عرض مشاركة واحدة
قديم 26-06-20, 08:00 PM   #276

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
افتراضي اغوار جاري .... الفصل السادس عشر

اغوار جاري

الفصل السادس عشر.......

(مصدومة فيكم!)

ما قصة الأصوات المبهمة والصرخات الادمية المنبعثة الى بيتها من مكان قريب؟ ما قصة اكاذيبه والمفتاح؟
من هو الساحر؟ من هو المشعوذ من هو القاتل الخطير؟ من قتل المسكين صاحب المتجر ومثل بجثته ومن رمى جثة الفتاة اسفل الربوة بعد اغتصابها؟
وضعت اناملها على جانبي جبينها وحركتهما بحركة دائرية وتماثلت صورة فوزية امام عينيها وسلبتها راحة الضمير وبقيت تفكر بحالها حتى وصلت لكنها لم تدخل بيتها بل وقفت بين الدارين ثم وجدت نفسها تطرق على باب الجار!
لمست قارعة بابه الثقيلة وبصدرها تفاؤل كبير لأن كل ظنونها خابت وبارع ليس كما تصورت وللمرة المئة نصحت نفسحها ان تتبين قبل ان تطلق الاحكام على الاخرين لكن من اسوء صفاتها التسرع والاندفاع وعم التريث عكس ذلك الجار الذي وجدت عنده برود وهدوء وتروي عجيب!
كانت مترددة لكنها من الزيارة لكن هذه المرة سايرت رغبة بداخلها وارهاصة ثقة بنفسها شجعتها ان تقابله الان وتعتذر منه على شكوكها الدائمة نحوه وتشكره على اهتمامه بها وتخبره عن فوزية وعما رأته من ظلم وتقول له كل ما يزعجها لانه يبدو هادئ بطبعه ومستمع جيد وربما ذلك ما شدها اليه وكأنها تود اتخاذه صديق وناصح بعد ان تغيرت نظرتها اتجاهه.
طرقت مرة واثنين وثلاثة حتى ظنت ان الدار فارغ وكأنه غير موجود وتملكها الإحباط!
قررت ان تقرع لمرة أخيرة وقبل ان ترفع يدها ابتسمت بشفافية عندما سمعت صرير الباب لكن الذي حدث عكس ما كانت تأمل!
سرعان ما تلاشت ابتسامتها وخفقت اهدابها بارتباك عندما ظهر لها لكن بهيئة غريبة جدا لم تألفها!
حالما رآها بدى الانزعاج والضيق واضحا على محياه وارجع الباب قليلا كأنه يعلن عدم ترحيبه بهذه الزيارة المفاجئة!
بدت عينيه حادة النظر جدا ارعبت قلبها المتذبذب وكأنه استحضر بهذه اللحظة كل مخاوفها وقلقها منه ومما يخفيه عن حقيقته الغامضة
ذكرتها العتمة التي سرت بعينيه بنظرة سابقة عندما كان يمسك القطة! كانت أنفاسه غير منتظمة وكأنه يلهث وراقبت تصبب العرق الذي يغطي جبينه وعنقه حتى ان قميصه رطب!
استغربت وانتابها الفضول رغم قلقها لتمد عينها خلفه مما فاقم من ضيقه منها ثم خطت نحوه كأنها تحاول الدخول قائلة: "مرحبا .... أخشى ان"
لم تكمل عبارتها وتغير تعبير بعينيها لتبدي دهشة واضحة عندما رد الباب بوجهها كأنه يريد ان يمنعها من الدخول وقال بنبرة جافة غير مرحبة: "ماذا تريدين؟"
رمشت اهدابها المرتبكة وهي تتأمل بوجهه الحاد التقاسيم وبخيبة: "اردت التكلم معك لكن يبدو ان الوقت غير مناسب"
قال بأنفاس مضطربة وهو يرجع الباب عليها أكثر ولاحظت عليه ان بصره مشتت بينها وبين الداخل كأنه يخشى من ان ترى او تفهم شيء!: "بالفعل الوقت غير مناسب اسف"
واجفلت بصدمة عندما اغلق الباب بوجهها!
بقيت متسمرة امام الباب لثواني غير مستوعبة تصرفه غير اللائق وحز ذلك بنفسها وتملكتها الخيبة والخذلان ثم عادت ادراجها ببطء لكن عيونها مشتتة كفكرها بالضبط ما به؟
ما الامر؟ ما هذا الوجه الذي قابلها به؟ لماذا بادي عليه الانهاك والانفعال؟ ملابسه غير مرتبة تماما حتى .... توقفت عن الانغماس بأفكارها وأغلقت بابها محاولة ان تتجاوز الامر لكنها فشلت وزممت شفتيها باغتياظ أيعقل ما تفكر به؟
ضاقت عينيها بالتدريج وزممت شفتيها يبدو ان بارع لديه ضيوف وجاءت لتفسد عليه لحظات انسجام مما دفعه لطردها.
امتعضت من الفكرة واتجهت فورا الى المطبخ ورمقت نافذة منزله المؤصدة بأحكام بنظرة اتهام ثاقبة ثم اشاحت ببصرها وانتابها استياء وضيق عميق جعلها تحرك الأدوات بتوتر وعصبية ولا تعرف ماذا تريد ان تفعل بالضبط حتى انها لم تنتبه انها وضعت الابريق على الموقد بلا ماء! .... نعم نعم بارع لديه عشيقة وطردها لأنها افسدت عليهما خلوتهما؟
ليتها ما ذهبت وما تعرضت لذلك الموقف الحرج وما رأته بتلك الهيئة المريبة .... حسنا .... ما شأنها به وبحياته؟ رجل أعزب ولا شك ان له علاقة بامرأة ما الغريب في ذلك؟
أبعدت الابريق بسرعة لما اعتلى الدخان وجهها وتداركت الامر يبدو انها بالفعل متخذة من واقعها ونفسها ومنغمسة بشكوكها نحوه وكأن الامر يعنيها والدليل عدم تركيزها فالشاي يغلي امام عينيها لدقائق وهي تتطلع نحو الابريق سارحة وكأنها لم تر كل هذه الفقاعات التي بدأت تنزل محدثة أصوات غليان عالية!
انتبهت عندما غمرتها رائحة الشاي المحترق واطفأت النار بسرعة وهي تغمغم: "اوو.... وه!"
انتابها الصداع وتركت كل شيء وخرجت من المطبخ
جلست هناك في الردهة بمكانها المعتاد على أحد كراسي الطاولة المزعجة المنظر ولا تعلم كم من الوقت مضى وهي مغمضة العينين ومسترسلة مع نفسها ولا تقدر ان تتجاوز ما رأته!
باتت لا تفهم ذلك الرجل على حقيقته وكأنه مغلف بالغموض أحيانا تراه كالرهبان وأحيانا تظنه قاتل مريض وأحيانا أخرى فارس جذاب لكن اليوم وجدته بصورة جديدة استفزتها جدا.... اليوم أدركت ان بارع ككل الرجال يميل الى اتباع غرائزه ولو بطرق غير شرعية!
سخرت من نفسها لانها وجدته مختلف واعجبت بشخصيته ولأنها اهتمت لأمره واخذ حيز كبير من افكارها وشغلها به ثم انتفضت واقفة عليها ان تفعل أشياء أكثر أهمية وتنتبه لدارها الذي يحتاج الى جهد مضاعف لإعداده بشكل أفضل.
استغرقت لساعتين تقريبا بترتيبات ربما كانت مجدية هذه المرة اذ تحسن منظر الردهة بعض الشيء وكأنها افرغت طاقتها وصبت الغضب الذي بداخلها على الأشياء هنا لتهرب من التفكير والإحباط المتسلسل منذ وصلت.
وما ان دخلت الحمام لتنظف قدميها المتسخة حتى سمعت طرق باب!

اتجهت حافية القدمين والمنشفة بيدها وفتحت الباب باهتمام وبداخلها قلق خفي من زيارة خليل لبيتها انه جريء ويفعلها لكنها اقوى من ان تهرب من كل مشاكلها وستواجه خليل وغيره
فتحت الباب بقوة مصطنعة لكن تعبير تغير بوجهها واشاحت ببصرها عنه بانزعاج وأدركت ذكائه ومكره لانه يغير إيقاع الطرق حسب الظرف وزممت شفتيها عندما اسند كوعه على إطار الباب وقبل صوته غمرها عطره عندما قال برفق: "اعتذر"
تطلعت به ووجدته يتأملها بالتدريج وتخيلت منظرها امامه بشعر مرفوع بفوضى عارمة متناثر الخصلات على عنقها ووجنتيها وقميص بلا اكمام وسروال مرفوع الأطراف الى ركبتيها وكأنها عامل بناء!
اما عنه فبدى لها بهيئة انيقة وكأنه استحم ورتب شكله ورائحة العطور الطيبة تنبعث منه مع كل حركة وفاجئها بقوله: "ادخل؟"
اسدلت اهدابها واتجهت الى الداخل بصمت كإشارة منها على الموافقة واستغرقت بإرجاع الكراسي التي كدستها فوق الطاولة الى مكانها متظاهرة بعدم الاكتراث ثم قالت متعمدة تجاهل موقفه السابق: "ماذا تحب ان تشرب؟"

خطا نحو الداخل تاركا الباب مفتوح كعادته وتجول ببصره في المكان قائلا وهو يقترب شادا الكرسي الثقيل من يدها واعاده الى مكانه: "مجهود مجدي .... المكان أفضل بكثير .... حتى ان رائحته أفضل"
لا تنكر ان وجوده خفف عنها الصدمة التي تلقتها لكنها مازالت منزعجة وتطلعت به ببرود عندما واصل: "قلت لي انك راغبة بالتكلم معي؟"
بقيت تتطلع به ولم تجد ما تقوله فكانت نظراته مربكة بصراحة كأنه يتفحصها من الداخل وليس الخارج فقط فتركته ودخلت المطبخ ووضعت ابريق القهوة على الموقد كأنها تهرب من التحدث معه ومن نظراته التي توحي بأنه معجب بها ولا تعرف ما بها خجلت منه هذه المرة ربما لانها غيرت نظرتها به فبالأمس وجدته بريء ومستقيم واليوم اكتشفت انه رجل مجرب وذو خبرة مع النساء وانغمست بخيالات غير بريئة نحوه!
لا تعرف أيضا ان كان عليها ان تعرف شيء عن علاقته وتبدي له عدم استساغتها لما رأته ام تلتزم الصمت لان ذلك ليس من حقا وان الذي حصل داخل بيته ويخصه وحده؟
وقف عند الباب وقال بصوته الهادئ النبرة: "اعجبني شاي النعناع استسغت مذاقه"
هي وببرود: "نفذت أوراق النعناع للأسف"
وضعت البن في الابريق وساد صمت سوى وقع خطواته خلفها وأدركت انه يقترب ربما لانها تتجاهله بوضوح؟
قال بنبرة خافتة من خلفها: "مرارا أغلقت بابك بوجهي فلا بأس ان افعل .... كنت متعب قليلا"
رفعت كتفيها واعادتهما وعندما سألها عن سبب انزعاجها التفتت اليه وقالت والحزن يغمرها وتناست في هذه اللحظة الموقف: "ان ما اراه في القرية من مواقف واحداث كل يوم يصيبني بالإحباط"
اومأ ببطء قائلا بنظرة ذات مغزى: "وما الذي احبطك بالتحديد؟"
تناولت منشفة قريبة وجففت يديها متجاهلة تلميحه المغرض واسترسلت بنبرة كئيبة: " استغرب .... كل ما ظننته عفويا وبريئا يتضح بمرور الوقت انه خلاف ذلك .... استغرب حقا .... كيف لذلك النقاء في هواء الأرياف والخضرة في الأرض والدفأ لم ينعكس على قلوب أصحابها الذين انتهلوا من عذوبة مائها! .... هناك ظلم .... هناك قهر وعنف .... هناك اضطهاد هناك خوف ومطاردة هناك خيبة .... امل"
رفع حاجبه واسند جسده على الرف الضخم قرب الموقد واحاط صدره بذراعيه وبدى مهتما لها وصاغي وكأنه يريد ان يفهم الكثير مما تفكر به!
سكبت له القهوة وقدمتها له ووجدت نفسها تخبره عن أشياء كثيرة .... عن البقال وعن فوزية وعن التحذير وعن البنت المعتوهة وعن قلق النساء هنا على بناتهن وعن الأطفال وعن سرقة عجلات سيارتها وعن الأكاذيب واسترسلت كثيرا كأنها وجدت عنده ما يشجعها على الاستمرار بالبوح عما بداخلها دون قلق لكنها لم تتطرق الى شكوكها نحوه او عن خليل وما ان انتهت من كلامها حتى وجدته يبتسم! وبدى لها بشكل اخر وهو يبتسم بدى بسنه الحقيقي الذي تخيلته وبضحكة اسنانه يبدو اكثر جاذبية!

قال متأملا بها: "تشغلين نفسك بأمور غيرك وترهقين قلبك بشؤونهم! .... الناس هنا اعتادوا على عدم التفكير فيما لا يعنيهم وعليك ان تنتهجي ذلك لتنعمي براحة البال"
استنكرت ذلك قائلة: "هذا غير منطقي .... كيف تفكر بالله عليك؟".... كل من هنا يعيش لنفسه وكأن القرية فارغة من الناس! ما هذه الانانية؟ .... استغرب حقا .... ظننت ان المجتمع الريفي أكثر تكاتف وتضامن وتعاون! مصدومة فيكم"
ارتشف اخر جرعة من قهوته وفاجئها بالقول: "انت انسانة صريحة جدا.... مع ذلك لم تخبريني عن حياتك شيء؟ .... عن السيدة التي كادت ان تأخذك لولا تدخلي؟"
اضطربت وبدى عليها الارتباك وقالت بتلعثم: "ليس هناك شيء مهم اتحدث عنه ولا اعتقد انني سألتك عن حياتك الشخصية"؟
وضع الفنجان قربه على الفورميكا الصفراء البالية وبدى غير مقتنع بردها
اقتربت لتأخذ الفنجان وتجنبت التطلع بوجهه عن قرب لكنها رمقته بنظرة قريبة عندما قال بجدية: "من هي؟"
شعرت بجفاف حلقها وهي مركزة بوجهه وانتابها قلق عميق مما تشعر به وأدركت ان ذلك الرجل يثير اهتمامها جدا ويؤثر عليها قسريا!

قالت بسذاجة دون ان تفكر بعواقب ذلك: "أتقبل ان اسألك عن تلك التي كانت معك؟"
تلاشى تعبير الجدية بملامحه بالتدريج واسدل اهدابه كأنه يفكر ثم رفع بصره واعتلت شفتيه ابتسامة ماكرة قائلا: "نعم اتقبل ... اسألي لكن مقابل ان تجيبيني"
تراجعت مبتعدة وتظاهرت بعدم الاكتراث ثم قالت وهي تدير الحنفية بصعوبة لتغسل كوبها بالماء الضعيف: "تعلم شيء؟ كنت ذاهبة لابلغ عنك الشرطة هذا الصباح"
ساد صمت وليتها ما تفوهت بذلك فكأن الجو تكهرب بينهما وبدى الصمت مقلق
لم تجرؤ ان تلتفت اليه وبقيت تدير الحنفية وانكمشت جدا عندما سمعت حركة جسده وهو يدنو خلفها!
امتعضت من اقترابه المقلق وتسمرت بمكانها عندما شعرت بدفأ جسده خلف ظهرها وكأنه يحاول الالتصاق بها!
بدت كأنها محنطة عندما وضع يده على يدها المتشبثة بالحنفية ويده الأخرى وضعها على الجهة الأخرى من حوض المغسلة وبذلك احتجزها بين ذراعيه ولا تعرف كيف تتصرف مع حركته هذه؟
بدأ يدير الصنبور بقبضة قوية عدة مرات معتصرا اناملها تحت راحة يده وبذلك جرى الماء وأصبح اقوى واستمر حتى بللتها قطرات الماء المتناثرة على المصفاة وهمس بأذنها بنبرة توضح استيائه وقد اختلط صوته الخافت مع هدير الماء القوي: "ما الدافع وراء اصرارك على التبليغ عني؟ ماذا وجدت بي؟ فعلت لك شيء؟"
وقبل ان تجيب ادارها بقوة واتسعت عينيها من كمية الغضب بعينيه وكان مازال محتجزا جسدها بين ذراعيه!
نطقت بتلعثم وهو يتأمل بشفتيها والماء يتدفق بعنف في المصفاة وبلل ظهرها كليا: "أ .... كنت .... اعتقدت"
سقط الفنجان من يدها وتهشم وانتشرت شظاياه على الأرض قرب قدميهما!
.................................................. ................................

كانت مستلقية على بطنها بمنتصف السرير ومسندة وجنتها على الوسادة وتستمع الى زقزقة عصافير الصباح على نافذتها كأنهم يخوضون مشاجرة عنيفة وكانت دموعها تنساب على الوسادة "رغما عني يا سحاب .... الامر ليس بيدي .... احببته .... ضعفت سلمت وكان ذلك اول محطة في طريق التهلكة ومن هنا كانت بداية النهاية.... اعلم انني أخطأت وارتكبت لكن لا أقدر ان اخرج من ذنبي .... كل يوم أجد نفسي أغرق أكثر وأمك وتوفيق السبب .... توفيق الأمواج التي اخذتني الى منتصف البحر ورمتني هناك ولم أجد حينها غير يد بشير مرادي من امتدت لنجدتي وعندما تشبثت بها وجدتها بدلا من ان تسعفني فقد جرفتني الى الغور"




هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس