عرض مشاركة واحدة
قديم 13-04-08, 05:06 AM   #8

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي




- لقد انهيت عملي تقريباً.

وألقى من يده قلماً ذهبياً ووقف. ولاحظت كم أن بنيته عريضة وكيف أن قميصة الحريري يلتصق بجسده ,

يبرز العضلات التي تتجمع حول كتفيه . وارتدى سترته ببطء , وملس شعره وسألها:
- أكنت تريدين شيئاً؟

- لا .. كنت فقط أتفرج على المكان.

- ستسر والدتي بأن تريك القصر, تحب كثيراً الحديث عن كنوزه وتاريخه.

- وهل له تاريخ طويل؟

- لقد بُني في عام 1620.

- وهل تفتحونه أمام الزوار ؟

- لا أسمح ابداً أن يزور منزلي غرباءح القصور أمام الناس عادة انكليزية.

- وهل من الخطأ الرغبه في مشاركة الجمال مع الآخرين؟

- ليس في منزلي ما هو مخبأ, أنه مفتوح دائماً أمام الأصدقاء.

- وهم بالتالي لديهم منازل تماثلة فخامه , وأنا أفكر بالناس الذين ليس لديهم فرصة رؤية الأشياء الجميلة.

- أنا سعيد لآنك تجدين منزلي جميلاً.

- في الواقع لا.... وكأنك تعيش في متحف, وأتوقع أن اجد لافته تقول "لا تجلس هنا" على المقاعد.

- للأسف كم تظهرين أخلاقك السيئه بمثل هذا الفخر . على الأقل احتفظي بأفكارك لنفسك.

وفتح لها الباب ومرت من أمامه لتخرج . معه حق بالطبع. ملاحظاتها لا داع لها ابداً ولم تكن جاهلة بل فظة
وتوقفت فجأه حتة أنه اصطدم بها ةشعرت بقساوة صدره على كتفها,

فقال:
- مالأمر الآن؟

- اريد ان اقول إنني آسفه, لست ادري لماذا كنت فظة معك في العادة انا لست هكذا.

- ألست كذلك؟

- لا....... وأعترف أنني شديدة الصراحه ولكنني أحاول ان لا اكون فظة.

- ولكنك اعترفت بأنك كنت فظه الآن؟

- أجل .. كنت فظة.. فظه جداً..أعتقد ان قدومي اليوم الى هنا قد وتّر اعصابي و...

-لا حاجة بك لقول المزيد.

ووضع يده على ذراعها, بضغط خفيف بينما كانت تتوقع ضغطاً قاسياً وتابع قوله:
- لقد قدمت أكثر من تعويض بتواضعك هذا. م أكن أتصور أن من السهل عليك الأعتذار.

- ولا اعتقد أن الاعتذار سهل عليك أيضاً!

- إذا كان ضرورياً أفعل.. وأتمنى لو أستطيع ان اعتذر بالسهولة التي تفعلين بها هذا.

ودخلا غرفة الجلوس الصغيرة, وبعد أن جلست سألتها الكونتيسة:
- أين التقيتي بابني؟

- لقد أتى الى الأستديو بينما كنت آخذ بعض الصور.

- ولكن جوليانو قال انك " عارضة ازياء"!

وأدركت متأخره أن المرأه المسنة كانت تتحدث عن ابنها الأكبر فقالت:
- اعذريني ياكونتيسة... اعتقدت أنك تتكلمين عن الكونت.. لقد التقيت بجوليانو في باريس ..كنت هناك
لعرض مجموعة ملابس جديدة , وأتى جوليانو ليشاهد العرض مع فتاة أخرى.

- وهل كنت "عارضة" طوال حياتك؟

- منذ تركت المدرسة.. فقد بدا هذا العمل الأفضل بالنسبة لشكلي , ولجمالي ايضاً.

وسمعت وقع أقدام خلفها , للمرة الاولى شعرت بالسعادة للدخول 5- ترحيب دافئ

في الوقت المحدد, كانت لورا مستعدة وتنتظر عودة روبرتو الكونت ماسيني... لم تستطع أن تفكر به

كصاحب لقب, ربما السبب أن جوليانو لم يذكره أمامها سوى بكونه ملك من ملوك التجارة. ومع ذلك فمن

الغرابة أنه لم يكن يقبل منه المال . لقد كان جوليانو منزيجاً غريباً ارستقراطي وهاوي فنون, وهاوي

سباق السيارات . اخوه الكبير رجل غريبب أيضاً: فهو يعطي الأنطباع بأنه قاسي, ومع ذلك , أطاع والدته

في رغبتها بأن يأتي بحفيدها إلى وطنه . أم أن هذا عائد إلى كبرياء العائلة أكثر من الحب؟ على كل

الأحوال , حتى يتزوج وينجب اطفالاً , جوليو هو وريثه الوحيد.

التفكير بالطفل دفعها إلى دخول جناحه . ولكنهااضطربت عندما وجدته فارغاً , ولا أثر لابن اختها فيه ولا

للمربية . بسبب وجود من يعتني بالطفل سيكون أمامها وقت فراغ كبير ,وعلمت أن روبرتو فعل هذامتعمداً

على أمل أن يدفعها الملل للتفكير بعالمها ثانية . حسناً.. سيعلم الكونت الجليل, العالي المقام , في وقت

قريب أنه مخطئ! وبينما هي تستدير لتخرج , دخلت روزا تحمل الطفل:

- قابل الكونتيسة ... بكى كثيراً..

وأبعدت الطفل عنها وأعطته للورا:
- أنت"الماما" .. احمليه..نعم..

وحملت لورا الطفل قريباً من صدرها , وأذهلها مقدار الحب القوي الذي تكنه له .
ودخل روبرتو ماسيني إلى الغرفة:

- أنا مسرور لأنك غيرت ملابسك , ولكن كان من الافضل لو ارتديتِ شيئاً غير محزن كهذا.

- لم أعتقد من المناسب أن أرتدي شيئاً زاهياً.

- لم نعد في حداد على أخي , ولا أحب أن نتذكر أنه مات.

وقالت بغضب:
- ألم يثير وصولي الذكريات بعد؟ كما أن ليس لديك الحق بأن تأخذ الطفل لرؤية جدته من دوني.

- لقد أحببت أن أخفف من الإحراج لأمي. لقاء أول حفيد مؤثر لأية امرأه , وخاصة اذا كان الوالد مات
بمأساة . وجودك كان سيزيد الأمر صعوبة عليها.

الكونتيسة , كانت ارستقراطية بكل ما يعطيه الأسم من معنى , طويلة بالنيبة للنساء الايطاليات , ولها
قامة مستقيمة جعلتها تبدو أطول من حقيقتها . شعرها يخالطه شيب قليل كانت لورا متأكده أنه صناعي.
الوجه نحيل ولكن مزين بشكل جميل.
وحاولت لورا أن لا تتأثر بالعينين السوداوين اللتين تراقبانها , فقطعت الغرفة ومدّت يدها , وهي تشعر أن
المرأه متعوده على رؤية الناس يحنون لها.

- إذاً انت والدة جوليانو؟

واطرقت لورا رأسها بالإيجاب , وهي تتسائل كالمذنبة . ماذا ستقول هذه المرأه المسيطرة وابنها لو
كشفت فجأه عن حقيقتها.

- نعم ..أنا

وتفحصتها المرأه من رأسها إلى قدميها:
- اجلسي , أرجوك آنسة ستيورات .. هل تحبين تناول الشاي أم القهوه؟

- القهوة أفضل.

ولاحظت أن هناك صينية قرب الكونتيسة عليها فنجانين قهوة من الصيني الفاخر وطبق فيه بضع بسكوت . وألى جانبها وعاء قهوة شرقي من الفضة . وصبت الكونتيسة القهوة وتقدم ابنها ليقدم القهوة للورا , وأخذ فنجاناً لنفسه وتحرك عائداً إلى حيث كان يقف قرب المدفأه , المبنية من الرخام الأبيض والأخضر.

- لقد اتفقنا يا أمي , أن تُعرف الآنسة ستيورات بالسنيورا ماسيني , لأجل جوليانو وأبنه.

- أعلم ما اتفقنا عليه, ولكن من الصعب عليّ أن أقبل...... بأكذوبة.

- إذا من الأفضل لك استخدام لورا.

- أنت محق ياربوبرتو .

والتفتت إلى لورا:

- لونك غير ماتوقعته.

وأشارت بيدها البيضاء المثقلة بالخواتم إلى شعر لورا:
- عندك شعر رائع.. صبغه بالاشقر جريمة!

- وكيف لك أن تتأكدي من ان الأمر ليس بالعكس يا أمي ..

- لا يتطلب الأمر كثيراً من البراعه لجعل امرأه شقراء الشعر. ولكنهذا الون لا ينتمي إلى ماهو صناعي.
إنه احمر حقيقي!

- ولماذا توقفت عن صبغ شعرك باللون الأشقر؟

- أردت التغيير.

- مثل هذا الشعر هبة من الله.

- أنوي تركه على ماهو عليه الآن . فلا لزوم للقلق.

- هذا جيد .. اعذراني كليكما.. فلدّي بعض المكالمات الهاتفية...سأنضم اليكما وقت العشاء.

وبقيت المرأتان لوحدهما تنظران الى بعضهما . لورا مدركة تماماً الكذبة التي ستعيش فيها من الآن
وصاعداً , متسائلة كيف شعرت المرأه المسنة عندما واجهت فتاة , كانت ترفض حتى هذه اللحظات أن
تعترف بها.

وقالت الكونتيسة:
-أعتقد أنك تظنين أنني وابني كنا قاسيين معك.

- لقد فعلتما ماهو حق.

- ومن يعلم ما هو الحق ؟ لا يستطيع المرء أن يحكم على تصرفات الآخرين من خلال أحداث ماضية,
وعندما يحدث هذا يكون الوقت قد تأخر لتغيير مجرى الأحداث . وبوجودك الآن هنا نحاول أن نعوض عما
حدث. أتمنى أن لا تكوني غير متسامحة مع القليل مما سنقدمه لك.

- من الصعب تسمية ماتقدمونه بالقليل.

- لم أكن أقصد الماديات .. كنت أفكر بابني .. وبالاسم الذي كان سيمنحه لك قانونياً لو أنه لم ..

- أرجوك لا تتكلمي عن الأمر .. أنا لا اشعر أفضل مما تشعرين به , وأنا لا ألوم .

- ولماذا لا ؟

- لأنني أعتقد... أن شكوك جوليانو الخاصة هي التي منعته من زواجي. كان يحب حريته , ويريد التأكد من
أنه يفعل ماهو صحيح لقد كانت مأساة مؤلمة , أنه عندما قرر في النهاية أن يتزوجني....لم..لم يتمكن..

- أنا مندهشة من عدم شعورك بالمرارة ضدنا . لو كنت مكانك لما كنت رحبة الصدر هكذا.

- المرارة تحطِّم النفس. منالأفضل أن لا نتكلم عن الماضي لنفكر فقط بالمستقبل.

- وبابنك. إنه ابني وقد عاد إليّ . في يوم مقبل سأريك بعض صور جوليانو وسترين بنفسك التشابه بينهما
من الجيد أنه سوف ينمو في منزل والده بين أبناء شعبه . وأتمنى أن تكوني سعيدة هنا أيضاَ. لورا اسم
ايطالي, كيف سُميت بهذا الأسم؟

- أمي تحب مثل هذه الأسماء.

-وماذا عن والدك.. ماذا كان يعمل؟

- إنهما كانا ممثلان .. وماتا منذ عدة أعوام.

- إذاً انت وحيدة تماماً.

- ماعدا جوليو.

- جوليانو أنه ايطالي ويجب أن يُدعى بهذا الاسم.

ولم تتردد لورا بالقبول , فالود الذي أظهرته الكونتيسة لم يكن متوقعاً. ولم ترغب في عمل أي شيء قد
يغيره . وسارت الكونتيسة نحو الباب:

- أنا عادة أرتاح قليلاً قبل العشاء.. وأنت حرة في أن تفعلي ما تريدين.

- سأذهب إلى جناح الطغل.

- ستجدين روزا مسرورة بالعناية به.

- أنا متأكده , ولكنه في محيط غريب عنه , وأعتقد أن من المهم لهأن يرى وجهاً مألوفاً.

- أتؤمنين بالتربية النفسية للطفل؟

- أؤمن بإعطائه الحب الكثير . في أي وقت تريديني أن انضم لكم على العشاء؟

- نحن نتعشى عند الثامنة والنصف , ولكنك تستطيعين النزول هنا ساعة تشائين.

في السابعه والنصف نزلت لورا إلى الطابق الأرضي ثانية . ولم يكن هناك أحد , ودفعها الفضول

لتستكشف بعض الغرف المحيطة بالردهة . الغرف الرئيسية كانت واسعى , البرودة فيها اعلمتها أن هذه

الغرف لاتُستعمل كثيراً, ولكن التدفئة لم تكن معدومه فيها , إذ لا بد منها للحفاظ على الاثاث القديم

الفاخر من الرطوبة . وتملكها ثانية شعور بأن البلازا تشابه المتحف أكثر من منزل ,ولا عجب أن روبرتو

ماسيني هو بهذه الأخلاق المستبدة ! فحياته وسط هذه الفخامه القديمة, لا بد دفعته للظن أن المجتمع

لا يزال مجتمعاً خاصاً . وقد يكون شديد الدقة باختياره للنساء , ولكن عندما يصل الأمر إلى الاختيار

الحقيقي فهو وحده من يقرر.

وعادت لورا إلى الردهة ولاحظت باباً في الجهة المقابلة , ففتحته لتجد نفسها في غرفة اصطفت الكتب

فيها على طول الجدران , وهي عابقة برائحة السيكار , وتراجعت على الفور , ولكن ليس قبل أن يرفع

روبرتو ماسيني عينيه عن الطاولة ليراها . كان قد خلع سترته وانحنى فوق الطاولة يدرس كومة من

الوثائق.

- انا آسفه لأنني ازعجتك . لم أكن اعلم أن الغرفة مشغوله.

- لقد انهيت عملي تقريباً.

وألقى من يده قلماً ذهبياً ووقف. ولاحظت كم أن بنيته عريضة وكيف أن قميصة الحريري يلتصق بجسده ,

يبرز العضلات التي تتجمع حول كتفيه . وارتدى سترته ببطء , وملس شعره وسألها:
- أكنت تريدين شيئاً؟

- لا .. كنت فقط أتفرج على المكان.

- ستسر والدتي بأن تريك القصر, تحب كثيراً الحديث عن كنوزه وتاريخه.

- وهل له تاريخ طويل؟

- لقد بُني في عام 1620.

- وهل تفتحونه أمام الزوار ؟

- لا أسمح ابداً أن يزور منزلي غرباءح القصور أمام الناس عادة انكليزية.

- وهل من الخطأ الرغبه في مشاركة الجمال مع الآخرين؟

- ليس في منزلي ما هو مخبأ, أنه مفتوح دائماً أمام الأصدقاء.

- وهم بالتالي لديهم منازل تماثلة فخامه , وأنا أفكر بالناس الذين ليس لديهم فرصة رؤية الأشياء الجميلة.

- أنا سعيد لآنك تجدين منزلي جميلاً.

- في الواقع لا.... وكأنك تعيش في متحف, وأتوقع أن اجد لافته تقول "لا تجلس هنا" على المقاعد.

- للأسف كم تظهرين أخلاقك السيئه بمثل هذا الفخر . على الأقل احتفظي بأفكارك لنفسك.

وفتح لها الباب ومرت من أمامه لتخرج . معه حق بالطبع. ملاحظاتها لا داع لها ابداً ولم تكن جاهلة بل فظة
وتوقفت فجأه حتة أنه اصطدم بها ةشعرت بقساوة صدره على كتفها,

فقال:
- مالأمر الآن؟

- اريد ان اقول إنني آسفه, لست ادري لماذا كنت فظة معك في العادة انا لست هكذا.

- ألست كذلك؟

- لا....... وأعترف أنني شديدة الصراحه ولكنني أحاول ان لا اكون فظة.

- ولكنك اعترفت بأنك كنت فظه الآن؟

- أجل .. كنت فظة.. فظه جداً..أعتقد ان قدومي اليوم الى هنا قد وتّر اعصابي و...

-لا حاجة بك لقول المزيد.

ووضع يده على ذراعها, بضغط خفيف بينما كانت تتوقع ضغطاً قاسياً وتابع قوله:
- لقد قدمت أكثر من تعويض بتواضعك هذا. م أكن أتصور أن من السهل عليك الأعتذار.

- ولا اعتقد أن الاعتذار سهل عليك أيضاً!

- إذا كان ضرورياً أفعل.. وأتمنى لو أستطيع ان اعتذر بالسهولة التي تفعلين بها هذا.

ودخلا غرفة الجلوس الصغيرة, وبعد أن جلست سألتها الكونتيسة:
- أين التقيتي بابني؟

- لقد أتى الى الأستديو بينما كنت آخذ بعض الصور.

- ولكن جوليانو قال أنك "عارضة أزياء"!

وأدركت متأخره ان المرأه المسنة كانت تتحدث عن ابنها الأكبر

فقالت:
-اعذريني ياكونتيسة .. اعتقدت انك تتكلمين عن الكونت.. لقد التقيت بجوليانو في باريس..كنت هناك
لعرض مجموعة ملابس جديدة , واتى جوليانو ليشاهد العرض مع فتاة أخرى.

- وهل كنت "عارضة" طوال حياتك؟

- منذ تركت المدرسة.. فقد بدا هذا العمل الفضل بالنسبة لشكلي , ولجمالي ايضاً.

وسمعت وقع اقدام خلفها, وللمرة الاولى شعرت بالسعادة لدخول روبرتو ماسيني , لوضع حد لأسئلة
الكونتيسة, وتقدم ليقبّل والدته,وأجفلت عندما تحرك باتجاهها: هل هي عادةايطالية؟ ولكنه تجاوزها نحو
الطاولة الصغيرة التي صُفت عليها اقداح من الكريستال الفاخر.

- أتحبين أن تشربي شيئاً يالورا؟

وسكب لها شراباً منعشاً في كوب من الكرستال بإطار ذهبي وقدّمه لها. ونظرت إليه بارتياب. فقال بنعومة:
- لم أضع لك فيه السم.

- لديك وسائل أخرى اكثر فعالية للتخلص من اعدائك.

- جربيه , انه شراب خفيف من صنع معاملنا.

وسألته الكونتيسة:
- هل انت ذاهب الى ميلانو غداً؟

- أجل .. سأغيب بضعة ايام.

وقالت لورا:
- أود تعلم الايطالية.. هل تدلني على مدرسة؟

وساد صمت قصير , تبادلت الام فيه النظر مع ابنها.
وقال
- أظن من الافضل ان تلتقي دروساً خصوصية ..سأطلب من فانسيا , سكرتيرتي الخاصة , ان تدّبر الامر لك , كم درساً تريدين في الأسبوع؟

- أحب درساً كل يوم لو ..

-أ ظن ان درسين في الاسبوع كفاية عليك.

- أحب ان احصل على درس كل يوم لاربع ساعات اذا امكن .... فالدرس المكثف أفضل وسيلة لتعلم اللغة

وقالت الكونتيسة:
- لورا على حق.. لو وجدت الأمر صعب عليها تستطيع الانسحاب , ولكنها ستشعر بسعادة أكبر عندما تتكلم الايطالية.

هز كتفيه
-سأقول لفانيسا ان تدِّبر المر . أتفضلين قبل الظهر أم بعده؟

- في الصباح يكون ذهني صافياً.

- وكل يوم ؟

- أجل ياكونت!

- أتمنى لو تتحسن ذاكرتك..

- ذاكرتي؟

- أنت تنسين باستمرار انني طلبت منك مناداتي بروبرتو.

- لم أنسى .. ولكنني أفكر بك بسهولة أكثر كونك " كونت"

-كونت دراكولا؟

والتقطت أنفاسها , ولكنها رأت أنه يبتسم:
- هذه أول نكتة تقولها لي.

--لم أقصدها نكتة , فأنا تماماً رأيك بي .. ولكن صدقيني يا لورا , من الأفضل لك ان تنظري إلي كصديق.

- ولماذا؟

-لأنني لا اريد ان تضيعي جهودك هدراً في محاربتي.

- أنا أعيش في منزلك مع .... مع ابني.. أليس هذا برهان كافً بأنني لا احاربك؟

- أريد قناعتك الداخلية بهذا الأمر .. ليس فقط القبول الظاهري.

وهزت رأسها ثم نهضت , عندما وصل الخادم ليعلن أن العشاء جاهز. في المستقبل عليها أن تراقب أفكارها بقدر ما تراقب لسانها, وإذا لم تكن حذرة , عليها أن تتوقع الأسوء.




monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس