عرض مشاركة واحدة
قديم 22-07-20, 09:47 PM   #21

الكاتبة هبة ماجد

? العضوٌ??? » 475193
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » الكاتبة هبة ماجد is on a distinguished road
افتراضي


🌸الفصل التاسع🌸
{زواج من نوع اخر}
(العروس المتمردة )

ذهلت ايجة للهدوء الذي طرحت به السؤال فبدا لها وكأنها فكرت جيدا بالمسألة ووجدتها معقولة تماما ومع أنها لم تفكر بها مطلقا وتعرف أنها مستحيلة إلا أن هذه الحقيقة لم تكن كافية لتلجم لسانها.
بقي صدى عرض الزواج الذي تقدمت به عالقا في الجو بينهما في وطأة الصمت المطبق لم تستطع ايجة حتى أن تسمع صوت المياه،
لشدة تركيزها على بيرك ورغم أنها تعرف جوابه مسبقا ورأيه بها وبمشروعها الدنيء ذاك ! إلا أنها كانت مفعمة بالأمل والتوقع أشبه بفتاة صغيرة تنتظر من أبيها أن يسمح لها بالذهاب إلى السيرك طرفت عيناه كمن صعق بما سمع لتوه وعلا العبوس جبينه.
-لن اتزوج بهذه الطريقة انسه ايجة !ولكن .....
صمت بيرك وتأملها مر الوقت بطيئا جدا ابتلعت ايجة ريقها بصعوبة، وهي تفكر في أن النجاح لا بد أن يمر بالمخاطر. فسألته:" هل تقول إنك موافق؟"
هدر البحر من حولهما فثارت أعصاب ايجة التي كانت تنتظر مستعدة لسماع رفضه ومرت الثواني طويلة لا تنتهي فلم تستطع منع نفسها من إطلاق تلك التنهيدة اليائسة وعادت تنظر إلى البحر.
بيرك: كيف ستتزوجين رجلا معدم مثلي!
بدا صوته عادي مجردا من كل حماس، كما لو أنه يظهر لها مدى تفاهة عرضها المجرد بدوره من كل عاطفة
جاهدت لكي تبدو مقنعة محاولة الحفاظ على كبريائها وقلبها ووضعت يدها برقة على ذراعه:" اسمع بيرك، أنا... أثق بك وأحترمك"
انخفض نظره إلى يدها الموضوعة على ذراعه ثم عاد مجددا إلى وجهها:" تحترمينني؟"
ابتسم لها ببرودة لم تكسر الجدار الجليدي بينهما.
ـ سامحيني لكنني لا أصدقك لا تنسي، أنا أعرف موقفك من الإجازات العلمية والشهادات العالية قد تكونين يائسة ولكن ما تقولينه يصعب حتى على عامل صيانة متخلف أن يصدقه.
-لا لا
شدت على ذراعه، محاولة تصحيح ما بدر منها من سوء تفكير.
ـ الكثير من الأشخاص لا يملكون شهادات جامعية وهم فقط يهتمون بالنجاح وأراك من هذا النوع فأنت ستنجح بإقناع جدي أننا مغرمان ببعضنا ، حتى لو كنت معدم ولكنك تملك ما أريده ((الإقناع ))
هب الهواء محملا بعطره الرجولي المثير ممتزجا بمياه البحر المالحة التي كانت تقطر من جسمه واقتران الرائحة بالمشهد جعل التفكير صعبا عليها وكان عليها أن تبقى صافية الذهن لو أرادت أن تقنع بيرك بوظيفة الزوج التي تعرضها عليه.
ثم نطقت بفكرة خطرت لها أثناء الحديث:" أنت تريد إنجاب الأولاد، أليس كذلك؟"
شد على فكه وكأنه لم يصدق أنها سألت ما سألته أو أنها حتى جادة وبعد لحظة صمت طويلة، أجاب:" بلى أود إنجاب الأولاد لكن لا أنوي أن أتعرض للاستغلال لمجرد أن أساعدك في الانتقام من جدك ثم ماعلاقة انجاب الأولاد أنتي تريدين زواجا صوريا ...
وإذ شعرت بألم في صدغيها، أسندت خدها إلى ركبتيها وحدقت إليه:" أنت لا تحترمني، أليس كذلك ؟ ولا تشعر بالإنجذاب نحوي بيرك! إذا لن يكون من الصعب عليك أن تمثل بأنك زوجي العاشق ؟ امام جدي عندما نذهب الى غرفتنا ونغلق الباب لن يعلم مابيننا اليس كذلك ؟
تلك الفكرة وحدها جعلت قشعريرة باردة تسري في ظهر بيرك ! هو وهذه المرأة في غرفة مغلقه بدون أن يلمسها ؟؟؟
نظرت ايجة إلى بيرك وفي عينيها شيء من الهشاشة وشعر بانقباض في معدته وأحس بأنه لن ينسى الحزن الذي رآه في تلك العينين ما دام حيا.
لم يستطع سلخ ناظريه عنها فغضب من نفسه ومنها لأنها كانت تأسره.
وقاوم مشاعره الرقيقة حيالها ورغبته القوية في ضمها إلى صدره فهو عازم على ألا يقع ضحية الحب من طرف واحد كما حصل مع أبيه.
لكن الخوف تملكه عندما رآها تعض شفتها السفلى والدموع في عينيها تبا! ما الذي يفعله هنا؟ لماذا يصغي إليها؟
ـ أنا لا أحترم ما تقومين به، لكنني أتصور أنك فتاة جيدة وصادقة ..
ابتسمت ابتسامة ساخرة تحمل الكثير من الحزن واليأس
-حسنا بيرك أنت لا تعرف شيئا ! لقد عشت حياتي سابقا مع عائلتي في تركيا نحن نعيش في مدينة عائدة للقرون الوسطى يستطيع جدي أن يتفق مع صديقه أن يبيعني أو يزوجني لرجل هو يراه مناسبا فهو يعتقد أن مكان المرأة في بيت زوجها تنجب له الكثير من الأطفال بلا طموح أو عمل أو وظيفة فقط وظيفتها تلبية احتياجات زوجها في السرير ثم تربية أطفالها والاهتمام بتنفيض ملابس زوجها واطفالها مهما كان رجلا حقيرا يخونها ، لابأس فهو رجلا في النهاية ..
تزوج أبي وأمي بزواج مدبر كهذا بعد أن فرض عليه الزواج من ابنة احد العائلات وتعايشت أمي مع هذا ثم توفي أبي وترك أمي التي تزوجت بعد وفاته بسنوات من رجل أقل ما يقال عنه أنه حقير نذل ، لكنني لم أرغب بافتعال المشاكل لوالدتي فقررت المضي قدما في حياتي وطلبت الهجرة إلى هنا لأبحث عن مستقبلي بالطريقة التي تعجبني..
بيرك : ـ لديك قضية مهمة لم لا تقولين لذلك االنذل العجوز ما قلته لي الآن بدلا من اصطياد الأزواج؟
-هل تعتقد أن رجلا مثل جدي سيفهم ما أقوله ؟ بالتأكيد لن يفعل وسيبدأ بالنصائح الفارغة لن أكون عبدة لأحدهم ..
بيرك:لذلك قررتي استعباد احدهم؟
-لا استطيع أن اقول انه استعباد ، ستكون مصلحة مشتركة بمقابل وما أن افرض الأمر الواقع أنني لن أقبل بهذا حتى يمل جدي وصديقه الذي لن يقبل أن يزوج حفيده من امرأة متزوجة وليست عذراء بطبيعة الحال لن يعرف أننا متزوجان على ورق! تبادل مصالح بمقابل مادي..
ـ ماذا؟ الزواج من خلال المصالح والأهداف المتشابهة؟
نظرت إليه بانتصار:" نعم، لقد فهمت أخيرا!"
ـ أنا لم أفهم شيئا ولا أؤمن بذلك
ـ حسنا هذه مشكلتك وهي لا تهمني.
ـ لقد فكرت في وضع إعلان بحثا عن زوج لقد استبدلتي حلا متطرفا بآخر؟
ضغطت كلتي يديها على عينيها وكأنهما تحرقانها لشدة التعب وبعد لحظة استدارت نحوه
ـ يمكنك أن تحصل على الطلاق فور مقابلة جدي سنهرب سويا عائدين إلى هنا ثم سأتركك فور وصولنا انظر سأعطيك مبلغا مضاعفا.
قالت ذلك بهدوء بالغ، فلم يكن واثقا مما سمع
ـ ماذا؟
ـ رافقني إلى مقابلة جدي ساعدني لأظهر له أنني امرأة مستقرة ولدي زوج يحميني اخترته أنا وليس هو، دعه يرى أنني تقليدية وجيدة بما يكفي حتى بالنسبة إلى عجوز متزمت.
ـ حسنا آنسة يلديز!
قال ذلك، شاعرا بأنه خارج الموضوع تماما، وكأنه ينظر إلى شخص غريب يشبهه إنما يتصرف بشكل غريب أيضا
اكمل : سوف أتزوجك... على الورق فقط... ولفترة وجيزة وسأرافقك لتقابلي ذلك النذل العجوز.
حدقت بعينين واسعتين براقتين وشملت بنظراتها ذلك الرجل المصمم على " عدم الاقتراب" منها جالت نظراته على وجهها وعلى تينك العينين الساحرتين ثم أكملت طريقها لتشمل جسمها كله من رأسها حتى أخمص قدميها.
نهض من مكانه وقد أدرك أن من الأفضل ترك مسافة بينهما أراد إجلاء أفكاره ربما عليه الابتعاد قليلا وتغيير الجو.
ـ وافيني إلى محكمة البلدة يوم الاثنين عند الساعة الحادية عشرة ولكن ليكن بعلمك آنستي انني أفعل هذا من أجل إنقاذك ولن أقبل بأي بنسا واحدًا منك ..
حدقت إليه بعينيها الواسعتين الآسرتين وفتحت فمها لتتكلم ولكن قبل أن تنبس ببنت شفة، قال:" تبا يا امرأة! إذا شكرتني، فسأغير رأيي"

اليوم يوم زفافها ورغم أنها تعي جنون ما هي مقدمة عليه، لم تستطع كبح جماح حماسها وتوترها أدركت بأنها أكثر النساء غباوة عندما تكبدت عناء الظهور بأبهى حلتها وكأنها عروس حقيقية، فارتدت بذلة بيضاء كانت قد اشترتها في اليوم السابق ومررت يدها على القماش الحريري الأبيض كان ممتازا ومناسبا جدا لفستان الزفاف لكنه غير ملائم للعمل لذلك وجدت من الجنون ابتياع قطعة ثياب لن تلبسها سوى مرة واحدة لكنها أرادت أن يبدو كل شيء حقيقيا.
كان آخر ما قاله لها هو أنه سيلتقيها في المحكمة صباح الخميس "للمراسم"
لم يلفظ حتى كلمة"زفاف"ىتنهدت، محاولة التخلص من اليأس الذي كاد يسيطر عليها كان من الواضح تماما أن بيرك يزدري فكرة الزواج بها وحضوره الصارم والجاد إلى المحكمة أثقل صدرها ولم يفارقها هذا الشعور لحظة واحدة فقد كان طيلة الوقت عابسا وصامتا.
تفحصت ايجة مظهرها في المرآة ولاحظت الحزن في عينيها، فطرفت بهما لتزيل أثر الدموع مهما كانت نظرته إليها مليئة بالاحتقار، لم تستطع ايجة أن تسيطر على رغبتها في جعل هذه المناسبة حقيقية قدر المستطاع ستتزوج بيرك !! تنهدت بألم لقد أجبرها جدها أن تفعل مالا تقتنع به تتزوج من الرجل الذي لم تكن أن تقبل به فراشا!! حقا؟؟ هل بيرك هكذا فعلاا! لماذا تشعر أن بيرك رجلا مختلف تماما لايبدو عليه رجلا فقير اطلاقا .. صحيح أنه كان يعمل كعامل صيانة ولكنها شاهدت طريقة أكله للروستو لقد كان من الاناقة والاتيكيت ما ادهشها ..
تذكرت ايجة الضحكة التي أطلقتها لارا عندما علمت من هو العريس، وعبثا حاولت ايجة أن تشرح لها سبب اختيارها ومدة العرس، إذ لم تنفك لارا عن الضحك.
فكرت وهيا تسوي جلستها بثقة محاولة رفع معنوياتها صحيح أن هذا ليس بالزفاف الذي حلمت به وهي صغيرة وليس الارتباط الذي خططت له عندما قررت أن تصطاد زوجا عن طريق الإعلان، ولكنه يوم زفافها وهي لم تفشل على الأقل في الخطة التي وضعتها للزواج في الوقت المحدد.

دق جرس الباب، فأجفلت ايجة لدرجة أنها كادت تصرخ.
من تراه يكون الهاتف الداعي؟ " الضيوف" الوحيدين الذين زاروها منذ وصيلها كانوا قارئي الإعلان.
ألقت نظرة على ساعتها فوجدتها قرابة العاشرة والنصف وإذا كانت تبغي الوصول في الوقت المناسب إلى المحكمة، فعليها أن تخرج الآن في طريقها إلى الباب الأمامي، تناولت حقيبة يدها البيضاء وقد قررت أن تسوي مسألة الطارق على الباب بسرعة.
فتحت الباب وهي تقول:" عذرا ولكنيي مستع..."
لكنها ما لبثت أن أدركت أن الرجل الواقف في ظل الشرفة هو بيرك.
في البداية لم تستوعب الفكرة فالرجل الماثل أمامها كان يرتدي سترة حريرية وقميصا أبيض وبنطلون جينز ولم يخطر لها يوما أن بيرك يملك سترة بغض النظر عن أنها حريرية.
ولكنها لن تخطئ بالتعرف إلى تلك العينين الداكنتين إنه بيرك!
تسارعت نبضات قلبها عند رؤيته وعادت تتأمل ثيابه بالكاد صدقت عينيها! كان مثيرا ووسيما ورومانسيا وطبعا أنيقا أكتر من العادة ورغم أنها وجدت مظهره مثيرا ورجوليا، أخافها اختياره لتلك الثياب غير التقليدية بالنسبة ليوم زفافه وغاص قلبها لفكرة أن هذا الاختيار عائد إلى أن هذا الزواج مجرد خدعة ولا تستحق منه تلك الجدية.
وقال لها صوت في داخلها ولِمَ يأخذ الأمر على محمل الجد؟ فهذا الزواج مؤقت فقط، أقله بالنسبة إليه.
ـ أنت جاهزة! ظننتني سأنتظر
ـ كنت في طريقي إلى هناك
ارتجف صوتها فوبخت نفسها لضعفها أمامه.
ـ ظننتك قلت إنك ستلاقيني في المحكمة
قال لها مفسرا:" إذا كان علينا أن نصل في الوقت المحدد ، فسيكون علينا الاتجاه إلى المطار مباشرة من المحكمة ..
أمسك بيرك ذراعها ليساعدها على نزول الدرج أجفلت هاتفة: " يمكنني السير بمفردي".
لم تعرف تماما لماذا قاومت لمسته تلك بمثل هذا العنف على الأرجح أن كبرياءها المجروحة هي سبب ردة فعلها العنيفة فإذا كان هو يجد مسألة الزواج بها أمرا مقيتا، عليها هي أيضا أن تجد لمسته مقيتة أيضا أو أقله أن تجعله يظن ذلك.
خلال نصف الساعة التي استغرقتها رحلتهما إلى البلدة، كان أمام ايجة متسع من الوقت لتجد أمورا تفكر فيها عدا بيرك.
بعد أن لاحظت سيارته المترفة، راحت تفكر بأن عامل الصيانة هذا يفضل على ما يبدو تبذير المال الذي يجنيه على أمور ثانوية كهذه السيارة الفاخرة ذات الفرش الجلدي وجهاز الستيريو المميز.
بعد لحظات قليلة، ظهر أمامها مبنى البلدية ذو الطوابق العشرة، بلونه الحجري ونوافذه المثمنة الأضلاع.
مرا بجانب شلال مرتفع، تحيط به أشجار السنديان والمقعد المظللة، متجهين نحو موقف السيارات ركن بيرك سيارته وترجل منها دون أن يتلفظ بأي كلمة راقبته وهو يستدير حول السيارة ليأتي ناحيتها، وبينما هو يقترب، لمحت قلادة يضعها في معصمه عندما بلغ بابها، كانت من الوقاحة بحيث طلبت منه خدمة أخرى.
نظرت اليها خلسة ثم أدارت القلادة نحوها وقبل أن يتمكن بيرك من الكلام، عرفت ايجة أنها تعطى في الجامعات للحائزين على درجات الامتياز والتفوق، فهي نفسها حصلت على واحدة مثلها من جامعة اكسفورد.
ـ من أين حصلت على هذه القلادة؟
:" آه.. ما هذه؟ لقد ربحت الساعة في رهان وكانت القلادة في السلسلة"
شعرت ايجة بالارتباك:" والرجل الذي ربحتها منه، تركك تأخذها؟"
ـ ربما تخيل أنه سوف يستعيدها
ـلكنه لم يستعدها؟
التوت شفتاه بسخرية:" وهل يبدو أنه استعادها؟"
هزت كتفيها وهي تقول:" لو كنت مكانه، لما تخليت عنها مقابل أي شيء"
ـ بلى، كنت لتتخلين عنها
ـ وما الذي يجعلك تقول هذا؟
التوت شفتاه بابتسامة ساخرة:" انظري ما الذي تفعلينه من أجل أموال جدك وإذا قلت أنك ما كنت لتتخلي عن قطعة المعدن هذه من أجل المال، فأنت كاذبة"
ايجة : انتظر لم أخبرك سابقا عن أموال جدي من أين عرفت هذا ؟؟ كل ماقلته أنه يريد تزويجي حفيد صديقه هذا ما اذكره ..
بدا على وجهه الصدمة والارتباك ثم قال
-أنت من أخبرني .. لا تقلقي آنسة يلديز أنا لا أسعى وراء مالك أو مال جدك ...
قال هذا ثم أمسك بمرفقها، حاثا إياها على التقدم.
ـ هيا، لننته من هذا
عند الساعة الحادية عشرة تماما، كان بيرك و ايجة يقفان وحدهما في قاعة المحكمة لم تستطع ايجة أن تجد ما تقوله، أما بيرك فلم يُبدِ أي رغبة في الكلام كذلك.
سمعا صوت الباب فشاهدا القاضي يقترب ..
وجلس مكانه ابتسم بيرك ، وأخذ مكانه أمام القاضي، شارحا له أنهما قدما للمثول أمامه بهدف الزواج.
بدا القاضي بتحضير الاوراق ثم بدا يتلو كلماته
كانت تلك الكلمات كاللحن: هل تقلبين بالسيد بيرك كاراجاي زوجا لك ؟؟
شعر بيرك بتأنيب الضمير لاضطراره أن يفعل هذا.لن يجعلها تعرف اسم عائلته الان فلكل شيئ وقت مناسب ...
أما هيا كانت تصرخ في داخلها"نعم" ولكن أمام القاضي وعلى مسمع بيرك ، كانت نَعمُها همسا خجولا صادرا عن عروس خجول.
بيرك أيضا أجاب بنعومة، ووعده أن يحبه لآخر العمر صدر عنه هذا الكلام بنعومة فائقة تكاد تشبه رقة العاشقين.
ألقت نظرة على وجهه فبدا لها مركزا جدا على عهوده، ولكنها تعرف أن تعابيره ناجمة عن الاشمئزاز الذي يشعر به بسبب تلك الأكاذيب لا أن عينيه استوقفتاها، فقد كانتا تشتعلا نارا خطفت أنفاسها.
شعرت بخاتم يدسّ في إصبعها وعندما أخفضت نظرها، رأت بيرك يمسك يدها بيده ويدس الخاتم في اليد الأخرى.. لمع الخاتم الماسي في إصبعها، مبهرا إياها لم يخطر لها أن تذكر بيرك بأن عليه أن يحضر خاتما وفاجأها أنه فكر بذلك من تلقاء نفسه.
بدا الخاتم الماسي أصليا بالنسبة إلى حلية مزيفة، كما حسبتها ولكن حتى الماس المزيف بهذا الحجم وتلك النوعية مكلف جدا بالنسبة إلى عامل صيانة عادي.
وكما هي العادة، أمسكت ايجة بيده. كانت أصبعه أكثر ثباتا من أصبعها المرتجفة وراحت تدعو لئلا يقع الخاتم منها دسته في إصبعه من دون أن توقعه ثم أطلقت تنهيدة ارتياح من حسن حظها أن قياسه كان مناسبا تماما.
ـ يمكنك أن تعانق العروس.
لم تستوعب ايجة كلام القاضي في البداية، إلى أن دنا منها بيرك وأمسك كتفيها لتواجهه. عندئذ فهمت معنى تلك الكلمات الأربع: يمكنك أن تعانق العروس.
كانت نظرته جريئة والنار التي بدت في عينيه أطلقت رعشة في كيانها هل كان غاضبا لاضطراره إلى أن يعانقها، أو ما رأته هو الرغبة؟
لم تتحرك يداه عن كتفيها وهو يعانقها ويحرقها بنار مشاعر لا تنطفئ.
لم تشأ أن تعكر صفو تلك اللحظة بالشكوك، فوضعت ذراعها على خصره، تحت السترة، وضمته إليها، قائلة لنفسها إن أي عروس تتشبث هكذا بعريسها أثناء زفافهما.




الكاتبة هبة ماجد غير متواجد حالياً