عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-20, 07:44 PM   #291

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي عفوا صغيرتي


الفصل العشرون ♥♥
عينيها تنظر لأزواج العيون الثلاثة المقابلة لها , تذهب لرأفت ثم ساهر وتعود لتلك المتوسطة بينهما التي لم تكن أقل منها ذهول .. بل كانت صامته بطريقة توحي بأنها ليست بهذا العالم , هذه اللحظة التي تأتي حين دهشة وتقف الكلمات وحتى حركة الأجساد !.
نظرة شهد الغير مستوعبة لما يحدث , هل حقا بعدما ذهبت أفراحها واحد تلو الآخر سيعودون لها معا , يوم جاءت لخاطر كانت فاقدة لكل شيء , أمها , خالتها التي ذهبت لدبي .. وصديقتها التي سافرت هي الأخرى بعد الامتحانات حتى لم تسنح لهما فرصة للسلام أو أن تتقابلا , صداقة الطفولة والضحكات التي كانت تجمعهما ترن الآن بأذنها وهي تنظر لسلمي ! .
صوتها المطمئن لها بالمقهى وهي تخبرها بأنها ستلتحق بالجامعة وبأن غدا أفضل ! ويدها التي تفركها الآن بحركة لا إرادية هي نفس اليد التي كانت تطبطب عليها حين خوفها .
تساءل رأفت وهو ينظر لأخيه ثم يعود لهما " يا فتيات هل تعرفان بعضكما ؟"
بينما ساهر كان يحدق بشهد بدهشة ثم سألها " يا شهد مذ سألتِ سلمي هل هي خطيبة رأفت ولم تتحدثي أأنتِ بخير؟ " .
سلمي .. سلمي .. يتردد اسمها بأذنها , أضاءت ذكرياتهما معا بقلبها .. نعم هي سلمي صديقتها حقيقة الآن أمامها , طالت لحظات صمتهما , ولم ترد كلتاهما , بل بحركة واحدة وخطوات ثابتة كانتا تجريان لعناق بعضهما , عناق شوق طال سنتين أو يزيد.
دمعات تهطل على وجنتيهما وهما يتشبثان ببعضهما , صوت بكاء ثم تعودان للهدوء , لتقول سلمي وهي تتمسك أكثر بعناق صديقتها " كم اشتقت لكي يا شهد كان كل شيء بحياتي دونك ناقص " , وترد شهد وسط شهقاتها " آه لو تعلمين كم كنتُ أحتاجك ".
إنه القدر .. حينما يأتينا محملا بالسعادة بعد طول انتظار ..
عين ساهر لا تصدق ما يحدث أمامه , بينما تلوح على وجه رأفت ابتسامة ثم يهز رأسه غير مصدق لما يرى , عيناه تتساءل , هل حقا ما يراه صحيح !؟.
هدأت الفتاتان أخيرا وابتعدتا خطوة عن بعضهما دون أن تفترقا يداهما , ثم التفتت كلتاهما لساهر ورأفت وعلي وجههما ابتسامة رائقة وتنطقان بنفس اللحظة ( أقدم لك شهد صديقتي ) ( أقدم لك سلمي صديقتي ) .
ضحكة عالية من رأفت وساهر , بينما الأخير قال بوجه مبتسم " لم أعلم بأن يوم زفافي سيكون يوما للمفاجئات " , بينما سلمي رفعت يدها الأخرى وهي تشير لساهر وعينيها تحدق وفغرت فاها , ثم تتذكر كلام رأفت ليلا وتتذكر حديثها مع صديقتها يوم ما بالمقهى لتعود مبحلقة بساهر وتتحدث بدون ترتيب لكلماتها " عيون زرقاء .. السيارة ,, يا إلهي …. أنت _ أنت ) , أما شهد فقد صدمت من صديقتها وهي تتحدث أمام ساهر وأخيه تتذكر ما حدث ذاك اليوم مع أول لقاء لها بساهر .. عيون ساهر تعلقت بشهد مبتسما محبا وهي تنظر لسلمي وتضغط علي كفه يدها قائله " لا زال لسانك منطلق يحكي دون صمت , اصمتي ! " زادت ابتسامته فصغيرته منذ أول لحظة تعلقت به ,بينما شهد توردت خجلا وعينيها تلتقي بعينيه فتسبل جفنيها .
هدر صوت رأفت بغيره واضحة لم يستطع منعها وقال " سلمي ! أي عيون زرقاء ؟ ما بكِ ؟ "
ضحكة رائقة منها وهي تضع راحة يدها علي فمها مانعه ضحكتها وتعود تنظر لشهد ترفع راحة كفها لها وتقول " أعتذر شهد لم أستطع منع نفسي من الدهشة " , ردت شهد حانقة " لا يا سلمي ! لا زال لسانك لا يتوصي " , ثم تعود نظرات سلمي إلي رأفت الذي توهج وجهه غضبا لتبتسم وهي تراه هكذا لتعتذر له بابتسامه بريئة ! .
ربت ساهر على كتف أخيه الذي يضع يديه بجيب سرواله ووجهه لاح عليه غضب لا يُفسر , شيء داخله يأكله ربما دون سبب ليخرجه ساهر من غضبه وقال متفهما أخيه وما يجول بخاطرة " رأفت , سلمى تحكى عن موقف حدث بيني وبين شهد منذ سنتين " , رفع رأفت حاجبه ولا زال ينظر لسلمي التي تضحك كالبلهاء وقال متفهما " حسنا أخي , ربما وقع كلانا بمجنونتين " , ضحكه مكتومة من ساهر وقال ناظرا لسلمي وشهد" أنصحك أن لا تسمعك خطيبتك "
يتبع


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس