وجه أختها الكبرى وانتبهت لما سيأتي من الحديث ..أجابت ديمة :
" الأمس كان إجازة ولم نذهب للمدرسة ..وكذلك اليوم ..هل سأنتظر للغد ؟!!.."
وأطرقت برأسها للأسفل بينما مازالت عينيها اللامعة متعلقةً بعيني تناشدني أن أجيبها ..أطلت دودي برأسها من الباب لتقول :
" لا تبدؤا بدوني ..دقيقة آتي بكوب الشاي خاصتي وأنضم لكم .."
تهللت الفتاتان سعادة بينما تفسحان المكان على الأريكة لوالدتهما ..
دقائق وكانت الجلسة قد اكتملت بعدما وضعت ديمة كرسيين صغيرين أمام الأريكة تجلس هي وچنى عليه في مواجهتي أنا ودودي ..
بدأت حديثي :
" كان سؤالنا بالأمس هو ماهي أوقات وأماكن إجابة الدعاء ؟!!.."
ناظرتُ دودي فأجابت :
" أنا أعلم أن وقت السحر من الأوقات التي يستجاب فيه الدعاء .."
أسرعت چنى :
" وعند هطول المطر ..دومًا أمي تخبرنا عند نزول المطر أن ندعو بما نشاء .."
أكملت لهما :
" وبين الآذان والإقامة ..وليلة القدر ..وعند النداء للصلوات المكتوبة .."
" فقط ؟!!.."
كانت تلك ديمة الصغيرة التي سألت ..تدخلت چنى قائلةً :
" عند السجود .."
فرحت ديمة وهي تخبرها :
" نعم عمتي أخبرتني بهذا بالأمس .."
نظرتُ لدودي التي قالت :
" عند صياح الديكة .."
أومأت برأسي قائلةً :
" وهنا أيضًا سرٌ من أسرار الكعبة .."
فركت ديمة كفيها ببعضهما وتنبهت چني لأكمل :
" عند شرب ماء زمزم بالكعبة لنا دعوة مجابة .."
التفتت ديمة من فورها لوالدتها بجدية كاملة على وجهها :
" أمي أريد الذهاب للكعبة .."
علت ضحكاتنا جميعًا وأنا أغمز لدودي :
" سأخبرك سر هذه الدعوة بيننا .."
صدح جرس البيت لأنهض أفتح الباب ..تمسكت ديمة بكفي :
" ألن نكمل عمتي ؟!!.."
ابتسمت لها أمسح على رأسها مقبلةً إياه أجيبها :
" ما رأيك أن نكمل حين يحضر معنا أخوكِ عمر ؟!!.."
ابتسمت بمكرٍ محبب :
" سأسأله عن أوقات الإجابة .."
التفتُ لِيَد أخرى حطت على كتفي :
" ألن يكون هناك أسرار خاصة ببيتنا عمتي ؟!.."
هنا لاحت فكرة رائعة ببالي لأجيب چنى :
" ما رأيك أن تكون الحلقة القادمة عن أماكن إجابة الدعاء ..والتي بعدها عن أسرار الوضوء ؟!فنحن نؤديه هنا بالبيت وبالكعبة وبكل مكان .."
أومأت وأسرعت بدلًا عني لتفتح باب المنزل وأنا أدعو في داخلي :
" اللهم احفظهم واحفظ أبنائنا جميعًا .."
إلى اللقاء في للحكاية القادمة وعمر الذكي
|