عرض مشاركة واحدة
قديم 14-07-20, 12:26 AM   #193

مارينا جمال

? العضوٌ??? » 416796
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » مارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل العاشر
كانت تقف أمام مرآتها ....تعدل من ثيابها الرياضية استعداداً للذهاب إلى النادى مع عمتها ...و يوسف ، تنهدت بتثاقل عند ذكر الأخير ...فلازال كابوس الأمس يقبض قلبها ويثير بعقلها الخوف والقلق ...فهى لا تريد أن تكون سبب فى أذى يوسف حتى ولو كان رغماً عنها ....رفعت عينيها لصورتها المنعكسة فوق سطح المرآة بقلب متثاقل و أكتاف متهدلة وعيون يسكنها الحيرة والخوف ...إليس بمجيئها إلى هنا سوف تآذيه هو وعمتها ....ألن تآذي قلبيهما إذ عرفا بالماضى الدفين ، زفرت بحرارة ، لنغمض عينيها بآسى على الحال التى وصلت إليه وتلك الحيرة التى تعصف بكل كيانها ، غتحت عينيها لتنظر لصورتها المنعكسة بأزدراء هى أكبر أنانية قد رأتها عيناها ، اختنقت أنفاسها بينما تسارعت نبضات قلبها ، فهى تعلم أنها سوف تآذيهما عاجلاً أم آجلاً ...أكثر أثنين تحبهما سوف تآذيهما ولكن ليس هناك بديل ، فهما كل ما تملك الأن ،فهى فى الحقيقة لم تملك غيرهما يوماً ، فأباها ودعها سريعاً ...و أمها خذلتها كالباقى بعدما أوضحت لها حقيقة ميلادها ،لتتركها أكثر ذلاً وهواناً ، قبضت على يديها بشدة بينما تقضم شفاها ....لتوقف أنتفاضة جسدها وتمنع بكاء وشيك، أصبح عادة لها يومياً .....لتتنفس بعمق ، تملئ صدرها بالهواء ، هى ستقتنص من الأيام القادمة سعادتها المنقوصة ، ستعوض تلك السنوات الفائتة فى البكاء والمرارة ....وتحول أيامها القادمة لضحكات عالية صافية ، ستبدل ذكرياتها بأخرى جديدة ملونة بدلاً عن تلك الباهتة ، أغتصبت بسمة ترسمها على شفاها ...بعدما نظرت نظرة فاحصة على منظرها للمرة الأخيرة ...، وتآمر نفسها بأن اليوم لا دموع ، لا بكاء ....لتذهب وتوقظ الرجل الوحيد الذى يهديها البسمات فى آوج أحزانها .
تسمرت أمام غرفته لعدة ثوانى، تستدعى روح تلك الفتاة التى هجرتها ، أو ربما تحاول تتقمصها قديماً ، لترفض قبضتها المضمومة ، وتطرق على غرفته طرقات متتالية مصدره صوت مزعج ...وتكاد تجزم الأن أنه يسبها ويلعنها لإيقاظه من النوم صباح يوم الجمعة كعادته قديماً ، ولكن الحقيقة كانت النقيض لذلك تماماً ، فهو مستيقظ من الصباح الباكر رغم ساعات نومه الأربع ، فهو لم يستطع النوم جيداً ، فلازال طريقة ندائها لها فى حلمها عدة مرات يقلقه ...فقد كان تارة كمأنينة وفرح وشوق ، وتارة أخرى خوف و استجداء والأخيرة جزع حتى الرعب ، ذاك الغموض الذى أصبح يحيطها فى كل النواحى ، منذ سفرها المفاجئ و أختفائها بدون مبررارت ، ورجوعها الغير متوقع بعد تلك السنوات و كلماتها المبهمة ...و أخيراً ذاك الحزن والخوف اللذان يسكنان عينيها على الدوام ...كل تلك الأفكار كانت تثير الريبة بعقله وتنهشه بلا رحمة ...لينام قبيلة الفجر ، ويستيقظ باكراً ، ليذهب معها ومع والدته فى يوم أجازته من المشفى و عيادته الخاصة إلى النادى كما كانوا يفعلوا بالماضى فى كل يوم جمعة ، والأن هو يقف بالمقابل لها بالداخل خلف باب غرفته ، يسند رأسه عليه وبسمة كبيرة ترتسم على وجهه...ويده تقبض على مقبض الباب ولكنه لا يفتح ....مستمتعاً بأصوات طرقاتها التى كانت تزعجه وتثير غيظه قديما ً ولكن الأن كانت لأذنيه كمعزوفة خالصة من السعادة النقية ، معزوفة ترقص معها نبضات قلبه المتيم بعشقها ، اتسعت بسمته وهو يهز رأسه ...حينما سمع صوتها العالى النافذ بالصبر المنادى بأسمه ...ليتنهد بعمق وينظر للباب بقوة كما لو كانت نظراته تراها خلف بابه ويهمس بصوت يكاد يسمع حتى لأذنيه " ليتك لم تسافرى ...وليتنى عرفت بحبك مبكراً ...لعلى أستطعت سرقة قلبك ...وكان الحال بغير حال " ، أغمض عينيه لثانية واحدة ، ليدير مقبض بابه وهو يدارى بسمته خلف قناع المنزعج ....وبشدة ، ويصيح بتأفف مصطنع " نعم!!!!....يا صباح الأزعاج ....فى حد يخبط على باب حد كدة الصبح ...." ، قالها وهو ينظر لها من أعلى يراها تقف أمامه وذراعيها خلف ظهرها ...تتحرك أكتافها للأمام وللوراء فى حركات صغيرة غير ملحوظة وتحتل بسمة كبيرة صفح وجهها يظهر من خلالها صف أسنانها البيضاء ، وعيناها تلمع بشقاوة طفلة صغيرة وليست امرأة بلغت الثلاثين من عمرها ، كانت سعيدة بأنزاعاجه كما لو كان هذا سر سعادتها على وجه الكون ...لتقول بحماس وبراءة كما لو كانت أخرى هى التى طرقت الباب بتلك الصورة الرهيبة " صباح الخير ...." ، لم يستطع تقمص الشخص المنزعج منها أكثر من ذلك وهى تعطيه تلك البسمة السعيدة ، ليفرج عن بسمته هو الأخر ويرد تحيتها " صباح ...النو....." لتتوقف الكلمات بحلقه وتتسع عيناه بشدة وهى يلاحظ أخيراً ما ترتديه ...حسناً ، هو ليس معه أدنى مشكلة فيما ترتديه من أعلى ، فهى كانت ترتدى قميص أبيض من القطن ، بنصف كم ...ورقبته على شكل حرف ال 7 ، ومطبوع عليه علامة أحدى الماركات الشهيرة للملابس الرياضية ....ولكن المشكلة كانت تكمن فى تلك السيقان ...البيضاء القصيرة ...سيقان بيضاء قصيرة ذات بشرة ناعمة حريرية ، يعلوها بكثير بنطلون من القطن عليه ذات العلامة المشهورة ، قصير ...قصير جداً ...يعلو ركبتيها ببعض الأنشات ، أسود اللون حتى يظهر بياض رجليها ، ووردية ركبتيها ، وحين عاد إدراكه له أخيراً ...تحولت صباح النور إلى " صباحك أسود ...أيه اللى أنت لابساه ده " ،أخذت تتلفت يميناُ ويساراً ...علها تلاحظ ما المخطئ بملابسها ، فهى ترتدى ملابس رياضية عادية للغاية ..تلائم وجهتهم، وبدون قصد منها كانت تستعرض رجليها أمامه ، ليبتلع ريقه بصعوبه ....ليغمض عينيه وهو يستغفر الله ، لترفع عينيها له بحيرة وهى تسأله ببراءه ...غير فاهمة" ماله اللبس ...هو أحنا مش رايحين النادى ؟! " ،
ليبتسم بغيظ لها وهو يشير بأصبعه على ملابسها القصيرة ويتحدث متهكماً " لأ ...هو بالمنظر ده ..هيبقى قسم الشرطة " ليتنهد بقنوط بعدها وهو يقول " الله لا يسيئك يا بنتى ...روحى أسترى نفسك "،
تغضن جبينها بعدم فهم لتسأله بحيرة " نعم ؟! ....أستر نفسى أزاى يعنى " ...كانت تدور حول نفسها ...لترى ما المشكلة بملابسها ...فهى تلك الملابس المعتادة على أرتدائها للذهاب للنادى حتى حينما كانت بمصر " ،
" نعم الله عليكى ....روحى غيرى الشورت ده والبسى بنطلون " ،
لتتسع عيناها بصدمة وهى تسأله بعدم استيعاب " بنطلون ؟! " ،
" أأأه ...بنطلون " ...كان يشير بكلتا يديه على طول رجليه ..." البنطلون الطويل ده " ...،
كانت تحرك رأسها يميناً و يساراً بتعجب منه كما لو كان أنبت له قرنين أو شبيه لذلك ، لتومأ رأسها له ، لتسير ناحية غرفتها وهى فى حيرة من أمره ...فتلك هى الأولى ليوسف ليعترض على ملابسها ...لطالما كان عمر هو المعترض على بعضا من ملابسها و لكن ....يوسف!!!!!،
كان ينظر لظهرها ...ويتعجب من أمر نفسه هو الأخر ، فهو أبداً ...لم يعترض على أيا من ملابسها...فهى كانت ترتدى مثل بنات مجتمعهم ....حقاً وبالمقارنة بهم فملابسها كانت أكثر أحتشاماً ....ولكنه الأن ...تهدل كتفيه ...أنه الأن يغار وبشدة ....ألقى نظرة أخيرة على ساقيها العاريتين ...ليهز رأسه مغمضاً عينيه عنهما .

يتبع..


مارينا جمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس