عرض مشاركة واحدة
قديم 18-05-20, 05:59 PM   #2

يامور__

? العضوٌ??? » 471914
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 41
?  نُقآطِيْ » يامور__ is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الأول
.
.

من عَلّمك ؟! أو أعلمك!؟
أن الهوى رهن بخاتم إصبعك ..!
قد قالها “ السدَّاني ” بُحَّ فؤاده:
“ كل الذين أحبهم رَحلوا معك”
هو برجك العالي الذي شيدته
بدم سفحت كثيرُه من عاشقك ؟!
وهل الهوى حكرٌ عليك لأنني
قلب تفرق في البلاد ليجمعك
أتحبني ؟! لا تعتذر قلها
لعل الله يرحم مُوْلَعَكْ
أتحبني؟! لا تعتذر.. أنا ها هنا
“لا بارك الرحمن في من ضيّعك”
إني أحاول أن أكون مودّعا
لكنَّ قلبي لا يطيق تودُّعك
صوت الأسى في داخلي قد بُح هل
أبقيت وسط المحجرين مدامعك ؟!
تعبت عيوني فيك ترتقب اللقا
والقلب ما انفكّ يحدد موقعك
رغم الجراح النازفات أظنني
فارقت كل الناس كي أبقى معك .!؟
.
#محمد_السداني

.
.
في قرية صغيرة جنوب البلاد كان في زيارة لوالديه وقبيلته عائدا من العاصمة حيث مقر عمله كضابط في الاستخبارات.. في شتاء شديد يمر على البلاد حتى ان الثلوج تساقطت على بعض مناطقه.. وصل حيث يسكن اهله في منزل على طريق وعر حيث يستقر على جبل من سلسلة جبال.. اقرب من يكون الى قصر عنه من منزل عتيق وقديم ولكنه مازال شامخا رغم السنوات حيث كان ومازال مقر عائلة الفيصل العريقة والمعروفة جنوب البلاد..
وصل وادخل سيارته والشوق قد استفحل فيه لمرآى والديه الشيخان العزيزان القريبان لقلبه.. والاقرب لقلبيهما كونه اصغر اولادهم
واوقف سيارته مسلما على العم سليم المسؤول عن البوابة منذ صغره حيث يسكن هو وزوجته المسؤولة عن الطبخ وايضا ابنتهم الصغرى .. سلم عليه العم بحرارة فهو قد غادر منذ 8 اشهر ولم يحصل على فرصة لزيارة اهله الى الآن مع مشاغل عمله المهولة..
الحقيقة زيارته ليومين فقط فما ينتظره اشياء يشيب لها الرأس ولكن لأهله عليه حق وقد زاد فعلا في غيابه..
ولج المنزل الساكن في ضحى يوم الجمعة فأخوته كل في منزله من عائلته ووالديه فقط في المنزل..
توقع جلوسهما في الناحية الخلفية للمنزل حيث توجد جلسة شعبية مطلة على منظر بديع من حديقة المنزل الى سفح الجبل الواقع فيه قصرهم العتيق
صدع بصوته المبحوح : في احد مشتاق لي بهالبيت ولا حاس بغيابي على الاقل والا ارجع لاشغالي؟
صرخت والدته (شيخة) : نواف ياوليدي !! هذا انت ماقلتي انك بتجي تعال تعال(تهدج صوتها) تعال احضنك ياحبيبي شنو هالغيبة هذي كلهااا ؟
ابتسم والده ( محمد) وقال مرحبا بفرح: ارحب ارحب وينك ياوليدي طولت علينا ؟
اقترب من والده والابستامة تعلو محياه الوسيم.. قبل يده وكتفه ورأسه : اعذرني ياتاج راسي خابر وضعي وظروفي
ربت والده على رأسه وابتسم بفخر: خابر ياولدي عسى ربي يعينك بس شنو نسوي هذا قلب الوالدين يشتاق
قبل رأسه: الله يخليكم لي يابوي
توجه لوالدته التي تكفكف دمعاتها في حجابها الاسود.. امسك بيديها وقبلها بشوق وحرارة ثم حضنها قائلا: بس ياقلب ولدك ليش كل هالبكي هذاني يمك
حضنته بشوق ودمعتها على صدره : ياوليدي طولت وذبحني الشوق طمني عليك وش احوالك ياقليبي
ابتعدت عنه وامسك وجهه بيديها الحنونة المحناة والممتلئة: وريني وجهك كنك ناحف حسبي الله ونعم الوكيل ياوليدي ارفق على عمرك ذبحت حالك بالشغل
ضحك بخفة وقبل باطن يديها ثم رأسها: لا يمه لا ناحف ولا حاجة بعدين شغلي يمه للوطن وترابه اذا مااخلصت فيه فماني كفو لاي شيء ثاني
-شيخة: عارفه عارفه ياولدي وكلنا فخورين فيك بس وش نسوي انت حبيبنا واصغر عيالنا ومانشوفك الحين ولا نشبع عيونا بشوفتك
-نواف: ياقلبي يايمه اسف والله اني مضيق خلقكم كذا بس عزاي انكم فخورين فيني
-محمد: لا بالله الا فخورين فيك وخلك منها هالشيخة ماغير تتدلع عليك لاتشيل همنا انت
-شيخة بشهقة وهي تشير الى نفسها : اناااا! انا اتدلع يابو ناصر عيب عليك احترم عمري
ضحك نواف ووالده
فقالت شيخه: وهالمرة كم بتجلس عندنا يانواف؟
-محمد: اي ترانا بنذبح ونعزم عمامك و الجماعة عشان كلن يشوفك ويسلم عليك والله يا ان دخلتك علينا هذي بالدنيا يانواف ياولدي
ابتسم بتأثر وربت على ركبه والده: ماتقصر يالغالي الله يخليكم لي ويقدرني ارضيكم الحقيقة انا مانبي مطول اشغالي الى راسي لكن ابشر سو الي تبيه واعزم من تبي الليلك او بكرا لاني ماشي صبح الاحد راجع للعاصمة
-شيخه: بسس ! بس هاليومين وش نسوي فيها يانواف الله يهديك ابي اشبع منك يايمه
-نواف: الشكوى لله يايمه اسف مو بيدي
صمتت والدته وربتت على يديها بحزن
-محمد: ياشيخة ماقلت انك تتدلعين هذا ولدنا ماصار ولدنا وبس هذا ولد الدولة والحكومة الله يحفظه ويبر فينا ويخدم هالوطن بالشكل الي يشرفنا ويرفع راسنا تعوذي من ابليس وهاك اشبعي منه هاليومين ولا تضوقين وتضوقين خلقه
ابتسم نواف وراقب والدته وهي تمسح دمعتها وتبتسم قبل يديها واستمع لدعواتها وفخرها..
***************************************

-موجعة: مارح اتزوج يابوي افهمني مابي انا ابي كمل دراستي
-وافي بصراخ: خير ان شاءالله انتي توحين وش تقولين لي اقولك مناحي خطبك مني مقابل الدين الي يلاحقني فيه وين ما اروح وتقولين لي مابي اتزوج هو بكيفك والا بشورك ؟
-موجعة تقف بشجاعة مهزوزة فهي تخاف حتى من ظلها: يابوي هذا مو زواج واحد كبرك ياخذني ليش عشان دين بينك وبينه اروح انا ضحيته ليش ؟ لو زواج عادي وافقت بس اسمعني يبه اسمعني وافهمني خلني اكمل دراستي واتوظف وابشر بالفلوس راح اعوضك واخدمك بعيوني حاول تقنع صاحبك يصبر علينا والدين مصيرنا بنسدده له بس لا تهد حياتي يابوي طلبتك وخلنا نروح للعاصمة واسجل بالكلية
..
كان طوال حديث ابنته ممسك برأسه بين يديه ومرفقيه على ركبته يهز جذعه ويحاوب كبح غيضه ولكنها تأبى الى ان تخرج شياطينه بتحديها وحماقتها
وقف ثم سار اليها يشد شعرها بقوة فرجع رأسها الى الخلف ترى امامها عينا والدها حمراوين كالنار: اسمعي وافهمي زين يابنت كلامي ما اثنيه وزواج من مناحي بتتزوجين تبيني ان شاءالله اجلس انتظرك سنين لين تدرسين كلية وتتخرجين وعلى اساس الوظيفة تحتريك انتي وراسك ذا
-موجعة بوجع: يبه تكفى تعورني الله يخليك
-وافي بصراخ: واذبحك اذبحك تسمعين لا عاد تطرين لي دراسة وكلية وعاصمة وزواجك بعد اسبوعين ولسانك ذا لو فكرتي ترادديني فيه اقصه لك وارميه للكلابه
تركها بقوة فتهاوت على الاوض تمسك رأسها ودمعاتها تتساقط..
-وافي: اذلفي من وجهي الحين لابارك الله فيك اذلفي
تحاملت على اوجاعها ووقفت بانكسار وتعب
تمشي الى غرفتها تاركه العنان لدموعها وصوت بكاها يسبقها
اما والدها فخرج يغلق باب المنزل القديم باقوى مالديه.. متجها الى مقهى الضياع اياه وكعادته منذ وفاة زوجته اي منذ مايقارب العشر سنوات.. يدخن ويلعب البلوت بلا هدف ولا غاية والآن زادت اموره سوءا فهاهو دينه الذي استدانه قبل ثلاث سنوات لعلاج والدته العجوز والذي وافاها الله قبل شهرين.. لم يقدر على سداده ابدا بدخله المحدود من مزرعته والديان (مناحي) ذلك الخبيث مصر على اخذ ماله الذي لا يحتاجه لشيء والذي عجز هو عن جمعه.. او الزواج من ابنته
ابنته الصغرى بارعة الجمال الحقير ايعقل ان يكون قد رآها فلما هذا الاصرار اللعنة عليه وعليه هو بالمقام الاول حين لم يستدين الا من وضيع مثله ولكن لم يكن يملك اي فرصة غيره هو
وتلك الحمقاء ابنته تتشدق بالدراسة والتعليم اتعتقد انه قد يسمح لها بالذهاب الى العاصمة وحدها ؟ وكيف يتوك قريته ويذهب معها هو ؟ يالها من غبية عديمة نفع
ولكن هل فعلا سيفعلها؟ هل سيزوجها كما اخبرها من ذلك الصعلوك ؟ لن يأمن على ابنته منه ذلك الجشع
ربما يكون قد آلما سابقا لكن ذلك فقط لكونها قد استفزته بغباءها وطموحها وتحديها الهش فالندم الآن ينهش قلبه
لكن ماذا يفعل ؟ مابيده من حل سوى زواجها .. نفث دخان سيجارته وتمتم بهم
"اللهم الهمني وافرجها من عندك!"
***************************************

في غرفة موجعة البسيطة.. كانت تبكي وتبكي فهاقد تخرجت من الثانوية بمعدل يؤهلها لدخول اي جامعة في البلاد ولكن قدر عليها ان تكون في قرية اخر البلاد بدون جامعة هل ستستلم لهذا الحظ البئيس وتدع احلامها تتهاوى فوق رأسها الاحمق التعيس؟
تحدثت ببكاء: "يعني كيف مارح ادرس وبتخلى عن حلمي ؟ وتهون تهون عند زواجي من الحقير مناحي الي يلاحقني من طريق لطريق وانا رايحه للثانوية الله ياخذه ويفطس وابوي مالقى غيره يستدين منه بس اكيد اكيد هو الي عرض عشان بعدين يلاقيها حجة عند ابوي ويتزوجني غصب المقرف اكرهه الله ياخذه اااااه يمه ابغى امي" شهقت بالم وارتمت على فراشها الصغير تبكي وتبكي فلا حيلة لها الآن سوى البكاء
:" يارب ساعدني يارب وافرجها من عندك "
***************************************

في مساء اليوم التالي كانت ووالدها واختها المتزوجة (مرام) وابنها الصغير (سعد) في طريقهم الي مأدبة آل فيصل على شوف ابنهم الضابط نواف.. كان الصمت مخيم في سيارة والدها البسيطة الا من تعليقات الطفل سعد وردود موجعة عليه حيث انها تجلس في المرتبة الخلفية معه واختها بجانب والدها..
وصلو والاضواء في القصر العتيق مشتعلة كلها واهالي القرية جميهم حضور.. ولج اوقف الاب سيارته في مواقف القصر وترجل مع ابنتيه وحفيده.. امسك بيد حفيده متجها الى قسم الرجال ومزنة وموجعة توجها الى قسم النساء عبر مرورهن من حديقة القصر الامامية الى ان توجه للبوابة المشرعة والخدم امامها يرحبن بالضيوف والصخب يصلهن من منتصف الحديقة.. ولجا واستقبلتهن رائحة البخور الفاخر خلعن عباءتهن وحجابهن ومددنهن الى احدى الخدم سمين بالله ودخلن الى صالة النساء الواسعة ذات الطراز الفاخر والعتيق ايضا .. وصلن الى الحاجة (شيخة) الجالسة في صدر المجلس حولها اخواتها وزوجات اخوة زوجها وكذا نساء القرية الكبيرات في السن ثم وفي الجهة الاخرى بناتها (هند) و(أماني) وحولهن بناتهن وكذا بنات القرية سلمن على الجميع باتسامات هادئة والكل منبهرا من جمالهن وبساطة اطلالتهم التي لم تعكس الى روعة هذه الملامح والشعر الخجري الحر على ظهورهن كانتا نسخة طبق الاصل من والدتهن المرحومة فسمعن دعوات الامهات لها تمتمت با"لآمين" وعند (شيخة) دعت مزنة لولدها بالخير والبركة والحفظ من خلفها موجعة المبتسمة بهدوء وارتباك قد لايكون ظاهرا للعيان.. ثم توجهن الى جهة البنات وجلسن بجانب حفيدات آل فيصل (شيخة) و(سارة) بنات هند البنت الكبرى و(حنان) ابنة أماني فعلاقتهن بهن جميلة جدا سواء من مقاعد الدراسة الى اجتماعات القرية..
حنان صديقة موجعة الصدوقة جلست بجانبها فهللت ورحبت بها حنان وسألتها بخفوت- كيف حالك اليوم ؟ قهرتيني عليك امس لما كلمتيني ماقال ابوك شيء اليوم ؟
تنهدت موجعة بهم- اسكتي تكفين خليني انسى شوي واضيع زعل لاماصار شيء كلش ساكت اليوم ولاطالعني حتى
ابتسمت حنان بمواساة وربتت على كف صديقتها..
***************************************

في جانب الرجال حيث المجالس الواسعة مشرعة ابوابها والاطفال والشباب مابين داخل وخارج والضيافة على قدم وساق ورائحة القهوة والبخور تعج في الأرجاء..
كان الوالد (محمد) وابناءه (ناصر) و(خالد) و(نواف) عن يمينه واخوته (احمد) و(فهد) وكذلك احفاده (عبدالله) ابن ناصر و(عبدالرحمن) ابن خالد عن يساره ورجال القرية في ضيافتهم والاحاديث قائمة والتهليل مابين لحظات الصمت بصوت جهوري من قبل الوالد(محمد)
وهذا نواف يجيب على تساؤلات شيخ وآخر مع تحفظه على اسرار مهنته فالكل يعلم انه ضابط في وزارة الداخلية ولكن لا يعلمون انه عضو مهم في الاستخبارات..
بتملل وشعور خانق التفت الى اخيه خالد هامسا- اشوف ماجد صاحبي جاء هو ووالده بروح ارحب فيهم وامسك خويي اشوف شخباره احس ضاق خلقي شوي
خالد-توكل روح رحب في الاجواد اصلا عارفك ماتطيق هالاجواء والمجاملات
ابتسم نواف ونهض بطوله وهيبته وقوامه الرياضي متجها الى صديقه الصدوق..
نواف- ابو المجووود
هلل ماجد بفرحة واحتضن صاحبه بحميمة- هلا هلا حي بو محمد كيفك يارجال وش علومك
امسك نواف بكتفي صاحبه وابتسم ملء فيه: بخير يالكلب والله اني مشتاق لك
ضحك ماجد يهز رأسه بقلة حيله من هذا الاحمق الذي لايعرف كيف يعبر عن شعوره كالبشر الطبيعيين- وانت للحين لسانك وصخ مامنك فايدة ياحضرة الضابط
ضحك وسلم على والد صاحبه وقاده على مجلس والده ورجال القرية بعد ان سلم ماجد على الجميع توجه الى ركن قصي في الحديقة مع نواف يدخن الاثنان ويتجاذبان اطراف الحديث بحميمية..
ماجد- اي وش مسوي يانواف عاجبك حالك بعد عننا؟
ابتسم نواف- وش تبغاني اسوي لاتقلب لي امي الثانية تكفى وقولي انت كيفك مع المدرسة يا استاد ماجد
ضحك ماجد- والله هذاني ماشي الحمدلله معلم اجيال هههههههههههه
نواف- الله يوفقك ياصاحبي تستاهل كل خير
ماجد- واياك شرايك في برد هالسنة
نواف- عز الله انها جميدة العاصمة برد بس مافي مثل برد قريتنا
ماجد-صدقت يدخل بالعظام بس تزهى بالشتاء اكثر مع الامطار والخير تفتح النفس خصوصا مطل بيتكم يارجل جنة الله في ارضه
ابتسم نواف على حديثه فصدقا من بيتهم تبدو القرية جنة خضراء تتخللها السحب اغلب الوقت والضباب ايضا ..
ماجد ابن القرية وابن عائلة الاسعد من عوائل القرية المعروفة يدرس في مدينة تبعد عن قريتهم قرابة الساعتين معلم رياضيات واقرب الناس لنواف الفيصل تربى الاثنان معا وعلاقتهما اقرب للاخوة فهي ممتدة منذ المدرسة الابتدائية الى اليوم وهاهما يبلغان الآن 27 من العمر..
***************************************

نهاية الفصل الأول


يامور__ غير متواجد حالياً