عرض مشاركة واحدة
قديم 13-08-20, 06:15 PM   #28

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير والنور والدلال ازيكم عاملين ايه
يارب تكونوا بخير وصحة وسلامة
وموعدنا الان مع الفصل الاول
لرواية حبيبتي
اتمنى يحوز على اعجابكم
منتظرة رايكم وتعليقاتكم


الفصل الاول

__صباح الخير
ألقاها بصوت هادئ .. يقترب منهما بخطوات بطيئة رزينة كعادته ، يقف خلفها ليضمها بذراعيه كدائم عهده منذ أن كان صغيراً ، كان دوماً يحب أن يحتضنها من ظهرها يضم جسدها لصدره ويطبع قبلته على مكان ما يصل شفتيه ، إلى أن كبر وفاقها طولاً فأصبح يطبعها على قمة رأسها وهو يضمها إلى صدره العريض ، رفعت كفها لترتب على وجنته اليمنى فيحنو عنقه ليقبل خدها ويهمس بتحية إليها من جديد وهو يسأل عن حالها ، إلتف حول المائدة الصغيرة ليهز رأسه بتحية مماثلة لأبيه الذي ابتسم بهدوء وهو يسأل عن أحوال ولده ، سألته بعبوس طفيف داعب مُحياها حينما تأملت ملابسه : مبكر اليوم في الذهاب إلى عملك يا عاصم ؟! الساعة لم تتعد الثامنة يا حبيبي ؟!
قلب فنجانه الخزفي بهدوء ، ووضع بعض من الشرائح في الطبق أمامه يجاورها بعض من قطع الجبن وحبات الزيتون كما يفضل ، يرص طبقه بشكل جمالي قبل أن يبدأ بتناول الطعام كعادته بشكل أنيق وهو يجيب والدته : لدي اجتماع في التاسعة يا امي ، ولابد أن اذهب مبكراً حتى أعد بعض الأوراق سأحتاجها فيه .
تمتمت بحدة : تعد بعض الأوراق !! وجيش الموظفين من حولك ماذا يفعل لتعد أنت بعض الأوراق ؟!
ابتسم بحنو ورفع رأسه إليها : ما بال الياسمينة غاضبة وتريد افتعال مشاجرة على الصباح ، هل ضايقك وليد بك فتنفثين عن غضبك بي ؟!
كتم وليد ضحكته ليهمس بمشاغبة وهو يضم كفها القريب منه : وهل أستطيع إغضاب الياسمينة ؟!
ابتسمت ياسمين رغم عنها لتهمهم : أباك لا يغضبني ولكن أنت وأخيك تدفعاني إلى الغضب دفعاً .
قفزا حاجبيه بإندهاش ليرتشف بعضاً من فنجان الشاي الأسمر من أمامه ليسألها بمكر : امم أنت إذاً اشتقت إلى عمار .
زفرت بضيق : لا أفهم ما الذي يدفعه للبقاء هناك ألم يُنهي دراسته كما أراد منذ أكثر من عام ؟!
كح عاصم بخفوت قبل أن يهمس : هانت يا ماما ، سيأتي خلال هذا الشهر إن شاء الله .
اشاحت بضيق ليسأله وليد مغيراً مجرى الحديث : متى سينتهي اجتماعك يا عاصم ؟!
عبس مفكرا ليتنهد بقوة : لا أعلم حقاً ، فهذا الإجتماع النهائي ولابد أن نتوصل إلى إتفاق وإلا سألغي الأمر برمته ، لا أحبذ أن أتنازل أو أشعر بأن الطرف الآخر يتلاعب بنا .
ابتسم وليد بفخر : ستتفق معهم، أنا موقن من ذلك ، سحب وليد نفساً عميقاً ليربت على كفه القريب منه - أنا فخور بك يا بُني ، فأنت اكتسبت إسماً ومركزاً مرموقاً وسط اقرانك لا يضاهى بأحد .
ابتسم عاصم برزانة : الفضل بعد الله لك يا أبي ، لقد تعلمت على يديك .
هتف وليد بمرح : ليس التعليم هو من جنيت ثماره فقط بل وراثتك لحس والدتك الفني هو ما أسبغ عليك حساً فنياً لا مثيل له .
ابتسمت ياسمين أخيراً ليضحك عاصم بمرح : هذا الغزل موجه للياسمينة ولا يعد كشهادة لي .
ضحك وليد بمرح ليرفع كفها ويقبلها بمودة : يهمنا إرضاء الياسمينة يا عاصم .
ضحكت ياسمين برقه فيشاكسها أبيه بوجهه فيهتف عاصم بمرح : انتظرا إلى أن امضِ في طريقي ثم تغازلا على راحتكما
هتف وليد بجدية افتعلها : أدر وجهك عننا .
ابتسم عاصم وخفض عينيه بالفعل فيقترب وليد بوجهه من ياسمين ويقبل وجنتها وهو يهمهم بكلمات خافتة كثيرة فيكح عاصم بقوة ليهتف : حسناً لا تحملا هم وجودي بينكما فأنا سأغادر .
هتفت ياسمين بجدية حينما رفع فنجانه ليشرب ما تبقى فيه : انتظر يا عاصم أنا أريدك .
رفع نظره لها باهتمام لتهتف به : لم تخبرني إذا كنت ستحضر حفل الجمعية أم لا ؟!
لوى وليد شفتيه وتبادل النظرات مع ولده الذي جمدت ملامحه ليجيب بهدوء : سأتبرع للجمعية يا أمي ككل سنة ، ما الجديد لأحضر الحفل هذا العام ؟
حملت فنحان قهوتها وارتشفت منه على مهل قبل أن تجيب : الجديد أني أريد منك الحضور ، أريد أن أدخل إلى الحفل وأنا أتأبط ذراعك وأشعر بالفخر أن المهندس عاصم الجمال ذائع الصيت هو ولدي البكري .
كتم وليد ضحكته وهو يراقب تعابير عاصم المدهوشة ليهتف عاصم بعفوية : ولكن الجميع يعلم أني ولدك البكري يا أمي .
هزت كتفها بلامبالاة مفتعلة : نعم ولكن هذا لا دخل له بأني أريد الافتخار بك والاستناد عليك .
رمق أبيه بطرف عينه قبل أن يسبل اهدابه ويهمس : حسناً سأرى جدول مواعيدي يا أمي .
خبطت بكفها على المائدة بحدة : لا يا عاصم ، حينما أطلب منك الحضور تفرغ نفسك لما أريد ولا تتنصل من واجباتك نحوي كأم .
ردد عاصم بصدمة : واجباتي نحوك كأم ، فيم قصرت يا أماه لكل هذا ؟!
قبضت كفيها بقوة : يكفي أنك لم تتزوج إلى الآن وتأت لي بحفيد .
تجمدت ملامحه ليزفر بقوة : ألم ننتهي من هذا الأمر يا أماه ؟! ألم نتحدث واخبرتك أني حينما أجد الفتاة التي تعجبني سآتي إليك لتزوجيني إياها .
ردت بحدة : وكيف ستراها وأنت غارق بالعمل ، ولا تهتم بشيء سوى العمل ، اسمع يا عاصم ستحضر معي الحفل لتنتقي إحدى الفتيات اللائي سأقربك منهن ، ولا نقاش في هذا الأمر ثانية ، يكفيني أخيك الغائب دون سبب والله أعلم ماذا يفعل هناك .
قبض كفيه وبسطهما أكثر من مرة ليخفف حدته وغضبه قبل أن يمأ برأسه ويرسم ابتسامة باهته على شفتيه : حسناً يا أمي كما تريدين .
انسلت ابتسامة راضية من ثغرها لتنظر إليه بفخر مؤثرة الصمت سعيدة بنجاحها في دفعه لحضور الحفل الذي تعد إليه منذ أشهر آمله في حضوره لعله يريح قلبها بأن يختار إحدى الفتيات ويتزوج منها .
__ لم تخبرني يا عاصم ، متى ستكون متفرغاً اليوم ؟!
عبس بعدم فهم : لا أدري يا أبي ولكن لماذا تسأل ؟!
رد وليد بلا مبالاة : سآت إلى المجموعة وأريدك أن تكون متفرغاً .
عبس عاصم بتفكير ليرمق أبيه بطرف عينه يريد الفهم فهو يشعر به يراوغه دون سبب ليهتف بجدية : أنت مُقل في المجيء إلى المجموعة إلا لحضور اجتماعات مجلس الإدارة أو لأمر بالغ الاهمية ، حتى أنك توقفت عن التصميم .
قاطعه وليد : ولماذا أرهق نفسي بالعمل يا ولد وأنت موجود ؟!
ضحك عاصم بخفة : لا أعترض ولكني أتساءل لماذا اليوم خصيصاً ستزور المجموعة ؟!
ابتلع وليد ضحكة لمعت بشقاوة عينيه : لا شيء فقط أريد الحضور وأريدك أن تكون متفرغاً ، ألا يحق لي يا عاصم ؟!
زفر عاصم بقوة : بل يحق لك وأكثر يا أبي ، نهض واقفاً وهو يتبع - أية أوامر ثانية يا والدي العزيزان ؟!
تمتمت ياسمين برقة : صحبتك السلامة يا حبيبي .
ابتسم وهز رأسه بيأس ليسأله أبيه : هل عمك سيكون حاضراً اليوم ؟!
عبس بتفكير : لم يبلغني ولكني أعتقد أنه سيأتي بعد الظهيرة ليطمئن على سير العمل فهذا موعده الاسبوعي ، تابع بتساؤل - أتريد مقابلته لذا ستأتي ؟!
ابتسم وليد بمكر : إذا أردت مقابلة عمك سأذهب إليه ، أو ادعوه فيأتي إلي، لا أقابله بالعمل يا عاصم .
نظر له عاصم بحيرة وارتياب امتزج بحدقتيه ليهز كتفيه : حسناً على راحتك .
هتف وليد وهو يراه يغادر : سآت إليك في الرابعة عصراً فاستعد لملاقاتي.
توقف عن الحركة ليلتفت إلى أبيه برأسه ونصف جسده ينظر إليه ملياً يشعر بشيء ما خاطئ وارتيابه يزداد لتسلية أبيه الفائقة فيتبع وليد وهو يكتم ضحكته بشق الانفس ويشير إليه بكفه : صحبتك السلامة يا حبيبي .
عبس بعدم فهم وهو يشعر بتسلية أبيه تنتقل إليه فيبتسم رغم عنه ويهمهم وهو يغادر البيت فعلياً : ماذا تخبئ يا أبي ؟!
تنهد بقوة ليداعب لوحة رقمية بسيارته بعد أن دلف إليها فينطلق بها بسهولة ويسر قبل أن يبزغ وجه الآخر و آثار النعاس واضحة عليه يهتف بملل : صباح الخير بتوقيتكم يا أخي ، ما الأمر الذي دفعك لتوقظني الآن ؟!
رد بجدية : صباح النور يا عمار ، استيقظ وافق من فضلك .
اعتدل عمار جالساً في فراشه ليهتف باهتمام : ماذا حدث ؟!
زفر عاصم بقوة : لا شيء فقط عُد يا عمار ، أبواي يحتاجان لوجودك هذه الفترة ، وأنا الآخر احتاج وجودك بجواري ، فأنا تعبت من كوني بمفردي اتصدى لخططهما وحدي .
ضحك عمار بمرح : امم إذاً إنها خطة جديدة من ياسمين هانم .
زفر عاصم بقنوط وهو ينظر إلى الطريق أمامه : خطة أمي ليست مقلقة فأنا استطيع المجابهة ،
عبس عمار وهو يتحرك من فراشه ينهض واقفاً بإعتدال يعدل من سروال منامته ويتحرك بهدوء : إذاً ما الجديد الذي جعلك تتصل بي مستنجداً ؟
ضيق عاصم عينيه جيداً في الغرفة التي ظهرت من خلف رأس أخيه ليسأله : هل معك أحداً ؟!
تنهد عمار بقوة : لا يا أخي أنت تعلم أني لم أفعل ولن أفعل هذا أبداً ولكن لكي تطمئن ، خلع عمار سماعة صغيرة من أذنه تنبعث منها أشعة غير مرئية هي ما تكون صورة أخيه أمامه وتحمل صورته لأخيه فيديرها من حوله ليهتف بعاصم وهو يعيدها ثانيةً لأذنه - هل اطمأننت يا عاصم الآن أني بمفردي ؟!
زفر عاصم بقوة : أنا لا أراقبك يا عمار ولكن أنت تعلم أني أرجو صالحك.
ابتسم عمار بهدوء ليتحرك نحو المطبخ الصغير والذي يمثل جزء من غرفته فيضغط زر تشغيل ماكينة القهوة : أعلم يا أخي ، أخبرني الآن ما الأمر الذي دفعك لإيقاظي فجراً ؟!
صمت عاصم قليلاً ليهتف بحيرة : بابا يخطط لأمر لا استطيع إدراكه ، بل أشعر به يتلاعب بي .
قهقه عمار ضاحكاً : أوووه يا مرحى بالوليد ، هل انضم لحزب تزويج عاصم الجمّال ؟!
توقف عاصم بسيارته جانباً ، ليهتف بجدية وهو ينظر إلى عيني أخيه : لا يا عمار ، الأمر ليس كذلك .
عبس عمار باهتمام ليتبع عاصم : إنه يدفعني نحوها من جديد وأنا ..
صمت ليكمل بصوت مختنق : أشعر بأن حصوني بدأت في التصدع وأخاف الإنهيار .
***
ترفع رأسها إلى الخلف وهي تزيد من حركة ساقيها فتندفع بدراجتها في سرعة ، يضرب الهواء وجنتيها بقوة فتشعر بالحياة تسير في أوردتها ، تدور بدراجتها في شوارع المدينة كعادتها اليومية صباحاً ، فالشوارع تكون فارغة سوى من زقزقة العصافير وبعض الاشخاص الذين يذهبون إلى عملهم مبكراً ، تتفادى هذا الشارع القاطن به بيته وتجوب في الانحاء إلى أن تشعر بالتعب فتعود إلى البيت لتتناول الافطار مع أبويها وتستعد للذهاب إلى عملها كالعادة ، تفكر في أي من أخويها موجود اليوم ، لتهز كتفيها بعدم معرفة وترجئ التفكير في هذا الأمر إلى أن تعود ، لترفع رأسها مرة اخرى وتزيد من سرعتها وهي تقرر العودة إلى البيت وأنها اكتفت من جولة اليوم لتهدئ من سرعتها وهي ترى سيارة ابن خالتها تمر بتهادي أمامها بسقفها المكشوف وتصميمها الرياضي الانيق ، ابتسمت برقة وهي تحضر نفسها لوقوف الآخر ونزوله ليلقي التحية كعادته ولكنها فوجئت بأنه مر مرور الكرام ولم يلق لها بالاً وكأنه مشغول الذهن فلم يراها ، لتتجمد وتقف من فوق دراجتها فتميلها لترتكن لإحدى ساقيها وهي تنظر إلى وجه الآخر الذي طل من شاشة هاتف عاصم الرقمية ، فتختلج أنفاسها ويرتجف جسدها فتهبط أرضاً وتقف على ساقيها وهي تركز بصرها على ملامحه البعيدة والتي غابت عن نظرها ثانيةً ، قبضت بكفيها على مقود الدراجة لتدفعها إلى السير ببطء وهي تجاورها إلى أن عادت إلى بيتها مُشتتة الذهن ، لحظات بسيطة رأته فيها اعادتها لذكريات بعيدة كانت تُقنع نفسها بأنها تخلصت منها للأبد ، فقط رؤيته بعثرت كل قوتها و اعادتها إلى ما كانت عليه من قبل ، زفرت بقوة وهي تدلف بسرعة إلى غرفتها تغلق بابها عليها ، تلملم اشلاء روحها التي بُعثرت برؤيته وتحاول التغلب على قلبها الذي ارتجف في لحظة هفا إليه ، تؤنب نفسها .. وتجلد روحها .. وتنهال بالتقريع على قلبها وتتحكم بدموعها التي تجمعت بعينيها لترفع رأسها بشموخ وهي تنهض واقفة تقرر أنها ستمارس مهام يومها وتُسقط من ذاكرتها رؤيته اليوم مع بقية ذكرياتهما سويا وكأنها لم تكن !!
***
تَقلب في فراشه يبحث عنها ليعبس وعيناه مغلقتان قبل أن ينهض بحدة ، غاضباً لعدم وجودها وهو الذي نبهها أكثر من ألف مرة ألا تفعل هذا ، حتى إن استيقظت قبله ، فلتظل جواره أو توقظه معها .
تحرك بخفة يرتدي خفه البيتي وهو يتجه بخطوات متمهلة ينزل درجات سلم فيلا جده والذي أصر على السكن بها رغم ابتعادها عن قلب العاصمة الجديدة ، تحرك نحو المطبخ في خطوات جادة واثقة بأنها ستكون هناك ليبتسم رغم عنه وهو يراها تعمل بجد ، خصلات شعرها الطويل معقوص أعلى رأسها وبلوزتها القطنية البيتية بلونها السماوي بحملات رفيعة فوق شورت قطني قصير للغاية يحدد آخر فخذيها بلونه الأبيض الناصع يناقض سمرة بشرتها فيتنهد بقوة وهو يقترب منها يلتصق بها قبل أن يضمها إلى صدره بلهفه يقبل عنقها من الخلف ويهمس بتحية الصباح في صوت أجش ثم يتبع بصوت خشن : ألم أطلب منك أن لا تغادري الفراش دون أن توقظيني ؟!
تمسكت بذراعيه لتهمهم : كنت أعد لك الفطور .
تنهد بقوة وهو يشدد من ضمته لها : لا تعدي لي شيء يكفيني أن أستيقظ على مُحياك الجميل يكفي الأيام الماضية وأنا محروم منك وأنت بعيدة عني.
ضحكت برقة لينثر قبلاته فوق جيدها وهو يلصقها أكثر بصدره كتمت تأوهها وحاولت أن تتملص من ضمته لها حينما تمادت قبلاته أكثر لتهمس برقة : أليس لديك عمل اليوم ؟!
زفر بضيق : بلى واجتماع هام للغاية ، ألا يكفي أني عدت من السفر البارحة فقط لأذهب إلى العمل اليوم ولكن لا يهم سأذهب ، فقط أريد تناول فطوري .
ضحكت برقه : فقط خمس دقائق وسيكون الفطور جاهزاً ، استدارت إليه لتدفع صدره العار برقه – اذهب وارتدي ملابسك إلى أن اعد المائدة في الشرفة كما تفضل.
لم يستجب لدفعتها الواهنة ليضمها من خصرها إليه أكثر قبل أن يحملها لاصقاً جسدها به وهو يهمهم : فطوري بين ذراعي ولن أفرط به أبداً .
تحاشت قبلاته الشغوفة التي تحط على كل خليه بوجهها لتهتف به : أحمد نحن بالمطبخ .
ليتمتم بين شفتيها : تبدين مغرية أكثر وأنت وسط عالمك يا أميرتي ، فقط دعيني أغرق بك قبل أن انسلخ وابتعد مرغماً عنك .
همهمت بإسمه في رفض واهن قبل أن تستجيب إليه فتتعلق برقبته ليحملها من أسفل ساقيها ويتجه بها إلى غرفة المكتب القريبة من المطبخ فتشير وهي تتفادى قبلاته نحو السلم ليهمهم بنبرة ذائبة فيها : أريدك أن تنشري عبقك داخل غرفة مكتبي يا حبيبتي .
***
ابتسمت برقة وهي تنظر إلى والدها الجالس بشرفة البيت يقرأ الجريدة كعادته صباحاً لتتحرك نحوه تتعلق برقبته من الخلف وتقبل وجنته : صباح الخير يا بابا.
ابتسم بسعادة وهو يخلع نظارته الطبية من فوق عينيه لينظر إليها عن كثب قبل أن يجذبها فيجلسها فوق ساقيه ويقبل رأسها كما كان يفعل منذ أن كانت صغيرة : صباح النور يا عيون بابا .
ضحكت بمرح لتنسل من بين ذراعيه : لقد كبرت يا أبي وأصبحت ثقيلة أن اجلس فوق ساقيك .
مط أحمد شفتيه وهو ينظر إلى جسدها الصغير وقامتها القصيرة : أنت خف الريشة يا جانو ، كيف أصبحت اليوم يا حبيبتي ؟!
تنهدت بقوة : أنا بخير والحمد لله ، لم أذق طعم النوم بعد يومين كاملين مستيقظة في إشراف الطوارئ بالمشفى .
ابتسم بحنو : الله معك يا حبيبتي ، ابتسمت برقة لتنظر من حولها – أين مازن ألم يستيقظ بعد ؟!
تنهد احمد بقوة : إنه ليس هنا ، لقد ذهب البارحة ليبيت عند عمتك ، ما فهمته أنه وعلي و أدهم متفقين على المبيت هناك .
عبست جنى بضيق لتتوقف عن تناول الطعام وتزفر بضيق : تعلم يا أبي أني لا أحبذ مبيته خارج البيت ، ثم إن مبيته عند عمتي خاصةً لا يصح الآن ، فملك ليست تكبره بالكثير ، وعمتي متحفظة بهذا الشأن وأنت تعلم ذلك جيداً .
ازاح احمد الجريدة من أمام وجهه لينظر إليها ملياً : هل أخبرتك عمتك أنها تتضايق من وجود مازن عندها ؟!
توترت ملامحها : لا يا بابا ، ولكن أنا لا احب هذا ، مازن مكانه هنا لا أحب أن اشعر بأنه مشتت بين بيوت العائلة .
تنهد أحمد بقوة : أخيك ليس مشتتاً يا ابنتي ، إنه فقط يبحث عن الرفقة ، ثم لا تنسي عمتك شاركت بتربيته هي وزوجتي عمك ، لم يقصرا معه أبداً حينما كنت أنا انشغل عنه أو عنك .
رفعت رأسها بغضب: لم يربيني أحداً يا بابا ، رحمة الله على أمي لقد كبرتني وربتني ، وأنت لم تقصر مع أحدنا بشيء، كنت دوماً معنا .
ابتسم بحنو : لقد تحملت المسئولية منذ صغرك يا جانو ولكن سيأتي يوم لتتركينا بكامل إرادتك يا حبيبتي ، دمعت عيناها برقة – لن اترككما أبداً يا حبيبي ، أنت ومازن كل عالمي .
اسبل أحمد اهدابه ليبتسم ويهمس بمرح افتعله : حينما يأتي الفارس ستغيرين رأيك .
تورد وجهها لتتمتم : الفارس .
ضحك أحمد بعفوية : نعم من سيختطفك على حصانه الأبيض .
ضحكت بتوتر : لا تخف لن أذهب واترككما ، اتبعت بغصة تكومت بحلقها – فهذا الفارس لن يأتي أبداً .
شاكسها : من الأفضل له حتى لا أدق عنقه كما كاد أن يفعل عمك وائل بأحمد .
تعالت ضحكاتها بعفوية : مسكين أحمد يا بابا عمي وائل يعذبه حتى بعد أن زوجه لأميرة .
هز احمد رأسه بيأس : عمك غيور بطبعه ولا دواء له .
غمز لها بعينه : ولكني لست مثله لا تقلقي سأدعو أن يأت من يخلصني منك ومن تحكمك .
اتسعت عيناها بصدمة مفتعلة : هكذا يا دكتور .
أومأ برأسه إيجاباً ليصدح صوتاً شبابي من خلفهما يهتف بمرح : وأنا سأؤمن على دعائك يا بابا ، فالأنسة الطبيبة تعمل ضابط أمن حراسات خاصة بعد الظهيرة وتعد علينا أنفاسنا ، غمز بعينه لأبيه وهو يكمل – نريد الخلاص منها لنعيش حياتنا أنا وأنت .
تعالت ضحكاتهما الرجولية لتقفز هي واقفة وتضع كفيها في خصرها : يا سلام يا مازن .
تعالت ضحكات مازن المرحة فتجبرها على الابتسام والسعادة تتغلغل إلى أوردتها بقوة وهي تنظر إليه بفخر يقترب منها ليشرف عليها من علو قبل أن ينحني فيحتضنها بإخوة ويحملها ويدور بها فتتعالى ضحكاتها تدفعه برقة أن ينزلها ليستجيب أخيراً بعد أن دارت رأسها ليقبل قمة رأسها ويهتف : اشتقت إليك يا أختاه.
رتبت على وجنتيه بحنو خالص : وأنا أيضاً يا حبيب أختك ، عبست لتنهره بحزم – ولكن هذا لا يمنع أني غاضبة منك ، أخبرتك أن تتوقف عن المبيت خارجا وخاصةً حينما أكون غير متواجدة يا مازن .
قبل كفها ليحنو عنقه : اعتذر لن اكرر الأمر ثانيةً المرة القادمة حينما لا تكونين متواجدة سأدعوهما عندي ، هل يناسبك هذا ؟!
أومأت برأسها موافقة لتدفعه بأمومة : هيا اجلس وتناول فطورك .
يراقبهما بحنو ودموعه تتجمع بحلقه يشعر بالاشتياق يلوع روحه في بعدها عنهم ، يتخيل الصورة كاملة لو كانت معهم الآن ، لم تكن لتفعل أقل مما تفعله جنى لأجلهما ولكن غيابها فارق معه ومع طفليهما ، كم يعاتب روحها سراً لأنها تركته وذهبت ، ضحت بحياتها لأجل أن تمنحه طفلاً آخر يحمل إسمه ولو سألته لكان أخبرها أن وجودها معه أحب إلى نفسه من أي طفل ، ولكن عزائه في بُعدها أن الطفل الذى اسمته قبل رحيلها ورث ملامحها و غدا رجلاً دون وجودها ولكن يحمل روحها بين طيات رجولته .
تنهد بقوة ليرفع رأسه عالياً ينظر إلى السماء الصافية فوقه ليهمهم داخلياً : اشتقت إليك يا لؤلؤتي .
***
همست له وهي تغلق من خلفه الباب الخلفي لفيلا عائلتها : لا تصدر صوتاً فبّابّا لم يغادر بعد .
زفر بقوة و أومأ برأسه متفهماً لتبتسم له بحنو : الإرهاق واضح عليك ، اذهب إلى غرفتك واستحم إلى أن آت لك ببعض من الطعام لتتناوله قبل أن تخلد إلى النوم .
ابتسم بحنو : لست جائعاً يا بيبة ، فقط أريد النوم .
ردت بجدية : لا لن تنم قبل أن تتناول الطعام ، أنت منذ يومين خارج البيت يا سولي ، لم تنل قسطاً من الراحة وفير ولم تتناول الطعام أيضاً ، أنا متأكدة من ذلك .
قبل رأسها : لا حرمني الله منك ، ابتسمت بمشاكسة - ولا منك يا أخي الحبيب ، ولكن لتعرف أنا لا أفعل ذلك حباً فيك ، فقط أقدم لك رشوة كي تقص لي ماذا فعلت في اليومين الماضيين ؟!!
كادت ضحكته أن تنفلت لتشير إليه بعينيها وسبابتها تعانق شفتيها : اخفض صوتك فأبي يعلم أنك نائماً بغرفتك بعد أن أتيت البارحة متأخراً كالعادة .
تنهد بإرهاق وهو يتحرك بجوارها يتلمسان خطواتهما بخفة قبل أن يلوي شفتيه بسخرية حينما أغلق باب غرفته عليهما : وأبيك ما الذي يؤخره إلى الآن لم يذهب إلى العمل بالمجموعة العظيمة التي لا نملك منها إلا أقل من الربع .
نظرت إليه قليلاً لتجيبه ببساطة : سيذهب بعد قليل إن شاء الله .
جعد ملامحه برفض قبل أن يشيح بعينيه بعيداً وهو يستلقي فوق فراشه بعد أن خلع سترته و ألقاها بإهمال فوق الأريكة المريحة بغرفته لتسأله : هل أنت غاضب من مشاركة بّابّا ل آل الجمال يا سولي، لذا رفضت العمل معه بالمجموعة .
عبس بتفكير قبل أن ينهض جالساً ليجيبها بجدية : لا ، ليس هذا سبب رفضي للعمل معه ، نظرت له بتساؤل فيبتسم بمرح - ألم نتحدث من قبل في هذا الامر ؟!
جلست تواجهه :نعم تحدثنا وتفهمت وجهة نظرك واستوعبت أحلامك وأدركتها ، بل أنا ادعمك دون أن تطلب مني .
احتضن كفيها براحتيه : وأنا اقدر دعمك لي يا حبيبة الجميلة .
اتسعت ابتسامتها قبل أن تسأله بهدوء : ولكن أشعر أن هناك ما تخفيه يا سليم ولا تخبرني به ، أنا شقيقتك الغالية تخبئ عني في طيات روحك ما يؤذيك فلا تبوح به .
ربت على وجنتها بحنو ليجيب بصوت أبح : حينما أقو على البوح سأفعل ولكن لتعلمي أن سبب رفضي الوحيد للعمل مع أبيك هو أن هذا العمل لا يناسبني على الإطلاق .
أومأت برأسها في تفهم ليطرق طرف ذقنها بخفة : ثم توقفي عن أساليب المحامين هذه معي ، هل تحققين معي يا فتاة ؟!
ضحكت بمرح : والله أبداً ، فقط لا أحب أن أشعر أن هناك ما يضايقك فلا تخبرني عنه .
أحاط وجهها براحتيه ليقبل جبينها : أنا بخير يا حبيبة أخيك لا تقلقي . هزت رأسها بتفهم ليتابع هو بمكر – أنا لا أخفي عنك شيئاً بينما أنت تخفين الكثير وأنا لن أسأل وحينما تريدين الحديث معي ستجدينني حاضراً .
توردت لتسأله بهمهمة بحة : أنا لا أخفي عنك شيء .
رفع حاجبه وعيناه تنطق بعدم تصديقها فتلعثمت : لماذا تنظر إلي هكذا؟!
حرك كتفيه بمعنى لا أعلم قبل أن يسألها بجدية : سأسأل نفس سؤالك يا حبيبة ، وخاصةً أن أسباب رفضك للعمل مع أبي بالمؤسسة غير مُعلنة ، هل هناك سبباً لرفضك ؟!
أجابت على الفور : لا سوى أن المؤسسة لا تحتاجني في وجود السيد عمر في حين أن شركة الانتاج والتوزيع كانت تحتاج إلى مستشار قانوني لذا ذهبت إلى المكان الذي يحتاج تخصصي .
برقت عيناه بوميض ماكر قبل أن يخفض عينيه مؤثراً الصمت فتنهض واقفة وهي تتابع بحشرجة : هيا بدل ملابسك حتى آت لك بالطعام .
أومأ براسه موافقاً ليتابعها بعينيه قبل أن يبتسم ساخراً وهو يتمتم بخفوت : من الواضح أن أسبابنا واحدة يا شقيقتي الغالية .
***
يخطو بخيلاء كما اعتاد طوال عمره ، ولكن خطوته اصبحت بطيئة لسنه المتقدم والذي لا يَعترف به ، ولكن له احكامه كما يقولون .
ابتسم بمكر وعيناه تقع عليها تجلس بشرفة القصر أمام مائدة الافطار كعادتهما منذ سنوات وبعد أن استلمت إدارة القصر وشئون العائلة كزوجة له ، فتقم بمهمتها على أكمل وجه وبسلاسة ادهشته و جعلته فخوراً بها ، ابتسمت باتساع حينما اقترب منها ليجلس بجوارها ثم يميل عليها يقبل طرف وجنتها : صباح الخير يا هانم .
لفت رأسها بخفة لتقبل طرف ثغره بشقاوة وهي تشاكسه بملامحها : صباح الخير على عيون سعادتك .
سحب نفساً عميقاً ومشاكستها تنتقل إليه فيغمغم بوقاحة تقصدها : مزاجك رائق صباحاً، هل هذا الفضل يعود لليلتنا الماضية ، أم هناك شيء آخر ؟!
تعالت ضحكاتها قبل أن تجيبه : ألا يوجد حداً لوقاحة سعادتك ؟!
ابتسم بخفة وآثر الصمت قليلاً قبل أن يحدثها بجدية : لم تجيبِ سؤالي ؟!
عضت شفتها بمشاكسة : ولن أجيب ، ارتشف بعض من قهوته – لا يهم فأنا أعلم الإجابة جيداً .
اقتربت منه برأسها وتنظر إليه بحب : يا لها من ثقة .
احتضن كفها براحته قبل أن يرفعه إلى شفتيه مقبلاً : تزداد وأنت بجواري ومعي يا حوريتي .
تنهدت بقوة لتهمهم بصوت أبح : هيا تناول فطورك .
ابتسم وهي تقرب منه طعامه الذي يفضل قبل أن يسألها بحاجبين معقودين حينما نظر الى ساعة معصمه : أين ولدك ؟! ألن يذهب إلى مدرسته اليوم أيضاً ؟!
ابتسمت بتوتر قبل أن تنظر إلى ساعتها : لا سيذهب لقد ايقظته ومن المؤكد سيأت الآن ليتناول الفطور معنا .
رمقها بطرف عينه قبل أن ينادي العاملة الواقفة قريباً من طاولتهم ليؤمرها بجدية : اذهبي إلى أدهم بك واخبريه أني انتظره .
أنفاسها باتت ثقيلة من وطأة توترها لتزفر براحة التقطها بسهولة وهو يبتسم ساخراً حينما صدح صوت ولده عالياً يصيح بمرح : لقد أتى أدهم بك يا سيادة الوزير قبل أن تطلبه ، ابتسمت فاطمة بحنو وهو ينحني عليها يقبل وجنتها قبل أن ينهض واقفاً ويهتف لأبيه : أرأيت كيف أشعر بم تريد وانفذه يا أبي دون أن تطلب ؟!
رمقه وائل من بين رموشه ليبتسم ساخراً، حينما أكمل أدهم بمشاغبة : أحلام سيادتك وأمانيك أوامر .
انفلتت ابتسامته رغم عنه خاصةً حينما اقترب أدهم منه منحنياً ليقبل كتفه القريب فيربت على رأسه بحنان قبل أن يهتف : هل انهيت وصلة النفاق ؟!
ضحك أدهم بمرح : نبغى ارضائك يا سيدي .
أشار له برأسه : اجلس وتناول فطورك قبل أن نذهب .
أطاعه أدهم على الفور وهو يهتف : انا جائع بالفعل
__ حسناً هيا حتى نذهب ولا نتأخر ، توقف أدهم عن مضغ الطعام ليسأله بعدم فهم - نذهب إلى أين ؟!
زفر وائل بقوة : سأوصلك إلى المدرسة بطريقي ، فسيارة العائلة ذهب بها السائق إلى الصيانة .
هم بالرد لتشير إليه فاطمة بعينيها فيؤثر الصمت ويتناول فطوره بسرعة فتهتف فاطمة : توقف عن إلقاء الطعام بفمك وكأنك تلقيه بسلة المهملات تناول طعامك بطريقة أفضل من هذه الطريقة المقرفة حتى لا تغص به.
ابتسم ساخراً ليفرد منديل المائدة ويمسح بها فمه في حركات بطيئة راقية ليسألها ساخراً : هل هذه الطريقة الأفضل يا طمطم ؟!
همت بنهره ليصدح صوت أبيه عاليا : تأدب يا ولد ولا تناديها هكذا ثانية .
ابتسمت رغم عنها حينما لوى أدهم شفتيه بنزق وهم بالحديث لكنه توقف والدهشة تعتلي ملامحه حينما طلت من الداخل وهي تلقي بتحية الصباح عليهم فيهتف : أووه نوران هانم مستيقظة في الصباح وترتدين ملابسك أيضاً ، لماذا هل أبلغوك ان القصر سيهدم فقررت تتأنقين من أجل هذه المناسبة ؟!
__ أدهم ، صاحت بها فاطمة في حين عبس وائل وهو يرمق ابنته بطرف عينه لينظر بدهشة الى تأنقها هو الآخر قبل أن يشيح بعينيه بعيداً فتعبس هي بضيق فتبتسم لها فاطمة وتهمس : اجلسي حبيبتي تناولي معنا الفطور .
جلست بالكرسي المجاور لكرسي أبيها وهي تهمس له بتحية الصباح فيجيب بإيماءة من رأسه قبل ان تجيب والدتها برقة : سأكتفي بالقهوة .
ناظرتها فاطمة بعتب لتؤثر الصمت فهي لا تريد أي انفجار يحدث من قِبِل وائل على طاولة الفطور التي اجتمعوا عليها بالصدفة دون تخطيط منها كالعادة لتكح نوران بخفة قبل أن تتحدث بهدوء : سأذهب لعمو وليد اليوم ، أتريدين شيئاً من الخالة ياسمين يا مامي ؟!
همت بالرد ليعلو صوت وائل سائلاً باهتمام : لماذا ستذهبين إلى عمك ؟!
ازدردت لعابها ببطء قبل أن تجيبه بهدوء : هو من طلب مني أن أذهب إليه ، ما فهمته أنه يريد كتابة بعض الاشياء و ترتيب أشياء أخرى بمكتبه وطلبني لأساعده ، تابعت بمرح عفوي – وديدو حينما يطلب لا أقو على التأخر .
ابتسم رغم عنه لتضوي عينيها برجاء خاص فيزفر بقوة قبل أن يهمس : سلمي عليه وعلى زوجة عمك .
أومأت برأسها إيجاباً قبل أن تتناول قطعة من الكرواسون تضعها بطبقها وتبدأ بتقطيعها قطع صغيرة لتؤكلها مع كوب قهوتها ، فيتبع أدهم سائلاً بسخرية لمعت بعينيه : لم ترسل السلام لإبن العم العزيز يا بابي ، هل نسيته لا قدر الله ؟!
عبست نوران بضيق لترمقه فاطمة بعتب ليجيب وائل بهدوء غير مهتماً بسخرية ولده : لأني سأراه اليوم بإذن الله ، فموعد مروري على المؤسسة اليوم .
ابتسم أدهم ساخراً ليكمل وائل بجدية آمرا : هيا انهي هذه السنة الدراسية التي تفصلك عن دخول الجامعة لتباشر عملك بالمؤسسة ، أريدك أن تُلم بتفاصيل الاعمال كلها وأنت بالجامعة لتتولى جزء من إدارة المؤسسة حينما تتخرج بإذن الله.
بهتت ملامح أدهم ليهمهم بصوت اجش : ولكني لا أريد دخول الهندسة حتى استطيع أن أتولى جزء من الأعمال .
رفع وائل نظره إليه قليلا قبل أن يهمهم : اختر ما تريد من الدراسة يا أدهم، و ثِق جيداً انك ستجد لك مكاناً في المؤسسة مهما كان اختيارك .
عم الصمت عليهم قبل أن ينهض وائل واقفاً : هيا بنا حتى لا نتأخر اكثر من ذلك .
نهض ادهم بدوره لتتبعهما فاطمة فيضمها وائل إلى صدره مقبلا رأسها ليهمهم بجانب أذنها وهي تسير برفقته إلى مكان سيارته الخاصة : سأمر عليك بعد الظهيرة لنزور أميرة .
نظرت إليه ملياً لتهمهم بدورها : اترك زيارتها للغد يا وائل ، فهي عادت البارحة فقط إلى بيتها بعد أن عاد زوجها من سفره .
عبس بضيق :لست متفرغاً في الغد ، أكمل آمراً قبل أن يدلف إلى سيارته – سنزورها اليوم .
نفخت بقوة لتهز رأسها بياس قبل أن تعدل من هندام ولدها وتقبل وجنته ، تهمهم إليه : احترس أبيك لم يدرك مبيتك خارج المنزل البارحة فأرجو أن لا تزل بلسانك أمامه لا نريد افتعال مشاجرة دون فائدة .
نظر إليها أدهم بغضب ليسألها : ألن تخبره عمتي يا ماما ؟!
هزت رأسها نافية : لا لن تفعل سأؤكد عليها .
هم بالصياح لتتسع عيناها إليه بتحذير صارم فيبتلع ثورته بداخله ويدلف إلى السيارة صافعاً الباب من خلفه فتتحرك السيارة مغادرة ، لتعود هي إلى ابنتها الجالسة تتناول قهوتها في صمت فتنظر إليها من بين رموشها و تسألها بجدية : ماذا يريد عمك يا نوران ، فأمر ترتيب الأشياء هذا غير منطقي ؟!
عضت نوران طرف شفتها قبل أن تعتدل جالسة وتهمس بعينين متقدتين حماساً : سأخبرك .
***
البنت الشلبية .. عيونها لعبية
حبك من قلبي يا قلبي .. انتي عينياااااه
حبك من قلبي يا قلبي .. انتي عينيااااااه
تحت القناطر .. محبوبي ناطر
كسر الخواطر يا ليلتي .. ما هان عليااااااه
اتسعت ابتسامتها وهي تسمع صوت فيروز يصدح في بهو بيتها فتهز رأسها برقة وهي تعلم جيداً ما يحدث خارجاً فعلى نغمات صوت فيروز النقي يَعد عمر الفطور يقلي بيضاً ويصنع قهوة ويجفف شرائح الخبز بالفرن الكهربائي فتفوح رائحتها ويكتمل مزاجه العالي بدندنته الصاخبة وغناؤه مع فيروزه التي يعشقها دون سبب مفهوم سوى زوج أخته الشامي الذي رسخ صوتها بداخله فأصبح يعشقها لأن تيم يعشق فيروز ويدير أغانيها دوما ، ابتسمت باتساع وهي تجد ما تخيلته صحيحا فها هو يقف بمنتصف المطبخ يغني بصخب مع الأغنية ويقلب عجة البيض التي يفضلها بينما هو يغني ينظر إليه تؤامه متأففا مزمجرا من صوت أخيه العال ، فتكتم هي ضحكتها وهي ترى التباين جلياً بينهما فعبد الرحمن هادئ الطباع .. غامض .. مستفز .. ماكر يشبه خالد كثيرا فلا يكشف عن دواخله أبداً ، بينما عمر مرح .. شقي .. مشاكس ومشاغب وحينما تنظر إلى عينيه تستطيع أن ترى مشاعره بوضوح ، مشاعره التي تنعكس على كل من حوله فحتى عبد الرحمن يستجيب لصخب أخيه بعض الأحيان. فعمر يفرض شخصيته بطريقة محببة و سلاسة تُدَرس، أما عبد الرحمن فيفرض سطوته بحضوره المهيب ونظراته الزجاجية العاكسة فغموضه يضفي عليه هالة تجبر من يراه على احترامه وتبجيله
والاثنان سويا يملئان عليها حياتها بعد زواج تؤاميها الكبار فهنا أصبحت لديها أسرتها الصغيرة التي تشغل كل وقتها واحمد لديه بيته وعمله المنهمك به ، يزورانها باستمرار لكن التؤامين الصغار لا يشعرانها بفراغ لا تعلم ماذا ستفعل حينما يتزوجان، ابتسمت بمكر وهي تتذكر تبرم خالد من عدم مطالبتها لهما بالزواج فيسخر منها بمكر وهو يتهمها بأنها تحبسهما بجوارها حتى يظلا يدللاها كما يفعلا فتجيبه هي بمشاكسة أن من يرفض الدلال لا يستحق العيش .
أعلنت أخيراً عن وجودها فيقفزا الاثنين يحاوطنها .. يضمها عبد الرحمن بحنو يسأل عنها بإهتمام يطمئن على صحتها ويقبل رأسها بينما عمر ينتظر إلى أن ينتهي أخيه فيضمها من خصرها ويحملها رغم عنها ليدور بها دورة كاملة وهو يهتف بصخب : كيف حالك يا نولا اشتقتك يا حبيبتي ثم ينهال على وجنتيها تقبيلا إلى أن يزجره إحدى الاثنين الآخرين فهو لا يتوقف إلا حينما يدفعه عبد الرحمن بعيدا عنها أو يزجره خالد بخشونة
ضحكت برقة حينما سحبه عبد الرحمن من قفا قميصه القطني بعيداً عنها وهو يزمجر بغضب : توقف يا أخي ، في إحدى المرات ستؤذيها
رقص عمر حاجبيه وهو يضمها إليه مرة أخرى قبل أن يجلسها بكرسيها ويقبل رأسها : أنت تغار يا أخي لذا تبعدني عنها .
قلب عبد الرحمن عينيه بملل ليهمهم بمزاح : تافه.
فيجيب عمر بمزاح مماثل : بارد .
يهتف عبد الرحمن قاصداً اغاظته : لا افهم كيف تُدَرِس بالجامعة وأنت بشخصيتك المائعة هذه .
فيبتسم عمر بثقة : تركنا لك الثقل يا أبو دم ثقيل .
تحكمت في ضحكتها لتهتف بصراحة مفتعلة : توقفا من فضلكما وانضجا قليلاً.
صاحا سويا : هو من بدأ
ضجت ضحكتها وهي تنظر إليهما بعشق امومي ولوم : مهما كبرتما ستظلان صغيري .
ابتسما وخفضا نظريهما ليصدح صوته من خلفها : كل منهما بعرض وطول الباب وتلقبينهما بالصغيرين ألا يوجد حد لهذا الدلال الزائد ؟!
انتفضا الولدان واقفان ليمنحا أبيهما تحية الصباح قبل أن يتجه نحوها يكتنف كتفيها بكفيه يقبل قمة رأسها وينحني مقبلاً وجنتها ثم يخطف قبلة سريعة من خلف اذنها مستغلاً انشغال الولدين وهو يهمس لها : صباح الخير
اشاح عبد الرحمن بعينيه في حين ابتسم عمر بمكر وهو يخفض نظره بعيداً ليشير إليهما خالد أخيراً بالجلوس بعدما جلس هو بالكرسي المقابل لكرسيها في الطاولة الدائرية فتهمهم برضا : صباح النور .
ابتسم بعشق لها وهي تصب له الشاي في فنجانه الخزفي وتتبعه بقليل من اللبن قبل أن تقلبه برقة فتناوله اياه : عادتك الانجليزية المفضلة يا خواجة.
لمعت عيناه بوميض ماكر ليجيب ساخراً : نعم هي عادة انجليزية المصريين يفعلونها أكثر من الانجليز نفسهم .
تمتم عبد الرحمن وهو يمضغ طعامه : لا يهم يا أبي من اخترعها ما يهم أننا سواء كنا مصريين أم أجانب فهي تلازمنا بكل جوانبها البغيضة .
عم الصمت وعينا منال تتسع بصدمة ، توقف عمر عن المضغ وهو يقبض كفيه مراقباً لملامح أبيه الجامدة وميض عيناه الذي اختفى ، نظرته الدافئة التي استحالت إلى جليدية وفمه الذي تشدد وهو يرمق ولده بثبات فيتبع عبد الرحمن بهدوء وهو يماثل أبيه برودا : فالشاي بلبن من اسوأ العادات التي قد تفعلها في حياتك فهو ليس مفيداً ، اللبن يَفسّد بمزجه مع الشاي والشاي يفقد مذاقه بوضع اللبن عليه والاثنان سوياً عادة صحية سيئة ، أكمل وهو يكمل تناول طعامه بهدوء – من رأيي أن هذا مثال حي ينبهنا لمساوئ اجتماع النقضين ، كالأبيض والأسود .. الشرق والغرب .. المصري والانجليزي .
ابتسم خالد ببرود وهو يرتشف بعض من فنجانه ليهتف بهدوء : بعض العادات السيئة تلازمنا طوال حياتنا لا نفكر بمساوئها على قدر ما نسعد بوجودها جوارنا ، الفكرة في الرضا يا بني ، اجتماع النقيضين ليس سيئاً بل اكثر من رائع، أنت فقط من لا تفهم .
ابتسم عبد الرحمن بسخرية فاصبح الأكثر الشبه به ليرفع عينيه لأبيه : لا أريد الفهم ، فأنا مدرك الأمر دون فهمه ، ومن رأيي أراه سيئا ، هز رأسه بعدم معرفة – عامة اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية يا أبي.
تابع خالد احتساء الشاي ليكح عمر بهدوء : هل ستحضر اجتماع اليوم يا أبي ؟!
أومأ خالد رأسه : نعم زوج خالتك أكد علي الحضور دون أن افهم السبب .
مط عمر شفتيه ليجيب بفطنة : اعتقد أنه خائف أن يلغي عاصم الامر برمته ، فعاصم أصبح على المحك وخاصةً وهو يشعر بأنهم يراوغونه ويريدون استغلاله .
ابتسم بمرح : وأنت أدرى بعاصم حينما يشعر بأن احدهم يريد استغلاله أو أخذ اكثر من حقه .
هز خالد رأسه بتفهم ليتمتم : معه حق ، إنه رجل أعمال بارع بجانب أنه مهندس شاطر .
مضغ عمر الطعام وعيناه تومض بتفكير ليهمهم : لكن احمد سيكون متواجداً يا دادي لماذا أنت ذاهب إذاً ؟! اتبع بتفكير – فأحمد يعمل كصمام أمان ممتاز أمام غضب عاصم حينما يغضب .
عبس خالد لتسأل منال بحنق: هل سيذهب أحمد اليوم وهو من عاد البارحة فجراً ؟!
رمقه خالد بجانب عينه وخاصةً حينما نهضت والدته تبحث عن هاتفها وهي تبرطم بكلمات عديدة لم يفقهوا معناها ليتمتم عبد الرحمن من بين أسنانه : اصلح ما أفسدته يا تؤامي المرح .
كتم خالد ضحكته وهو يراقب تعابير عمر الذي نهض يتبع أمه يحيطها بذراعيه قبل أن يسحب هاتفها فتنظر إليه بحدة ليبتسم باتساع : ماذا تفعلين يا منالي ؟!
زمت شفتيها بحنق : هات الهاتف لأتصل بأخيك أخبره ألا يذهب للعمل ويكفي أن أبيك ذاهباً بدلاً منه ؟!
باعد الهاتف عن مرمى يديها ليهتف بمرح : ستوقظينه يا نولا ، اتركيه نائماً قليلاً ، ليتبع وهو يغمر لها بعينه : أو يتلقى الدلال على يدين ابنة الوزير.
احنى رأسه لها وهمهم : أيا كان ما يفعله الآن فاتصالك غير جيد لصالحه .
اعتلى التفكير ملامحها : لا أريده أن يذهب للعمل ولتهدم المؤسسة فوق رؤوسكم جميعا بم فيكم سيادة الوزير .
التفت إليها خالد بصدمة ليبتلع عبد الرحمن ضحكته وهو ينظر إلى أبيه الذي هز رأسه بضيق قبل أن يهتف : كل هذا لأجل ولدك .
التفتت إليه بحنق : نعم ، سأدافع عنه منذ اليوم يا خالد ، إذا كنت لا تريد الوقوف في وجه وائل وتعنته معه سأقف أنا وليحدث ما يحدث .
رفع خالد عينيه بنظرة عتاب قوية لعمر الذي ابتلع ضحكته وهتف بجدية : ما دخل زوج خالتي بالأمر الآن يا ماما ، أحمد سيأتي إلى الإجتماع لأنه مدير الصفقة ليس إلا ، تابع حينما رمقته بغضب – ومن الممكن ألا يحضر ، فقط اتركيه الآن نائماً وأنا سأهاتفه واخبره أن لا يأت – إذا أراد- لأن أبي سيكون حاضراً .
كتفت ساعديها امام صدرها قبل أن تهز رأسها بالإيجاب فيدفعها عمر بخفة وهو يسير بجوارها : هيا يا حبيبتي تناولي فطورك الذي اعددته بنفسي لأجلك .
قبل وجنتها ليجاورها جالساً بعد أن قرب كرسيه منها ليباشر اطعامها بيديه وهو يضع رأسه فوق كتفها فيصدر عبد الرحمن صوتاً ويشير برأسه على عبوس أبيهما وغيرته الواضحة فيحرك عمر رأسه بيأس قبل ان ينتفض واقفا : الحمد لله ، لقد شبعت سأذهب أنا ، أشار لأخيه – هل سترافقني ام لا ؟!!
نهض عبد الرحمن بدوره : بل سآت معك ، توجد بعض المعاملات الخاصة بطلبية الاجهزة الطبية الجديدة لا أفهمها ، أريد مباحثتها مع العم بلال .
التفت إلى والديه : اراكما مساءً بإذن الله .
قبل عمر رأس والدته ليمأ برأسه إلى أبيه : أراك بالمؤسسة يا دادي .
هتفت منال حينما هما بالانصراف : سأذهب لأخيكما اليوم من يريد أن يتناول طعام الغذاء معنا فليأتي إلينا هناك .
عبس عبد الرحمن بعدم رضا ليهمهم عمر بتسلية : لقد عاد اليوم يا ماما ، لتذهبي إليه غداً ، واتركيه بمفرده مع الأميرة اليوم فقط .
كتم عبد الرحمن ضحكته حينما ابتسم خالد رغم عنه لتهتف منال بحنق : ماذا تقصد يا ولد ؟!
ضحك عمر بخفه وهو يرفع كفيه : لا أقصد شيئاً ، سأتناول الغذاء في العمل ، اراكما على خير .
ادارت رأسها لخالد فيزداد عبوسها بينما رأت ابتسامته : لماذا تبتسم هكذا ؟!
قهقه ضاحكاً ليسألها بمكر : هل حقا تسألين عن مقصد عمر يا منال ، ألا تعرفين ماذا يقصد ؟!
احتقن وجهها لترفع رأسها بشموخ : لا ، لأني لا أرى في زيارتي لابني اليوم أية مشكلة ؟!
تنهد خالد بقوة : أنت مستاءة من غيرة وائل على ابنته وتعنته مع ابنك ، وأنت تماثلين وائل غيره على أحمد .
ردت بسرعة : لكني لا اتعنت مع أميرة .
رمقها من بين رموشه باستفزاز لتتابع – حقا يا خالد أنا لم اضايق أميرة بكلمة منذ زواجهما ، حتى أمر الانجاب لم اسألهما يوماً عنه .
رد بجدية : لا تفعلين خوفاً من رد فعل ولدك يا منال ليس إلا ، أما عن مضايقتك لأميرة فالمضايقة ليست بالكلام فقط ، هناك أفعال تثير الضيق أكثر من الكلمات بكثير .
همت بالرد فقاطعها بإشارة من يده : فكري جيداً وإذا صممت على زيارة ولدك اليوم أخبريني سأمر عليك ونذهب سوياً .
نهض واقفا لينحني مقبلاً رأسها فتشيح بوجهها بعيداً ليبتسم بحنو ويربت على كتفها بتفهم قبل أن يتحرك للأعلى من جديد ليبدل ملابسه ويلحق بولديه .
اطبقت فكيها بحنق تملكها قبل أن ترفع رأسها بإصرار والكبر يعتلي هامتها لتبتسم بعصبية تتناول هاتفها الذي وضعه عمر بجانبها وتداعبه لتهتف بلباقة : صباح الخير يا أميرة ، كيف أصبحت يا حبيبتي ؟!
استمعت لترحيب ابنة شقيقتها لتتبادل معها بعض اطراف الحديث قبل ان تهتف بها : حمد لله على سلامة رجوع أحمد يا حبيبتي ، اتسعت ابتسامتها وهي تستمع إلى رد زوجة ابنها اللبق لتخبرها بإقرار واقع : سناتي أنا وعمك خالد لتناول الغذاء معكما اليوم بإذن الله ، أتمنى أن لا نزعجكما بوجودنا .
ابتسمت براحة تخللت حواسها وهي تسمع رد أميرة المرحب بهما واحتفائها بوجودهما ومدى سعادتهما بزيارتها هي وحميها .
اغلقت الهاتف بعد قليل لتتمتم بحنق : الفتاة مرحبة، خالد من يريد لومي فقط . تأففت بضيق قبل أن تنهض تنادي العاملة لتعد لها بعض القهوة .
***







التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 13-08-20 الساعة 09:25 PM
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس