عرض مشاركة واحدة
قديم 15-06-20, 05:32 PM   #1

فايزة العشري لوزة
 
الصورة الرمزية فايزة العشري لوزة

? العضوٌ??? » 472964
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 393
?  نُقآطِيْ » فايزة العشري لوزة has a reputation beyond reputeفايزة العشري لوزة has a reputation beyond reputeفايزة العشري لوزة has a reputation beyond reputeفايزة العشري لوزة has a reputation beyond reputeفايزة العشري لوزة has a reputation beyond reputeفايزة العشري لوزة has a reputation beyond reputeفايزة العشري لوزة has a reputation beyond reputeفايزة العشري لوزة has a reputation beyond reputeفايزة العشري لوزة has a reputation beyond reputeفايزة العشري لوزة has a reputation beyond reputeفايزة العشري لوزة has a reputation beyond repute
افتراضي لا تكن كباقي البشر * مميزة *


لا تكن كباقي البشر
------------------
كانت هُناكَ زهرةٌ عبيرَها عَطِرْ

يُقَبِّلُ بِتِلاتَها الورديةَ الندى و المطر

يتمـايلُ عودُها معَ الهواءِ يُمنَةً و يُسرَةً

فيُرسِلُ عبرَ الهواءِ عبيرَها
كرسالةِ حُبٍ لكلِّ قلبٍ بهِ الوجَع مُستَتِر

كانت زهرةٌ رقيقةٌ

لَم تَبخَلْ على أَحَدٍ بعِطرِها أو برقَّتِها

أو حنانِ ملمسِها أو بشَكلِها المُزدَهِر

و ذاتَ صباحٍ قبَّلَت الشمسُ جِذعَها و قبَّلَ الندى خدَّها

فازدادَ حُمرَةً و جمالاً ككُلِّ يومٍ و ازدَهر

و مِن مكانِها بينَ الورودِ رأت أحدَ البَشَر

يَسيرُ و على وجهِهِ إمارات الضَّجَر

ثم اقتَرَب أكثَرَ مِن موضِعِها و توقَّفَ هنيهَةً يتأمَّلُ

و يستنشِقُ عِطرَها و عِطرِ صديقاتِها الزهرات العَطِر

اقترب بيدِهِ نحو ورقاتها الوردية هي تحديدًا

و تلمَّس نعومتها و ابتسم ..

شَعَرت بملمَسِ يديه الرقيقة بحنانِه المشتعِل

هل للزهورِ أن تـُحِب ؟

لَم تسمعْ يومًا أنَّ زهرةً من صديقاتِها قد أحبَّت إنسيًا

و لكنها تشعُرُ أنَّها تُحِب

تُحِبُ لمسَتَه الهادئة و حنانَه الظاهريّ

و اهتمامَه بألا يقطِفُ شيئًا من وَرَقِها

كما يفعَلُ باقي البَشَر

اهتمامَه بها وحدها دونًا عن باقي الزهر

ظلَّت تُراقِبُ تحرُكاتِ الأنسيّ الحنون

و جاءَ بجانِبِها و جلَس

و أخَذَ يتحدَّثُ إليها و كأنَّها تفهمَه..

عن أحزانِهِ التي تَقُضُ مضجَعَهُ و بقلبِهِ تستَعِر

حزَنت الزهرةُ لأجلِهِ كيفَ لها أن تُخَفِفَ عنهُ ذلكَ الوجعَ الذي تراكَمَ فوقَ قلبِهِ و اختَمَر ؟

لم تفعلْ شيئًا لهُ غيرَ أنَّها منَحتهُ مَزيدًا من عطرِها

و سمحَت أنْ تلمِسَ يديهِ ورقاتِها الناعِمة فشعرَت لو أنَّها كانت فتاة لكانت تورَّدَ خدَها و التهَب

مِن إثرِ لمساتِه الحنون و حديثِهِ العذب

و رقَّتِهِ التي تنهَمِر

غادَرهَا هذا اليومُ و جاءَها ثانيه

فشَعَرت أنَّهَا فَرِحة و كأنَّها كانت تنتَظِر

عودَتَه لها بحديثٍ مُستَمِر

و استَمرَّ اليومُ وراءَ اليومِ

يأتي و يُسقيها بعذبِ اهتمامِه و كلامِه الجميلِ حينًا أو شكواهُ مِن وجعِ الزمانِ.. كيفَ عليهِ مُنهمِر

كم وَثَقَت بهذا الإنسيّ

و شَعَرت أنَّه مُختَلف عن سائرِ البشَر

لن يخذلَها و يكسَرَ جِذعَها بقَطفِها مِن بينِ صديقاتِها ..مِن بينِ أعشابِها و الخُضَر

-بقلم/فايزة(لوزة)العشري

و جاءَها يومًا كانت سعيدةً بمرآهُ و على وجههِ البُشْر

يا ليتَها تنطِقُ لتُعَبِرَ له كيفَ تُحِبُه

و لَكِنَّها زهرةً خَجِلة..لا قُدرة لها على الكلامِ

أو نظمِ الشعرِ أو نُصحِه بقولِ العِبَر

اقَترَبَ منها و جلَس و ظلَّ يتحدَّثُ كما يفعَلُ دائمًا

و لكنَّهُ هذه المرة تحدَّث بأنَّه لا يُريدُ فراقَها
-قائلاً:
و ما المشكلة إذا قطفتُها و راعيتُها في بيئَتي و بيتي المليئ بالزهر

فأنتِ تختلفين عنْ كُلِّ الزهر

لا أعرفُ ما يُميزك تحديدًا لا أعرفُ ما هو السر

حدَّثها هكذا و لم تنطِقْ بشيئٍ و هل ينطِقُ الزهر ..
و لكن صعَقَها الخَبر

ماذا يقولُ يا تُرى ؟ هل يُنشِدُ تَعويذةَ سِحرٍ سوداء لا قُدرةَ لها على فهمِ ما يجرى و ما يَمُر

أَيُريدُ كسرَ ثقَتِها بعدما ظنَّت أنَّه ليس كباقي البَشَر

فَكَّر بأنانيةٍ فقط لأنَّهُ يُريدُ أنْ يحصلَ عليها كزهرةٍ رائعةٍ مميزةٍ عن باقي الزهر !

و امتدَّت يدَهُ لتقطِفَها

باللهِ لا تفعل

لا تجعلـُني أكرَهُ كلَّ البَشر

و أكُفُّ عن منحِ الرحيقِ و السعادةِ و العِطر

و لا أمنحُكَ أنتَ إلا تُعسًا

بعدما تقطِفُني من تربتي و أجِفُ و أذبُلُ
بعدما افترقت عن أهلي من الورود

ياليتَكَ تسمَعُني

و لكن هذا قولُ نفسي

فليس لديكَ قُدرةً على فهمِ حديثِ الزهر

و اقترَبت يده التي كانت حنونة ذاتَ يومٍ

و حاوَلَت شدَّ عودَ الزهرة

و لكن شوكة من أشواكِها جرَحَت أصبَعِه

و مالَ عودُها في حزنٍ على يَدِه فسقَطت قَطرَةُ

قطرة ندى من ورَقِها على جرحِه و موضِعِ الضَرر

فوقفَ يتأمَلُ قطرة الندى التي تسرَبت على جرحِهِ

بلُطفٍ و شَعَر

أنَّه كادَ يقتلُها ..أهكذا يكونُ الجزاء على رقَّتِها معَه

فحتى بآخرِ لحظة عندما حاولَ قطفَهاx جَرحتهُ بأشواكِها و في نفسِ اللحظةِ داوتهُ بندى أوراقِها
و كأنَّها تبكي على يديه بدمعٍ مُنهَمِر

فاقتَرَبَ منها و استنشَقَ عبيرَها و ذرَف دموعَه العذبة فوقَ ورقاتِها و كأنَّه يطلُبُ الصفحَ منها أنَّهُ لن يكسر عودَها أبدًا و لن يمدَّ يدَهُ إليها بِشَر

فامتصَّت الزهرة دموعَه

و جاءَ النسيمُ مواسيًا

فأمالها على خدِّهِ و كأنَّها تُقبِّلَهُ
قُبلَةَ شُكر

بالفعلِ لم يَخِبْ ظنِّي

ولم تَكُن أنت كباقي البَشَر


- بقلم / فايزة(لوزة) العشري

من مجموعة خواطر زهرة برية





التعديل الأخير تم بواسطة رانو قنديل ; 10-07-20 الساعة 02:45 PM
فايزة العشري لوزة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس