عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-20, 09:05 PM   #47

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

طرقات متتابعة على باب حجرته جعلته ينتفض فزعا يتطلع حوله في تعجب قبل ان يتنبه ويستيقظ بكامل وعيه مندفعا ليفتح الباب على عجالة هاتفا :- ايه في !؟..خبر ايه!؟..
انفرج الباب بقوة عن محيا الخالة وسيلة الملهوف هاتفة في ذعر :- ألحجني يا ولدي .. الداكتورة دلال..
سأل في لوعة :- مالها الداكتورة!؟ خير ..!؟..
لم ينتظر منها جوابا بل اندفع للدرج وما ان خط أولى خطواته هابطا حتى تذكر ان الذهاب لحجرتها من حجرة مكتبه اقرب و أسرع فعاد مسرعا متوجها للمكتب و مندفعا من بابه و الخالة وسيلة في أعقابه تجاهد لتلحق بخطواته المتسعة رعبا و حفيف جلبابه الذى كان يشى باندفاعه الغير معتاد لشخص مثله يمشى دوما واثق الخطوة يعلو مدللا على هرولته المضطربة ..
وصل لعتبة بابها و ما ان هم بالاندفاع للداخل حتى جذبه تعقله ليعود القهقري ينتظر وصول الخالة وسيلة بفارغ صبر ..
أخيرا وصلت لاهثة و دفعت باب الحجرة لينفرج قليلا حتى تدخل ليلمح دلال ممددة على فراشها تتأكلها الحمى .. و يبدو انها تهزى بهمهمات تصله حيث موضعه الذي وقف متسمرا فيه يغض الطرف بأعجوبة.. لا هو قادر على الاقتراب او حتى الوقوف هكذا مكتوف الأيدي و أخيرا هتفت الخالة وسيلة وهي تضع كفها على جبينها صارخة :- لساتها جايدة نار.. انا جمت اصلي الفچر ذي كل ليلة و جلت هتحصلني لكن لما صليت و رچعت سمعت صوتها جلت بتنادم علىّ لكن لجيتها غايبة وبتخترف و جتتها مولعة چريت اجولك ..
اندفع عائدا لحجرته لتستوقفه الخالة وسيلة هاتفة :- على فين يا ولدي..!؟...
أكد وهو يدلف للحجرة خالعا جلباب نومه ليضع اخر ويندفع خارجا يضع عباءته على كتفيه :- رايح اجيب داكتور بالعربية .. الداكتورطارج داكتور الوحدة ف أچازة ..
ضربت على صدرها فزعة :-.. هتسوج دلوجت ع الأرض المربربرة و ف العتمة دي ..!؟..
هتف و هو يدفع باب الدار خارجا:- امال يعنى هنسبوها كِده !؟.. ادعيلى بس ألجى داكتور يرضى ياچى معاي الساعة دي ..
خرج مندفعا بعربته والذي انتفض غفيره الناعس بديل مناع الذي استأذنه للبقاء الليلة بقرب زوجه و وليده لنفيرها والذى أطلقه ليفتح البوابة ..
خرج مسرعا على الطريق يحاول الوصول لأقرب مدينة يمكنه جلب طبيب منها و العودة به مجددا .. كان مظهرها وهي مستلقية تنازع بهذا الشكل يمزق نياط قلبه .. لابد وانه البرد والمطر اللذان تحملتهما في طريقها لبيت مناع و خاصة في وقت العودة عندما نسيت سترتها الصوفية الثقيلة ببيت مناع و عادت دونها ..
شعر بارتجافة فجذب العباءة على جسده اتقاءً لبرد الجبل القارص الذى تسلل اليه من خارج العربة في مثل تلك الساعة من الفجر ليكتشف انها نفس العباءة التي ألقاها على كتفيها اثناء رحلة العودة و التي أطاح بها جانبا عندما ادرك ان رائحة عطرها التي أصبحت جزءً منها هي من سلبت وقاره و قضت على ثباته ..لقد تناولها دون ان يعى لحظة اندفاعه ليرتديها وهو يخرج ..الان هو يتشبث بها اكثر.. يحيطها بجسده اكثر .. يلتحف بها اكثر.. لعلها تدفئ ذاك البرد الذي يتسلل لقلبه ما ان يتذكر محياها الشاحب على فراشها ..
**********************
دخل مناع لحجرته يطمئن على زوجه سعدية وولدهما عفيف الصغير .. دخل على أطراف أصابعه حتى لا يوقظهما ولكي يلتقط بعض حاجياته ليستعد للذهاب للبيت الكبير.. لكنه وجد سعدية مستيقظة تطعم صغيرها وقرة عينها..
اقترب في سعادة منحنيا يقبل جبينها هامسا :- ايه !؟..عفيف الصِغير مش مخليكي تنعسي !؟..
همست بصوت واهن :- معلش .. العيال كلها كِده .. بس انت خلاص بتچهز ورايح البيت الكبير .. !؟..
أكد قائلا :- اه يا دوب أفطُر و اروح طوالي ..
همست باسمة :- طب سلملي ع الداكتورة دلال .. ربنا يخليها و الله لولاها ما كنت عارفة كان ممكن يچرالي ايه ..!!..
أكد بايماءة من رأسه :- حاضر من عنايا .. و الله صدجتى هى الصراحة تتحط ع الچرح يطيب .. ربنا يرزجها بواد الحلال اللي يستاهلها ..
اكدت سعدية متخابثة :- ما هو موچود .. و الله ما تلجى ذييه ..ربنا يچعلهم نصيب ف بعض ..
زم مناع ما بين حاجبيه مستفسرًا :- جصدك ايه ..!؟.. عفيف بيه !؟.. يا ريت ... و الله يبجى امه دعياله صح و أمها هي كمان دعيالها .. هو في ذي عفيف بيه ..!!.. بس يعنى هي تجبل تسيب مصر و تاچي تعيش هنا ف النچع ..!؟.. مظنيش ..
هتفت سعدية و هي تتطلع لمناع في عشق :- و الله لو بتحبه كيف ما بحبك يابو عفيف لتاچي من اخر الدنيا وتفضل معاه ..
ابتسم مناع منتشيا و هو يميل ليقبل جبين زوجه في محبة هامسا :- ربنا يخليكِ ليا .. دِه انى كنت هروح فيها النهاردة .. و لما ولدتى و جالولى انك بخير اتردت لي روحى ..
ابتسمت في دلال ليغيب في محياها للحظات قبل ان ينتفض مبتعدا و قد أيقن انه تأخر كثيرا هاتفا :- اني أتأخرت جووى .. لازما اروح دلوجت ..
و خرج مودعا إياها هامسا في محبة :- خلى بالك على حالك .. يا ام عفيف ..
انتشت للقب الجديد و شيعته مودعة بابتسامة سعيدة ..
**********************
يتبع


رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس