عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-20, 07:46 PM   #292

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

تجلس أمام المرآة تطالع نفسها أخيرا بالفستان الأبيض .. بل وأصبحت بالفعل زوجة ساهر , لن يكون لأحد بعد الآن حق تفرقتهم , لاحت علي وجهها ابتسامة وهي تتذكر صباحها الذي لن تنساه طيلة حياتها , صباح بطعم الأمل منذ لقاءها بسلمي حتى تلك اللحظات بالمحكمة أثناء عقد قرانها .
رجل كساهر كان دعوة أمها بأن تقابل ملاكها الحارس يكمل باقي الحياة معها , كيف له أن يكون بتلك الوسامة والرجولة والأخلاق ..عقد قرانها لم تتخيله هكذا , ظنت أنه سيتم بلحظات وتعود , لكنه لم يكن كذلك , بل اتفق ساهر مع خاله وزوج خالتها ليحضروا عقد قرانها باتصال مرئي , لم يرد لها أن تشعر بالوحدة , أو تشعر بأنها لست كأي فتاة بهذا اليوم المميز حيث يحضر الأهل وتُبارك الأحباب كيف له أن يحرمها من تلك الفرحة ؟ , .
صوت خالتها كان يضوي بالهاتف الذي تحمله سلمي موجَها لهم حيث عقد القران , ولأول مرة تسمع خالتها تزغرد ... نعم تزغرد لأجلها , بكاء فرحتها يصلها وضحكتها وقت أصبحت شهد رسميا زوجه ساهر قائله بصوت مخنوق من الفرحة " يا سعاد ابنتك أصبحت زوجه رجل يحبها فاطمئني " .
ترقرقت الدموع بعين شهد ولكنها لن تبكي, لن تهدم تلك الزينة , صوت أبيها خاطر يعيدها لمراسم عقد القران وهو يتحدث عبر الهاتف بصوته الرخيم ووجهه البشوش " ساهر , ابنتي في أمانتك , إياك ثم إياك أن تحزن قلبها " , وصوت مادلين يدنو لأذنها بلكنتها الفرنسية (مبروك حبيبتي ) .
كانت تشعر بأنها في حلم , تنظر إلي رأفت الشاهد علي عقد قرانها كما وعدها يوم ما وصدق , وسلمي التي لم تتوقع أن تتقابل معها مرة أخري , عادت لقربها بل ستكون أقرب مما كانت ,ستصبح عروس رأفت وستساعد بعرسها أيضا كما فعلت لها .
لاحت علي وجهها ابتسامة وهي تضع يدها علي جبينها حيث قَبله ساهر بعد عقد القران ممسكا وجهها بين راحتي يده هامسا لها " مبروك زوجتي الحبيبة " , ربتت براحة يدها علي دقات قلبها تحاول تهدئتها وهي تعلن فرحتها داخلها ,.
صوت سلمي المشاكس وهي تضع يديها علي كتفي شهد من الخلف وتنظر لها بالمرآة " بماذا تفكرين يا عروس ؟ " ثم غمزت لها وتابعت " هل تظنين العريس سينبهر من جمالك أم سينبهر ؟ " , ضحكة رائقة من شهد وقالت " ما أكثر الاختيارات أليس هناك اختيار ثالث ؟" ضحكت سلمي برواق وهي تترك كتفها وتلف الكرسي الذي تجلس عليه شهد وتنحني واضعه يديها علي جانبيه وقالت بمرح " نعم لدي اختيار أخر وهو الانبهار أيضا , صديقتي العزيزة حقيقة أنا أرئف بحال الرجل , أنا كفتاة جُننت بك ما بالك به ؟" .
ابتسمت شهد وقالت " ترينني بعين صداقتك " , ردت سلمي وهي تعتدل بوقفتها " وهو سيراكِ بعين محب " صمتت لحظة وتابعت " كنت قبل أراكِ جميله أما اليوم أنتِ أجمل أهذا بفعل الحب والزواج ؟" .
وقفت شهد قبالتها وقالت " ما رأيك لو ازددتِ جمالا أنتِ الأخرى وتتزوجين من رأفت ؟ " .
تلعثمت سلمي قليلا وهي تتلاعب بأناملها علي جبينها ثم قالت " دعك مني الآن فالمذاكرة والجامعة تأخذ كل وقتي وأنا أريد أن أتفرغ له ... ! " , ردت شهد وهي تهز رأسها بيأس من صديقتها " لكن هذا لا يمنع يا سلمي صدقيني وجود رأفت جانب سيعينك وكثيرا وستكون الأمور أجمل لكي " , ردت سلمي غامزة وابتسامة واسعة تملئ محياها " أراكِ الحب يملئ عينيك وأنتِ تتحدثين ! يا فتاة أتحدثينني أم تتكلمين مع نفسك " , هزت شهد كتفيها ورفعت حاجبيها ثم ألقت بنظرها علي المرآة وقالت بتأكيد " أخبرك ما يفعله الحب صديقتي العزيزة " , ردت سلمي وصوتها المرح المشاكس يصدح بالغرفة " يا سلام , يا سلام , شهد بالقريب ستصبح شاعرة وستكتب أشعار ".
صوت رأفت أخرجهما من حديثهما وقال " يا فتيات , العريس يقف منتظرا ولا تختبرا صبره أكثر .
فتحت سلمي لهما الباب , وسيمان بطريقة ملفتة , ساهر بسترته السمراء وقميصه الأبيض , ورأفت ببزته الرمادية .
مدت راحة يدها باتجاه الباب كعلامة لدخول الغرفة وقالت " تفضل سيد ساهر عروسك بانتظارك ومبارك لكما " , ابتسم ساهر لها بود , تلك الفتاة المرحة التي أضافت بهجة بالفعل بوجودها ليرد عليها " العقبى عندكما سلمي " ثم يتخطاها خطوة , بينما هي تقدمت تجاه رأفت بعدما أغلقت الباب ووضعت راحتي يدها علي صدره قائلة " شقيق العريس عليه التراجع حيث مكان الاحتفال " , نظر رأفت لراحتي يدها التي وضعتها بعفويه علي صدره ووضع يديه بجيب بنطاله وقال وهو ينظر لها " إن كان التراجع يجني هكذا انتصار فيا مرحي به ".
رفعت حاجبيها وتنبهت لوقفتها حيث لا يفصلها عن رأفت سوي أقل من خطوة , ويدها التي ارتاحت علي صدره , أسدلت وجهها عن وجهه وهي تسحب يدها , وتحمر وجنتيها وهي تشعر بتلك الرعشة التي لم تقابلها قبل ذلك إثر قربه , هي بالأصل دائما ما تقيس المسافات بينهما , اليوم لم تفعل ولم تنتبه لذالك القرب الذي أجفلها وأنفاسه التي ألهبتها وهو يحدثها .
عينيه ابتسمت وهو يري تلك الحُمرة وهذا الخجل في سابقه لم تحدث قبل , دوما قويه , اليوم أنثي بطعم الشيكولاته , شهية , وذنبها , عليها تحمله ! , قال وهو ينحني قليلا لتلتقي عينيهما " ألم أقل لكي بأن هذا نصرا ! " .
يتبع


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس