عرض مشاركة واحدة
قديم 20-07-20, 03:00 PM   #605

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

وقفت فدوى أمام مرأتها تضع اللمسات الأخيره لزينة وجهها الهادئه... تتأمل نفسها في هذا الفستان الرقيق باللون الفستقي المفتوح من الأمام حتي ركبتيها وترتدي تحته بنطال من الجينز الغامق...
كانت تشعر بالتوتر فاليوم ستكون أول مقابلة لسامر بأخوتها وهي تتمني أن يحدث قبول بينه وبينهم.....
ولكنها عادت وطمأنت نفسها بأن سامر ليس به غلطة واحدة وأن ما كانت تخشاه من أعتراضهم عليه قد تجاوزته بالفعل لأنهم يعلمون كل شيء وليس لديهم إعتراض ...
صوت طرقات عالية علي باب حجرتها أخرجتها من شرودها فقالت بصوت عال:"أدخل يافادي..."
فتح فادي الباب وهو في كامل أناقته قائلاً لها وهو ينظر إليها بحنان:"هل أنتهت سندريلا من إعداد نفسها..؟"
قالت له بتساؤل وهي تدور حول نفسها:"هل أبدو مقبولة؟؟"
أبتسم قائلاً:"بل تبدين جميلة..."

يعلم أن تأخرها في الزواج جعل ثقتها بنفسها تهتز قليلاً... وهي تجد كل من حولها تزوجن إلا هي ...لذلك حين وجد أن سامر مميزاته كزوج كثيرة غض الطرف عن العيب الوحيد الذي به ما أن تأكد أنه من بيت محترم أشاد به الكثيرون وأن والده وقع عليه بالفعل ظُلم ...
قالت له بحماس:"أنا قلت لسامر أن يكون موجوداً في الخامسة..."
قال لها وهو يُربت علي كتفها:"بأذن الله حبيبتي....هيا أذن لأننا سنمر أولاً علي أماني حتي تأتي معنا..."
أومأت له برأسها ونزلا معا حتي وصلا إلي السيارة وكل منهما غارق في أفكاره فهي تفكر في سامر والأيام القادمة بينهما ماذا ستحمل وهو يفكر في أماني وعقدتها التي تسيطر عليها... فهو أقنعها بصعوبة لحضور هذه المُناسبة معه

***************

أنهي سامر أرتداء ملابسه وأختار كعادته ملابس أنيقة تليق بالمناسبة فهو عرف من فدوي أنه غداء عادي جداً أحتفالاً بزواج شقيقتها بعيداً عن أي صخب لأن هناك أولاداً كبار للطرفين...
أرتدي بنطال جينز غامق وتيشيرت أبيض اللون ووضع عطره المُميز...
كان مُتحمساً لهذه الزيارة فقد انتظر فترة حتي تم تحديد أول موعد بينه وبينهم...
وما أن مر بحُجرة الجلوس حيث تجلس والدته وأختيه حتي نظرت إليه والدته مُبتسمة وهي ترقيه في سرها وتدعو له أن ييسر الله له كل أمر...
أما دنيا شقيقته فبداخلها شعرت ببعض الغيرة عليه فهو شقيقها الأصغرالذي كان مُرتبطاً بهم بشدة خاصة هي ورحمة ...
حتي يوم الجمعة الذي كان مُقدس بالنسبة لهم يأتون من منازلهم ويتناولون غدائهم معا ولا يتركهم سامر لأي سبب فهاهو من البداية يتركهم من أجل عروسه المُنتظرة ...
وياليتها كانت ماتصبو إليها نفسها ...
كانت تتمني أن يتزوج من رباب أبنة خالتهم...
تحبهم ويحبونها وجميع بنات خالاتها هذه صديقاتها...
أما فدوي فهي تشعر أنها لا تشبههم في أي شيء ...
قالت له دنيا ما أن مر بجوارها:"هل من الطبيعي أن يستقبلوك وحدك في أول مقابلة لك معهم؟....ألم يكن من المفترض أن تكون العائلة كلها معك؟.."
قال سامروهو ينظر إليها موضحاً:"هذا مجرد تعارف ليس أكثر وما أن يتم تحديد موعد حتي تكونون جميعكم معي...ثم إن المقابلة ليست في منزلهم من الأساس هي في منزل زوج شقيقتها..."
مطت دنيا شفتيها وصمتت بينما قالت رحمة مازحة:"دنيا وجدت أمي مُتعبة ولن تستطيع القيام بدورالحماة فقالت تقوم به هي...."
أبتسم لهم قائلاً :"ما أن تعرفوا فدوي جميعكم حتي تحبوها ..."
قالت له والدته مٌبتسمة :"بأذن الله حبيبي... المهم عندي راحتك..."
قبل سامر جبهتها ثم انصرف حتي يلحق بموعده
وما أن أغلق الباب خلفه حتي لكزت رحمة دنيا في كتفها قائلة :"هل ستمارسين عليها دور الحماة من الآن...؟"
قالت دنيا بفتور:"حقيقة لا أستسيغها... ولا أستسيغ الأمر كله...لقد أمتنع عن الزواج لسنوات وكنت أتوقع أن يكون أختياره غير ذلك سواء شكلاً أو موضوعاً..."
قالت والدتهم بحزم:" المهم راحته يادنيا هو من سيتزوج لا نحن.."
قالت دنيا بتعجب :"أنا ألاحظ منذ أن عرفها وتغيرت طباع كثيرة فيه...هل هذا سامر الذي لم يكن يعجبه شيء وكلما أحضرنا له عروسا رفضها...."
قالت لها رحمة مُتهكمة:"وهل نكره!... كان يرفض وهداه الله ... فلنحمد الله..."
قالت دنيا وهي تضغط علي شفتها السفلي :"كنت أريده أن يتزوج من رباب "
قالت رحمة:"كل شيء نصيب ..ثم أردفت بتفهم :أنا أعرف أن إلحاح مني أختها عليكِ له تأثير..."
مطت شفتيها قائلة:"تحدثني كل يوم يارحمة وصراحة لا أعرف ماذا أقول لها فالبنت ليس بها عيب...يكفي جمالها... وأبنة خالتنا ليست غريبة ...."
قالت أمها بحيرة:"خالتك أيضا حدثتني.... ولكن هذه الأمور ليس بها إجبار ولكني حقيقة لا أعرف بماذا أجيبها..."
نظرت رحمة إلي عيني دنيا وقالت لها بشك:"هل عماد زوجك له علاقة بهذا الحديث...هل لمح لكِ بأنه يريد سامر أن يتزوج أخته؟"
تنهدت دنيا قائلة:"صراحة هو قالها لي مُباشرة وخالتي أيضا قالتها صريحة ومني أختهم ...أشعر أن موقفي بينهم صعب...."
توجست والدتها من هذا الحديث وقالت بقلق:"هل هذا الأمر ممكن أن يؤثر علي علاقتك بزوجك ؟ ثم أردفت بحيرة:هو أبن خالتك وهي خالتك لا أعتقد أن تتأثر معاملتهم معك بهذا الأمر..."
قالت دنيا بحيرة:"الله أعلم أمي..الله أعلم.."

************
وقفت أماني في شرفة منزلها تنظر من الأعلي علي الشارع الهاديء تنتظر فادي... فقد قال لها في أخر مكالمة بينهما أنه أمامه عشر دقائق ويصل إليها...
كانت متوترة للغاية فهو ألح عليها في الحضور معه وهي لا تحب هذه التجمعات السخيفة التي تجبرها علي التصنع وتجعلها متوترة مشدودة طوال الوقت....
لقد جاء اليوم الذي كانت تتجنبه منذ بداية علاقتها بفادي ...اليوم الذي ستضطر فيه للتعرف على أسرته ومايعقب ذلك من تقييم لها ....
شعرت بأن أنفاسها بدأت تعلو فأخذت تتنفس ببطء حتي تستعيد هدؤها ثم دلفت إلي حجرتها تنظر إلي نفسها في المرأة للمرة العاشرة ... تطمئن علي زينة وجهها التي حرصت أن تكون بألوان هادئة تبرز جمالها
والمفاجأة التي لاتعرف هل ستعجب فادي أم لا هو لون شعرها الجديد أو بالأصح لون شعرها الاصلي...
اللون الأسود الذي لها سنوات وهي حريصة علي صبغه بألوان أخري ولكنها أعادته عند صالون التجميل إلي اللون الاسود الداكن حيث تعتقد أنه يعطي سنا أصغر... أجفلت علي صوت رنين هاتفها لتجده فادي ...
أجابته فقال لها:"نحن بالأسفل يا أماني هيا ...."
قالت بتوتر:"حسناً ثواني وأكن أمامك..."
ومن داخلها كانت تتمني لو كان قال لها أن الموعد قد تم ألغاؤه بالكامل......
خرجت أماني من بوابة بنايتها وما أن شاهدها فادي حتي هبط من السيارة وترجل حتي وصل إليها قائلاً بابتسامة جذابة وبلهجة مُمازحة:"إلي أين تريد الذهاب السيدة الجميلة...؟ "
إبتسمت علي هذا الأطراء الذي كانت تحتاجه في هذا الوقت بالتحديد وقالت له وهي تنظر إليه بعينين ساحرتين :"هل حقا أبدو جميلة؟"
قال لها وقد فطن لمخاوفها التي يعرفها سابقاً:"الجمال خُلِق لك في الأساس.... ثم أردف وهو ينظر إلي السيارة قائلاً بسخرية :هاقد بدأنا وصلة الغزل ونسينا فدوي في السيارة ماذا ستقول علينا الآن.... "
قالت له بتوتر :"حسنا هيا بنا..."
تقدما معا من السيارة وما أن رأتها فدوى تأتي نحوها حتي هبطت من السيارة وتقدمت منها فالتقيتا معا أمام مقدمة السيارة ....
مدت إليها فدوي يدها لتصافحها ورسمت علي وجهها أبتسامة أنيقة وهي تتأمل هذا الوجه الرائع الجمال من علي قرب....
حقيقة جميلة هي أجمل من الصور بكثير
مدت لها أماني يدها وصافحتها وقالت بصوت متوتر:"أهلا فدوي كيف حالك..."
قالت لها فدوي وهي مازالت تتأملها:"الحمد لله كيف حالك أنتِ..."
ابتسمت لها أماني أما فدوي فلم تعرف بماذا تناديها؟
ما اللائق أن تدعوها بأسمها مباشرة أم تسبقه بلقب ؟
فرق خمسة عشر عاماً بينهما فلا تعرف حقا بماذا تدعوها ....
شتمت فادي في سرها وقالت لنفسها :"ضاقت بك الأرض فلم تجد سوي من هي أكبر منك ولا نعرف بما ندعوها.."
ثم اتجهت إلي المقعد الخلفي حتي تجلس فقالت لها أماني بإحراج:"أبقي كما كنتِ ... أنا سأجلس في الخلف..." فقالت لها فدوي وهي تجلس بالفعل في المقعد الخلفي :"لا طبعا لا يصح..."
أغلقت فدوي بابها وجلست أماني بجوار فادي الذي إنطلق بالسيارة ولكن أماني أخذ عقلها يحلل جملة فدوي الأخيرة حين قالت لها لايصح... هل كانت تقصد لايصح لأنها هي زوجته أم لأنها الأكبرعمراً منها ؟

***************

جلس الدكتور فؤاد في حديقة منزله ...
حديقته المحببة إلي قلبه والتي يحب أن يجتمع هو وأبناؤه وأحفاده بها
أشجارها تذكره بأعمار أولاده.....
والورود التي تتفتح كل يوم تذكره بأحفاده الصِغار
أخذ ينظر حوله إلي ترتيبات دعوته لأبناؤه بمناسبة زواج أبنه البكري وقرة عينه ...
كانت سعادته سعادتين
الأولي لأنه سيرتاح تجاهه خاصة وهو يعرف كم يحبها والثانية أن فريدة أنضمت إلي عائلته فهو يحبها كابنته منذ أن رأها ... وكان يتمني لها السعادة ....
قال له شهاب الذي يجلس بجواره مباشرةً وهو يشاكسه :"أين ذهبت يادكتور ...أري ذهنك شرد في مكان آخر..؟"
قال له فؤاد بابتسامة صغيرة وهو ينظر إليه بتأثر:"شردت في العمر الذي مر إلي أن رأيتكم رجالاً...."
مال شهاب عليه و قبل جبهته في حين قال تيمور الذي يجلس بجواره من الجهة الأخرى :"أطال الله في عمرك أبي حتي تري أحفادنا...."
قال فؤاد مُتأثراً :"أنا أحمد الله أنني رأيت هذا اليوم حبيبي ... يوم أن بدل الله حزن قلبك إلي سعادة.. لا تعرف كم كانت سعادتي بالأمس "
قبل تيمور يده بحب قائلاً :"أعرف أبي..."
قال شهاب مُمازحاً :"هل يعني أنني أن تزوجت ثانية ستفرح لي هكذا؟"
قال والده ضاحكاً :"بارك الله لك في زوجتك يابني ... "
قال تيمور وهو ينظر إلي شهاب بخبث:"وهل تجرؤ أنت؟ ثم نظر إلي زوجته التي كانت تنتحي بشقيقتها جانباً وتتحدثان وأكمل:ما رأيك أن نأخذ رأي زوجتك في هذا الأمر ؟"
قال شهاب مُتراجعاً :"أمزح يا أخي أمزح ....هل حرمتم المزاح في هذا البيت "
قهقه فؤاد وتيمور ضاحكين فجاء إياد علي صوت ضحكاتهم وجلس علي ركبتيه أمام والده وهو يضع كفيه علي ركبتي الأخير قائلاً ببؤس مُصطنع:"تجلس أنت وأبناءك يادكتور فؤاد وتترك ولدك الصغير يتابع الشيف والطعام والزينة وكل شيء..."
ضربه تيمور علي مؤخرة رأسه قائلا بسخرية:"علي أساس أنك من طبخت الطعام ...كل شيء أتي جاهزاً من المطعم.."
قال إياد وهو يرفع سبابته أمام وجهه :"ولو....وقفت مع من يضعون الطعام وأوصيت الشيف الذي أرسلوه علي بعض تعليمات التقديم .....ثم أردف ضاحكاً:وكل هذا من أجلك..."
نظر تيمور حوله إلي الأشجار وإلي فروع الإضاءة الملونة الملفوفة حولها وقال لإياد بامتنان:"أنت بالفعل تعبت في تزيين الحديقة ...لماذا أرهقت نفسك..؟"

تحولت نبرة المزاح والتهكم إلي الجدية والتأثر حين قال إياد:" هذا أقل شيء أقوم بعمله ياتيمور ...أنت تعرف أنت ماذا تمثل بالنسبة لي... صدقني لم أكن أشعر بالراحة طوال فترة غربتك ووحدتك ...اليوم فقط أشعر بالأرتياح "
ثم استقام ومال علي تيمور وعانقه عناق أخوي فربت تيمور علي كتفه متأثراً ... خاصة حين استقام شهاب هو الآخر وعانق تيمور وجلس ثلاثتهم متجاورين فنظر إليهم والدهم وهو سعيد بتجمعهم معا ووقفتهم معا....
وحمد الله أن ماكانت تخطط له زوجتي شهاب واياد من تزويج تيمور لشقيقتهما لم يؤثر علي أبناؤه وتماسكهم معا قال إياد مشاكسا لوالده :"وأنت يادكتور ألا تريد الزواج أنت الآخر....ما رأيك لو بحثنا لك عن عروس"
قال والده بابتسامة حزينة:"وهل بعد والدتكم هناك إمرأة تملأ مكانها ؟"
غامت عيونهم جميعاً بالحزن في نفس اللحظة فقال فؤاد حتي لا يتعكر صفو جلستهم:"إلي جانب إنني كبرت في السن وأصبح ليس مني رجاء ..أردف ضاحكاً:من العروس التي ستقبل بي؟"
لم يكد يتم جملته حتي وجدوا الحاجة تهاني جارتهم تدخل من باب الحديقة بوجهها المألوف المريح تتكيء علي عكازها فقال شهاب بخفوت:"ها هي الحاجة تهاني أتت مارأيك أبي تنفع كعروس؟"
لكزه والده في كتفه قائلاً:"تأدب ياولد هذه صديقة والدتك.. رائحة الحبايب"
قال شهاب ضاحكاً:"أمزح يا أبي ...مابكم اليوم ألا تمزحون"
ضحكوا جميعاً ثم قام تيمور ليسند الحاجة تهاني لأن حركتها بطيئة وما أن رأته يقترب منها حتي ابتسمت ابتسامة أمومية وقالت وهي تربت علي كتفه:"اللهم صل على النبي...تشرح القلب حبيبي وتبهج العين... بارك الله لكما"
ابتسم لها تيمور قائلاً:"أحتاج هذه الدعوة كثيراً هذه الفترة ...هلا دعوتي لي بها كلما تذكرتيني".
سارت بجواره علي مهل وهي تتعكزعلي عكازها من جهة وعلي ذراعه من جهة وقالت له:"أدعو لكما حبيبي أنت وهي دائما ...ثم قالت بنبرة طفولية مشاغبة:هل تعرف منذ متي وأنا أدعو لكما؟"
قال لها وهو ينظر إليها بتساءول:"منذ متي؟"
قالت له بخبث وهي ترفع حاجبيها معا:"منذ أن كنا هنا في عقيقة أبنة سالم..."
قهقه تيمور ضاحكاً ثم ساعدها في الجلوس علي أحد المقاعد وقبل يدها قائلاً:"حسنا أستمري في الدعوات حبيبتي..."

*************يتبع



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس