عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-20, 09:53 PM   #157

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

وقفت تعدل من هندامه وتضبط رابطة عنقه التي لايزل يفشل في إتقان عقدتها.. مال اليها حتى تتأكد ان كل شئ على ما يرام فتذكر اول مرة تتطوع لربطها .. فهمس مشاكسا :- بلاها من خنجة !؟..
قهقهت عندما وعت عما يتحدث متذكرة بدورها هامسة :- لا متقلقش .. انا اللي بقيت الخانقة شخصيا .. وهتلاقيني متشعبطة ف رقبتك على طول ..
قهقه بدوره هامسا :- والله احلى خانجة ف الدنيا .. وبعدين هو انت متشعبطة لحالك .. انت وكوم اللحم اللي ورايا واخرهم اللي چاي ف السكة دِه ..
وربت على بطنها المكور امامها لتتعالي قهقهاتها مؤكدة :- وراك .. وراك .. انا بنفذ تعليمات خالة وسيلة .. يغلبك بالمال .. أغلبيه بالعيال ..
هتف ساخرا وهو يتوجه لطاولة الزينة يتناول من عليها ساعة يده ليضعها :-- جال داكتورة نسا جال !؟.. فين حملات تنظيم الاسرة ياچوا يشوفوا..!؟..
اقتربت منه لتقف قبالته تتطلع اليه في عشق هامسة وهى تضع كفيها المنسبطين على صدره:- انا لو اطول اجيب منك كل شهر عيل مش كل سنة بس والله هجيب ..
تنحنح يحاول اجلاء صوته تأثرا هاتفا:- بجولك ايه !؟.. انا مش حمل الكلام الواعر دِه دلوجتي .. لازم اچري اچهز أموري ..المناجشة خلاص..
همست تؤيده :- صح .. ياللاه احنا فعلا اتأخرنا..
هتف مترددا وهو يرى حالها ووضع حملها بشهرها الاخير :- انا خايف عليك .. ما ترتاحي وبلاها تيچي !؟..
شهقت معاتبة :- لا يا عفيف حرام عليك .. بقالي اكتر من خمس سنين مستنية اللحظة دي.. وبحلم يوم ما اشوفك بتناقش الرسالة واسمع لجنة المناقشة بتمنحك الدكتوراة.. وتقولي خليكي .. ده لو كان فيا ايه برضو هروح.. وبعدين ما انا كويسة الحمد لله وبعدين انت نسيت اني دكتورة نسا وبقولك بكل ثقة ان الأمن مستتب وكله تمام ..
اتسعت ابتسامته وانحنى مقبلا جبينها وضم كتفها بعرض ذراعه وخرجا سويا باتجاه الجامعة حيث تنتظر ان ترى حلمهما يتحقق ..
**************
جلس الحضور في هدوء تام وبدأت المناقشة وكل عضو من أعضاء لجنة مناقشة رسالته يحاور عفيف والأخير يرد بكل ثقة واقتدار ..
كانت دلال تجلس بجوار ناهد ونديم اللذان جاءا خصيصا من القاهرة بعد انتقالهما اليها منذ اكثر من عامين من اجل مناقشة الرسالة بقلب وجل تتضرع الى الله ان يتوج مجهودهما السنوات الماضية ويحصل على حلمه الذي دوما ما تمناه وتناساه في غمرة الأعباء الملقاة على عاتقيه والذي اصبح حلمها بالتبعية وجاهدت لكى يصل اليه ..
شعرت بانقباضات وألام حاولت ان تتجاهلها ولا تلق لها بالا وهى تركز على ما يقال ..
اخيرا قررت اللجنة المداولة واتجهت لغرفة جانبية للتشاور .. اندفع هو من خلف منصة المناقشة تجاههم هامسا يسألهم :- ايه رأيكم !؟
هتف نديم :- الله اكبر .. رسالة قيمة فعلا..
أكدت ناهد :- ايوه بچد .. ممتازة ..
اكد عفيف :- بصراحة لولا تعب دلال معايا مكنتش هخلص ولو بعد عشر سنين ..
وابتسم لها فحاولت التظاهر بان الامور كلها على ما يرام وهى تؤكد مبتسمة :- مفيش بعد كده كلام .. هتاخدها وبامتياز كمان ..
ابتسم في سعادة :- حتى ولو اجل من امتياز .. هعتبرها كِده طالما انتِ اللي عطيتيهالي ..
ابتسمت لكنه استشعر تغير ملامحها التي تعكس وجعا تحاول مداراته فهمس :- انتِ كويسة !؟..
اكدت تربت على كتفه :- اه تمام .. قوم ياللاه اللجنة رجعت أهى .. ربنا معاك..
اصطفت اللجنة وبدأت في الاشادة بالرسالة وجوانب القوة فيها واخيرا قررت منح الباحث عفيف راغب النعماني درجة الدكتوراة بامتياز ..
هلل الجمع وعلا التصفيق .. لكن لم يكن وحده الذي علا بل كذلك صوت تأوه دلال التي ما عادت قادرة على تحمل آلامها اكثر من ذلك فأعلنت عنها بصرخة دفعت عفيف ليترك كل من حوله مندفعا اليها في قلق ..
**************
هتفت دلال معاتبة :- ليه ماشيين بسرعة كده!؟.. ما تخليكم معانا كمان يومين !؟..
هتف نديم مؤكدا :- لا يومين ايه يا دلال !!.. ده انا خدت الاسبوع اللي فات ده اجازة بالخناق.. ومرضناش نمشي الا لما تشدي حيلك شوية كده و كمان عشان ناهد مكنش ينفع تاخد الطريق رايح جاي من غير ما ترتاح عشان..
نظر الى ناهد مهددا بمزاح :- اقول..!؟.. ولا تقولي انتِ !؟..
هتفت بلامبالاة :- هجول وهو عيب ولا ايه !؟..
وتطلعت لدلال هاتفة :- انا حامل ..
قهقه عفيف هاتفا :- هو انا ليه مش متفاچئ .. طب ما دِه العادي يا نديم .. دلال تولد ناهد تحمل عجبال ما ناهد تولد هتلاجي دلال حامل وراها ودوخيني يا لمونة ..
علت ضحكات نديم هازا رأسه مؤكدا :- والله صدقت .. ربنا ما اردش بالعيال الا بعد سنتين من جوازنا .. ومن ساعتها قالت خد عندك .. الظاهر الفرن لما تحمى بطلع عيشها بسرعة ..
قهقه الجميع ماعدا ناهد التي نظرت اليه شذرا تكتم غيظها ليهتف عفيف مازحا وهو يتطلع لملامح اخته :-انا بجول يا نديم ان من مصلحتك تجعد معانا .. انا خايف عليك والله ..
قهقه نديم مؤكدا :- لاااا .. هو انا ليا بركة الا ناهد وعيال ناهد ..
ابتسمت وتعدل مزاجها فورا لترتفع ضحكات كل من دلال وعفيف وخاصة ونديم يستدير هاتفا على أولاده ليجمعهم :- العصابة تجمع ..
اندفع أطفاله .. محمود ومروان قبالته ليسألهما متعجبا :- أمال فين اختكم عاليا !؟..
رفع كل منهما كتفه وخفضه دليل على جهلهما بموضع أختهما الكبرى ..
اكدت رقية ابنة عفيف ودلال والتي كانت تقارب عاليا سنا مشيرة للخارج:-راغب خدها يفرچها ع الخيل ..وهى مرضتش تلعب معايا وراحت معاه وانا مخصماها ..
اندفع نديم ومن خلفه عفيف ولحق بهما النساء في اتجاه الاسطبلات القابعة خلف البيت الكبير.. لاح لهما طيفهما ليهتف عفيف يستوقف ولده البكر الذي كان يمسك بكف ابنة خاله في تشبث مناديا اياه :- راغب .. وجف .. انت رايح على فين كِده !؟..
استدار راغب متطلعا لأبيه هاتفا في ثقة تخطت أعوام عمره السبع :- رايح افرچ عاليا ع الفرسة بتاعتي .. هى جالت لي انها عايزة تشوفها ..
تنهد نديم ما ان وصل موضعها هاتفا :- حد يعمل كده برضو !؟.. طب قولوا واحنا نجبكم.. افرض حصل لكم حاجة!؟..
اكد راغب بنبرة صارمة :- متخفيش يا خالي .. انا راچل معاها .. والغفير اهاا كمان واجف ..
قهقه نديم مؤكدا :- طبعا يا سي راغب .. راجل وسيد الرجالة كمان ..
أمسك نديم بكف ابنته وعادا لموضع العربة التي كانت جاهزة بانتظارهما بصحبة مناع للعودة للقاهرة ..
تمت التحيات والسلامات لتندفع العربة مبتعدة والأطفال يلوحون من نافذتها مهللين .. انتظر كل من عفيف ودلال اختفاء السيارة حتى عادا لداخل البيت الكبير .. الا راغب الذي عاد من جديد لفرسه متحسرا ان من تشاركه محبة الخيل قد رحلت ..
*************
اغلق عفيف خلفه باب الغرفة بعد دخولها وهتف مازحا بعد مكالمة طويلة مع اخته وأخيها :- ناهد چننت اخوكِ ..
اكدت مدافعة عن ناهد على عكس المتوقع:- محبب على قلبه ..
واقتربت منه هامسة :- وبعدين متقلقش اخته بتاخد بتاره من اخوها ومجنناه هى كمان ..
اتسعت ابتسامة عفيف مؤكدا :- أهى ف دي عندك الف حج .. وانتوا الاتنين ان كان انت ولا هى .. ما شاء الله عليكم .. ماشيين على تعليمات الخالة وسيلة بالمظبوط ..
تطلعت اليه تهتف محتجة في دلال :- عفيف يا نعماني.. انا قلت لك لو مش عايز عيال .. خاصمني ..
همس وهو يقترب منها :- أخاصمك كيف !؟.. مجدرش .. حد يخاصم روحه ..
لانت قسمات وجهها ليستطرد :- بس مش كفاية كِده يا بت الحچ محمود ..3 عيال ف سبع سنين چواز .. رضا ..
اعترضت هاتفة وهى تدنو منه :- مش هو ده الهدف اللي كان نفسي أحققه.. كان نفسى أعدي النص دستة يا عفيف..
قهقه غير قادر على مغالبة ضحكاته هاتفا من بينها :- دلال .. محسبتيش المرتين السجط .. كِده يبجوا خمسة .. اعتبريهم چم ..
هزت رأسها محتجة :- لااا .. دول جم أوت .. بره الحسبة يا روح دلال ..
انفجر ضاحكا حتي دمعت عيناه هاتفا :- ايوه يعني انتِ عايزة ايه دلوجت !؟
استطالت تقف على اطراف أصابعها حتى تستطيع تطويق رقبته بأحد ذراعيها ورفعت ثلاثة أصابع من كف الذراع الاخرى امام ناظريه دون ان تهمس بحرف ..
فك ذراعها من حول رقبته في هدوء وأبعدها عنه في رقة واندفع هاربا من الغرفة وهى تلحق به هاتفة :- استني بس يا عفيف .. بص بس هفهمك .. يا دكتور ..طب حد يجري من مراته كده..!؟..
عادت للغرفة ليتناهى لمسامعها صوت صغيرها البالغ من العمر قرابة الشهرين يبكي .. اندفعت لحجرته تحمله وجلست تطعمه على احد المقاعد باحد اركان الحجرة و ما ان انتهت حتى اخذت تهدهده ..
انتفضت عندما شعرت بيد تحاول حملها فيبدو انها غفت.. تنبهت بعض الشئ لتجده عفيف وقد وضع طفلهما بفراشه وها هو يحملها ليعود بهما لغرفتهما ..
همست وهى تدفن رأسها باحضانه معاتبة :- انت مش مخاصمني !؟.. مرجعني الاوضة ليه !؟.
دفع باب الغرفة بقدمه لينفرج ليدخل متجها لفراشهما يضعها عليه مقبلا عليها من عليائه هامسا في جدية :- انتِ جولتي فاضل لنا كام ع النص دستة !؟
رفعت كفا كاملة مفرودة الأصابع قبالة ناظريه ليمسك ضحكاته هامسا وهو يقترب منها :- انتِ ضلالية يا داكتورة .. وبتخميني كمان.. كانوا تلاتة ..
دنا منها لتهمس وهى تتعلق برقبته :- كل اللي يجي منك انا قبلاه ..
طوقها بذراعيه هامسا بعشق :- انتِ مودياني معاكِ على فين يا بت محمود المصري !؟..
قهقت ولم تجبه لكنه ما كان بحاجة لإجابتهاوقد كان يعلم يقينا انه عثر على فردوسه المفقود بين ذراعيها ..
***************


تمت بحمد الله
رضوى جاويش
9/1/2020


رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس