عرض مشاركة واحدة
قديم 29-07-20, 11:46 PM   #284

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي




(لا حول ولا قوة إلا بالله... أين أبو أيوب يحضرنا في هذا الحديث؟!)
لقد ارهقه الحديث مع أمه كثيرا... برأسها المتحجر و رأيها الذي لا يتغير عن فلك... فاتحها في أمر زواجهما و أكد رغبته في ان تكون فلك حلاله و اطلعها على حبه لها لكنها لا تزال ترفض... سيجن منها و الله سيفقد عقله... وصله صوتها الصارم تقول..
(والدك خرج قبل نصف ساعة... ثم لو حَضَرَنا كل أهل الحي لن أغير رأيّ و أقبل بأبنة هيام زوجة لك!!)
ضرب أيوب كفا بكف يزفر بتعب مرهق قائلا...
(لو نظرتي لها على انها فلك و ليست ابنة هيام ستنحل الأمور... بالله عليكِ لا تكسري فرحتي و تحرميني منها يا أم أيوب)
اشاحت بوجهها عن وجه ابنها... عيناه تنضحان بحب كبير... حب لا تستحقه فلك منه ليس ظلما لها بل خوفا على وحيدها... هو يستحق عروسا تختارها هي له كاملة الاوصاف تحمل اسمه و شرفه و ابنائه... لا ابنة هيام التي يعرف الكل هنا عن حياة أمها... ستعمي عينيها عن رؤية عيني ابنها العاشق... آه عليك يا أيوب اصابك عشق من لا تصلح لك بني... كتمت صرخة أمومتها الراجية بأن ترضي رغبته و تفرح قلبه لتقول بجفاء مؤكد...
(العيب ليس في المسميات أيوب... البنت لأمها كما اعتدنا في اعرافنا... ابنة هيام سترهق قلبك بني)
شدد على طرفي قميصه يكبح رغبة ملحة في الصراخ... توجهت اليه تضع يدها فوق صدره و تربت على قلبه مباشرة تقول بنظرة عين تشع طيبة و حنان و خوف... أليس هذا ابنها و تريد له الراحة و السعادة...
(قلبك غالي عندي ولدي فأستمع لأمك تكسب... ابنة هيام من صنف غير صنفك... لا يغرك كونها غير هيام فهذا ما تفرضه عليها الظروف الآن لكنها قطعة من طينة هيام... لو أتيحت لها فرصة ذهبية ستركض خلفها غير عابئة بك و لا بحبك هذا)
امتدت كفه يضعها فوق كف أمه هامسا برجاء يقطر عشقا...
(فلك غير هيام و هذا ما أضمنه برقبتي... أنا أحبها يا أم أيوب فلا تبخسي حبي حقه)
حاوطته بعينيها الحانية و التي مالت تقبل ملامحه العاشقة من بعيد... لكنها سحبت كفها لتهمس بصوت شابه الاعتذار فقرارها محسوم بلا جدال...
(يوم سعدي هو يوم أن أعرف أن هناك من تريدها بني لكنها ليست فلك صدقني... حبك سيُبخس حقه منها هي لا مني أنا)
سحب نفسه بقوة و قد تيقن بأن جولته هذه خسرت تماما... لا بأس سيعيد الكرة مرات و ليس مرة فلكه الجميل تستحق منه المحاولة و الصبر... نظر لها نظرة حزينة ثم تحرك يخرج من الباب قائلا...
(لن أكف عن محاولة اقناعكِ يا أم أيوب حتى توافقين)
راقبت ظهره الذي خرج تماما من البيت لتتجه تجلس على الأريكة المتواجدة في الصالة... وضعت يديها فوق بطنها تتنهد بحسرة و حزن...
(حزنك غالي يا ولدي لكنه ضريبة يجب أن تدفعها لتتخلص من حب ابنة هيام الخاسر هذا... يليق بك واحدة غيرها تستحق قلبك الطيب بني)
خرج من البيت بوجه مكفهر و جسد متحفز.. مر من أمام مخزن المراكبي المجاور لبيت سليمان فناداه أنور بصوت عالٍ...
(أيوب أين أنت مختفي يا عمي؟!)
أكمل طريقه دون أن ينظر لأنور قائلا بحنق...
(لست في مزاج رائق أنور...)
أسرع أنور نحوه فجذبه من ذراعه يسأله بقلق...
(ما بك أيوب؟!)
لمح الضيق الساكن في عينيه ليلازمه صوته الأجش يقول...
(أشعر بالاختناق... اتركني الآن بالله عليك)
أفلت ذراعه من أنور يكمل طريقه بينما صديقه يرمقه بقلق... عاود سؤاله بصوته العالي
(على الأقل أخبرني الى أين تحمل نفسك بوجهك المتعكر هذا؟!)
وصله صوت أيوب اللاهث من المشي بخطوات عصبية سريعة...
(الى البحر... و لا ترسل خلفي أحد لن انتحر لا تخف)
تخصر أنور بينما ارتفع حاجبه ليعلو صوته ثانيةً بمشاغبة...
(و من أخبرك انني سأرسل خلفك أحدا... هل غبي أنا لأرسل من ينقذك و قد حانت لحظة التخلص من سمج مثلك)
رغم كل ما يمر به فلتت منه بسمة جانبية شعر معها بطعم المُر أكثر من المرح ليقول بصوت عالٍ قبل أن يتخذ منحنى جانبي تاركا الحي...
(احسنت التصرف...)
أنزل أنور كفه من فوق خصره و قلبه متوجس على صديقه... اتجه عائدا للمخزن ينادي لصبي مراهق و يأمره بأن يسير خلف أيوب من بعيد لبعيد دون أن يبصره الأخير... حالته غير مطمئنة و هو لن يتركه للحظة... راقب الصبي يهرول متخذا نفس الطريق للبحر فعاد ببصره للناحية الأخرى من الشارع يفكر فيما قد يكون حدث و قلب مزاج أيوب... لكن عيناه وقعتا على هيام قادمة بخطوات مهرولة و وجه منير بسعادة مفرطة حتى ان بسمتها متسعة من الأذن للأذن!!!... عقد حاجبيه يفكر هل هيام و ابنتها سببا في ضيق أيوب؟!!!...
دلفت بيتها بدقات قلب تتراقص على نغمة واحدة... نغمة الدنيا فتحت لي أبواب نعيمها... ركضت فوق الدرج حتى وصلت لباب شقتها تفتحه بسرعة و تدلف تنادي على ابنتها...
(فلك يا فتاة أين أنتِ؟!)
خرجت فلك من غرفتها بجلبابها البيتي القطني... ضيقت عينيها تراقب حالة أمها السعيدة بتعجب... اقتربت منها تتساءل بترقب
(ما بكِ هل ربحتِ ورقة اليانصيب؟!)
تمسكت هيام بذراعي ابنتها لتدور بها في الصالة تقول بصوت عالٍ متحمس...
(ليست ورقة بل ورقات... ورقات السعد و الغنى و الراحة)
شعرت فلك بالدوار فأفلتت نفسها من يدي أمها تسأل بقلق حقيقي...
(ماذا تعنين؟!)
تلألأت عينا هيام لتقترب من ابنتها تقول بنبرة حالمة بالغد المريح...
(السيد طارق طلال بلحمه و شحمه طلب يدكِ مني اليوم!)
اتساع عينيها حدث تدريجيا حتى انفرجتا على اخرهما... طارق طلبها للزواج؟!... السيد طارق الذي لطالما رأت فيه نظرة مختلفة عن كل الرجال!!!... حنانه الأبوي و لين كلماته معها هل كل هذا خيال؟!!... هل هو ايضا يشتهي جمالها لكنه اجاد اخفاء ما يمر به عن عينيها... ابتلعت ريقها بوهن و قد تهدمت صورة الأب الحنون من قصر احلامها... لا يوجد رجال تعطي بلا ثمن يا غافلة... كلهم ينتظرون منكِ المقابل... و قد قالتها لكِ هيام مرة نحن لا نملك سوى جمال و جسد... تراجعت للخلف و الفاجعة أكبر من أن تتحملها... لقد تمنت طارق أبا لها... لقد غبطت ميرنا عليه... لقد وضعت صورته في محل ابيها الذي تركها... لا تصدق انه يريد زواجها هي!!!... هزت رأسها بعنف رافض تصرخ بعدم شعور في والدتها...
(ماذا قلتي له... هل وافقتي... حذاري هيام لن أصمت هذه المرة!!!)
تلاشت كل تعابير السعادة من وجه هيام ليحل محلها الفتور... ها هي نوبة الاعتزاز بالنفس و الكرامة التي تصيب ابنتها كلما عرضت عليها عرض زواج... تخصرت لتقف امامها تتكلم ببرود...
(لا لم أفعل بعد... لكن تأخري هذا ليس سوى زيادةً لرغبة الرجل بكِ... عليه أن يشعر أنكِ من الممكن أن تطيري من يده فيتمسك أكثر بعرضه)
صرخت بها فلك متقززة مما تسمعه...
(اصمتي يكفي... ألا تتعظي ابدا مما حدث لي في شقة الخسيس شوكت؟!... ألا يكفيكِ راتبكِ من قصر طلال؟!... هل لا يملأ عينيكِ سوى ان تبيعيني لمن يدفع لكِ المزيد؟!!!!)
خطر...
ما تسحبها ابنتها اليه هو منطقة خطر... ان تستدعي عطف امومتها و تهيج قلبها للشفقة عليها خطر... ان تذكر حادثة محاولة الاعتداء عليها قبل شهور خطر...و الاخطر هو رفضها لعرض طارق و الذي ستصيب به احلامها في مقتل... لذا لم تشعر بنفسها و هي تنقض عليها تجذب خصلات شعرها بعنف تزجرها بالقول...
(اياكِ و التفكير في الرفض حتى فلك... لن امنحكِ حق هدر فرصة ذهبية كهذه من يدنا... القدر اخيرا تبسم لنا و فتح ذراعيه يحاوطنا في النعيم و أنتِ تكفرين بنعمته و ترفصينها بقدمكِ للبعيد!!!)
صرخت فلك بألم حقيقي نابع من روحها المعذبة... أمها ابدا لن تتركها في حالها قبل أن ترميها لأي رجل يدفع ثمن مرضي... من يستطيع مساعدتها ها هنا... أيوب!!
نعم هو و من غيره ملجأ لها... فلتت بشق الأنفس من يد والدتها لتهرول باكية لباب الشقة... تسحب عباءتها و وشاحها الاسودين من جوار الباب و تضعهما عليها كيفما اتفق... فتحت باب الشقة قبل أن تصلها يد هيام تركض على الدرج بقلب ينادي بل يصرخ باسم أيوب... دوما شعرت بأنها لا تستحق أيوب و أنه رجل يحق له امرأة لم تصل لها يد قبله... لكنها الآن ستغرق و هو طوق النجاة الوحيد... فمن الغباء أن ترفضه مدعية أن غرقها أمر السماء و عليها الرضوخ لتكفر عن ذنوبها... بل هو مساعدة من الله لها يعلمها من خلالها بأن هناك غد جديد... هي حتما لم تصل للنهاية بعد!



...يتبع...







AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس