عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-20, 09:04 PM   #1061

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل 30 ج2
الثامنة صباحا سيارة هادر

اغلق الهاتف بعد أن رن عليها لتنزل إليه ليوصلها للجامعة كما اتفق معها ..نظر لمرآة السيارة يتأكد من مظهره وبدأ يمرر أصابعه بشعره وهو يبتسم بسعادة ...وكيف لا يسعد وحبيبته اصبحت موعودة له وخاتمه يزين اصبعها ..اصبح من حقه النظر لها ..لم يعد يشعر بالألم او حتى بالذنب عندما يتخيل صورتها او يحلم بها...اخيرا حلمه الضائع عاد اليه واضحى حقه...
القى نظرة على مدخل العمارة ليلمحها تخرج من المصعد ببنطالها الجينز بلونه الأزرق الفاتح الذى يظهر رشاقتها وطولها وبلوزتها الخضراء التي تصل لفوق الركبة بقليل بتفصيلة بسيطة اقرب للقميص الرجالي ..ترتدي في قدمها حذاء رياضي ابيض وحقيبة بيضاء صغيرة بذراع طويلة تعلقها على جذعها بشكل عكسي وتحتضن لصدرها بعض الكتب ..
كانت تبدو بسيطة رقيقة مبهرة أمام عينيه بطريقة آسرة ...فانتفض قلبه ككل مرة يراها وازدادت دقاته فرحا وعشقا ..لكن اختفت ابتسامته تدريجيا مع كل خطوة تخطوها نحوه وهو ينتبه لملامحها الواجمة ولغة جسدها التي تشي بانفعال تأكد منه وهي تفتح باب السيارة وتجلس جواره بهدوء مقلق ملقية سلاما خافتا دون ان تنظر إليه ...
رد سلامها بقلق دون ان يدير السيارة بل اكتفى بلف بجسده ناحيتها ليتطلع بها بتمعن وهو يسند ذراعه على المقود منتظرا توضيحا لحالتها ليأتيه صوتها متحشرجا وهي تقول بارتباك :
"هادر أنا لن اذهب للجامعة سأذهب لمستشفى (***) التخصصي بمنطقة (***) اعرف انها بعيدة وليست في طريقك لذا إن كنت متعجلا فاذهب انت لعملك وانا سأستقل سيارة اجرة "
كانت تتحدث بسرعة وهي تهرب من التطلع لوجهه مما دفعه للمس ذقنها بسبابة يده وجذب وجهها ناحيته ليجبرها على النظر اليه فرأى عينيها غائمة بالدموع فسألها بقلق :
"ماذا هناك حبيبتي. ...لا تشغلي بالك بعملي فأنا اليوم متفرغ لك ...فقط طمئنيني لما ترغبين بالذهب للمشفى ...هل انت متعبة؟ "
هزت رأسها نفيا وردت بحزن :
"لا ..لست أنا يا هادر ...بل رؤى ..ألم اخبرك اني اشعر ان هناك شيء حدث لها ...لقد صدق ظني.. قبل ان انزل اتصلت على منزلها لأخبر والدتها انني سأمر عليها فرد شقيقها مالك واخبرني انها سقطت بإغمائه بعد الفجر ولم يستطيعوا افاقتها فنقلوها للمستشفى... الفتى كان منهارا ولم افهم منه سوى اسم وعنوان المستشفى ...اريد ان اراها يا هادر خذني لها بسرعة انا قلقة عليها"
ربت هادر على كفها المتشنج فوق كتبها الموضوعة على ساقها بحنان وهو يطمئنها:
"لا تقلقى حبيبتي ...بإذن الله ستكون بخير وتطمئنين عليها" ...
واعتدل محركا السيارة وهو يتحدث معها بلطف محاولا الهائها قليلا عن قلقها .
بعد ساعة
كانت تهرول في ممر الدور الثالث ناحية الغرفة التي ابلغوها بالاستعلامات انها محجوزة بها يلحق بها هادر قلقا عليها من الانفعال...ليراها تهتف بلهفة منادية سيدة بمنتصف العمر تخرج من احدى الغرف :
" خالتى مها ..خالتي... كيف حال رؤى ..ماذا حدث لها ...ما بها ؟؟"
قرر هادر عدم التقدم والبقاء مبتعدا بضع خطوات حتى لا يحرج السيدة خاصة عندما شعر بضيقها وهي تنظر لياسمين وتسألها :
"ياسمين ..ماذا اتى بك ..أقصد كيف علمت ؟"
لترد بلهفة:
اتصلت بالمنزل فاخبرني مالك ..ارجوك خالتي ..طمئنيني عليها"
تنهدت السيدة بتعب وربتت على كتفها قائلة بصوت منهك:
"الحمد لله يا ابنتي أصبحت بخير "
لتسألها ياسمين باستفسار قلق:
"لكن ماذا حدث ..ماذا أصابها؟"
ضيق هادر عينيه وتمعن بوجه ام رؤى وهو يستشعر من صوتها ولغة جسدها ارتباكا وتهربا وهي تقول:
"لا شيء خطير يا ياسمين ...فقط انخفض ضغطها نتيجة الارهاق وعدم الاكل.. تعرفين اقتربت امتحاناتكم وهي تهمل طعامها خاصة مع الصيام"
قطبت ياسمين بحيرة وهي تسألها:
"رؤى تزداد شهيتها وتصاب بحالة فجع اثناء الامتحانات ..القلق دائما ينقلب معها بنهم للطعام ..ثم لما كانت لا تجيب عن اتصالاتي الفترة السابقة ؟!"
شعر هادر ان السيدة تهربت بتعمد من الاجابة وهي تفتح باب الحجرة خلفها وتقول بسرعة:
"عزيزتي ادخلى لها واطمئني عليها ...الطبيب اخبرنا انها أصبحت بخير وسنأخذها للمنزل بعد قليل .."
ويبدو أن خطيبته تذكرت لحظتها وجوده معها فالتفتت ناحيته لتنتبه السيدة لوجوده فيقترب مسلما وياسمين تعرفها به:
" خالتى اعرفك الرائد هادر ...( لينخفض صوتها وهي تضيف بارتباك وخجل اسعداه وهو يسمعها تنطقها للمرة الأولى) خطيبي .. "
لاحظ تفاجئ السيدة للحظة قبل أن ترسم ابتسامة باهتة على وجهها وهي تقول مهنئة :
"هل خطبت يا حبيبتي ...مبارك لك ...لم اكن اعلم ...مبارك حضرة الضابط ياسمين نعم الفتاة.. هنيئا لك بها"
أومأ برأسه شاكرا متجاهلا ارتباك السيدة التي ظلت ممسكة بمقبض الباب المفتوح جزئيا كما لو كانت حائرة بما يجب ان تفعله معه ليخرجها من حيرتها قائلا:
"تشرفت بمعرفتك سيدتي ..والف سلامة على الآنسة رؤى"
...ليستدير ناظرا لياسمين وهو يكمل:
" ياسمين سأنتظرك بالسيارة عندما تنتهي هاتفيني وسأحضر السيارة أمام الباب"
نظرت له بحرج وهي تقول:
"لا داعي لانتظارك هادر ...سأجلس مع رؤى حتى موعد خروجها وبعدها أرى إن كان الوقت مبكرا سأذهب للجامعة وإلا سأعود للمنزل لا داعي لتعطل نفسك"
هز رأسه نافيا وهو يقول بتصميم :
"لا يوجد تعطيل ..اتفقت مع والدك على توصيلك اليوم ..اجلسي مع صديقتك براحتك كما تشائين وسأنتظرك ...انا في إجازة اليوم .. كما ان لدي عدة مكالمات سأنهيها وانا بانتظارك"
لتسارع مها قائلة:
"لا داعي لتعطيل خطيبك بنيتي القى فقط نظرة على رؤى وانصرفي معه فهي نائمة الآن ....والطبيب قال انه سيمر بعد اقل من ساعة عندما ينتهى المحلول الملحي ...وسيطمئن على ضغطها وان وجدها بخير ستخرج معنا.. وبإمكانك ان تطمئني عليها بالهاتف فيما بعد أو تزوريها بالمنزل بيوم آخر "
هزت ياسمين رأسها رافضة بإصرار :
"سأبقى معها حتى اطمئن عليها من الطبيب لو كان هادر متعجلا بإمكانه الذهاب"
أكد هادر :
"اخبرتك اني متفرغ اليوم ولا يوجد تعطيل سأنتظرك قدر ما تشائين ...بالإذن منكما"
تركهما متحركا ناحية السلم متجاهلا المصعد وهو يشعر بوجود امر مقلق يخص رؤى ...ليقطب مفكرا بحيرة ان كان يجب عليه أن يخبر سيد أم لا داعي ..خاصة وهو لا يعرف ما خطبها بالضبط ..لكنه يخشى رد فعل متهور من سيد .
لم يكد يصل للسيارة حتى رن هاتفه.. فدخلها واخرج الهاتف وابتسم ساخرا وهو يقول لنفسه :
"هل تأتي على الرائحة يا ابن العسال "
*********


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس