عرض مشاركة واحدة
قديم 24-05-20, 11:27 PM   #5

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 577
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26 الـفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..♥]



♥▄الـنـبـ«2»ــضــة▄♥

:
:
:

يـوم الـجمـعـــة...~


نزلت الدرج بمهل...و كسل... و هي تمد ذراعيها أمامها و تتثائب...فقد نهضت بوقت متأخر...بعد سهرتها المتأخرة مع ضحى...
ما إن وصلت لآخره...حتى قفزت أمامها فجر بإبتسامتها المتحمسة...


فجر / سلام..صباح الخير
سلام تبتسم لتك الملامح المبتسمة / صباح الورد يا حلوه
فجر / ليه متأخره؟ ما أفطرتي معنا..فاتك خلتني صبح أنا اللي اسوي البيض
سلام تقف لتكلمها مداعبة / ربي راحمني ما صحيت
فجر بإستنكار / واللـه حلووو......امم سلام
سلام / يا نعم
فجر / صح اليوم خطبة بنت جيراننا شوق؟؟


جلست سلام على آخر عتبات الدرج...تعلم أن هذا السؤال يتبعه عدة أسئله...حتى ترضي فجر فضولها...


سلام / ايه صح
فجر / صبح بتقول لأمي اروح معكم عندها..قوليلها معها
سلام / و لا يهمك بعد واسطة صبح ما فيه أي واسطه..أكيد خالتي بترضى
فجر / آآ طيب...صح أنتي أكبر من شوق و صبح؟؟
سلام / ايه
فجر / ليه ما انخطبتي قبلها؟
سلام تضحك / نصيبي للحين ما جاء
فجر بعدم اقتناع / بس أنتي دائماً يخطبونك و ما ترضين!
سلام تعقد حاجبيها / و أنتي وش لك بهالسوالف! خليك بعمرك و لا تسوين فيها خطابه


نظرات عدم رضا صوبتها لها قبل أن تغادرها...لتقف سلام تتابع جسدها الصغير يبتعد...و هي تفكر بما قالته...
خطابها كثر...لكن كان هناك دائماً سبب في كل شخص لترفضه...
لكن الأخير لم تجد فيه سبباً يدعو للرفض...و مع ذلك رفضته...

حقاً لم رفضت يوسف؟؟ بالرغم من أنها من السهل أن تحبه و ........


نفضت أفكار لا جدوى منها بعد ما فات وقتها...
و توجهت إلى المطبخ تجذبها رائحة الغداء الشهية الذي بالتأكيد تحضره صبح...


سلام / يآآآه الريحه جوعتني و أنا مو ناقصه
ضحى تفز و تلتفت إليها / بسم الله! الناس تسلم


التفتت لها صبح التي كانت تطل في الفرن...و سلام تتقدم لتصب لها كوباً من الماء...و تجلس على الكرسي...بجانب ضحى...

سلام / صباح و مساء الخير عليكم
صبح / مساء النور
سلام تلتفت لضحى / ما شاء الله..وش صحاك بدري و حنا ما نمنا إلا بعد الفجر؟
ضحى / والله ما أبي أقولك عشان ما تضحكين علي! بس يله خليني اكسب فيك أجر تضحكين عشان تصحصحين احسن من هالعيون النايمه


ابتسمت صبح...و تحمست سلام لسماع ما سوف يضحكها...
فالمواقف التي تقع فيها ضحى بسبب خجلها...و خوفها...و برائتها...دوماً ما تكون مضحكه لها...


سلام / يله ضحكيني عليك..أنا عارفه إنك مفهيه من زمان بس وش آخر إنتاجاتك؟
ضحى تتذكر بغيض / قمت الساعه سبع فاااازه على بالي اليوم دراسه و معصبه لأنكم ما صحيتوني و البس مريولي و آخذ شنطتي و طيراااان على تحت


سلام تضحك...و تكمل لها صبح...


صبح / لو بس شفتي شكلها و هي داخله علينا الصاله و هي مفزوعه..ضحك عليها أبوي لين دمعت عيونه
سلام تضحك / يوم اقولكم هالبنت إذا ما أحد مشاها ما تتحرك و لا تفكر من حالها ما تصدقون
ضحى / وش دراني؟ حلمت بالمراجعه اللي علينا و فزيت ماستوعبت شي
سلام / مساكين يا ثالث حتى بالأحلام تلاحقكم الدراسه
ضحى بتهور / لا والله!! مادري مين اللي من الخوف عادت ثالث مره ثانيه و........


قطعت كلامها بعد ماانتبهت للنظره الحادة التي وجهتها لها صبح...
و سلام تخبو عن ملامحها تلك الضحكة التي كانت تملأها منذ لحظات...ليخيم السكون عليهم فجأه...


سلام تغير الموضوع / ......وش هالغداء؟ مين عازمين؟؟
صبح / أنا قلت لشوق يرتاحون..و غداهم اليوم علي..أكيد مشغوله بالتجهيز للخطبه فقلت اريحهم من الغداء


جذبت صبح أفكار سلام بالحديث عن شوق و خطبتها...و ماذا سيفعلن حين يذهبن لها...
و ضحى ما زالت ساكنه بعد تهور ما قالت...
تعلم أن سلام لا تحب أن تتذكر الماضي أبداً...حتى أنها ألغته من ذكرياتهم جميعاً...
و تذكر كيف عانت تلك السنة التي تركت فيها الدراسة...و كيف كانت تمرض...و تبكي كل ليلة بلا سبب...
كان من المفروض أن تتخرج من الجامعة العام الماضي...لكنها الآن في سنتها الأخيرة...
تسبق صبح بسنة واحده فقط...لإعادتها لتلك السنة...


تذكرتها في الأيام التي سبقت تلك السنة...

كم كانت تكرهها...نعم في طفولتها كرهتها جداً...
فهي لا تحمل أي ذكرى جيده لهما معاً...
فقد كانت سلام عصبية...مغرورة...متسلطة...بعي? ?ة عنهم...تكرههم و تحب إخوتها من أمها فقط...
كانت دائماً تسخر منها...تضربها...تبتليها هي بما تفعل من مشاكل...

لكن بعد معاناتها تلك الأيام...رق قلب ضحى عليها...و اصبحت تشفق على حالها...
حتى حثتها صبح على التقرب منها من جديد بعد أن كانت علاقتهما...و كلامهما منقطعان بالرغم من عيشهما في بيت واحد...

و من تلك الأيام اكتسبت معها علاقة جديدة...
ليس هذا فقط...بل اكتسبت أختاً جديدة...


إذا كانت سلام تكره تذكر الماضي...و كيف كانت فيه...
فهي أيضا تكره ذكرياتها معها تلك الأيام...و لا تحب أن تتذكرها...



♥▓♥▒♥▓♥



في وسط الشوارع المزدحمة...كـان يقود سيارته الفارهة بسرعته الجنونية و كأن الطريق ملكه وحده...
مغلقـاً زجاج نوافذها الداكن...يرفع درجة التكييف حتى اثلجت أصابعه...و صوت الموسيقى يخرج من جهاز التشغيل صـاخباً...ليكمـل إنعزاله عن العالم الخارجي من حـوله...


انعطف بسيارته...للحي الذي يسكن فيه ابن عمته...و اتصل ليخبره أنه اصبح قريباً من منزله الآن لكي يخرج له...

وصل لمنزله...و توقف أمامه...ينتظر خروجـه...

و مرت لحظــات...

تملل سريعاً كعادته...لا يطيق إنتظار أي شخص...و ما إن أخرج هاتفه المحمول لكي يتصل لإستعجاله...رآه يخرج...و تنهد بإرتيـاح...

صعد سامي لجانبه مبتسماً...

سامي / مساء الخير
باسل بتكشيره / هذا و أنا قايل لك إني في الطريق
سامي / الله و أكبر عليك..تراها عشر دقايق اللي تأخرتها..مادري مين اللي خلاني أمس انتظره ساعه و آخرتها ما جاء
باسل ببرود / إيه أنا اتأخر..بس ما انتظر


صرف انتباهه للطريق أمامه...و سامي ضحك و لم يعلق على الموضوع...
لا يعرف متى سوف يتخلى باسل عن هذه الأطباع التي تبعده عن كل من حوله...
و لا تترك بجانبه...إلا من يرافقه لمصلحه...


يتمنى لو يستطيع أن يحدثه بهذا الشأن...و لكنه متأكد أنه لن يتقبل حتى الحديث و إنتقاد أطباعه...
كل ما سوف يجره عليه ذلك...هو خلاف بينهما...
يجعل باسل يخسره حتى هو...وهو لا يريد ذلك...لا يريد أن يتركه لوحده...


سامي / يآخي قصّر للصوت..مو مستغني عن آذاني أنا
باسل يتأفف و يمد يده ليخفض الصوت / إن شاء الله يا حضرة الأستاذ....-لوى فمه بضيق- اللحين ضروري نروح لمزرعة هذا
سامي بعتب / اسمه علي..و الرجل مع إنك عمرك ما عبرته..ما قصّر كل ما شافني سأل عنك و أصر علي اعزمك..والله تفشلت و أنا اطلع له حجج تصدق و ما تصدق
باسل و نظره على الطريق / ما يعجبني مجلسه..و لا الناس اللي فيه..ليه ما قلت له يخلينا اليوم لحالنا مو يضف لنا من هب و دب
سامي يتنهد بملل / عازمنا و تبيني اتشرط عليه مين يجي و مين يروح!
باسل / خلاص أجل ماراح نطول..ساعه و بعدها نطلع
سامي / يصيـر خير
باسل يلتفت له رافعا حاجباً معترضاً / كيف يعني يصير خير! بنطلع بعد ساعه أو ما نروح؟
سامي بملل / خلاص نطلع بعد ساعه..أهم شي تروح


أوقف سيارته في محطة البنزين...ليشير للعامل بإشمئزاز و عجل أن يملأ السياره بالوقود..و يقفل نافذته...


سامي / وش أخبار طارق؟
باسل يعبث بمسجل السيارة / مادري من يومين ما كلمني
سامي / أذكر عنده سفره للشغل..وش صار فيها؟
باسل / ما سألته..وهو ما قال شي
سامي / والمهندس وش أخباره؟ لا تقول بعد حتى أخوك ما تدري عنه؟
باسل يبتسم بإستكبار / لا شفته تميم أمس..مر علي بمكتبي في الشركه..مثل عادته مزعج..و كلامه كثير و كله على الفاضي
سامي بمحبه / والله مشتاق لسوالفه..لازم نطلع لنا طلعه معه هو و ساري
باسل بلا إهتمام / نشـوف


أتى العامل ليأخذ الأجر...و فتح باسل نصف نافذته...و بإهمال مد له النقود...لكنها تساقطت على الأرض...

نظر له العامل بإستنكار...و إعتراض...

باسل بقرف / وش تطالع؟ إن شاءالله تبيني انزل ألمهن لك..خذ فلوسك بس


و أقفل نافذته...و انطلق بسيارته...

سامي بإستنكار / باسل الله يهديك وش اللي سويته؟؟
باسل يتأفف / وش سويت بعد؟
سامي / يعني مو قادر تقول كلمه تعتذر فيها عن اللي صار و....
باسل يقاطعه بغضب / هذا اللي ناقص! لو مزعلك أوقف السياره و انزل طبطب عليه


سـاد الصمت بعد ما أنهى جملته...لم يكمل سامي عتبه...لأنه لن يجد أي صدى لدى باسل...
أما باسل فأحس بالندم...لحدته على سامي...و أراد أن يقول أي شي...ليقطع هذا الصامت...
لا يريد أن يأخذ بخاطره...لا يريده أن يغضب منه...أن يبتعد عنه...
لأنه متأكد إن فعل ذلك...فسوف يخسره لأنه لن يعتذر منه...و لـن يطلب منه الصفح...


باسل بتمويه / نسيت وين مزرعة علي..دلني على الطريق
سامي بإبتسامة فهم قصده / زين ادخل اللفه اللي على اليمين



♥▓♥▒♥▓♥



انهت إرتداء ملابسها لتتأمل نفسها مطولاً...تنوره أنيقة...مع بلوزة رقيقة...بألوان هادية...بسيطة...
لتخرج عليهن...و تنظر إليهن بترقب...


شوق / وش رايكم؟
صبح / ما شاء الله..حلو
شوق تقف أمام المرآة..لتنظر لنفسها مجدداً / أكيـد؟؟
ضحى / لا تخافين بيطير عقله و يملك بكره و يتزوج بعده


ضحكت بحرج...و هي تركز إهتمامها على المرآة من جديد...لتتأمل شكلها...
اليوم خطبتها لصديق أخاها...و سيراها أحمد الرؤية الشرعية...و هي تريد أن تظهر بمظهر أنيق...هاديء...يعطيها الثقة بنفسها...

أقرب الجيران لها...كانوا بنات جابر...الأخوات الأربع كن لها هي و شقيقتها مثل الأخوات الحقيقيات...
و اليوم اجتمعن عندها...لمساعدتها...و مشاركتها الفرحة...


شوق / فجر حبيبتي..روحي قولي لسلام تجي..لازم اتأكد منها عن شكلي
ضحى بغضب مصطنع / ما ملينا عينك أنا و أختي؟؟
شوق بإعتذار / لا..كلكم خير بس سلام تعرف تقنعني و تطمني أكثر..و بعد أبيها تحط لي الميك أب
صبح تقف / اجلسي يا فجر أنا بأروح أساعد خالتي و رهف في المطبخ و ارسل لكم سلام
شوق بإمتنان / مشكوووره يا قلبي


تركتهن صبح مبتسمة...و هي تستمع لإحتجاجات شوق التي كثرت اليوم بشكل ملحوظ...على كل شي...






نزلت للطابق الأول...و عبرت الصاله بوجل...و سرعة...و هي تتوجه إلى المطبخ...
فهي تعلم أن شقيقهن...و والدهن في المنزل...و تخشى مصادفة أحداً منهما...قد يدخلان هنا...لأنه من المتوقع أنها هي و أخواتها يجلسن مع شوق في غرفتها...
لكن رهف لا يعتمد عليها وحدها في المطبخ...و ترتيب الضيافة لذا نزلت سلام لمساعدتها...و هاهي الآن ستأخذ مكانها...

تنفست بإرتياح و هي تدخل راكضة إلى المطبخ...


صبح / السلام عليكم
/ و عليكم السلام و الرحمه
صبح / سلام مطلوبه حالاً عند شوق
سلام بإهتمام / خلصت لبسها؟
صبح / ايه


ذهبت إليها على الفور...لكي يتسنى لها الوقت...لتزيينها...قبل أن يصل و يطلب رؤيتها...

كانت تمر في الصالة...حين انفتح باب المدخل القريب منها بسرعة مفاجئة...
لتتجمد خطوتها...و أنفاسها...و عيناها تتسعان بصدمة...و هي ترى نفسها...وجهاً لوجه معه...

شهقت بذعر و هي ترفع كلتا يديها لتغطي بهما وجهها...و تتجمد أطرافها عن أي حركة...

ثواني قلة...و سمعت الباب يرد بقوة...

وقفت متصلبة...قبل أن تتمالك نفسها فتركض مسرعة إلى الدرج...


لكن ما إن احست أنها ابتعدت عنه...حتى وقفت لاهثة...و قلبها يتخبط داخل صدرها...
رفعت يديها المرتجفتان لتضغط بهما على خديها اللذان كانا يحترقان من الخجل...
احست بالحرج...و الضيق...يكبر في صدرها مما جعل عيناها تدمعان...
تذكرت نظرته المصدومة أيضاً...كانت لحظه قبل أن تغطي وجهها عنه...

عرفته...إنه يوسف شقيقهن...لا يوجد لهن غيره...
حتى لو كان هناك غيره...فهي ستعرفه أيضاً...
كثيراً ما يصادف وقت خروجهن إلى الجامعة وقت خروجه...
كثيراً ما سمعت من رفيقات (النقل) تعليقات على وقوفه...و نظرات متوارية منه إليهم...
كثيراً ما كان يوصلها مع شقيقاته لسوق ما...أو زيارة ما...
لكنها لم تهتم به بشكل خاص...و جدي أبداً...
بالأخص بعد ما رفضته...أو بالأصح رفضته والدتها لأنه بحسب مستوى والدتها فهي ترغب لها بالأفضل...

بسرعه نفضت كل ما حدث...و قطعت تلك الأفكار...و هي تتنفس بعمق...لتهديء نفسها...
حتى عادت لطبيعتها...و حاولت رسم إبتسامة على وجهها...لتدخل بها على الفتيات...


ما باله اليوم...يتردد على ذهنها بقوه..؟؟






هو كان للآن...يقف عند الباب ممسكاً بمقبضه بشدة...يترآى في خياله منظرها الذي ارتسم من ثواني خلت أمامه...

بالرغم من طوله...إلا أن نظرها كان مساوي له...
كانت طويلة...بملامح أنيقة...و نظرة لها تأثير المخدر على الحواس...


تمتم مبتسماً / ســلام؟!!


كان متأكداً أنها هي...ترائت له ملامحاً لها يذكرها بمراهقتها المبكرة...
و ذاك الطول الذي يميزها في الحي بأكمله...الكبار قبل الصغار...يدعونها بـ(الطويلة)


تغيرت منذ آخر مرة رآها بصدفة لم تعلمها...زادت جاذبية...و عذوبة...
تلك الصدفة التي عززت شعوره إتجاهها...وهو يسمع عنها يومياً من أخواته...
هذا ما جعله يخطبها...ليصدم بالرفض...و تنتهي أحلامه بها قبل أن تبدأ...
لكنها بقيت طيفاً جميلاً...عذباً...يعبر كثيراً بداخل أفكاره كلما رآها...

و هاهي من مجرد لمحة...تعود لتزرع بداخله حلم أن يملكها من جديد...(من سنتين قالت إنها ماتبي تتزوج بهالوقت؟ معقول تغير رايها اللحين لو اخطبها؟؟)


لكنه رفض مرة...
و يخشى من الرفض ثانيةً...
للرفض منها طعمٌ مر...لا يطيق تجرعه مرةً أخرى...



♥▓♥▒♥▓♥



كان ينزل الدرجات...متمتماً بألحان عذبه...ينوي الخروج...لكنه دخل إلى الصالة بعد ما سمع أصواتهن قادمه منها...

تميم / مسـاكم غلا يالغوالي
جواهر + أم ساري / مساء الخير
تميم / ليه لحالكم؟ وين البنات؟
أم ساري / سمو راحت عند كادي..و سلام ما جات هالخميس عشان خطبة بنت جيرانهم
تميم / أجل مين اللي له صوت قبل شوي في غرفة ساري؟؟
أم ساري / أنا و الخدامه كنا نرتبها و ندخنها
تميم يصطنع الدهشه/ اللحين يوم عرفتي إن ساري بيرجع بكره قمتي بنفسك ترتبين غرفته..و تدخنينها..و أنا يوم أسافر و ارجع ما عبرتيني..جيت لقيت غرفتي كلها غبار..و سريري نايمه فيه عنكبوته هي وبناتها بعد!
أم ساري/ لا تكذب..يوم درينا إنك بترجع سلام و سمو بنفسهم رتبوا لك غرفتك
تميم/ آهـا شفتي..قلتيها بنفسك سمو و سلام اللي فكروا مو أنتي
أم ساري/ ما عندك سالفه..بعدين ساري سفراته شغل و تعب مو مثلك سياحه و لعب
تميم يتصنع الحزن/ طبعاً بكرك الغالي ساري..و آخر عيالك الدلوع باسل..راحت علي أنا اللي بالوسط
جواهر ضاحكه/ اللحين يوم صار عمرك ثلاثين..توك بتتعقد
تميم/ لا أنا متعقد من زمان..بس كل هالسنين انتظر أمي تحس من حالها..بس يوم شفتها ما حست قلت اعترف لها
أم ساري بجديه/ أنا ما عمري قصرت عليكم كلكم بشيء..ولو قصرت بيوم سدت مكاني جواهر
تميم بحب/ أنا اشهد..مين يحصل له أمين..كل أم احسن من الثانيه....بس ولو عندي إحتجاج ثاني اللحين طرأ علي يوم هيضتوا مشاعري
أم ساري/ وش عندك بعـد؟؟
تميم/ حتى ما زوجتوني..لين تزوجون ساري
ام ساري/ عاد بهاذي كذبت..أنت بس قول و أنا من بكره اخطب لك
تميم متراجعاً/ لااا أنا قلبي هواوي للأبد
أم ساري تتنهد / الله يصلحك
تميم يضحك و عينه على هاتفه / يله هذا تركي يدق..توصون على شي؟
جواهر تضحك / من البر عاد؟؟
تميم يقف / ايه سحليه؟ ضب؟
جواهر / ايه لو تجيب لنا وحده نصحي فيها سمو..عشان تفز على الوقت
تميم / ما طلبتي يا عمتي
أم ساري / مو تصدق عاد!


غادرهما ضاحكاً...وخرج من المنزل...ليغادر مع أحد أصدقائه في سيارته...


تميم يصعد بجانبه / مساء الخير يااا تريّك
تركي ينطلق بالسياره / ياخي ما تعرف تدلع لا تدلعني!
تميم بإستنكار مصطنع / وش أحلى من تريّك يا تريّــك
تركي / ذوق بعير وش أقولك؟؟ الناس تقول ترووك تركان
تميم بقرف / زوجتك أنا! يوم تبي تتدلع هالدلع ليه ما وافقت يزوجونك أهلك؟؟
تركي يمط شفتيه / أبوي يبي اخطب من بنات عمي..و أمي تبي اخطب من بنات خواتها
تميم يبتسم / و أنت أي الفريقين تشجع؟؟
تركي / امحق..لا هذا و لا هذا..يآخي أبي اتزوج أوروبيه..أبي احسن النسل..أنت ما شفت خشتي ما شفت خشش عيال عمي و عيال خوالي..بالله هذا انتاج نكرره
ضحك تميم عالياً / والله ربي اللي رحمهن منك..و من أذيتك.....مين بنمر عليه يروح معنا؟
تركي / الخوالد
تميم / عاد بالله حنا نعرف نصادق أحد! يعني خالدين و مشيناها لكن ثلاثه..الواحد إذا جاء ينادي واحد منهم التفتم كلهم!
تركي / ما قصرت فيه فارزهم لنا..أبو سكسوكه و أبو لحيه و بدون ههههه



♥▓♥▒♥▓♥



كانت تسمعها و هي تتحدث عن إحساسها لحظة دخلت المجلس ليراها...شعور الخجل...و الارتباك...الذي سيطر عليها و هي تجلس أمامه...و أمام أخاها...

أعادت عليهم دخولها و خروجها الذي لم يدم سوى بضع دقائق...مرات عدة...و في كل مرة تكتشف شعوراً...أو توجساً من كلمة سمعتها...أو نظرة لمحتها...
و هي و ضحى تضحكان...و سلام و صبح يحاولن طمئنتها...

رهف ساخرة / ضحى تكفين اضربيها بشي..شكلها علقت..تبدأ و تنتهي بهالسالفه؟؟
ضحى تتصنع العتب / خليها تعيد للحين ما حفظت و أشك إن الأسئله اللي بتكتبها لنا اللحين صعبه..خلينا نركز

ضحكتا معاً...لتلتفت إليهما شوق بغضب...و ترفع يديها للأعلى...

شوق / أشوفكم يوم خطبتكم إن شاء الله ماسكتكم التأتأه و الفأفأه و بعد تتكعبلون و تطيحون
رهف تكمل حالمه / في حضنه إن شاء الله..(تكمل ضاحكه) بس يكون يوسف مو معنا

ضحكن معاً عليها...و ضحى للآن تبحلق بعينيها خوفاً من الدعوة...لتقفز جانبها...تمسك يدها برجاء...

ضحى / شوووق استغفري..استغفري تكفيــــــن


لم تستغفر...و ضحى تحايلها...حتى نطقتها مجبرة لترتاح من ضجيجها...

كانت تراهم و تنقل نظرها إلى هاتف سلام الذي بيدها...لترسل لها منه تلك الصور التي اعجبتها ...
لكن ما رأته جذب كل اهتمامها عنهن...لتسرح بشاشة الجوال أمامها بإنبهار...
نظراتها حالمة...و قلبها يخفق بقوة لتلك النظرة التي يصوبها لها...
عينان آسرتان بشدة...و فم جميل...و ملامح منحوتة بدقة...و تلك النظرة المتكاسلة...المستخفة...

بأي حق يمتلك رجل مثل هذه الوسامة المفرطة..؟؟

أطلقت تنهيده حالمه...جعلتهن يلتفتن عليها مستغربات...

ضحى / وش عندك؟ شوي و تذوبين؟؟
رهف تلتفت لسلام / سلام جيتكم خطابه..المهر علي..و البيت علي..بس أبي اتزوجه
سلام ضاحكه / مين؟؟
ضحى / وووجع صدق ما تستحين! مين هذا؟؟
رهف تحتضن الجوال لتبعده عنها / لاااا أخاف تطمعين فيه..عاد سلام تقربك أنتي منه ..طبعاً أختها أولى!!
سلام ضاحكه / أكيد باسل
رهف بحماس / هذا باسل؟؟ أخوك؟؟ أنا أقول من وين جايبه الحلى؟
سلام بإعتراض / لا حبيبتي حلاي جايبته من أمي..(تضحك)و إلا باسل على قولة كادي..مثل القطاوه حلو بالصور بس
رهف بإعتراض / ترى صدقتي! هو أحلى منك
ضحى / اععع باسل المغرور..كرهته من سواليف سلام عنه..اشبعي فيه


شوق تمد يدها لتسحب الهاتف منها...


شوق / وين هاللي ازعجتونا فيه؟؟

صمتت لحظة...لتنتقل بين صوره...و ترفع رأسها للبنات بندم مصطنع...

شوق مازحه / أوووف يا شين العجلّـه! ما يمديني اهون

ضحكن البنات...

صبح / الله يخلي لك أحمد..و يجمع ربي قلوبكم على محبته وتلتقون على طاعته ويوثق اللهم رابطتكم على خير ويديم ودكم لبعض نعم المولي ونعم النصير


توشحن الفتيات الصمت بعد ضحكهن...ليسمعن منها هذه الدعوة الصادقة...لتتقدم إليها شوق...و تضمها بحب...


شوق / و يلوموني فيك؟ عسى ربي يخليك لي..يا أم لسان عسل(تكمل بخجل) حببتيني بأحمد و أنا مو مقصره



♥▓♥▒♥▓♥



فوق تلك الكثبان الرملية...هبت نسمات عذبة عليلة تداعب أجسامهم فتملأها حيوية و هناء...بعيداً عن حر المدينة اللاهب...
تعالت ضحكاتهم...و أصواتهم...و صرخاتهم الحماسية...تقطع سكون الصحراء الصامتة الممتدة بظلمتها حولهم...

جلسوا جماعات متفرقة كلاً بما يشغله...فوق تلك البسط التي افترشوها...و بعضهم يتنافس هناك حول الشبكة التي نصبوها لكرة الطائرة...


نهض من مكانه...بعد أن انتهت لعبة (البالوت) بين عشاقها كالعاده...بمشاجرة كلامية حادة...لا يريد أن يكون طرفاً فيها...
تقدم ليرى أين صارت عملية الشواء بعدما احس بمطالبة معدته بما يملأ فراغها...ليرى أحدهم يقطع السلطة على مهل...و ثلاثة منهم اجتمعوا عند الشواء...


تميم / اللحين كثرتكم على الفاضي..يا ناااس جوعاان يله عطوني أي شي..يسكت هالعصافير اللي تحتج ببطني!
تركي/ الله يستر عاد تميم و جاع..وش يشبعك أنت؟
خالد/ إلا على كثر ما تطالب بهالعشاء..ما تلاحظ إنك ما سويت شي
تميم بصدمه مصطنعه/ ماااسويت شي!! أنا اللي اقترحت الطلعه
خالد/ لا كثر الله خيرك..تصدق لو ما قلت كنا ما نعرف إن البر ينطلع فيه
تميم/ يا ناس أنا جوعان..يعني البطاريه طااافيه(اقترب من تركي) يله خلاص يكفي..حرام عليك احس النار اوجعته
تركي/ يعني لا تركته بيرتاح..بيتقطع بأسنانك
تميم / لا تخاف مأثث له المعده بيستقر و يرتاح
تركي / تميم لا توقف على راسي..و إلا بأعطيك شغله تزينها
تميم يبتعد / لا أبداً أبداً..ما اتدخل في طبخ الشيف تركي..مواهبي الضئيله ما تسمح لي


و ابتعد عن الجمع...ليصعد ذاك التل الرملي القريب منهم...تغوص قدميه الحافيتين بالتراب البارد...و عيناه تمتدان على إمتداد الظلام أمامه...ليشدو بصوته العذب عالياً...

احب البر والمزيون.... واحب البدو والاوطان
واحبك قبل لا يدرون.... هلي واهلك ولا الجيران
واحب العذري المخزون.... بمجرى الدم والشريان
واحبك والمحبة عون.... محـب عــاشق ولهــان


/ بميـن هالمره؟


التفت مبتسماً بعد أن وصله صوته...ليجده يصعد التل ليتبعه...
صديقه الأقرب...و رفيق سنوات الدراسة...و الغربة...و كاتم الأسرار...ليقف حتى يصل إليه...


طلال/ ها فيه شي جديد؟
تميم يبتسم و عيناه تطوفان بالظلام الممتد/ لا
طلال بشك/ مو عوايدك!!
تميم/ والله القلب شاغر..لو بغى يحب ماراح ارده..بامسكه بيدي و اعطيه اللي يبيها
طلال/ هههه بس انا مابي وحده تآخذ القلب..أنا أبي لك وحده تآخذك كلك للقفص الذهبي



♥▓♥▒♥▓♥



بعـد منتصـف الليـل..~


سمعت صوت خطواته الخفيفة...الهادئة...وسط سكون الصالة الواسعة...
بالرغم من تأخر الوقت إلا أنها لم تستطيع النوم حتى تراه...
لا يعقل أن تعلم أنه عاد اليوم من سفره رأساً إلى الشركة و تنام قبل أن تراه و تطمأن عليه...


خرجت أمام مدخل الصالة...لتراه يصعد أولى عتبات الدرج أمامها...و لم يلفته نور الصالة المضاء...


أم ساري / حمدالله على السلامه

بالكاد شعرت به يفز و يلتفت بسرعه إليها...ليملأ وجهه المرهق...الفرحة و الحب...

تقدم منها مبتسماً بشوق تحكيه عيناه ولو أنه لا يبينه...
انحنى ليسلم عليها...و يقبل رأسها...لكنها أخذته بين ذراعيها لتضمه للحظات بشدة...


ساري بمودة / وش أخبارك يالغاليه؟
أم ساري بعتب / الغاليه اللي رايح لها كل هالوقت و ما كلفت على نفسك تمر تسلم على أمك!
ساري يبتسم معتذراً / ما فيه أغلى منك يا أم ساري..عسى الله يخليك لي دوم سالمه و بخير
أم ساري / اللحين تجي من المطار على طول للشركه؟ لا تمر تسلم و لا ترتاح؟؟
ساري بجديه تلازمه / والله كان عندي شغل ضروري اسويه اليوم..و إجتماع ما يتأجل
أم ساري / وش أخبارك يمه؟ ليه شكلك تعبان؟؟
ساري / بخير ما فيني شي..بس إرهاق من السفر..أنام و بكره إجازه ارتاح و تلقيني مثل الحصان
أم ساري / الله يعطيك العافيه يمه


أخذ يدها ليدخل معها للصاله...و يجلس قريباً منها...


ساري يلتفت حوله / ما فيه أحد مشتاق لي غيرك الظاهر؟
أم ساري / لا والله جواهر و سمو من ساعه بس ناموا بعد ما أيسوا إنك تجي
ساري / و أنتي يمه الله يهديك وش مسهرك لهالوقت! كان نمتي و.....
أم ساري تقاطعه / ما يجيني نوم و أنا ما شفتك
ساري / لو دقيتي علي كان جيت لك على طول بعد ما طلعت من الشركه..أنا يوم شفت الوقت تأخر قلت أكيد نايمين مريت على الشباب اسلم عليهم قبل انشغل و انساهم
أم ساري / ما عليه المهم إنك بخير..و ريح عمرك الشغل ما يخلص..و أنا بعد سهرتك و أنت تعبان روح يمه نام و ارتاح
ساري يقف / و أنتي بعد نامي باقي وقت على صلاة الفجر..(انحنى يقبل رأسها) تصبحين على خير
أم ساري / و أنت من أهل الخير


تركها ليصعد لأعلى...و هي تتبعه بعينين محبتين و قلب يدعو له بالأفضل...

كان الوحيد الذي تخلت عن ما ترغب...من أجل ما يرغب هو...
ضحت براحتها...و أحلامها به...و كبريائها...من أجل تحقيق ما يريد...
كانت ترغب براحته...و سعادته...مهما كان ما سيكلفها ذلك...
رضت...و تنازلت...و سعت...لكي لا تكسر بخاطره...
لكن أبى الغير إلا أن يكسرها فيه...



♥▓♥▒♥▓♥



فـي الـغــــد..(يوم السبت)..~



كعادتهم نهاية كل أسبوع...يأتون للغداء في بيت خالها الأكبر...ليتغدى والدها معهم و يغادر سريعاً إلى عمله في المستشفى و الذي يشغل أغلب وقته...
و تبقى هي و سامي حتى المساء...

كانت تقف بالقرب من النافذة...التي أسدلت عليها الستارة...لكنها أبعدتها قليلاً...و أخذت تراقبهم و تنقل ما يحدث لسمو...التي جلست تحل تلك المسائل التي سطرتها لها...لكي تتأكد من فهمها لما شرحته لها...


كادي تضحك / تحفه هالتركي صديق تميم..حركاته تضحك
سمو ترفع رأسها / هو أحنا حنحب و ألا إيه؟؟
كادي تجاريها / أيه حبيته روحي اخطبيه لي..مو أنتي ولية أمري
سمو / بس كذا! ما طلبتي
كادي تلتفت لها بإستدراك / سمسم مو تصدقين؟ مو بعيده عليك تروحين تقولين لتميم!
سمو تضحك / لا تخافين..توي ما مليت منك عشان أزوجك.._نظرت لها بخبث_بعدين أفكر اتزوج أنا و أنتي....
كادي تكمل كلامها / بنفس اليوم؟
سمو / لا بنفس الشخص
كادي تضحك / تتخيلين؟


و رجعت تراقب من النافذة...جزء من الباحة الخلفيه للمنزل...و التي كانت مخصصة لكرة السلة...
سعيدة برؤية أخيها و حماسه...تضحك مع كل ضحكة له...لا تراه كثيراً بتلك الضحكة العالية...و الراحة...
فدوماً ملامحه هادئة...حزينة...ساكنة...


كادي / اللي معهم هذا مو طارق صديق اللي ما يتسماش؟
سمو مستغرقة في حلها / ايه..يقولون فيه
كادي / أجل ليه هو مو معهم؟؟
سمو / تبين باسل يطلع يلعب بهالحر؟؟
كادي / الله يعينه على نفسه..و يعينك عليه..و يعين أكثر أخوي حبيبي على مقابلته..امم و يعين طارق بعد
سمو تتصنع الحزم / أقول أنتي هالشباك لف عقلك ساعه عند تركي و ساعه عند طارق..نزلي الستاره يا بنت و استحي
كادي تنزل الستاره / وش اسوي فيك..كل هذا تحلين؟؟ أنا أبي افهم عقلك وين يروح و المعلمه تشرح..؟
سمو بسخرية / ما صرت استوعب إلا من صوتك..و شرحك الغبي
كادي بغرور تمثيلي / وش اسوي احاول اوصل لمستولى ذكائك المنخفض
سمو تدعي الحزن / الله على المذله..كل هذا عشانك تفهمين أكثر مني؟؟ خلاص ببدلك و اروح لسلام تشرح لي..و.....
كادي تقاطعها / أنتي إذا تكلمتي ما تسكتين..يله كملي حل...و أنا ملييييت منك بأروح عند خالتي جواهر لحد ما تخلصين
سمو ترفع حاجبيها بمكر / ما تقدرين..باسل في الصاله اللي فوق يشوف التي في
كادي / أووف يوم أقولك أخوك هذا يغث
سمو / احسن..ليه أنتي تطلعين تسولفين و دافنتني هنا بهالكيمياء..تتوحد فيني المركبات...يله تعالي شوفي هالإبداع اللي أنا سويته



♥▓♥▒♥▓♥



في المســاء..~


اليوم مر عليه طويلاً...بدون عمل يشغله و يلهي تفكيره يجد كل شيء مملاً...و مجهداً...يستنزف من طاقته أكثر مما يستنزفه العمل...
كان يجلس بين أهله...كما كان يفعل منذ سنوات...لكنه نسي كيف يرتاح بتلك الاجتماعات...
لم يعد نفس الشخص...و لا تسكنه تلك الفرحة...و الراحة...


مرت الأيام وهو يجتهد في عمله...لكي يثبت للكل...أنه يستحق مركزه الجديد في الشركة...
و الأهم أن يثبت لنفسه أن ساري القديم قد ولى من غير رجعة...
حتى ادمن جريان الأفكار...و الحسابات في عقله...و أصبح لا يرتاح و لا يهنأ إلا بها...


وقع خطوات قادم من الردهة...جعل الجميع بمن فيهم هو...يلتفت بإستغراب ليرى القادم...
لترتسم البسمة على شفتيه وهو يراها...


سلام / حمدالله على السلامه
ساري يقف / الله يسلمك..أنا قلت ماراح أشوفك هالأسبوع
سلام تبتسم بحب..و احتضنته بلهفه و شوق / ما يطاوعني قلبي..تركت مذاكرتي لكويز بكره و جيت اشوفك


لا يعلم لما يفتقده كل من في البيت وهو لم يعد يستحق هذا...
أن يفتقدوا تميم في سفره أمر طبيعي لأنه أكثرهم بقاء في المنزل أكثرهم قرباً من أخواته...أكثرهم بهجة و مرحاً...و مراعاة للغير...
لكن هو أصبح على الدوام مشغول بعمله...لا يراهم كثيراً...و إن اجتمع بهم كان الصمت و الجديه يخيمان عليه...لتثقل عليهم...
لكن ربما يشفع له ماضيه معهم عن كل هذا...ربما يكون هذا الحب نتيجه لما كان عليه في السابق...


عاد ليجلس وهو يراها تتجه لتميم...الذي وقف و احتضنها...و بتعليقه الدائم على طولها...


تميم / وش تآكلين أنتي؟ اول مره أشوف وحده تطول بأسبوع!
سلام تريه قدمها / لابسه كعب
تميم بإستهزاء / و ليه الكعب..عأساس مقصرّه بالطول
جواهر / قول لا إله إلا اللـه

ضحكت سلام و هي تنحني لتطبع قبلة على خد باسل...تعلم أنه لن يتكلف الوقوف من أجل السلام عليها كعادته دوماً...


سلام / وش أخبارك؟
باسل / تمام..و أنتي؟
سلام / الحمدلله بخير

ذهبت لتجلس بين جواهر و سمو...بعد أن سلمت عليهما أيضاً...

سلام / وين أمي و عمي؟
تميم / الشيبان رايحين يجددون الحب..عازمها على العشاء


ضحكت سلام...و هي تفكر بإعجاب...و غبطة...بحب عمها لوالدتها...
حب لم يخف...أو يختفي مع مرور السنين...
بل على العكس تألق بمرورها...و تزين بالمودة...و الإحترام...
راقبت اخوانها في حديثهم...لا باسل و ترفعه و غروره...
و لا حتى تميم بلامبالاته...و مرحه الدائم...
ورثوا ذاك العشق العميق...و رومانسية والدهم الرائعة...و إهتمامه الدافيء...
فقط ساري...من تجلت فيه تلك الرومانسية...يوماً ما...
لكنها لا ترى الآن أي أثر لها...فجديته و برودته...ألغت كل المشاعر التي كانت تسيّره...


انقطعت أفكارها بخروج ساري السريع عنهم...


ساري / يله عن اذنكم..فيه كم شغله بأشوفها قبل العشاء
جواهر / خذ راحتك يمه

تبعه باسل أيضاً...و لكن بصمت...

جواهر / وش أخبار الخطبه؟
سلام مبتسمه / الحمدلله
جواهر / الله يتمم لها على خير
تميم / عقبالك سلالم
سلام / بعدك إن شاء الله
جواهر / لا إن شاء الله عساك ما تنتظرين اخوانك
تميم / أفــا ليه كذا يا عمتي؟؟
جواهر / كلكم ما فيكم رجى..ساري ما أحد يتجرأ يفتح معه طاري الزواج حتى أمك و أنت لاغي الفكره من راسك
تميم / خلاص عندكم باسل زوجوه
جواهر / و أخوك هذا عاد وين نلقى اللي تعجبه؟
سمو مفكره / يآآآ عاد تخيلوا باسل مين بيتزوج..أكيد اللي بتعجبه وحده مغروره مثله! اخونا ياله نتحمله و مو دائماً بعد..كيف نتحملها هي؟؟
سلام تضحك / تحملتيها أو لا ماراح يآخذ رآينا
سمو / إن شاء الله ما يتزوج أجل..تدرين لو ما جيتي كنت قايله لتميم يجيبني عندك بكره..ودي اشوف البنات
سلام / تعالي أي يوم حتى ضحى تسأل عنك
سمو / ليه ما دقت علي؟ عطيها رقمي
سلام / مالقيتي إلا ضحى! تستحي
سمو / خلاص أنا آخذ رقمها منك و ادق عليها اشوف أخبارها مع ثالث
تميم / أنتي تطمني على حالك اول قبل تتطمنين على الناس..والله أشك إنك بتروحين فيها هالسنه و المسكينه كادي بتروح وراك بعد بتجرين معك ضحايا ثانيه!
سمو / لا لاتخاف على ضحى محصنه نفسها كويس عندها أختين وحده قسم رياضيات و حده كيمياء يعني دروس خاصه على المستريح
تميم / أنا أقول صايره سنعه على غير العاده و بتزورين خوات سلام أثاريك مخططه لبعيد
سمو تجاريه كاذبه / ايه و ابشرك عند كادي جارتين وحده مدرسة فيزياء و الثانيه انقلش..وش رايك فيني؟
تميم يقف / لا ما ينخاف عليك أخت أخوك..حسافة دعوتي لك بصلاة الجمعه..يله أنا اترككم معزوم..سلالم بتباتين هنا؟
سلام / لا قلت لأبوي بس بأسلم على ساري و ارجع
تميم / خلاص بعد العشاء دقي ذكريني فيك عشان ارجعك


بعد أن غادرهم...تكلمت جواهر بعد شرودها من لحظات...


جواهر / إلا يوسف أخو شوق..تزوج؟
سلام متفاجأه / هاه..آآ لا
سمو تضحك / أحلى عمتي من وين تعرفين اسمه؟ أنا ناسيته؟؟
جواهر / هم أقرب جيران لسلام دايم تطريهم


صمتت سلام مرتبكة...و لا تعلم مالسبب...
توترت من مجرد ذكر اسمه...و كأن الكل يعلم بتلك الصدفة التي رأته فيها...(لكن ليه سالت عنه؟ تذكرت يوم يخطبني!)

بالتأكيد لم تنسى...فجواهر...
كانت قد اقتنعت به...و لم تشارك والدتها برفضه...
لكنها تنفست الصعداء و جواهر تخرج عنهم بعدما أتاها إتصال من عملها...و لم تكمل الحديث عنه...


لكن عدوى الحديث عن يوسف...يبدو أنها اصابت الكل...


سمو / آآ يوسف هذا مو هو اللي كان خاطبك؟
سلام بصدمه / و أنتي كيف عرفتي؟
سمو / لك وجه بعد تعترفين إنك ما قلتي لي..على الأقل اعتذري..برري
سلام ببرود / السالفه ما تمت عشان تعرفين
سمو / مو ضروري لين تتم..المفروض تآخذين رأيي
سلام / تكفييين و أنتي من وين تعرفينه عشان آخذ رأيك فيه؟........بس صح أنتي كيف عرفتي؟
سمو / امم مع إحترامي لنفسي بس استرقت السمع مصادفه على أمي و عمتي
سلام تضحك / و من ذيك الأيام و توك تعترفين؟؟
سمو / ايه من سنتين كنت صغيره..عيب اتكلم بهالأشياء لكن اللحين كبرت
سلام بهدؤ / ما فيه شي تتكلمين عنه..الموضوع خلص بوقته
سمو ترفع حاجبيها مشككه / أكيد؟
سلام بإستغراب / ايه...ليه..؟
سمو ترفع اصبعها بوجهها بإتهام / ليه تلون وجهك و ارتبكتي يوم قالت عمتي اسمه
سلام بتوتر مما بان عليها و لاحظته سمو / أنا؟؟!
سمو بتأكيد / ايه_قفزت من مكانها لتجلس بجانبها_ قولي لي وش يطلع هذا يوسف؟ حلو؟ وش رأيك فيه؟ ليه للحين ما تزوج دامه كان ناوي على هالشي؟؟
سلام تضرب يدها الممسكه بها / و أنا وش يعرفني ليه ما تزوج؟ داخله قلبه؟؟
سمو بخبث / والله شكلك داخله و مثبته..ياااعيني الولد عنس بعد ما رفضتيه حرام عليك
سلام تنفض يدها من يد سمو / أقول قومي عني
سمو تسحبها / لاااا خلاص نغير السؤال للي بعده..كيف شكله يوسف؟ و لا تقولين لي ما عمرك شفتيه؟
سلام تتهرب منها..و من الحديث عنه / أنتي فاضيه؟ ما وراك شي..روحي ذاكري احسن
سمو بتهديد / ترى والله اسأل ضحى
سلام بعصبيه / أنتي وش تبين فيه؟ وش طاري عليكم كلكم هاليوم تسألون عنه؟؟
سمو تخفي ضحكة / يأختي نسولف يمكن يعجبني و اخطط عليه..يله قولي كيف شكله؟؟ طويل؟؟
سلام بإستسلام / ايه
سمو / ملامحه كيف؟؟
سلام تتذكر و بعد صمت / ما عليه..فيه وسامه..يعني كيف اقولك؟_تسترسل كلامها و هي لا تشعر_ يمكن لو شفتيه كذا تقولين عادي بس لو كنتي تعرفين إنه يوسف باللي تعرفينه عنه تشوفين فيه شي ثاني..يعني طبعه الحلو و الهادي و طيبته تـ......


قطعت كلامها الذي استرسلت به بدون قصد...لتلتفت لصمت سمو...و ترى نظرتها الحالمة...و رموشها التي ترفرفها برومانسية...


سمو تحثها بلطف ساخر / كملي..كملي يا عيوني..طلعي مكنونات قلبك عبري عن مشاعرك أنا ما وراي شي اسمع للصبح و احبه معك بعد
سلام تضربها / أنتي اللي سألتي؟
سمو بتشكيك / أنا اللي سألت! شكلك ما صدقتي أحد يعطيك مجال
سلام تقف / أنا الغلطانه اللي معبرتك
سمو تشدها لتجلس / لاااا تكفين..خلاص اتوب أنا اللي سألت..بس قولي لي ليه أمي ما وافقت عليه؟؟
سلام تتأفف من إصرارها / تقول تبي لي الأحسن
سمو / و يوسف وش عيوبه؟
سلام / تبي واحد مستواه المادي احسن..يعني حسيتها تبي هي اللي تختار لي واحد من معارفها هي..مو أبوي
سمو بخيبه / آآه..زين أنتي وش رديتي عليهم فيه؟ وش قال أبوك؟؟
سلام / ما يعرف..ما أحد عرف بهالشيء إلا أمي و عمتي جواهر و صبح..هو قال لشوق تآخذ رأيي لو وافقت تقدم رسمي..و أنا قلت لها إني ما أفكر في الزواج ذاك الوقت
سمو / زين ما تعرفين ليه ما تزوج مع إنه كان ناوي؟؟
سلام بتفكير / لا.. عمري ما فكرت بهالشي؟


شردت بأفكارها إليه...و لملامحه التي ارتسمت قريباً منها بالأمس...لنظرته...و نظراته التي يسرقها لها دوماً...و التي كانت تتجاهل تفسيرها لنفسها...لتتزايد دقات قلبها...(معقوله للحين يفكر فيني؟؟)



♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥

ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 03-06-22 الساعة 10:02 PM
أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس