عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-20, 10:04 PM   #1266

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد ثلاثة أيام صباحا
الحارة منزل محمود

صوت جرس الباب جعلها تسرع ناحيته وهي تغمغم بضيق خائفة أن تستيقظ الصغيرة ..ما أن فتحت الباب حتى اتسعت عينيها وهي تنظر لشقيقها شاكر بتعجب وسألته بقلق:
"شاكر ..ماذا حدث ..هل أنت وأبنائك بخير"
تنحنح شاكر وقال بحرج:
"كيف حالك نسرين ..اطمئني نحن جميعا بخير... لقد جئت لزيارتك والاطمئنان عليك ..ماذا أختي هل ستتركينِ واقفا على باب بيتك "
قطبت وتراجعت قائلة بتوجس:
"بالطبع لا تفضل ادخل شاكر ..أنا فقط فوجئت ...خاصة وقد اتصلت بي قبل ساعة ..بحجة الاطمئنان علي"
جلس على الكرسي يتهرب من نظراتها الثاقبة ورد بلوم:
"حجة! ...سامحك الله يا نسرين... وهل أنا أحتاج لحجة للسؤال عنك "
نظرت له بتمعن تراقب وجهه جيدا قبل أن يلتوي فمها ببسمة وقالت ساخرة :
"شاكر يا ابن أمي وأبي ...أنا ادري الناس بك ...لقد تزوجت منذ ما يزيد على الشهرين ...ولم تتصل بي أو تفكر بزيارتي ..لم تعززني أمام زوجي وتحضر لي هدية أو زيارة وكنت اطلب بعض الأشياء بنفسي وادعي أنها منك لمدارة حرجي ..وفجأة تتصل بي مبكرا وما أن تعرف أني لم اذهب للعمل اليوم تسارع للحضور لزيارتي ..هل المفروض أن اصدق أن الأمر شوق ومحبة أخ حقا ...أخي ادخل بالموضوع مباشرة ماذا تريد ؟!"
نظر لها شاكر بارتباك وتنحنح قائلا:
"في الواقع أنا..عزيزتي ..تعرفين الفترة الماضية ..رمضان وعيد صغير وكبير والآن اقترب موعد دخول المدارس ..وأيضا زوجتي مصرة ..اقصد أنها"
شخرت ساخرة وقالت:
"شاكر سأوفر عليك اللف والدوران ...زوجتك تريد الذهاب للمصيف وأيضا ستحتاج مصروفات للمدارس الخاصة التي ألحقت أطفالك بها رغم أن ظروفك لا تتحمل هذه المصروفات ...لكن بالطبع الهانم لا تريد أن تفهم أو تراعي ظروفك ...وأنت كالعادة عندما تضيق بك السبل تبحث عن مصدر تمويل لا يحتاج رد أليس كذلك"
نفى شاكر بسرعة:
"لا تفهميني خطأ نسرين ..هو مجرد دين وسأرده لك بمجرد.."
وقفت تقاطعه بحدة :
"كما رددت ما سبق واستدنته مني عشرات المرات ..أليس كذلك؟! اسمع يا شاكر ...ما مضى قد مضى ...وما سبق وأخذته أنا مسامحة فيه و لن أطالبك به...لكن انسي تماما أني قد أعود لمنحك نقودي كالماضي..ما أتحصل عليه من عملي أبنائي أولى به"
أنتفض واقفا أمامها وهو يهتف بعصبية:
"أي أبناء هؤلاء ...هل كذبت الكذبة وصدقتها ..أنهم أبناء زوجك ولن يكونوا أبنائك يوما ..لا ينتمون لك وليس بينكم صلة دم ...أنا كنت واثقا ان هذا الرجل طامع بك ...يريد مالك لتنفقيه عليه هو وطفلاه"
نظرة له بخذلان وقالت:
"وأنت! .. لست طامع؟"
فرد بوقاحة :
"على الأقل أنا أخيك ..و أبنائي أولى.. فهم لحمك و دمك "
ردت ساخرة بمرارة:
"حقا ..ويا له من لحم ودم ...لذا كانت زوجتك تبعدهم عني وأنا أعيش بينكم ...تحفزهم وتحرضهم ضدي حتى لا يسمعون كلامي أو يقتربون مني "
اقتربت من وجه شقيقها تنظر لعينيه وقالت بصلابة وحدة رغم دموعها:
"اسمع شاكر واسمع جيدا لأني لن اكرر كلامي ..الشقة وتركتها لك ...وما استدنته سابقا لن أطالبك به ...لكني أبدا ..أتفهم ..أبدا لن أمنحك قرشا آخر ..مالي حقي ..أنفقه كما أشاء ..آه وللعلم فقط ...محمود الذي تتهمه بالطمع .. يرفض أن يأخذ مني قرشا واحدا ولا يجعلني حتى أشاركه بمصروف المنزل ...هو رجل بحق .. تأبي نفسه أن تنفق امرأته عليه وعلى أبنائه ...ويصر أن أودع كل مرتبي باسمي بالبنك"
التمعت عيني شاكر طمعا وقال:
"لو كان هذا صحيحا فلما لا.."
قاطعته صارخة بحدة وصرامة:
"إياك شاكر... أنسى أوهامك وأطماعك ..قد يرفض محمود أن انفق مالي الآن ..وقد تقول أنت أن مازن وروان ليسا طفلاي ..لكني رغم ذلك سأستثمر فيهم ...سأدخره لأجلهم ..ويوما ما سيحتاجون النقود ..ربما لتجهيز روان وهي عروس ...أو لمشروع يقيمه مازن عندما يتخرج ...ووقتها سأكون حاضرة لدعمهم "
ظلت تنظر له بتحد وتصميم يعرفه قبل أن تضيف هازئة:
"....عفوا اخي لم اسألك ماذا تشرب ..أم تريد أن أضع لك الغداء ...لكن سامحني سيكون مسلوقا فابنتي مريضة وكلنا سنأكل مسلوقا لأجل خاطرها اليوم "
نظر لها شاكر بتجهم وعلم من ملامحها الصلبة أنها لن تتزحزح عن موقفها ...يعرف جيدا تلك النظرة بعينيها فغضب ورد بحدة وهو يتجه للباب:
"لا اريد شيئا ...شكرا على لا شيء "
وخرج صافقا الباب وراءه وهي تتابعه بحزن وعينان دامعتان مسحتهم بسرعة وهي تسمع صوت روان الضعيف من خلفها يقول بحشرجة:
" ماما ..هل حضر بابا .. لما كنت تصرخين ..ماما أنا عطشة"
بعدما تأكدت من مسح أثار الدموع استدارت وذهبت إليها تحتضنها وتضع كفها على رأسها تتأكد أن حرارتها قد انخفضت وهي تقول:
"لا حبيبتي ..هذا خالك شاكر ..عندما علم بمرضك أصر أن يحضر للاطمئنان عليك"
أعادتها لفراشها وناولتها كوب الماء وروان تسألها ببراءة
"خالي شاكر ...أتقصدين أنه أخيك ماما مثل مازن أخي....لكني لا اذكره ...لما لا يأتي لزيارتنا"
قضمت نسرين فمها وقالت بوجع:
"لأنه مشغول كثيرا عزيزتي ...وما أن استطاع حضر لكنك كنت نائمة..ولم يرد أن يوقظك"
ضمتها لصدرها وهي تفكر
" بإذن الله لن يكون مازن كشاكر..أنا وأبيك سنحسن تربيته وسأدعو الله أن يجعله لك سندا يا حبيبتي"
صوت رنين هاتفها جعلها تربت على شعر روان وتأخذه من جوارها لترى اسم محمود فترد بهدوء:
"مرحبا محمود"
سألها بلهفة قلقة:
"كيف حال روان الآن هل انخفضت الحرارة "
ردت مطمئنة إياه:
"نعم ..لا تقلق أصبحت بخير وها هي جواري تجذب الهاتف من يدي راغبة بالحديث معك"
ناولت الهاتف لروان التي أخذته بسرعة تحدث والدها وتخبره أنها بخير وتشكو له أن ماما نسرين أعطتها الدواء المر رغما عنها"
ابتسمت نسرين وتركت الصغيرة تثرثر مع أبيها وذهبت لتحضر لها عصير الليمون وما أن عادت حتى ناولتها روان الهاتف قائلة:
"بابا يريدك ماما"
أخذت الهاتف قائلة نعم محمود:
جاءها صوته متسائلا:
"هل حضر شاكر حقا؟!"
ارتبكت للحظة وهي تستوعب أن روان لابد أخبرته فقالت بمراوغة:
"آه نعم اتصل بي صباحا ليطمئن على ...أخبرتك أنه دوما يطمئن على خاصة بالصباح وهو بطريقه للعمل وعندما علم أني أخذت إجازة اليوم قلق وظن أني مريضة فحضر للاطمئنان على "
استمعت له للحظات شاردة وهي تفكر بأن الشيء الوحيد الذي تخفيه عن محمود وستظل تخفيه دوما ..هو سوء علاقتها بأخيها ...فهي لن تكرر خطأها السابق وتكشف وضاعة أخيها أمام زوجها ليعايرها به يوما ويشعرها أنها بلا سند ...يكفيها ما يعلمه محمود عن شاكر بالفعل ...فلتترك شيء مخفي ترفع به رأسها أمامه دون خزي..أنهت الحديث معه بشرود وعادت لضم روان وهي تحدثها بخفوت قائلة لنفسها أكثر من الطفلة :
"لا تفضحي اهلك يوما أمام زوجك يا ابنتي ..مهما كانت مساوئهم أخفيها بداخلك وأظهريهم بأحسن صورة ..فلا احد يضمن الزمن والأيام ..فدعي لك أمامه ظهرا وسندا حتى لو كان ظهرا من ورق ...وسندا كاذبا"

*****


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس