عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-20, 09:11 PM   #1064

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الجامعة بعد ساعة
أوقف هادر سيارته أمام الباب قائلا بتصميم:
"ياسمين كفي عن الجدال اخبرتك أني اليوم متفرغ لك ( ليغمزها بعبث) انا سائقك الخاص لهذا اليوم ايتها الأميرة فتدللي ...ثم أتظنين بعد كل هذا التوسل لأبيك حتى يسمح لي بإيصالك ...وايضا توسلي الذي لم افعله قبلا لزميلي ليحل محلي وبعدها اتركك واغادر...أنت تحلمين ...هيا انزلي بسرعة واحضري ما تريدين وسأنتظرك هنا مهما تأخرت ...هيا تحركي الم تقولي انك خائفة أن لا تلحقي بزملائك وتأخذي منهم المحاضرة التي فاتتك "
نظرت له ياسمين بامتنان قائلة:
"شكرا هادر اتعبتك معي اليوم كثيرا"
لترتبك وهي ترى ملامحه تتغير وتغشاها عاطفة فجة وهو يقول لها بخشونة:
" ياسمين ..كلامك هذا بلا معنى ..ويضايقني ...أنا لا اتفضل عليك حبيبتي ..انت خطيبتي وأصبحت ملزومة مني ..وكل احتياجاتك وشئونك انا مسئول عنها ...ومنذ اليوم لن تخرجي لأي مكان دون علمي المسبق ..حتى أتمكن من تنظيم وقتي لأكون معك وسأكون مسئولا عن توصيلك واعادتك .. سواء للجامعة أو لأي مكان ترغبين بالذهاب اليه ...ولو اضطرتني ظروف العمل لعدم التواجد معك فسيكون هناك سيارة اجرة بسائق اثق به ستوصلك للمكان الذي ترغبين الذهاب اليه"
نظرت له ياسمين بارتباك وحيرة ..لا تعرف هل تفرح بهذا الاهتمام الذي لم تجربه قبلا.. ام تحنق من تلك السيطرة وهذا التملك الذي يبديه نحوها...لتقرر بعناد أحمق اعتناق الفكرة الأخيرة وترد عليه بحدة قائلة :
"ما معنى كلامك هذا ؟...هل ستراقبني أم ستحد من تحركاتي ...هل كونك خطيبي معناه انني سجينة لديك حضرت الضابط لا اتحرك لمكان الا بوجودك او وجود احد من طرفك ..أنا ارفض هذا ...ولن اقبله ..انا لا احب الشعور بالحصار ..فلا تجعلني اغضب واندم على موافقتي على الارتباط بك. لأنني لحظتها لن أتوانى عن فسخ الخطبة"
ولم تمهله فرصة الرد وهي تفتح الباب بسرعة وتغلقه خلفها بعنف جعل عيناه تتسعان ذهولا وغضبا وهو ينظر لها فاغرا فاه بعدم تصديق من تفسيرها المجحف لاهتمامه بها فأخذ يضرب المقود أمامه بغضب وهو يتوعدها عندما تعود

أخذت تتحرك بخطوات حادة وسريعة بالبداية حتى تجاوزت بوابة الجامعة لتبطئ من خطواتها وتحدث نفسها لائمة وهي تسترجع ما فعلته:
"ما هذا الذى قلته له ...لما اندفعت هكذا كطلقة مدفع رشاش ...الم يكن الأفضل أن اتفاهم معه بهدوء ...لابد أنه غاضب مني بشدة ..."
لتتوقف للحظة متسائلة ..أتراه سيغضب لدرجة تركها والذهاب؟ ..او حتى تركها تماما واراحة رأسه من انفعالاتها وجنونها الذى لا تتحكم بهم أحيانا...لتغيم عيناها قلقا وهي تفكر بأنها لا تريده ان يذهب ...فهادر رغم قصر مدة ارتباطها بها لكنها لا يمكن أن تنكر ولو لنفسها أنها تعلقت به ...لم تعد قادرة على تجاهل تغلغله بداخلها .....لا تدري إن كان هذا هو الحب الذي تسمع عنه أم أنه مجرد إحساس بالراحة لشخص تقبلها بكل ما فيها دون ان يجرحها او ينتقص منها ...شخص وافق عليها رغم مرضها مخبرا إياها انه يحبها ولا يهمه كلام الناس عنها ...
إنها لا تستطيع الجزم بأنها تحبه ..كل ما تعرفه أنها معه تشعر بالسعادة والراحة والأمان ...تتلهف للقائه ...تسعد باهتمامه ...وتخاف ...تخاف بشدة حد الرعب ان يكون اهتمامه هذا نزوة مؤقتة يتركها بعدها ...لأنها واثقة أن هذا لو حدث لن تتحمله هذه المرة... وربما هذا ما يدفعها لتلك التصرفات الغاضبة والحادة معه كما فعلت قبل قليل..
هزت رأسها في محاولة للهرب من افكارها ولو مؤقتا ...وأسرعت ناحية مبنى كليتها تدعو الله ان تلحق بأحد زملائها وتصور منه المحاضرة التي فاتتها...فاليوم كانت المحاضرة الأخيرة بل واليوم الأخير للحضور ومن الغد ستتوقف الدراسة وتبدأ اختبارات التخلفات يليها اختباراتهم...لتدمدم بنزق وهي تصعد السلم:
"لا أدري معني جعل الامتحان بالأسبوع الأخير من رمضان ...لمَ هذا العذاب ...لمَ لا يؤجلوا الاختبار لما بعد العيد فبجميع الأحوال سنكمل أسبوعين بعده فما فائدة ان نمتحن أسبوعا كاملا ونحن صائمون لا أفهم"

لمحها من بعيد تتجه ناحية مدرجهم فابتسم وزفر براحة ...لقد كاد يفقد الأمل عندما انتهت المحاضرة قبل لحظات دون ان تحضر ..إنه ينتظرها منذ الصباح الباكر...و تعمد دخول المدرج بمنتصف المحاضرة ...بحجة السلام على زميله ظنا منه انه فوتها ودخلت دون ان يراها ... لكنه شعر بالخيبة والإحباط عندما لم يجدها بالداخل ... لا هي ولا حتى زميلتها المقربة ...والمشكلة انه فقد رقم هاتفها مع ضياع شريحة هاتفه المحلية بعد ان استبدلها بشريحة دولية... فلم يجد أي وسيلة للتواصل معها...لقد كاد يجن طوال الأشهر السابقة وهو يحاول نسيانها بلا فائدة مهما أغرق نفسه بالعمل والأبحاث ظل طيفها يسكنه كهاجس ...لذا ما أن جاءته فرصة النزول لمصر لحضور مؤتمر دولي حتى سارع باقتناص الفرصة آملا أن يستطيع خلال تلك الفترة القصيرة أن يقنعها بالزواج به بسرعة ..او على الأقل يعقد عليها ويتركها تنهي اوراقها لتلحق به بعد سفره ...لابد أنها ستوافق ولن تمانع خاصة انه سيقبل بها رغم مرضها ...صحيح اقناع امه لم يكن سهلا ...بل لا زالت رافضة ومعترضة ...لكن الوقت كفيل بتلين رأسها ...وحتى لو لم تلين ...فلا مشكلة ..فهو يرغب بالبقاء بالخارج ليس فقط لمدة البعثة ...فلو استطاع تسوية اموره وضمان مكان دائم بالجامعة هناك فسيجعلها هجرة دائمة ..وهكذا لن يكون هناك احتكاك بينها وبين امه...بل ستبقى معه هناك حيث مرضها لا يشكل أهمية لأحد بتلك البلاد...
ظل واقفا بالقرب من مدخل المدرج ينتظرها فلا يظنها ستتأخر بالداخل فلا يوجد سوى عدد قليل من الطلبة والطالبات يتحدثون معا بعد انتهاء المحاضرة... زفر بحنق وهو يراها تخرج محاطة بهم... فتدارى بسرعة قبل ان تلمحه ...فلم يرغب بأن يتحدث معها في حضورهم وتتبعها من بعيد على امل ان تفترق عنهم بسرعة ويجد فرصة لمحادثتها على انفراد .
بعد قليل وقفت ياسمين أمام مكتبة التصوير الموجودة بالحرم الجامعي قبالة مبني كليتها لتستلم الأوراق من العامل بها ثم التفتت لزميلتها تناولها كراستها التي صورت منها المحاضرة الاخيرة شاكرة ...وتحدثتا قليلا وهما تتمشيان ثم تفرقتا قرب الباب الرئيسي من الداخل.. فأكملت ياسمين سيرها ببطء وهي تنظم اوراقها في نسختين واحدة لها والأخرى لرؤى ...وما ان انتهت حتى أسرعت للخروج وهي تفكر في صديقتها التي فاتتها عدة محاضرات وكيف أن عليها أن تجهزهم لها قبل ذهابها لها بالغد حتى تلحق بما فاتها فلم يعد هناك وقت كافي ..
كادت أن تتجاوز البوابة وهي تحاول حشر الأوراق بصعوبة بحقيبتها الصغيرة بلا فائدة فزفرت بضيق وهي تعيد اخراجهم دون ان تنتبه لمن ينادي عليها منذ مدة ويحاول ايقافها بلا فائدة وما أن تخطت الأبواب الحديدية.. حتى شعرت بمن يمسك ذراعها مناديا باسمها فاستدارت بعنف واستنكارا لهذا الوقح .قبل أن تتراجع بجذعها وتشهق من المفاجأة وهي تفتح فمها بعدم تصديق..
تطلعت بصدمة للمبتسم أمامها بسعادة وهو يمسك بكفها الذى لن تنتبه من شدة الذهول لكونه يتشبث به وهتفت بجزع:
"عمرو !!!"
**********



رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس