الجزء الثاني
كانت حياة وسيم شبه فارغه لايوجد بها اى شئ سوي الملل حتى سمع تلك الهمسات الناعمه ليفيق من النوم مُضيقا عينيه بفتور فاخترقها ضوء قوى يلمع كالشمس مما جعله شعر بالالم فقام بفرك عينيه.....
لم يستطع أن يسمي حقيقة لشئ الذي أمامه اعتقد انه يحلم...
فقرص يده بتوتر حتي يتأكد انه الواقع.....
عادت الهمسات من جديد.... لايستطيع ان يقول ان الشئ اللامع هو من يتحدث فمن سيصدق ان حذاء يتكلم.... انه هراء...
ــ شكرا لك ايها البطل انت انقذتني من فم السمكة....
صدم عندما خرج هذا الصوت الانثوي بذلك الوضوح
فقرر ان يعرف من اين يأتى الصوت وحاول ان يقترب من الحذاء القرمزى وهو يطوف فى الهواء......
علم ان الصوت ينبع من الحذاء بالفعل....
عادت الهمسات من جديد.... انها تصيبه بالصداع.....
ـــ من أنت اظهر نفسك الان.... قالها وهو يمسك الحذاء.... حتى انفجر الحذاء كالبلون الملئ بالسحر لتخرج فتاة فى العقد الثاني.... ترتدي فستانا كالاميرات.... العين... الاظافر... بلون القرمزى.... ولديها جناجان يبرقان ويخرج منهم غبار ذهبي يتساقط على الارض....
نظر اليها بتعجب...... تأكد انه فى حلم حتى لو شعر بالم من قرص يده...
عادت الهمسات من جديد..... ضحكات ناعمة......
لم يستطع ان يتكلم.... فقط انتظر ان يستيقظ من النوم....
فقالت الفتاة وهى تنظر بغرابة اليه وهى لا ترى منه اى استجابة فور رؤيتها ....
ــ الن تقول اي شئ.....
ــ مثل ماذا
ـــ عادةً يقول الناس فى هذا الموقف من انت... ويشعرون بالخوف... والرجفة...
ــ انا انتظر ان استيقظ من النوم.... انه حلم لن اتعب نفسي بالزهول والخوف
نظرت الفتاه امامها بتعجب وامسكت قنينة ماء التى توجد بجانبها على المكتب والقته عليه
شعر وسيم ببروده المياه ومن حركه الفتاه الغريبة ...
ــ ارايت انه ليس حلما.....
فجأة انفتح الباب..... خاف الجميع..... انطفئ كل شئ الا اضائه بسيطه توجد على المكتب يتركها دائما... مضيئة...
ــ الا زلت مستيقط ياوسيم.... ماهذا الماء ماذا حدث..... هل انت بخير
التفت وسيم حوله يمينا ويسارا فلم يلحظ اى شئ غريب حتى الحذاء اختفى... والغبار....
اعتقد انه تهيئ كل شئ تنهد وهو يري نفسه مبلل من الهواء ... لكن يريد تصديق الذي يريده فقط فقال
ــ انا بخير ياامي لا تقلقي....
ذهب الى الحمام وغير ملابسه وهو يلتفت فى كل جانب ..شعر ان احدا يراقبه حاول ان يطرد كل شئ من عقله.... وان يريح جسده على الفراش ..... وما ان وضع يده... على الفراش لتضيئ الغرفه من جديد...... والهمسات افصحت عن مكنونها..... فهتف بغضب
ـــــ من أنت وماذا تريدين....
ــــ لما تتحدث معي هكذا.....
زفر وكان الشئ الغريب لم يثير فضوله وكانه شخص ميت المشاعر.....
ان كنت تريدين منى مساعدة... اسف لن استطيع فانا من يحتاج.... اذهبي الى غيري....
ــ اولا لن اذهب الى اي مكان حتي توصلني الى بيتي....
ــ واين بيتك..... ولما لا تذهبي انت اليه....
ـــ عليك ان تتحدث معي باحترام فيمكني ان افعل بك شئ لن تحبه... ابدا...
شعر وسيم بالحنق من تلك الفتاه الغريبة .... واعطاها ظهره و نام فى فراشه......
ـــ ولدا غير مهذب..... الان اسمع قصتي... التى لابد وان تساعدني بها لان لا احد بمقدره ان يراني او ينقلني الى مكان اخر..... غيرك...
انفتحت عين وسيم بانتباه وهو فى الفراش ومايزال يعطيها ظهره....
فاردفت الفتاه...
انا اسمي رحيق وانا جنية الماء... ابنت الملك رفروف.....
خطفتني ساحرة والقت علي لعنه بان ابقي داخل الماء على هيئه حذاء لن يراها اى شخص.... لكنك قد رايته والعجيب انك امسكته.... لابد انك شخص مبارك.... اتيت الي بعد ان فقدت الامل.....
هنا التفت اليها وسيم بسخريه ويضحك وقال
ـــ لست مبارك ولا اهتم باى شئ سواء.... حياتك ام تلك الساحرة اقول لكي شيئا ان لا اصدقك مطلقا بل لا اصدق وجودك....حتى .
فى تلك اللحظة اختفت الجنيه رحيق من امامه.... اعتقد انها قد سمعت كلامه وهربت
ــ يالها من جنية مخادعة.... الحمد لله انها ذهبت فانا لا املك الا الصداع منذ ان رايتها هى وتلك الفراشات كثيرة الكلام....
....
.......يتبع .....
#سارة_منصور
|