عرض مشاركة واحدة
قديم 15-06-20, 01:11 PM   #356

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

في المصرف ...

أنتهت مواعيد العمل الرسمية وهم الجميع بالأنصراف فوقفت رضوي مع هاني يتحدثان قليلاً قبل الأنصراف ..لقد قررت أعطاء نفسها وأعطاؤه فرصة للتقارب والتعارف...لم تستطع أن تقبل بخطبة سريعة حتي لاتظلمه ولا تظلم نفسها ...ولكن من أكثر الأشياء التي جعلتها تعطيه فرصته هو هذا الحب والأعجاب الذي تراه في عينيه....
فمن الروائع أن تشعر بأن هناك شخصاً واحداً في هذا الكون يحبك أنت.... دوناً عن باقي البشر...
يميزك أنت.... دونا عن باقي البشر...

يحدث كثيراً ألا نكتفي بمشاعر الحب لشخص بل نريد أن نشعر بالتبادل في المشاعر... فكما تحبه تريد أن تشعر أنه يحبك...وكما تعطيه من مشاعر تريد أن تأخذ منه....وليس لهذا علاقة بتبادل المنافع أو المصالح
بل له علاقة بطبيعة البشر ....
فالأنسان يستطيع أن يعطي ولا يأخذ لوقت طويل ...
الي أن يأتي عليه وقتاً يشعر فيه بأن النهر الذي كان يعطي منه قد جف وليس لديه أي شيء أخر يمكنه تقديمه ..
لأنه للأسف ظل يعطي لسنوات دون مقابل....
وهذا ماشعرت به تجاه فادي ....
كانت تحبه...
وكانت تميزه...
وكانت لاتري غيره ولا تريد غيره ولم تجد أي مُقابل لهذه المشاعر الي أن شعرت أن مشاعرها تجاهه جفت وشعرت بذبول مشاعرها تجاهه....

فجاء هاني في هذا الوقت بالتحديد وشعرت أنه يروي جفاف مشاعرها بكلماته الدافئة ومشاعره الواضحة علي ملامح وجهه...وهذا ماتحتاجه هي في هذا الوقت..
شعرت أنها ربما تستطيع في يوم من الأيام أن تحبه حباً حقيقياً فقط لحبه لها....
قال لها هاني بحماسة واضحة:"حسناً يارضوي ستحضرين زفاف أختي سهي كما أتفقنا وسأعرفك علي أبي وأمي بأذن الله.....ثم أردف بعاطفة واضحة:وبأذن الله العاقبة عندنا المرة القادمة"...
أبتسمت وهي سعيدة بحق لسعادته ...تشعر أنها تنجذب اليه بمرور الوقت
قالت له وهي تهم بالأنصراف:"حسناً أتفقنا ..سأضطر الي أن أتركك الان حتي لا أتأخر....."
أومأ لها برأسه بابتسامة خالصة قائلاً:"لا تنسي أن ترسلي لي رسالة ما أن تصلي"
خرجت رضوي من باب المصرف ولحقت بها علية التي كانت تلاحظ مايدور بين رضوي وهاني منذ فترة وكانت تشعر بالسعادة من أجلهما وتتمني في نفس الوقت أن يرزقها مثلهما ...
خرجتا معا من باب المصرف تسيران متجاورتين بجوار الرصيف فقالت علية بابتسامة عذبة:"جميل الحب يارضوي أليس كذلك؟"
قالت رضوي وهي تنظر الي علية التي تغيرت شكلياً بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة وقالت لها بهدوء:"الحب حين يكون مُتبادل يكون جميل أما حين يكون من طرف واحد يكون أسوء أنواع العذاب..."
نظرت اليها علية بتفكير قائلة :"لديك حق .."
أردفت رضوي بأبتسامة هادئة علي جانب شفتيها:"ولكن هل تعلمين ...أكتشفت مؤخراً أنهم لو خيروني بين شخص يحبني وشخص أحبه لاخترت الذي يحبني .نظرت أمامها وقالت بثقة:الذي يحبني سيضيف لي الكثير وسيتحمل ويفعل من أجلي الكثير وبالتأكيد في يوم ما سوف أحبه...أما الذي أحبه أنا فقط لن يشعربي في يوم من الأيام...الحب من طرف واحد يستنزف مشاعر الأنسان"...
كانت لأول مرة تتحدث رضوي مع علية بهذه الألفة كانت دائما تأخذ منها موقف بسبب فادي...
أما وقد خرج فادي الان من الصورة فعلية في حد ذاتها ليست بالسيئة علي الاقل لم تري منها شيئاً من قبل....
نعم شعرت بالغيرة منها لأهتمام فادي بها....
وعلية لم يصدر منها تجاهه سوي أعجاب لم تترجمه لأي تصرفات أخري ....
تستطيع هي كفتاة أن تلمح نظرات الأعجاب هذه حتي أن لم تكن صريحة ....

وصلتا معا الي نهاية الشارع فقالت رضوي وهي تنظر الي الجانب الاخر من الطريق حيث طريق بيتها:"نتقابل غدا بأذن الله...أراك علي خير"
أبتسمت لها علية وأنحرفت يميناً حتي تستقل المواصلة التي تقلها للبيت .....

خرج فادي من المصرف وأستقل سيارته وما أن أنهي الطريق من الشارع الواقع به المصرف وأنحرف يميناً حتي رأي علية تسير علي جانب الطريق...
خفف سرعته قليلاً وكانت هي تسير أمامه بخطي هادئة ...يعلم أنها تستقل المواصلات من هذا المكان ولكن المحطة قد فاتت وهي لم تستقل أي سيارة أجرة وتسير في هذا الشارع بمفردها وهذا الشارع يكون هادئاً لأنه يقع بين محطتين ..
لا يعرف لماذا سار خلفها ببطء بسيارته...
ربما خاف عليها من هدوء الشارع خاصة وهي بمظهرها الجديد الذي أطلت عليهم به منذ عدة أسابيع ولم تغيره....منذ أخر حديث بينهما حين قالت له فيما معناه أنه لادخل له بها وهو يتحدث معها في أضيق الحدود
ولايتدخل فيما لايخصه....

سار بالسيارة بسرعة تتناسب مع سرعة خطوتها وأقنع نفسه أنه ما أن يجد أن الطريق أصبح مُكتظاً بالناس سيرحل مُباشرة....وتسائل بصوت مسموع حانق:"ماذا تفعل هذه المُختلة لما لم تستقل أي سيارة أجرة؟"...
ولم يكن يعلم أنها تُفكر في كلام رضوي حرفاً حرفاً...
فضلت أن تعود الي منزلها مشياً..
لتعطي لنفسها فرصة للتفكير بهدوء....
"الحب حين يكون من طرف واحد يكون أسوء أنواع العذاب...."
هل ماتشعر به تجاه فادي يسمي حباً؟....
وهل هو من طرف واحد؟؟....
أسئلة لا تعرف أجابتها.... فهي أحيانا تشعر أنه يتقرب منها وأحيانا يبتعد ....
أحيانا تشعر أنه يبادلها نظرات الاهتمام.... وأحيانا تشعر في نظراته باللامُبالاة....
كانت تسير في الشارع الهادئ ونسمات الهواء المُنعشة تُداعب وجهها وتُطير خُصلات شعرها الحريرية ولم تكن مُنتبهة الي الدراجة النارية التي تسير بجوارها ويستقلها أثنين من الشباب العابث الا بعد أن أعترضو طريقها لتصرخ فجأة حين رأت الدراجة تعترض طريقها وقائدها يقول لها بلهجة بذيئة:"أركبي معنا ياجميلة الجميلات ولك ماتريدين وأكثر"....
أجفلت علية وأرتدت للخلف من الصدمة ونظرت حولها الي الشارع الخالي والشعور بالرعب يُسيطرعليها ويجعل أنفاسها تضطرب وصدرها يعلو ويهبط...
ولم تُسعفها حنجرتها للصراخ ..فقد ذهب صوتها وجف حلقها من الرعب
وعلمت في قرارة نفسها أنها النهاية حين دار قائد الدراجة حولها في دائرة وصاحبه الذي يركب خلفه يقول له باستهتار:"يبدو أنها لاتمانع ياصديقي...."
لم تقل الا :"يارب"....قالتها في نفسها ولم يسعفها لسانها ولا حنجرتها لترديدها ولم تكد تتمها حتي وجدت من يأتي من خلفها صائحاً في الشباب بصوت جهوري :"أبتعد عنها يا*** يا*** أنت وهو"

ورغم أن الكلمات كانت تحمل كما هائلاً من التلوث السمعي الا أنها كانت مُمتنة لصاحبها فما أن نظر اليه الشباب وهو يجري باتجاههم ومعه عصا حديدية غليظة حتي أسرعا بالدراجة بسرعة الصاروخ وهذا لم يثنيه عن الجري خلفهما عدة أمتار من شدة غضبه وما أن أستدار حتي أدركت أنه فادي..قد أنشقت الأرض وأخرجته لها في الوقت المناسب...
وقفت هي لاتبدي أي رد فعل سوي الصدمة المُرتسمة علي ملامحها وقبضتها التي تُغطي بها فمها ....
عاد اليها لاهثاً وهو يمسك عصا حديدية طويلة يحتفظ بها دائما في سيارته.... وملامح وجهه يرتسم عليها الغضب الشديد....وما أن دنا منها حتي صاح فيها قائلاً بوجه مُحتقن وهو يشير الي سيارته التي تقف في مُنتصف الشارع:"هيا علي السيارة....."
قالت له بصوت هارب منها ووجه يبدو شاحباً كالأموات:"لن أستطيع أن..."
لم يدعها تكمل كلمتها وصاح فيها بغضب:"قلت هيا علي السيارة"...
سارت أمامه حتي سيارته وأستقلت المقعد المُجاور له في صمت بينما أستقل هو مقعده وطار بسرعة جنونية .....

بعد قليل.....

توقف بالسيارة علي كورنيش النيل بعد أن شعر أنه علي وشك الأنفجار ويريد أن يهدأ قليلاً...
صف السيارة وتوقف ولحسن حظه كان الكورنيش خالياً الا من القليل فاستطاع أن يري النيل مُباشرة من مقعده...
كانت أشعة الشمس تسقط علي ماء النيل بشكل رائع جعل علية تلتفت الي هذه اللوحة الفنية وبالتالي تلتفت الي فادي الذي يُعطيها جانب وجهه فقط بينما نصف وجهه الاخر في اتجاه النيل...
قالت له بعد أن هدأت قليلاً:"أشكرك فادي ...لا أعرف بدونك ماذا كنت سأفعل"...
لم يرد عليها فقالت له بتساؤل:"من أين أتيت ؟....وكيف عرفت مكاني؟؟.وكيف عرفت ماحدث؟؟؟"...
قال بفتور دون أن ينظر اليها:"صدفة ...كنت أسير بالصدفة وشاهدت فتاة تتعرض لما تعرضتي له لأكتشف أنها أنت"....
قالت بارتياح:"حمداً لله علي هذه الصدفة"....
صاح فيها وهو يلتفت بجسده كله حتي أصبح مواجهاً لها مُباشرة ولا يفصله عنها الا سنتيمترات قليلة :"وماذا أن لم أظهر أنا ماذا كان سيحدث؟؟؟....
كنت ستتعرضين لأبشع أنواع الأيذاء وتقفين صامتة"....
قالت بعيون دامعة:"أنا لم أكن صامتة"....
قال بغضب:"بل كنت صامتة ولم تصرخي أو تستغيثي"....
قالت وقد ترقرقت الدموع من عينيها:"لم أجد صوتي....زمت شفتيها حتي تتمالك نفسها ثم أكملت وهي تحاول التحكم في دموعها:منذ أن كنت صغيرة حينما أتعرض لموقف صعب لا أجد صوتي"......
شعر بالشفقة عليها خاصة وهي تبكي هكذا كالأطفال وقال لها بلهجة لينة ولكن مُوبخة:"وعندما نبهتك لمظهرك الجديد ...قلت لي لادخل لك....هذا ماكنت أخاف عليك منه ياعلية....مظهرك هذا مُلفت للغاية وهو من وضعك في هذا الموقف"....
أغضبها أن يلقي كل اللوم عليها وهو كان السبب الاساسي في تغييرها هذا فصاحت فيه بلا تفكير من بين دموعها:"أنت السبب ....في مظهري هذا"
قال لها باستنكار:"ومادخلي أنا في الشعر المُنسدل والملابس المُلفتة؟"....
قالت له بنفس الانفعال:"ألم تقل حينما تكلمت تسنيم علي أستاذة أماني أننا نغار منها وعلينا أن نتعلم منها...وأنها ليس بها غلطة....وأن من تعقص شعرها خلف رأسها يكون شكلها سيئاً"....
بُهت من أنفعالها.. وهجومها.. ودموعها.. وكلماتها..
فقال بصدمة:"أنا لم أقل ذلك"...
قالت بصوت مهزوز :"بل قلت"....
صاح فيها بعدم فهم :"ومادخلك أنت فيما أقوله لتسنيم؟"...
قالت بصوت باكي:"لأنني شعرت أنني قبيحة".....
بُهت للمرة الثانية ولم يستطع الرد وتجمدا هكذا لعدة دقائق ...
يجلسان في السيارة متواجهين لايفصل بينهما الا مسافة بسيطة ...هي تبكي بحرقة وهو قلبه لايتحمل رؤيتها هكذا ولا يعرف ماذا يفعل... ينظران الي بعضهما البعض وكل منهما عينيه تخفي الكثير...
ولأول مرة يدرك أن التقارب بينه وبين أي أمرأة سوي أماني يُشكل خطراً عليه....
بعد فترة من الصمت المُطبق نطق قائلاً بصوت جاهد حتي يبدو مُعتدلاً:"أنت لست قبيحة ياعلية ...والكلام لم يكن موجها اليك .....ولم يكن عليك أن تُغيري نفسك من أجل كلام أي شخص...وها أنت شاهدتي عينة لما يمكن أن يحدث مع البنت بسبب ملابسها وشعرها"...
قالت بصوت ضعيف:"أنا ملابسي مُحترمة"...
قال ليقنعها :"مُحترمة ولكن مُلفتة وتجعل الجميع ينظرون اليك...ربما تستطيعين أرتداءها وأنت مع والدك أو زوجك...ولكن وحدك لايصح".....

صمتت ولم ترد فشعر أنه أستطاع أقناعها فقال لها بجدية:"لما لم تُفكري في ارتداء الحجاب؟...
قالت له وهي تنظر اليه بدهشة:"ماذا؟؟؟"....
قال لها ليقنعها بالحُجة:"ولما لا فهو فرض..الي جانب انك ستعفين نفسك به وتنالين رضا الله...أنا أخوتي الاثنتين يرتدينه ورضوي وتسنيم ترتدينه ولا ينقص من جمالهن شيء .....صمتت وهي تنظر اليه بتدقيق فقال لها وعينيه لا تحيد عن عينيها:فكري في الأمر ياعلية"...
قالت له باستكانة وبنظرة صافية :"حسناً"...
قال لها بلهجة آمرة:"وتشتركي من الغد في سيارة المصرف الخاصة بنقل الموظفين"...
قالت بتململ:"ولكنها تأخذ وقتاً طويلاً أشعر أنها تجوب العاصمة كلها قبل أن تقلني الي بيتي"...
قال بتهكم:"تجوبين العاصمة بسيارة العمل أفضل من أن تجوبينها بدراجة نارية"
مطت شفتيها بضيق ثم قالت له باستكانة:"حسناً"..
نظر اليها وهي مستكينة تنظر اليه بتعبير غريب عليه ...وجهها صامت ولكنه مُعبر ...وشعاع شمس المغيب الخافت يسقط علي وجهها الطفولي فيعطيه جاذبية خاصة....وينعكس علي عينيها فيعطيها بريق خاطف ...وشعرها الحريري يحيط بوجهها وكتفيها بشكل .....

أستفاق من شروده قائلاً لنفسه بتوبيخ :"ماهذا!"
ثم ألتفت أمامه بسرعة وهو يدير السيارة فقالت له بسرعة:"فادي أنتظر ..ثم أشارت الي بائع الترمس الذي يقف أمام الرصيف قائلة بنبرة طفولية:"أريد ترمس ...سأنزل أشتري وأعود فوراً"..
قال لها بتوبيخ :"تنزلي أين بالضبط ..أنتظري ...ثم طلب من الرجل كيساً من الترمس أحضره له وهو في مكانه وانقده حقه وأعطاه لها قائلاً بجدية وهو يُشير اليها بسبابته:"أنا لاأحب أن تتسخ سيارتي ...أي قشر أحتفظي به في يدك حتي نجد سلة قمامة"...
قالت له تطمئنه وهي تضع واحدة من الترمس في فمها:"أطمئن أأكله بقشره"...
قال باستنكار:"تأكلينه بقشره ...ماشاء الله ...حسناً حتي لا أحمل هماً لنظافة سيارتي"..
قالت له:"تذوق واحدة ستعجبك...ثم قربتها من فمه....نظرالي ملامحها الجميلة ويدها التي تمتد له فتناولها منها بيده ووضعها في فمه بصمت وأكلها بقشرها
وأدار السيارة ووضع يده المُتصلبة علي المقود وعينيه لاتحيدان عن الطريق
************
جلست في عيادة طبيب التجميل الشهير الذي تتعامل معه منذ عدة سنوات تنتظر دورها وما أن نطقت المُمرضة أسمها حتي أستقامت من مكانها ترمقها بابتسامة جميلة تمشي بخطوات واثقة مدروسة تتقاطع ساقيها معا في مشية أقل مايُقال عنها أنها مشية مُتقنة...جذابة...
وما أن دلفت الي حُجرة الطبيب حتي استقام لها الطبيب الاربعيني المشهور واقفاً قائلاً بترحاب :"أهلا مدام أماني أنرتي المكان"....
صافحته برقة وجلست علي المقعد المُقابل لمكتبه قائلة بابتسامتها الساحرة:"أهلا بك دكتور عاصم"....
قال لها بجدية:"ماشاء الله وجهك لايحتاج شئ هذه المرة ...هل جئت لتزوريني فقط"...
أبتسمت بسعادة علي كلماته المادحة لها وقالت له وهي تمط شفتيها وتشير الي تحت عينيها:"لا يادكتور عاصم هناك بعض الخطوط الرفيعة التي تظهر حول عيني...
ثم أشارت الي جبتها قائلة بضيق:وهناك بعض الخطوط التعبيرية التي بدأت تظهر بالفعل في جبهتي".....
قال لها ببساطة:"حسناً كلها أشياء بسيطة جداً نستطيع أن نحقنها الان...."
قالت له :"حسناً أنا مستعدة"....
قام الطبيب يعد أدواته في نفس الوقت الذي رن فيه هاتفها فأخرجته من حقيبتها لتجده فادي...
أغلقت الصوت ولم ترد ...
فاتصل بها مرة أخري فعلمت أنه يريدها في أمر هام فردت عليه قائلة:"أهلا فادي كيف حالك"....
قال لها:"أين أنت؟"....
قالت له بلجلجة:"لماذا ماذا حدث؟"....
قال لها بانفعال:"أنا من أسألك؟"...
قالت له :"أنا عند طبيب الاسنان"...
قال لها :"لم تقولي لي.."
قالت بصوت خافت:"أسناني تعبتني فجأة وذهبت بعد العمل مُباشرة "...
قال لها :"هل معك سيارتك؟"...
قالت له:"لا أوصلني السائق وعرفت أني سأتأخر فجعلته ينصرف"
قال لها :"حسناً سأمر عليك ...أرسلي لي العنوان"

أرتبكت أكثر فهو لايعرف أنها تتابع مع هذا الطبيب أو تقوم بأي شيء تجميلي فقالت له بصوت مُنخفض:"حسناً ..سأرسله لك و الي أن تأتي أكون أنهيت وسأنتظرك أسفل البناية"....
أنهت أتصالها وأستعدت لجلستها ولم تكن تعلم أنه في هذه اللحظة علي وجه التحديد يشعر بالتوهان ولا يحتاج الا للشعور بالأمان ...فقط الأمان... أما هو فاتصل بفدوي يطمئن أنها وصلت عند فريدة حيث ستبيت ليلتها عندها
***************



Heba aly g متواجد حالياً   رد مع اقتباس