عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-20, 09:01 PM   #872

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن والعشرون
"نعم قااادم"
"كوب شاي في الخمسين هنا يا ذيكو"
"واحد سحلب هنا بسرعة"
"احضر حجرا جديدا للإرجيلة يا ذكيو"
صخب ...صخب ...عشرات الأصوات من حوله لكنه لا يسمع شيئا منها ...
يجلس ساهما ...شاردا ...مهموما ...يتسأل اين اخطأ معها ...يتلاعب به شيطانه مصورا له أنها كذبت لتداري عارا أكبر وأن ما حدث اكثر مما أخبرته ...يغمض عينيه وينكس رأسه لاهيا عن كل ما حوله وهو بانتظار من هاتفه لينظر بعينيه ويسأله عما حدث .. ماذا ... وكيف.... و لماذا؟
يعيده عقله كل بضع لحظات لما حدث قبل بضع ساعات عندما ذهب لزيارة أشرف زوج شقيقة زوجته ليتحدث معه عن بعض الأمور الخاصة بالمشروع الخيرى الذى يديره ...وعندما خرج من عنده سمع صوت بكاء حفيده من الشقة المقابلة التي تقطنها ابنته الكبرى مع زوجها وابن خالتها ليقرر المرور للسلام عليهم ورؤية هذا الشقي صاحب الصوت المزعج واليد المنفلتة التي لا تكف عن صفع وجوههم جميعا ...
ضرب الجرس ففتح له ياسر بوجه ممتعض وهو يحمل صغيره من وسطه كحزمة فجل فابتسم و رفع حاجبه قائلا وهو يسلم عليه:
" لماذا تحمل الولد بهذا الشكل ؟"
أجاب ياسر بحنق وهو يرمي له بالطفل ويسبقه لمنتصف الصالة يلقى بجسده على الاريكة بإنهاك :
"لقد اتعبني واثار جنوني عماه ...لا يريد البقاء ارضا وكلما حملته صفع وجهي ..وعندما حاولت اطعامه القى طعامه على ملابسي وافسد الأرض ( ليضيف بغيظ ) وابنتك المصون تتدلل وتتركه لي بحجة أنها ترغب بالانفراد بشقيقتها دون ازعاج ...منذ أكثر من ساعة وهما تغلقان عليهما باب حجرة النوم وتثرثران تاركين لي هذا المشاغب حتى لم اعد احتمل "
قطب مسعد بتعجب وهو يجلس بجوار ياسر ثم سأله :
" هل رؤى هنا !!...غريب ...لم تخبرني ...تلك الفتاة تحتاج شدة اذن حتى تتعلم عدم الذهاب لمكان دون استئذان حتى لو كان بيت شقيقتها "
رد ياسر بنزق " نعم عماه عاقبها لأنها لم تكتفي بالاستيلاء على تُقى بل حتى لم تقبلا بأن تفتحا الباب لي لأترك معهما هذا المشاغب "
أخذ مسعد يربت بحنان على ظهر حفيده بكف وبالأخرى يحاول ابعاد يده الراغبة بصفعه كترحيب يقوم به مع الجميع بينما يستمع لياسر الناقم وهو يشتكي له بطفولية :
"ألا يكفي يا عماه أنها منذ عدنا من العمل وهي تلقي بمسئولية أشرف لي بحجة صنع طعام الغذاء ...وعندما تعبت منه ذهبت لأمي لتأخذه قليلا فنهرني ابي وقال انه معهما طول اليوم ونحن لم نأخذه إلا قبل قليل وانهما اكتفيا منه لهذا اليوم وعندما عدت من شقتهما وجدت تقى مختفية بغرفة نومنا وتغلقها على نفسها مخبرة اياي ان رؤى معها ويرغبان بالحديث على انفراد ...ساعة وأكثر عماه لا أكلت ولا استرحت ويتركون لي هذا المزعج ...(لينتفض واقفا وهو يقول بنزق) عماه ابقه معك قليلا ...أنا سأذهب لأمي لتطعمني ..هذا حرام والله ...أنا جائع "
نظر مسعد لزوج ابنته الأحمق وهو يخرج ليهز رأسه مغمغما:
"والله ما جمع إلا ما وفق ...انت وزوجتك حلة ووافقت غطائها احمق وحمقاء ..( لم يكد ينهي الجملة حتى فاجأته لطمة صاعقة من كف حفيده على وجهه طرفت عينه التي ادمعت بينما ينظر ذاهلا للطفل المبتسم بسعادة وهو يقول بانتصار ضب ديدو (ضربت جدو) ( ليضيف بسخرية ) ...هل يمكن لمثلهما أن ينجبا إلا طفل متخلف "
زفر بابتسامة وحمل الطفل السعيد بإنجازه على كتفه متجها لباب حجرة نوم ابنته وقبل أن يرفع كفه طارقا سمع ما جعل قلبه ينتفض هلعا.
افاق مسعد من شروده على عامل المقهى يرفع من أمامه كوب قهوته البارد الذى لم يرتشف منه شيئا وهو يسأله بسماجه:
"هل تريد طلبا آخر يا استاذ قهوتك بردت وانت تضعها امامك من ساعة ولم تطلب شيئا آخر "
أومأ مسعد برأسه قائلا بدون تركيز:
"قهوة سادة"
نظر له العامل قائلا :
"لكنك لم تشرب الأولى ربما تريد شيئا آخر "
قطب بضيق وقال بحدة :
"قهوة سادة "
فهز العامل رأسه بلا مبالاة وتحرك دون اهتمام تاركا اياه .. عاد لشروده متذكرا كيف سمع بكاء رؤى بانهيار وهي تخبر شقيقتها عن شخص ما يدعى باسم حاول اغتصابها ...وكيف كاد أن يتمكن منها ..سمع ابنته الصغرى تخبر اختها عن مقاومتها حتى كادت تفقد وعيها لولا اقتحام سيد للشاليه وانقاذها بآخر لحظة ...
تتعالى أنفاسه أمام باب الحجرة وترتعد فرائصه فيفلت الطفل من بين احضانه ينزله ارضا بدون شعور أو اهتمام لمعرفة أين سينطلق زاحفا ...فعقله مشتت و صدره بدأ يؤلمه كأنما اخترقه عمود من نار جعله غير قادر على التنفس بسهولة فأخذ يمسده بكفه دون شعور.. ليبدأ جسده يتهاوى وتفقد ساقيه قدرتها على حمله.. فاستند على الباب..... دون أن يخرج صوتا او يفتح فمه فعقله يدور بجنون متسائل ...اي شاليه ومن باسم وأي اغتصاب ...كيف ..متى... أين ...الم تكن بالجامعة ومن سيد هل هو الذي يعرفه ...
تلتقط أذنه صوت تقى الغاضب وهي تنهر اختها ..لكن يضيع الكثير من كلماتها فلا تصله واضحة من خلال الباب ...ظل يحاول التقاط انفاسه وموازنة جسده للحظات حتى استطاعت قدميه حمله بصعوبة .. لكنه لم يستطع الصبر والتفكير أكثر ليطرق الباب بجنون ...جنون جعله فاقدا للإدراك والرؤية وحتى القدرة على السؤال و الفهم .. فدفع الباب بعنف لحظة أدارت تقى المفتاح بالقفل فلم يهتم بصرختها :
"ماذا تريد يا ياســ"
لم يعي اختفاء صوتها مع تحول غضبها لرعب عندما رأته ولم يهتم بسقوطها ارضا وهو يدفعها بعنف وانفعال وينقض جاذبا الاخرى الممددة على الفراش مرتدية احدى منامات اختها ...
لا يعرف حتى اللحظة ما حدث بالفعل ...لم يكن يشعر بما يفعله إلا حين القت تُقى بجسدها فوقه تسقطه حرفيا على الفراش فوق شقيقتها التي كانت تتلوى بين يديه صارخة بألم تكاد تلفظ انفاسها وهي تبكي وتتوسله وهو لا يسمعها يكاد يقتلها ضربا وصفعا وخنقا دون شعور ...لا يرى إلا اللون الأحمر ...لا يفكر إلا بأنها كادت تنتهك ...تضيع شرفها وشرفه ..أم تراها ضيعته فعلا ؟! ...
ازداد جنون ورعبا ..فدفع بتُقى المتشبثة بكفه تبكي وترجوه التوقف ليلقي بها ارضا ويعود للملقاة على السرير كخرقة بالية ممزقة الشعر دامية الانف والفم ليمسكها من شعرها صارخا بها أن تخبره بما حدث مقسما أن يقتلها في التو إن اخفت شيئا او كذبت ..
انتبه من ذكرياته على كوب الماء وفنجان القهوة الذي يضعه صبي المقهى أمامه سائلا برتابة :
"واحد قهوة سادة ومعها احلى كوب ماء مثلج ..أتريد شيئا أخر يا أستاذ؟"
هز رأسه نافيا دون رد فتركه الشاب مبتعدا.. ليشاهد لحظتها سيد الواقف على باب المقهى ينظر له بارتباك جعله يزداد توجسا فعقد حاجبيه وبادله النظر بحدة بينما يراه يقترب منه بتردد ويجلس امامه قائلا بخفوت :
"السلام عليكم استاذ مسعد ..كل عام وأنت بخير "
ازداد شعور سيد بالقلق عندما لم يجبه مسعد بل ظل ينظر له كما لو كان يحاول اختراق عقله ..فازدرد لعابه بصعوبة ونظر للوجه المتجهم أمامه يشاهد ملامحه المغلقة ونظراته التي اثارت قلقه أكثر و يتساءل إن كان قد علم بما حدث ...ليجيبه عقله ساخرا ..بالتأكيد قد علم فملامحه ونظراته تشي بذلك ..
لكن السؤال هو ..ماذا عرف تحديدا؟! ...ما الذي قالته رؤى؟ ...ولماذا أخبرت أباها ؟...فهو لم يظنها ستخبر أحدا خاصة عندما طلبت منه أن يوصلها لبيت شقيقتها وليس بيتهم مملية له العنوان وسط نشيجها المكتوم ...
أطرق بضيق وحيرة لا يعرف كيف سيجيب على اسئلة الرجل ...ولعن رؤى بداخله على الموقف الذي وضعت نفسها ووضعته فيه.
"سيد"
رفع عينه ناظرا لمسعد ما أن سمع صوته يناديه بخشونة جعلته يزداد وجلا وتوجسا قبل أن يأتيه السؤال الذى توقعه وخشي منه بصوت حاسم رغم خفوته:
" ستخبرني الآن وبالتفصيل كل ما حدث لابنتي اليوم وكيف تواجدت أنت بالصورة.."
أدار سيد وجهه للحظات محاولا استجماع شتات نفسه عالما أن التهرب وادعاء الجهل مناورة لا فائدة منها فعاد بنظراته للجالس أمامه كنمر جريح ...وكم يشعر به وبما يعانيه ...فهو يشعر مثله تماما ليقرر أن يخبره بكل ما حدث دون مراوغة ..
.............



رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس