عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-20, 09:43 PM   #85

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

اما كان كافيا رؤيته لها خارج الوحدة الصحية والدكتور طارق يلوح لها مودعا فى أريحية ومحبة أفقدته تعقله وصبت بدمه جمر حارق من صهريج غيرة لم يألفها من قبل مما أورثه حنقا مضاعفا حتى يراها الان وهو يهم بالذهاب اليها قد أوقفها الضابط هاتفا وهو يوقف عربته الميري مترجلا منها :- اهلًا يا دكتورة ..اخبارك ..
توقفت ملتفتة اليه وابتسمت في رقة هاتفة بدورها:- ازيك يا حضرة الظابط اخبار حضرتك ايه !؟.. الأمن مستتب !؟..
قهقه لمزحتها هاتفا :- من ناحية مستتب فهو مستتب بالقوي .. و ربنا يخلي لنا عفيف بيه ..
ما ان انهى كلمته حتى ظهر عفيف مقتربا ليهمس شريف لها ساخرا :- اهو جه ع السيرة ..
حاولت ان تسيطر على اندفاعها و لا تلتفت في الاتجاه القادم منه حتى وصل اليهما هاتفا بلهجة جافة لا تعرف لها سببا :- سلام عليكم ..
هتف كلاهما :- وعليكم السلام ..
هتف عفيف موجها حديثه لشريف في رسمية :- ايه الاخبار يا حضرة الظابط !؟.. كله تمام !؟.. ولا في حاچة نخدموك بيها !؟..
هتف شريف مؤكدا :- لا كله تمام يا عفيف بيه والبركة ف حضرتك ..
هتف هازا رأسه فى تفهم :- طب تمام ..
و ادار نظراته لدلال وهم بسؤالها الرحيل الا ان شريف هتف بدوره و بأريحية كان يمكن ان يفقد قبالتها عمره:- ما تتفضلي أوصلك يا دكتورة .. طبعا البوكس مش قد المقام ... و ابتسم مستطردا :- بس الجودة بالموجودة ..
ما ان همت دلال بالرد على شريف حتى هتف عفيف مجيبا فى لهجة نارية :- ماهو عشان مش جد المجام يا شريف بيه مينفعش تعزم م الاساس ..
واستطرد والشرر يتطاير من حدقتيه :- طريجكم مش واحد يا حضرة الظابط ...
واستدار متطلعا لدلال هاتفا بلهجة حاول ضبط نبراتها لتخرج اكثر هدوءً :- اتفضلي يا داكتورة .. اتاخرنا ع الخالة وسيلة زمنها حضرت الغدا ..
شعرت دلال بحرج كبير وهى تنظر الى شريف و همت بالاعتذار الا انها لمحت ابتسامة عجيبة مرسومة على محياه لم تعرف لها مدلولا .. هل هى ابتسامة استهزاء!؟.. ام سخرية !؟.. ام ماذا بالضبط!؟.. مما جعلها تبتلع لسانها وهى تسير خلف عفيف فى خطوات واسعة تحاول مجاراة خطواته ..
صعدت الى الكارتة التي صعدها هو قبلها واتخذ موضعه منتظرا استقرارها بموضعها .. مرا على شريف الذي كان لايزل متسمرا مكانه لم يبرحه ولم يعره عفيف حتى إلتفاتة بل على غير العادة اطاح بسوطه الذي ما رأته استعمله قط ليهبط به على ظهر الفرس مصدرا صوتا مدويا جعل الفرس يصهل مندفعا فى طريقه كأن الريح تسابقه..
وصلا للبيت الكبير في لمح البصر فترجلت من العربة تدلف للداخل فى سبيلها لتساعد الخالة وسيلة فى إعداد الطعام الا ان صوتا كالرعد هتف يوقفها :- يا داكتورة ..!؟..
توقفت متسمرة بموضعها واخيرا ألتفتت تواجهه مستفسرة :- خير يا عفيف بيه !؟..
هتف غير قادر على كبح جماح ذاك الشعور المتنامى بداخله منذ وعى لها وهى امام الوحدة الصحية بصحبة الطبيب ومن بعدها مع الضابط :- اعذرينى ف اللي هجوله .. بس دي الأصول .. احنا هنا ف نچع ف جلب الصعيد .. يعنى اللي تعرفوه ف مصر مينفعش هنا ..
هتفت و قد ضافت عيناها متسائلة بتعجب:- وايه اللي نعرفه ف مصر مينفعش هنا يا عفيف بيه !؟.. اظن الأصول والصح مبيتجزأش سواء هنا اوهناك ..
هتف محتدا :- حيث كِده .. يبجى اسمحيلى اجول لك ان وجفتك مع كل من هب ودب وضحكك و هزارك يا داكتورة مينفعوش عندينا.. و اذا كان دِه العادى بتاعك .. ف يا ريت ..
هتفت محتدة مقاطعة اياه :- عفيف بيه .. انا مسمحش بالتشكيك ف ..
هتف صارخا مقاطعا إياها بدوره و بصوت هز جنبات البيت الكبير وتراقصت لاجله عمدانه:- بلا تسمحي بلا متسمحيش .. جاعدة تسلمي على دِه وتضحكي مع دِه و جال دِه واجف يعمل لك باي باي ..ايه المسخرة دي !!
همست مبهوتة فى صدمة :- مسخرة ..!؟..
ساد الصمت .. صمت احد من نصل سكين قاطع .. تطلع اليها و صدره يعلو ويهبط انفعالا وبدت على محياه بودار ندم لما تفوه به و خاصة بعد ان لمح قسمات وجهها الوضاء وقد تحول فى لحظة لشتاء غائم تهدد سحبه السمراء بهطول مطر شَديد الغزارة ..
هم بالتفوه بأي كلمة من شأنها تعديل الحال الا انها لم تمهله كالعادة ..فقد اندفعت من امامه كسهم فر من قوسه تاركة اياه مسربل بندم يكاد يورده موارد التهلكة ..
*******************
يتبع


رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس