عرض مشاركة واحدة
قديم 29-06-20, 09:28 PM   #200

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي عفوا صغيرتي

الفصل السادس عشر

طافت بعينها بأرجاء المكان الذي غادرته منذ ما يقارب سنتان وعادت له منذ سبعه أشهر تقريبا ابتسمت بشحوب هل حقا مرت تلك الفترة علي ذهابها ما بين سفرها لخاطر وخالتها ثم رجوعها هنا ! إلي المكان الوحيد الذي لا يحمل بذكرياته سوي حلوها ! تلك الحديقة ! تكاد تقسم أن صوته يتردد بأذنها وأنه يقدم لها المثلجات بنكهة الفراولة وأنه يبتسم الآن علي كلماتها " أنا حين أشعر بالسعادة اشرب عصير الفراولة " فترن قهقهته التي تأسرها بأذنها زمت شفتاها تضم ابتسامتها الشاحبة لها وهي تستوعب بأن كل ما يراودها الآن مجرد ذكري ضحكته ووقفته جانب بائع المثلجات هناك ليس هو ! بل آخر يبتسم لحبيبته بسعادة ! إنه سراب فقط ! لا زالت تعيش علي سرابها هل تستطيع الحياة علي مجرد ذكريات ! وتبتسم ! وتكمل باقي عمرها ! سحبت نفسا عميقا تأخذ به نسيم ذكرياتها التي تتراقص أمام عينها كأنها تحدث للتو ! ابتلعت غصة وعينها لا زالت تتحرك بالأنحاء كأنها ستجده يبتسم لها وهو يأتي من الممشى الطويل الذي يقابلها الآن لكن كل هذا عبث !نظرت لدفترها المرتاح علي رجلها كأنه نائم يحمل بين أحلامه كلماتها وحزنها وفرحها تلمسته بحب وهي تفتحه وتهمس داخلها ., صديقي العزيز لا تمل مني يوما,وأخذت قلما من مكان مخصص بغلافه ودندنت بحروفها معه (علمت أن ساهر أخذ الدكتوراه بامتياز وأنه لن يأتي لهنا لقد قدم له عرض بالعمل بأحد الجامعات هناك ,رأفت يقول أنه سيوافق وسيستقر بأمريكا ... ما لا أعلمه لما لم يتزوج إلي الآن حتى أنهي وعدي مع أبي خاطر يكفي تقيده إلي الآن طلبت منه أن لا يترك يدي ولا ينفصل عني إلا بعد زواج ساهر لم يتفهمني وقتها ولكن قال ما دمتِ هنا ببيتي ولا زلتي بفترة علاجك ستظلين زوجتي اسما كي لا يكون وجودك هنا فيه عائق لكي ولا لي !لكن حين انتهاء تلك الفترة لنا كلام آخر ! ولم نتكلم ! أنا أتيت لهنا طلبا مني فيكفي ما فعله لأجلي فله حق الحياة دون عائق ! لو عشت عمري كله أشكره ما وفيت ..
(دكتور ادوارد ) طبيبي النفسي بل هو مقتحم الحصون حدثته عن أبي وأمي وخالتي وساهر ورأفت عني وعن طفولتي إلا حادثة أبي هذا الخزي بحياتي كيف احكيه ؟لكن جعل مني شهد آخري قويه تواجه ما بداخلها وإن تعثرت !
لم أتقدم للجامعة رغم طلب السيد خاطر ذلك لكني أردتها فترة علاج واستجمام بُعد عن كل شيء حتى أعود لنفسي لكنه أصر بأن أحصل علي كورس مكثف للفرنسية حتى أستطيع التعامل والحياة هناك وهذا ما فعلته !
وها أنا عدت لمكاني حيث كنت بوقت فائت ولا أعلم إلي متى سأظل هنا )
أهذه قصة حياتك يا مدللتنا " قالها رأفت بمرح وهو يقف أمامها مبتسما بشوش الوجه كعادته . تنهدت وهي تغلق الدفتر وتلوح علي وجهها ابتسامه شاردة وترفع نظرها له قائله , أخي المشاكس تعلم انه المنفذ الوحيد لي منذ أعطيتها لي "
ضحك بصوت وهو يجلس مربعا قدماه وقال وهو يريح يديه علي رجله " أنا رجل المهام الصعبة صديقتي العزيزة " صمت برهة وهو يضيق عينيه السوداء ويضع إصبعه السبابة علي جانب جبهته وقال " تعلمين اشعر بالغرور الآن " ضحكه رائقة منها وهي ترد " يا إلهي أضفت لألقابك اسم آخر أصبحت مغرور ومشاكس " قال مبتسما " انتظري ألقابا جديدة فأنا لدي مفاجئات دائما "قالت وهي تربع رجليها وتضع دفترها جانبها " بمناسبة المفاجئات ألم تخبرني بأنك ستقابلني بسمرائك بأقرب وقت " قال " اعلم تأخرت لكن ليس بخاطري بل بسبب جامعتها دائما مشغولة " ضم شفتيه ليتابع " قريبا صديقتي فقط غدا لدي اجتماع سينتهي متأخر وبعدها أعدك بميعاد قريب " مد كف يده لها كإمضاء وعد وقال " اتفقنا " ابتسمت وهي تمد يدها " اتفقنا صديقي " صمتت قليلا تهمس داخلها أنها ربما كانت منشغلة الآن بدراستها وأن كل فرصها دائما تضيع منها إما بيدها أو بيد غيرها تابعت وهي تضع يدها تحت ذقنها وكوعها علي رجلها , أنت لا تملك صورة لها ؟" قال " ليس لها معي صور لأنها حقيقة رفضت ذلك قالت بأن لا يوجد شيء رسمي فكيف بصورة ولو أهلنا يعلموا بحبنا وخطبتنا شبه رسميه لكنها عنيده تريد ترك كل شيء إلي موعد انتهاء دراستها " قالت " إذن كيف هي من خطفت قلب مشاكس العائلة ؟" قال وهو يرخي راحة يديه خلف ظهره مستند عليهما ويمد رجله أمامه وينظر للشمس وهي تغرب , سمرتها تشبه هذا الوقت من بعد غروب الشمس وقبل أن يأتي الليل ! عيناها ما بين لون الليل وسكونه أغرقتني ! كطفل معاند حين يغضب بريء حين يرضي " لمعت عين شهد بابتسامه وضحكه لم تستطع منعها وهي تري وجه رأفت يشع حبا وقالت " أصبحت شاعر يا مشاكس فاجأتني ولقب جديد !" اعتدل بجلسته مربعا رجليه مرة أخري وقال غامزا " أنا رجل المفاجأات لا تنسي هذا " ردت ضاحكه ونظرة امتنان بعينها " أنت صديقي وهذا يكفيني "

************
تنزل علي درج السلم بهيئتها الأنيقة سروال قماش يرتسم باحتشام علي جسدها ومعطف تربط حزامه علي جنب وطرحتها الفضية كلون حقيبتها وحذائها مطبوع عليهم ماركه مميزة ومعروفه عينها تنظر لابنها وهو يدخل مع شهد من باب الفيلا وصوت ضحكتهما يملئ المكان كم تشتاق لهذا الوقت حين كان يرتمي علي كتفها ويحتضنها ويشاكسها ويتدلل فتاها المدلل الذي لم تشبع أبدا من دلاله تعلم انه لم يعد بعيدا كالفترة السابقة لكن لم يعد كما كان مشاكسا ضاحكا مدللا ! أغمضت عينها بقوة تحاول كبت شيء يكتنف قلبها لا تدري أهو حزن لبعده أم غضب كون ضحكته التي تتمناها لم تعد تراها إلا مع شهد أو حين يتصل بخطيبته ! وقفت أسفل السلام تنادي علي مديره الفيلا " نعمات " لتجد الأخيرة بكل احترام تقف أمامها ترد " نعم سيدتي " لترد أمل بصوتها الهادئ تطلب أنواع بعينها للعشاء وهي تتابع ناظرة لابنها وتقول " رأفت يحب هذه الأطعمة وقومي بتحضير أم علي يعشقها " والتفتت نعمات متوجهة للمطبخ , استدارت أمل تنظر لابنها بابتسامه لم تستطع منعها ! وعينه جاءت علي وجه أمه البشوش فلم يردها وابتسم متقدما تجاهها طابعا علي وجنتها قبله وابتعد خطوة وهو يري شهد تخطت كلاهما تصعد السلم وكأن المكان لا يوجد به أحد! نظر رأفت لظهرها وهي تصعد يكبت حزنا داخله وهل يستطيع لومها ها هي منذ رجوعها من عند خاله لم تتحدث مع أمه ! رجعت شهد آخري ! لا يذكر يوما بأن حديث جمعها مع أمه أو وقت طعام دائما تطلب طعامها لغرفتها وحين سألها عن سبب تغيرها مع أمه فهي لم تكن كذلك قبل سفرها قالت " أنا هكذا مرتاحة ولا تسألني عن أسباب فأنا لا يوجد لدي شيء أحدثك به ! " أرجعته أمه من شروده وهي تربت علي كتفه " رأفت سأخرج صديقاتي بانتظاري " ابتسم لها وهو يخطو تجاه السلم ويقول " لا بأس أمي اعتدت الأمر لستِ بحاجه أن تقولي لي أصبح روتين حياة ! "قالت وهي تلتفت له وكأن كلامه صدمها " ماذا تقول ؟ "صعد السلم وهو يخبط بخفة علي الدرابزين مع كل درجه يصعدها " لا أقول شيء أماه استمتعي بوقتك " همس بنفسه (تظنين يا أمي بأنك فرقتي شهد عن ساهر ولا تعلمين بأنك فرقتي البيت بأكمله منذ سفر أخي وتخرجين لحفلاتك الخيرية ولصديقاتك أكثر من وجودك هنا منذ متى وأنتِ كذلك ؟ تهربين من نفسك ؟ أم من ضميرك ؟)
*بعد قليل بغرفة شهد *

تغمض عينيها تاركه الماء ينساب علي جسدها كم تتمني لو أزاح من عليها كل الأشياء التي تؤرقها كل الأوجاع , فتحت عينها وتمد يدها تغلق المياه وتلتقط المنشفة تنشف جسدها وتأخذ منامتها القطنية تلبسها وصوره سندريلا والأمير عليها كم تعشق تلك القصة أتشبهها !؟ فتحت الباب تخطو بتمهل تجاه مرآتها ( بل المرآة الخاصة به ) التقطت مشطها تمشط شعرها وتهمس هل المرآة فقط خاصته !؟ كل شيء هنا له ! " وضعت راحة يدها علي قلبها تهمس " حتى أنت ملك له "
عقصت شعرها بمشبك يشبه الفراشة وخصلات منه تنساب معلنه تمردها وجهها البريء وتلك الخصلات تنطلق بعفويه تطلب ريشه فنان يرسمها لكن دونه لن يفعل وهي صابرة !
اتجهت لخزانتها وابتسمت وهي تتذكر رأفت عند رجوعها يفتح باب الغرفة ويقول ( هذه بعض حقوقك وإن تنازلتِ لن أفعل وهناك جزء من الخزانة أصبح مخصص لكي ! تضعين أشياءك فيه براحه " تنهدت بقوة وهي تفتح الخزانة وتخرج كنزها صندوق أحلامها حملته برفق كأنها تخاف علي أحلامها أن تقع وجلست علي السرير مربعه رجلها ووضعته أمامها فتحته ووجهها مبتسم تخرج كل قطعه كأنها ماس أو قطعه نادرة ( دفترها ! ) وضعته أمامها وأخذت زجاجه عطر اشترتها من نفس عطرة كلما نفذت اشترت آخري ورشت منها بغزارة علي سريرها كما اعتادت كل يوم ! وها هو قميصه قربته من أنفها تستنشقه بعمق رائحته وعطرة قربته من صدرها تحتضنه فيه من أمان صاحبه ووضعته برفق جانبهم وأخذت صورة رسمتها عينان بلون سماء صافيه كلما أرادت الغرق أكثر به نظرت لهما ! أزاحت الصندوق جانبا تنظر لكنزها تتلمس كل قطعه بهيام , نظرت لقميصه وأخذته بين يديها تحدثه بصوت " أتعلم ساهر كم يعز علي أن لا أحدث أمك حاولت كثيرا منذ عودتي محادثتها ولم أستطع , لم أكرهها أبدا تظل أمك تظل هي الحضن الذي احتواني يوما كنت خائفة , نعم أخذت علي خاطري منها أردتها أن تسمعني أو تثق في , أحيانا أعزرها بل كثيرا ولكن كلما ألمني قلبي كلي يخاصمها , أحيانا آخري أريد أن أضرب بكل شيء عرض الحائط وأقف أمامها أتوسل لها أن تسمعني وأحكي لها كل ما عانيت علها تفهمني ثم أتراجع , أجدني بلهاء تعيش بالروايات وسأجد صفعه علي وجهي أو تزيحني من أمامها فأشعر بالخزي أكثر فكان بعدي عنها اسلم حل لي ولها )
يتبع ....


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس