عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-20, 01:36 AM   #63

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
💫 💫 💫 💫
صخب و هرج و مرج و حماسة من النساء للزفاف اليوم و عروس غير مهتمة بمط شفتيها في ابتسامة فاترة كذبا لترضيهم كان حفل ضخم أمام منزل عمها و حضور جميع أفراد العائلتين و الأصدقاء و الجيران و الكثير من الذبائح لإطعام جيش بأكمله فقد ليعرف القاصي و الداني أن اليوم زفاف مهيرة ابنة صبري الأخ الراحل للسيد حفيظ .. كانت لمياء تعدل من ثوبها و حجابها بفرح و كلمات حماسية تهبط على أذنين صماء لم يدور حولها . قالت لمياء بفرح و هى ترفع وجهها لتنظر لعيناها لتجعلها تنتبه لحديثها " ستكونين زوجة داري , أنا لا أصدق . لقد حصلت على وحش ال الدالي يا لك من محظوظة "
ضغطت مهيرة على أسنانها بقوة و قالت بفتور " محظوظة و لديه زوجتين . حقا ما تقولينه لمياء , هل أنا محظوظة "
ارتسم الحزن على وجهها و قالت بهدوء " لم تنظرين له بهذه الطريقة , هل لو كان هناك أفضل منه كان عمك زوجك له .. لقد وافق على ابن عمي لأنه أفضل من جميع من طلبك مهيرة , لم لا تعطيه فرصة لتتعرفي عليه قبل أن تتحاملي عليه هكذا , ثم أن داري زيجتيه ليست كما تظنين . هو رجل يراعي الله في من هم في رعايته و مسؤولون منه لا تقلقي هو أبدا أبدا لن يظلمك "
مطت شفتيها بسخرية قائلة بمرارة" نعم يراعي الله.. لذلك يجلب زوجة خلف الأخرى "
تنفست لمياء بقوة و قالت بصبر" لم وافقت عليه إذن، لا أظن عمك كان سيجبرك على ذلك "
قبضت مهيرة على يدها بقوة صامتة و لمياء تنتظر جوابها، طال انتظارها فهمت أن تعاود سؤالها عندما دلف بسام و ملك للغرفة و الأخيرة تقول" حبيبتي بسام جاء ليسلم عليك قبل ذهابك "
نظرت للمياء باعتذار و أضافت " هل يمكن أن تتركينا وحدنا قليلاً عزيزتي "
قالت لمياء باسمة " بالطبع، سأنتظر في الخارج"
ما أن خرجت لمياء حتى جثى بسام أمام مقعدها و أمسك بيدها الباردة بقوة مطمئنا و قال " لا تقلقي فقط كما اتفقنا و أنا سأتصرف لن تظلي معه لوقت طويل، عندما أعود سأرتب لكل شيء لتتخلصي منه و تعودي معنا "
قالت مهيرة بصوت مرتعش " لن أترك عمي ثانياً و لكن لن أسمح لهذا أن يتكرر و لكن عدني أن تساعدني أخي أرجوك"
أجابها بصدق " لا تخشي شيء مهيرة أنا لن أتخلى عنك ثانياً أعدك بذلك "
خفق قلب ملك بعنف، ماذا يقصد، هل هو نادم لتركها و عدم الزواج بها، هل؟؟!!! قاطع تفكيرها صوت بسام و هو ينهض و يمسك بيدها بقوة و كأنه شعر بما يعتريها من هواجس" نحن لن نتخلى عنك أبدا مهيرة، لديك أخ و أخت الأن لا تخافي، أليس كذلك ملاكي "
ارتعشت يدها في يده و قالت مؤكدة بصوت مختنق " نعم بالطبع حبيبي"
ابتسم بسام و أحاط خصرها ليقرب جسدها منه قائلا بثقة " أرأيت، و الأن هل أنت مستعدة عزيزتي"
ابتسمت مهيرة غصباً بتوتر و أجابت" نعم أخي أنا مستعدة "
و كأنهم يستعدون للحرب و ليس لبدء حياة جديدة و التي يبدوا أنهما يخططون لتغادرها سريعاً قبل أن تدخلها...

