عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-20, 04:57 PM   #84

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


/


الفصل التاسع عشر
البارت الثالث

زياد رص على اسنانه بغيظ : الله يهنيها.

في داره وهو جالساً على الكرسي الموجود "بالجلسه الخارجيه لغرفته " متكتف ، عاقداً حاجبيه ، يحرك قدمه اليسار بسرعة .. غاااارق بالتفكير ، يحاول تشتيت ذهنه عنها لكن لا يستطيع ، لم تحاصره الافكار فقط ! بل حتى الخيال ، الخيال هو ما زاد الأمر سوءاً وزاد مشاعره استياء ، تنفس بعمق حين شعر بالاختنااااق .. عض شفته السفلى بغيظ وهو يبلع ريقه مرة تلو أخرى .
جاءت وهي تجلس بالقرب منه ، وتحديداً بالكرسي المجاور له : فيك شيء ؟
لم يتحدث ولا ينظر إليها حتى بل ظل على حاله .. العبوس يحتل ملامحه .
نايا : اذا في شيء مضايقك تقدر تقول لي .
زياد بعد لحظات من الصمت : كم باقي على ولادتك ؟
نايا تنهدت بخيبة : وجودي معاك هو اللي مضايقك لهالدرجة ؟
سكت زياد ، واكملت نايا : ليش ما تبغى تفتحلي قلبك يازياد ، معقوله ولا يوم من الايام اللي كنت فيها معاي شفعلي عندك ؟
زياد : يسرى انا تعباااااان مالي نفس اتكلم .
نايا قامت من مكانها ووقفت خلفه واضعةً يديها على كتفيه ، تضغط عليهما برقة : حبيبي ايش اللي متعبك ؟
لم يجبها .. نايا انحنت قليلاً هامسه : انت لو بس تطاوعني بترتاح .
زياد : اطاوعك بإيش ؟
نايا وهي تمسح على شعره ورقبته بحب : انت عارف .
اغمض زياد عينيه وزفر : ماا تعبتي ؟ لهالدرجة مصره وعندك امل ؟
نايا طبعت قبلة خفيفة على رقبته : ولا راح استسلم الا لما يرجعلي قلبك ، انت لي .
اسند رأسه على الكرسي , ليس وكأنه لا يريد مطاوعة رغبته في نايا لكنه لم يعد يستطيـــــع , جزء منه يمنعه عن ذلك .

\\

جلست بصمت تنظر إلى الاسفل بإرتباك .. لم يسعه سوى الإبتسام بوِد قائلاً : كيف حالك ميهاف ؟
ميهاف : الحمدلله ..
داني : انتِ بالجامعه صح ؟ ايش تخصصك ؟
ميهاف : لسه مستجده .. انقبلت أحياء .
داني : ماشاء الله حلو .. انا هذي اول سنه لي كمحامي .
لم تعقب على كلامه بل اكتفت بالصمت .. بينما هو يحاول خلق حوار ليتعرف عليها .
بعد لحظات حل الصمت بينهما ، ثم قال : ايش الاشياء اللي تخوفك بالزواج ؟
ميهاف : الزواج نفسه .
داني : كيف يعني ؟
ميهاف شعرت انها قد نالت على فرصة لتقول بحماس : ما أحس إني ابغى اتزوج ، فكرة الزواج بالنسبة لي تخوّف .
داني بإبتسامه لطيفة : هذا الخوف ناتج عن تجربتك اللي فاتت ؟
نظرت إليه لثوان قليلة جداً ثم اخفضت رأسها : يمكن .
داني : بس انا اوعدك إني راح اعوّضك وانسيك خطيبك الأول ، انا مرة ارتحت لك ومن جد أشوف إننا ممكن نكون ثنائي مميّز .. والصراحه مرة كان فبالي موضوع فترة الخطوبة قبل عقد القران بس ماعرفت كيف افاتحكم بالموضوع ، ف الحمدلله إنها جات منك و حسيت ممكن كمان افكارنا تكون قريبة من بعض .... طيب قوليلي ايش شروطك للزواج ؟

عادت إلى غرفتها بعد ان ارهقتها هذه المقابله التي لم تستغرق سوى ساعة واحدة لكنها شعرت بأنها امضت سنه كاملة معه ..
الوقت ثقيل وبطيء جداً . قلبها يعتصر يعتصر يعتصر من فرط الضيـــق ومازال بالها مشغولاً في زياد ماذا يفعل الآن ؟..
ماهذا الحب الذي أصابها فجأة بهذه الكثرة !! لا تنفك عن الشعور بالحب ناحيته والذنب في آنٍ واحد ، لاتنفك عن التفكير به وبما يفعل ، لا تنفك عن التساؤل " هل ما زالت في قلبه ؟ هل يحبها كما تحبه ؟ ام ترك كل هذا خلفه ومضى تاركاً إياها مولعةً به بلاحولٍ لها ولا قوة !!"
تجمعت الدموع بعينيها كما العادة ، هذا الكم من التساؤلات والحب يؤرقها جداً تودّ لو أنها تستطيع سؤاله عن مايشعر ناحيتها الآن ، لعلها تستطيع انصاف نفسها واتخاذ قرارها ..
لكن هيهات ان تفعل ! فتحت هاتفها وتحديداً " ألبوم الصور " ثم على صورته تنظر إليه بكامل ضعفها ، حبها ، اشتياقها واحتياجها له .. نزلت دموعها والشوق يغمرها ، صوته العالق بذهنها وضحكته .. مشاعر فيّاضه اجتاحتها وهي تتأمل وجهه .. عينيه .. أنفه .. شفتيه .. حتى ترتيب حاجبيه وخفة ذقنه .. صوته .. حين تهدأ نبرة صوته بوسط حوارهم ليقول : أحبّك
بطريقة كانت تشعر وكأنه يتلذذ بنطقها لم يكن ينطقها بشكل عاديّ أبداً ..
اشتاقت لصوته الناعس وغضبه اللامنطقي ، غيرته التي يحاول جاهداً إخفاءها لكنها واضحه مهما حاول .. سؤاله الدائم عن شعورها ناحية عثمان !
من كان يتوقع أن القدر يضعه في قلبها بهذا العمق والكثره في وقت قصير جداً .. ازداد بكاؤها حين شعرت أنها بُليت بحب لم يسبق لها أن شعرت به أبداً ..
ازداد بكاؤها وهي تتساءل " لماذا أحبّته بهذا الاندفاع حتى ؟ " لتهمس من بين دموعها بألم : يارب انا لما تألمت من عثمان سألتك إنك ماتعلقني الا بالشخص الصح اللي راح يكون زوجي .. طلبتك ما تزرع بقلبي الا حب شخص راح اكمل معاه عمري ، ياربي لاتعذبني ولا تلومني فيما لا املك .. يارب انا تعبااانه تعبااانه وانت اعلم بشعوري فلا تكسرني يا الله ، يارب اخترلي ولا تخيرني .. يارب ألهمني ودلني .. اهديني وطمني .. يارب ريحني ، اللهم إني لا أملك من أمر الدنيا شيء والأمر كله إليك فاقضِ حاجتي وسخر لي الأقدار ..
ظلت ندعو وتدعو دعوات كثيرة جداً عشوائية .. تصارع حرقة قلبها بالدعاء ..

*****

بالنرويج نهاراً , بالقرب من منزل خالد وبيان ..
وخالد يقف بعيداً قليلاً يتحدّث بالهاتف : ما لقيت فرصة طيب ..
قاطعه صوت انثوي صادر من الهاتف : بس انت وعدتني انك راح تقول لها عني من قبل ما تدخل الغيبوبة حتى .
خالد : بس شوفة عينك الوقت ابداً مو مناسب إني اقول لها عنك , البنت توها صاحيه من الغيبوبة ماصارلها حتى اسبوعين كيف تبغيني أصدمها واقولها عنك !! هذا غير إنها حامل واخاف يصير فيها شيء لاسمح الله وانا والله مو ناقص .
: وبتخليني مجهولة لمتى ؟ خالد انا قلتلك انا ممكن اقول لها بطريقتي بس انت منعتني .
خالد : ممكن تصبري لحد ماتولد وبعدها يصير خير !
هي بغضب : بس بيان من حقها تعرف وانا من حقي برضو انها تعرف , وانا والله ما عاد عندي طولة البال اللي بتخليني أستنى أكثر من كذا .
خالد : صدقيني اول ما احصل فرصه مناسبة بكلمها عنك , لأن حتى أنا مو مرتاح وانا مخبي عليها موضوعك .
هي : تسكتني بهالكلام ؟
على العشب والازهار محيطه بها ، ترتدي فستان اصفر بازهار بيضاء وقبعة القش ، خصلات شعرها تتطاير مع الهواء ، وهي تقلّب بالصور التي وصلتها من طاقم التصوير اللذين احضرتهم لتوثيق حملها ..
نادت خالد بصوت شبه عال : خاااالـــد ترى حتفرج عالصور بدونك ..
اشار لها خالد بأنه سيأتي , وقال للتي بالهاتف : اصبري مو باقيلها كثير وتولد , لا تخربي كل شيء .. انا بقفل الحين وبعدين خير ان شاء الله .
: نشــــوف اخرتها يا خالد .

جلس خالد ليشاهد الصور معها والابتسامة مرتسمه على شفتيه : هنا شكلك يجنن .
بيان : والله ؟ انا حبيت هذي الصورة اكثر الفستان لايق مع الديكور .
خالد : انا شفيني هنا كأني مغصوب .
بيان : ههههههههههههههههههه لأنك من جد مغصوب .
خالد : طيب كان قالولي اعدل ابتسامتي عالاقل ولا يطلع شكلي بايخ كذا ، تخيلي لو بنتنا تشوف الصور لالا احرقي ذي الصورة .
بيان : والله انك تسري بس قال احرق قال .
خالد : موووو حلـــــوة ، مابتحرقيها لا تحطيها بالالبوم طيب .
بيان : اخ بس متى يكتمل الالبوم ، متحمسه .
خالد : هو لسه ما اكتمل ؟؟
بيان : لا طبعاً ولا راح يكتمل ، لسه حوثق شكلها لما تنولد ان شاء الله ، واول سنه وثاني سنه وثالث سنه وحملي الثاني واول سنه وثاني سنه وثالث سنه وحملي الثالث واو.....
قاطعها خالد : ايــــــش الالبوم اللانهائي ذا .. وبعدين انتِ مخططه بين كل طفل وطفل ثلاث سنوات ؟
بيان : ان شاء الله ليش لا .
اعادت الصور للظرف ثم قالت : حبيبي .. كم تتمنى يكونوا عدد اولادنا ؟ لاتقول عشرة لان هذا بأحلامك .
ضحك : اوكِ تسعة .
بيان : هيّا بلا هبالة .
خالد : والله اللي يجي حياه الله مافبالي عدد كم مرة قلتلك !
بيان : بس انا ما ابغى الا 5 او 3 بس .
خالد بتهكم : ليــــــش حرااام ذا الجمال ما يتكاثر أكثر .
بيان بتهكم : خلاص اوك نخليهم عشرين عشان خاطرك .. ماقلتلي ماحدد جابر موعد الزواج ؟
خالد : لا لسه .
بيان : يعني لو كان بعد نفاسي حنرجع جدة صح ؟
خالد : طبعاً .. أصلاً ديمه موصيتني على اشياء من هنا بس ما ادري اشتريه من الحين ولا استنى شوي .
بيان بأسف : صح ايش صار على ديمه ما قلتلي نبراس طلقها ولا لسه ؟
خالد : الا اتذكر قلتلك طلقها من زمــــاان .
بيان : لااا ما قلت اخر شيء قلته لي انه رفض يطلقها عشان مدري عمك ايش يبغى من جابر ورث وما ورث .
خالد : بس بعدها انمسك نبراس بقضية ترويج وعمي طلب من جابر يفزع له ف كان شرط جابر ان نبراس يطلق ديمه وطلقها .. وطلعه جابر بكفاله من السجن وبس انتهى موضوعها .
بيان : يلا الحمدلله انها وقفت على كذا .
خالد : بس صراحة صراحة مدري انصدمت من سالفة الترويج , لأن محد كان يتوقع ان نبراس له بهالسكة والله , لكن سبحان الله .
بيان : احمد ربك دريتوا قبل الزواج مو بعده .
خالد : والله من جد الحمدلله .
بيان بأسف : زواج رواد الأسبوع الجاي وأحس اني مرة زعلانه لأني ما راح احضره ولا حضرت زواج رعد ..
خالد : يا قلبي انتِ بس قومي بالسلامة وراح تحضري زواج حبيبك ريانوووه ان شاء الله اذا خطب العنود .
بيان بضحكه : من جد هذا المهم , الا اقول خالد بقولك شيء بس مدري اذا حتتقبل او لأ .
خالد : قولي .
بيان : صراحة بنت اختي سما حتجي بعد زواج رواد للنرويج .. ف بخليها بالغرفة اللي عندنا عادي ؟
سكت خالد للحظات ثم قال : ليش ؟
بيان : انا قلتلها تجي يمكن تتحسن نفسيتها شويه , وكمان انا طفشانه ابغى احد يونسني بالبيت لما تروح انت للدوام .
ظل خالد صامتاً يفكر ثم تنهد , بيان : بس اسبوعين .
خالد : عادي بس يعني ماني متعود على اهلك ف مدري غريب .
بيان : يا عمري بس اسبوعين ويمكن كمان اقل لأن عندها مدرسة أصلاً , واذا تحس انك ماحترتاح عادي نستأجرلها اقرب كوخ لنا .. ماشي ؟
خالد : انتِ كلمتيها أساساً صح ؟
بيان بضحكه : صراحة ايوه بس يعني قلت اقولك آخذ رأيك بموضوع السكن ..

*****

في جدة الحبيبة ليلاً وتحديداً بالمركز التجاري " السلام مول "
يجلس الثلاثة على طاولة واحدة بالمقهى يلتقطون بعض الصور التذكارية لاطباق الحلوى واكواب القهوة .. أرجوان اخذت كوبها وهي ترتشف قهوتها قائلة : ميهاف قالت مشغوله مع خطيبها ما يمديها .
رند : والعنود ؟
ارجوان : بعد يومين زواج جنى صحبتها بالسكن ف ماهي فاضية ، وغدي ماكلمتيها ؟
رند نظرت حينها إلى ياسمين التي كشرت بوجهها : صاير بينك وبين غدي شيء ؟
ياسمين : ليش هي قالتلك شيء ؟
رند : لا بس لما كلمتها قالتلي ياسمين جايه قلت ايوه ف قالت خلاص ما بجي ، متضاربين انتو ؟
ياسمين : والله هي الغبيه قليلة الادب من البداية قلتلكم ماني مرتاحة لها .
ارجوان : ليش ايش سوت ؟ اتذكرك قبل كم يوم قلتي بتقابليها ايش صار ؟
ياسمين : تخيلوا يا بنات انا قلتلها بقابلها وكانوا معايا بنات عمي وفشلتني فشلتني الله يفشلها ، تخيلوا انا دحين جالسه كدا عالطاولة وظهري عالدرج ما اشوف اللي يطلعوا ووحدة من بنات عمي قدامي ، وانا صراحه قد وريتهم صوركم ف يعرفوا اشكالكم .. المهم شويه الا بنت عمي تأشرلي تقول مو ذي غدي لفيت اطالع يا بناااااات اتوقع انها لااابسه اخس عباية عندها حتى لونها متغير والقماش ما اعرف كيف صاير وربي قهرتني يعني اذا مالها نفس تجي لاتجي بس ماتجي بذا الشكل كأنها مغصوبة ..
رند عقدت حاجبيها : هذا اللي خلاكم تتضاربوا ؟
ياسمين : بالله يعني مو شيء يقهر طالعه تقابلي وحدة وتقابلك بأخس شيء عندها هذا كووم وبنات عمي من الهاي كلاس ومو اي احد بيعجبهم ف بالله هذي شفيها جايه كذا طيحت وجهي .
رند : اقول لايكون قلتي لغدي شيء ؟؟
ياسمين : والله هزأتها صراحه وقلتلها اذا ما كان لها نفس تجي كان ما جات ولا انها تقابلني كذا بعباية كأنها مركونه مليون سنه ودوبها تذكرتها وجات فيها وبعدين احنا جايين كوفي يعني كل العالم كاشخه الا هي ، والله مرة فشلتني .
رند : يااااااااا مريضــــــه ترى غدي على قد حاااالها ماتدري يمكن ماعندها غير هالعباية مو قصدها تفشلك ولا تستقل فيك .
ياسمين : بلا غباء رند واذا على قد حالها مو لازم تشتري عباية غاليه ، ياكثر العبايات اللي بمية ولا ميتين ما بيضرها لو اشترت اثنين عالاقل .. وبعدين ماني فاااهمه معقوله فيه احد ما يغير عبايته كل فترة !!! على الأقل مرتين بالشهر يا بنات .
ارجوان : ياسمين اصابع يدك مو سوا اذا انتِ تشوفي الميه والميتين كأنهم ريالين ف يمكن هي ماااتقدر .
ياسمين : اوفر تراكم ايش اللي ماتقدر على ميه وميتين !!
رند : انتِ الاوووفر تراك حسبالك كل الناس مولودين أغنياء ؟ ولا حسبالك فقراء الواقع نفس فقراء المسلسلات الهابطه عايشين بفلل ؟
ياسمين : بالله لو انها فقيرة كيف جات للمدرسة النموذجيه ؟
رند : عااادي بالترشيح زيي انا وارجوان ، محد فينا جا بفلوسه الا انتِ ، مو معقوله انك هزأتيها عشان عبايتها انتِ حتى ما تدري ايش ظروف البنت ماغير استنتجتي انها مستقله فيك وبس ما سألتيها طيب ؟ ولا كلفتي على نفسك تحطيلها عذر ؟
ياسمين : يوووووه يارند مدري ليش تحسسوني ان الفقراء ما يقدروا يشتروا ولا شيء ويعدين ذي عباااايه عباااايه مافي احد مايقدر يشتري عباية .
ارجوان : والله ياسمين صعب نقنعك بفئة انتِ منتي مقتنعة انهم موجودين اصلاً ، بس معليش انتِ سطحيه ، انتِ كلمتيها تجي واخرتها تقولي انها فشلتك طيب هي ماطلبت منك تعزميها مع بنات عمك الهاي كلاااااس . ياسمين : يعني قصدكم ان انا الغلطانه .
رند : طبـــــعاً غلطااااانه ونص كان احتفظتي برأيك وفشلتك وكلامك لنفسك حرااام عليك مافكرتي ايش بيكون شعورها بسببك ؟
ياسمين زفرت بضيق : خلاص بس قفلوا الموضوع اصلاً هي مو مرة قريبة مني .
ارجوان : انا بسألك انتِ ليش عزمتيها اصلاً ؟
سكتت ياسمين للحظات ثم قالت : بنات عمي بيخطبوا لاخوهم وقلتلهم على غدي وانها حلوة وكذا وبس .
رند : هيا خذلك ماخذه دور الخطابه ، وغدي كانت تدري ؟
ياسمين : لااا ما تدري بس كنت ابغاهم يتعرفوا عليها بس الله يفشلها زي ما فشلتني .
ارجوان : استغفر الله لاتدعي عليها انتِ الغبيه عالاقل قلتيلها انكم ماحتكونوا لحالكم .
رند : حتى لو قالتلها بنات انتو ليش مابتستوعبوا ان غدي انسانه بسيطه على قد حالها !! انتو ماقد شفتوا بيتها صح ؟
ياسمين وارجوان : لا .
رند : ايش اوصفلكم ؟؟ والله عالم ثااااااني ثاني ثاااني بنات انا عارفه يمكن احنا اول ما انولدنا تعودنا على الاحياء الراقيه الحياة المرفهه الناس المأنتكه ، بس غدي غيـــــر انا اصلاً ما كنت مستوعبه ان فيه احد بيننا ممكن يكون كذا ، وبعدين غدي مو قد قالتلك ان اسمها ريم لأنها تدرس بهوية قريبتها اللي توفت !! يعني لك أن تتخيلي وحدة حتى هوية ماعندها كيف بتكون حياااتها ! ماهمك الا نفسك وبرستيجك عند بنات عمك ولا فكرتي بغدي ولا بشعورها ، مافي ولا بنت تبغى تكون اقل من صحبتها لا بشكل ولا بلبس ولا بشيء ، بس انتِ استعجلتي مرة ياسوو .
ارجوان تنفست بعمق ، عندما اجتمعت دموع ياسمين بعينيها بغضب وهي تشعر بإهانة رند لها : ياسو مو قصدنا نزعلك بس حرام اعتذري منها .
ياسمين : والله ما اعتذر ليش اعتذر ؟؟ انا ماغلطت ولا شيء انا ايش دراني عنها وعن حياتها .. واصلاً انا من زمان ما احبها ف خلاص ماتفرق .
رند : مافي حاجه اسمها ماتفرق ...
قاطعتها ياسمين بغضب : خلاص يارند انا جايه انبسط مو جايه اخذ محاضرات .
سكتت رند وتبادلت نظرات صامته مع ارجوان التي ارتشفت قهوتها بهدوء .
مضى بينهما الوقت بشكل غريب هذه المرة ...التوتر يحتل الموقف بينهم ، لا احد يتحدث .. ياسمين غاضبه جداً تحرك قدمها بتوتر .. اما رند لا تريد زيادة الأمر سوءاً .. بينما ارجوان صامته لانهما صامتتان .
قطع هذا الجو المشحون رنين هاتف ارجوان التي بهتت ملامحها للحظات وهي تنقل نظراتها بينهم بعدما نظرت إلى الشاشة .
لتقول ياسمين : لو غدي عادي ترى تردي ما حاكلك .
ارجوان : لا مو غدي .
ياسمين اقتربت قليلاً من ارجوان : مين طيب ؟ ليش ماتردي .
اغلقت ارجوان الخط ثم فتحت الهاتف للحظات تكتب وعادت لاغلاقه ووضعه على الطاولة : محد مهم .
ياسمين : جوونا جد بسألك تحبي احد ، او يعني فيه واحد بحياتك ؟ (وبضحكه ساخره) او وحدة مثلاً , صراحه لك فترة مو طبيعيه .
ارجوان تفاجأت من سؤالها : لا ليش؟
ياسمين : طيب ليش رفضتي تميم ؟ يعني والله كنت اتحاشى اسألك واتدخل بس فيا فضول بعرف .
رند بصدمه : تميم خطبك ؟؟ ولا تقولي يا زفته .
ياسمين بحقد : لانك كريهه محد ناقصته محاضراتك .
رند نظرت لياسمين نظره عابره ..
ارجوان : ماقلت لاني رفضته بس .
رند : ليش رفضتيه ؟؟؟
ارجوان : بنات والله ما عندي سبب ولا فيه احد بحياتي بس الزواج يخوفني .. ماني قادرة اتخيل نفسي متزوجة احس بخوف من الفكرة .
ياسمين : خوف من ايش ؟
ارجوان : ما اعرف اذا تزوجت راح اكون معاه بالبيت لوحدنا ، اذا سوالي شيء محد بيدري ، اذا ظلمني ماعندي احد يوقف معاي ماعندي اخوان ولا اب ، اخاف اني اتزوج واحد يستغل هالشيء ويستقوي علي ، بنات انا ما احس اني اعرف ادافع عن نفسي .
ياسمين : لا والله ان تميم طيّب ما امدحه لأنه اخوي بس من جد كيوت يعني اخواني ماهم كذا ابداً .
ارجوان : ما ادري ما ادري بس نفسياً انا مو مستعدة اتزوج .
رند : هذي فكرتك عن الزواج ؟
ارجوان : يمكن ..
رند : والله مدري احس لا غير الرجال دحين عن زمان ، بالعكس اشوفهم متفتحين وواعين ومثقفين وطيبين نادراً يجي واحد متسلط بعكس اول .
ارجوان زفرت بضيق : اخاف اطيح على واحد عصبي ، اذا عصب ما يعرفني وممكن يمد يده علي ، او يئذيني بالكلام .. مدري والله .
ياسمين : ترى تميم بارد .
ضحكت ارجوان : مو جالسه اتكلم عن تميم ، بس بشكل عام انا شويه متعقدة من الزواج .
رند : طيب اسأليه عن رأيه بالموضوع شوفي وجهة نظره على فكرتك عن الزواج .
ياسمين بإستغراب : انتِ تكلميه ؟
تجمدت ملامح ارجوان وصدمت رند ان ياسمين لاتعلم وشعرت بالإحراج من وضعها لارجوان في هذا الموقف ..
ياسمين كررت سؤالها : تكلمي تميم ؟
رند : مو قلتي خطبها وما وافقت يعني بالله لو تكلمه كان رفضت ؟
ارجوان : شرايكم بعد الكوفي نروح لجرير لاني ما اشتريت شيء للجامعه . رند : خلينا نشتري ملابس اول .
ارجوان : يووه ماخلصنا من الملابس ترى لفينا المول ساعتين .
ياسمين : انا خلصت ما بقيلي شيء .
رند : وانا غبيه الدبش ماخذ عقلي ونسيت اخذ للجامعه .

\\

رن هاتفها عندما اوشكت على النوم .. ردت بإبتسامه : هلا .
هو : كويس صاحيه احسبك نمتي .
ارجوان : بنام .
تميم : تصرفيني ؟
ارجوان : تدري انه موعد نومي لا تستعبط ، غريبة داق .
تميم : ليش ما بتتزوجي ؟
سكتت للحظات : اتصلت عشان تسأل ذا السؤال ؟
تميم : ايوة .
ارجوان : قلتلك الاسباب .
تميم : لا قلتي بتتزوجي بعد سنتين لما تصيري عشرينية ، بس ما كنت اعرف سبب اصرارك عالرفض .. تتوقعي اني ممكن اكون رجولي متسلط بليد ماعندي مشاعر وممكن ااذيك ؟
ارجوان : انا ماقلت كذا .
تميم : وايش قصدك بإنك تخافي انك تتزوجي واحد يظلمك ويستغل موضوع ان ماااالك سند لا اخ ولا اب ، ويكون عصبي ويئذيك .
ارجوان بعد لحظات من الصمت : اهاا هيا ياسمين قالتلك ! طيب انا كنت اتكلم عن الزواج بشكل عام ما قصدتك .
تميم : بس انا اللي خطبتك وانتِ رفضتيني أنا .
ارجوان : تميم ابغى انام خلينا نتناقش بعدين .
تميم : ولمتى بتتهربي ، انا من حقي اعرف !!!! ما ابغى اتأمل فيك واخر شيء انتِ اصلاً تصرفيني يعني حتى بعد سنتين ما حتوافقي !!! لان حضرتك من الاساس متعقدة من الزواج وشايلته من راسك وانا اللي بموتتت واخذك .
ارجوان : تميم بنام .
تميم بغضب : النووووووم مو طاير لاترفعي ضغطي .
قاطعته ارجوان : طيب انت ايش رايك ؟
تميم : رأيي بإيش ؟
ارجوان : ايش فكرتك عن الزواج ؟
تميم : استقرار طبعاً ، وحدة اختارها انا بكاااااامل رغبتي العقلية والعاطفيه وحتى الجسدية ، وحدة اي شيء اسويه لها او معاها اسويه بحب اسويه لاني أحبها واخذتها برغبتي مو لانها زوجتي وبس .. ارجوان ااااخ افهمي انتِ غيــــر غيـــــر انا أبغاكِ انتِ مو اي وحدة وخلاص .
ارجوان : طيب وبعدين ؟
تميم : ايش اللي وبعدين ؟
ارجوان : اذا خف الحب ، إذا تعودنا على بعض إذا انطفا شغفك فيّا كيف راح تعاملني !
سكت تميم للحظات ثم قال بهدوء : ومين قالك ان الحب يخف ؟ اوكِ ممكن نتعود على بعض بس يخف الحب لا ، واذا جا هذا اليوم اللي بنتعود فيه على بعض ف هذا يعني انك صرتي جزء مني من روحي ، تعودت على وجودك بس ما يعني اني أقدر اخليك او آذيك إنتِ تقدري تئذي نفسك لأنك تعودتي عليها ؟ لا .. أرجوااااان .
ارجوان : توعدني ؟
تميم : انتِ مجنونه ؟
ارجوان : ما يهمني بس اوعدني ان ما راح يتغير شيء ولا تتغير نظرتك لي ولا تتزوج علي ولا تحب غيري .. وان اختلافاتنا وخلافاتنا نحلها بالنقاش ...
قاطعها تميم : الوعد بيقطع خوفك وشكك هذا ؟
ارجوان : لا بس بتكون حجه لي عليك ، ثاني شيء ابغى اكلمك بموضوع طالما انت مصرّ انك تتزوجني فلازم تعرفه .
تميم : قولي .
قعدت ارجوان بحيرة : ابوي حي , ياسمين ماتدري .. لورا مو امي امي متوفيه ..
تميم : كيف يعني ؟ اشرحيلي .
ارجوان تنفست بعمق : امي وابوي منفصلين وكنت عند ابوي ، امي توفت من السرطان وقبلها وصت لورا علي ، لورا كانت جارتنا بالشرقيه .. مالك بالتفاصيل بس لورا تبنتني وجينا لجدة .
تميم بدهشه : انتِ حياتك كلها مفاجآت كذا ؟ وبعدين ايش اللي مالي بالتفاصيل ؟ لا ياروحي راح تقوليلي كل تفصيله مفصله بالتفصيل .
ابتسمت ارجوان : بتعرفها من باب الفضول ولا هي راح تفرق معاك بشيء ؟
تميم : تموتي بالاسئلة الملغمه ، بس فضول .
ضحكت : طيب بقولك ...
اخذت تسرد له تفاصيل ماحدث بدءاً من المشاكل الكثيرة بين والديها الى طلاقهما .. الى زواجه من اخرى ، الى مرض والدتها مابعد ذلك وصولاً الى وجودها بجدة .. لكن امراً واحداً لم تذكره إطلاقاً ولاتودّ ذلك وهو أن والدها يتلقى مالاً مقابل وجودها مع لورا ..
تنهدت أخيراً : وبس ، هذا اللي صابني بإكتئاب وخلاني أفكر اروح لبدر .. بس الله لا يسامح بدر السااااافل .
تميم بإبتسامه : ولو انه قاهرني حتى انا بس بالعكس الله يسعده عرفنا على بعض .
ارجوان : بقولك شيء ثاني وماتزعل ، انا حاولت ارفع على بدر قضيه ...
قاطعها تميم بدهشه : اما ! يعني هو تصرفك طبيعي ومتوقع بس انا مدري ليش مصدوم بس ارجوان ...
قاطعته : اعرف انك بتدافع عنه لأنه بالنهاية أخوك ، بس تضمن انه ما حيكررها بغيري ؟ انا ربي ستر علي وطحت بواحد خاف ربه فيني بس غيري ؟ بدر ما ينضمن يا تميم ومستغل وظيفته بدناءة ..
تميم : الصراحه بدر ساحبين رخصته هالفترة وموقفينه عن الشغل لايكون عشان بلاغك ؟
ارجوان : ما اظن لأني مالقيت اثبات ضده لاني ماكنت اروح بمواعيد وما ادري هو وين مودي تسجيلات الكاميرا ف شوي الموضوع معقد .
تميم تنهد : ما اعرف يا ارجوان ...
ارجوان : الموضوع منتهي ياتميم ماهو موضع نقاش بيني وبينك ، بس حبيت اقولك يعني من باب اني ما بخبي عليك شيء .
تميم : طيب ماتخافي ان هالموضوع يكون عائق بيني وبينك ؟ انتٍ اللي سويتيه مو غلط مو غلط انك تبلغي عليه لانه ضرك بس ما ابغى تدخلي بمشاكل مع اهلي ويكون فيه عائق لزواجنا .
ارجوان : ما اعرف يا تميم ، بس احس بقلبي ناااااار من بدر .
تميم : طيب بقترح عليك اقتراح مجرد اقتراح .
ارجوان : قول .
تميم : شرايك اتقدملك مرة ثانية وتوافقي ، ارجوااان على الاقل اذا مشت قضيتك ضد بدر انا اضمنك .
واضمن ان محد يخرب علي .
ارجوان بعد لحظات من الصمت تنهدت : ما بكذب عليك بس إصرارك يوترني (ثم ضحكت) مو متعودة ان احد يشوفني وكأني اخر حبة بالكوكب . تميم : منتي الأخيرة بس أنا ما ابغى غيرك ، انا احس إني صرت اشوف الدنيا منك لاتسأليني كيف .. بس أحب وجودك بحياتي وما ابغى لوجودك نهاية ، يابنت الناس موافقه ولا لا ؟
ارجوان : بشرط .
تميم : اللي هو ؟
ارجوان : بس ملكة وما تحدد الزواج لحد ما احس اني مستعدة نفسياً ...
قاطعها بحماس : مووووواااااافق ان شاء الله اني موافق بس ارجع اكلم ماما دحين ؟؟؟
ارجوان : براحتك .

*****

وضعت يدها على خدها وهي تنظر إليها بإبتسامه : ماعندي شيء والله بس جاني شعور إني ما أبغى الموعد يفوتني .
ضحكت لينا : وراح نجلس نتأمل ببعض كذا ؟
روان : لا جاتني فكرة , خلينا نلعب عندك ألعاب كثيرة بالغرفة وانا صراحة نفسي اجرب لعبة القطار .
ضحكت لينا بشدة : انتِ اكثر وحدة بكل جلسة لازم تدخّل سيرة الألعاب بالموضوع واخيراً عرفت السبب .
روان بضحكه : حاولت اشتري العاب زيك واحطها بغرفتي عشان اشتت أفكاري عن مشاكلي بس أول مادخلت تويز آر آص حسيت نفسي مجنونه وامي استغربت لما رجعت لها بكومة ألعاب فاضطريت أعطيها ولد خالي حمني عشان لاتحسب اني تجننت من جد .
لينا وهي تنظر إلى العابها : والله الألعاب تنسيني من جد خصوصاً ألعاب التركيب والبازل لأنها تخلي عقلي مشغول بالتفكير .
قامت لينا وهي تخرج علبة كبيرة قائلة : تجربي ؟ هذا بازل بمية قطعة شرايك ؟
روان بحماس : يـــلا .
أزاحوا الأثاث قليلاً عن منتصف المكتب ليتسنى لهما تركيب لعبة البازل على الأرض .
فرغت لينا العلبة بالكامل على الأرض قائلة : خلينا نحدد وقت بالجوال اذا ماخلصنا خلال الوقت المحدد خسرنا .
روان : طيب شرايك انا نص الصورة وانتِ النص الثاني اللي تخلص نصها اول قبل ماينتهي الوقت هي الفايزة .
لينا : قــــدام .
ضحكتا الإثنتان على ماتفعلانه .. وضعوا المؤقت على النصف ساعة وبدأتا بالتركيب بحماس وتركيز شديــــد .
بعد مرور ربع ساعة تقريباً من الضحك والتركيب قالت روان : يا غشاشه واضح انك قد ركبتيها صح ؟
لينا : كل ماطفشت لعبتها هههههههههههههههه
روان : والله غش انا اول مرة ماني حافظة الصورة .
انتهت لينا من تركيب آخر قطعة في نصفها : وقفــــــي خلـــــصت انا الفايزة .
توقفت روان : والله غش ماينحسب .. نعتبر متعادلين .
لينا : هههههههههههههههههههه ارضي بالخسارة لا تقاومي .
ضحكت روان ولينا تقول : الخاسر يلم اللعبة ويرجعها للكرتون .
قامت لينا وروان ترمقها بإزدراء : والفايزة تفكر لنا بفعالية ثانية .
لينا وهي تسقي زرعتها التي تضعها بالشرفة : تشربي شاي ؟
روان : اوكِ , وبعدها ؟
لينا : خلينا نتكلم نتعرف على بعض بعيداً عن إيطار العمل .
روان : قامت بعد ان انتهت ووضعت علبة البازل على مكتب لينا وجلست على الأريكة : اوك , بس هل انتِ تعاملي كل المراجعين عندك بنفس الطريقة ؟
لينا بضحكه : حتغاري علي يعني ؟
ضحكت روان : لا مو قصدي بس يعني احس عملك متعب ويحتاج صبر وطولة بال لو انتِ بتجلسي تعاملي الكل بنفس الوتيرة وانهم اصحابك .
لينا : الحقيقة مو كلكم اعاملكم بنفس الطريقة لأن مو الكل يتقبل هالأسلوب .
روان بإستغراب : فيه أحد مايتقبل تكون دكتورته صحبته ؟
لينا : كثير لا تستغربي كثير مرة يعاملوني برسمية على اني بس دكتورة وموعد ويروحوا .
روان : لينا جد ما تتعبي وانتِ تسمعي مشاكل الناس وتحاولي تهوني عليهم ؟ ولا تقدري مثلاً تجادليهم اذا كانت اراءهم خطأ ولا تقدري تستهيني بمشكلتهم .
لينا : ومين قال لك اني ما اتعب , تخيلي انك بوظيفة فكرتها قائمة على انك تمتصي سلبية الشخص اللي قدامك وتحاولي تثبتي له إن الحياة وردية ولازم نعطي الحياة فرصة ونعطينفسنا حب كافي عشان نقدر نعيشها .
روان : مو عشان كذا أقولك أحس دورك صعب , انا لو احد فضفضلي بشيء احس ان حزنه يعديني واجلس شايله همه وافكر بمشكلته وكأنها مشكلتي .
لينا : يمكن عشان كذا كل هالألعاب بمكتبي ؟ عشان ما أفكر كثير خلاص بمجرد مايطلع الشخص من مكتبي أحاول انسى اللي قاله ما افكر بمشكلته كثير .. تدري ايش كانت مشكلتي ببداية ما اشتغلت ؟
روان : ايش ؟
لينا : اني ما كنت متقبله الوظيفة ولا كنت اشوف نفسي فيها وما كان طموحي إني اكون بمجال نفسي أصلاً , كان نفسي أصير مصممة أزياء .
روان : بس انقبلتي بعلم النفس يعني ؟
لينا : أهلي كلهم مجالهم نفسي .. تقدري تقولي كأنها وظيفة متوارثة بعايلتنا ..
روان : اجبروك تتخصصي بعلم النفس ؟
لينا : ما اقدر أقولك اجبروني بس انا بالأساس انقبلت بالتاريخ وبرضو التاريخ ماكان ميولي .. ف أهلي توسطولي وانقبلت بعلم النفس على اساس ادرس عالأقل شيء ممكن افهمه اكثر من التاريخ عشان اجيب معدل حلو واحوّل بس ربي ماكتبلي احوّل , طوال السنوات اهلي حاولوا يقنعوني ان هذا قدري وان أكيد ربي كاتبلي أكمل بذا القسم واساعد الناس , وبس أحس الأيام مرت بسرعة مرة من دراسة وتخرج ووظيفة .
روان : وإلى الآن انتِ مو متقبله الوظيفة ؟



لينا : إلى حدٍ ما تقبلتها وحبيتها مرة خصوصاً لما أشوف إني فعلاً أثرت على شخص تأثير إيجابي وقدرت اساعده يتخطى حواجزه ومشاكله كيف يتخطى مشاعره ويتعامل معها .. (سكتت لثوان وهي تتنهد) الحقيقة صرت أحس إنها ورثي المعنوي الوحيد من بابا الله يرحمه .. ابوي توفى قبل سنه تقريباً وقتها ماكنت قادره آخذ إجازة غير ثلاثة أيام العزا لاني كنت مخلصه رصيد إجازتي السنوية , كنت أداوم واسمع مشاكل الناس وانا نفسي أبكي أبغى أبكي وبس , ذيك الفترة أكثر فترة انضغطت نفسياً فيها , كنت انا بنفسي احتاج معالج نفسي يطلعني من اللي انا فيه من كآبه وسوداوية بس مع الأيّام قررت بما إن مالي مفر من الدوام ف أنا إذا جيت للدوام وزارني شخص , حنسى مشاكلي وحفتح له قلبي واسمع مشكلته بكل حب وتركيز , عشان يمكن إذا ساعدته ربي يساعدني .
روان : وقدرتي ؟
لينا : شهرين وانا كل يوم ارجع البيت ابكي من قوة الضغط النفسي والألم اللي اعانيه بسبب اني اركز بمشاكلهم واعيشها كأنها صارت لي .. طلعت من صدمة موت ابوي لصدمة مشاكل انا ماعشتها واقعياً بس استنزفت مشاعري فيها .. وحسيت ان اللي اسويه غلط ..
روان : كيف تصرفتي يا لينا ؟
لينا : جربت اليوغا .. جربت المهدئات .. جربت العلاجات النفسية والشعبية وكل حاجة وبحثت وبحثت وبحثت لين يئست لأني حرفياً جربت بنفسي كل اللي درسته وتعلمته ولا فاد .. آخـــر حاجه سويتها وياليتها كانت اول حاجه هي اني استمريت على سورة البقرة , كنت يائسة حرفياً بس شفت كثير يتكلموا عن الراحة النفسيه اللي حصلوا عليها من قراءتهم لسورة البقرة ف قررت اقراها .. صراحة استصعبتها بالبداية فكنت بس اسمعها قبل ما انام لحد ماحسيت ان آياتها صارت مألوفه وسهله علي وقرأتها مرة مرتين ثلاث مرات , صح اني بكل مرة أقرأها احس الضيقة تزيـــــد بشكل مجنون واحس اني ابغى اموت من البكا بس ماكنت اوقف كنت استمر وابكي لحد ما ارتاح .. روان ما عدا اسبوع الا وانا احس اني خفيفة روح .. خفيفه خفيفه بشكل ماينوصف , صدري منشرح بشكل فظيع الحمدلله , وابتسم حتى بدون ما احس على نفسي , نشاط وطاقة وايجابية شعورمرة حلو وجديد اول مرة أجربه وبس صرت استمر عليها ومن جد سورة عجيبــــة يا روان والله عجيبـــه .
روان : يعني ما صرتي تفكري ف أبوك ؟
لينا : افكر فيه ومازلت احزن عليه ومازلت اشتاق له وشعور الفقد وارد بس ما اعرف اوصفلك كيف تصير حتى مشاعرك السلبيه هذي تمر عليك بخفه .. انتِ تلقائياً تتقبلي كل تقلبات مشاعرك بدون مقاومة ,, هالة سلام نفسي تحسيها تحصنك طوال الوقت , لازم تحسي بهالشعور بنفسك عشان تفهميني .. روان إذا ضاقت عليك الدنيا فكري ان يمكن ربي ابتلاك بالضيق عشان يشرح صدرك بقربه ويذكرك فيه (تنهدت) احس لو كل الناس حسوا من قلبهم بوجود الله وعظمته راح تخف حدة مشاعرهم وسلبياتهم والله .
روان : هل هذا يعني انك بتقوليلي انه لو كل الناس حسوا بوجود الله واستشعروه ما راح نضطر نزور عيادات نفسية ؟
لينا : لا طبعاً أبداً لأ مو هذا قصدي , كلنا نحتاج مساعدات بشرية وربي اصلاً يسخرنا لبعض , بس بنفس الوقت احس احنا كأشخاص لازم نحس بوجود الله عشان نحس بالأمان , مدري ياروان كيف اوصل لك فكرتي ..
روان ابتسمت : هي وصلت صراحة , وانتِ انسانه من جــــد قوية وصبورة وذكيـــه .. وانا محظوظة اني عرفتك والله .
لينا : ليش تقوليلي هالكلام كأنك تودعيني ؟
روان بضحكه : لا تخافي حتى لو حسيت ان زياراتي لك ماعاد لها داعي حفضل ازورك , وصح نسيت أقولك انا مسافره للنرويج .
لينا : حركـــــات ماشاء الله , دراسه ؟
روان : لالا فترة نقاهه اسبوعين وارجع ان شاء الله .
لينا : مرة حلو تغيري جو , الله يهنـــيك يارب وترجعي أحسن من اول بكثيـــــر .
روان : متحمسه لأني راح اكون بالريف , وراح اتعرف على خالتي .
لينا بضحكه : لا والله من جد حياة جديدة تستناك , بس مو تنسيني !
روان : افا عليك والله .

\\

بأحد صباحات النرويج ..
فتح خالد الباب وهو يحثها على الدخول : تفضلي .
دخلت روان بخجل واستقبلتها بيان بإبتسامة وااااااسعة : رواااان .
ضمتها بحب : الحمدلله على السلامه .
روان : الله يسلمك .
بيان ابتعدت عنها : اخيراً شفتك يا الله مو مصدقه عيوني .. هااا شرايك فيني اشبه مكالمات الفيديو ولا لا ؟
ضحكت روان : احلى بكثيــــر من الفيديو والصور برضو .
بيان : يا روحي والله انتِ الحلوة ومرة حلوة .. تعالي تعالي خلينا نجلس ، ولا بترتاحي اول ؟
روان : لا عادي خلينا نجلس ..
جلست روان بينما بيان ذهبت إلى المطبخ لإحضار الشاي ثم عادت مبتسمه : معليش حضيفك شاهي ماعندنا قهوة عربية .
روان : ههههههههههه ماما ارسلتلك قهوة .
بيان : أيــــوة وصيتها ، لأني وصيت ريان لما كان حيجيني بس سحب علي .
روان : ريان لسه بالنرويج ؟
بيان عقدت حاجبها : رجع من اول .. ما شفتيه بزواج رواد ؟
روان : مدري احسبه لسه بالنرويج .
بيان : الا صح قوليلي كيف كان الزواج ؟
روان : زواج ايش ؟
بيان : زواج جنى ورواد .
روان : اووه ايوة ، والله مرة حلو ياليتك كنتِ بجدة وحضرتي .
بيان : لاااا تحزنيني انا مجرووووحه لأنه تزوج وما حضرت .
روان ابتسمت : عادي عادي صورت اذا بتشوفي .
بيان : خليني اتعرف عليك اول بعدين وريني ، قوليلي مرتاحه عند سما ؟
روان : اكيد هذي ماما .
ضحكت بيان : مو قصدي كذا بس قصدي تأقلمتي بسرعة وو مدري ابغى تحكيني .
روان : امم ايوة الحمدلله تأقلمت بسرعة .. انتِ ماشاء الله كم باقي على ولادتك ؟
بيان : خلاص مو باقي كثير ، يمكن اسبوعين او ثلاثة كذا بس .
روان : الله بتصير عندك نونو .
ضحكت بيان : عقبااالك .
روان : بحياتك ياارب .
اخذتا تتحدثان بمواضيع عدة ، حماس بيان على التحدث لروان جعلت روان ترتاح لها بسرعة وتتحدث معها بطلاقه دون اي رسميات وحواجز . لم يمضِ كثيراً على جلوسهما لشرب الشاي حتى خرجتا للتنزه ..
كانت تشعر روان بإنتعاااش من الاجواء والزرع الذي يحفها ، والورود المنتشره بألوانها الخلابه ..
جلست على ساقيها وهي تلمس أحد الورود : هذي الوردة ايش اسمها ؟ تعرفي ؟
بيان : اتوقع توليب .
روان : مرة حلوة اول مرة اشوفها عالطبيعة .
وقفت وهي تقول : اذا صيفكم كذا كيف جو الشتا ؟
بيان : اووووه لو تجي بالشتا يا روان وتشوفي الشفق القطبي من هنا ، والله سِحر المنظر .

*****

ليلاً في جدة ..
موعدهما الأول ليخرجا سوياً .. التوتر والخوف والريبة وجميع المشاعر تجتاحها في آنٍ واحد هي وافقت للخروج معه إلى مكان عام ، لكن جزء فيها يرفض ذلك وبشدة وجزء آخر يشجعها على ذلك ..
تشعر وكأن روحها انشطرت لنصفين بالتساوي ، نصف يؤيد كل شيء يخص داني ونصف يعارض كل شيء
نصف يدعوها لتقبل داني ، ونصف يذكرها بزياد .. الحيره مؤلمه ومقيته جداً .. اخذت ترتدي عباءتها عندما رن هاتفها بإسم داني ، خرجت من دارها لتسلم على والدتها قائلة بزفير : استودعيني الله يا ماما .
ابتسمت فاديه بأسف ، ألهذه الدرجة تخشى ميهاف ؟ : استودعتك الله يا قلبي .
ثم غادرت ميهااف ..
اخذ داني يمشي بسيارته قاصداً احد المطاعم ، خلال الطريق حاول التحدث إليها مراراً لكن كالعادة اجاباتها مختصره جداً .. بتودد امسك يدها قائلاً : لسه متوترة مني ؟ المفروض خلاص تعودنا على بعض .
سحبت يدها بإرتباك : معليش ينفع ما تتعدا حدودك ؟
داني : يا حبي مسكة يد عادي .. انتِ خطيبتي وان شاء الله فترة وتصيري زوجتي .
شعرت برعشة تسري بجسدها من كلمته " زوجتي " رهبة وخوف ..
داني حاول امساك يدها مجدداً : ولا ايش رايك ؟
حاولت سحب يدها من جديد لكنه شد على قبضته : ميهاف اهدي انتِ لازم تتعودي .
ميهاف والرعب يدب في قلبها : اتعود لما نعقد مو دحين .
داني : ما تفرق وبعدين كلها مسكة يد .. وصراحه بالمطعم انا عزمت اصحابي عشان شويه تاخذي راحتك بس برضو ما ابغى اذا مسكت يدك قدامهم تسحبيها كذا !
صدمت منه ، نظرت إليه بإستنكار : اصحابك ؟
داني : ايوة ، ليش يضايقك انهم حيجوا ؟
ميهاف : يعني بتجلّس اصحابك معانا عالطاولة ؟
داني بإستغراب : ايوة ليش فيه مشكله ؟
سكتت ميهاف لاتدري ماذا تقول ، لا تدري اصلاً لمَ هو مستغرب من استغرابها !!
في المطعم .. بمجرد وصولهم انتبهت ان داني تهلل وجهه بإبتسامه وهو يشير إلى احدٍ ما ، مشيَ الاثنان ناحية الشخص الذي ابتسم ابتسامة اسعة عند اقترابهم من طاولته ووقف يصافح داني : هلاااا بالعريسسس .
ضحك داني : هلا فيك حمزة .
حمزة مد يده لمصافحة ميهاف : هلاااااا ياحلوه انا حمزه ..
ميهاف اوجست في نفسها خيفةً مما يحدث ، لم ترد مصافحته بل تجاهلت يده وهي تخفض رأسها .
داني : معليش هي شويه حياويه ما هي متعودة عليكم ، انا بالقوة تعودت علي .
سحب لها الكرسي لتجلس وجلس بجانبها متسائلاً : الباقيين ماوصلوا ؟؟
لم ينتهي من كلمته الأخيرة الا على اصوات كثيرة صادرة من خلفه : حي الله داني وميهاف ، هلّوووو احنا جينا ، داااااني عاش من شااافك وحشتني .. انتِ خطيبة داني ؟ ماقلتلنا انها حلوة كذا ..
تعلقت عيون ميهاف عليهم بصدمة ، كانوا قرابة الست اشخاص الذين أتوا للتوّ ، ومن بينهم فتاتين واحدة منهم محجبة والأخرى تضع حجابها على كتفيها وشعرها البني المموّج منسدل على اكتافها براحه .. مساحيق التجميل ابرزت جمالهما ، اناقة عباءتهما مُلفته ، الغريب بالأمر كانتا تتحدثان إلى الشبان براحه وكأنهما اصدقاء منذ مدة ..
جلس السته على الطاولة تحدثون يحاولون التعرف إليها لكنها في وادٍ آخر تماماً ، تنقل نظراتها بينهم بصدمة ..
ما الحياة التي ستقابلها وهي برفقة داني إن كانت هذه البداية ؟ لديه أصدقاء وصديقات !! حياتهم حرة بلا قيود .. يتحدثون ويضحكون ، يتلامسون كأن كل شيء يحدث طبيعي ..
الرهبه تحتلها والخوف ، وكأنها في عالم غير الذي تعرف !
قطع افكارها داني وهو يهمس : اشبك مبلمه .
ميهاف بلعت ريقها : احنا حنطول ؟
داني : بدري تسألي دا السؤال دوبنا جلسنا !
ميهاف : انا مو متعودة عالوضع هذا .
داني : عادي لازم تتعودي ، خليني اعرفك عليهم (رفع صوته قليلاً يشير إليهم واحداً تلو الآخر) هذا كمال وهذي ثريا البيست فريند لكمال .
ثريا : الف مرة اقولك أي آم هِز مِستريس .
كمال بضحكه : حبيبتي وصحبتي وكل شيء ليش زعلانه !
داني مكملاً : وهذا نهار ، راشد ، عمار ، وهذي زوجته مشاعل .. وهذا حمزه .
مشاعل : وتقدري تناديني ميشو ..
عمار بتهكم : اذا ناديتيها ميشو ناديني عموري ..
نهار : وانا ايش تناديني ؟ نهّوري ؟؟؟ وراشد رشودي وحمزة حموزي ؟ بالروضه احنا ؟؟
حمزة : قهر ما يمديها تنادي داني على وزن دلعنا .
ليقول داني ضاحكاً : دنوّي .
حمزة : لالا مو حلوة بتغرز البنت عند دلعك .
ضحك الجميع عداها ، هي التي تشعر ان راسها سينفجر من الاستنكار مما يحدث !
كيف كيف يتحدثون هكذا ويجتمعون سوياً هكذا ؟ ألا يغار عمار على زوجته مشاعل ؟ او كمال على ثريا ؟ هل يعني ان حتى داني سيكون مثلهم ؟ بالتأكيد نعم طالما أنه احضرها في موعدهما الاول إليهم ..
شعرت بالإختناق ، هذا الوضع لا يلائمها إطلاقاً ، لا يبدو داني مثل عثمان لكن يبدو أنه نقيض عثمان تماماً !! عثمان غيرته خانقه ، وداني انفتاحه صادم ..
امسك بيدها ونظرت هي إليه ، قال وعيونه على اصحابه : بالله كيف لايقين لبعض مو ؟
الجميع بدأ يبدي رأيه وهم ينظرون إليهما وكأنهما تلفاز .. الخجل والارتباك يقتلانها .. الحر سيطر عليها والارتجاف تمكن منها على الرغم من اعتدال الجو ..
طلبوا ما يشاؤون وبينما هم ينتظرون طعامهم .. كتبت ميهاف لداني : خلينا نمشي بدري ما ابغى اطول اتفقنا ؟
داني : ليش ؟
ميهاف : مو مرتاحه يا داني .
داني : ليش ؟ انا جبتهم عشان تاخذي راحتك !
ميهاف : اخذ راحتي بهذا الخلط ؟ انا ما مداني اتعود عليك تروح تجيبلي 7 اشخاص زيادة ابلم عندهم ! معليش خلينا نطلع من ارومي لأي مكان ثاني ، بس بلييييز داني بدونهم او رجعني .
داني : ماني فاهم ايش المشكله ؟ احد زعلك بكلامه ؟
ميهاف : داني انا مو متعودة على هذا الوضع .. ما عمري جلست مع قروب اولاد وبنات والوضع عااااادي بينهم فاهمني ؟
داني : اهاااا فهمت ، طيب خلينا بس نتعشى وبعدها خير ان شاء الله .

اقترب منها ليقبّل خدها ، لكنها ابتعدت بهلع : دااااني !
داني : حتى البوسه تخوفك ؟
ميهاف : حركاتك هي اللي تخوف يا داني كم مرة قلتلك لا تتعدا حدودك انا خطيبتك مو زوجتك ولا بيننا عقد حتى .
داني : بس حتصيري زوجتي ليش مكبره الموضوع .
ميهاف : لا مو على كيفك يمكن انا ما اوافق !
داني : ما توافقي ؟ ليش ؟ ناقصني شيء ؟ فيه شيء فيا ماعجبك ؟
ميهاف : قلتلك فترة خطوبة عشان نتعرف فيها على بعض ، نتعرررف على طبيعة حياتنا بس الظاهر انها مـــــرة غير ، انت ماتغار ؟
داني : اغار من ايش ؟
ميهاف : انت اذا تزوجتني بتجلسني مع اصحابك كل مرة نجتمع فيها ؟ عادي عندك وعادي عندهم كذا انتو وزوجاتهم مع بعض ومياااانه ..
داني : اغار عليك من اصحابي طبعاً لأ ، محد فيهم راح يشوفك الا زوجتي لاتخافي احنا متعودين على بعض وكأننا اخوان ونحترم بعض ونحب بعض اكيد ما حغار عليك منهم .
ميهاف : بس انا اغار ..
داني بإبتسامه : تغاري ؟ مو كأنه بدري ؟
ميهاف : لا انت مافهمتني ، اقصد اني بشكل عاام غيورة وهذا الوضع ما يناسبني اوك انت تشوفهم اخواتك يمكن بس انا بجلس محروقة طوال الوقت .
اتسعت ابتسامته اكثر وهو يمسح خدها بإبهامه : يا قلبي ميها...
دفعت يده بغيظ : يااااااا داني ...
داني بسرعة : سوري سوري نسيت نفسي ، بس يعني انا عادي اتقبل الغيرة لكن لاتزيد عن حدها وبعدين انتِ اذا تعودتي عليهم بتنطفي غيرتك ناحيتهم لا تشيلي هم .
ميهاف سكتت لاتود جداله لأنها حسمت الأمر في عقلها أصلاً .. اخذوا يمشون قليلاً على الجسروهما يتحدثان ، ظلت متكتفه تمشي بجواره : عاجبك إننا ماشيين كأننا مطلقين واحنا دوبنا مخطوبين !
ميهاف : مطلقين ؟ ليش يعني ؟
داني : احاول امسك يدك ومو راضية .
ميهاف : انت عندك مشكلة مع يدك ؟
داني : انتِ اللي عندك مشكلة مع مسكة اليد ؟
ميهاف : افهم يا انسان انت ما تحل لي ولا انت محرم لي ولا حاجه ، طلوعي معاك من الاساس عشان اتعرف عليك ماهو ديت !!!
ضحك داني على غضبها منه : ديت ؟ طيب ليش لا ؟
ميهاف غضبت أكثر : اسمع بالله انا برجع البيت مصدعه واحس راسي بينفجر من الافكار ..
مشت قبله لكنه امسك بيدها لتقف : لحظه ..
نظرت إليه بضجر : ايش ؟
وفجأة ...
صفعة قوية جعلت احداقها تتسع بصدمه على إثر صوتها
أمسك داني خده هو الآخر بصدمه ينظر إلى صاحب الكف العاقد حاجبيه بغضب شديد قال من بين اسنانه : لا تلمسها طالما هي رفضت انك تلمسها .
ميهاف بصدمه : زياد !
داني بغضب : خيــــــر ايش دخلك انت مين ؟
زياد : لا تلمسها ولا قسماً بالله لا اكسر يدك .
ثم وجه نظراته الحادة لميهاف : وانتِ هذاااااا اللي بتخليني عشاااااانه ؟
لم يكمل كلمته الا وداني يدفعه صارخاً : انت اللي وخر عنها هذي خطيبتي .
ليبدأ بينهم شجار عنيف التم الناس من حولهم ليشاهدوه .. بينما ميهاف اطرافها بدأت ترتجف بخوف .. حاولت ايقافهما وهي تنادي بإسميهم لكن دون جدوى .. ظلت خائفة حائرة مذعورة تراقب شجارهم والناس تتجمهر أكثر فأكثر حتى بدأ بعضهم بالتدخل لإنهاء الشجار : استهدووا بالله يا شباب ..... وخر عنه ..... اذكروا الله ..... يااا هوووه صلوا عالنبي ايش اللي حاصل ...... يا جماعة مايصير ..
زياد وهو يشتم داني وداني يرد الشتائم اضعاف مضاعفة .. فرقوهما عن بعضهما لكن شتائمهما مستمرة .. حاول زياد الافلات من ايدي الشابين اللذان يمسكان به ليلكم داني ، لكنهما امسكاه بشدة : استهدي بالله ..
ما كان من زياد الا ان تفل ناحية داني بقهر : انت ال###### وابن ال######## وا###### ..
ميهاف ودموعها تنهمر على خديها برعب وبلا وعي منها اقتربت من زياد : يا زيـــاد خلاص .
داني ومازال مستمرا في السب : روووح يا##### ماغيرك ولد الـ####### ..
هم زياد به لكن ميهاف وضعت يدها على صدره لإيقافه بترجي : خلاااااااص خلااااااص ..
انزل نظرته إليها قائلاً بغضــب شديد : ليش واقفه عندي روحي عنده شوفيه لا يكون عورته بس , ولا سببتله عاهه مستديمه معليـــــش يعني .
مشى زياد مغادراً المكان ، ماكان منها الا ان تتبعه ليصرخ داني بعد ان قطع شتائمه : انتِ فيـــــــن رايحه !
ميهاف استدارت تنظر إليه بعيون غارقة بالدموع وببكاء : انا آســـفه .
ثم مشت بخطوات سريعة قبل ان تضيع خطى زياد ..

فتح باب سيارته والغضب يملؤه وقف حين رآها تمشي بسرعة نحوه تنادي بإسمه : زياااد .
ازدادت عقدة حاجبيه حين اقتربت منه تلهث ، حتى وقفت عنده : نعم !
ميهاف ببكاء شديد : انت ايش سويت !!
زياد : سوري لا يكون كسرته لك ؟ معليش ماكنت قاصد كان يستاهل اكثر صراحه .
ميهاف : زياااااد .. ليش جيت ؟ ايش جابك .
زياد بصراخ : جااي اكحــل عيوووني فيـــــــك وانتِ معـــــاه يمكن استوعب إنــــــي للمرة المليــــــون حبيت وحـــــدة خلتنــــي اهلِك نفسي عشــــانها واخرتها راحت لغيــــري , جااي اشوووووف مين الوااااو اللي اختارته ميــــــــهاف ووافقـــــت عليـــــه ، جيــــــت اشوفك معاااه عشان اقتـــــــــنع إنــــــي حطيــــــت أملي بالهوا .. اناااااا ضحيت بنفسي عشانك وانتِ !!!!!!! انااا تزوجتهااا كارهها عشااانك بس انا عااااارف انه مو ولــــــدي عاااارف بس تزوجتهااا عشــــــان اقنعك إني مستعـــــد اصلح أغلاطي بس غيري نظرتك لي , تزوجتها عشاااان ما يكون عندك عذر ترفضيني ، بسسسسسس ...
سكت عندما تهدّجت نبرته ، اشاح عنها للحظات يحاول التماسك ، هدأت نبرته جداً وهو يقول : انا ماحبيت الا إنتِ بس انتِ عمرك ما شفتيني شيء ..
همّ بالدخول الى سيارته ، لكنها امسكت بابه قبل ان يغلقه باكيه : زياد .
زياد سحب باب السيارة بقوة واغلقه قائلاً : ارجعيله ، اصلاً انا ما عاد عندي شيء اخسره (نزلت دموعه بلا مقدمات) وابشرك نايا ولدت وإذا يهمك تعرفي إذا كنت الأب فـ لأ , تحاليلنا ماتتشابه .. وماعندي شيء ثاني أقوله لك .
انهارت أكثر بالبكاء : ما طلبت منك تتزوجها أنا .
زياد : ياميهاف وخري عن السيارة بمشي , روحي الله يستر عليك .
ميهاف بعناد : ما رااااح تروح وتخليني .
زياد : مو انا اللي جايبك .. ارجعي لخطيبك .
ميهاف : مالــــي وجه أرجع وانا مخليته وجايه عندك .
مسح على وجهه وعينيه لثوان قليلة لا يعرف ماذا يفعل , ماكان منه الا ان فتح ازرار باب السيارة قائلاً : اطلعي .

قال تعالى : (فَقُلتُ استَغْفِرُوا رّبكُم إنّهُ كَانَ غَفّارا)

كتابة : حنان عبدالله

حرر البارت يوم السبت الموافق :
7-10-1441 هجري
30-5-2020 ميلادي





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس