عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-20, 04:59 PM   #86

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


//


الفصل العشرون
الجزء الثاني


مرت الايّام بينهما غريبة جداً ، لا يتحدثان إلا للضرورة فقط ، يخرجان سوياً كل يوم ، يجلسان ويمشيان بجانب بعضهما البعض كأيّ اثنين في شهر العسل ، لكن قلوبهما متباعدة جداً .. الكآبة تعتلي وجهيهما ، هي كانت تشغل نفسها بالتصوير والتحدث إلى عبدالرحمن ، لكن هو .. كان يقاوم افكاره ، كلماتها التي قالتها له .. نظرتها السوداء له .. تجاهلها له .. لا يدري كيف يتصرف ، يشعر بالأسف حيال نفسه .
المرة الأولى له بالحب ولا يعرف كيف سارت الامور على هذا النحو ، ظنّ أنها احبته كما أحبها ، لكن يبدو ان جاذبيته ووسامته ولطفه وسحر ابتسامته وشهامته ، تجذب له كل الفتيات عدا التي يريدها هو .

في يومٍ ما خرج من الحمام يرتدي روب الاستحمام ، رآها وهي تجلس على الاريكه تشاهد التلفاز ، يبدو ان عبدالرحمن نائم في هذا الوقت .
جلس على نفس الاريكه ثم قال بخفوت : ايش حيصير اذا رجعنا لجدة ؟
جنى : ايش حيصير ؟
رواد : انا اسألك ، ايش حيصير علينا اذا رجعنا لجدة ؟
جنى : ولا شيء ، انت خذ اللي تبغاه وخليني مع حمني .
رواد رص على اسنانه : ليش مصرّه على رأيك ؟ ترى والله ما همتني فلوس ولدك انا عندي اللي مكفيني ، انا مو ماسك حلاله الا لان سطام موكلني عليهم قبل ما يموت ...
لم تجبه .. هدأت نبرته : جنى .. والله العظيم أحبّك ليش ما تصدقيني ؟
نظرت إليه للحظات وكأنها تبحث عن الصدق في عينيه لكنه سرعان ما اشاح عنها يتنهد بضيق : قدمت الرحله .. حتكون بعد يومين الساعة تسعة ان شاء الله (قام ليعود إلى غرفة النوم) ما حجبرك تتحمليني 3 اسابيع وانتِ ماتبغي .
جنى : رواد .. شكراً .
اشتد ضيق قلبه لأنها لم تنفي عبارته الأخيرة وكأنها فعلاً مجبورة على التواجد معه .

\\

فتحت الباب وما لبث وجهها باسماً : هلااااا بالعـ....
عانقتها بقوة وهي ترتعش ..
العنود بإستغراب : بسم الله اشبك ؟ اشبك ترتجفي كذا ؟ صاير شيء ؟ ابعدتها عنها العنود لكن جنى ظلت تتنفس بطريقة متوترة جداً : ابغى مويه .
بعد لحظات وهن جالسات ، العنود : تكلمي فيه شيء ؟ صاير شيء ؟
جنى : لا بس وحشتوني .
العنود : لا بالله ؟ من جد اشبك ؟
جنى بعد لحظات من الصمت : احس اني جبت العيد بحاجه ..
العنود : عشان كذا رجعتوا بدري ؟
جنى : لالا انا طلبت منه نرجع بس مدري عنود انا مشتتته مو عارفه كيف اتصرف او كيف افكر ، أحسه زعلان مني بس ساكت ومو عارفه بإيش يفكر وانا خايفه .
العنود : ممكن تشرحيلي اللي صاير عشان استوعبك ؟
جنى حكت لها ما حصل بينها وبين رواد ، وماقالته له وما قاله لها .. وانه من تلك الليلة كان يتصرف بغرابة ، هادئاً صامتاً على غير عادته ، يحاول الابتسام لكن ابتسامته باتت باهته ليست كالعادة ، لتختم كلامها قائلة : احس اني تسرعت بكلامي وضايقته .
العنود : هو انتِ لسه تحسي يعني كمان مو متأكدة ؟ جنى انتِ براسك جني ولا شيء لاسمح الله ؟ فيه وحدة تقول لزوجها بشهر العسل ذا الكلام ؟ انا وسارة وروان كم مرة قلنالك انك تبالغي بحبك لعبدالرحمن والموضوع طبيعي بيضايق رواد ، اصلاً ايش الرابط العجيب بين غيرته من حمني وبين انك تعتبريه استغلالي ؟؟ مو هو يا حماره لو كان يستغلك او يستغل ولدك كان حسسك انه يعشق حمني مو يغار منه !!! كيف تفكري انتِ !
جنى : عنود بس انتِ عارفه انا ارملة عمه وكمان عندي ولد وفوق هذا طالعه من الاحداث حتى لو ان وجودي بالاحداث ما مر عليه اسبوع بس .... انتِ عارفه ، ف ايش اللي بيخلي واحد زي رواد يحبني ويتزوجني ؟
العنود : وانتِ ليش مستحقره نفسك لهالدرجة ؟ شفيك يعني عشان مايتزوجك رواد ؟؟
جنى : افهميـــــــــــني .
العنود قاطعتها : كيف يعاملك هو طيب ؟ عمره غلط عليك بشيء سواء بالملكه او بإيطاليا ؟ طيب عمره حسسك انك اقل منه او فيك شيء ؟ هل سوا شيء خلاك تظني فيه هالظن ؟
سكتت جنى للحظات ثم قالت : لا ..
العنود بغضب : طيـــــب ؟ ليش تتفلسفي عالادمي وتنكدي عليه ؟
قاطعهم دخول ساره بإبتسامه : هلا هلااا بالعروسه اللي منورتنا .
العنود : تعالي تعالي شوفي البَقعه اللي مسويتها عروستك ذي .
جلست ساره : اوه ايش مسوية ؟
حكت لها العنود ما قالته جنى لها ، لتقول ساره : جنى مو من جدك اشبك ؟ ايش اللي خلاك تقولي كذا ؟
جنى والدموع تغمر عينيها : ما اعرف ، ما اقدر اثق فيه ، احس فيه شيء يخوفني منه .
العنود : ايش هو طيب ؟
جنى : ما اعرف .
ساره : هو سوالك شيء خلاك تخافي تثقي فيه ؟
جنى سكتت للحظات ثم قالت : يحاول يبعدني عن عبدالرحمن .
ساره : ماااااله دخــــل طيب !! هو جالس يقولك ان وقتك كله قاعد يروح لعبدالرحمن ، الادمي جالس ينبهك مو قاعد يجبرك ويمنعك من ولدك !! واصلاً ايش دخل هذا بكلامك له ؟
جنى ظلت صامته ، العنود : جنى ليش تزوجتيه ؟
جنى : عشان اعيش مع حمني .
ساره : بس هو قالك انك حتى لو رفضتي ما حيمنعك منه !
جنى : بس ما كانو حيخلوه يعيش عندي ، انا ابغاه دايماً معايا ويكبر معايا ما ابغى يكون عندي بس بالويكند !!!
ساره : وما فكرتي بـ رواد ؟؟؟ ولا مرة فكرتي فيه كشخص يبغى يتزوجك عشان يحبك ويبغى يكمل حياته معاك ؟ كل اللي فكرتي فيه عبدالرحمن وبس ؟
العنود : شااايفه انتِ الانانية اللي تزوجتيه عشان مصلحتك مو هو وفوق كذا هو عارف بس ما قالك شيء .
ساره : انتِ على اي اساس تتعاملي معاه طيب ؟
جنى : عادي .
ساره : كيف يعني عادي ؟
جنى : يعني عادي يجي يكلمني وارد عليه وننام ونصحى وناكل سوا وبس .
العنود وضعت يدها على رأسها : وين روان تهزئها عني بس انا تعبت منها .
جنى : يا بنات انا ما احس ناحيته بأي شيء .
ساره : مستحيــــــل .. واحد طلعتي معاه بالملكه الف مرة وطوال الوقت تكلميه بالجوال ، سافرتي معاه ، وحتعيشي حياتك معاه كيف ماتحسي ناحيته بأي شيء ؟؟؟؟؟
جنى : عشان كذا انا كنت اكلمه يجيب حمني معاه عشان انا ما اعرف اتكلم معاه .. المرتين اللي كنت فيها لوحدي معاه حسيت بشعور يخوف .
العنود : كيف يخوف ؟؟
جنى : ما ادري بس قلبي كان يدق بقوة ، وكنت مرتبكه وكل ما جات عيني عليه حسيت وكأن قلبي بيطلع من مكانه .
ساره : طيب هذا يعتبر توتر ما يعني انه خوف !! نفس الشيء احس فيه وانا مع جابر اول ما كنت اطلع معاه ..
جنى : ماا ادري .
العنود : طيب ولما كنتوا بإيطاليا ؟
جنى : ما اعرف انا كنت طوال الوقت اكلم عبدالرحمن ووقت ما ينام انام .
العنود : ورواد ؟ جدار بالنسبة لك ؟
جنى : افهموني والله احس بشعور غريب معاه احس اول ما اكون معاه لوحدي جسمي يقشعر وقلبي يدق بقوة ، ما اقدر استوعب انا ليش احس بكذا .
سارة : لأنك مو متعودة عليه انتِ ليش معتبره ذا الشعور سيء ؟
جنى : لاني ما ابغى احس فيه .
ساره : وليــــش ما تبغي تحسي فيه ليش جالسه تتهربي منه يعني ؟
جنى سكتت قليلاً ثم قالت بخفوت : ما ابغى أحبّه ويطلع يستغلني ..
سكتتا الاثنتان ساره والعنود بصدمه .. لتقول جنى وهي تنقل نظراتها الباكيه بينهما : انا خايفه ، ما احس اني اقدر اثق فيه .
العنود تنهدت : طيب ليش ؟
جنى : قلتلكم اخاف يكون يستغلني ، خايفه اركز عليه واعطيه مجال واحبه انا ، واكتشف بعدين انه يستغلني او ما يحبني ..
ساره : بس انتِ قلتي انه كويس معاك ماقد اذاك بشيء حتى بكلامه اضح انه ليّن معاك .. ويغار عليك يعني يحبك .
جنى : بس حتى رعد كان كويس مع روان ، كلنا كنا نعرف انه متزوج قبل ماتعرف هي بس كنا مكذبين الموضوع لانه كان مرة كويس معاها .
العنود : عليك ربط مواضيع عجيب بشكل !!! شدخل رواد برعد .
ساره : من جد ايش دخل رواد برعد ؟؟ ولا لانهم اخوان يعني ؟
جنى : ما اعرف بس خايفة ، اذا حبيته وسوا زي رعد ايش بسوي ؟ او طلع يستغلني ايش بيكون شعوري ؟ على الأقل طول ما انا احب عبدالرحمن ومتعلقه فيه ومركزه عليه ماراح يضرني لانه ولدي ولانه اصلاً يحتاجني ولانه صغير ، بس رواد يخوفني .
ساره : جنى ، هلوساتك هذي مالها داعي يعني بتمنعي نفسك من الحب طول عمرك بس لأنك خايفه ينغدر فيك ؟ اعطيه فرصه يمكن يطلع كويس وغير عن رعد والاكيد انه غيـــــر ..
العنود : من جد طالما انك غثيتيه بأيامكم الاولى وكمان فاقعه قلبه بكلامك وما قالك شيء غير انه يحبك ورجعك لانك بترجعي وتركك بحالك ف ماتدري يمكن جد يحبك وواضح انه ما يبغى يضغط عليك .
ساره قامت قائلة : انا اقول لو ترجعي لبيتك وتعتذري منه وتشيلي الخرابيط هذي من بالك وتخففي من امومتك الزايدة لحمني لانك قبل ما تغثي رواد انتِ جالسه تخربي عبدالرحمن بالدلع والاهتمام الزايد ذا ..
جنى : بس الموضوع صار عليه يمكن اسبوع او اكثر ماينفع اعتذر .
ساره : لا ينننفع طالما هو للحين اسلوبه هادي معاك وبنفس الوقت تحسيه هاجد معاك يعني لسه يحتاج انك تعتذري منه .
العنود : جنى لاتظلميه لا تعامليه كأنه جدار بس لانك خايفه من افكارك !! اعطيه فرصه .
جنى : واذا حبيته ؟
ساره : وايش يعني ؟ حبيه محد ماسكك .
جنى : انا ما ابغى احبه .
العنود : اقول بلا دلع اذا ما حبيتي زوجك بتحبي مين بالله ؟ عاد انا ما ابغى من الزواج غير انه يلم فراغي العاطفي وانتِ ووجهك جايه تقولي ما بتحبيه !!! هاتيه هاتيـــــه انا احبه عنك .
جنى بإستياء : لا تقولي هالكلام حتى لو مزح يمكن باب السما مفتوح .
العنود عقدت حاجبيها بإستنكار : تغار المشكله .
ضحكت ساره : والله جنى اسمعي مننا واعتذري وشيلي ذي الافكار الغريبة من راسك .

\\

عندما استقلت سيارته ، نظرت للخلف ولم تجد ولدها : ما جبته ؟
رواد : لا كلمت تمارا قالتلي جالس يلعب مع احفاد اعمامي ما بيرجع ، فقلت خلاص بالمرة بكرة ناخذه لما نزورهم .
هزت رأسها بإيجاب وسكتت وهي تتنهد ، ظلت تعصر اصابعها بتوتر وتتنهد بين الفينة والاخرى ..
شعر وكأنها تريد قول شيء لكنها متردده ، نظر إليها : كيف كان يومك ؟
جنى : حلو .
رواد : عجبتهم الهدايا اللي جبتيها لهم ؟
جنى : ايوه .
رواد : طيب ايش قالولك ؟
جنى : امم قالو حلوة وعجبتهم يعني .
رواد تنهد : مابتقولي شيء ؟
جنى : لا ..
رواد سكت قليلاً لكنه مازال يرى ترددها : متأكدة ما بتقولي شيء ؟
لم تجبه ، رواد : عمري تبغيني اجيب حمني ؟ عادي لو تبغينا نمره دحين .
جنى : مدري بكيفك .
رواد : انتِ ايش تبغي ؟
جنى نظرت الى الساعة : هذا وقت نومه خلاص ناخذه بكرة .
رواد : طيب انتِ ليش متوترة ومو على بعضك ؟ فيه شيء ؟
سكنت للحظات ثم نظرت إليه وهي تتساءل بعقلها " كيف علم ؟ " رواد : قولي اسمعك .
جنى : انا ..
رواد : انتِ ايش ؟
جنى : جيعانه .
رواد ضحك : بس كذا ؟ طيب ياحبيبتي ايش بتتعشي ؟
جنى : اي حاجه .
عندما عادا الى المنزل بعد ان تناولا العشاء في مطعم لكنه يشعر انها تخفي شيئاً اخر لانها مازالت متوترة وتعصر اصابعها .. بمجرد دخولهما الى المنزل ، استدارت نظر إليه بتردد : رواد .
رواد : عيوني امري .
جنى : انا اسفه .
رواد : ليش ؟ على ايش ؟
جنى : لا ، اسفه على اللي قلته لك بإيطاليا ، ما كنت ابغى اضايقك بس ..
رواد اقترب منها مبتسماً : بس ايش ؟
جنى : انا كنت بعرف بس ليش تزوجتني .
رواد : وما اقنعتك اجابتي برضو !
جنى : مدري ، ما اعرف .. بس انا اسفه لاتزعل مني .
ضمها لصدره وهو يستنشق الهواء بعمق : ولا اقدر ازعل منك والله ، ويعلم الله اني ما كذبت عليك بشيء وانك زوجتي لاني أحبّك وبس .
امسكت بكلتا يديه وهي تبتعد عن حضنه ، رفعت يداه ووضعتهما على عباءتها وهي تخفض وجهها الذي اكتسى بالحمره ..
لم يستوعب ما تريده منه ، لكنها تركت يده على عباءتها وظلت صامته مطأطئةً رأسها .
اغمضت عينيها بقوة لم يكن امامه سوى أنه شعر برغبة عارمة في تقبيلها وهي بهذه الحاله ، التوتر والخجل ينتابانها .. وصَدَق رغبته بالفعل ..
وبينما هو غارق في تقبيلها ويداه تطوفان جسدها .. انزل عباءتها ليستوعب حينها ما ارادته بالضبط .. اتسعت ابتسامته بل وضحك بدهشه : جنى !
احمر وجهها اكثر واغمضت عينيها مجدداً : مو اناا ....
قاطع تبريرها بقبله عميقه انستها اعذارها ..
صباحاً عندما استيقظت إثر صوته يناديها وهو يمسح على معصمها بخفه : حبيبتي وروووووحي وعمري واحلى وارق واجمل وحده ما بتصحي ؟
فتحت عينيها تنظر إليه ، رأته مرتدي ثوبه ، قعدت متسائله : وين رايح ؟
رواد : راجع للدوام (ثم ابتسم) بس ترى باقيلي معاك اسبوعين .
جنى : اسبوعين ايش ؟ رواد : من شهر العسل اللي رجعتينا منه ، بما انك تبغبنا نرجع حمني كمان ، ف يبقالي معاك اسبوعين بدونه .. ولووووو سمحتي ابغاهم اسبوعين متواصلين او اسبوع كامل متواصل ، عادي اي وقت لكن ممنوع الرفض .
جنى : يصير خير ان شاء الله .

******

قبل سنوات كثيرة ..
ظُهراً عائداً من مدرسته الثانوية ، يحمل بيده حقيبته السوداء التي تحمل كتبه المدرسيه ، عدّل نظارته الطبية وهو يمشي ناحية سيارة السائق لكن حالما اقترب من السيارة سمع همهمات غير مفهومه ، نظر إلى السيارة لم يجد السائق ، انتابه الفضول إلى تتبع مصدر الهمهمات الغير بعيدة .. وضع حقيبته بالسيارة مشى يتتبع الصوت .. وقف خلف الجدار يراقب احد الممرات الضيقه القريبة من السيارة ، وهو يرى السائق " عربي الجنسيه " ببدلته السوداء المعتادة يتحدث إلى شخص آخر لا يظهر منه إلا ظهره وشعره كستنائي اللون : إلى متى بننتظر ؟ تذكّر إنك للحين تحت التجربة وفي حال إنك ما نفذت جزئك المطلوب راح تتصفى ..
السائق : تهددني ؟
الشخص نفث الدخان على وجهه : سمّه باللي تبيه لكن وصلك العلم ، حنا ما نلعب معك .
السائق بغضب : احترم نفسك عاد و..
تعاركوا بالايدي ، ولم يستطع فهم الشتائم التي يلقونها على بعضهم البعض لأنهما كانا يتعاركان واصواتهما بدأت تُبح .. الشخص وضع يده على فم السائق ليسكته عندما بدأ صوته بالإرتفاع ، ثم وكزه بركبته في بطنه بقوه ، سقط السائق على ركبتيه يمسك بطنه بألم .. اعتدل الشخص في وقفته قائلاً آخر عبارة سمعها المختبئ قبل ان يهرب عائداً إلى السيارة : الليلة موعدك الأخيــــــر .
ومشى ليغادر المكان ..

اغلق باب السيارة بسرعة وقلبه يخفق بشدة ورعب من الحوار الغريب والرجل الغريب الذي رآه مع سائقه ، اغمض عينيه بقوة يلفظ أنفاسه ويهدئ من روعه .. وعندما عاد السائق الى السيارة ، حاول التصرف على طبيعته وقال : وين كنت تأخرت .
السائق : اعتذر .. ..

ليلاً في منزلهم وقف في منتصف غرفة اخيه يصرخ بهستيريا : خااااااالد .
دموعه تنزل بحرارة على وجنتيه ومازال ينادي بصوته المبحوح ، المرتعب
استيقظ بفزع ينظر إلى أخيه : خيــــر ايش صاير ؟
جابر امسكه من كتفيه واجلسه بقوة : تعال معاي ، خالد تعال معاي لازم تشوف ..
اخرجه من غرفته قسراً دون ان يفهم خالد ما الامر ، لكن جابر كان يبكي بشكل مرعب لأول مرة .. خرجوا من باب الفيلا الداخلي ، واخذوا يمشون بحديقة الفيلا إلى أن وصلا إلى بيت الشعر .. توقف جابر وترك يد خالد واستدار ينظر إليه : ادخل شوف ..
خالد بقلق : ايش فيه ؟
جابر : شوف بنفسك .
خالد وهو يمسك بالباب : والله لو مقلـ.....
بتر كلمته عندما سقطت نظرته على الجثث الملقاة أمامه ، تراجع خالد عدة خطوات إلى الوراء بصدمة وبدأ جسده يرتعش : هذاا ايــــــش ؟؟؟
جابر : ما اعرف ..
خالد امسك جابر بقوة من كتفيه وهو يهزه : اقووولك هذااا ايششش مين سوا كذا ؟؟؟ جابر تكلم !! مين دخل بيتنا ؟ مين قتلهم ؟ امي وابوي مين قتلهم ؟
جابر يبكي : ما اعرف .. ما شفته .. ماشفتهم ، ما شفت وجيههم ، كانوا ثلاثه ...
خالد : ثلاثه ايشش ؟ انت يعني شفت ان كانوا فيه ناس في بيتنا ؟؟ جااااابر .
ترك خالد جابر وذهب بسرعة إلى والديه المذبوحين أمام عينيه ، جثثهم ملقاة على الأرض .. والدته شبه عاريه وجسدها مليء بالكدمات ، الدموع العالقه على خدها ورمشها ، والدماء تغطي ملابسها ووجهها ، عينيها مفتوحتين بنظرة فارقت الحياة ...
رفع خالد كفها وانهار بالبكاء : امي تكفين قولي لي ايش صار ؟ مين سوا فيكِ كذا !
جابر : اتصل بالشرطه ؟ ولا الاسعاف ؟
خالد دفن وجهه بحضن والدته يبكي بحرقة وانينه يعلو دون ان يجيب إلى أن تلطخ وجهه بالدماء ويديه .. اما جابر اخذ يضغط على الارقام بهاتف والده ، يتصل بالشرطه لأن الاسعاف لن يجدي نفعاً فقد فارقا الحياة .
دموعه تتساقط على الهاتف وتضبب الرؤيا عليه ، وضع الهاتف على اذنه ليتحدث بصوت مرتجف : تكفى ساعدنا ، امي وابوي انذبحوا ...
كانت شكواه عشوائية متخبطه لا يعرف ماذا يقول حتى ، لكنه كان يختنق ببكائه .. لم يلبثوا سوى ربع ساعة حتى وصلت الشرطه إلى المكان ، لم تمضِ تلك الليلة على خيرٍ أبداً بل كانت أشبه بالسوااد الذي حل على ذلك المنزل ..

في الوقت الحالي ..
في المكتب .. خلل اصابعه في شعره وتنهد بضيق : والله مو عارف .
هو بغضب : انت مجنون انا كم مرة حذرتك !
جابر : صعب يا عماد وانت تدري انه صعب .
عماد : وتختار الموت ؟ انت عارف ان اول حاجه حيفكروا فيها اذا بيئذوك ، اهلك ! تدري صح ! جابر ، من البداية كان الشرط إنك تدخل بالمعمعه هذي لوحدك ، ايش راح تستفيد من زواجك الا المشاكل ووجع الراس ؟ والخوف والقلق طوال الوقت ! ماني قادر افهم انت كيف صاير تفكر ؟
جابر : عماد أحبّها .
ضحك عماد بشدة وكأنه سمع نكته جعلته يصخب بالضحك : جاااابر تكفى اي حب تتكلم عنه ، هو واحد زيك يعرف يحب ؟
جابر إستياء : ليش ماني انسان ؟
عماد : انسان انسان ، بس انسان راح يخسر بهذي الزواجه , مو من جدك بعد كل اللي سويناه بتهدمه بزواجك .
جابر : لاتقنعني ماراح اخليها ، وبعدين انا متطمن من ناحيتها .
عماد : الكلام معاك ضايع ، سوي اللي تبغاه بس لاترجعلي اذا تورطت !
جابر ابتسم بغموض جعلت عماد يشعر بالقلق : بإيش تفكّر يا جابر ؟
جابر : مين يعرف ؟ انت اكثر واحد عارف اني ما راح اغامر بدون ما ادرس الموضوع صح ؟ ليش الحين متوتر ؟
عماد : اذا فيه شيء بيوترني فهي لهجتك هذي ، مو زواجك أبد (ثم اكمل بحذر) بنت الناس مالها ذنب يا جابر !!!
جابر : قلتلك لاتخاف ، انا عارف اللي ابغاه .. بس محتار, جدة ماراح تكون مكان مناسب لي بعد زواجي ..
عماد : ووين تفكر تروح ؟
جابر : النرويج او اسبانيا .
عماد : اسبانيا أفضل بكثيــــــر من النرويج .
جابر : انا عارف ، لكن مبدئياً احتمال كبير اروح للنرويج اول ، بس هذا مو موضوعنا .. ايش صار على لمياء ؟
عماد هز كتفه : ولا شيء اخر حاجه عرفتها انهم حطولها محامي وطلعوا ملفاتها بالعيادات النفسية اللي كانت تزورها ، وراح يعرضوها على طبيب نفسي يشخص حالتها .
جابر : حلو ..
عماد : حلو ميـــــــن ياعمي ؟ ماتخاف تطلع من السجن ؟
جابر : واذا ؟ خلها تطلع وين المشكله خليها تعيش حياتها .
عماد : لا من جد انا ماعاد أفهم !!!

*****

امام منزل صوفي ، طاولة خشبية مستطيلة حولها كراسي خشبية ، وهم يجلسون حول المائدة المكتظه بالطعام .. بعد ان تعارفوا ..
صوفي وبجانبها حفيدتها روز ، ثم ماثيو ، وخالد ، وبيان ، وتنتهي الحلقه بروان التي تجلس بجانب صوفي ..
اخذوا يتحدثون بمرح ، وروز ذات الاثنا عشر سنه تحكي بحماس عن رحلتها المدرسية ..
ثم تساءل خالد : " إذاً أنت طالب في نفس الجامعه التي أعمل فيها "
ماثيو ابتسم : " يبدو كذلك ، لكنني لا اذكر انني رأيتك من قبل ومع هذا تبدو مألوفاً لي "
ثم وجه نظراته إلى روان قائلاً : " هل أنتِ أيضاً معنا بالجامعه ؟ "
لم تفهم ماقاله ، ليقول له خالد : " انها لاتتحدث النرويجيه "
ماثيو بالانكليزية : " هل تبدو هذه اللغة جيّدة إذاً ؟ "
روان : " نعم "
ماثيو كرر سؤاله واجابت : " لأ ، جئت كزيارة فقط ، انا لا أدرس هنا "
ماثيو :" هذا رائع ، وبأي مستوى ؟" روان : " مازلت في الثانوية لم اتخرج بعد "
ابتسم ماثيو : "إذاً انتِ تصغرينني ، انا مازلت في الواحد والعشرين من عمري ، وانتِ ؟"
روان :" سأكمل العشرين في شهر مارس العام المقبل "
ماثيو : "هل جربتي ركوب الخيل ؟ ما رأيك بأخذ جوله ؟"
روان نظرت إلى بيان بإرتباك .. ابتسمت بيان : ماقد جربتي ؟
روان : لا .
بيان : جربي ليش لا لازم تجربي حتنبسطي ، انا لو اني مو حامل طلعت .
ماثيو :" مابك ألا تريدين تجربة ذلك ؟"
روان : " لا اعلم ، لم اجربه من قبل ، اشعر بالخوف قليلاً "
ماثيو :" لا بأس ، الخيل الذي أحضرته خيل مروّض ومعتاد على الناس "

تركب على ظهر الخيل وهي متمسكه بالسرج بقوة تخشى من السقوط ، وماثيو يمشي بجانب الحصان ممسكاً برباطه لكي يمشي بهدوء .. اخذ يحاول التحاور معها والتعرف عليها ، كانت تجيبه على اسئلته بإختصار .
ماثيو :" هل جميعكم مسلمين ؟"
روان :" اجل "
ماثيو : " جميل ، اما نحن ف ننتمي إلى المسيح ، لكنني أحب إختلاف الديانات جداً ، لدي أصدقاء يهود وأيضاً مسلمين ، وقد تعرفت مؤخراً على صديق لا ديني (ضحك) احاول إقناعه دائماً بالمسيحيه لكنه يرفض اعتناقها .. وكذلك احد اصدقائي اليهود حاول معه لإقناعه بها واحضر له التوراة ليقرأها والتلمود لكنه عاد في اليوم التالي قائلاً بأنه لم يقتنع "
روان : " لماذا ؟ "
ماثيو :" لا اعلم لكن أنا اجد ان اليهود متشددون قليلاً في بعض الأمور ، لا اعلم من اين يأتون بها ! لكن في نفس الوقت انا لا احب مغالطة اي أحد بدينه ، وأظن أن هناك آية عند المسلمين بالقرآن تفسر حالتي هذه "
روان بإستغراب : " آيه ؟"
ماثيو :"نعم تلك التي تقول (لكُمْ دِينُكُم ولِيَ دِين)"
روان بتعجب :" هل تقرأ القرآن ؟"
ماثيو :" أحياناً ، الحقيقه أنني أحب التعمق في الاديان السماوية ، وقد قرأت التوراة أيضاً ، لكن القرآن لم اكمل قراءته "
روان : "لماذا ؟"
ماثيو : " لم تسمح لي الفرصة بإكماله "
روان بحماس وهي تتخيل نفسها ستدعوه للإسلام : " هل تفكر بتغيير دينك ؟"
ضحك ماثيو :" لا ، لكن أحب أن اكون مطلعاً "
روان :" إذاً هل قرأت عن الإسلام ؟"
ماثيو :" اجل أحب القراءة فيه ، لكن هناك مالا أفهمه بشأن الإسلام "
روان : " ماهو ؟ ، او لا لا تخبرني "
ماثيو : "لماذا ؟"
روان :" لا اثق بأنني سأمتلك جواباً "
ماثيو :" لا اعلم ، لكن اريد إخبارك ولا يتطلب الأمر منك الإجابه ، تنتابني الحيره في تعدد الزوجات في الإسلام "
روان : " أليس لديكم مثل ذلك ؟"
ماثيو :" لا ، حسناً هناك فِرق بالمسيحيه يرون أن التعدد جائز ، وفرق أخرى يرونه امر محظور فلا يجوز للزوج سوى زوجة واحدة حتى تموت او يموت هو ، لكن بشكل عام تحظر الكنائس تعدد الزوجات"
روان :" لم اكن اعلم ذلك ، لكن ما رأيك في الأمر ؟"
ماثيو بضحكه :" لا أحب إبداء أي رأي أفضّل أن اكون قارئاً فقط دون ان اتحمل عناء التفكير في رأي "

عندما عادوا للمنزل وروان تتحدث لبيان عما دار بينها وبين ماثيو .. بيان بضحكه : شكله هو اللي اقنعك بالمسيحيه .
روان ضحكت بشدة : لا اعوذ بالله .
ثم نظرت بيان إلى خالد قائله : وانت شرايك بالتعدد ؟
خالد بتهكم : هذا شرع ربنا ولا بتلحدوا ؟
بيان رفعت حاجبيها : لا لا لحظه ايش قصدك يعني عادي عندك تعدد ؟ خالد خلع معطفه وعلقه بالقرب من باب المنزل : الله اعلم .



روان جلست تضحك على غضب بيان : نعــــــــــــم ؟؟؟ خاااالد .
خالد : قلتلك الله اعلم يعني كل شيء جايز محد يعرف ايش بيصير بالمستقبل .
بيان : يعني انت عادي تتزوج علي ؟ لا قول لي من دحين احسن عشان اذا رجعت روان ارجع معاها .
خالد : وتخليني ؟
بيان : طبعاً اخليك اجل تحسبني بسكتلك اذا تزوجت ؟
خالد امسك بذقنها : نشوووف .
بيان : خاااااالد .
خطف قبله سريعه : امزح .
ارتبكت هي ودفعت يده قائلة : طيب لاتتحمس .
حينها شعرت روان بأن وجودها عائق ، تمنت لو أن الأرض تبتلعها .

\\

بعد عدة أيّام ..
في مزرعة الفراولة .. اعطاهم صاحب المزرعة سلال خزفيه ليقطفوا الفراولة ويضعوها فيه ، اخذ يشرح لهم بطريقة مختصره كيفية قطف ثمار الفراولة الناضجه .. بعدها تركهم بين اشجار الفراولة الحمراء الزاهيه ، روان والابتسامه تعتلي شفتيها : الله ، مره مره مره حلو المكان .
بيان بإبتسامة : كان نفسي نجي اول ما جيتي بس يلا مو مشكله نختم رحلتك للنرويج بالمزرعة ..
روان بأسف : لا تحزنيني وتذكريني ان هذا اخر يوم لي هنا .
بيان : والله انا اللي مرة زعلاااانه لأن الاسبوعين مروا بسرعة ، ليش ما تمددي ؟
روان : والله ياليت بس خلاص عاد مصختها .
ضحكت بيان وهي تجلس لتقطف الفراولة : يابنت عيب عليك والله وجودك مرة مسليني ومبسوطه لاني شفتك وعرفتك .
روان : اه والله بيونه انا اكثر بكثيــــر .
اخذتا تتحدثان بعدها بمواضيع عشوائية متفرقة ، تاكلان من الفراولة .. تلتقطان الصور التذكارية ، تتشاركان الضحك والتعليقات التهكميه ..
روان : بيان مين اكبر انتِ ولا سلطان ؟
بيان : انا بس الفارق بيني وبينه شهور الحمل بس ، اقل من سنه يعني .
روان بإستغراب : اما فيه حمل يجي بعد الولاده على طول ؟
بيان : ايوه كثير .
روان تنهدت : طيب بسألك كيف تحددي اذا انتِ حبيتي شخص ولا بس تعودتي عليه ؟
بيان : سؤال صعب بس لما تحسي إنك مستعدة تقدمي هالشخص على نفسك هذا حب .. يمكن كذا .
روان : وتتوقعي ممكن ننسى شخص حبيناه ولا بيجلس غصه طول الحياه !
بيان : بكل مرة راح تحبي راح تحسي ان هالشخص مابعده ولا قبله احد وصعب تتخطيه وفراقه يئلمك ، كأنك تنازعي روحك .. بس لما تمر فترة على فراقكم انتِ راح تتجاوزيه مع الايام وتحبي غيره اذا اعطيتي الحب فرصه ، وراح تحسي بنفس المشاعر لكن بشعور مضاعف لدرجة انك تستتفهي مشاعرك مع اللي قبله .
ابتسمت روان : جربتي تحبي بمراهقتك ؟ حب طايش غير خالد .
ضحكت بيان : صراحه ايوة بس زمان مرة ومحد يدري الا امك لاني على ايامها كنت احكيلها .
روان : وتعديتيه بسرعة ؟
بيان : صراحه انا اكتأبت بسببه ومن جد من جد كنت قاطعه وعد اني ماراح احب ابداً ولا راح افكر بعواطفي ، شغلت نفسي بالدراسة فترة طويلة لحد ما صار عمري 26 سنه ، بس المشكله انا ماكان عندي هدف او طموح ، بس كنت بشغل وقتي بالدراسة عشان ما يكون عندي وقت فراغ .
روان : ليش كم كان عمرك لما حبيتيه ؟
بيان : كنت بالثانويه تقريباً وهو كان ولد جيراننا وصاحب سلطان اتذكر وقتها عمري 18وهو 20 (ضحكت) كلنا كنا صغار .. تدري اغرب حاجه لما تتذكري ذكرى كانت تحرقك ودحين تضحكك وتحسي انك كنتِ بزره ، اتذكر اني كنت ما ارضى اروح للمدرسة الا لما اشوفه بالشارع واصبّح عليه ، مع انه كان جامعه يعني اوقات دواماتنا تختلف الا انه كان يتعمد يطلع كل صباح عشان نشوف بعض قبل ما اروح المدرسة .
روان : هههههههههههههه كان يدري يعني انك تحبيه ؟ بالله تحمست حكيني .
بيان : لا هو وقتها ما كان يدري بس تقدري تقولي كان يحبني هو كمان وكل يوم بالليل يمر سلطان عشان يروحوا النادي سوا ولما يرجعوا اتعمد افتح الباب لسلطان عشان المحه ..
روان : خالد يدري ؟
بيان : لااااا طبعاً ومستحيل أقوله والله مو ناقصــــه يجلس يفكر ويتضايق على شيء راح وانتهى ..
سكتت الاثنتان لوهلة ثم قالت بيان وهي تبتسم : مرت سنين وانا اسأل نفسي لو رجع الوقت هل كنت راح اعتذر لهاني على عنادي له واغير رأيي ؟ طوال السنوات كان الجواب انه لو رجع الوقت كان اخترت هاني ..
روان : بيان ..
بيان بشرود : بس خالد غيــــر ، غيــر يا روان خلاني استغفر عن كل مرة بكيت فيها شوق على هاني ، وكل مرة حسيت ان قراري كان خطأ ، خلاني احمد ربي اني سافرت وما استنيت هاني يتخرج ، انا كنت اشوف هاني شخص مثالي بشكل كافي عشان ابني احلامي عليه ، بس خالد نسفها كلها لأنه اعطاني واقع احلى من احلامي كلها ، وعلمني ايش يعني يكون قلبك بصدرك طوال الوقت بس مو ملكك ، كيف تحبي شخص بنفس القوة كل يوم ، كيف تحسي بلذة الوقت مع نفس الشخص كل يوم ، علمني كيف ان هاني مجرد تجربة ما تمت للحب بصله ..
روان بضحكه : الله ووين خالد يسمع هالكلام , بس أصلاص ليش تركتي هاني؟
بيان : سبب تافهه تخاصمنا يمكن على السفر انا كنت بسافر وهو مايبغاني اروح قلك راح يشتاقلي وقلتله انه لو صادق يجي يخطبني المشكلة اننا بزراااان مو وجه زواج وقالي انه بيتقدم لي لما يتخرج بس عاندته وتخاصمنا وافترقنا ..
ضحكت روان بشدة اما بيان قطعت ضحكتها ووجهها يتجمد فجأة : روان .
روان استدارت تنظر إليها : ايش ؟
لتجدها تضع يدها على بطنها ويتحول الجمود إلى ألم : رواان رواان تعالي أحس بألم ، اتصلي على خالد (رفعت صوتها بقوة ثم صرخت بألم) بسسسرعة .
روان بإرتباك : ايـــش ماعندي رقمه ..
بيان جلست على الارض وهي تعتصر ألماً : خذي جوالي بلييز بسرعة مو قادرة أحس اني بولـــد .
جلست روان وهي تخرج هاتفها من الحقيبة ، اخذت تبحث بين الارقام عن رقم خالد حتى وجدته ، اتصلت سريعاً ، ليجيب خالد بإبتسامه : هلا بعمري .
روان بإحراج : اا انا روان .
خالد : اووه اسف احسبك ...
قاطعته روان : بيان بتولد ممكن تجي بسرعة ...
قطع عليهم صوت انين بيان وبكاءها : ابغى مويه ..
روان والتشتت يملؤها وقفت تنظر حولها : من وين !
خالد بربكه : خلاص انا اجيبلها وانا جاي.
روان : بسرعة بالله انا مااعرف اسوي شيء .

عندما سكن كل شيء وهدأت هي وهدأت حركة الممرضات بالغرفة ، وخرجت الطبيبة بعد أن اطمأنت على صحتها وصحة الطفله .. أحضرت الممرضه طفلتها لها وهي تضعها على صدرها بإبتسامه وعيون غارقه بالدموع ، قبّلتها بحب هامسه : الحمدلله على سلامتك يا روح ماما .
دخلت روان بإبتسامه واااسعه : بياااان الحمدلله عالسلامه .
بيان : الله يسلمك روان .. خالد وين ؟
روان : ما اعرف ما شفته ، ها ايش قررتي تسميها ؟
نظرت بيان الى الطفله الهادئه النائمه على صدرها : ماني عارفه .. ايش يناسبها !
قطع عليهم دخول خالد بباقة الزهور وابتسامه واااسعه : السلام عليكم .
الجميع : وعليكم السلام .
انحنى إليها وقبّل جبينها : الحمدلله على سلامتك .
بيان : الله يسلمك حبيبي ، مافكرت بإسم ؟
جلس خالد وهو يحمل الطفله ويسمي بالله والابتسامه الواسعة تعتليه ، اخذ يقبل خدها ويستنشقها بحب ، يداعب خدها بأنفه : يا روح بابا اخيراً جيتي ، والله من جد جايه من مزرعة فراوله .
ضحكت روان بخفوت ، بينما قالت بيان : قاعدة اكلمك ولا من دحين بدأنا نسحب ؟
خالد قبّل خد الطفله مجدداً ومسح على شعرها ، وضع سبابته بالقرب من يدها الصغيره فأمسكته ليشعر أن العالم بأسره يحتضنه : ياعمري المسكه ياناااس .
بيان : خاااالد .
خالد : هلا .
بيان : اقولك ايش نسميها ؟
خالد ظل ينظر إلى وجه طفلته ، ثم ضحك : بنان ، زي اسمك .
بيان : لالا لخبطه بنان بنت بيان ..
خالد هما ما حينادوها بنان بنت بيان حيقولوا بنان بنت خالد .
بيان : اسم ثاني اسم ثاني .
خالد : اممممم بشرى .
بيان : لا .
خالد : تباشير .
بيان : احلف عاد مارضيت بالمفرد تجيبها بالجمع ؟
ضحك خالد : ماني عارف .
بيان : وانتِ شرايك ؟
روان : امممم رنيم .. او ايلين .
بيان : آيلان ..
روان : صح حلوو .
خالد : لالالا مو حلو ، طيب حور ؟
بيان عقدت حاجبها : اذا مو فلك قريبة فلك ؟
ضحك خالد بشدة : والله ما فكرت فيها ، خلاص يختي اختاري انتِ .
بيان : آيلان او ماريا .
خالد : ماريا ...

\\

بعد يومين .. يوم خروجها من المستشفى
وضع خالد الحقائب عند مدخل الفيلا المستأجرة في المنتجع , بيان وهي تتلفت بإنبهار : ياروحي يا خالد توقعتك نسيت !
خالد : وانا اقدر انسى ؟؟ بس شرايك تراه ذوق روان هي اللي حجزت ذا المكان .
بيان نظرت إلى روان التي تحمل الطفله وتداعبها : روااااان الله لا يحرمنـــي ..
روان بإبتسامة واااســـعه وتهكم : اسمعي تكفين أبغى آخذ ماريا معي جدة مقابل تعبي بإختيار الشاله .
بيان : والله تنقلعي انا تعبت عليها .

\\

واقفه امام المسبح ، بفستانها الخمري الذي تحركه الرياح مع شعرها .. تتنفس بعمق وتفكّر بقلق علمت للتوّ أن رعد أيضاً سيأتي قلبها يرتعش تخشى رؤيته ظنت أنها تجاوزته لكنه عاد ، عاد ليذكّرها به وكأنه يأبى الرحيل عن عقلها وقلبها ..
شدت على نفسها تشعر ببرودة الهواء رغم اعتداله وماهي إلا لحظات حتى سمعت صوت بيان من خلفها : روان .. وصلوا .
حركت رأسها بإيجاب ومضت خلف بيان لتدخل إلى الفيلا ذات الثلاث طوابق بـ 6 غرف نوم كل طابق به غرفتين ومطبخ وحمامين داخل كل غرفة ، بإستثناء هذا الطابق الأرضي الذي يوجد به صالة واسعة بجدار زجاجي ، وطاولة طعام ومطبخ كبير .. وبالخارج مسبح متوسط الحجم تابع للفيلا ، ومسابح صغيرة على طرق كل طابق .. الاشجار والخضرة تحيط بالمكان من كل اتجاه سوى اتجاه واحد وهو الطريق المؤدي للمنتجع بأكمله والبحر والمطاعم وغيرها .
دخلت من باب المسبح إلى الصالة الواسعة وهي تراهم يدخلون من الباب بحماس ، يعانقون بيان ، يرحبون بها بحرارة ..
رعد وخالد وسلطان قاموا بإدخال الحقائب والابتسامة تزيّن وجهيهما .. حضرت جوانا فقط لكن تمارا يبدو أنها لم تأتي ولا عبدالرحمن لم يأتِ .. جنى ورواد وصلا إلى جِدة في نفس يوم رحلتهم إلى النرويج ولم يتقابلوا لذلك لم يأتيا أيضاً .. ووالدتي سما .. وكذلك ميار وخالي سليمان وسلطان . كنت اقِف بعيداً عنهم قلبي يرتعد وأنا أحاول التفكير بسرعة كيف أتصرف وكأنه غير موجود ..
لكن ماحصل هو أن عينه التقت بعيني وكردة فعل سريعة لم افكّر بها اشحت عنه ومشيت إليهم بإبتسامه بمجرد ان وصلت إليهم حضنتني والدتي بشوق : حبيـــــــــــــبتي وحشتيني ، كيفك ؟ كيف النرويج معاكِ ؟ مبسوطه وانتِ هنا ؟
روان بادلتها الحضن : وانا اشتقتلك والله .
ابتعدت عنها : طبعاً مبسوطه والله فاتك يا ماما بيت بيان مكانه مرة حلو كله ورد واشجار وعرفتني على جارتها ..
سما وهي تمسك بيد روان : شكلو عندك اشياء كثيرة حتحكيني عنها ، تعالي نجلس .
روان تركت يد والدتها قائلة : ماسلمت عليهم .
ميار : لا كويس لاحظتينا احسبك محددتنا معاه (تقصد رعد )
ابتسمت روان ابتسامه باهته وسلمت على ميار بهدوء وسليمان : كيفك يابنتي ؟
روان : الحمدلله بخير .
سليمان : يصير كذا تقطعينا كم لنا ماشفناكِ ؟
روان : حقك عليّ بس عارف كنت تعبانه شويه .
سليمان وهو يمسح على يدها : ما تشوفي شر يابنتي المهم إنك بخير .
عانقتها جوانا بحماس : رواااااان اشتقتلك اشتقتلك اشتقتلك مررررة .
روان بضحكه : وانا اشتقتلك أكثر ، وين تمارا ماجات ؟
جوانا بسخرية : قلك خايفه على مستقبلها ، تبغى تداوم بالجامعه وتستكشفها عشان عالاقل تلقى احد ضايع معاها ، تخاف تداوم بعد اسبوعين وتلقى انها هي الضايعة الوحيدة .
دخلوا الى الصالة وهم يجلسون ويتحدثون ، روان تتحدث مع جوانا والجميع يتحدث مع بعضهم البعض .
جوانا : انتِ مددتي اجازتك ؟
روان : ايوة كنت بمدده اسبوعين زيادة بس المدرسة ما وافقوا الا يمددولي اسبوع زيادة بس وهذا بعد مناااااحلة اعطوني الاسبوع .
ميار بمزحه : الا وينها عروستنا ماتبغي تورينا هي يعني ؟
بيان : نايمه قلت بصحيها لما تجو احسن ، دحين اجيبها تشوفوهاا .
جوانا : بالله بالله تشبهك ولا تشبه خالد ؟
بيان : اممم مدري احس لسه مو مرة واضحه ملامحها .
روان : بس حلوة ماشاء الله .
جوانا : اهـــم شيء ايش لون عيونها .
ضحكت بيان وقال خالد : عسليه .
جوانا : الله ، يا كلبه شفتيها قبلي !!!
روان حركت حاجبيها : فاااااااااااتك شلتها اول ما انولدت ونومتهااا ولبستهاا وتعلمت اروشها ، ولما مامتها تنام تجلس معايا وصرنا صحبات ، وانتِ لسه حتى ماشفتيها .
بيان : من جد الله يسعدها والله ساعدتني فيها كثيــــر روان .
روان : بس كيف انفع ؟
بيان : تنفعي ونص .
سلطان : ترى لي ساعة جالس وانتِ مو شايفتني روان .
روان : اما ما سلمت عليك !
قامت روان لتسلم عليه وقبل ان تعود نظرت لبيان قائلة : عادي اروح اجيبها ؟
بيان : تسوي خير مافيا اقوم

*****

في جدة وتحديداً بالمشفى ..
دخلت هي وتبعتها رند مفشين السلام .. وبعد أن رُد عليهم ..
اقتربت فجر منها وهي على السرير الأبيض والدموع عالقه في محاجرها : ماتشوفي شر نور ..
نور امسكت بيد فجر التي انحنت لتسلّم عليها : الشر مايجيك ام زياد .
جلست رند بجانب والدها الذي جعلها تقوم مرة أخرى لتسكب لوالدتها فنجاناً من القهوة ..
فجر وهي جالسه بجانب نور على السرير : ان شاء الله كلها فترة وترجعي أحسن من اول , بس خلي ثقتك بالله كبيرة , لا تتحطمي وتفائلي عشان تكون استجابتك للعلاج أقوى ..
قاطعتها نور وهي تضغط على يدها بيأس ودموعها تنهمر على خدها : فجر انا ما ابغى منك إلا إنك تسامحيني ..
فجر بسرعة : اسامحك على ايش والله ان مابيني وبينك إلا كل خير !
نور : على إني دخلت بينك وبين عبدالله , وانا أدري إنه يحبك وأدري إنك تحبينه بس استمرت معاه , كان عندي أمل إني بقدر أنسيه فجر .. بس ..
قاطعتها فجر : نور نور إيش هالكلام .. كل حاجه قسمة ونصيب إنتِ مالك يد وبعدين الله ما كتب لنا نكمل سوى انتِ ليش تقولي هالكلام انتِ مالك دخل والله انا مو شايله عليك بخاطري أبداً ..
عبدالله : نور ارتاحي يا عمري هالكلام ماله داعي وانتِ مادخلتي بين أحد انا اللي اخترتك ..
قاطعته نور : وبتنكر إنك تحبها ؟ عبدالله انا ما عاد احتاج هالكلام ولا احتاج منك تواسيني وتقنعني انك تخطيتها , قلتلك وارجع اقولك مرة ثانيه لو لسه تحبها تزوجها انا راضيـــه , وانتِ لو تقدملك وافقي والله ما راح تلاقي أحد يحبك أكثر من عبدالله يافجر ..
ارتبكت فجر وسكت عبدالله , واخذت رند ترتشف القهوة وهي تنقل نظراتها إليهم بهدوء وريبة من الموقف الغريب , لم تطل مشاهدة حوارهم فقد قطع عليها رنين هاتفها بمكالمة واردة من رشاد , بعد عدة إشعارات منه أيضاً .. لم تجبه بل اغلقت صوت الرنين فقط لكن هاتفها لم يكف عن الإهتزاز وكلما انقطعت المكالمة عاود الإتصال إلى أن شعرت أن هناك شيء ما .
اضطرت أن تخرج من الغرفة وتتركهم في حوارهم الغريب هذا لترد على إلحاح رشاد في الإتصال , ردت عاقدةً حاجبيها : هلا حبيبي .
رشاد : بلا حبيبي بلا زفــــت ساعة عشان تردي !!! ويــنك ؟
رند بصدمه : خيــر ؟ فيه شيء ؟
رشاد : إنتِ بالبيت ؟ إذا بالبيت بجيـك .
رند : لا مو بالبيت بالمستشفى عند نور .. اشبك ؟
سكت للحظات وانفاسه الغاضبه واضحه جداً ثم قال : likrnd هذا حسابك صح ؟
رند بعدم استيعاب : إيش ؟ وين ؟
رشاد كرر تهجئة الأحرف ببطء : هــــذا حسابك بتويتر صح ولا لأ؟
رند بعد لحظات من الصمت : إيوة ليش ؟
رشاد : وانا ممكن أفهـــــم انتِ ليش منزله صورك يعني ؟؟ استعراض ولا اتنشن ولا تدوري مدح ولا ليــــــش ؟
سكتت واتسعت احداقها عندما استوعبت الأمر : اما في صور أحسب اني حاذفه .
رشاد : لااااا والله احنا حنستعبـــط يعني ؟
رند وقلبها يخفق برعب : رشاد والله قديــمه الصور الحساب أصلاً قديم وانا حسبالي اني حاذفه الصور لأن ...
قاطعها : قسماً بالله لو دحيـــن دحيــن ما دخلتي وحذفتي كل الصور والله ما راح يمر الموضوع على خير .....
في نفس اللحظة خرجت فجر من الغرفة باكيه : كويس انك هنا , خلينا نمشي .
رند : ماما ايش صار ؟
فجر وهي تمسح دموعها : خلينا نمشي يلاا ..
سبقتها وهي تمشي لتقول رند : رشاد اكلمك بعدين .
ليحترق رشاد بالغضب أكثر ويغلق الخط في وجهها ..

الساعة العاشرة مساءً وميهاف برفقة زياد في سيارته ..
انزل المرآة الأمامية وهو ينظر إلى وجهه بإستياء : والله مو بشع لهالدرجة .
ازداد ضحكها : ايش لقفك تحلق وتملّط وجهك كذا ؟ والله لو تحلق بيوم الزواج زي كذا اني ماحزفك معايا خير متزوجة واحد بالمتوسطه انا ؟
زياد : خلاص عاد من اول تتنمري على وجهي .
ميهاف : ههههههههههههههههههههههههه طيب مو حلو .
زياد رفع المرآة مجدداً : هذا بدال ماتقولي لي انت حلو بكل حالاتك وتعززي لي !
ميهاف : لا معليش اكره وجهك وهو مصلّع كذا ما اقدر اجاملك .
زياد : تكرهي وجهي هذي قويـــه .
ميهاف : هذي الحقيقه ..
زياد رمقها بنظرة جعلتها تضحك اكثر : مو اكره وجهك نفسه قلتلك اكرهه بذا الشكل بس .
قطع كلامها رنين هاتفها , نظرت إلى الشاشة وزياد يقول : مين المزعج اللي داق ؟
ميهاف : هذي رند .
زياد : من جــــد مزعجة .
ردت ميهاف : هلا رند .
رند بصوت متحشرج : مشغوله ؟
ميهاف :انا مع زياد , في شيء ؟
رند سكتت للحظات : طيب ينفع تجي عندنا ولا ؟
ميهاف : لا صعبه بكرة دو....
رند باكيه : انا متضااااايقه تعالي قلبي يعورني مو عارفه ايش اسوي !
ميهاف : بسم الله اشبك ؟ ايش اللي مضايقك ؟
رند : من امس وانا اكلم رشاد واتصل عليه يشوف كلامي ولا يرد واصلاً كان كاتبلي كلام يعوّر وانه انصدم فيني وانه ماتوقعني كذا وانه كان يشوفني احسن من كذا وكلام يقهــــر طيب هو كان يعرف اني مو مثاليــه .
ميهاف : ليش طيب ؟
زياد بتهكم دون ان يعلم ما الأمر : خلااااااص يامزعجه الواحد ما...
قاطعته ميهاف وهي تضرب عضده وتشير له بأن يسكت , امسك بعضده عاقداً حاجبيه , شعر بأن الأمر جاد
رند : لقى حسابي بتويتر وحسابي فيه صوري بس والله الصور قديـــمه وانا ناسيتها ..
ميهاف بصدمه : من جدك كنتِ تنزلي صورك هناك ؟
رند : الحساب كان برايفت وربي قريب بس خليته عام ونسيت موضوع الصور اصلاً انا مو عارفه كيف لقى الحساب ..
ميهاف : والله مدري ايش اقولك , طيب احذفيها .
رند : بلا غباء اكيد حذفتها بس رشاد مو راضي يرد , ميهاااف انا خاااايفــــه ايش اسوي ؟؟
ميهاف : طيب خليه شويه لا تكلميه يمكن او اكيد انه دحين معصب وزعلان , خليه يروق واكيد حيرد من نفسه .
رند : انا خايفه من رده اصلاً .. احس قلبي بيوقف , امانه ميهاف تعالي فيه حاجه ثانيه بقولها لك وما ابغى زياد يدري عنها ..
ميهاف : والله ما اعرف يارند بكلم ماما اني حتأخر واذا وافقت بمرك .

\\

في فيلا فجر وهي تقف عند باب غرفة رند قائلة بهمس : خلاص ياخي ضف وجهك , بس لاتنـاااام ابغى ارجع .
زياد : والله هلكااان من الصباح صاحي , نامي هنا .
ميهاف : لا والله ؟ عشان ماما تجي تشوتني روح عني مو ناقصه , وبعدين ايش شكلي عند امك وانا نايمة عندكم كأني مو قادرة على فراقك .
زياد : طيب وهذي الحقيقة .
قاطعتهم رند بتجهم وهي تفتح الباب على وسعه : زياد لا تمصخها خليني اعرف اكلم البنت .
زياد عبس وجهه : مدري ميهاف متزوجتني ولا متزوجتك ناشبتلنا كذا ؟
رند : خلاص عاد ..
ادخلت ميهاف واغلقت الباب بوجه زياد لم تكن بمزاج جيّد أبداً ..
نظرت إلى ميهاف التي حكّت رأسها بإحراج , وتساءلت : كيف وافقت ايش قلتيلها ؟



ميهاف : ترى شرشحتني شرشحه الله لا يوريك وخلتني احلف حلف مغلظ اني بجي عشانك مو عشان زياد وعطتني لستة تحذيرات , واني حرجع الساعة وحده بالكثير , ف تعالي قوليلي ايش بتقولي .
رند مشت وهي تجلس على السرير : وين المشكلة لو جيتي عشان زياد مو خلاص انتم عاقدين .
ميهاف : لا طبعاً حتى لو عاقدين احنا بفترة الملكة وبعدين مو لهالدرجة طايرة عالزواج ومو قادرة افارقه عشان اجي لبيتكم , لالا غلط ماينفع .
تنهدت رند : كل الناس يعتبروه غلط صح ؟
ميهاف : ايوة يعني بيكون شكلك مو حلو اصلاً عند أهله بس انتم عارفين اني اجي عشانك او عشان امك ما اجي عشان اجلس مع زياد يعني ولا ؟
رند : انتِ معذورة بس انا ... (اغمضت عينها بقوة وزفرت مجدداً) انا خايفه يا ميهاف خايفه لأنه سافهني , اخاف فجأة يقرر ننفصل ..
ميهاف : لالا يا بنت تعوذي من الشيطان تنفصلوا عشان صور قديمه !
رند ودموعها تسيل على خدها : ما ادري والله بنجن من الخوف انتِ ماتعرفي رشاد كيف يغـــار .
ميهاف : حتى ولو يغار اكيد بيفكر انك منزلتها من زمان واكيد شايف التواريخ ولا متى كانت التواريخ ؟
رند : لا معليك التواريخ قديمه يمكن ب 2016 او 2017 كذا , بس ما ادري ما ادري راسي يعورني والله خايفه ..
اخذت هاتفها تنظر إليه : طيب هو ليش يشوف ولا يرد ! ميهاف والله بموت من الخوف تخيلي لو يقرر انه يخليني ونتطلق والله لانجن .
ميهاف : لا تبالغي يارند صدقيني مو صاير شيء , حتى لو فجأة قرر انكم تنفصلوا حاولي تشرحيله او تبرري له فعادي واكيد حيفهمك طالما يحبك ..
قاطعتها رند وهي تبكي بشدة : لا موعاااادي انا حامل ..
تجمدت ملامح ميهاف للحظات ثم قالت بصدمه : حامـل ؟؟ من متـــى ؟
رند : ما اعرف بس أكيد اني بالشهر الأول ..
ميهاف : انتِ مجنونه كيـــف تغامري كذا ؟؟ ليش ليش تخليه ..
رند قاطعتها : لأني حمااااره ما كنت ادري ولا اتوقع انه ممكن يصير شيء بيننا ويخليني اهلوسس واخاف انه يطلق , والله مو عارفه ايش اسوي ميهاف محد يدري وخايفه اقول وخايفه من جـــد يطلق ايش حسوي ؟
ميهاف امسكت رأسها تحاول استيعاب الأمر : والله يارند ما بكذب عليك بس انا خفت , اتصلي اتصلي عليه ..
رند : لا ما ابغى اقوله .
ميهاف : ليش ماتبغي تقوليله ؟؟ لازم يعرف !
رند : مو دحين ابغى اتأكد اول ..
ميهاف : برضو اتصلي خلينا نشوف يرد ولا لأ , ياربي رند جمدتي دمي دقي عليه .
رند حاولت الإتصال به مراراً إلى أن اجاب : نعم .
سكتت رند للحظات تنظر إلى ميهاف ثم قالت : كيفك ؟
رشاد : انتِ عارفه ان عندي دوام بكرة والوقـ...
قاطعته : بس انا من اول اتصل عليك وما رديت الا دحين ايش اسوي يعني ؟؟
رشاد : لأنك ازعجتيني ايش تبغي ؟
رند بغضب : ازعجتك ؟؟ انت موقف قلبي وبالنهاية تقول لي ازعجتك ..
قاطعها : رند اخلصي عندك شيء ولا اقفل ؟
رند بكت بغيظ : كـــل هذا عشان صور قديـــمه ؟؟ هذا وانت أكثر واحد يعرف ان المفروض تكون متوقع مني كل شيء خصوصاً بحياتي زمان ولا ناسي كلامك !
رشاد : اوك انا بقفل .
رند : والله والله لو قفلت يا ويـــلك , انا حذفت كل الصور حتى الحساب حذفته وانت عارف ان الصور قديمه وانا قلتلك نسيتها مو قاصده ليش تسوي فيّا كذا ؟ رشاد والله اعرف اني غلطانه بس حذفت ..
رشاد : رند نتكلم بعدين .
رند : لا ما ابغى نتكلم بعدين ابغى نتكلم دحين بعرف بإيش تفكر ؟ ليش ماترد علي ؟ ايش حتسوي ؟ لا تخليني آكل بنفسي وما اعرف بإيش تفكر , شوف والله لو فكرت انك تخليني ونتطلق ما راااااااح أخلّيـــــــــك (قالتها بتهديد) .
رشاد بنبرة ساخرة : ايش بتسوي يعني ؟
رند انهارت بالبكاء لتقول ساخطه : لا تكلمني كــــــذا أحر ماعندي أبرد ماعندك .. انا حــــامل يا تبــــــن .
سكت هو بصدمه اما هي اغلقت الخط وانهارت باكيه اقتربت ميهاف منها وهي تمسح على ظهرها : رنــد .
رند من بين دموعها : شـ ـايـ ـفه قلتـ ـلك يـلـ ـمح إنـ ـه حيخلـ ـيني .

*****

جالس امامها ينظر إليها بصمت إلى أن ملّت من نظراته الصامته وتكتفت : جايبني عشان تتأملني ولا وش سالفتك ؟
تنهد وهو يخرج من صمته : مو فاهم سلطان ليش يغامر عشانك ؟
ابتسمت : ليش ما استاهل ؟
هاني : ولا احد يستاهل ان الشخص يضيع حياته عشانه ولا أحـــــد , بس الظاهر مو بس الشلة اللي قدرتي تغويهم حتى سلطان .
لمياء : لا عاد لا تظلمني , سلطان بالذات ما تعاملت معاه كذا .
هاني : اجل اقنعيني ليش الرجال مهلوس فيك لدرجة انه يحاول بكل الطرق يبرئ قاتله .
لمياء : اممم اللي بيني وبين سلطان انت ماراح تفهمه .
هاني : تلمحي انك تبادلينه نفس المشاعر يعني ؟
لمياء : سلطان يستاهل .. الوحيد اللي يستاهل .
هاني : بس انتِ حتى بعد ماعرفتيه قتلتي , لو كان يستاهل من جد بنظرك كان وقفتي عالأقل وسلمتي نفسك .
لمياء : انا بررت لسلطان وما احتاج ابرر لاحد غيره .
هاني بغضب : والله يا لمياء بعد كل اللي يسويه سلطان عشانك لو مسّيتي شعره منه او تضرر منك اقسم بالله ما راح يردك عن القصاص شيء ..
خرج هاني غاضباً وسمح للطبيب النفسي بأن يدخل ليرى لمياء ..
مسح شعره وهو يشعر أنه سيُجن من توصيات سلطان له بأن يهتم بلمياء إلى حين عودته من النرويج .. ليصبح فجأة متستراً هو الآخر على طيش سلطان .

*****

تجلس والطفله الصغيره بحضنها تداعبها بحب ، لم تكن تشعر بنفسها ولا لين ملامحها ولا رقة تصرفاتها مع الطفله .. ضمتها لصدرها : ياعُمـــــــــلِــي ما ادري كيف ارجع واخليها والله تعلقت فيها ، عادي ارجعها معايا؟
ضحكت بيان : الله يبلغنا ونشوف اولادك .
سما : اميـــن الله يبلغني واشوف احفادي .
ابتسمت روان : امين .
تنهد رعد بخفوت دون ان يدركه أحد ، نظر إليها والابتسامة الواسعة تعتلي وجهها ، نظرتها المليئة بالحب والعاطفه تجاه الطفله ، زم شفتيه واشاح عنها .. يشعر بالندم لقدومه لأنها مازادته الا لوعة وسقم ، لم ينطفئ شوقه بل ازداد شده .
عاد خالد من عمله ، القى التحية عليهم ، وقبل ان يذهب إلى داره مر من جانب روان وهو يخرج رساله من جيب سترته قائلاً : روان ، ماثيو وصاني اعطيك هذي .
عقدت روان حاجبيها : ايش هذي ؟
اخذتها منه وهو يقول : مدري يمكن رساله .
غادر خالد ونظرات الجميع على روان والتساؤلات تملؤهم ، بيان بتهكم : الظاهر طيحتيه من اول نظرة ؟
ضحكت روان وهي تقلب الظرف ، وسما تسأل : مين ماثيو ؟
بيان : حفيد جارتنا بالريف ، لما عرفت ان روان جاتنا عزمتنا كلنا عندها عالغدا وكانوا احفادها موجودين ماثيو وروز .
سما : ماقلتيلي عنه روان (غمزت بتهكم) حلو ؟
رفعت روان حاجبيها وهي تضحك بدهشة : مدري عادي يعني حلو , لا يعني وسيم , مدري مدري ما انتبهت .
جوانا : الله الله لايكون هذا بيتر يا هايــــدي .
ضحكت روان بشدة : لاتتحمسوا .
بيان : لالا طالما فيها رسايل وحركات لازم نتحمس .
جوانا : بالله بالله افتحي الرسالة واقريها بصوت عالي .
روان : طيري عني اذاعة هي ؟ ما حقراها دحين .
سما : لالا من جد ذا لازم تحكيلي عنه .
ميار بشكل مفاجئ : مداك تخلصي عدتك اصلاً ؟ عشان يشوفك !
بهتت ملامح روان ، لتقول سما بإستياء : ميار واضح اننا نمزح .
ميار : حتى لو مزح كيف يشوفها وهي حتى عدتها ما خلصت ؟
بيان : ترى ماشافها شوفة شرعيه , شافها زيه زي اي واحد ممكن يشوفها بالشارع ، وبعدين ماصار شيء احنا بس نستهبل .
ميار : والله مدري عنكم عاد دامك مسفرة بنتك وهي حتى عدتها ماخلصت ف الله اعلم اي مذهب تمشوا عليه انتم .
سما : ميار ابعدي لسانك عن بنتي احسن ماهي حاله هي كل يوم مسلطه لسانك عليها .
بكت الطفله بإنزعاج ، وقامت روان وهي تهزها وتبتعد عن المكان بعد ان اختنقت من كلام ميار لها ..
بيان : عاجبك كذا ؟
ميار : كلمة الحق تزعل ؟ وبعدين لا من جد شايفين ملابسها ؟ هذي ملابس وحدة بعدتها ؟
بيان : المطلوب منها تجلس تندب حظها وتلبس ملابس مقطعه صح عشان ترتاحي انتِ !
ميار : لا طبعاً بس شرعاً ما تلبس ملابس ملفته .
سما : وانتِ ليش محسستني انها مشخلعه شوفي حتى فستانها محتشم ولا بس تدوري مشاكل ؟
رعد يجلس هو وسلطان على بعد بضع مترات عنهم ، وكل واحد فيهما مشغول بهاتفه ، ظل يحاول تجاهل جدالهم بأمر روان ، عقله بالكاد يفكر بأمر الرسالة وهو يشعر بناااار تشتعل في صدره .. شعر للحظات ان والدته محقه بشأن ما قالت الخطأ فقط طريقة قولها ، لكنها محقه .
قطع عليهم مجيء سليمان : عسا ماشر شفيكم ؟
سما بضيق : مدري شفيها زوجتك على بنتي كل ما شافتها تجلس ترمي كلام ، وكأن بنتي ذابحتلها احد .
ميار : بالله يا سليمان مو اللي تكون مطلقه مرة وحدة المفروض تجلس ببيت زوجها لحد ماتخلص عدتها وما تتبهرج بملابسها وتسافر ولا انا غلطانه لاا وفوق كذا متعرفه على واحد وبينهم رسايل !!!
بيان بإستنكار : يااااساتر منك يا ميار خليتي بينهم رسايل المسكينه ماتعرفه وربي ماشافته الا عالغدا ، وبعدين ...
قاطعتها سما بغضب : لا والله ودامك عارفه ان المطلقه طلقه وحدة تجلس ببيت زوجها لحد ماتخلص عدتها ليش لما طلقك سليمان بذيك الايام لميتي عفشك لبيت اهلك وخليتي رعد ؟ اذا ناسيه اذكرك !!!!
حينها نظرت بيان إلى رعد بخوف ، وسلطان رفع نظره ينظر إليهم .. كانت سما غاضبه جداً وميار أيضاً تتبادلان نظرات حاقدة .. لتقول ميار : قصدك اني خليتك تتحملي ولد ماهو ولدك ! هذا اللي مزعلك ؟
سما : انا ماقلت كذا رعد ولدي وماله دخل بالموضوع احنا جالسين نتناقش عالطلاق يافاهمه .
حينها قام رعد عندما شعر ان موجة غضبهما ستقلّب مواجعه .. خرج من الباب الخلفي المؤدي للمسبح ، اخذ يتنفس بعمق ، ماهذا اليوم الغريب !!!! بيان بإستياء : خلاص بس حرام عليكم انا ماجبتكم تزيدوني تعب وفروا مشاكلكم بجدة مو طبيعيين انتم .. وبعدين انتِ مالك دخل بروان ماهي بنتك ولا انتِ مسؤوله عنها .. عندك نصيحه قوليها بأدب واذا ما تعرفي الأدب ابلعي كلامك ميار والله مو حاله هذي ..
سليمان نظر إلى ميار بغضب ثم قال لبيان وهو يقبل رأسها : حقك علي .
سما : معليش ما كان قصدي ..
بيان قامت قائلة بضيق : بخلي الخدم يحطوا الغدا ، وان شاء الله اذا جلسنا عالسفرة ما تتناقشوا بمواضيع تغث .
ذهبت بيان وقال سليمان غاضباً : انتِ ليش ماتتعوذي من ابليس وتسيبي البنت بحالها ؟ كم مرة اقولك مالك شغل فيها تلبس تسافر تروح تجي لا تتدخلي فيها ماتفهمي ؟
ميار : دحين صرت انا الغلطانه !
سليمان : ميار اسكتي خلاص ولا اقسم بالله لاخذلك اقرب رحلة على جدة احنا جايين هنا ننبسط مو نزعّل بعض .
اشاحت بنظرتها عنه بغيظ ..
وبينما يقف هو ليستنشق الهواء عل تجدد الهواء في صدره يزيح الضيق عنه ، سمع صوت بكاء خفيف للطفله ، نظر امامه على الجهة اليمنى قليلاً ليجد روان تجلس بملامح عبوسه تتحدث إلى الطفله .. ود لو أنه يستطيع الإعتذار لكن كأن قدميه تصلبت بالارض .
تجاهل فكرته بمجرد ان رأى جوانا قد جاءت وجلست بالقرب من روان ويبدو انها تحاول الاعتذار عما حدث .. لم يدم الامر طويلاً حتى اخذت جوانا الطفله من روان وعادت الى الداخل بعد ان مرت من جانب رعد قائلة : ترى حطوا الغدا تعال .
القى نظرة أخيره على روان التي استندت على الكرسي وبمجرد ان رأته رفعت وشاحها وغطت شعرها وتحجبت عنه ، شعر بالضيق أكثر ثم دخل .
على طاولة الغداء الجميع موجود عداها ، قالت انها لاتريد ان تأكل ..
خالد نظر إلى ببان متسائلاً : ما حتاكلي هذا عالاقل ؟
بيان : لا هذا بس اكلي .
خالد : متأكدة انك ما بتاكلي اللازانيا ؟
بيان : لاتعذبني ، انا بالقوة قاعدة امشي عالجدول .
سما : جدول ايش ؟
بيان : كلمت اخصائية تغذية واعطتني جدول للاكل اللي يصلحلي بالنفاس وعشان الرضاعة وكذا ف مو كل شيء مسموح .
خالد همس مبتسماً : ياحظها .
بيان ضحكت : بطّل لكاعه ..
خالد بسخريه : وين روان ؟
بيان : عكرولها مزاجها وما تبغى تجي تاكل .. بالله ماتعرف ايش كاتبلها ماثيو ؟ بموت من اللقافه .
خالد : ما اعرف بس اصلاً خلاني اوعده محد يشوف الرسالة يقرأها غير روان .
ليلاً .. عندما انطفأت انوار الفيلا بالكامل وسكن الجميع إلى ديارهم ليخلدوا للنوم ..
اما هي نزلت بهدوء الى المسبح .. استلقت على عوامة كبيرة على شكل بطة صفراء تنظر للسماء ، تحرك قدميها بالماء والعوامة تتحرك بعشوائية بشكل طفيف جداً .
تنفست بعمق ، اخذت تنظر إلى الطوابق تتساءل هل سيكون الوضع مختلفاً إن كانت معه ؟ ، شعور غريب يجتاحها كلام ميار جعلها تحسب كم مر من عدتها لتتفاجأ أنها انتهت منه أصلاً قبل بضع أيّام .. هل هذا يعني أنها تحررت منه ؟ لم يعد للعودة مجال ؟ نزلت دموعها عندما شعرت بأن هذه هي النهاية لا محال ويجب ان تعتاد وأن تمضي قدماً في حياتها بدونه وبدون ان يأخذ جزء من أفكارها .
اول شيء طرأ في بالها هو ماثيو رسالة ماثيو .. الذي كتب فيها بعد المقدمة التقليدية المعتادة :
"لا اعرف كيف سأبدأ ، لكن لم تهدأ افكاري منذ أن رأيتك في ذلك اليوم ، وكأن عقلي سُلب مني ، وحتى قلبي .. افكاري كلها ولّت إليك ، لا اعرف كيف اصيغ مشاعري كما يجب دون ان أبالغ او حتى اجحف في حقها ، ولكن هل سأجد فرصة لرؤيتك مجدداً ؟ أود أن يتسنى لي الأمر للتعرف إليك أكثر إن كنتِ لا تمانعين ذلك ، وإن كنتِ غير مرتبطه كذلك .
ارجو أن رسالتي لا تزعجك ، واتوق بشدة لمعرفة ردك .
هذا رقمي إن أردتِ الرد . "

سجلت رقمه بالهاتف حينها لكنها لم تتحدث إليه .. لاتعرف ماذا تقول !! اسعدتها الرسالة ولكن شتتتها ..
لم تكن تخطط للدخول في علاقة أخرى بهذه السرعة ، ولا تتخيل أنها سترتبط بشخص غير عربي وتعيش بالنرويج بعيداً عن عائلتها مجدداً ..
ابتسمت للفكرة لكنها لاتريد الاستعجال بالرد او القلق ..
ارادت ان تأخذ مايكفيها من الوقت للتفكير ، لكنها الآن تفكر جدياً بالمضي قدماً واخذ القرار بدون ان يشوّش رعد عقلها .. تريد ان ينتهي كل شيء يعلقها ويربطها به .
اغمضت عينيها وتنهدت ، حسمت قرارها..
: انتِ مو لحالك عشان تجلسي كذا ....
فتحت عينيها عاقدةً حاجبيها بذعر ، هل تتخيل ام ان الصوت حقيقي ؟ ، رفعت جسدها وقعدت تنظر إلى المصدر لتجده عاقداً حاجبيه : ماخذه رااااحتك ولا كأن فيه رجال هنا .
روان بدفاع : الكل نايم .
رعد : ايش دراك ؟ انا ما نمت ، كنتِ عارفه اني صاحي يعني ؟
روان : ايش تبغى ؟
رعد : امي معاها حق كيف سافرتي وانتِ بالعده ؟
روان : مو شغلك لا انت ولا امك .
رعد : احترمي نفسك .
روان : انت اللي احترم نفسك وغض نظرك عني انا ماني حلال عليك عشان تجلس تطالعني ولا تكلمني كذا .
رعد : ولا انتِ حلال عليه عشان يراسلك ولا يشوفك حتى .
تحركت بغضب : مو...... انقطع صوتها عندما سقطت بالماء ، رفعت رأسها وهي تشهق بقوة : الله لا يوفقــــك يااااا زفــــت عاجبك كذا !!!!
رعد : انا اللي قلتلك انزلي المسبح ؟
روان : كل تبن .
كانت تريد الخروج من المسبح لكنها تذكرت أن ملابسها البيضاء ملتصقه على جسدها بسبب الماء ، نظرت إلى حالها والابيض تحول الى شفاف ، عادت تنظر إلى رعد بغضب : وانت ليش ما تنقلع عشان اطلع انا ؟
رعد تكتف بعناد : ماراح اروح خليكِ بالمسبح او اطلعي بكيفك بس ماراح اروح .
روان : يااا متخلف المويه بااااارده ، امانه روووح .
رعد : ماااا ابغى .
سكتت روان والعبوس بادٍ عليها واشاحت نظرها عنه تفكر .. ادخلت جسدها بالماء بالكامل بإستثناء رأسها لكي لا تشعر بالبرد ، مضت دقيقه كامله وهي على حالها وهو على حاله ، بل وجلس امام المسبح ، روان وعينيها على الماء : ممكن تروح ؟ ابغى اطلع يا رعد .
رعد : ماني ماسكك اطلعي .
روان : ما ابغاك تشوفني .
رعد : بس انا بشوفك .
روان : انت الظاهر ماتدري ان عدتي خلصت .
رعد : كذابه ماخلصت .
روان بدأت تغضب مجدداً : اقولك خلصــــت مو على كيفك هو .
رعد : مااا صارلنا شهرين بلا كذب .
روان : معتوه انت ؟ احنا بمحرم وانت مطلقني بشوال وتحديداً تحديداً يوم 9 ولا بتسوي نفسك مجنون ؟؟؟؟؟ يعني عدتي لها منتهيه اكثر من أسبوع .
رعد : ليـــــش ياروااان ليش خليتيها تنتهي ؟ انت تعرفي اني ابغاكِ وابغى نرجع ليش سافرتي ؟ كنتِ قاصده ان العدة تنتهي وماعاد نرجع ؟
روان : لا تسوي نفسك مصدوم انا قلتلك انت راح تحلم فيا ولا تلاقيني يا رعد ، انا طااااب خاطري منك ما ابغاك ولا ابغى ارجع لك ولا ابغى اشوفك ما ابغى شيء منك الا انك تروح دحين انا تجمدت بالمويه .
رعد : ليش ما تبغي تحسي ؟ والله اني مو قادر انام وانا عارف انك موجودة بنفس المكان بس مو معاي غرفتك ماهي نفسها غرفتي !! روان انتِ حبيتيني انا عارف مستحيل ماتكوني حسيتي بنفس شعوري برضو ! انتِ تعرفي ان الموضوع صعب ، صعب ..
قاطعته : رعد ارحمني والله بتجمد .
تنهد بيأس وقام ، اخذ المنشفه التي كانت تضعها على احدى الكراسي .. فردها بالهواء بكلتا يديه ثم قال : اطلعي .
روان : حطها وروح انا حطلع اخذها بنفسي .
رعد : لا تعاندي واطلعي .
روان : ر...
صرخ بغضب : قلتلك اطلعـــــي ليش ما تسمعي انا ابغى أكلـــــــمك .
روان : لااااااترفع صوتك علــــي .
رعد : طيب ممكن تطلعي ؟
روان بإستياء : غمض عيونك .
اغمض عينيه وخرجت من الماء .. وقفت امامه واستدارت ليصبح هو مقابلاً لظهرها ، امسكت بالمنشفة لتغطي نفسها لكنه سبقها وهو يحتضنها ويغطيها ، زفر بضيق قائلاً : فاكره لما ملكنا ورحنا الكباين .. كان المفروض كذا اغطيك .
تجمدت اطرافها ، شدت بالمنشفه على جسدها : وخر .
عانقها اكثر : وحشتيني .
روان : رعد وخر قلتلك خلصت عدتي .
رعد بلا اكتراث : ليش وانتِ عارفه اني أبغاكِ ، ليش ما بتعطيني فرصه أشرحلك ، ليش ما تبغينا نكمل ؟ أنا اعتذرت والله واسف الف مرة سامحيييني انا ندمت وادري اني فرطت فيك بس لاتحرميني منك ..


قال تعالى : (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إنّهُ كَانَ غَفَّارًا () يُرْسِل السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا () وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لكُمْ جَنّّاتٍ وَيجْعَل لَكُم أنْهَارًا)

كتابة : حنان عبدالله

حرر يوم الخميس الموافق
26-10-1441 هجري
18-6-2020 ميلادي





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس