عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-20, 03:03 PM   #749

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي


كانت عايدة تعد العشاء بمساعدة البنت التي تأتي إليها يومياً لمساعدتها بينما كان تيمور يجلس في حجرة المعيشة الصاخبة بصوت التلفاز العالي وأصوات بناته العالية فرحا بعودته... شروق تحيط جذعه بذراعيها وشيري تجلس علي حجره وشمس تحيطه من الجهة الأخري
يشعر بالإشتياق إليهن جميعاً
قالت له شيري بتساؤل:"متي ستأتي طنط فريدة لتعيش معنا؟."
قال لها تيمور:"بأذن الله قريباً حبيبتي..."
تناول العشاء معهن وما أن ذهبت كل منهن للنوم حتي دلف إلي الشرفة حتي يتحدث إلي فريدة فدخلت خلفه عايدة قائلة له وهي تقف بجواره مُباشرة تستند علي السور الحديدي :"كيف كانت سفرتك حبيبي هل إستمتعت..."
إلتفت إليها بوجهه يشبع من التأمل في وجهها الحبيب الذي يشبه وجه والدته تماماً :"جداً... لم ينقصني سواكم..."
نظرت إلي وجهه الذي أصبح فيه شيء مُختلف
شيء جديد عليه وقالت له :"حمداً لله حبيبي حمداً لله...."

******************
بعد يومين

جلس في المقهي العصري الذي إتفق هو وهي علي اللقاء فيه.... بعد أن إعتزل العمل لعدة أيام وإعتزلت هي الحياة لنفس العدد من الأيام حتي وجدها ترسل له رسالة صباحاً علي الواتساب...رسالة مٌقتضبة مكونة من بضع كلمات"أريد أن أراك اليوم للضرورة"
والحقيقة أنه هو أيضا كان يريد الحديث بشدة فرد عليها برسالة مُقتضبة كرسالتها تماماً :"بعد ساعة في مقهي ...."
لم يكن لديه أي إستعداد للذهاب إلي بيتها سواء كانوا أخوتها لايزالوا متواجدين أو رحلوا...
جلس علي منضدة صغيرة بمقعدين بجوار النافذة وكان المكان في هذا الوقت من الصباح ليس به إلا القليل من الرواد ...
أخذ ينفث دخان سيجارته في الهواء وهو ينظر بشرود في المارة من خلف الزجاج حتي أنه لم ينتبه لدخولها إلا بعدما وقفت أمامه قائلة بتساؤل وكأنه لم يحدث بينهما شيء:"متي عدت للتدخين ألم تكن قد توقفت منذ سنوات عنه..."

نظر إليها نظرة خاوية وتجاهل سؤالها وبسط يده أمامها في دعوة للجلوس ....
رغم رغبته وحاجته للكلام معها إلا أنه لم يستطيع الكلام شعر بجفاف في حلقه يُحجم رغبته هذه إلا أنه لاحظ أنها هي الأخري مثله يبدو عليها آثار عدم النوم الجيد والإجهاد وملابسها لم تكن مُهندمة كما تعود منها بل كانت بسيطة جدا... بنطال جينز قديم وتيشيرت قطني واسع وجهها بلا ألوان وعينيها بلا عدسات ....
نفث دخان سيجارته مرة أخري فقالت له بقنوط وقد إستجمعت كل ما لديها من شجاعة قد شحنت بها نفسها طوال الأيام الماضية بعد أن إستفاقت من حالة الصدمة :"بالطبع أنت تراني أسوء إمرأة في الوجود الآن..."
قال لها بفتور :"دعكِ من كيف أراكِ الآن أنا أريد فقط أن أسألك عدة أسئلة منطقية وأريد لها بالمثل إجابات منطقية...."
قالت له بهدوء وهي تنظر في عينيه مباشرة:"تفضل...ولكن هل ستصدقني؟"
قال لها بجدية:"إن قلتِ الصدق سأصدقك...ثم استدرك قائلاً بسخرية :أو سأحاول أن أصدقك فأنا بالفعل صدقتك كثيراً وكانت هذه هي النتيجة....؟"

تقدم منهما النادل مُرحباً فنظر إليها فادي فقالت :"أريد قهوة سادة ثقيلة..."
أما هو فقال للرجل باقتضاب:"وأنا شاي..."
قالت له ما أن إنصرف الرجل:"أنا بالفعل قصصت عليك كل شيء بصدق سواء في موت والدي وتربية أخوتي وزواجي "
قال بتهكم:"زواجك الاول فقط.... الذي قلتِ أنه يكبرك بالكثير من السنوات والحقيقة أن الفرق عدة سنوات لا اكثر"
قالت له بتأثر:"أقسم لك أن هذا كان إحساسي به ...كنت أراه هكذا لأنه ببساطة ما أن تزوجنا حتي حول حياتنا لحياة روتينية مُملة ..كان يري نفسه رجلاً وقوراً لايصح أن يفعل هذا وذاك ورأني أيضا هكذا وهذا مالم أتحمله...انا للتو كنت بدأت الحياة لم أتحمل أن تنتهي بي بهذا الشكل بعد عدة أشهر زواج"
قال لها وهو يمط شفتيه بازدراء :"لذلك فضلتِ فيما بعد الأصغر سناً...."
قالت له مٌدافعة عن نفسها :"أنا لم أُخطيء مع أي شخص من قبل ولم يكن في حياتي ما أخجل منه وكلها كانت معارف في إطار العمل أو النادي ولم تكتمل أي علاقة أو ترقي لمستوي أعلي من الإعجاب المتبادل وكانوا بالطبع أخوتي يقفون لي بالمرصاد فيها والوحيد الذي أكملت معه تزوجته "
قال بقرف:"عرفيا....تزوجتيه عرفيا ...."
قالت له موضحة:"أقنعني أن يكون بهذا الشكل في البداية إلي أن يهيأ الأمر لأهله لأنه كان هناك فرق إحدي عشر سنة بيننا وتوقع رفض أهله ....زفرت زفره حارة قائلة:وكان لديه كل الحق فما أن عرفوا حتي أجبروه علي الطلاق"
قال وهو ينظر إليها بألم :"لذلك كنتِ ترفضين التعرف علي أهلي... كنت تخافين أن يتكرر معكِ الأمر مرة أخرى ...أشار بسبابته إلي نفسه قائلاً:ولكنك نسيتِ أنني أنا من كنت ألح عليك ولم يكن يهمني أحد لا الأهل ولا المجتمع ...."
قالت له بوجه شاحب وملامح ممتقعة:"أنا أعترف أن ترسبات الماضي هي من وقفت بيني وبينك..."
جاء النادل ووضع المشروبات أمامهما وانصرف
فقال لها بملامح جامدة:"ماذا كان سيحدث لو كنتِ واضحة وصريحة معي ؟ماذا كان سيحدث لو لم تتهمي أخوتك زوراً وتشوهين شكلهم أمامي وشكلي أمامهم..."
قالت له بقوة:"هم من وضعوا أنفسهم في هذه الخانة ..هم من كانوا ما أن أعرض عليهم شخصاً حتي يقولون أنه يطمع بي.. من أجل شخص واحد سيء حدث أن تعرفت عليه وكان جشعاً أخذوا إنطباع عن الجميع أنهم سيئون وبالمناسبة شريف الذي تزوجته قبلك لم يكن يطمع بي مثلك تماما هو فقط أهله من ضغطوا عليه "...
قال بصوت ألي وهو يحرك وجهه للأعلي وللاسفل:"شريف الذي كان زوج زوجتي ولم أسمع به إلا من عدة أيام"
قالت له بأسف:"لم تكن لتسامحني لو كنت قلت لك إنني تزوجت عرفيا ...كنت سأخسرك قبل أن نبدأ ....المجتمع كله لايسامح المرأة علي كثير من الامور بينما يسامح الرجل.."
هدر فيها:"وهل تحاسبيني انا علي نظرة المجتمع وأخطاء أفراد المجتمع ؟..مالي أنا بكل ذلك
ثم أردف بحنق :وأنتِ الان ألم تخسريني؟"
قالت بأسي :"بل خسرتك ولكن هذه الخسارة كانت قادمة لا محالة أنا كنت أُهييء نفسي لها ولكن لم أكن أتمني أن تكون بهذا الشكل المٌخزي كنت أريد أن نفترق ونحن أصدقاء"
قال لها بغضب:"من الذي عبأ رأسك بهذه الأفكار ؟أنا لم أكن أفكر في هذا الأمر إطلاقاً بدليل الشقة التي كنت أعد للإنتقال لها معكِ..."
قالت له بتقرير لأمر واقع:"أنت لم تفكر الآن ولكنك كنت ستفكر فيما بعد... سألته وهي تضع عينيها في عينيه مُباشره :إلي متي كنت ستتحمل الحرمان من الأطفال؟"
نظر إليها قائلاً بعينين قاتمتين:"ومن أدراكِ إنني أيضا أستطيع الإنجاب ربما لا أنجب... هل يضمن أحد شيء ..."
قالت له بعينين ذابلتين غائرتين:"بعيداً عن كل ذلك أنا تعبت يافادي....تعبت من محاولتي الدائمة لإخفاء علامات التقدم في العمر...تعبت من اللهاث خوفاً منك وعليك .... صدقني قبل أن يحدث ماحدث لم أكن أفكر سوي في شيء واحد ....كيف نبتعد عن بعض بلا خسائر حتي في بعدي عنك كنت حريصة علي ألا أخسرك .. "
صفق بكفيه قائلا بتهكم:"ماشاء الله أنا كنت أجهز شقة الزوجية وأنتِ كنت تجهزين للخلاص مني"

شاب وشابة في ريعان الشباب كانا يجلسان بالقرب منهما فنظرا نحوهما لتبادلهما أماني النظر وهي تتأمل كم هما لائقان ببعضهما البعض ثم عادت بنظرها إليه
قائلة بوهن:"من أجلك أنت صدقني أنا أريد أن تظل صورتي في مخيلتك كما هي لا تتأثر وصدقني إن استمر زواجنا أكثر سيحدث ما أخشاه وكما قلت لك أنا تعبت ....تعبت من إخفاء علامات السن علي وجهي وجسدي وشعري الأبيض حتي أجاريك ولا تنظر لغيري "
قال لها بذهول :"هل جئتِ اليوم لتصححي الصورة التي أخذتها أم لتقولي هذا الكلام"
قالت له بتساؤل:"وهل أنت مُستعد لنسيان ماحدث؟هل ستسامحني لأخفائي عليك ماعرفته؟"
قال لها بزفرة حارة:"أكذب عليكِ إن قلت لكِ أنني حاليا لدي القدرة علي تجاوز ماحدث ولكن الزمن ربما يكون له رأي أخر فلندع الأيام ترمم هذا الصدع.."
إبتسمت بمرارة قائلة:"أي زمن هذا الذي تتحدث عنه أنا بالنسبة لي لم يعد في العمر الكثير ....وهذا القليل أريد أن أعيشه في سلام نفسي لقد تعبت حقا يافادي..."
قال لها وهو يضيق عينيه :"أنتِ ماذا تريدين علي وجه التحديد؟.."
قالت له وهي تزم شفتيها :"أنا طوال الأيام الماضية وأنا أفكر ومن قبلها أيضا وأنا أفكر وتوصلت إلي إنني بالفعل أخطات في أشياء عديدة فقررت أن أبدأ بداية جديدة..."
قال لها بيأس:"أنتِ مشكلتك لن تتغير وهي أنكِ تضعين السن حاجزاً بينك وبين الحياة رغم عدم وقوفي أنا عنده..."
قالت له ساخرة:"جميل أن تتشدق بالمباديء والقيم مادمت لم توضع تحت هذا الضغط ولكن هذا لن يكون رأيك بعد عدة أعوام حين تكون أنت في الأربعين في عز شبابك وأنا في الستين ...هل تعرف ماذا يعني إمرأة في الستين ؟"
قال لها بتهكم :" وهل هذه المعلومات لم تكوني تعلميها من قبل...صمت قليلاً ثم سألها سؤالاً نسي أن يسأله في غمرة إنفعاله :أماني هل فعلا وجدتِ بي شيئاً مميزاً أم كما قالت إمتثال مثلي مثل غيري؟.."
قالت له بصدق وملامح وجهها لأول مرة تبدو أمامه بهذا الوضوح والشفافية وكأن المساحيق التي كانت تضعها كانت حاجزاً بينه وبين الإحساس الحقيقي بانفعالاتها :"صدقني فادي أنت جذبتني وجعلتني لا أفكر في أي شيء... وجدت فيك الدنيا الساحرة التي حُرِمت منها... حتي إخفائي عن إخوتي أمر زواجنا كان من أجل ألا يضعوني في مواجهة مع نفسي وحتي لايضغطوا علي وأحرم منك ..ثم أردفت بنبرة ضعيفة : وأنت هل فعلا وجدت في مايميزني ؟"
قال لها بيأس:"لم اتزوجك سوي لأنني وجدتك مُميزة.." إبتسمت بمرارة وقالت له والكلمات تخرج من فمها بثقل:"إذن حتي أظل مميزة في نظرك...صمتت قليلاً ثم أردفت بجمود:طلقني "

لم يتفاجأ من طلبها فهي منذ جلست وهي تدور حول هذا المعني فقال لها وهو ينظر إليها نظرة ثاقبة:"هذه الأمورلها حلول عديدة وكما قلت لكِ الأيام كفيلة أن تجعلنا نتجاوز هذه الأزمة ولكن متي لا أعلم.."
قالت له بسرعة وعزم:"وكما قلت لك عمري الباقي ليس لدي أي إستعداد أن يضيع في صراع ومعاناة ولهاث خلفك وشك بك ما أن أري فتاة جميلة في محيطك ...صدقني فادي لو لم يكن ماحدث قد حدث كنت سأطلب منك هذا الطلب...أنت لن تتحمل حالتي المزاجية وقلقي وتوتري وعصبيتي في بعض الأيام....بدأت تتكلم بسرعة لتكمل: المرأة في هذا السن يصيبها إضطرابات هرمونية تؤثرعليها هل تعلم أن هذا سبب في عدم رغبتي أن نبقي معا كثيراً... هذا سبب تفضيلي لنكون معا أياماً معينة لا طوال الوقت"
قال لها وهو ينظر إليها بتعجب :"لماذا أشعر إنني أمام أماني أخري غير أماني التي أعرفها أماني التي لم أشعر بالأمان إلا في حضنها؟ ماذا حدث لكِ؟"
قالت له وهي تشرد بذهنها:"هل تعلم حين كنت تقص علي مشكلة فريدة أختك ...واقترحت عليك وقتها أن تاخذها إلي متخصص نفسي....لم تنتظر رده فأردفت:وقتها أنا من كنت أحتاج إلي متخصص ولكنني عاندت وهاهي فريدة تعالجت واجتازت أزمتها وأنا مازلت أدور في نفس الحلقة المُفرغة من المشاعر السلبية.. ..
أردفت بتصميم :صدقني فادي أنا لن أكون لك زوجة كما تريد ...ولن أنتقل لشقتك في بيت والدك...ولن أستطيع إنجاب طفل لك.... ربما كان لدي أمل ضعيف في بداية علاقتنا أما الآن فأي أمل قد تبخر مع تغير الهرمونات...وأنت لن تسامحني بشان ما أخفيته عنك في حياتي السابقة حتي بعدما اعترفت لك أنني أخفيت حتي لا أخسرك... وأنا أريد الهدوء والإستقرار وبدء حياة هادئة بلا صخب ....زفرت زفرة حارة قائلة:عقدي القديمة تقف بيني وبينك لن أستطيع الإستمرار.. طلقني فادي..."

خيم الصمت عليهما لعدة دقائق ينظران إلي بعضهما البعض هو يشعر بالغربة معها
لم يشعر بهذه المشاعر من قبل كانت غريبة الشكل والكلمات ...إسترجع سؤالها في ذهنه...هل ستستطيع أن تسامحني علي عدم المصارحة بما سبق في حياتي؟ ووجد أن الإجابة غالبا ستكون لا ...لو كانت صارحته من قبل كان ربما إلتمس لها عذراً أما الآن وهو يري نفسه كان مُغفلاً لفترة طويلة شعر أن هذا الأمر صعب للغاية....كررت طلبها مرة أخري قائلة بإصرار:"طلقني فادي..."

شملهما الصمت لعدة دقائق أخري
ينظران إلي بعضهما فقط بلا تعبير واضح
عيناه قاتمتان وعيناها هزيلتان ولكن بهما عزم
لم يشعر أن لديه شيء آخر يعطيه لها
ولم تشعر أن بمقدورها الإستمرار في علاقة تسلب روحها وقوتها وأمانها وسلامها النفسي وتُشعرها دائما أنها قليلة رغم مميزاتها...
مميزاتها التي ربما تراها مع شخص آخر أما مع فادي فإنها يحدث لها إضمحلال وضمور

هناك من يتقبل مرور العمر وعلامات الشيب وتجاعيد الوجه وهناك من يحاول التصدي لها وهي كانت ممن تصدوا لها بقوة أما الآن فقوتها هذه تحولت إلي وهن وليست مستعدة لمواجهة الزمن وآثاره بل تشعر بضرورة الإستسلام له والتعايش معه والتعايش معه يقتضي خروج فادي من حياتها
قال لها أخيراً وهو ينظر في عُمق عينيها الزائغتين :"أنتِ طالق"





نهاية الفصل الثاني والعشرون
قراءة ممتعة وهنتظر إنطباعاتكم علي الفصل





التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 13-08-20 الساعة 02:05 PM
Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس