عرض مشاركة واحدة
قديم 22-07-20, 11:32 PM   #151

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي


الفصل التاسع
======
"لا تعري نفسك أمام شخصٍ تركك مطعوناً بسكين غدره"
............

-كما قولتِ ليّ أن هذا لا يحق ليّ...

هل كانت عيناه تنظر لها بعتابٍ خفي أم أنها تتوهم؟!

هل أذاقها من نفس كأس الإهانة بكل هدوء ورقة فصارت كالمذنبة تشعر بجرم ما أقدمت عليه!

كيف تمكنت من جرحه بهذه الدرجة؟!

أهانته وأهانت رجولته وهو لم يبذل أي جهد في إخفاء جرحه منها!
لا يعلم أنها متهورة لا تلجأ إلى عقلها سوى في أوقات قليله...تترك لسانها يتحكم في الموقف فيفسده ويزيد
الأمر سوءاً..
لماذا لا تلجأ إلى الجزء الكامن بقلبها...ينمو باستحياء نحوه...لا تريده ينمو لكنها في أعماقها تعترف أنها لم ترَ منه سوى الحنان...والحزم الرفيق!

لم يؤذيها أبداً رغم قساوة طبعه مع الآخرين...

فكرتها نحوه تزداد رسوخاً رغم ما توقنه تجاهه وما تعلمه عن ماضية وما حدث له وخصوصاً انتزاع روحه منه...فصار بعدها مسخ لشخصٍ فقد روحه وبقي بدونها!

ورغم كل ما تعلمه إلا أنها تقسو عليه دون أي سبب مقنع...بل هناك سبباً قوياً وهو طريقة زواجه منها.....زواجه منها بتلك الطريقة أثار نفورها..لم ترَ لهفته وحنانه نحوها رغم أفعالها المُستفزة..بل رأت أنه رجلٌ رغب بها فتزوجها...أراد كسر عينيها كي لا تقوى على رفعهما إليه!

حين لاحظ سليم شرودها وعينيها الحمروين..ودموعها المنسدلة على وجنتيها الشهيتين....هتف بصوت مشتد ملوحاً بذراعيه وقد فقد السيطرة على نفسه...:
-غبية...أنتِ غبية ولا تمتلكين عقل من الأساس...تعتقدين بتفكيرك العقيم أنني أردت كسر عيناكِ وكبرياؤك....أنا لم أتزوجك كي أنتقم منكِ..وعلى ماذا انتقم أصلا؟!...أجيبيني...

أنهى عبارته بصرخة مهتاجة...فتراجعت مليكة إلى الخلف بخوف من هيئته قرأ أفكارها بكل سهولة؟!!!!!!!...كتمت شقتها بكفها المرتعش...فرمقها سليم بنظرات مجروحة وكل ذكرى معها تعاود مداهمته فتزيده جنوناً...

كُسِرت رجولته و تصدعت روحه...فانطلق غضبه ضارباً تعقله و تريثه عرض الحائط!
إلى متى سيتحمل سخاقتها و قذائفها..؟

كز على أسنانه بقوة حتى كاد يسحقهم، وهتف ضارباً الحائط بقبضته بقوة فتورمت من قوة ضربته :
-أنا أعرف طعم الفراق وأنتزاع الروح بكل برود....فكيف
سأقوى على تذوق طعمه مرة اخرى....تطلبين مني أن ابتعد فابتعدت....اعترفتِ ليّ بنفورك نحوي دون أن تهتمي بجرحي وقتها....أعترف أنني أخطأت حين تزوجتك بتلك الطريقة الأشبة بالزاوج من جارية...لكنكِ أخطأتِ بتصرفاتك و نفورك الغير مبرر...ما سببه فقط اخبريني ما سببه!

اتسعت عيناها بشدة فبدتا كبركتين عميقتين...بينما كفها الموضوع على شفتيها سقط بجوارها مثل صاحبة...تلك المضخة الكامنة في يسارها تخفق بشدة ضاربةً صدرها
بقوة مؤلمة..ودموعها ازدادت هطولا....ألهذه الدرجة جرحته بسكين ثلم دون شعور منها..فقط كل فكرها كان منصب على أكتساب نقطة في حربٍ باردة لم يدخل بها من الأساس!

ستكون كاذبة لو قالت أنها لم تشعر بحنانه نحوها....بل كانت تشعر بالرضا وهو يترفق بها....تشعر بقبلاته الليلة المختلسة ولم تمانعه...شغفه الرقيق يستطيع السيطرة عليها دون أي جهد!

السؤال هنا!
لماذا لم تمد كفها مرحبة به وبحنانه وبشغفه الفتاك...لم تمد كفها إلى نظرته التي يخصها بها فقط...

ألم تتمنى ان تتزوج من رجلٍ لا يستقوى عليها بقوته بل يحنو عليها............
لماذا لا تمد كفها له تطلب منه المزيد...وهو لن يتركها تشحذ اهتمامه!
أبداً.....

أغمضت عينيها بشدة...تحجب الرؤية عنهما كي لا ترى هيئته الأشبه بأسد يزأر...غضبه يتفاقم بداخله...صوت لهاثه تسمعه بأذنيها المرهفتين تكاد تكون شهقات...

أنفرجت شفتاها المرتجفتان، وهتفت بتحشرج :
-لا أعرف سببه صدقني.....
-ولن تعرفي لأنكِ تفتعلينه...

هدر بها بقوة فنفرت عروقه و أصابه صداع عاصف في ثوانٍ....ليغمض عينيه الثائرتين..ويرفع كفه يسندهما إلى الحائط!

أما مليكة شعرت بالشفقة نحوه....بعدما فسرت ثورته المُفاجأه بأنه تعب...وفجأة دوى صوته في أذنيها من بعيد حين كانت تعنفه بعدما تلقت كلمة "قبيحة"للمرة الثانية من سالم "أنا تعبت، تعبت منكم ومن نفسي....تعبت!!....صراع صراع والمطلوب مني التصدي لكل هذا حمايتك وحماية مروان وحماية أناس كثيرة..وماذا عنّي.. ألم تترقفوا بي؟؟.."

هو تعب بالفعل وهي تعبت من كل هذا ومن صراعها مع نفسها...ستمد كفها هذا ما تريده وبشدة.....وما يريده هو رغم ثورته المفاجأة وعلي ما يبدو هناك شيء اشعل فتيل غضبه وتحكمه بنفسه....

سحبت نفساً عميقاً...واجبرت قدميها على التحرك نحوه....يلهث بعنف والصداع يكاد يغشي عينيه.....ها قد فقد السيطرة على نفسه وأخرج ما يكتمه بنفسه متحملا سخاقتها ومشاعرها القاتلة نحوه...غضب غضب عاصف أكتنفه كليًا.....لم يقوَ على التحكم به وخصوصاً بعد مشكلة مروان الكارثية!

شعر براحتيها تنبسطا على كتفيه العريضين...فتشنجت
عضلاته وفتح عينيه بسرعة مبهوتاً من تصرفها...بينما هي همست بصوت لا يكاد يسمع حتى أنه أرجع رأسه إلى الخلف قليلا كي يسمعها :
-آسفة....أنا..أنا آسفة...تغاضيت عن تصرفاتك معي رغم فظاظتي....ووضعت جام تركيزي على جرحك فقط وفكرتي نحوك بأنك تربية سالم...فبالطبع لا تعرف...........الرحمة...لكنك وبصراحة في هذه النقطة بالذات قتلت فكرتي....رغم كل عيوبك وأنا لن أتردد في قولها....تربية سالم أثرت بكَ يا سليم!
ابتسامة ساخرة انطلقت من بيني شفتي سليم دون مرح، واشتعلت عيناه للحظة وهو يهز رأسه مستهزئاً :
-لو كنتِ تهتمين بمعرفة قصتي بأكملها لكنتِ عرفتِ أنني تربية أمي...رغم خنوعها وجبنها إلا أنها زرعت بي أهم شيء يجعلني أتميز عن سالم ...زرعت بي الرحمة وقالت ليّ...من ذاق الظلم لا يقدر على أذاقته لغيره..فقط هذا ما يفرق بيني وبين سالم...ولا أظنه يفرق معي كثيراً.......

أسبلت عينيها المتقرحتين وهتفت بصوت خفيض مربتة على ظهره كأول بادرة منها :
-أهدأ وخذ نفساً عميقاً...وانس ما حدث الآن...أنعم بقليلٍ من الراحة...

فعل سليم ما قالته فهو يحتاج هذا بالفعل صدره يؤلمه بشدة والصداع يزداد قساوة... فتأوه بصوت مكتوم مدلكاً رأسه بأنامله...فراقبت مليكة ما يفعله و أبعدت كفيها كي تمسح دموعها بسرعة......وبعدها أمسكت كتفيه وادراته لها...فهالها احمرار وجهه وعينيه...
هتفت بصوت مرتبك :
-هل تشعر بالصداع...؟
أومأ برأسه دون كلام....فعضت على شفتيها بقوة تفكر أين تركت المسكن خصاتها....إلى أن تذكرته....

جذبته من كفه بتلقائية نحو الفراش...فصعق سليم من تصرفها وهمّ برفض مساعدتها إلا أن الصداع ازداد حدة....فتابعها دون صوت...
أجلسته على طرف الفراش...ثم همست بتلعثم :
-سآتي إليك بالمسكن...دقيقة واحدة...

ثم هرولت نحو جرور صغير فتحته وأخرجت منه شريطاً معروفاً..أمسكته بكف بينما كفها الأخر سحب كوب الماء بخفة وبعدها اتجهت نحوه....أخرجت قرص من الشريط بعدما وضعت الكوب بكفه المرتجف من فرط صراخه وتوتر أعصابه بعد كل نوبة غضب....مدت كفها بالقرص نحو شفتيه فلامست أناملها شفتيه الصلبتين....ليرفع عينيه الفضيتين لها بنظرة غريبة...فأشاحت بوجهها عنه بارتباك...
انغرست ابتسامة باهتةً على شفتيه وهو يرى الاحمرار يغزو وجنتيها...

فتح فمه والتقط القرص وبعدها رفع الكوب ليشربه دفعه واحدة ثم دفعه نحوها والتقطته هي بسرعة..

رأها تبتعد نحو الجانب الأخر من الفراش، فظنها ستنام بكل برود إلا أنها كانت تبحث عن شيء ما..
اتسعت عيناه قليلا....هل أنفجر بها للتو .....ألقى ما يثقل صدره....
على ما يبدو هذا أحسن تصرف.....

أما مليكة كانت تبحث عن قرص آخر لكنها لم تجد...فانتصبت واقفة...ثم عادت له بعينين متقرحتين....

راقبها سليم دون تعبير يمر بعينين جائعتين على جسدها دون أن يغفل عن جزء صغير....
انعقد حاجباه بغضب هامساً دون صوت "بماذا تفكر الآن...هل أنا مجنون!...ألم أكن غاضباً منذ ثوانٍ؟!"

زفر بقوة حين اقتربت منه وجلست بجواره...تفرك أصابعها بتوتر...وملامح ممتقعة...أغمض عينيه بقوة...ثم زفر هذه المرة دون صوت....بينما هي كانت تختلس نظرات متفحصة له.....تريد أن تهتف بعرضٍ غريب إلا أنها تخجل وكأنها إنسانٌ يشعر بالخجل فعلا...حين عم الصمت لدقائق صدح صوت سليم بقوة جعلتها تنتفض شاهقة شهقة صغيرة :
-ماذا تريدين؟!...ألن تنامي؟؟

ازدردت ريقها ببطء، وأسبلت عينيها المبللتين....قبل أن تهتف بتردد زاحفة علي الفراش قليلا كي تبتعد عنه :
-مشط ليّ شعري!

رفع حاجبه بشدة، وفغر فمه قائلا بعدم فهم :
-عفواً!

عضت على شفتيها بارتباك ، فهمست بتلعثم :
-أمي بالتأكيد نائمة ولن أستطيع الذهاب إليها كي تمشط ليّ شعري لانني لا أقوى على تمشيطه بسبب كثافته....هل يمكنك مساعدتي أم أذهب إليها و..

-هل أعتبر هذا العرض بادرة للصلح!..لأن هذا ليس وقته صدقيني!

ارتفع حاجبا مليكة....وابتسامة سريعة داعبت شفتيها...إلا أنها انتصبت واقفة وهمست متأهبة للرحيل :
-ساذهب إليها حتى لو كانت نائمة سأوقظها..شكراً لكَ....

ثم تحركت خطوة واحدة قبل أن تشهق بعنف وهي ترى نفسها فجأة تجلس علي ركبتيه بعدما سحبها بعنف....حُبِست أنفسها ورمقته بعينين هادئتين..تهز رأسها متسائلة وقد غزا الاحمرار وجنتيها... فهتف سليم بتقريع :
-إلى اين ستذهبين بهذا القميص الكارثي... هل تريدين وصلة ثانية من الصراخ والعصبية!

عضت على شفتيها بقوة حتى كادت تدميها....ورمشت بعينيها الهاربتين من أسر عينيه لاعنةً نفسها على ما أقدمت عليه...وفكرتها السخيفة كبادرة صلح غبية على أفعال صدرت منها بشكلٍ أغبى.

بينما سليم رغم غضبه الشديد منها إلا أن رغبته بها تزداد.....وعينيه تلتهمانها دون مواربة...انفرجت شفتاه وهتف محركاً كفه على طول ظهرها :
-هل هذه باردة صلح يا مليكة؟

تلجلجت قليلا....وأغمضت عينيها للحظات وحركته تلك تداعب أنوثتها المنقوصة أجمل مداعبة...ثم فجأة أومأت برأسها نصف إيمائه...فزفر سليم بكبتٍ...وهمس بتحشرج و كفه يصعد ويهبط على ظهرها....:
-وسأقبل بها لكنها لا تكفي...لأنني لا أثق بكِ وبمدى صدقك....

هل طعنها للتو بعدم ثقته أم أنها تتوهم؟....وهل يحتاج الأمر لكل هذا...؟!

يراها فتاة خبيثة...تخفي وراء ظهرها خنجر مخصصا لطعنه هو...

ألهذه الدرجة جرحت أفعالها الغبية روحه؟!
لماذا؟!
قُطِعت أفكارها حين استقام سليم واقفاً حاملا إياها بين ذراعيه....لا ينظر لها...صفحة وجهه متبلدة بقناع بروده المستفز الذي يدفعها دائماً لاستفزازه...
لم تلاحظ أبتلاع ريقه ببطء وأختلاج فكه....

تحرك بها ثم وقف أمام المرآة....ونظر إلى الطاولة الملتصقة بها ....يبحث عن الفرشاة إلى أن وجدها فسحبها وملامحه تزداد صلابة.....فعضت باطن خدها وأوشكت على البكاء مرة أخرى....
ما هذا الذي تفعله الآن.....؟!

بدأت في تنفيذ ما زعمت عليه بهذه السرعة دون أي تعقل ولو ليومٍ واحد...

عادت من تفكيرها وهي ترى سليم يجلس بها أرضاً، فتوجست قليلا وهمّت بالتراجع إلا أنها وجدت نفسها فجأة تجلس بين ساقيه وظهرها ملتصق بصدره...فشعرت بضربات قلبه تضرب ظهرها بقوة وكأنها تلكمها لكماً....

أرتباك و شعور غريب متسلل بالراحة اكتنفها كليًا...فصمتت تماما تاركةً لنفسها قبول ما يمطرها به حتى لو كانت هي من أقدمت على طلبه...

رفع سليم الفرشاة بملامح تحولت إلى الهدوء وابتسامة صغيرة داعبت شفتيه...بينما عيناه هدأتا وتعمقتا...

يراها مستكينة بوادعة لا تمتلكها منذ بداية علاقتهما....لو كان الشجار يفعل بها ما فعله الآن لتشاجر معها كل يومٍ وكل دقيقة...الفرشاة تتخلل شعرها الآخاذ بكل رقة استفزته...يتمنى ان يمشط لها شعرها بأصابعه هو لكنها كما أطلق عليها "هادمة اللذات دون منازع"

تململت قليلا....وهمهمت بعدة كلمات لم يسمعها فلم يهتم..بل أكمل ما يفعله...تمشيط شعرها متعة حقيقية....وجلوسها بين ساقيه أكبر متعة...
أرتبك قليلا يحاول أبعاد نظره عنها إلا أنه لم يقوَ وهو يلاحظ ارتعاش جسدها بفعل الجو البارد....أبعد شعرها ووضعه على كتفها...فظهر عنقها الشهي أمام عينيه.....ودون شعور....اقترب منها وحطت شفتيه على كتفها...
ارتعشت مليكة وشعرت برعشة غريبة تعصف بجسدها..................

ألا يكفيها انها كانت تشعر بالفرحة وهو يمشط لها شعرها برفق دون اي كلام....حركته داعبتها وبشدة....
ازدادت قبلاته تعمقاً على عنقها...فشعرت بقواها تنهار
تاركةً نفسها دون أي تحكمات من عقلها العقيم....وبالتأكيد فكرة "أنوثتها المنقوصة" تؤثر عليها وبشدة...

حين لاحظ سليم استسلامها....زمجر بخشونة...ثم أدراها إليه بعنف وهجم على شفتيها بعاطفة عنيفة بعض الشيء تختلف عن قبلته منذ دقائق طويلة...

أغمضت عينيها...واستكانت بين ذراعيه تهمس باسمه والخحل يكاد يقتلها.....
ابتعد سليم عنها وأنفاسه الحارة تلفح صفحة وجهها....
ثم عاود مهاجمة شفتيها لكن هذه المرة برقة.....

قام من جلسته وحملها بين ذراعيه دون أن يحررها...متجهاً إلى الفراش...

وضعها عليه مداعباً شريطي القميص عند كتفيها...فأبعده عنها... وقبل عنقها بهدوء..فذابت أكثر...
وبعدها انغمسا في عاطفة بددت شوقه إليها وبدتت "أنوثتها المنقوصة" وهي تراه يعاملها وكأنها ملكة لم يرَ مثلها من قبل...
نظراته وحدها كانت قصة لم تعرف دواخلها بعد!
======


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس