عرض مشاركة واحدة
قديم 29-07-20, 11:38 PM   #281

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل العاشر



الفصل العاشر


اللون الأسود ينزلق ببطء لزج ليصنع دوائر على الأرضية تكبر مع مرور الوقت... فرشاة الألوان في يدها اليمين انغمرت تماما به...تتمسك بها بين أصابعها بقسوة جعلتها تضغط على خشبها بحدة لم تفعلها من قبل مع فرشاتها الرقيقة التي لطالما هربت من العالم اليها... صوت انفاسها مسموعا و كأنها كانت تعدو لمسافات كبيرة... قميصها القطني الأبيض ذو فتحة الرقبة الواسعة تلطخ بالأسود بعشوائية تناسب وقفتها المتمردة أمام لوحتها المعلقة على الحامل الخشبي... تنهت بغضب ملحوظ و كأنها تناظر شخصا ما و ليس مجرد خطوط عريضة سوداء فوق صفحة لوحتها... لأول مرة تفعلها لتخط ما ليس له معنى بألوانها... لكنها في أمس الحاجة لتفرغ عن مكنون صدرها لرفيق يسمعها دون كلام و يخفف عنها دون صوت كالرسم... حياتها الأيام الماضية أشبه بمتاهة وضعوها بداخلها قسرا و أجبروها على أن تجد المخرج قبل انتهاء الوقت!... تصرفات مديرها و قراراته الأخيرة تفتقر للنزاهة و العملية و هو ينحيها جانبا و يسلب منها حالاتها ليسلمها لطبيب آخر... لقد ظنت أن المحسوبية لن تطالها يوما لكنها وقعت في بئرها بلا انذار... فها هو سيادة المدير المحترم يكاد يلهث خلف أوامر عُليا من المتعجرف البغيض ذي السلطة و النفوذ... زفرت بحدة لتتجه ناحية مكتبها تضع عليه فرشاتها و تستند بكفيها فوق سطحه... تفكر منذ أيام في خطوتها التالية و ما يجب أن تفعله... لقد حاصروها في خانة اللا مفر و هي ابدا لن ترضخ لهم... هل هي عنوة لتعمل في هذه المشفى المشؤومة بمديرها المريض نفسيا هذا؟!... لا تصدق بأنه بكل عجرفته و اعتداده بنفسه يلهث خلف خبرتها التي تراها لا زالت تفتقر للكثير... شخص مثله لا يسعى خلفها سوى ليكسر أنفها نكالا لوقوفها أمامه و تحديه بلا خوف... زامن صوت تنهيدتها المهمومة صوت فتح الباب فهمست من بين اسنانها بتعب...
(ليس الآن أرجوكِ)
دلفت والدتها تنظر بأعين متضايقة للغرفة... هل هذا ما تحبس ابنتها نفسها هنا لتفعله؟!!... احتدت نبرة صوتها و هي تتوجه لها تقول...
(هل تتغيبين عن عملكِ في المشفى لأجل هذه الشخبطة!!)
تكورت اصابع أريج فوق مكتبها تغمض عينيها بقوة... لا ليس الآن انه الوقت الخطأ تماما أمي كي تلعني هوايتي التي حرمتموني منها قسرا و بدلتموها بمعطف طبي تأقلمت معه بشق الأنفس... لا تفعلي رجاءً في وقت أنا فيه أكاد أصرخ عاليا من شدة الضغط على اعصابي!!... تنفست ببطء تخرج مع كل زفير لها فكرة سلبية تقتلها... هدأت قليلا فتراخت اصابعها و فتحت عينيها تلتفت لوالدتها و تهمس بوجه شابه الارهاق...
(مجددا يا أمي تدلفين غرفتي دون طرق الباب!)
عوجت والدتها شفتيها بامتعاض تهتف بلهجة ساخرة...
(و هل احتاج لإذن لأدخل عليكِ؟!... على ابنتي التي كنت أحممها بنفسي قبل سنوات!)
تهدلت اكتاف أريج بوهن و هي تحاول توضيح أنه يجب أن يتحلى كل فرد هنا ببعض الخصوصية...هذا لا يعني أن تنأى عنهم كما تزعم والدتها دوما... لكنه ابسط حقوق الفرد بعض الهدوء و باب مغلق عليه يعيش فيه عالمه الخاص... ابتلعت ريقها بتعب تهمس
(لكنني كبرت الآن أمي و أصبحت في عمر الثلاثين ... فبعض الخصوصية تحق لي من فضلكِ)
وضعت والدتها يدا فوق يد على بطنها تناظر أدوات الرسم هنا و هناك لتتشدق بعتاب ساخر...
(و هل هذه الألعاب و الخربشة خصوصية؟!)
احتدت نظرة أريج قليلا ليعلو صوتها بعض الشيء قائلة بنبرة دفاعية... نبرة فقدتها حينما كانت مراهقة و لم تقدر وقتها على الدفاع عن حلمها و هوايتها...
(انها ليست العاب أمي... انها هوايتي التي أحب و التي تخليت عنها لأجل احلامكم بالأبنة الطبيبة التي تنافس ابناء و بنات عمومتها في سباق كليات مرموقة و القاب مهنية!)
اشاحت والدتها بيدها في وجهها و لم تكل لحروف ابنتها المتعبة مكيال الاهتمام... فعاودت القول الجاف
(لقد انتهينا من هذا الأمر قبل سنوات و الآن أنتِ الطبيبة الوحيدة في عائلة والدكِ بعدما فشل الجميع في الوصول لمكانتكِ... فلا تأخذيني في دوامة كلماتكِ التي لا افهمها هذه و اخبريني لماذا تتغيبين عن عملكِ منذ أيام و حتى قبل أسابيع تبدين مستاءة؟!!)
اومأت برأسها بيأس متفهم لأن كل ما تصرخ به قبل سنوات غير مسموع لأهلها... اتجهت ناحية لوحتها التي جفت الألوان عنها بعض الشيء تلتقطها من فوق الحامل الخشبي و بروح مرهقة تضعها أرضا...نظرت لها قليلا نظرة تشكو فيها حالها ثم حركت قدمها تزيح إياها اسفل سريرها... لتحتضنها ارضه المعتمة الباردة كما احتضنت ما قبلها... التفتت تلملم الفرشات و علب الالوان و تزجهم في درج مكتبها بينما والدتها لا تكف عن الكلام... استمعتا لصوت جرس الباب فصاحت والدتها بصوت عالٍ...
(أكمل انظر من بالباب)
و بعدها اتجهت تسحب ابنتها من كتفها و تجلسها على سريرها تقول بلين...
(والدكِ و أنا تعبنا من كثرة الحديث في أمر الزواج و فوضنا أمرنا لله معكِ... لكن ما لم نتهاون به هو تقصيركِ في عملكِ و غيابكِ عنه الذي سيؤثر على خبرتكِ المميزة و التي نفقأ بها عين الناس الذين يتطاولون علينا...)
ظهر حنقها في كلماتها و هي تسترسل مستخدمة كفيها بحركات عصبية... لتوضح لأبنتها الصورة بكل صدق
( أنتِ لا تعرفين كل مرة نجتمع مع ابناء اعمامكِ و عماتكِ يظلون يرمون كلاما مبطنا كونكِ تجاوزتِ الثلاثين بلا زواج و أن شهادة الطب لم تشفع لكِ)
صمتت تستمع لحديث كل مرة... بعد منافسة بلا أي معنى مع اقارب لا تراهم سوى في المناسبات تفوقت عليهم... ثم اتخذ الوضع منحنى آخر بشعور الفخر من والديها بالتحاقها بكلية الطب... ثم خفتت الاضواء مع أول زواج لأبنة عمتها ذات الشهادات العادية قبلها... فلتت ضحكة ساخرة من بين شفتين تخفيان ارهاق نفسي كبير... عينان بروح الجليد ظهرا من مخيلتها و هو ينظر لها ساخرا بسبب درجاتها البسيطة في شهادة تخرجها... ها هي أمام المجتمع طبيبة متكررة في آلاف بل ملايين الطبيبات و زاد عليها بلوى أشد وطأة... فهي عانس!!!...
في خضم حديث والدتها المنفعل ظهر أكمل عند باب الغرفة و الذي لم تغلقه والدتها... ينظر لها بقلق واضح من عينيه يقول...
(أريج هناك شيئا ما عليكِ استلامه...)
بعد قليل...
جلست والدتها على الأريكة في صالة الشقة تتطلع الى الورقة التي وصلت ابنتها من المشفى الخاص... تلكأت نظراتها و تلعثمت حروفها و هي تحاول قراءة كلماتها... فكلها مبعوثة باللغة الانجليزية و هي تركت مدرستها بعد مرحلة الاعدادية كحال الفتيات وقتها... رفعت بصرها لأريج التي تقطع الصالة ذهابا و ايابا تهاتف عدة اشخاص... تصرخ تارة و تهمس تارة و تلعن تارة أخرى... لو صدق ما أخبرتها به ستكون كارثة بكل المقاييس... من أين لهم بهذا المبلغ الضخم ليسددوا غرامة المشفى... ثم كيف تقع عليها غرامة و هي لا تعمل هناك... عقلها البسيط لا يفقه كل ما يحدث لذا مالت على ابنها جوارها تهمس له سرا خوفا من التواصل مع نارية أريج الآن...
(أكمل كيف لهذا أن يحدث و اختك لم تكمل مقابلتها كما قالت...)
دلك أكمل جبهته فبعد قراءة رقم مبلغ الغرامة قد اصابه الدوار... همس جوار والدته خشية من أخته
(لا أعرف أمي كيف حدث هذا... كما أن المبلغ رهيب جدا و لو عملت أختي لمدة سنة في مشفاها الحالي لن تقوى على تسديده حتى!!!!)
ضربت والدته بحسرة فوق فخذها و قد زاد خوفها على ابنتها... همهمت بكلمات حانقة غير مسموعة
(أين كان يختبئ لنا كل هذا؟!!!... كله من عين عمتها الحاسدة منذ اخبرتها بأن أريج ستعمل في مشفى خاص براتب خيالي)
أجفلت على صوت ابنتها الهادر في الهاتف فتابعتها بقلب وجل...
(كيف لا يمكنك ايصالي به؟!!!... انه مدير المشفى و بالتأكيد متواجد الآن عندك... لأخر مرة سأتحدث بتحضر دعني اكلمه من فضلك!!)
اتسعت عيناها بقوة و قد اشتعلت نظراتها اشتعالا عنيفا حتما سينتج عنه خسائر فادحة... صرخت مجددا و هي تغلق الهاتف في وجه الطرف الآخر بحدة...
(تبا لك و له...)
اتجهت بخطوات مستعرة نحو غرفتها تصفق بابها بعنف جعل والدتها و أخاها يقفان يراقبان ما سيحدث... ضربت والدتها فوق صدرها تدعو بقلق...
(استر يا رب..)
*************
خلع سترته السوداء ذات الماركة الشهيرة يضعها فوق كرسي مكتبه... اتجه ناحية المشجب يسحب معطفه الطبي بملامح جامدة... أدخل ذراعه الأيمن في كم المعطف و كاد يفعل مع الأيسر لكنه توقف عند عضده بعدما تم فتح باب مكتبه بحدة جعلته يصطدم بالحائط مصدرا صوتا عنيفا... من فوق كتفه حانت منه نظرة للواقفة هناك تشتعل بالكامل... حادت عيناه بعيدا عنها ببطء مغيظ ليعاود استكمال ارتداء المعطف و كأنها ليست هنا... و كأن تطاير شرار حريقها لا يلسعه بالمرة رغم كونه وسط الحريق... تقدمت أريج منه بجسد متحفز ترفع الورقة التي وصلتها في وجهه متسائلة بغضب هادر...
(ما هذا بالضبط؟!!... عن أي غرامة تتحدث هذه الورقة؟!!)
علق سماعته الطبية فوق عنقه ثم اتجه كفه الأيمن يثني كم المعطف الأيسر بهدوء... تحركت مقلتاها مع حركة كفيه ببلاهة في بادئ الأمر تحولت لصدمة من قلة تقديره لها ثم بلغت ذروة الغضب القصوى... لم تتحكم في نفسها حينما امتدت كفها تطيح كفه المنشغل بكم معطفه بعيدا عنه و هي تصرخ بحدة...
(أنا أحدثك!!!)
لم يكلفه الأمر سوى نظرة واحدة جمدت كل شيء ... حتى هي...مجددا!!!
و برغم لهيب غضبها إلا ان جسدها اصابه الخدر من نظرته... مخيف؟!... نعم تعترف بكونه رجل مخيف غامض يرهب القلب... لكنها ليست بهينة الشخصية كي تنساق خلف أوامره لترضي غرور و عجرفة شخص مريض مثله... تحركت حنجرتها ببطء تبتلع ريقها و قد فشلت في فك سراح عينيها من أسره ... زرقة عينيه لا تشبه شيء رأته من قبل و قد تلاشى معها كل خبرتها في الألوان... فقط صوت بارد واثق للغاية صدر منه لتنفك تعويذته الساحرة و يتشقق الجليد الذي كبل روحها و جسدها...
(تتخطين خطوطكِ الحمراء سريعا و هذا... ليس في صالحكِ)
تقبضت كفاها جوارها تصرخ فيه لينقشع غروره المحيط به... ليتبدد الهدوء البارد هذا... لتطاله نيرانها المستعرة عله يحترق و يتفحم ثم تنفخ في رماده المتبقي ليتناثر و يضيع كحبات غبار بلا قيمة مع الهواء...
(خطوطك الحمراء هذه تهدد بها شخص يعمل لديك أما أنا فلا تهمني خطوطك... و لا يهمني أنت)
لم تتغير ملامحه و لو قليلا ليناظرها هذه المرة بزرقة عين ساخرة... صدر صوته الهادئ بنبرة زادته عجرفة و بغضا...
(الجهل في مشفانا أمر ممنوع... و أنتِ جاهلة)
تابعت بأعين متشحة بالغضب كفيه اللذين يضعهما في جيبي معطفه لتزيد صورته امامها نفورا و كرها... استرسل حديثه الهادئ بأريحية...
(تم تعيينكِ قبل شهر و ابلاغكِ بأن هناك غرامات مالية لمن يتقاعس... و ها قد حصل)
ضيقت عينيها بعدم فهم تسأل بصوت مترقب و مستعد للانقضاض في أية لحظة...
(ما معنى تم تعيني هنا و أنا لم أوقع على أي عقد؟!!!)
أخرج كفه الأيسر من جيب معطفه يتطلع في ساعة معصمه بنزق قائلا دون أدنى اهتمام بها...
(لقد وقعتي و تم قبولكِ و الآن أنتِ تعملين هنا و تتقيدين بكل قوانينا)
تركها بصدمتها التي كبلت لسانها بشلل لحظي... كيف تم الأمر و كيف وقعت هي بحق الله؟!!... هي لم تفعل شيء سوى أن قدمت أوراقها و انهت المقابلة قبل أن تبدأ حتى... تحرك عابرا إياها بخطوات ثابتة واثقة ... لكنها استفاقت من شرودها سريعا لتعترض طريقه متسائلة بصوت يشوبه الشك...
(انتظر لحظة... هذا الذي هذيت به قبل لحظات لا صحة له من الأساس... كيف وقعت أنا على عقد عملي هنا... معك أنت؟!!!)
عاود النظر في ساعته بملامح نزقة...رفع بصره اليها بنظرة جدية يقول...
(لدي مرضى يستحقون وقتي الذي تهدرينه بلا حق الآن...)
و قبل أن تتفوه بحرف تحرك عائدا لمكتبه بكل خيلاء... وقف خلف مكتبه يفتح درجه و يخرج ملفا ما منه يضعه فوق سطح المكتب قائلا بتصريح مباشر...
(ها هي ورقة قبولكِ للعمل هنا و موافقتكِ على كل شروطنا)
اتجهت كالطلقة ناحيته تحمل الملف و تقلب في صفحاته... هذه أوراقها الخاصة بالمقابلة... اللعنة لقد نسيتهم هنا و نسيت أمرهم تماما... و هذه الورقة تحمل توقيعها فعلا!!!... كيف؟!!!... لحظة!!!... أليست هذه استمارة التقديم التي استلمتها بعدما جلست على أريكة الاستقبال في بهو المشفى أول يوم جاءت فيه هنا؟!... لكن ماذا حدث بها؟!... انها تحتوي على بنود لم تكن بها من قبل و هي موافقة عليها و قد تركت توقيعها ايضا... احتدت نظرتها بشدة لترفع الورقة في وجهه قائلة بتأكيد...
(لقد تم تغيير ورقة الاستمارة لتصبح موافقة مني على العمل مباشرة لو تم قبولي... بعد الحصول على توقيعي تدبرتم الأمر!!!)
و كأنها لا تتهمه هو و إدارته واقفا بكل هدوء يراقب ملامحها المصعوقة ببرود... حركت رأسها بتفهم عصبي تهمهم بخفوت مسموع...
(و أنا التي كانت تتساءل لماذا تحتاج ورقة استمارة لتوقيع المتقدم للعمل... لكنني رجحت أنه نظام مشفاكم... المحترم)
ضغطت على حروف كلماتها الأخيرة قاصدة الإهانة و الاستخفاف... لكن من يقف أمامها لم تتحرك فيه شعرة واحدة... بل كان يناظر ثورتها و اشتعالها بهدوء يتساقط بردا و سلاما عليه... استفزها بهيئته و هي المُستفزَة منه في الأساس.. هتفت بتهديد حاد غير آبهة بأي شيء...
(هذا تزوير و أنا لن أصمت... سأتصل بالشرطة و أفضح مشفاكم الموقر)
بحركات بسيطة أخرج هاتفه من جيب سرواله القماش يضعه فوق سطح مكتبه قائلا بهدوء...
(اليكِ هاتفي هاتفيهم فنحن من يحتاجهم على أي حال)
بهتت ملامحها من ردود أفعاله الغير متوقعة بالمرة... هذا الرجل كتلة من خليط سمج.. فج.. غليظ.. متعجرف و مريض نفسي... انه يستهلك منها الكثير من الطاقة فقط لتقف أمامه و تجابهه بلا خسارة... استمعت لصوته الهادئ لترتعش فعليا من نبرة التهديد فيه...
(فهنا طبيبة تقاعست عن عملها لمدة شهر... ترفض دفع غرامتها المالية التي وافقت عليها سلفا... و تتعدى باللفظ على مديرها في مكتبه)
اشتعال عينيها خفت كما خارت قواها النفسية... خسرت أمامه أو لم تخسر لم يعد يهمها... لقد انهكها حقا الحديث معه... اتعبها و كأنه سرى الثلج في أوردتها ليجمد دمائها و يقلص حركة قلبها... همست بصوت واهن مرتعش...
(من أي طينة أنت؟!!!)
وصلها رده بنفس الهدوء الخانق للروح قائلا بتأكيد...
(لكِ فرصة واحدة لتسقط الغرامة المالية عنكِ)
ضيقت عينيها مترقبة قوله التالي... فأكمل هو بهدوء آمر
(التزمي بعملكِ بدءا من الغد)
ضغطت بحدة فوق ضروسها تناظره بتمرد واضح لعينيه الباردة... ألقت الورقة أسفل قدمها لتخطو عليها أمامه قائلة بتحدٍ...
(أخبرتك من قبل دكتور مؤيد... أعلى ما في خيلك أركبه)
أولته ظهرها متجهة ناحية باب مكتبه المفتوح على مصرعيه... أوقفها صوته الهادئ بتهديد صريح...
(كوني مستعدة دكتورة أريج للمُساءلة القانونية)
كتمت غيظها منه لتتحرك خارجا دون أن توليه اهتماما... بينما هو التقط هاتفه من فوق المكتب يعيده مكانه ثم تعلقت نظرته بالورقة التي دهستها ليهمس بصوت بدا مخيفا... كنظرة عينه في هذه اللحظة و وعيده الغير منطوق صراحةً
(فلتلعني حظكِ الذي اوقعكِ معي لأنني لن اتنازل عن خبرة مثل خبرتكِ احتاجها لأكمل ما بدأت فيه)



...يتبع...






AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس