عرض مشاركة واحدة
قديم 05-06-20, 09:16 PM   #809

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الجامعة صباحا
تسند هاتفها بكتفها على أذنها بينما تبحث داخل حقيبتها الضخمة عن السماعات الخاصة بالهاتف وهي ترد على ياسمين بنزق:
"أحضر أين يا حمقاء ...ألم تصري على جلسة عائلية ...فكيف احضرها أنا ...لو كان لسانك الغبي لم يعقد الدنيا كانت لتصبح خطبة او حتى قراءة فاتحة وكنت سأحضر ...لكن ماذا افعل بحظي الذى رزقني بصديقة متخلفة "
تعالت ضحكاتها على اعتراضات ياسمين الغاضبة ...لتهتف بسعادة وهي تخرج رأسها من الحقيبة ممسكة سماعاتها الوردية لتأخذ الهاتف متجاهلة ثرثرة ياسمين النزقة وهي توصل السماعات وتضع الهاتف بجيب بنطالها الجينز الضيق الذي ترتديه على بلوزة قصيرة تصل لمنتصف الارداف من الشيفون الابيض المبطن بكم قصير وزهور مفرغة على الحواف ..
عدلت من يد الحقيبة على كتفها وأكملت سيرها ناحية مبنى الكلية وهي تقول:
"نعم يا هانم تدللي أنت براحتك بحجة العريس القادم الليلة واتركيني اعاني مع عذاب المحاضرات النهائية ..(لتضحك بود وهي تناغشها) ...لا لن أسجل لك ما سيفوتك هل ستطمعين في عريس ودراسة معا ...يكفيك العاشق هادر واتركي للعوانس المساكين أمثالي عذاب الدراسة "
انطلقت ضحكتها وهي تسمع الهذر الغاضب فتقول مهادنة :
" حسنا ..حسنا اهدئي يا مصيبتي ..اقصد يا صديقتي ...ويقولون انني العصبية الثائرة وانت الهادئة الرقيقة فليأتوا ليسمعوا الرقة ( لتضيق بين حاجبيها وهي تلتقط خروج بعض زملائها من مبنى الكلية فتقول لياسمين) ..انتظري لحظة ياسمين "
واقتربت منهم منادية :
"زياد ..هاجر "
التفت الاثنين لها .. فسألتهم بتعجب :
"الى أين يا اوائل دفعتنا ...منذ متى تزوغان من المحاضرات!! ..أم حصلت معجزة وتأخرتم مثلي ومنعكما الدكتور من الدخول ( لتأخذ هاتفها من جيبها وتنظر لمؤشر الساعة وهي تهز رأسها) لا الساعة لم تصل للعاشرة بعد وهو دقيق بمواعيده "
ابتسما بمودة وردت عليها هاجر مازحة :
"لا يا رؤى ...لم نطرد او نُمنع من الدخول فلسنا كالبعض المعتاد على هذا الأمر و يسعد كلما حدث مخبرا الباقي أنه ارضى ضميره وحضر والخطأ خطأ الدكتور الذى منعه الدخول "
وغمزت لها موضحة أنها تقصد عادتها في التأخر والذى يحرمها الدخول احيانا ..فضحكت رؤى وهي تتجاهل المزحة وتسألها :
" اذا إلى أين ؟"
أجابها زياد بأسلوبه الجاد :
"أعتذر الدكتور شوقي بل كل الاساتذة اعتذروا عن محاضرات اليوم فهناك اجتماع طارئ لمجلس القسم ...لذ قررنا استغلال الوقت والذهاب للمكتبة للبحث عن بعض المراجع ...الامتحانات اقتربت ولم يبق إلا أيام قليلة ...هل تأتين معنا ؟"
هزت رؤى رأسها بنفي وهي تقول ضاحكة وتهشهما بيدها:
"لا ...أي مكتبة ...ألا يكفينا الكتب التي معنا لأبحث عن المزيد ...اذهبا انتما...اذهبا وفقكما الله ..طريقكما أخضر"
ودمدمت حانقة ما أن تركاها:
"أي مكتبة !..هل عقلي سيحتمل المزيد ...انني احشوه بما عندنا بطلوع الروح ...عالم عجيبة حقا (وشهقت متذكرة ياسمين فتعيد السماعة لأذنها منادية ليأتيها صوت ياسمين قائلة ) ...سمعت يا رؤى ..جيد اني لم أحضر ...عموما ساراك غدا ..فلابد أن احضر محاضرة المراجعة لمادة الشو ييي "
ردت رؤى بحنق :
"والله هذا حرام ...غدا اول رمضان ...والاساتذة قرروا جميعا أن يكثفوا المحاضرات بهذا الاسبوع ...كيف سنتحمل ونستوعب مع الصيام والحر!!"
زفرت ياسمين بضيق وهي ترد عليها :
" سيكون الأمر شاقا فعلا ...لكن لا تنسي أن الاختبارات اقتربت ...و سنبدأها بالأسبوع الاخير من رمضان "
هتفت رؤى بقنوط حانق:
"والله هذا ظلم ...لمَ هذا التعنت ونتعذب اخر اسبوع هل جاءت على اسبوع بنهاية الشهر وهناك اثنين اخرين بعد العيد .. كانوا اجلوها كله لبعد العيد وانتهينا"
لم تنتبه رؤى لرد ياسمين وهي تسمع نداء باسمها لتستدير فترى باسم يشير لها وهو يقترب ناحيتها بحماس فقطبت للحظة قبل أن تضرب رأسها بكفها مدمدمة بهمس:
"يا الهي ...الحفلة ...لقد نسيت أن أعتذر له وابلغه اني لن اذهب"
ليأتيها صوت ياسمين سائلا بتعجب:
"ماذا تقولين يا رؤى ...لم أسمع؟؟"
ردت بسرعة لا تريدها ان تلتقط صوت باسم وتبدأ بحملة التأنيب :
"لا شيء سأهاتفك مساءا لأعرف الأخبار سلام الآن"
اغلقت بسرعة دون ان تنتظر ردا بينما يأتيها صوت باسم اللاهث من هرولته ناحيتها:
"جيد أنك تنتظريني هنا ..كنت قلقا ان ابحث عنك طويلا ونضيع الوقت "
تنحنحت بحرج وهي تقول:
"باسم اسمع أنا آس..ـ"
لم يمنحها الفرصة وهو يخرج من جيبه ورقة ملونة يمنحها اياها قائلا:
"ها هي تذكرتك ...لا تتخيلي كم تعبت حتى تحصلت عليها ..لقد ظللت ليومين متواصلين ابحث بكل مكان و عرضت أضعاف الثمن لمن يحضر لي واحدة ..وها هي...وفى الصفوف الأولى ايضا "
لم تمد كفها لأخذها بل وقفت تعض على شفتها محاولة ايجاد صيغة اعتذار فهي حقا تشعر بالحرج ...فتعمد هو تجاهل عدم مدها ليدها واخفى غيظه منها فهو ليس غبيا حتى لا يفهم نيتها على التراجع ...لكنه لن يكون ابن ابيه إن ترك لها الفرصة لتجعله اضحوكة مرة اخرى ..فرسم ملامح البراءة على وجهه وهو يقول بابتسامة :
"أتعرفين الأفضل أن ابقيها معي فبجميع الاحوال سندخل معا ..(قاطع اي كلمات وهو يشير لما خلفها قائلا ) آه ها هي سهر جاءت والبقية قد سبقونا ...فلقد التقينا أمام الباب وأنا تأخرت لأحضركم...لقد اتفقت مع سهر أن تترك سيارتها وتركب معي فأنا اعرف اخلاقك وأنك لن تركبي معي وحدك ...وقد وافقت تحت الضغط والتوسل ...(ليضحك بخبث وهو يضيف )... صدقيني كدت اقبل يدها حتى وافقت "
اقتربت سهر محيية وهى ترمق رؤى بجانب عينيها قائلة بسخرية:
"مرحبا رؤى ...لم أصدق عندما اخبرني باسم بقدومك معنا ...وخاصة وحدك دون توأمتك الحارسة ...كنت أظن أنك لا تستطيعين السير لمكان دون إذن منها .."
انفعلت رؤى وردت بغضب:
"أنا لا آخذ إذنا من أحد وتلك الحفلة أنا.."
ليقاطعها باسم بسرعة:
"توقفي سهر ...رؤى شخصية مستقلة ...وهي بنفسها من اخبرتني انها ستحضر معنا الحفل وأمام صديقتها ..والآن هيا حتى لا نتأخر ...فأنا أعرف أن رؤى سترغب بالعودة مبكرا "
اسرعت رؤى بالقول هاتفة:
"أنا لن استطيع التأخر لابد ان اعود منزلي عصرا لذا من الأفضل أن"
قاطعها باسم مرة أخرى بابتسامة وهو يحثها على السير:
" لا مشكلة إن لم ترغبي بإكمال الحفل للنهاية نحضر جزءا منه ونعود بعدها ...لحسن حظك مطربك المفضل ستكون فقرته هي الأولى ببرنامج الحفل"
وجمت للحظات ووجدت نفسها مجبرة على التحرك وهي تقضم شفتيها بضيق وحيرة وثرثرة باسم تخترق دفاعاتها وهو يصف روعة اختيار موقع الحفل المقام بأحد المنتجعات الراقية بطريق العين السخنة فيبعد عن العاصمة بأقل من ساعتين بالسيارة ..
وما أن وصلت عند سيارة باسم حتى زاد ترددها خاصة وهي ترى سهر تتجه للباب الخلفي قائلة :
"سأركب أنا هنا فأنا ارغب ببعض النوم حتى نصل وسأمدد ساقي براحة بالخلف"
ظلت للحظات مسمرة أمام الباب الأمامي ...ترغب بالتراجع والاعتذار لكن باسم اسرع بفتح الباب ووضع يده على معصمها يحثها على الركوب فسحبت معصمها وهي تنظر له بتحذير ...
تراجع باسم خطوتين للخلف رافعا يديه أمام صدره ببراءة وكأنه يطمئنها بأنه لن يتعدى حدوده معها .. فوقفت للحظات تحدق فيه بشرود والفكرة وعكسها تتصارعان في عقلها .. الحفلة تبدو مغرية وفي مكان تتوق للذهاب له وسترى لأول مرة مطربها المفضل على الطبيعة .. فماذا سيحدث لو قامت بتلك المغامرة السريعة مادامت ستعود في موعد عودتها للبيت؟! ..
قاطعت سهر أفكارها حينما أخرجت رأسها من نافذة السيارة تقول بنزق:
" هل سنذهب أم ماذا ؟. (وأضافت بلهجة ذات مغزى ) أخشى أن نتأخر ولا نستطيع أن نعود قبل العصر .."
فتحت رؤى باب السيارة ببطء و دخلت باختناق ..تسب نفسها تارة ...وتجادل عقلها اخرى بأن الأمر بسيط بضع ساعات معهم بالحفل ..وتعود عصرا دون أن ينتبه أحد وبعدها سترفض اي شيء يجمعها بباسم ...فهي حقا غير مستريحة له ولا لتقرباته منها .
أمالت رأسها على النافذة بشرود لم يجعلها تنتبه لانعكاس صورة هذا الغضب بالمرآه الجانبية والذى حاول الاقتراب من السيارة وعندما فشل تراجع بسرعة ليركب سيارة قديمة الطراز انطلق بها خلفهم.

قبل ساعتين الحارة شقة سيد
كان يتجه ناحية الباب ليخرج فأوقفه نداء أمه واستدار مجيبا:
"نعم يا أم محمود"
سألته بتعجب:
"لماذا تخرج مبكرا هكذا يا سيد ..ألم تخبرني أنك لن تذهب لمعملك اليوم ..وحتى سما لن تذهب لها إلا آخر اليوم لتنهي اجراءات خروجها وتحضرها ( لتضيف بضيق حانق ) حتى أنا رفضت أن اذهب لها بحجة ان لا داعي وأنها ستكون عندي اليوم ..لا أدري كيف يصح أن ندعها وحدها هكذا "
زفر سيد بضيق قائلا:
"يا أمي ارجوك لن نعيد النقاش ثانية...تعلمين أنها ليست وحدها ...فهمس وريهام ...وحتى هند سيقضون معها الوقت حتى موعد المرور المسائي الذى اخبرنا الطبيب أنه سيكتب لها خروج بعده لو وجد حالتها تحسنت ...ثم أن ذهابك سيزيد حالتها سوءا يا أمي"
شهقت أمه وضربت صدره بكفها مستنكرة بغضب:
"ماذا؟! ...ماذا تقول يا ابن بطني!! ...أنا ازيد حالة أختك سوءا "
أغمض سيد عينيه ومسح وجهه بكفه مستغفرا بداخله قبل أن يغتصب ابتسامة وهو يقترب من أمه مسترضيا:
"لا أقصد يا أمي ...لكن أنت طوال جلوسك جوارها لا تكفين عن البكاء والندب حول طلاقها وكلام الناس والجيران ومن قالت ومن ستقول ...والأمر يؤثر سلبا على نفسيتها وصحتها "
انهمرت دموع أمه وبدأت بالانتحاب وهي تقول:
" وهل كذبت يا سيد ..هل كذبت ...ألم تسمع بإذنيك ما يقوله الناس ...ألم تسمع ما قالته العقربة حماتها وأنت تأخذ عفشها من يومين ...وكيف وقفت تشتم وتدعي علينا في الشارع وتفتري على اختك بالباطل متهمة اياها بما ليس فيها ...لم تدع نقيصة إلا وألصقتها بها حتى أنها أدعت أنها أجهضت نفسها عمدا ..( لتزيد في بكائها ونشيجها وهي تندب حظ سما من بين شهقاتها) آه يا حظك المائل يا سما يا بنت فوزية ...يا شماتة الناس بك ...عروس لم تلبس كل اثوابها بعد تطلق ..عفشها الذى لم يمر عليه الحول بعته أنت مستعملا بنصف ثمنه "
زفر سيد بحنق وهو يطالع أمه بمزيج من الغيظ والقنوط ...من ناحية يقدر حالتها ...فالأمر ليس سهلا ...وتلك المرأة أم سمير فعلا عقربة بلسان سام ...ولولا أن أخلاقه لا تسمح له بالتعرض للنساء لكان خنقها على ما فعلته أثناء أخذه لأثاث وحاجيات أخته ...والتي يقسم أنها لولا مفاجأته اياهم بالحضور دون توقع ..وتهديده لها بسجنها هي وابنائها وهؤولا الرجال الاشبه بفتوات رجال العصابات الذين احضرهم سامح لكانت منعتهم من أخذ شيء ودخول الشقة أو حتى بددت حاجيات أخته ...لكنه باغتهم بأسرع مما توقعوا ...ولحسن حظه أن صاحب المعرض الذين اشتروا منه الحاجيات وافق على شرائها ثانية ولو أنه أخذها بنصف ثمنها تقريبا ...لكن هذا هو أعلى سعر استطاع الحصول عليه فحتى لو مر يوم واحد كما قال الرجل فالحاجيات صارت مستعملة.. لذا وافق مضطرا ...فلا مكان لديه لتخزينها... وايضا سما اصرت أن يتخلص منهم واخبرته أنها لا تريد أن تحتفظ بشيء يذكرها بما مرت به ...وطلبت منه بيع كل شيء ووضع الثمن في مشروعه فقرر أن يضيفه على نصيبها عنده مقسما بداخله أن يضاعفه لها من الارباح بإذن الله ...
أفاق من شروده على صوت أمه الذي لا يعرف متى كفت عن البكاء ليجدها تنظر له بغضب قائلة :
"لمَ لا ترد على؟ ...هل سأظل أكلم نفسي ..."
تنهد بفقدان حيلة وهو ينظر لساعته بقلة صبر قبل أن يقول لها :
"أمي أنا لدي مشوار بسيط لن اتغيب أكثر من ساعتين أو ثلاث حسب الطريق ..لقد اتفقت مع ياسر صديقي أن استعير سيارته اليوم لأستطيع اعادة سما بها ... سأذهب لأخذها، وبعدها سأذهب لمشوار صغير وسأعود لأخذك لبيت خالتي ..ألم تقولي أنك ستذهبين للسلام عليها هي وعمي محمد قبل سفرهم الليلة لأداء عمرة رمضان؟...سأذهب معك واسلم عليهم وبعدها سآخذك معي لنحضر سما ونعود للمنزل ...والآن ارجوك دعيني أنزل حتى الحق وقتي "
كانت ستجادله أكثر لولا أنه فتح الباب مسرعا دون أن يمنحها الفرصة واغلقه خلفه ليهبط السلم بسرعة فكاد يصطدم بصباح التي كانت تصعد حاملة بيدها عدة أكياس ..فاعتذر منها قائلا:
"عفوا صباح ...لم أنتبه "
ردت عليه ببشاشة :
"لا تهتم يا استاذ سيد ..هل الحاجة فوق؟ ...لقد أحضرت لها الخضار والدجاج العتاقي التي طلبته لأجل الست سما حتى يرمموا عظامها ...أتم الله شفائها بخير ومنه لله من كان السبب "
هز رأسه شاكرا وتحرك من أمامها بسرعة مغمغما بتحية وداع مبهمة ...وهو يهبط الدرج قفزا .
فك قيد دراجاته التي يركنها بمدخل المنزل وركبها متحركا بسرعة متجها لياسر ليمنحه الدراجة ويأخذ السيارة وبعدها سيذهب للجامعة ..لقد ظل طوال الليل غير قادر على النوم يجادل نفسه بين أن يتجاهل الأمر أو يذهب ولو ليراها من بعيد ...فهو رغم كل ما مر به الايام السابقة وما حدث لسما ..إلا أنها لم تفارق رأسه ...هو فقط يرغب بالاطمئنان عليها ولو دون أن تراه ...بداخله شيء يجعله غير مرتاحا ...ويحثه على الذهاب ...لن يحاول التحدث معها ...فقط سيتأكد إن كانت ستذهب لتلك التي لا يعرف إن كانت رحلة أو حفلة أو ماذا ... محدثا نفسه أنه لو وجدها رحلة ووجد تجمع للطلبة يركبون اتوبيس رحلات أمام الباب كعادة رحلات الجامعة الرسمية سينسحب ...وربما لا يكون هناك شيء ويكون هو من فهم خطأ كعادته معها... لكن عقله لا يهدأ ولا يتقبل الأمر فكيف تنظم الكلية حفلة او رحلة في هذه الايام وغدا رمضان والامتحانات على الابواب؟! ..
وصل بعد فترة لبوابة الجامعة واستطاع بصعوبة ايجاد مكان لركن سيارة ياسر ..ورغم انها ركنها بعيدا عن الباب لحد ما لكن مكانها يتيح له رؤية من يدخل ويخرج .. وقف بجوارها مرتكنا عليها يراقب ساعته تارة والباب تارة أخرى حتى لفت نظره وقوف تلك السيارة الحديثة التي حفظها من المرة السابقة يخرج منها هذا السمج المختال كطاووس يعدل قميصه الانيق بزهو ويرتدي نظارته ذات الماركة العالمية وهو يتحرك داخلا للجامعة ليكز على نواجذه وهو يرى الحرس يحيونه ببشاشة دون ان يحاولوا منعه أو طلب هويته ...ليقف مغتاظا مربعا ذراعه وهو يحدث نفسه ساخرا:
"طبعا من يركب مثل هذه السيارة لن يطلب منه تحقيق هوية بينما لو حاولت أنا الدخول ربما طلبوا مني الفيش والتشبيه وبعدها غالبا ايضا لن يدخلوني "
ظل واقفا لدقائق لم يعد يحصيها وهو يتململ بحنق حتى لمحها تخرج مع صاحب السيارة الفارهة ومعهما تلك الفتاة التي رآها معه قبلا فاعتدل في وقفته بتحفز وهو يلاحظ اقترابه المبالغ فيه منها وميله عليها ووضعه يديه التي سيكسرها على معصمها الذي سيكسره ايضا ...لتتعالى أنفاسه بغضب رغم أنه لاحظ نفورها وابتعادها لكنه كاد يشتعل غيظا خاصة وهو يرى الفتاة التي معهم تركب بالخلف بينما يفتح هذا الوقح باب السيارة لتلك الحمقاء وهو يكاد يلمسها بجسده ليجد قدميه تتحرك ناحيتهم مقسما أن يجذبها من السيارة ويلقنها ما تستحقه ...لكن مجموعة من الطلبة خرجت وقتها واتجهت ناحيته اعاقت طريقة للحظات جعلته يصل متأخرا بعد تحرك السيرة ليسب بغضب ويتحرك مهرولا ناحية سيارته مصرا على اللحاق بهم ...لابد أن يعرف أين تذهب تلك الحمقاء الغبية مع هذا اللزج.

****




رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس