عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-20, 04:58 PM   #85

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


//



الفصل العشرون
الجزء الأول

بمجرد صعودها وضع رأسه على مقود السيارة وانفاسه واضحة جداً , دموعه تنزل بقهر وغــــيظ .. أفكاره مشتتته يحمل في قلبه عتابات كثيـــــرة لكنه صامت , يشعر أن الأوان قد فات على العتاب حتــــى ..
تنظر إليه وتبكي هي الأخرى بصمت لا تعرف ماذا تقول وهي تراه بحاله هذا , لم يدم الامر سوى بضع دقائق بين حيرة وقلق وتشتتت , رفع زياد رأسه وهو يمسح دموعه ولم يتفوّه احدهما بكلمة .
حرك سيارته ليمضي في الطريق ..
مضى الوقت وهاتفها لم يكفّ عن الرنين بإسم داني , حتى ردت أخيراً : الو .
داني بغضب : ويـــــن رحتي ؟
ميهاف : مشيت من المكان .
داني : كيـــــــف تمشي بدون ما تقوليـــلي ؟؟ ومين المتخلــــف اللي جا تعرفيــه ؟
سكتت ميهاف , ليقول داني : أكلمك أنـــــــا .
ميهاف : ما عندي رد .
داني : والله والله لو ماتفهميني كل شيء ومين المعتوه هذا والله ماراح يحصل خيــر .
سحب زياد الهاتف من يدها واغلقه ورماه بالمقعدة الخلفية دون ان ينظر إليها حتى وعاد لصمته , على الرغم من ضيقها من تصرفه : زيااااد .
علقا في الازدحام المروري , حينها قالت هي بتردد : ما بتقول شيء ؟
ثم اكملت بغضب : أكلمك ما بتقـــول شيء ؟
زياد : سااااكت يعني ما بقـــــول شيء .
ميهاف : وما جيــــت هناك الا عشان تفضحني قدام خلق الله وتجمع الناس علينا وتخلينا فرجه للي يسوى واللي مايسوى !
زياد صرخ بغضب : طــــــول عمرك مو عاجبـــك شيء وتموتي لو ما لمتيني ؟؟ ميهاف قسماً بالله لو ماكملنا الطريق وانتِ ساكته والله لافتري فيك مو مكفيك حارقة دمي و بتزيـــدي علي ؟
بكت قائلة : مو انــــا اللي قلتلك اتزوجها .
صرخ أكثر : وايــــــش كان معنـــــى كلامك .. ايش كان قصدك لمـــــا قلتي ما تبغي لأولادك اخ ولا اخت حراااام ؟؟ إنك ماتبغيني من الأساس صح ؟ وانك أصلاً ما تتخيلي نفسك معايا , وطوااااال الوقــــــت تقولي انك تحبيني واخرتها ماتتخيلي نفسك معايا , بس سبحان الله داني اللي ماتعرفيه ولا يعرفك عادي تخيلتي نفسك معاه وماعندك مشكله تتزوجيه (نزلت دموعه مجدداً) أنـــا أصلاً ليش أحرق نفسي عليك منتي آخر وحدة بالعالم ولا حموت بدونك .. بس مقهــــــووووور إني غصبت نفسي اعيش مع وحدة ما اطيق اشوفها ولا اسمع صوتها عشـــــــان بس اصلّح غلطتــــي وعشان إيـــــش ؟ عشان بس تتغيّر نظرتك انتِ .. وكأن نظرتك مهمه أصلاً ! أصلاً انا حمــــــــار لأن طول عمري ما اعرف اختار اللي تناسبني .. ما اعرف اختار وحدة تحبني زي ما أحبّها بالضبط ..
حاولت تهدئته : زياد طيب اسمعني ..
زياد مكملاً بلا إكتراث : مــــاني فــــاهم إذا إنتِ ماتبغيني لهالدرجة ليش جـــايه ؟ ليش طوال الوقت بوجهي ؟ ليش كل ماشفتيني مع نايا تتضايقي ؟ تحرقيــــني بغيرتك تخليني اسأل نفسي هي ليش تغار ؟ هي اذا تحبني ليش خلتني ؟؟ بس أصلاً أنا ليــــش اتعب نفسي واتكلم وانتِ ماعندك إحســــــاس (ازدادت دموعه بالإنهمار) كان نفسي احس اني اخترت صـــح كان نفسي أحس إنك مقدّره كل شيء سويته عشانك وعلى كل اللي قلتــيه لي بس كان عندي أمل اني اذا تزوجت نايا واقنعتك ان مالي ذنب , حتغيري رأيك بس ...
اختنق بكلامه سكت ولم يكمل من الحرقة , دموعه لم تتوقف عن النزول يشعر أن قلبه يعتصر ويؤلمه .. حاول التوقف على جانب الطريق لأنه لم يعد قادراً على التركيز بالطريق .
وضع رأسه مجدداً على مقود السيارة يحاول التوقف عن البكاء وتمالك نفسه ..
مسحت على زنده بخفه : زياد والله آسفه , أنا آسفه .
اقتربت منه : والله ما كنت متوقعه انك راح تتزوجها عشان تقنعني انا مقتنعه بدون ما تتزوج بس انا كنت ابغاك تطمني إنك ما حترجع لـ...
رفع رأسه بغيظ : ودحين ماكفــــاك ؟ ماتطمنتي لســـه ؟ طيب ليــــش وافقتي عليه ؟
ميهاف : ما وافقـــت .
زياد : لا والله ..
ميهاف قاطعته : والله ما وافقت رفضت أكثر من مرة بس امي ما تبغى تقولهم اني رفضت .. غصبتني اتعرف عليه .
غضب أكثر : مــــافي شيء اسمه انغصبت ؟؟ تستهبلي ؟ ما عرفتي تقوليله طيب انك ماتبغيه ؟ فيه ألف طريقة تقولي فيها انك ماتبغيه .. لا تجلسي تتعذري وتتحججي لا بأمك ولا بغيرها , البلا فيك انتِ ...
عانقته ..
عانقته وهي تبكي بحرقه , رمت بمبادئها ومعتقداتها , وحدودها إلى الهاوية , لا تريـد شيئاً سوى اخماد شعورها بالألم بسبب مايحدث ..
لا تريد سوى الإطمئنان والسكون , قمع هذا الخوف والتوتر المحيطان بهما
كان مصدوماً من عناقها له وانعقد لسانه ..
قالت وهي تبكي بشده : انت ماخلــ ـيتني اعـ ـرف آخذ قرار , انت حتى ما كأنك تشو فني , انت رحت تزوّ جـ ـتها وخليتني , ما كلمـ ـتني ولا قلتلـ ـي ولا شيء , انا كنت خايــ ـفه خاااايفـــ ـه تكون نسيتني , واشوفك كيف تعامـــ ـلها , خــ ـفت إنــ ـك رجعــ ــت تحبّـ ـها ..
دفنت وجهها في كتفه وهي تشهق بالبكاء : والله ما كذبت لما قلتـ ـلك إنـ ـي أحبـك وما نسيتك وما ابغى اعيـش من غيرك.
بادلها العناق , يمسح على ظهرها بهدوء : أنا آسف .
مضى الوقت وهي تبكي وهو يمسح على ظهرها لتهدأ , كانا صامتين تماماً ..
ابتعدت عنه بعد ان استجمعت شجاعتها , لكنها تحاشت النظر إلى عينيه : انا اللي آسفه .
مسحت دموعها وهي تعتدل بجلستها عقدت أصابعها بتوتر .. ابتسم زياد على توترها الواضح جداً مد يده ليمسح دموعها العالقه على اطراف عينيها ثم قال بتهكم : ما برضى الا لما ترفضي داني وتخليني اخطبك .
نظرت إليه لثوان قليلة جداً ثم اتسعت أحداقها برعب : دااااانــــــي !!
نظرت إلى المقعدة الخلفية : انت قفلت جوالي ؟
رفعت جسدها وهي تحاول الوصول إلى هاتفها وسط استغراب زياد : ايوة ليش ؟
ميهاف : لأني حنشنق لو وصل الكلام لماما .
فتحت هاتفها بسرعة وكما توقعت .. رسائل كثيرة جداً من هاني واتصالات من والدتها , توقف قلبها برعب : ايــــش اسوي ! الله يقلعه ايش قالها هذا ..
عاودت الاتصال على والدتها وردت بغضب شديد : ويـــــنك ؟
ميهاف : اخذت اوبر وراجعه .
فادية : وليش جوالك مقفل ؟ وقفتي قلبـــي .
ميهاف : ما انتبهت انه مقفل والله ..
فادية : ايش اللي صار ؟؟ وليش مو داني اللي مرجعك ..
ميهاف : ماما ينفع نتكلم إذا رجعت ؟
فادية : طيب يا ميهاف يصير خير لا تتأخري .
أغلقت الخط وهي تزفر , زياد : ها ايش قلتي ؟
ميهاف : اقول بإيش ؟
امال شفتيه وهو ينظر إليها , قالت بعد ان استوعبت الأمر : اها ايوة , مدري زياد خلي اليوم يعدي على خير لأني مو عارفه الزفت داني ايش قايل لماما , ف خلي اليوم يعدي ونخلص من داني , وبعدها كلم امك .
زياد : والله ؟ وماحتغيري رأيك فجأة ؟
ميهاف : والله .
زياد : وتوافقي ؟
ميهاف : واستخير .
زياد : بدون استخارة أصلاً الرسول قال لا أرى للمتحابين إلا النكاح , إيــــه هنكفر ولا إيه ؟
ضحكت : طيب ممكن توديني للبيت عشان اعرف حعيش لين بكرة أصلاً ولا لأ ؟

بمجرد عودتها قابلتها فادية بتجهم ، استاءت ميهاف وبادرت قبل ان تبادر فادية بالتوبيخ : شفتـــــي ايش ســـــوا داااني انا مو قلتلك ماااا ابغاه قلبي مو مرتااااح له مو متطمنة له وتقوليلي اعطيه فرصه اعطيته فرصه واخرتها كذاااا !!! فاضحني قدام العالم والناس ويتضارب مع خلق الله .. هذا غير انه مجمعني مع اصحابه وصحبااااته يا ماما عنده صحبــــــات ويبغاني اتعرف على اصحاااابه !!
بهتت ملامح فاديه بعدم تصديق ، لكن ميهاف بكت ، ظنتها فادية تبكي من الخوف لكن ميهاف تبكي من فرط توترها ..
فادية امسكت بيد ميهاف : اجلسي قوليلي ايش صااار بالحرف الواحد .
سردت لها ميهاف ما حصل بالتفصيل لكن .. استبدلت زياد بـ شخص مجهول قائلة : واحنا ماشيــن كان طوال الوقت يحاول يمسك يدي وانا ابعده عني ومسكني بالقوة وجا واحد دفه ، شكله كان يحسبه يتحرش فيّا ، وتضاربوا .. خلوا كل العالم تتلم وانا زي الغبيه احاول ابعدهم عن بعض وفوووق كذا خلاااني ارجع لوحدي وهو ما اعرف فين اختفى .. يا ماما ما ابغااااه ما ابغاه حياته غيـــــــر عننا ..
فادية عقدت حاجبيها : اصلاً امه اتصلت واعتذرت وقالت مافي نصيب .
ميهاف : شااااايفه كان سبقتيها انتِ بالرفض ولاا كذا ارتحتي لما جا الرفض منهم !!!
فادية : ما عليك منه بيجيك اللي احسن منه ان شاء الله لا تزعلي نفسك .
ميهاف : ما ابغى تجبريني على احد اذا قلتلك اني مو مرتاحه ف خلاااص لا تجبريني .
فادية : تعشيتي ؟
ميهاف : ايوه , قلتلك رحنا مطعم .
فادية : طيب خلاص روحي غيري ملابسك ولاتفكري بالموضوع ان شاء الله انها خيره .
في غرفة ميهاف اسدلت شعرها على وسادتها براااااحه ، أخيراً تخلصت من هذا الكابوس المزعج ، أخيراً انزاح همها من ناحية داني وزياد أيضاً ، جلست تفكر وهي تسترجع ذكريات ماحدث اليوم .
زادت ضربات قلبها حين تذكرت عناقها لزياد ، لم تندم بالمعنى الحرفي ولكن خالجها شعور بالذنب قليلاً ..
رن هاتفها بإسمه ، ردت بإبتسامه واااسعه : هلا .
زياد : ايش صار ؟ امك ايش قالتلك ؟
ميهاف : ولا حاجه انا حكيتلها اللي صار وقالتلي ان ام داني اتصلت وقالت خلاص مافي نصيب .
زياد : احسن فكه .. يعني اقدر اكلم امي !
ميهاف : متى ؟
زياد : بكرة ولا أقول دحين قبل ماتغيري رأيك .
ميهاف : انت طلقت نايا ؟
زياد : طبعاً اليوم الصباح طلقتها بس باقي اعطيها مؤخرها .
ميهاف : مؤخر ؟
زياد : ايوه هي كانت عارفة اني حطلقها فـ حطت مؤخر مية ألف .
ميهاف : ودامك عارف انك حتطلقها ليش تزوجتها من الاساس او ليش وافقت عالمؤخر !
زياد : يحتاج اكرر الجواب ؟؟؟؟
ميهاف بأسف : زياد محد استفاد من هالزواج غيرها صح ان انا ما خلاني اتأكد اني أحبّك غيرها .. بس انت ايش استفدت ؟
زياد : عادي عشان نفتك من الشك .
ميهاف : انا استاهل كل هذا ؟
زياد ابتسم : دامك حبيبتي اكيد تستاهلي ، يا ميهاف والله ماتعرفي قد ايش أحبّك ، لدرجة اني ... ااه ايش اوصفلك بس .
ميهاف : والله اني آسفه على كلامي اللي فات بس من جد ماتوقعت انك راح تشطح لهالدرجة .
زياد : خلااص ماااتفرق المهم ابغى اليوم اللي تكوني فيه زوجتي يجي بسرعة ( اتسعت ابتسامته ) لأن صراحه حضنك حلووو .
ضحكت بإرتباك : والله ما كان قصدي ما كنت حاسه بنفسي ..
زياد : احلى شـــــيء ، لووو ماتحسي بنفسك دايماً والله بكون محظوظ .
ميهاف : عاااد ماحنرجع نتقابل إلا بعد الشوفة والعقد .
زياد : طيب عمــــري ميهاف والله وحشتيني .
ميهاف : يا مسلم دوبك شايفني .
زياد : ما اقصد على اني شفتك او لا بس كذا وحشتيــــــــــني كم صارلنا ماتكلمنا ؟
ميهاف : اذا كذا حتى انا اشتقتلك .
زياد : بالله بالله كيف عرفتي اني تزوجت نايا وايش حسيتي ؟
ميهاف : عرفت من امك لما زرتها بالمستشفى .. مو لازم تعرف ايش حسيت .
زياد : هيا جد بإيش حسيتي ؟
ميهاف : انت بإيش حسيت لما عرفت عن خطوبتي ؟
زياد : صدااااااااااع وناااار بقلبي ، وكان نفســـــــي امسكك واصفقك اصفقك اصفقــــــــك ولا بيكفيني ، والله كرهتك وحقدت عليك ، مدري بس شعور الله لا يعيده .
ميهاف : يا ســاتر ! بس اوك هذا نفس شعوري لما تزوجت انت نايا مع شعور بالذنب لأني كنت عارفه اني السبب ومازاد شعوري بالذنب الا امك لما طاحت بالمستشفى .
زياد : بكيتي ؟
ميهاف : انت شرايك ؟
زياد ضحك بشدة : اااه ياميهاف كيف خلص هالكابوس وافتكيت منها .
ميهاف : ايش جابت ؟
زياد سكت للحظات يفكر : تدري اني ما ادري !!! كان كل همي بالتحليل وما استوعبت ايش جابت !
ميهاف : وهي حامل ما كنتوا تعرفوا ايش جنس الجنين ؟
زياد : لا كل مرة كانت تروح تكشف يقولولها مو واضح .
ميهاف : ايش حيصير عليها هي والطفل طيب ؟
زياد : ايش دخلني فيها انا اللي علي سويته وخلاص .
ميهاف : صح ماعلينا ، اذا كلمت مامتك قول لي عشان اتجهز نفسياً .

*****

اغمضت روان عينيها وهي تتنفس بعمق : عشان كذا ما بترجعي جده ؟ والله المكان مرة حلو من جد احلى من اللي تخيلته .
بيان : والله ما عوضني عن جده .. بس ان شااء الله بس اولد واخلص نفاسي طيرااان على جدة .
ليلاً عندما انتهت روان من ترتيب ملابسها بالخزانة الموجودة بالغرفة .. جلست على السرير وهي تتأمل ديكور الغرفة الريفي ، اصيصات الزرع المرتبة بالغرفة .. وواحده معلقة بالسقف .
ديكور مريح جداً بالنسبة إلى روان .. قامت وهي تنظر إلى المكتب الخشبي الصغير الموجود في الزاوية .. اخذت تلمس التحف وهي تمشي وصولاً إلى المدفئة الموجودة بالغرفة .. جلست وهي تستكشف المدفئة للحظات ثم قامت تنقل نظراتها إلى الغرفة .. ماهي الا لحظات حتى وقفت على السرير تفتح النافذه بحذر .. ابتسمت وهي ترى النجوم تزيّن السماء ببريقها .
صوت جريان النهر وضوء القمر المنعكس على المياه .. حفيف اوراق الشجر ، ورائحة الزرع المميزة والمنعشه جداً مختلطه برائحة الورد .
نسمات الهواء الباردة تداعب وجهها .. ظلت تحدق من نافذة الغرفة تتأمل جمال المكان ..
لم يمضي كثيراً حتى لاحظت نوراً منبعثاُ من بعيد ، كوخ أيضاً ولكن بعيد .. والنور المنبعث هو نور الفوانيس المعلقة على الباب ..
دخلت واغلقت النافذة على صوت طرق الباب ، نزلت من فوق السرير وفتحت الباب لتجد بيان : تعالي تعشي .
روان وضعت وشاحها على رأسها وخرجت لتجلس معهما على المائدة ..
دارت بينهم احاديث عدة حتى اشارت روان : هذي اللوحة مرة حلوة مين راسمك ؟
بيان اتسعت ابتسامتها : خاالد رسمها .
روان : ماشاء الله ما كنت ادري انه رسام .
خالد : هوايتي الرسم .
روان : حلوة مرة تبارك الله كأنها حقيقيه .
خالد : تحبين الرسم ؟
روان : احب اشوف بس ما اعرف ارسم .
بيان قالت بحماس وكأنها تذكرت شيئاً : خااالد خالد عندنا عدة صيد صح ؟
خالد : اتوقع بالـ...
قاطعته بيان بحماس : شرااايك تطلعها عشان بكرة الصباح نطلع انا وروان نجرب نصطاد بالنهر ..
روان : الله ايش ذي الفعاليات الحلوة .
بيان : اصبري علي والله مسويتلك جدول فقرات وفعاليات فناااانه .
روان بضحكه : وما حتقوليلي ايش الجدول ؟
خالد : انتِ ماعمرك صدتي !
بيان : عادي نتعلم بكرة انا وروان يصير اذاا قدرنا نصطاد شيء حنتغدا عليه ، ولا ما تاكلي سمك ؟
روان : الا عادي .
بيان : خلاااااص اتفقناا وكماان نفطر برا كأننا بنزهه الله تحمست .
خالد : ماشفتيها كيف متحمسه لجيّتك قروشتني شفتي الشتلات اللي حاطتها لك بالغرفة ؟ ترى مشتريتها قبل يومين تقول ماتبغى الغرفة تكون باهته .
روان ضحكت : ياحظي والله يا ليتنا تقابلنا من اول .
بيان : والله من جد احس اني فرحانه لأن عندي بنت اخت أخيراً وفرحانه لأنك بالنرويج .

كل ساعة تمر وانا هنا بالنرويج كانت بمثابة الحلم ، لحظات منعشه جداً ، صحيح أنني اشعر بالخوف من ان وجودي يثقل على خالد وبيان ، لكن قبولهم لي وطريقة تعاملهم اللطيفة جداً وكأنني بالفعل فرد منهم تجعلني أرتاح ..
حماس بيان بالتحدث إلي كل يوم بلا ملل وكأننا على معرفة سابقة ببعضنا البعض ، لم أتوقع أن تكون بيان بهذا اللطف والمرح بسبب ما تقوله عنها تمارا دائماً ، لكن كانت بيان عكس توقعاتي ، مفعمه بالحب والنشاط ، لطيفة جداً ولبقة .. مرحه وودوده أيضاً .
مر يومي الأول بالنرويج من أجمل الليالي ، هذه المرة الأولى التي أنام فيها مبتسمه منذ مدة طويلة ..
لأستيقظ في الصباح التالي على صوت العصافير ، ياااه هل هذا هو صباح الخير فعلاً ؟
بعد الإفطار تحت السماء الصافيه والشمس البارده والهواء العليل ، وأنا ارتدي فستان أحمر بنقاط بيضاء ، اعلم ان الفستان لا يليق بفكرة الصيد لكنني أحببت أن اشعر بشعور فتاة الريف والهواء يداعب فستاني وشعري واعيش اجوائي الخياليه بالواقع .
لم يكن خالد موجوداً لكنه كان قد ترك عدة الصيد بالقرب من النهر قبل ذهابه ..
بعد انتهائنا من افطارنا انا وبيان ، قامت بيان لتجهز سنارة الصيد .. بينما انا اخذت اعيد الاكل الى سلة الخزف ..
قمت لاساعد بيان التي قالت مبتسمه : حاولي انتِ اول وانا بصورك للذكرى ، ولا ما تبي ؟
روان : الاااا لااازم .
بيان : تماام ..
من هذه اللحظه اكتشفت أن بيان جيّدة جداً بالتصوير ، حتى انها اخذت تعلمني كيف اقف بالضبط وما الحركات المناسبة للحصول على صور مذهلة لنفسي .
شعرت للحظات أنني (مودل بجلسة تصوير) لكن حقاً الصور تستحق العناء ..
مرت ساعتين ونحن فقط نلتقط الصور لبعضنا البعض وكأننا نسينا امر الصيد تماماً .. ما تذكرنااه الا عندما شاهدنا سمكه كبيرة تسبح بسرعة داخل النهر ، حينها عدنا لوجودنا الاساسي هنا .. القينا السنارة حتى اهتزت ..
الحقيقة أننا لم نفلح بإصطياد أي شيء فكلما حاولنا رفع السنارة هربت السمكه ..
القيت بنفسي على العشب اضحك بعد ان انهكتني المحاولات : ماراح نتغدى اليوم الظاهر .
بيان جلست بجانبي مبتسمه : عادي نستنى خالد يرجع يصطاد لنا وحدة ، لأني اشتهيت سمك الصراحه من امس افكر فيها .
قعدت روان : يعرف ؟
بيان : ايوة العدة عدته انا بس العب فيها ، واشغل الاسماك .
روان : ههههههههههههههههههه من جد اشغلناهم .
سمعوا صوت خراف صادر من بعيد قليلاً ، روان : صح مو قلتي جارتكم عندها خرفان ؟
بيان اشارت الى اليسار : هناااك سمعتي صوتهم قبل شوي ؟ هذا الوقت تطلعهم هي عشان ياكلوا دحين تشوفيهم ..
وبالفعل لم تمضِ سوى بضع دقائق حتى رأت الخراف ينتشرون في مساحة صغيرة من الأرض ، وقفت بحماس تعدّهم : عشرة كبار ، الصغار كثيــــــر ، الله عندها كلب .. فيه حاجه كمان معاهم ايش هي ؟ كلب برضو ؟
وقفت بيان لترى : مو واضح بس ما اظن كلب !
روان وهي تنظر حولها : ماعندكم جيران ثانيين ؟
بيان : لا للأسف هذي اقرب وحدة بس .
لم يمضِ كثيراً حتى أتت صوفي باسمه : Er dette datteren din sأ¸ster du fortalte meg om? "أهذه ابنة اختك التي اخبرتني عنها ؟ "
ابتسمت روان بالرغم من انها لم تفهم .. بيان بالنرويجيه : Ja, det er Rawan"نعم انها روان" (ثم قالت بالعربيه) روان هذي صوفي .
روان مدت يدها لتصافح صوفي : تشرفنا .
ابتسمت صوفي لانها لم تفهم على روان لكنها قالت لبيان : Du bأ¸r besأ¸ke meg med henne i anledning hennes ankomst, sأ¥ ogsأ¥ barnebarnet mitt Matthew og sأ¸steren Rose kommer om to dager, hva tror du? "يجب ان تزورونني معها بمناسبة قدومها إذاً .. وأيضاً حفيدي ماثيو وشقيقته روز سيأتون بعد يومين ، ما رأيك ؟"
بيان بحماس : Kommer vi til lunsj da, to dager? "هل سنجتمع على وجبة الغداء بعد يومين إذاً ؟"
صوفي : Ja .. Ikke glem أ¥ fortelle Khaled ogsأ¥, alle er invitert "نعم .. لا تنسي إخبار خالد أيضاً ، الجميع مدعو . "
بيان : "حسناً هذا لطف منك . "
صوفي : "هل رأيتم غزالتي الصغيرة ، احضرها ماثيو لي كهدية .. وأيضاً قال أنه سيجلب لي خيلاً" .
بيان : "خيلاً ؟؟ جميل جداً ، اين الغزاله ! "
صوفي اصدرت صوتاً ولم تلبث سوى ثوان حتى اتت الغزالة تركض إلى ان وقفت عند اقدام صوفي التي اخذت تمسح على جسد الغزالة بلطف ، روان وبيان بذهول : "هل استطيع لمسها ؟ "
صوفي : "بالطبع لكن بحذر فهي لم تعتد على الناس بعد ."

\\

بعد أن انتهى اليوم ، وسكن كل شيء من حولها ..
ثارت أفكارها بمجرد أن وضعت رأسها على الوسادةِ لتنام .. اول شيء طرأ في بالها مكالمة رعد ليلة سفرها " عندما كانت نائمة رن هاتفها برقم غريب ، اجابت وهي غير واعيه ومغمضة العينين : همم .
بعد لحظات من الصمت : والله وحشتيني ... روان انتِ نايمه بس انا مو قادر أنام حسي فيّا .. ايش تبيني اسويلك عشان تحسي ؟
ظلت صامته لم تجبه ليس لأنها لاتمتلك رداً بل لأنها غارقه في النوم ..
ابتسم بأسى : نوم العافيه .
استيقظت صباح اليوم التالي بذعر هل ماحدث حقيقه ام اضغاث أحلام ؟ امسكت بهاتفها وهي تبحث بالمكالمات الواردة لتجد فعلاً الرقم الغريب ، تحدث إليها فعلاً ولم تكن تحلم .. قلبها يخفق بشدة لا تتذكر هل ردت ام لا .. وسرعان ما حظرت هذا الرقم أيضاً ."

انقلبت على شقها الايمن وهي تتذكر وجهه في ذلك اليوم ..

" اليوم الذي يسبقه يوم زواج جنى ورواد ، عندما عادت هي إلى الفيلا بعد مكوثها مع الفتيات في الشقه ، لتحضّر نفسها لهذا اليوم المميّز .. الفرحه تغمرها والحماس والتوتر في آن واحد .. الساعة السادسة ليلاً بعد ان انتهت خبيرة المكياج من وضع لمساتها الأخيرة على وجهها ، خرجت روان من الغرفة لتتأكد من أن الخادمة قامت بكيْ عباءتها .. وبينما هي تمشي رافعة يديها لتجفف طلاء الأظافر بكامل زينتها واناقتها وشعرها المموّج وفستانها ذا اللون البنفسجي الفاتح ، مكياجها الذي زاد انوثة ملامحها ورقته .. عذوبة وجهها وابرز براءتها .
رأت الخادمه هي ترفع عباءتها لتعلقه بعد ان قامت بكيّه ، روان : كويتي الطرحه ؟
الخادمه : يس .
روان : يعطيك العافيه .. صح صندلي تعرفي فين حطيته ؟ نسيت انا فين خليته .
الخادمه : لينور ودي غرفة سينيور روان .
روان : اووه صح انا قلتلها ..
استدارت لتعود إلى دارها لكنها فوجئت برعد وهو يخرج من داره ، نسيت أمره تماماً ولم تتوقع أن يكون هنا اليوم ..
حاولت الهرب لكنها وقفت ببلاهه لاتدري ما الذي كانت تبحث عنه بالضبط او إلى اين كانت ستذهب ..
سمعته يقول : تحصني .
خفق قلبها بشدة وهي تشعر انها اضاعت عقلها وكأنها فقدت الذاكرة لم تعد تعلم ماذا تفعل .
شعرت بإقترابه منها إلى أن اصبح أمامها ، ظل ينظر إليها للحظات جعلت وجهها يحترق من نظراته قال بعدها مبتسماً : ناويه تخربي على جنى انتِ ؟
اشاحت عنه بربكه ، واخذت تعصر اصابعها لكنها شهقت بفزع وهي تنظر إلى اصابعها التي تلطخت بالطلاء : يوووووووووووه .
امسك بيدها قائلاً بتهكم : اصلحه لك ؟
جرت يدها بقوة : مو وقتك .
ذهبت عنه بسرعة لتعيد طلاء اظافرها ..
عرض عليها إصلاح طلائها كتذكير لها بأنها كانت تحاول جاهدة تعليمه كيف يضع لها طلاء الاظافر وتصفيف شعرها لكنه رفض ان يكرر تصفيف الشعر بالاستشوار قائلاً : يتعّب جيبي شيء اسهل .
ف ماكان منها الا ان تحاول تعليمه كيف يضع الطلاء لاظافرها ، على الرغم من انه لم يفلح بالامر الا أنها كانت تجعله يضعها لها في كل مرة املاً بأن يتعلم ."

نظرت إلى اصابعها وانفاسها ثقلت والذكرى تمر في رأسها ..

"آخر مرة زارت فيها عائلته معه كان قد وضع لها طلاء اظافرها بطريقة مزرية جداً ، روان بإستياء : يارعد متى بتتعلم ؟ تعبتني .
رعد : بالله مو حلو ؟ بالعكس احسن من كل مرة بس انتِ مدلعه .
روان : لا ياشيخ شوف من هنا طالع على جلدي ، وهذي الجهه اغمق من هذي ، وكل اصباع درجة ماشاء الله .
رعد : ايش اسويلك انتِ الا مصرّه تبغيني احطلك .
روان : لأني ما اعرف احط بيدي اليمين .
قبّل اصابعها واحداً تلو الآخر ثم قال : خلاص صاروا حلوين .
روان زمت شفتيها : تستهبل ؟ يعني كذا ترقع اللي سويته ؟
رعد : ليش ما نفع ؟
ابتسمت : إلا ..."

تساقطت دموعها على الوسادة ، ودت لو أن الأيّام بقيت على ماهي عليه ، وأنها صادفت قلبه خالياً لعل حياتهما كانت اجمل ! اما الآن فتشعر أن كل طرق الرضى مغلقه ، لاشيء يشفع .. لو حاولت التحجج بالأيام الجميلة بينهما فلا شيء ينسيها أنه حتى بتلك الايام كان متزوجاً من سهام أصلاً ..
ضمت قبضة يدها إلى صدرها تبكي ، كيف ستتخطى حبّه ! كيف ستنساه حقاً ؟ هل ستتكفل ذكريات النرويج بمحو ولو جزء بسيط من ذكرياتها معه !

*****

على شاطئ البحر يمشيان , تشرب قهوتها المفضله وهي برفقة شخصها المفضّل , تشعر بانها تعيش أسعد لحظات حياتها وهي معه , الإبتسامة لاتفارق شفتيها إطلاقاً فعلى الرغم من هدوئه ورجاحة عقله إلا أنه مرح وودود وذكي جداً , تحب أن تتناقش معه لأن أسلوب حواره ممتع ..
ساره : طيب والعشا ؟
جابر : قلتلك لا تشيلي هم ولااااا شيء دحين , انا طلبت من كم موظف يختارولي أفضل مكان للحلى والعشا والديكور والتقديمات والتوزيعات ويومين ان شاء الله وبيكونوا مفندين لي الأفضل من بينهم كلهم ونختار سوا .
ساره تنفست بعمق : طيب انت مو خيّرتني وين بروح بشهر العسل ؟
جابر : ايوه وايش اخترتي ؟
ساره : سانتوريني .
جابر ابتسم : تمام بس نحدد موعد الزواج نحجز لليونان , وعلى ذا الطاري أبغى آخذ رأيك بحاجه .
ساره : قول .
جلس جابر وجلست معه , جابر : شرايك بجدة ؟
ساره عقدت حاجبها : كيف يعني ايش رأيي بجدة ؟ من أي ناحية ؟
جابر : يعني من ناحية الحياة , العادات والتقاليد , المجتمع والناس , كل شيء يعني .
ساره : مدري والله ما قد فكرت بالموضوع , يعني قصدي ما قد شفت جدة بمنظور التقييم ..
جابر : طيب هل تحسي إن مثلاً لو قلتلك بنستقر برا بأي دولة ماهي عربية حتوافقي ؟
سارة : الصراحة لا , ما أتخيل نفسي أعيش بمكان غير جدة .. لا وكمان دولة أجنبية لا أفهمهم ولا يفهموني .
جابر : عادي بتتعلمي لغتهم مع الأيام زي بيان وخالد .
ساره ابتسمت : لا يكون تبغى تستقر بالنرويج كمان ؟
جابر : ليش لأ ؟
ساره عندما لاحظت جديته بالأمر قالت : لا ما أبغى , وبعدين بابا هنا ما عنده احد غيري , سهام ماتزوره مدري اشبها ! وحتى لما كلمتها عنه قبل كم يوم قالت هو ماعمره وقف معاي بمشاكلي وطول عمري لما احتاجه ما ألقاه ليش جايني بعد ماكبرت بدونه يسأل عني ؟ ... ما أعرف يا جابر أبوي نفسه يشوفها بس هي الله يهديها مدري ايش مشكلتها ..
جابر : مو قلتيلي إنها انفصلت عن زوجها ؟
ساره : إيوة طلقها , بس حتى ولو ابوي ايش دخله .
جابر: يمكن قالت هالكلام لأن نفسيتها تعبانه , اعطيها وقت لحد ماتهدا وكلميها .
ساره : ما أدري والله بس ان شاء الله خير .



جابر : طيب فكري بموضوع الإستقرار برا , قدامنا وقت يمكن تتقبلي الفكرة .
ساره : ما أحس والله , ما أبغى أطلع من جدة , بس انت ليش تبغى تستقر برا ؟
جابر : والله يا ساره انا تقريباً سنوياً أسافر ولما أرجع جده أحس العالم يتغير علي أحس اللي يعيش هنا محروم ما شاف شيء من سِحر المناظر , وفكرة الإستقرار كانت تراودني من زمان بس كنت اقول ابغى اتزوج وحدة من جدة اول تكون افكارنا متشابهه , معتقداتنا متشابهه .. اطباعنا واخلاقنا وإلتزاماتنا , ما كنت أبغى أستقر برا واتزوج من نفس البلدة اللي انا فيها أكيد بنكون مختلفين فكرياً .. هذا غير موضوع الحجاب والعلاقات الإجتماعية , حتى لو كانت مسلمه اسلامهم بالدول الأجنبية يفرق كثير عننا , هم أغلبهم علمانيين فاصلين الدين عن الحياة فمو حلوة إني اتزوج وحدة لها توجهات غير ومعتقدات غير وحياة غير واحاول اغيّرها .
سارة : وهـــــل كنت مخطط تتزوج عن حــب ؟
جابر بضحكه : لأ .. بنفس الوقت كنت دايماً أفكر انا لو بخطب كيف راح اخطب ؟ احنا مانعرف أحد وما أبغى وحدة من العايله .. وديمه صغيــرة مستحيل أتزوج وحدة من صحباتها بنفس عمرها بيكون فيه فرق شــــاسع بالأفكار , احنا بيننا عقد كامل ونص .
ساره زمت شفتيها بإستياء : حتى انا وانت بيننا عقد كامل هل هذا يعني انك تشوفني بزره ؟
ضحك جابر بشده : لا والله انتِ دايماً أعطيك أكبر من عمرك , لأن أشوفك عاقلــه.
ابتسمت ساره : تجامل ؟
جابر : لا والله .
ساره : طيب انا نفسي أفاتحك بموضوع الصراحة .
جابر : قولي .
ساره : امممم يعني كنت بكلمك بموضوع الحمل , يعني أحس انا نفسي نأجل الحمل لسنة على الأقل من زواجنا , شرايك ؟
اشاح بوجهه عنها بملامح غامضه ثم نظر إليها وابتسم قائلاً : ما عندي مشكلة , تبين نأجل الحمل سنه سنتين عشرة سنين انا مو مستعجل على الأطفال أصلاً (ثم ضحك) أصلاً انا صح اني شلت مسؤولية ديمه بس بنفس الوقت انا ما أتخل نفسي أب .
ساره بإستغراب : اما , توقعت حترفض يعني حسيتك تحب الأطفال وودك تصير أب .
جابر : أحبهم بس لسه مو مستعد اني انا اصير أب , وبعدين خلينا اول نتعود على بعض نعيش سوا , نعرف شخصيات بعض الحقيقة (وبتهكم) نشبع من بعض أول بعدين لاحقين عالأطفال .
أشاحت عنه وهي تضحك بخجل , قبل يدها قائلاً : الله يخليك ليّ ..

*****

في أحد أحياء جدة
.. رفعت صوتها بضجر وهي جالسه على الأريكه : خلاااااااااااص يا ولد والله إنك جننتني والله العظيم لو جبتلي اسمها ثاني ياويلك .
هو بتوسل : الله يخليك والله اخر مرة .
هي : وبعدين يعني ؟
هو : ما راااااح افكك لحد ما تخطبيها لي مرة ثانيه .
ضحى : وانت ماعندك كرامه ؟ البنت رفضتك ولسه تبغى ترجع تخطبها عندك أمل إنها توافق ؟
تميم : صدقيني حتوافق والله اخر مرة الله يخليـــــك .. يا ماما ليّا كم يوم اقنعك !! تعبتيني .
ضحى : انت اللي تعبتني ماتفهم البنت ما تبغاك يمكن فيه احد في حياتها انت ليش ميت عليها كذا ، وبعدين ويـــــنها هذيك اللي كانت تجيك ببيت خوله ولا حسبالك نسينا الموضوع !!
سكت تميم للحظات وابتسم : إيرام ..
ضحى : اللي هي وينها هااه فوق انها سببت لنا مشاكل وموت ليان بسببها اخرتها تسحب عليها !
تميم ظل مبتسماً : طيب واخر كلام راح تخطبيلي ارجوان ولا لا ؟
ضحى : وبعديـــــــــــــن .
تميم : يا ماماااا الله يوفقك والله العظيم اخر مرة اذا رفضت بقفل عالموضوع نهائياً .
تنهدت ضحى : بخلي ياسو تكلمها اول ما ابغى اتصل على امها وانرد .
تميم قبّل خدها بقوة : والله إنك أفضل أم بالعااااالم .
بعد لحظات عادت ياسمين من الخارج : هلللووو .
ضحى : وعليكم السلام .
تميم بحماس : ياااااسو يا افضل اخت امي تبغاك تكلمي ارجوان .
ياسمين وهي تلقي بجسدها على الاريكه : على ايش ؟
تميم : علي طبعاً .
ياسمين بملل : ياخي البنت ما تبغى تتزوج ماهو بالقوة .
تميم : انتِ كلميها وخلاص ..
قاطعتهم ضحى متسائلة : اشتريتي اللي تبغيه ؟
ياسمين : ايوة .. انتِ ما تبغي تروحي ؟ ليش ماتروحي هي بنت اختك حتى تميم وبدر بيحضروا ، بتجلسي لحالك في البيت ؟
ضحى : ما بروح ما ابغى اشوف فجر .
تميم : يا حبي المشكله اللي بينكم قديمه ليش ما تتصالحوا ؟ او سوو تحديث عالمشاكل على الاقل
ضحى : انت خليك ساكت ، وانتِ كلمي ارجوان على اخوك ذا جنّنني .
ياسمين : يوه لاتدخلوني بذا الموضوع ما ابغى انحرج اذا رفضت .
ضحى : شفت حتى اختك ما تبغى تكلمها ..
تميم : ياسو عشان خاااطري مو انتِ تحبيها وكنتِ اصلاً تفكري تخطبيها لواحد فينا ..
ياسمين : بس هي قد قالتلي انها ما تبغى تتزوج ، اخاف اكلمها واحرجها او تحرجني ، ياااخي لاتحطني بموقف بايخ معاها وهي صحبتي الوحيده لا تخربوا علاقتنا عشان زواجك روح تزوج اي وحدة ما جات عليها .
تميم بخيبة : افهمووووني أحبــــــــها ما أبغى اتزوج غيرها .
ياسمين : ياااااربي انا ماني فاهمه ايش الحب اللي نزل عليك , متى شفتها أصلاً ، بكلمها بس والله لو رفضت اني ما عاد حفتح معاها الهرجه مرة تانيه .
قامت ياسمين ذاهبةً الى غرفتها بأكياسها ..
اما ضحى عادت تنظر إلى تميم : وينها ماقلتلي وين اختفت ؟
تميم : مين ؟
ضحى : لا تستعبط ، ايرام .
تميم : تراها مو زي ما تفكروا كانت بنت صغيرة ويتيمه ، وكانت تجيني لأني كنت اجيبلها حلويات كل ما جات .
امالت شفتيها بملل وعدم تصديق ، ضحك تميم : صدقتي ما صدقتي بكيفك . ضحى : يااااسبحان الله بتنتحر ليان عشان طفله تجيبلها حلويات !!! ولا الملابس اللي كنت تعطيها للخدامه تغسلها ما كانت لطفله لا تستهبل .
تميم : نفسي افهم ايش ذكرك الموضوع مر عليه كم شهر وانتو تعيدوا نفس الموال .
ضحى : وانت تعيد نفس الكذبه .
قام تميم ضاحكاً : ما اكذب .. بروح انام واتجهز نفسياً للموافقه .
ضحى رفعت صوتها ليسمعها : قصدك للرفض .

\\

في الجامعة صباحاً ..
أرجوان ممسكةً بصحن فلين أبيض اللون تمشي بمفردها تبحث عن ياسمين حتى وجدتها ..
ذهبت وهي تجلس بجانب ياسمين : رند ماداومت ؟
ياسمين : مدري عنها .
ارجوان : لا تقولي انك ماتكلميها للحين ؟
ياسمين : ما تكلمنا لا هي كلمتني ولا انا كلمتها , ماعلينا بكيفها , انا بكلمك بموضوع .
ارجوان اعطتها شوكة بلاستيكية وفتحت غطاء الصحن : كلي .
ياسمين غرست شوكتها بالبطاطا : امي قالتلي أكلمك .
ارجوان : عن ؟
ياسمين : تميم , اوك اعرف انك رفضتيه بالمرة الاولى , بس الأخ مو راضي يفهم والا مصرّ عليك وكم مرة رجع كلم ماما فماما قالتلي اسألك أول قبل ما تكلم امك وترفضي , يعني اذا انتِ مالك نيـة ...
قاطعتها أرجوان وهي تدخل قطعة البطاطا في فم ياسمين : انا موافقه .
غصت ياسمين بالبطاطا واختنقت للحظات حتى بلعتها : الله يقلعك تقدري توافقي بدون ما تحشي البطاطس بحلقي .
ضحكت ارجوان : طيب انا موافقه .
ياسمين بغضب : كان من البداية وافقتي يعني !! خليتيني اتوتر مو عارفه كيف افاتحك بالموضوع .
ارجوان بكذبه : لا طبعاً المرة الأولى كان فبالي انكم انتو اللي اخترتوني له بس طالما هو مصرّ علي لهالدرجة من جد وهو اللي يبغاني ف أكيد بوافق.
ياسمين : بس انا قلتلك ان مالي شغل بالموضوع ولا جبتله سيرتك .
ارجوان : امك ايش قالت لما رجع كلمها ؟
ياسمين بمحاولة استعطاف : شرشحته وربي , قالتله ياولد ماعندك كرامه البنت رفضتك وانت الا تبغاها وعلى ايش متشفق عليها كذا ؟ وين شايفها انت أصلاً ؟ وكلام مرة كثير بس ماخلت ولا بقت شيء .
ارجوان بضحكه : يا عمري حراااام ماتسوى عليه .
ياسمين : مــــن جد والله ماتسوى عليه يبغاك وترفضيه وتخليه يتشرشح كذا لا واخر شيء توافقي يعني كان من البداية.
ارجوان : ايش دراني انه جاد كذا مرة .

*****

عندما تحدثت فجر إلى فادية لتخطب ميهاف لزياد ، ترددت فجر كثيراً ثم قالت : خليني اسألها ، وصراحه ما اوعدك توافق هي شويه متأزمه من موضوع الزواج .
فجر : ماااا عليـك انتِ بس اسأليها وردي لي وان شاء الله اذا وافقت راح نجيكم بعد يومين الولد طاااير الا مصرّ يشوفها بكرة بس قلت بعد يومين احسن .
فاديه : على خير ان شاء الله خليني اخذ رأيها اول .
بعد عبارات الوداع ، اغلقت الخط وتنهدت ، نادت ميهاف بصوت عال .. خرجت ميهاف : هلا .
فادية : تعالي اجلسي بكلمك .
جلست ميهاف تنظر إلى والدتها تكاد تختنق من فرط الارتباك لكنها تحاول الادعاء بأنها طبيعية .
فادية بحيرة : مدري اذا ينفع اكلمك بهذا الموضوع من جديد بس فجر اتصلت تبغاكِ لزياد ، والله صراحه انا كنت حرفض بس قلت انتِ لازم تعرفي .
ميهاف بهلع : بس انا موافقه !
فاديه : موافقه على زياد ؟ يعني عادي مو مترددة ولا ...
ميهاف بسرعة : ما اقدر اخذ قراري بدون ما اشوفه ولا شرايك ؟
رفعت فادية حاجبها بشك : وشمعنى داني رفضتيه حتى من قبل ماتشوفيه ؟ وزياد بتعطيه فرصه .
ميهاف : يعني سبحان الله قلتلك داني ما كنت مرتاحه من لما كلمتيني ...
قاطعتها فادية : وزيااااد بس سمعتي اسمه ارتحتي صح ؟
ميهاف تجمد الدم بوجهها بإحراج : لا مو كذا بس ....
فاديه : اقول ميهاف من جد ما تطلقتي عشان زياد ؟
ميهاف : والله لا ماله دخل وبعدين يا ماما كل مرة بتذكريني بعثمان يعني ! ماتبغيني اكمل حياتي ؟
فاديه : روحي روحي بس بعد يومين بيشرف زياد وامه .
ميهاف بعفويه : اما مو بعد بكرة ؟
فاديه بتهكم : مرة مستعجله ؟
ميهاف : يا ماماااا ..
ضحكت فاديه : كنتِ عارفه يعني !
ميهاف : رند قالتلي .
فاديه : رند برضوو ؟؟؟؟؟
سكتت ميهاف واكملت فاديه بجديه : استخيري يا ميهاف وفكري بزياد من كل النواحي ، وخصوصاً انك عارفه انـ ..
ميهاف : ياروحي لاتشيلي هم اكيد بفكر واستخير الف مرة قبل ما اقرر ، بس نفسي افهم ليش ماترتاحي لزياد ؟
رمقتها فادية ، لتقول ميهاف : ترى والله انه قدع يعني ، اعطيه فرصه بس فرصه تعرفي عليه والله حتغيري نظرتك له .
لم تتغير نظرات فادية لها ، لتتدارك ميهاف موقفها قائلة : اوك انا ححتفظ بأرائي لنفسي .
فاديه : من متى تكلميه ياميهاف ؟
ميهاف : مين قال انـ..
قاطعتها فاديه : لا نستعبط على بعض وجاوبيني .
سكتت ميهاف , لتكمل فادية : من قبل الشرقيه صح ؟ من لما كنتِ عندهم بالفيلا !
ميهاف بدفاع : لا والله بعد الشرقيه .
فاديه : وليش ماخطبك على طول ليش تزوج هذيك البنت ؟
ميهاف : ما اعرف يا ماما لاتسأليني .
فاديه تنهدت : ميهاف استخيري , الحب مو كل حاجه , انتِ حتعيشي مع اخلاقه مو مع حبه لك , الحب ممكن يتغير بس اذا كانت اخلاقه كويسه فأنا ماراح أخاف عليك .

\\

بمجرد خروج فادية وفجر ورند من الغرفة .. قال زياد وهو يلمس شعرها : اخيــــــــراَ شفت شعرك الحقيقي .
ميهاف بإستغراب : ليش هو انا البس باروكه ؟
زياد بضحكه : ماااا قد شفت شعرك عالطبيعة داايماً اذا صادفتك ما اشوفك الا متحجبه .
ميهاف الإبتسامه الواسعة تزيّن شفتيها : ايش شعورك ؟
زياد : الفرحه مش سيعاااااني , والله إنــ...
قطع حديثه دخول رند قائلة بإستفزاز : خلاااااااص امي تقول يلا نمشي طولت .
زياد بغيظ : انقلعي برا ماصار لي دقيقه حتى ..
وضعت يدها على خاصرتها بعناد : طيب بجلس معاكم عشان زي ما انت عارف ....
قاطعها زياد : رنـــــد وربي لأقوم اشوتك اطلعي .
رند : فــــــاااااااااكــــر حركاتك بشوفتي يا كلــــب .
ضحكت ميهاف , زياد : آسفين ممكن تطلعي ؟
رند : اممم بفكـــ ..
قطعت حديثها وهي تهرب ضاحكه عندما رماها بالوسادة التي كانت بجانبه : انقلـــــعي .
عاد ينظر إلى ميهاف : ايوه ايش كنا نقول ؟
ميهاف : ينفع تغمض عيونك ؟
زياد : ليش ؟
ميهاف : غمّض .
اغلق عينيه وبدأ يشعر بلمسات ناعمه على حاجبه ثم على خده , امسك ذقنه بخفه ثم ابعدت يدها عنه .
فتح عينيه عاقداً حاجبيه : ايش هذا ؟
ميهاف : اتأكد إنك حقيقي .
زياد امسك بيدها وبيده الأخرى امسك ذقنها بحب واقترب ليقبّل خدها , بمجرد ان لامست شفتيه خدها , قطع صوت رند مجدداً : هاااااااااااا أنا قلـــــــت ما ينفع نخليكم لوحدكم .
احترق وجه ميهاف من الخجل بينما رص زياد على اسنانه بغيظ وسط ضحكات رند المستفزه : والله لو ماخربت عليك بزواجك يارند .
رند : لالالا الله يوفقك الا زواجي خليه يمر بسلام تكفى .
زياد : وانتِ خلي شوفتنا تمر بسلام .
رند : وعليكم السلام , بس ممكن اجلس معاكم ؟
زياد : يا بنـــت !

*****

صباحاً في ايطاليا بلاد الجمال الفاتن ..
وتحديداً في احد فنادق كابري الآسِره ..
يجلسان حول مائدة الإفطار ، لم يكن يتخيّل أنه سيكون بهذا المزاج السيء جداً في أيّامه الأولى معها ، ولم يكن يتوقع أن مشكلته معها ستصاحبه حتى بالسفر ، ظن أنه سيختلي بها في هذه الرحله لكن مالم يحسب حسابه أنها ستتحدث إلى عبدالرحمن طوال الوقت بالهاتف ..
ظل جالساً عاقداً حاجبيه متكتف ينظر إلى اليمين بغيظ .. اما هي فكانت تنظر إلى هاتفها وتضحك ، قلبت الكاميرا تصوّر المكان لعبدالرحمن قائلة : شووف فيه كمان مسبح ، واشجار .. وهنا رواد بس شكلو معصب شويه .
عبدالرحمن ووجهه قريب جداً من الكاميرا : ماما ليش اخذتيه وانا لأ ؟ هو كمان مو دايماً يسمع الكلام .
جنى اعادت الكاميرا إلى وجهها قائلة : ومين قالك اني ما اخذتك لأنك ماتسمع الكلام ؟
عبدالرحمن : تمارا .
جنى : لا يا روحي انا ما اخذتك عشان بشتريلك مفاجآت من هنا وما أبغاك تشوفها الا لما ارجع .
عبدالرحمن تهلل وجهه بفرحه : ايــــش هيّا ؟
جنى : مفاجأة كيف اقولك ؟
عبدالرحمن : ماما طيب صوريلي ايش تاكلي .
جنى : شوف كرواسون وهنا مارتديلا وجبن و...
قاطعها عبدالرحمن قائلاً : ماما فيه بطات عندكم ؟
جنى : ايـــــوه اذا رحنا البحر بوريك طيب !
عبدالرحمن : طيب طيب فيه دب ؟ وبطاريق ؟
جنى : امممم ما شفت (ثم قالت بإستياء عندما وصلها اشعار من الهاتف بأن شحن هاتفها 1%) يوه حمني جوالي بيطفي .
رواد بهمس: يارب يطفي يارب يطفي يارب يطفي ..
ظل يكررها طوال الوقت ..
نظرت جنى إليه متسائله : معاك الباور ؟
رواد بسرعة : لا .
جنى بإستياء : كل يوم تجيبه شمعنى اليوم .
رواد : نسيته .
جنى : حمني تروح الروضه ؟
عبدالرحمن : ايوه كل يوم ، انتِ اذا رجعتي حتروحي معايا ؟
جنى : ان شاء الله .
عبدالرحمن : ابلة شيماء سألت عنك وقلتلها انو انتِ حترجعي بعد شهر ، كدا صح ؟
جنى : ا....
انطفأ الجهاز وضعته على الطاولة بإستياء : يووه .
ثم نظرت إلى رواد الذي نفخ الهواء من فمه : ليش ما اكلت شيء ؟
رواد : استنى حضرتك تخلصي .
جنى : خلاص انطفا الجوال ، خلينا ناكل .
رواد : الحمدلله ما بغى .
بدأت تأكل بصمت ، تشعر أن مزاجه سيء ولا تعلم لماذا لكنها تخشى سؤاله ، لذا فضّلت الاكل وهي صامته .
عند خروجهم من الفندق سيراً على الاقدام للتنزهه .. لفتها المنظر كثيراُ ، الاشجار ، والالوان ، وزرقة السماء مع انتعاش الجو .. اشجار الليمون الموجودة بالمكان ، همت بتصوير الاشجار لكنها تذكرت ان هاتفها مغلق ، نظرت إلى رواد بتردد ثم قالت : عادي اصور بجوالك ؟ بوري حمني الليمون .
شعر لوهله ان رأسه سينفجر من الغيظ .. ظلت تتجاهله طوال الوقت لم تتذكر وجوده الا عندما ارادت تصوير ما تراه لعبدالرحمن ، ليقول والغضب بادٍ عليه : جنى !
جنى : ايش ؟ عادي اذا ما تبغى مو لازم .
رواد توقف عن المشي : مرت خمسة أيّام واحنا بإيطاليا بس انتِ اول مرة تشوفي الشارع هذا ليش ؟ لأنك طوااااال الخمسه ايام كل ما عدينا من هنا تكوني مشغوله تكلمي عبدالرحمن ، اصلاً قوليلي بالله ايش الاماكن اللي زرناها بالايام اللي راحت ؟ ولا ايش شفنا ؟ ولا بإيش تكلمنا ؟ ماهي حاله هذي يا جنى احنا بشهر العسل وانتِ معايا ، ممكن تفكينا من عبدالرحمن وتركزي معاااايا هنا بإيطاليا ! والمكان والوقت !
اخفضت رأسها بإرتباك من توبيخه لها ، لم تعرف كيف تتصرف لكن كل ما شعرت به وقتها هو الخجل .. تجمعت دموعها بعينيها اشاحت عنه وتنهدت وهي تكمل الطريق تاركةً إيّاه خلفها .. مسحت دموعها بسرعة قبل أن يلاحظها .. زفر بضيق هو الآخر ومشى بسرعة إلى أن اصبح بجوارها ، خلل اصابعه بين اصابعها ، لم يكن منها الا ان اشاحت الى الجهه الأخرى .
مهما حاول التحدث إليها يشعر بأن هناك حواجز بينهما لأنها لا تتحدث معه كثيراً ، فقط تجيب على اسئلته بإختصار .
لا يعلم هل هي خجوله ! او ما بها ؟ المشكله انه لم يستطع التعرف عليها جيداً بسبب عبدالرحمن ..
بدأ يشعر وكأن عبدالرحمن لعنة تحول بينه وبينها ..
مضت نصف ساعة على تجوّلهم بالشارع بلا هدف ، لكن المناظر الطبيعية الخلابة جعلتهم يشعرون ان الوقت يمضي بسرعة ..
رواد : ليش ساكته ؟
جنى : ايش اقول ؟
رواد : مدري اي حاجه عنك او عن اي شيء تحبيه (مكملاً بتهكم) غير عبدالرحمن .
عقدت حاجبيها بضيق : عادي اسألك ؟
رواد : طبعاً .
جنى : انت تكره عبدالرحمن ؟
رواد : لا طبعاً ما اكرهه بس .. انتِ طوال الوقت معاه وصراحه احسك ما.. جنى : ما ايش ؟
رواد : مدري ، احس احياناً كأنك بس وافقتي تتزوجيني عشان تكوني قريبة من عبدالرحمن ، ماقد حسيت انك معايا لأنك بتكوني معايا ، ولا قد حسيت انك مهتمه لوجودي (اكمل بضيق) ادري الوقت مو مناسب اقولك ذا الكلام واحنا بأيامنا الاولى بس ما اقدر اتجاهل اي شيء يضايقني .
جنى : وانت ليش تزوجتني ؟ مو عشان اكون مع عبدالرحمن ؟
رواد بصدمه : لا طبعاً انتِ كنتِ حتكوني معاه حتى لو ماتزوجنا ، بس انا تزوجتك لأني حبيتك .
اخفضت رأسها ثم اشاحت عنه ، رواد : ليش ساكته ؟
جنى بعد لحظات من الصمت : ماعندي شيء اقوله ، ينفع نرجع للفندق ؟ تعبت من المشي .

حلّ الليل وهو يجلس على الاريكه بالصاله ، بينما هي ظلت بغرفة النوم لم تخرج من وقت عودتهما ..
لم يكن يعلم أنها تظن ان زواجه منها لكي تكون بالقرب من عبدالرحمن ، صدمته بذلك .. لوهله شعر بالتشتت والحيره في امرهما سوياً ، ألهذه الدرجة لم تشعر بحبه لها ؟ هل قصّر في شيء معها ؟ هذه اول مرة يهتم فيها لفتاة فلايعلم هل هناك خطأ في تصرفاته معها تجعلها لاتشعر بمشاعره !
الاسئلة الكثيرة اكلت رأسه .. وعندما رآها تخرج من الغرفة ابتسم واعتدل بجلسته ، اقتربت منه وهي تجلس بجانبه واثار البكاء واضحه على وجهها وهي تعقد اصابعها بتوتر : ابغى اكلمك .
رواد : آمري .
جنى : كم باقيلنا بإيطاليا ؟
رواد بتفكير : 16 يوم ، يعني تقريباً اسبوعين .
جنى: ماينفع نقدم الرحله للاسبوع الجاي؟
رواد : ليش ؟ جنى انا آسف إذا ضايقتك بكلامي ما كان قصدي ازعلك بس الموضوع كان مضايقني وقلتلك من باب انك يمكن مو منتبهه بس ..
جنى : ما زعلت ، بس انا برجع جدة .
رواد : انتِ مو مرتاحه هنا ؟ او مو مرتاحه معايا ؟
تجمعت الدموع بعينيها مجدداً : لا عادي بس ...
قطع كلامها وهو يضمها لصدره : اذا عادي ليش تبكي ؟
جنى سكتت وهي تبكي بشدة .. مسح على شعرها بخوف : جنى اشبك ؟ والله آسف قلتلك مو قصدي اضايقك ، خلاص طيب اعتبريني ما كلمتك بشيء .
جنى : ابغى اعرف ..
رواد : تعرفي ايش ؟
جنى ابعدت رأسها عن صدره تنظر إليه : ليش تزوجتني ؟
رواد : قلتلك حبيتك ، تزوجتك لأني حبيتك ، لأنك عجبتيني وارتحت لك و .. مدري بس حبيتك .
جنى : مافي سبب ثاني ؟ رواد انا ما احب الاستغفال ولا الكذب ، ولا اللف والدوران ، لو فيه سبب ثاني قول لي والله ما راح اجادلك عليه بس ما ابغى احس اني غبيه .
رواد عقد حاجبيه : انتِ ليش تقولي كذا ؟ ايش السبب الثاني اللي ممكن اتزوجك عشانه أصلاً ؟
بكت وهي تقول بتوتر : لأنك مدير اعمال عبدالرحمن وكل شيء تحت يدك دحين لعبدالرحمن , حتى المؤسسه .
اصفرّ وجهه حين فهم ماترمي إليه ، وتجهم ثم قال بنبرة غليظه غاضبه : قصدك عشان الورث اللي خلاه سطام لعبدالرحمن صح ؟ انتِ كيف تفكري فيا بذي الطريقة ؟ انتِ هذي نظرتك لي طوال الوقت ؟ اني قاعد اتقرب منك وتزوجتك بس عشان الورث اللي خلاه سطام لولدك؟ ليش ليـــــش هذا تفكيرك ؟ إني طمعان فيك وفي ولدك ؟
جنى : لأن ايش اللي بيخليك تتزوج وحدة ارملة وعندها ولد وانت ما سبق لك اتزوجت !!
رواد بغضب : ليش هو احنا نقدر نختار الناس اللي نحبهم ؟ بيدنا يعني الموضوع ؟
قاطعته : واهلك ؟ امك بالذات كيف اقتنعت بهالسهوله ، الا اذا كان الموضوع فيه إنّ ...
رواد : اذا انتِ اصلاً هذا تفكيرك من البداية ليش وافقتي ؟
جنى بكت اكثر : لاني خفت ارفض وتحرموني من ولدي .. انا ما ابغى الورث ولا يهمني بس ابغى عبدالرحمن يكون قريب مني ما بنحرم منه زيادة على الأربعة سنوات اللي راحت .
شد على قبضة يديه ، يشعر بطعنة غائرة اصابت قلبه .. لم يتوقع ابداً انها تراه بهذه النظرة ، استغلالي ، مخادع ، طماع ، قاسي ، وكاذب ..
يتصرف معها على طبيعته ، وحبه .. لم يحسب حساب اي شيء معها لا الكلام ولا حتى المشاعر .. لكي يُصدم أنها تظنه يتودد إليها لغرض في نفسه ليس إلا ..
قام وخرج من الجناح ليتركها بمفردها تبكي ..


قال تعالى : (فَقُلتُ استَغْفِرُوا رّبكُم إنّهُ كَانَ غَفّارا)

كتابة : حنان عبدالله

حرر البارت يوم الاثنين الموافق :
16-10-1441 هجري
8-6-2020 ميلادي





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس