عرض مشاركة واحدة
قديم 30-06-20, 03:11 AM   #5

loubna08
 
الصورة الرمزية loubna08

? العضوٌ??? » 440783
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 119
?  مُ?إني » الجزائر
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » loubna08 is on a distinguished road
¬» مشروبك   sprite
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انشاء الله الفصل تاني يعجبكم ......2




















الفصل الثاني



استدارت ياسمين لابن عمها لترحب به، وما لبث الأخير ان اخفى بريق عينيه بارتداء قناع البرود الذي يجيده، لم يظن انها كبرت وأصبحت امرأة فاتنة فقد اخدته عن غير غرة، فهو لم يرها مند كانت طفلة مدللة، تفرض رأيها على والديها ولا تحبب المجيء الى القرية، وكل ما جاءت ابدت ضجراً ولهذا لم يكن يحتك بها كثيرا، عكس اختها رحمها الله فكانت محبوبة خصوصا عنده.
قطعت تفكيره وهي تقول: الحمد الله على سلامتك.
اومأ اليها بوجهه وهو يمد يده ليسلم عليها قائلا:
البقاء الله يا ابنة العم، والحمد الله على نجاتك من الحادث. تنهد وهو يضيف:
- كان يجب ان أكون هنا معكم لكن انتِ تعلمين الظروف.
ردت عليه باقتضاب:
نعم اعلم، شكرا لكً، جلست بعدها تنظر بشرود ....
كان ينتظر على الأقل جملة أخرى منها ولكنها لم تزده ففكر في سره إذًا المدللة كبرت وأصبحت متكبرة، وعلى من؟ عليه هو يوسف الأحمدي مما اغضبه ليقول بدون تفكير على عكس عادته
-لقد مرت فترة طويلة منذ التقينا، أتمنى أنك كبرت عن طبعك الطفولي وتدللك. لان الذي كان يدللك لم يعد موجودا.
رفعت رأسها وهي تنظر اليه بدهشة، ما لهذه العائلة قاسية ولا تقدر جراحها، فالظاهر انه اسوء من والدته، لما يجرحها هكذا؟ وهي لم تتكلم معه.
فكرت انه بقي كما هو لم يتغير منذ ان كانت صغيرة، فهو يقول نفس الكلمةـ مدللةـ، إذ لو كان يعرفها جيداً لما قالها.
مما دفعها للرد: لا يحق لك نعتي بالمدللة لأنك لا تعرفني جيدً ولا تعرف طبعي، لهذا أرجو ان لا أسمعها من جديد.
ضحكت هاجر بتوتر، فهي لم تعلم سبب قول يوسف لهذا الكلام، فأرادت تبديد هذا الموقف بقولها:
- يوسف منذ صغره يناديكِ بالمدللة، فهو يحب المزح معك حبيبتي، ولم يقصد مضايقتكِ.
ردت عليها ببرود: إنه لا يعرفني جيداً كي يمزح معي هكذا....
آه، ضربة جيدة لغرورك...
قالها ياسين لذاك الجامد الذي لم تلن ملامحه منذ رؤيته لابنة عمه دون ان يعرف لماذا.
رآه يستدير اليه ببطء وهو يقول:
تأكد أني لا أعير كلام الأطفال أهمية كبيرة...
هنا نهضت ياسمين وغادرت المكان، فهي إن بقيت سوف تقوم بصفعه بسبب هجومه الغير مبرر عليها والذي لا تعرف سببه.
قاطعهم جابر بغضب، فقد كان يشاهد الموقف دون ان يتدخل كي لا تسوء الأمور.
- لماذا هذا الكلام يا يوسف؟
لماذا قلت هكذا؟ لم تكن يوما من الذين يرمون بالكلام، ام ان الغربة قد غيرت من طباعك.
بقي يوسف جامدا في مكانه، فاهو نفسه لا يعلم السبب، فقد اغضبه برودها الظاهر، عكس تأثره هو برؤيتها.
وهو الذي لم تؤثر فيه أي انثى سابقً، فقد كان لا يعرهم أهمية في صغره، منشغل بدراسته ومشاكل العشيرة، وبعدها مباشرة تزوج ليلى وسافر. ثم انشغل بإكمال دارسته وعمله فقط.
الا ان رؤيته لأبنة عمه، التي كبرت وأصبحت خلابة بقوام مثير فهي طويلة كالعارضة الأزياء، بلون عينين كلون الياقوت وشعر غجري طويل، كل هذا أثر فيه.
إلا ان ما شده فيها أكثر رائحتها التي سبقتها..
قطع شروده والدته التي تقول كي تبدد الصمت: اشتقت اليك كثيرا يا حبيبي.
ابتسم و هو يعانقها نافضا الأفكارمن رأسه..
كانت ليلي في ذلك الوقت تغلي في مكانها، فبالرغم من برود زوجها الظاهري الا انها لم تستسغ الوضع ولم تحب كلامه لابنة عمه.
يجب ان ينتقلا لمنزل منفصل........ هذا ما فكرت به، ويجب أن يحصل في أقرب وقت.


...................
بعد وقت .... كان الجميع على مائدة العشاء، حتى ياسمين لم تكسر كلام عمها ونزلت تتعشى معهم، وهي الأن تستمع الى الحوارات الدائرة بينهم بنصف ذهن، حتى وجه ياسين كلامه لها.
-لقد أتممت تسجيلاتك الجامعية ولم يبقى الكثير للمداومة فيها، وسوف اساعدك بنفسي لأني سأدرس بعض المحاضرات هناك...
شكراً لك، سأحضر نفسي، قالتها بامتنان لابن عمها ياسين فهو كان بطبعه حنون ومراعي لها دائماً على عكس البعض هنا..
استدارت ياسمين الى عمها تريد أن تكلمه في موضوع يشغل بالها منذ فترة ...
-عمي اردت ان أتكلم معك في موضوع بعد العشاء ادا لم تكن مشغولا.
-حاضر يا بنيتي، لست منشغلً ....
كان يوسف يتطلع في ابنة عمه وهو لا يعلم لما لا يرتاح في حضورها، فقرر الهروب من هذا الشعور وهو يقف ليشد على يد زوجته:
سنذهب للنوم لأني تعبت كثيرا كذلك هي ليلى.
قفزت والدته وهي تقول:
لقد جهزنا غرفتكم حبيبي اذهب لترتاح، ابتسم لها وهو يقبل رأسها.
وفي هذه الحظة لم يقاوم الالتفات لرؤية المدللة فهاله ما رآه من ألم عميق في عينيها وكأنها تتذكر خسارتها لعائلتها، بلل شفتيه وهو يقول بغصة لا يعرف سببها
تصبحون على خير....
.......................
في المكتب جلس جابر وفي يديه كأس شاي يرتشف منه وهو يتطلع في ابنة اخاه المتوترة هو يعلم انه سيصعب التعامل معها بحكم تربيتها في المدينة بعيدا عنهم وهذا الذي كان يختلف فيه مع اخوه رحمه الله... تنهد وهو يقول:
تفضلي يا ابنتي تكلمي انا اسمعك.
قالت بعد برهة
-عمي انا اطلب إذنك لكي اعود للعيش في بيتنا في المدينة ومنه أكون قريبة الجامعة، بلعت ريقها لتكمل وهي ترى نظرات عمها الغامضة التي لا تفهم منها أي من تفكيره، أكملت بتوتر وسوف أتي هنا في العطل كما يمكن لك ان تطمئن عليا وقت ما تريد، سكتت تنتظر وهي تدعو ان يوافق، لعله يرحمها من العيش هنا خصوصً بعد مجيء ابنه وأيضا يجب أن تعود للمدينة كي تكون قريبة من ....

قطع تفكيرها رد عمها الغاضب: يبدو انا احمد رحمه الله لم يعلمك أي من عاداتنا والتي من بينها عدم خروج فتاة من منزلنا الا الى بيت زوجها.
أضاف قائلا: لن احاسبك على طلبك هذا الذي يعد استنقاصا لي.
عمي ... حاولت مقاطعته الا انه رفع يده ليكمل:
انتِ ابنة اخي وبعد وفاته صرت بحكم ابنتي ولهذا ستنفذين كلامي الذي أرى فيه مصلحتك أي ستنطبق عليك احكام عشيرتنا.... أنهى كلامه وهو يقول:
وعلى الجامعة سأخصص لك سائقا ليأخذك ويرجعك ..... والآن تصبحين على خير لأني متعب.
نهضت وهي تحبس دموعها، يبدوا انا حياتها لن تكون سهله أي قوانين واي عشيرة هي لا تعرف شيء عنها ولا تريد أن تعرف، كل ما تريده هو العودة الى بيتها في المدينة والعيش في بيت والدها مع ذكرياتها وحتى هذا يبدو صعب، صعب للغاية.

......................
لا يعلم ما الذي أيقظه رنين الهاتف او دقات الباب المتواصلة، زفر بعنف وهو يلتقط هاتفه ويجيب.
أقسم بالله لوكنت أمامي لكسرت رقبتك... قالها يوسف بغضب لأيهم ابن عمه والذي كان يبتسم بخمول.

هل تعلم أنه نفس الاحساس عندي لأنك أيقظتني من غفوتي. رد ايهم بمزاح وما لبث ان ابعد الهاتف قليلا على اذنه بعد صرخة يوسف الذي زمجر وهو يقول ... وتجرء وأنا الذي انتظرتك أكثر من ساعة لتقللني من المطار وحضرتك لم تجب على هاتفك ولم تأتي اقسم أنك مستهتر ولا يوجد حل لك.
ضحك أيهم وهو يردد كان عندي موعد ولم أستطيع استقبالك ولكن اخبرت السائق ان يأتيكم ... الا انه هو من تأخر وسوف احاسبه.
انت غبي والسائق اغبى منك. والأن انهض وتعال لأنه يوجد اجتماع العشيرة.
انا في منزلي في المدينة .... ساعة وأكون هناك.
هل أخي هنالك في القرية؟
لا أعلم إن قضى ليلته هنا لأني صعدت للغرفة باكراً...
أصدر أيهم صوت مستنكراً... اه يا ابن عمي لم تستطع الصبر للانفراد بزوجتك.... وقبل ان ينهي جملته أغلق يوسف الهاتف في وجهه فهو يعرف أن ايهم وقح ...
تحرك أيهم من فراشه.... ليرى المتطفل الذي كسر الباب في هذا الوقت المبكر وما إن فتحه حتى فكر انه يا ليت لم يفعلها
....
ما الذي احضرك يا نسرين في هذا الوقت؟ انا لذي موعد ولا يجب أن أتأخر... قالها بانفعال.
دفعته وهي تقول
- لأن سيادتك لا ترد على اتصالاتي منذ يومين.
كيف يقول لها انه أنهى علاقته المملة بها؟
كانت نسرين من بين الكثيرات في حياته، الا ان الظاهر هذه الحمقاء تريد تطوير العلاقة من جسدية بحث الى حسية.
فكر في سره انها لا تعلم انه كبر وتربى على انه لا يحب ولا يرتبط بمثيلاتها اللواتي تفرطن في انفسهن ..
قاطع شروده صوتها وهي تقول: اشتقت لك وما لبث ان اتسعت عينه وهو يراها تنزع معطفها الأحمر ليرى ما ترتديه أسفله والوصف الأمثل لها انها لم تكن تتردي أي شيء ... اقترب وهو يقول: اممممم محاولة إغراء جيدة وبطبيعة الحال انا ألا أقدر على مقاومة جمالك يا عزيزتي ...
انقض على شفتيها وراح يقبلها بجوع رجل لا يشبع... ولا يرد أي امرأة تحتاجه.
بعد ساعتين كان في سيارته متجه الى القرية وصوت يوسف الحانق يأتي من الهاتف وهو يقول:
لماذا تأخرت؟ الاجتماع أجل بسبب سيادتك... ابي سوف يقتلك اليوم، لا أعلم لم انت غير مبالي.
قطعه ايهم بملل:
-خمس دقائق... وقبل ان يكمل كلامه اغلق يوسف الهاتف في وجهه
ابتسم أيهم وهو يردد
كالعادة يا ابن العم لا تتركني انهي كلامي كالناس المتحضرة ...

..........................

بغضب التفت يوسف وهو يقول لا اعرف لما اخاك أصبح قليل الحياء هكذا؟
هو حتى لم يفكر في عمه وموقفه امام كبار العشيرة وهو يجتمع بهم من دونه مع ان الموضوع يخص سيادته... يا له من غبي ...
قهقه ياسين فهو يعرف ان اخاه لن يتغير، فهو مند الصغر هكذا لا يهتم بشيء، كان يريد ان يقول للغاضب امامه انت الذي منذ البارحة وانت تغلي وحدك ولا نعرف السبب الا انه فضل السكوت ...
في تلك اللحظة التي تحرك فيها يوسف الذي كان يكز على اسنانه من الغضب اصطدم بياسمين والتي كانت منشغلة في أوراق ولم تنتبه اليه حتى صرخ في وجهها هل أنت عمياء ام غبية لتسيري بدون انتبه امامك؟
ردت عليه بغضب مشابه انت النازق من الصبح وتفرغ غضبك على من حولك، صراخك يصل حتى الأعلى ولسنا مجبرين على تحملك لا أعلم لم تريد ان يكون الجميع طوع بنانك.
مد يده ليقبض معصمها وهو يقول: لسانك هذا سوف اقصه يوما ما اقسم لك.
وما ان همت بالرد حتى دق جرس الباب فنفضت يدها منه محاولة الابتعاد حتى سمعت صوت ابن عمها أيهم يقول اميرتي النائمة صاحية الان؟ انا لا اصدق.
التفتت له بقلب يخفق، لقد جاء حبيب القلب أخيرً، بالرغم من انها تعرف بانه عابث، الا انها تعترف بانه يعجبها، يا الهي هي تحبه وليست معجبة فقط..
فقد كان أيهم جذاب بكل معنى الكلمة هي لا تنكر ان يوسف البغيض أيضا جذاب بطريقة ما، الا ان معاملته لها تجعلها تراه كأنه وحش.
قاطع يوسف كلامه بغضب: لماذا تأخرت سيادتك عن الاجتماع.
ببرود رد الاخر كان هناك مشكلة عالجتها وأتيت، والان دعني احضنك يا ابن عمي الغالي اشتقت لك ... رغماً عنه ابتسم يوسف فهو يعرف مزاحه الخبيث ليغطي على غلطاته منذ أن كان صغيرا.
أيهم كان عكس يوسف، كثير المزاح ومستهتر لكنه في وقت الجد يكون اول الحاضرين ...
جمد يوسف مكانه وهو يسمع صوت ياسمين هادئ لأول مرة وبنبرة لم يستطع تفسيرها وهي تقول لأيهم:
-لم تأخرت في الزيارة هذه المرة؟
بينما يرد أيهم:
-كنت منشغلا كثيرا يا جميلتي، لكن اعدك انا اطلب الأذن من عمي لآخذك لأي مكان تردينه.
وهنا لم يستطع يوسف التحكم في نفسه مقاطعا:
الأجدر بك التنزه بخطيبتك يا ابن العم، ام أنك نسيت أنك عقدت قرانك على ابنة خالتك.
قطع كلمه سمعه صوت ياسين يصرخ، التفت لي يرى ... ياسمين وهي ساقطت على ساجدة الغرفة.


loubna08 غير متواجد حالياً