******************

كان حفيظ ينظر إليها بحنان و هو يملس براحته على رأسها المغطى الأبيض، قائلا " تعلمين أني أريد صالحك مهيرة أليس كذلك "
أومأت برأسها موافقة و عيناها تلمع بالدموع " أعلم عمي"
ابتسم حفيظ بحزن " تعلمين أني كل ما أريده هو سعادتك فقط يا ابنتي أليس كذلك"
أومأت برأسها موافقة فأضاف بحنان " كل ما أريده منك هو أن تعطي نفسك و زوجك فرصة لتتعرفا على بعضكما جيدا، أعلم أن داري رجل صالح و لكن أريدك أنت أن تعلمي معدنه جيدا و لا تتسرعي في الحكم عليه، أريدك أن تتعاملي مع زوجته بأخلاقك و قلبك الطيب، لقد أراد جلب منزل منفصل لك، و لكني لم أقبل لعلمي أن زوجته تحتاج وجوده دوما، لا أريد أن يعيش حياة مشتتة بينك وبين زوجته و طفله، طفله الذي يريد بدوره منزل مستقر، أعلم أني أحملك فوق طاقتك للوقت الحالي، و أنك من حقك أن تكوني الوحيدة في قلب زوجك و حياته و لكنه القدر يا ابنتي أتمني يعوضك خيراً بمحبته لك و أن تغمرك السكينة و الرضى ، و أعلم أنك ستقدرين ظروفه أيضاً و مع هذا أثق أن داري هو الرجل المناسب لك و سيسعدك و يحميك و هذا كل ما أريده "
أومأت برأسها و هى تقاوم دموعها التي أبت أن تظل حبيسة جفنيها فسالت بصمت، مد حفيظ أصابعه و مسح وجنتها قبل أن يشدها لصدره قائلا" كوني سعيدة يا ابنتي "
قالت باكية بحزن" أحبك عمي "

******************
قال صالح بحدة " أين هى رتيل هنية"
قالت هنية بتوتر" هنا سيد صالح تفضل سأبلغها بمجيئك"
أزاحها صالح و دلف للداخل قائلا بسخرية" لا داعي لذلك أعرف طريقي جيدا"
توجه لغرفة ابنته و فتح الباب بعنف، كانت تجلس بجوار النافذة تراقب الظلام من خلاله و الأضواء البعيدة التي تظهر كأنها معلقة في الهواء .. ما أن سمعت صوت الباب استدارت بمقعدها و قالت بلهفة " هل جاء داري هنية"
رد والدها غاضبا " لا، هذا أنا رتيل، ماذا هل تظنين أنه سيأتي إليك و يترك عروسه الجديدة "
ابتسمت رتيل بتوتر " أبي متى أتيت"
رد صالح بحدة " الآن، جئت لأخذك معي"
قالت رتيل بضيق " أبي لقد تحدثنا في هذا من قبل ، أنا لن أترك داري"
شد مقعدها ليخرجها من الغرفة بالقوة قائلا " لن أدعك معه رتيل، ليطلقك و سأزوجك بنفسي لمن أرتضيه لك "
حاولت رتيل إيقافه عن دفع المقعد قائلة برجاء باكي" أبي أرجوك أنا أريد البقاء مع داري لم لا تفهم، أتركني أرجوك "
خرجت هنية على بكاءها و قالت بقلق" سيد صالح لتنتظر ليأتي السيد داري أخشي أن يغضب إن عاد و لم يجدها "
رد صالح بعنف" لا شأن لك أنت أنها ابنتي و ليس لأحد سلطة عليها و ابن أخي سيطلقها للضرر و هذا حديثي النهائي خبريه به ما أن يعود "
لم تستطع هنية الحديث معه أو اقناعه بعكس ذلك داعية الله أن يعود داري سريعاً..

***************
جالسة بجانبه في السيارة بعد انتهاء الزفاف و ذهاب الجميع و بعد أن ودعت عمها و أقاربها رفض داري أن يوصلهما أحد منهم و ها هي في طريقها مع رجل غريب لمنزل غريب و أناس اغراب، كيف ستعيش بينهم و هى لا تتقبل حياتها هذه من البداية، كيف ستتحمل البقاء معهم حتى يتصرف بسام.. و كيف ستتعامل مع هذا الماكث بجوارها و كيف ستتلاشى غضبه، كيف ستبعده عنها حقا و هى بهذا الضعف.. خرجت زفرة حارة من صدرها تنبه ذلك الصامت الذي التفت إليها قائلا بصوت هادئ " متعبة، سنصل بعد ثوان فقط و يمكنك أن ترتاحي"
لم تجيبه كما توقع ، فالتفت أمامه على ضوء السيارة ليوقفها أمام المنزل الكبير الذي لم تتبين ملامحه في هذا الظلام رغم المصابيح المضاءة في كل ركن منه، هبط داري و استدار ليفتح لها الباب، مد يده ليساعدها على الهبوط فقالت بعنف" لا تفكر حتى أن تمد يدك للمساعدة"
ابتسم داري و ابتعد عن الباب مفسحا لها الطريق لتهبط، عندما فتح باب المنزل بعنف و صوت رتيل الباكي المرتجى يهتف بابيها أن يتوقف.. " أرجوك أبي لن أرحل من هنا و أترك داري"
هدر داري و ركض تجاه عمه صالح الذي يدفع بمقعد رتيل " عمي صالح، ماذا تظن نفسك فاعلا "
توقف صالح و نظر لتلك الواقفة بجانب السيارة و الظلام يخفي ملامحها المتوترة " أفسح المجال لابنة النجدية لتكون وحدها في المنزل أليس هذا ما تفكر به الأن كيف تتخلص من ابنتي "
أمسك داري بالمقعد يوقفه و قال بحزم " زوجتي لن تذهب إلى أي مكان عمي لقد أخبرتك بذلك بنفسها من قبل"
رد صالح غاضبا و هو يندفع تجاه مهيرة التي ارتعش جسدها خوفاً" أليس هذا ما تريدينه يا ابنة صبري. أن يكون لك بالكامل، ماذا تخططين لابنتي هل ستعذبينها حتى تترك لك المنزل"
عاد داري ليقف أمام عمه قائلا بغضب أسود" لقد تعديت حدودك كثيرا عمي، و لا شيء يشفع لك غير زوجتي، عد لمنزلك عمي لتظل كبيرا في عين ابنتك كما أنت و إلا سيكون لي تصرف أخر معك "
وقف صالح أمام ابن أخيه مهددا" ماذا ستفعل معي يا ابن طاهر هل ستضربني "
قالت رتيل باكية " داري أرجوك دع أبي يعود لمنزله و أدخل زوجتك حتى لا يستمع أحد لصوتنا "
قال داري بحزم" سمعت عمي، رتيل لن تذهب لمكان "
كانت مهيرة تراقب هذا بصدمة، هذه هى حياتها الجديدة التي تحدث عنها عمها، قال صالح بغضب" لن أذهب دون ابنتي و أنت ستطلقها أنا لن أستمع لحديثها بعد الأن "
اشاحت رتيل بيدها بيأس قائلة بانهيار" أبي أرجوك، أخبرتك لن أترك داري و لن أطلب الطلاق لم لا تستسلم أنا سعيدة هنا حتى لو جلب لي عشرون زوجة لا يهمني أنا أعلم ما بيننا جيدا و راضية به"
قال داري بقسوة" سمعت عمي، عد لمنزلك الأن "
" قل ما شئت لن أتركها في عصمتك كثيرا" قالها صالح قبل أن يتركهم و يرحل.. كانت مهيرة ترتعش بصدمة تراقب تلك الباكية و ذلك الجامد بغضب يائس.. تحرك داري تجاه مهيرة قائلا بحزم" أدخلي المنزل "
لثانية كانت تود لو رفضت و صرخت في وجهه لتخبره أنها ستعود لمنزلها و لكنها تحركت بتصلب تجاه المنزل و هى تجر قدميها جرا و ثوبها يتسخ بالأتربة في طريقها للداخل، سمعت صوته الحاني يقول لرتيل الباكية " حسنا عزيزتي، لا بأس كل شيء سيكون بخير سأتحدث معه في الغد"
قالت رتيل باكية " ماذا لو تأخرت داري، لو أخذني ما عدت أستطيع العودة أنا أعرفه جيدا"
دفع المقعد و دلف للمنزل و هو يجيبها " من هذا الذي يأخذك.. لو أتي بجيش جرار لن يأخذ شعرة منك دون أرادتك"
أوقف المقعد في الردهة الواسعة التي كانت مهيرة تنتظر بها لا تعرف لأين تذهب، قال داري بهدوء" سأضع رتيل في فراشها و أتي لأريك غرفتك "
لم تجيبه و ظلت تراقب ما يحدث حولها بجمود.. حمل رتيل من على مقعدها و هو يقول بمزاج" لم أنت مستيقظة للأن أيتها الغبية لو جاء و وجدك نائمة ما أستطاع حملك للخارج"
اجابته بغضب مصطنع " كنت أريد رؤية عروسك، لذلك انتظرت، لم تأخرت أنت أيها الوغد المتوحش "
ضحك بخفة و قال بسخرية " أرفعي من صوتك أكثر حتى تسمعك و تخشاني أكثر من ما هى تفعل"
كانت بالفعل تستمع لحديثهم شاعرة بالغضب يبدوا أنه يحبها لم تزوج عليها إذن هل لأنها مقعدة، ما هذه السطحية يا له من وغد بالفعل كما تقول هى ، تلفتت حولها تشعر بالحيرة، أين هو ابنه يا ترى مؤكد نائم، سمعت صوت بجانبها يقول" سيدتي تريدين أن أريك غرفتك "
قبل أن تجيب مهيرة قال داري بحزم " لا هنية أهتمي برتيل و أنا سأهتم بمهيرة"
أومأت هنية برأسها موافقة و تركتهم و ذهبت لغرفة رتيل، قال داري بأمر " أنت متعبة هيا لتستريحي في غرفتك.."
أضاف بضيق " أسف لم حدث و طريقة استقبالك في يومك الأول هنا.."
تحدثت لأول مرة منذ ودعت عمها قائلة بحدة" و ماذا كنت تنتظر أن يستقبلوني بالزهور و أنا أخذ مكان واحدة أخري "
أجابها داري ببرود" أنت لا تأخذين مكان أحد، لا أحد يستطيع أن يأخذ مكان رتيل و لا رتيل تأخذ مكانك.. لا تقلقي"
رمقته ببغض قائلة " أنا أكرهك حقا"
رد بسخرية " لا أريد حبك الأن، ربما عندما نتعرف جيدا ربما تفعلين دون أن أطلبه "
قالت بعنف" تحلم بالتأكيد "
قال داري بملل من هذا الحديث الذي لن يزيد غير غضبها و كرهها له
" تفضلي لأريك غرفتك لتنامي "
قالت بحقد و قسوة تريد جعلها ظاهرة على ملامحها و نبرة صوتها حتي تداري خفقان قلبها رعبا من هذه اللحظة التي يكونان في غرفة واحدة.." إذا كنت تظن أني سأظل معك في نفس الغرفة فأنت"
قاطعها داري بسخرية " أحلم، أعرف، و لكن لا تقلقي أنت لن تكوني معي في غرفتي ربما فيما بعد مهرتي و ليس الآن"
قبضت على يدها بقوة و شعور بالراحة يكتنفها لم تظهره حتى لا يعرف أنه يتسبب في اضطرابها.. أشار إليها لتأتي معه لغرفتها قائلا
" تفضلي حبيبتي قبل أن تسقطِ من شدة التعب "
تحركت معه لتصعد الدرج و قد استنفدت كل طاقتها بالفعل . أمسكت بسور الدرج تستند عليه و هى ترفع ثوبها بتعب لثقله .. توقف على الدرج بجانبها قائلاً " من الأفضل أن أعدل بينكما منذ اليوم الأول "
لم تفهم ماذا يقول عندما أنحنى ليرفعها بين ذراعيه بقوة مضيفاً بمكر " مثلما فعلت مع رتيل ، حتى لا تظنين أني سأفرق بينكم يوماً"
تصلبت بين ذراعيه و هرب صوتها من حلقها فلم تصدر صوت و هو يصعد الدرج بتروي متجها لغرفتها الجديدة .. دفع الباب بقدمه و دلف للغرفة المظلمة التي تسرب لها بعض الضوء من الممر الطويل ليسلط على الفراش الذي وضعها داري عليه متمهلا .. سمعت صوت تنفسه المضطرب قبل أن يبتعد قائلاً بصوت أجش يكاد يفقد سيطرته على جسده و يضرب بحديثه مع حفيظ عرض الحائط " تريدين مساعدة لنزع ثوبك مهرتي .. فأنت جميلة اليوم ، بل فاتنة "
ردت بحدة و قد تمالكت اعصابها بعد تركه لها متجاهلة مغازلته لها و كأنها لم تسمعها و شعورها بجسده المتصلب الذي أبتعد بتردد " لا ، أتركني رجاء فكما تقول أنا متعبة و أريد النوم فقد كان يوم طويل سيء " أضافت بعنف
تنفس بقوة قائلاً بغلظة " تصبحين على خير إذن يا زوجتي "
ردت مهيرة ببرود " و أنت لست من أهله "
أجابها بسخرية " اه كم أحب حديثك اللاذع و لسانك السليط .. ثقي سيأتي يوم و سأجعلك تسمعيني كلمات الحب فقط "
لم تشأ مهيرة أن تجيبه حتى لا تنقض عليه تنهشه كالقطة التي تدافع عن صغارها ، فقط يخرج و يتركها هذا كل ما تريده ، متذكرة حديث بسام أن لا تحاول أغضابه أو تستفزه .. وقف أمام الباب قبل أن يخرج قائلاً " الفطور في الثامنة كوني مستعدة للعودة لجامعتك من الغد فلن يكون لنا شهر عسل كأي زوجين "
أغلق الباب غير منتظر جوابها فاستلقت تتنفس براحة و هى لا تصدق أن اليوم مر بدون صراع بينهم لإثبات الإرادات ..

**************
دلف داري للمطبخ المضاء بعد أن ذهب للاطمئنان على مالك في غرفته .. ليجد هنية تعد بعض الطعام على صينية كبيرة .. سأل باسما " جائعة هذا الوقت أيتها العجوز "
قالت هنية بنفي باسمة بحزن على هذا الرجل الذي منذ عودته و هو كل ما يفعله هو حل مشاكل عائلته كأنه كبيرهم و ليس ابن الأخ الأوسط لعائلة الدالي .. " لا أنها رتيل جائعة ، منذ الصباح و هى ترفض تناول الطعام من كثرة حماستها لقدوم عروسك "
مط داري شفتيه ساخرا " لم ذلك .. هل ظنت سنقيم حفل هنا أيضاً "
أجابت هنية بمكر " ربما ظنت ذلك و أنك ستكون سعيدا أخيراً "
تلاشت بسمته و قال بضيق " و من قال أني لست هكذا أيتها العجوز "
هزت هنية كتفيها " لا أحد ، نحن نعلم أنك هكذا بني ، سعيد "
قال داري بحدة " حسنا كفاك ثرثرة و ضعي بعض الطعام لي مع رتيل سأتناوله معها و أنت أذهبي لمهيرة لتساعديها في نزع ثوبها فهى لن تعرف وحدها "
تمتمت هنية بخفوت " و ما وظيفة الزوج غير هذا "
زجرها داري و حديثها يصل لأذنه " أنت أيتها العجوز أنتهي و كفاك ثرثرة أم كبرت و لم تعودي قادرة علي العمل ، أخبريني و سأحضر عشرة مكانك "
ردت هنية باستنكار " و ماذا فعلت ، أنا أعمل ما تكلفني به و لم أقصر معك منذ عدت و السيد الصغير "
رد بضيق " حسنا ، أنا في غرفة رتيل أسرعي أنا جائع "
تنهدت هنية بحزن " يبدوا أن لا شيء سيتغير في هذا المنزل و سيده سيظل وحيد

********************
يأكل بصمت متجاهلا نظراتها إليه .. مدت يدها لتأخذ قطعة من الخبز تضعها في الفاصولياء الخضراء و تتصيد بها بعض القطع الصغيرة منها و تضعها في فمها ، هى لا تحب تناولها مع الأرز و تفضل أكل الخبز و هنية تعلم ذلك و أضافت الأرز من أجل داري ، قالت بمكر " كيف وجدت زوجتك غرفتها في الأعلى "
أجاب بلامبالاة " جيدة لا أظن رأت بها شيء مؤكد غفت على الفور فهى كانت متعبة "
قطعت قطعة أخرى و فعلت كما فعلت من قبل و سألته " ماذا ستفعل مع أبي ، حتى لا يعود و يزعجك بسببي مجدداً "
قال داري بلامبالاة " سأقتله "
زمجرت رتيل بغضب " أيها المتوحش أنه أبي "
ضحك داري بخفة و قال بحنق " و عمي أيضاً ، لا أعرف كيف تطيقونه ، هو عمي و لا أطيقه فكيف بكم أنتم عائلته "
قرصت يده التي تمتد للطعام بقوة قائلة بحنق " لم أكن أعرف أن قلبك أسود هكذا ، و تحمل في نفسك منه "
قال داري بخبث " ليس وحدي و غيري أيضاً "
علمت لمن يشير بتلميحاته فتجاهلت جوابة و أكدت " هو قلبه طيب و لكنه لديه بعض الأفكار الخاطئة و سيأتي يوم و يعلم أن الحياة ليست كما يظن هو و أن الزمن يتغير و القناعات لم تعد ثابتة كما كانت منذ ثلاثون عاما و أكثر "
أومأ برأسه صامتا و عاد لتناول الطعام ، عادت رتيل للحديث " متى سأرى طبيب داري "
قال داري باهتمام " بعد أسبوعين سأخذك إليه لنعلم مدى تقدم حالتك مع العلاج الطبيعي "
قالت رتيل بحزن " أريد أن أشفى سريعًا لقد مللت هذا المقعد لسنوات "
قال داري بحنان " ستشفى عزيزتي ، لقد حادثني الطبيب أنه سيحدد موعد الجراحة هذه المرة بعد معاينتك "
فكرت رتيل بحزن كم تتمنى أن يكون حذيفة بجانبها يا ليت ، توقف داري عن الطعام و أمسك بالمنديل الصغير بجانبه على الصينية ليمسح يده قبل أن يقول " اكتفيت أم أحضر لك المزيد "
قالت رتيل بهدوء " لا اكتفيت الحمد لله ، فقط أريد بعض الحليب بالشكولا لأستطيع النوم "
قال داري بسخرية و هو يرفع الصينية من على ساقيها ليأخذها للمطبخ " لا تظنين أني سأعدها لك "
قالت رتيل ساخرة " لا بالطبع أنت تعدها بشكل سيء "
أجابها و هو يخرج من الغرفة " سأرسل لك هنية لتساعدك في غسل يدك و تعدها لك "
زمجرت رتيل بحنق " هل سأنتظر بيدي المتسخة حتى تأتي العجوز من عند زوجتك ستظل ساعتين حتى تنزع ثوبها الأبيض "
سبها داري بحنق " تبا لك غبية لم تذكريني بما تفعل معها الأن "
ضحكت رتيل بمرح " أذهب و تحجج بي و أرسل هنية و ساعدها أنت يا زوجها "
رد داري حانقا " عقابا لك ستنتظرين لحين تنتهي معها "
صاحبته ضحكتها المرحة في رحلته للمطبخ و عقله الغبي يتمسك بحديثها ليتفق معها عليه و هو يرسم له صورتها و ما تفعله الأن في غرفتها .. ليتمتم ثانياً " تبا لذلك ، كيف سأتحمل ذلك الأن "
صعد هاربا لغرفته ليغلقها بعنف خلفه غير مهتم بأخبار هنية أن تذهب لرتيل .. غبية تستحق ليت هنية تنساها اليوم ..

***************
في مكان أخر و ليلة باردة نوعاً ما رغم فصل الصيف في تلك المدينة الصاخبة .. كان الجسدين ملتحمين بشهوة مقززة و منفرة في علاقة محرمة و لا روابط شرعية بينهم و الإتيان بكل ما هو محرم دون رادع أخلاقي أو ديني ..و كيف و ما يفعلانه هو السبب لتلك الغارقة تشبع ملذاتها لتركها لزوجها لرفضه طاعتها فيما تريده منه أن يفعله و رغم طلبها ذلك مرارا و يقابل طلبها دوماً بالرفض حتى قامت بالبحث عن ذلك مع أخر ، بعد انتهاء فورة رغبتهم ظل على حاله و يديه مازالت تمر على جسدها برغبة يحثها على بدء جولة أخرى .. قامت جانيت بدفعه عن جسدها العاري قائلة بغضب " يكفي ماكين ، لم أعد أريد ذلك ثانياً "
أخرج الرجل صوت متذمر و هو يبتعد عنها و يستلقي بجانبها على الفراش يلهث شاعرا بالخيبة من رفضها " ما بك جانيت لست كعادتك "
شدت الغطاء و أعطته ظهرها قائلة بضيق " لا شيء لست في مزاج جيد للمزيد ماكين "
لم يستسلم و هو يزيح عنها الغطاء و يقبل كتفها العاري مرارا و يده تلمس جسدها برغبة حثية عارمة جعلها تغتاظ منه دافعه يده بعيداً قائلة " أبتعد عني ماكين لم يعد لي رغبة بذلك "
قال بحدة " اشتقت لزوجك "
التفتت إليه بغضب قائلة من بين أسنانها " لا تأت على سيرته أو طفلي ماكين حتى لا نخسر بعضنا "
سألها بحدة " لم رفضت الطلاق منه عندما جاء هنا "
أجابت ببرود " و هل تتحمل أنت نفقاتي و نفقات المنزل و علاج والدتي "
زم شفتيه بضيق قائلاً " هل لهذا مازالت متزوجة به "
أجابت ببرود " و ماذا غير ذلك ، ثم هل تريد الزواج بي "
نظر لعينيها بحدة و قال بجمود " أجل بالطبع "
لوت شفتيها بسخرية و ردت بمكر " عندما تجد وظيفة لتعيش منها و تستطيع الإنفاق علينا أخبرني بذلك و سأفعل "
شعر ماكين بالغضب من ذلك البغيض الذي رغم كراهيته لها إلا أن معاملته لها و اهتمامه بها ما يجعلها لا تفكر في تركه أو طلب الطلاق منه ، تلك الغبية تخسر المال الكثير ببقائها زوجة له .. لم يجعلها تفكر كثيرا في وضعه المالي أو مقارنته بزوجها عندما اعتلاها مجدداً مؤدا أي رفض من ناحيتها ليغرقان في ملذاتهم المحرمة ..

****************
في الظلام السائد و الذي يلف المكان و سكون الليل إلا من صوت بوم أو صرصار حقل خرجت متلفحة بشالها و تحمل حقيبة صغيرة واضعة بها بعض الملابس الضرورية لعدة أيام فقط و حتى لا تعيق حركتها في أثناء رحيلها .. وجدته ينتظر في السيارة التي استعارها من ابن عمه ليسافر بها للمطار بدلاً من طلب سيارة أجره . اقتربت منه و هبط هو مسرعا ليأخذ منها الحقيبة و يضعها في المقعد الخلفي قبل أن يحتويها بين ذراعيه و هو يقبلها بلهفة و قوة مرددا كلمات التحبب على مسامعها يطربها و يؤكد لها عن ما يكنه لها رغم كل ما حدث .. قالت رتيل بلهفة و خوف " لنذهب أخشى أن يفيق أبي و لا يجدني فيأتي قبل أن نرحل ، هيا لا تضيع الوقت حذيفة أرجوك "
قال موافقا بحرارة " حسنا حبيبتي هيا بنا ، أخيراً رتيل ، أخيراً سنكون معا من جديد "
استقلا السيارة ليتحرك بها مسرعا يقطع الطريق إلي الحرية من تلك القيود التي تقيد علاقته بحبيبته .. شدها حذيفة لصدره قائلاً بحب " كم اشتقت إليك رتيل ، ستعودين ملكي مجدداً يا حبيبتي " قبلها على عنقها و وجنتها بحرارة و السيارة تتحرك بهدوء على الطريق الوعر الذي سيقودهم للطريق العام ليتجها للمدينة و منها للحرية
قالت رتيل مازحة و هى تبعده " حسنا أنظر أمامك يكفي الظلام في الطريق و وعورته "
رد حذيفة بمرح " لا تخشي شيئاً معك أفضل سائق في الكون كله "
عاد ليقربها منه مقبلا عنقها .. عندما أضاء خلفهم ضوء سيارة قالت رتيل بفزع " هل تظن أبي علم و أتى ليلحق بنا "
نظر في مرآة السيارة و لكنه لم يتبين ملامح القادم خلفه .. " لا أعلم رتيل "
قالت أمرة بخوف و يدها على يده الممسكة بعجلة القيادة " أسرع إذن حذيفة ، أسرع حتى لا يلحق بنا ، أسرع "
وجد نفسه رغم صعوبة الطريق يضغط على المكابح ليزيد السرعة و عيناه على الأتي خلفه ، عندما سمع صرختها المحذرة " انتبه حذيفة"
استيقظ لاهثا و هو يمر بيده على الفراش بجانبه يبحث عنها و صوته المختنق يهمس بلوعة و خيبة " رتيل "
كان نفس الحلم الذي يراوده دوماً ،، يوم الحادث و هى غارقة في دمائها و تخبره بقوة أن يتركها و يذهب ، لا يعرف كيف تركها ذلك اليوم عاجزة في السيارة مصابة و تنزف ، كيف استطاع قلبه ذلك و لولا إصرارها أن يرحل خوفاً من فقده بسبب أبيها ، لم يكن ليتركها أبدا .. سمع طرق الباب فنظر لساعة يده التي تشير للثانية عشر بعد منتصف الليل .. تعجب من القادم إليه في هذا الوقت فهو ليس اجتماعيا و له أصدقاء يتزاورون هنا نهض من فراشه و أرتدي قميصه و سرواله على الشورت القصير الذي كان يغفو به .. فتح الباب ليتفاجأ بتلك الآتية و على وجهها ابتسامة ماكرة تقول بعربيتها الثقيلة " مفاجأة حذيفة لقد كنت مارة من هنا و أتيت لرؤيتك "
قبل أن يفكر في آداب الضيافة كانت هذه تخل بالآداب عامة بفعلتها و هى تلقي بجسدها عليه و تقبل شفتيه بحرارة ...

💫 💫 💫 💫 💫 💫 💫 💫 💫 💫 💫


صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس