عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-20, 09:48 PM   #74

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

أكد مناع بحماسة منقطعة النظير :- وااااه .. لو عفيف النعماني يدي كلمة وميصدجش فيها أُمال مين اللي يصدج ..!؟.. و الله جبل ما يهل الشهر العربي كمان كانت ف داري .. راح بذات نفسه لأبوها و كبرني جدامه واني المجطوع من سجرة محلتيش الا امى هي اللى طلعت بيها م الدنيا .. و كتب لي جدام ابوها جيراطين ارض من الأرض الجبلية اللى بجروب الچبل..
نظرت اليه في دهشة ممزوجة بتعجب تهمس في نفسها :- هل من يتحدث عنه مناع هو عفيف النعمانى الذي لا تعلم عنه شيئا .. ام من يكون ..!؟..
ليستطرد مناع :- فكرك يا داكتورة ان عفيف بيه ساعدنى عشان اني غفيره وكِده ..!؟.. لااه .. عفيف بيه خيره ع الكل هنا .. صغير وكبير .. تعرفي الواد خرابة ..
ابتسمت ما ان تذكرت الاسم وكيف فتح حقيبتها الثمينة بمهارة شديدة و هي التي كانت تسخر من اسمه .. اومأت برأسها مؤكدة :- اه .. اعرفه .. صلح لي شنطتي ..
هتف مناع بحماس:- معلوم يصلحها و يصلح ابوها كمان.. دِه واد چن .. تعرفي يا داكتورة ..
واخفض صوته متطلعا حوله دلالة على أخبارها بسرعظيم مستطردا بهمس :- الواد خرابة دِه كان من المطاريد ف الچبل ..
انتفضت غير مصدقة .. ليبتسم ما ان وعى لنفضتها سعيدا بمدى تأثير حكاياته على ملامحها المذعورة في تلك اللحظة وأكد قائلا :- ايوه .. كان من مطاريد الچبل .. كان حرامي .. يسرج الكحل من العين.. بس عفيف بيه جدر يمسكه ف يوم وهو نازل من الچبل يسرج مواشيه.. يوميها علجه ع السجرة الكبيرة اللي جصاد الباب اللي بتوعيلها وانت داخلة دي ..
هتفت مصدومة :- ربطه وجلده ذي ما بنشوف ف الأفلام كده ..!؟.
قهقه مناع هاتفا:- لااه .. چلده ايه يا داكتورة .. عفيف بيه ميعملهاشي .. هو عِمل كِده عشان يخليه عبرة لكل واحد يفكر يهوب من بهايم النعماني او أي حاچة تخصه .. لكن ربنا جادر وهدا الواد خرابة على يده بعد ما أتكلم عفيف بيه معاه .. و لجينا عفيف بيه بنى له أوضة جرب مدخل البلد بيصلح فيها كل حاچة تخطر على بالك .. مش بجولك يا داكتورة واد چن .. و من يوميها محدش دخل البيت الكبير ولا صلح اى حاچة خربت فيه الا الواد خرابة دِه ..
كانت تفغر فاها غير مصدقة بكل تلك التفاصيل التي تتوالى على مسامعها عن عفيف النعماني .. ذاك الرجل الذى سيظل يبهرها ويثير دهشتها .. انه بحق رجل دهشتها الأول بلا منازع ..
تنحنح مناع عندما طال صمتها هاتفا :- جلبت دماغك يا داكتورة بحديتي .. يا رب يعچبك الجصب.. ولو احتجتي اي حاچة ولو كان لبن العصفور شاوري ياچيكي .. ده اني عفيف بيه موصينى اشوف طلباتك كلها وهو مش موچود .. ربنا يرد غيبته بألف سلامة ..
ابتسمت في هدوء هاتفة :- متشكرة يا مناع .. لو احتجت حاجة أكيد هقولك .. و هدية مقبولة .. سلملي على سعدية وعفيف الصغير ..
ابتسم وهو يغض الطرف ويومئ برأسه وهو يهم بالرحيل :- حاضر .. انتِ تأمري يا داكتورة ..
ورحل ليحتل موقعه من البوابة الكبيرة كالمعتاد ليتركها تجول الطرف في الحديقة حولها وهي تتذكر كل حرف قيل عن عفيف .. كل حرف كان بمثابة دفء من نوع خاص يدثرها و كأن مجرد ذكره يبعث في نفسها الأمان الذى افتقدته بشدة في غيابه الذى طال للأسف ..
تنهدت في قلة حيلة و تطلعت لحزمة القصب الكبيرة التي تركها مناع بجوار مجلسها لتنهض في حماس جاذبة احد الأعواد محاولة كسره كما رأت مناع يصنع مرة من قبل .. وضعت العود الصلب مقابلا لركبتها وبدأت في جذب طرفيه لعله يُكسر .. لكن لا فائدة .. عاودت الكرة من جديد وكادت ان تسقط من جذبها العود لتكسره .. لكنها ترنحت وتماسكت قبل السقوط ولم يُكسر العود بعد .. همت بالمحاولة من جديد وهي تحجل على قدم واحدة وتجرب كسره على ركبتها الثانية الا ان ضحكة طفولية أوقفت محاولتها قبل ان تبدأ لتتطلع خلفها حيث مصدر الضحكة ليطالعها عفيف وهو يقف في بدلته العصرية والتي رؤيته بها تكاد تذيب قلبها وبجواره يقف مراهق لم يتعد الثالثة عشرة على أقصى تقدير بالأدق يجلس على كرسى مدولب و لازالت تلك الابتسامة الواسعة تكلل شفتيه ..
كان عفيف هو من بدأ بالسلام رغما ان هذا الواجب عليها لكن كيف لها ان تنطق حرفا وقلبها يترنح كالسكير شوقا بين جنبات صدرها:- كيفك يا داكتورة .. يا رب تكوني بخير ..!؟..
تمالكت نفسها و استجمعت احرف أبجديتها هامسة :- الحمد لله .. و حمد الله على سلامتك .. نورت بيتك ..
كان في تلك اللحظة قد تحرك ليكون أمامها مواجها لها مباشرة .. همس ينحني :- اسمحيلى يا داكتورة ..
لا تعرف لما يطلب السماح وبأي شيء تسمح .. لكنها ادركت ما كان يعنى بذهنها المشوش لقربه وهو يمد كفه ملتقطا عود القصب ليعود خطوة للخلف وفجأة يضع العود على ركبته ليجذبه في سرعة وقوة كاسرا العود غير عابئ ببنطال بدلته الغالية ..
مد كفه لها بالعود المكسور والذي اصبح نصفين وهو يهتف في الطفل المقعد :- وحشك الجصب يا كمال!؟..
اومأ الطفل في تأكيد ليبدأ عفيف في كسر عود اخر له بينما ألتفتت هي لتقترب من الطفل الذي وعت وهي تتذكر أين سمعت الاسم بالضبط و ادركت انه حفيد الخالة وسيلة الغائب والذى لم تره منذ جاءت الى النعمانية .. لكن ما هي قصة قدميه ولما يجلس على ذاك الكرسى المدولب ..!؟.. لم تخبرها الخالة وسيلة عن ذلك ابدااا ..
***********************


نهاية الفصل التاسع


رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس