عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-20, 09:58 PM   #24

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

استعدت دلال للنوم وما ان همت بوضع نفسها تحت غطاء فراشها حتى سمعت طرقات خافتة على باب حجرتها عرفت انها للخالة وسيلة فهتفت :- اتفضلي يا خالة ..
دخلت وسيلة وعلى وجهها تلك الابتسامة الوديعة المحببة وما ان همت بالتوجه لفراشها في احد جوانب الغرفة حتى ابتدرتها دلال هاتفة :- تعالي جنبي يا خالة احكي معايا شوية لحد ما اروح ف النوم .
ابتسمت الخالة وسيلة واتجهت لتجلس بالجانب الاخر من الفراش حيث اشارت دلال لتتدثر بالغطاء اتقاءً للبرد القارص في تلك الفترة من الشتاء هامسة وهي تربت على جبين دلال بحنان دافق استلذته الاخيرة وهي تتذكر حنان أمها و طيبة ابيها لتجده متمثلا في تلك المرأة التي انفتحت لها ابواب قلبها على مصرعيها ما ان طالعتها منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدماها ارض النعمانية .. كانت تعتقد انها ستعاملها بجفاء وقلة اهتمام نظرا لمعرفتها بما حدث من اخيها لكن على العكس تماما كان تعاملها بكل حنان وود وهذا ما اثار تعجب دلال وجعلها تسأل مستفسرة :- مقلتليش يا خالة ..
تنبهت حواس وسيلة لتجيب على ما تسأله دلال التي استطردت :- انتِ ازاي بتعمليني كويس قووى كده على الرغم من انك عارفة اللي حصل من اخويا وحكايته مع ناهد اخت عفيف بيه ..!؟..
تنهدت الخالة وسيلة وهي تملس على شعر دلال برقة هامسة :- أجولك الحج يا بتي ..اني مكنتش هديكى وش ولا كنت عايزة أعرفك م الأساس .. كفاية اللي عِمله اخوكِ.. لكن عفيف بيه كان محرچ علىّ اني أعملك زين .. و مضايجكيش ولا افتح معاكِ سيرة الموضوع دِه من اصله .. وان چيتي للحج اني كمان اول ما اطلعت لكِ .. جلبي انفتح لك و جلت ذنبها ايه في اللي حصل من اخوها وناهد ..
همست دلال بشجن :- بس نديم اخويا مش ممكن يعمل كده يا خالة..
همست الخالة وسيلة متنهدة :- و مين كان يجول إن ناهد بت النعمانى واخت عفيف بيه تِعمل كِده برضك..!؟..
تنهدت دلال بدورها وهمست بفضول :- بس إنتوا هنا بتسمعوا قووي لكلام عفيف بيه ومحدش يقدر يكسر له كلمة . ..
واستطردت دلال ساخرة :- ده ولا الحاكم بأمره .. ده إنتوا شوية و تتنفسوا بإذنه ..
هتفت الخالة وسيلة من جديد :- معلوم يا بتي .. مش كَبيرنا .. و امره وطاعته واچبة ..
هتفت دلال :- بس يعنى عفيف بيه مش كبير ف السن كده عشان يبقى كبير النعمانية .. ده سنه ميتعداش ال 33 سنة ..
هتفت الخالة وسيلة :- ومن ميتا هي بالسن يا بتي ..!!.. كفاية جوي انه يبجى حفيد النعماني الكَبير عشان يبجى ليه الامر والطاعة ..
تعجبت دلال :- يا سلااام ..!!.. للدرجة دي..!..
هتفت الخالة وسيلة مؤكدة :- معلوم.. اصلك انتِ متعرفيش يعنى ايه النعماني الكَبير .. النعماني چد عفيف بيه دِه .. هو اللي بنى النعمانية دي بيده .. يوم ما نزل أرضها وهي كيف ما انتِ واعية ف حضن الچبل .. الناس جالوا عليه مچنون .. رايح ف حضن الچبل يزرع ويجلع والأرض عنديه براح .. لكن هو مهموش وعِمل اللى براسه واول ما بنى .. بنى المُندرة دي .. كان عايش فيها جبل البيت الكَبير .. واتچوز هنا .. و خلف ولاده كلهم .. لحد ما راحت مرته الست الكبيرة وهي بتولد واحد من عياله .. عاش بعدها كيف الرهبان .. مجربش على صنف الحريم من يوم ما غابت ..
تنهدت دلال في تعجب :- ياااه .. واضح انه كان بيحبها قوووى ..!!.
ابتسمت الخالة وسيلة في شجن :- كان بيحبها بس .. جولى بيعشجها عشج كيف الحكاوي اللي بنسمع عنيها ف السيما .. عاش يتمنى يسمع منيها كلمة واحدة تريح جلبه لكن راحت جبل ما تجولها وهو عاش بحسرتها العمر كله لحد ما مات .. مجدرتش تنساله اللي عِمله فيها ..
فغرت دلال فاها وقد وصلت القصة لمنحى خطر لتهتف بفضول متسائلة :- عمله فيها ..!؟.. عمل ايه عشان متسامحهوش العمر ده كله وهو بيحبها بالشكل ده ..!؟..
تنهدت الخالة وسيلة وقد شعرت انها كعادتها تفضي بما لا يجب عليها البوح به فهمست وهى تنفض الغطاء عن جسدها لتنهض متوجهة لفراشها :- يا بتي سهرنا كَتير النهاردة .. نامي لحسن هتلاجى الحريم دريوا بمچيتك وهياجوكِ من فچر ربنا ..تتمسي بالخير ..
دست الخالة وسيلة نفسها بفراشها غير واعية لدلال التي اثارت القصة فضولها لأبعد حد لتتركها دون ان تخبرها بكل أحداثها ..
تقلبت بفراشها عدة مرات واخيرا هدأت ممددة على ظهرها وهي تحملق بسقف الغرفة العالي جدا عن عادة المنازل الحديثة .. وظلت تفكر في كل الاحداث التي سردتها عليها الخالة وسيلة حتى جذبها النوم الى احضانه لتنام هانئة قريرة العين…
**********************
يتبع


رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس