عرض مشاركة واحدة
قديم 13-08-20, 06:18 PM   #29

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 974
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي



تحرك بخطوات مسايرة لخطوات عمه الذي يلقي بتعليماته إليه ، يناقشه بهدوء ويحاوره بتروي ثم يبتسم بإعجاب لإحدى ردوده ويهز رأسه بالموافقة وهو يهتف له بأنه أحسن التفكير وأجاد التصرف فيبتسم هو بلباقة ويهمهم : لقد تربيت على أحد أعظم مهندسين المحروسة يا عمي .
ضحك وائل باعتداد : إنك مخادع يا ولد ، فأنت تفوقت على الجميع .
تنهد بقوة ليتابع : أنا أعشق النقاش معك ، أشعر بالصخب في عقلي كلما حاورتك ،ابتسم بزهو ليتقرب من عمه بحنو - بارك الله لنا في صحتك .
نظر له وائل قليلاً ليهم بسؤاله عن شيء وهما يتوقفان أمام المصعد ولكنه سكت حينما التقط قدوم الآخران من الجانب الآخر للمبنى ، يخطو الآخر بجوار عمه وأبيه الروحي فيشكلان ثنائي مميزا حتى في تشابهما الشكلي من يراهما لا يصدق أبداً أن من يجاور خالد ليس بولده ، سحب نفساً عميقاً وهو يرمق عاصم بطرف عينه ويهمس لنفسه أن من يرى عاصم أيضاً لا يصدق أنه ليس بولده ، رغم أنه لا يشبهه شكلياً مثلما أحمد يشبه خالد ولكن روح عاصم الأبية و العنجهية الفطرية كما تقول فاطمة ، تقاربه عن أخيه ، انتبه لتحية خالد الرخيمة فصافحه و رحب به بلباقة ليرمق أحمد قليلاً قبل أن يسأله بجدية وهو ينظر إلى ساعة معصمه الفضية : هل ستغادر الآن ؟!
هم أحمد بالإيجاب ليصدح صوت خالد بهدوئه المعتاد ونبرته الماكرة : لا ، أنا من سيغادر ، لم اعد أقوى على البقاء كثيراً كما تعرف.
ضحك وائل بمودة : أصبحت عجوزاً يا خواجة .
ابتسم خالد بمكر : ليس مثلك يا باشمهندس .
اسبل وائل جفنيه وملامحه تتشكل بصبيانية بعيدة تماما عن سنوات عمره الكثيرة فيهمس قاصداً مشاغبة خالد : الشباب شباب القلب وأنا قلبي عامراً بحب الحورية .
أطبق خالد فكيه ليهمهم بالقرب منه قاصداً ألا يستمع إليهما الآخران : لولا وجودهما لأجبتك بم يليق .
جلجلت ضحكة وائل بقوة فيتبادل الآخران النظرات وهما يكتمان ضحكاتهما بشق الانفس ليدفعه خالد بلطف : هيا بنا ، هل ستأت يا عاصم ؟!
أجاب وائل وهو يدلف الى المصعد : لا عاصم سيبق فهو من يدير الأمور الآن وأنت تعلم .
هتف خالد بزهو : هو وأحمد يشكلان ثنائي مميزاً .
التفت لهما قبل أن يدلف إلى المصعد : نراكما على خير .
اشارا الاثنين لهما بالتحية لينظرا الى بعضهما قبل أن يسأل أحمد بهدوء : عندي أم عندك ؟!
كح عاصم بخفوت : بل عندك .
تلاعبت ابتسامة احمد بشفتيه قبل أن يسأله بمكر : أنت تهرب منها اليس كذلك ، تقي نفسك من فتنة مساعدتك الحسناء ؟!
اجابه عاصم ببرود : إذاً أنت تراها حسناء ، لا ضير أن أخبر ميرا برأيك فيها .
زفر احمد بقوة : متى ستتزوج لترحمني من ثقل ظلك هذا ، وتتوقف عن حشر أميرة في منتصف حديثنا .
لوى عاصم شفتيه بضيق : ما دخل زواجي بك وبأميرتك ؟!
التفت عاصم إليه بإدراك قبل أن يستقر على إحدى الكرسيين المواجهين لمكتب أحمد : هل هي من طلبت منك أن تتحدث معي في أمر زواجي هذه المرة ؟!
ابتسم احمد برزانة : لا وأنت تعلم أنها لا تتحدث معك ولا تطلب من أحدا أن يحدثك ، فهي تعلم كل ما تخبئه أنت جيداً عن أعين الجميع .
اختلج صدغ عاصم ليظهر عدم اهتمام ليتابع احمد بمكر : أنت مكشوف بشكل مخزي يا ابن الجمال فلا تكابر .
اكتست ملامحه بجدية أجبر عليها : لا أرى ضرر في تأخر زواجي إلى الآن ، أنت نفسك تزوجت بعد الثلاثون ولم يحدث لك شيء .
ابتسم أحمد بخفة : لا تقارن بيننا يا عاصم ، فأنا انتظرت للثلاثون لأني كنت مجبراً على انتظار أميرة ، لم يكن عمك ليسمح لي بان أتزوج منها وهي لم تتم العشرون ، وأنت الأدري بعمك جيدا ، تابع وهو ينظر إلى عمق عيني عاصم - أما أنت فتضيع عمرك هباءَ .
اقترب من مكتبه بجسده ليهمس له : من الغباء أن تقضي أيامك تعيساً والسعادة أمامك فتترفع أنت عن الفوز بها .
ازدرد عاصم لعابه ببطء : لست مترفعاً ، بل أنا زاهداً يا أحمد .
رمقه أحمد بنظره خاصة ليهتف بمكر : أنت كاذب يا ابن الجمال ، فأنت تتوق بكل جوارحك لما تظن نفسك زاهداً فيه .
زم عاصم شفتيه بضيق سرعان ما انقلب إلى غضب حينما دق الباب ودلفت هي إليهما دون أن يسمح لها أي منهما بالدخول ، تتهادى بخطوات استعراضية وابتسامه مغوية : عاصم بك ، كنت أبحث عنك .
تمتم عاصم بالاستغفار لتتسع ابتسامة أحمد وهو ينظر له بطرف عينه : يا مرحباً بالحسناء حسناء ، أية رياح طيبة القت بك علينا .
رفت برموشها في نظرة تذيب الحجر : أتيت أبحث عن الباشمهندس عاصم.
تمتم أحمد بمرح : هنيئاً للباشمهندس حينما تبحث عنه الحسناء .
ضحكت برقة لينتفض عاصم بحدة : ماذا تريدين يا حسناء ، أعتقد أنه أمر هام ما دفعك للبحث عني وهذا الأمر الهام لا ينتظر إلى أن تنتهي من المرح مع أحمد بك .
توترت وقفتها لتتلعثم وهي تخفض رأسها حرجاً : المعذرة يا باشمهندس ، ولكن هناك أمرا يريدك به عمر بك وينتظرك في مكتبك لأجله .
عبس بعدم فهم : ولماذا لم يأت عمر بدلاً منك ليناقشني في الأمر الهام الذي يريدني به .
كحت بحرج لتجيب : أنا أخبرته أن ينتظر إلى أن أبحث عنك.
__ حسناً اذهبي وسآت على الفور .
همت بالاعتراض ليهتف بحدة تملكت منه : اذهبي يا آنسة واخبري عمر أني سأمر عليه بمكتبه .
تمتمت بإذعان وهي تغادر المكتب بخطوات مهرولة .. مضطربة .. محرجة ، ليصدح صوت احمد بمزاح ساخر : تؤ .. تؤ ، ما بالك يا رجل ، احرجتها دون وجه حق ، أنت قاسي القلب يا عاصم ، لا تقدر وجود الحسناوات من حولك .
التفت إليه عاصم يرمقه بحدة ليبتسم عن تكشيرة زينت ملامحه : تركت لك التقدير يا رقيق القلب ، وصدقني هذه المرة سأخبر أميرة .
انتفض أحمد واقفاً ليهتف بجدية : لا مزاح في هذا الأمر يا عاصم .
رفع عاصم حاجبيه بدهشة مفتعلة : من قال أني أمزح ، سأخبرها جدياً هذه المرة .
__ عاصم ، هتفها أحمد بنزق ليشير إليه عاصم بيده في لا مبالاة : أراك قريباً يا رقيق القلب ، أبلغ سلامي لميرا .
ابتسم أحمد وهو يعاود الجلوس من جديد يسترخي بجسده في كرسيه الوثير ، ينظر إلى صورتها ذات الإطار الخشبي الفخم والتي تزين طرف مكتبه ، تطل برقتها وابتسامتها الهادئة المعهودة التي تنير بها دربه ليبتسم بشغف ثم يهمهم بشوق : أميرتي
ضغط سماعة دقيقة وضعها بأذنه فيأتيه صوتها مجيب ومرحباً كعادتها فيهمس بصدق : اشتقت اليك .
***
ابتسمت وموسيقى الأغنية تنساب لأذنيها فتذكرها بأيام جميلة مضت حينما كان يغازلها بتلك الأغنية تحديداً ، تنهدت بقوة حينما أتاها صوته : تحبين هذا البرنامج الإذاعي
ابتسمت برقة : أنه يبث أغاني قديمة تعيديني لأيامنا سوياً.
عبس بتعجب وهمهم وهو يقترب منها : ما بالك تقولينها و كأن أيامنا انتهت؟!
همت بالرد قبل أن تشهق بمفاجأة حينما حاوط خصرها براحتيه ليجذب ظهرها إليه فيلصقه بصدره يضمها بحنو ويركن ذقنه فوق كتفها متمتماً بلهجته الشامية وهو يقبل عنقها بقبلات رقيقة متتالية : واسمحوا .. إذا بتسمحوا
واستحوا ما بقى تجرحوا .. لو زعل أنا بصالحه بالقلب ساير مطرحه
ضحكت برقة حينما أدراها لتواجهه ، تهمهم وهي تتفادى قبلاته التي تستهدف شفتيها : توقف حتى لا يدخل إبنك أو ابنتك ويقبضوا علينا متلبسين بالجرم المشهود .
جلجلت ضحكته قبل أن يهتف بمرح : بم أنها وصلت للجرم المشهود سأقبلك عنوةً وليفعلا ما يريدا ، يصطفلوا .
تعالت ضحكاتها التي بترت على قبلته التي اعتقلت شفتيها لثواني قبل أن يتركها برقة يحتضن وجهها براحتيه ، يلامس وجنتيها بإبهاميه وهو يدير عينيه عليها : العمر يمض معك لا أشعر به .
توردت وهي تتعلق برقبته تضم جسدها إليه وتهمهم : من يصدق أن سهيلة ستتم الخمسة عشر عاماً ، رفعت نظرها إليه – كلما نظرت إليك تذكرت ذاك الشاب الشامي الذي يصبح بي بغضب لأني صرخت على شقيقي الصغير .
ضحك : لقد ارتعبت حينها وأنت تصحين بعمر يا هنا ويا ليتك سكت حينما صحت بك أن تتوقفي عن الصراخ بل صحت بوجهي ثم اغرقتني بالماء انتقاماً .
عبست بغضب مفتعل : لقد أخذت جانب عمر يا تيم .
اجاب سريعاً : لأنك كنت حمقاء كلياً الولد كان يلعب ولا يوجد خوف عليه ولكنك ارتعبت أن يقع بحوض السباحة وازدت الامر حماقة حينما دفعتيه عنوة لأنه لا يستمع إليك.
اتسعت عيناها ورددت بصدمة : أنا حمقاء .
أجفل قليلاً قبل أن يجيب بسرعة بديهة : حينها يا حبيبتي ، ظننت ذلك حينها ، ضيقت عينيها فاتبع بحنو- قبل أن اكتشف أي قلب رقيق تملكين وأي حنان أمومي يعتمر بداخل روحك الشقية .
ابتسمت لتهمس : وأنا الأخرى اكتشفت كم أنت شاب مشاكس .. جريء .. صاخب ، ومجامل حينما شربت القهوة دون سكر لأجل ألا تكسر بخاطري .
انفجر ضاحكاً فتأملته بحب سكن حدقتيها ليغمز لها بعينه : بل كانت قهوة بالملح يا حبيبتي ، لوت شفتيها فأكمل – لم أرد أن اكسر بخاطرك وخاصةً حينما اخبرتني موني أن هذه أول مرة تصنعين بها القهوة .
جذبها إليه ليلصقها أكثر بجسده : تخيلت يومها أني اتقدم لطلب يدك وأنت تختبرينني على الطريقة التركية ، فلم امانع من شرب الفنجان كاملاً .
تنهدت برقة : لتخبرني وأنت تنصرف أن القهوة بالملح من يدي أجمل من أجمل قهوة بالسكر شربتها بحياتك كلها .
همهم بأنفاس ساخنه وهو يلامس ثغرها بطرف ابهامه : وإلى الآن إنها لأجمل ما تذوقت بحياتي .
عضت شفتها برقة فيميل ليقبل موضع عضتها لشفتها قبل أن تنتفض بمفاجأة وهي تنظر لولدها الذي وقف ينظر لهما باستياء قبل أن يهتف بضجر : ألن تتوقفا ، أصبحت طولك يا ماما وأنتما تتغازلان بالمطبخ دون اعتبار لوجودي .
كتمت ضحكتها في صدره ليصيح هو بخشونة مفتعله : أخرج يا ولد ولا تعد .
لوى إبنه شفتيه وهو يهتف ساخراً : سأفعل بابا ، اتبع وهو يتحرك بالفعل – لذا كانت سهيلة تعدو في البيت بوجه محمر خجلاً .
توقف ليتابع : لا ريب أنها رأتكما ، رقص حاجبيه بتسلية – أرني كيف ستصرخ عليها يا أبي ، كما تفعل معي .
التف تيم إليه بنصف جسده : لن أفعل بل سأذهب اليها واراضيها ، أما أنت إذا أمسكت بك سأعلقك من قفاك بالشجرة التي في منتصف حديقة المنزل .
ضربته هنا على صدره بخفة لتنظر إليه بعتب قبل أن تهتف : اذهب يا خالد وأبدل ملابسك ريثما أضع الطعام على الطاولة يا حبيبي .
رفع تيم حاجبه باعتراض لتكمل بصوت منخفض بعد أن ابتعد ابنها وتملصت هي من احتضانه لها : سمي جده لن يجرؤ أحدهم على ملامسته حتى أنت ، دفعته بدلال في صدره – هيا اذهب واطمئن على مدللتك وخفف أثر صدمتها قليلاً .
ابتسم بزهو : مدللة أبيها وجدها لن تكون مصدومة بل هي رقيقة المشاعر ومرهفة الحس تركت أبيها يفعل ما يحلو له ، ليس مثل ابنك الجلف لديه هواية مقاطعتي حتى وأنا بدورة المياه .
قهقهت ضاحكة ليبتسم بعفوية على ضحكتها قبل أن يندفع نحوها يضمها الى صدره يقبل شفتيها برقة ثم جبينها بامتنان ليزفر بقوة : سأذهب لأرى سو .
أومأت بتفهم : أخبر خالد أن يأت ويساعدني .
__ سمعاً وطاعة يا حبيبتي .
تنهدت بقوة قبل أن تتسع ابتسامتها الناقصة والتي لم تصل لعينيها وهي تفكر بحال ابنتها الوحيدة .
***
عبس بتعجب وهو يرمقها بطرف عينه ، تكاد أن تتشاجر مع أواني الطعام التي تضعها فوق المائدة ليبتسم بمكر وهو ينظر إلى الساعة المعلقة بالحائط امامه ذات الطراز القديم التي اصرت ليلته على وضعها في بهو البيت حتى ترى الوقت من خلالها رغم أنها تختلف عن الطراز الحديث المصمم عليه البيت بأكمله ولكنها أصرت ولم يقو على رفض إصرارها كعادته .
ألقت هاتفها بضجر وهي تجلس بعنف فوق كرسيها ليبتسم بحنو ويسألها هامساً : ما بال ليلتي ؟!
وكأنها كانت تنتظر سؤاله لتنفجر بحنق أمومي يعرفه جيداً : أولادك يثيرون جنوني.
رفع حاجبيه بمفاجأة وهو يسيطر على ضحكته التي كادت أن تنفلت منه ليسألها بجدية أجاد افتعالها : ماذا حدث ؟!
ضمت قبضتيها : البك الضابط بعمله ولم يأت رغم أنه أخبرني أن موعد عودته اليوم ، أشارت بيدها في حدة – حتى أني طهوت له شرائح اللحم المشوية كما يفضلها .
نظر إليها باهتمام لتتابع بضيق : والبك الآخر بعد أن هاتفني يخبرني بأنه آت على الغذاء وأنه جائع كعادته وأجبرني أن أسرع في إعداد الطعام لأجله اتصلت به حينما شعرت بتأخره فاعتذر لي بسرعة ومزحة سمجة بأنه قابل أحد اصدقائه وسيتناول طعام سريع معه لأنه سيضطر العودة إلى المشفى فآثر أن لا يأت ويعود كل هذه المسافة .
زم شفتيه بضيق من إبنه الغبي لتطبق فكيها وتهتف به في حدة : وابنتك الجميلة ، صغيرتك المدللة – أشارت له بسبابتها في تحذير- ولا تدافع عنها يا أمير ها أنا أخبرك ، لأنها اغضبتني جدا بردها المستفز أنها لن تعود على الغذاء ولا تعلم متى موعد عودتها فلديها عمل هام في الجريدة أي عمل هذا وهي لازالت تحت طور التدريب.
صاحت بحنق وعيناها تدمع : هل رزقت بهم لأتناول الطعام أنا وأنت بمفردنا لماذا انجبناهم إذاً ، أخبرني يا أمير ، لم أعد أراهم ولا أتحدث معهم ، ماذا فعلت خاطئاً معهم ليعاملوني هكذا ؟!
تساقطت دموعها ليزفر بحرقة وهو يقترب منها بكرسيه يربت على كتفها القريب قبل أن يجذبها من ذراعها القريب فيضمها إليه كيفما استطاع وهي تجلس بكرسيها لا تريد أن تغادره ، بل متشبثة به في عناد طفولي .
قبل رأسها الذي أجبره أن يستكين في صدره ليهمهم لها وهو يربت على ظهرها : توقفي عن البكاء يا ليلى لو سمحت ، الأمر لا يستحق دموعك حبيبتي .
نهنهت في بكائها ليزفر بقوة قبل أن يؤمرها بجدية : توقفي عن البكاء يا ليلى لا تجبريني حينما يعودان زوج الخيل ابنيك أن اعيد تربيتهما من جديد لأجل عينيك .
رفعت رأسها بغيرة ساطعة كالشمس : وابنتك .
رقت ملامحه ليسأل بحنو : ما بها ؟!
زمجرت بغضب : هي الأخرى اغضبتني مثلهما .
ناقشها بهدوء : لقد أخبرتني صباحاً أنها لن تعود على الغذاء وستتأخر لأن لديها عمل بالجريدة ، أنا المخطئ لأني لم أخبرك .
ضيقت عينيها ليتابع : ثم يمنى تتناول الطعام معنا دوماً لا تتغيب إلا نادراً ، أما زوج الخيل هما من يؤثران بك بغيابهما .
تورد وجهها بحرج : لا لقد غضبت من الجميع .
ابتسم بمكر : فصببت لعناتك فوق ابنتي الطيبة .
__طيبة ، ألقتها بطريقة مصرية اجبرته على الضحك لتتابع بحنق – ابنتك هذه طيبة ، إنها جبارة مثل أبيها .
رفع رأسه بزهو وعيناه تنضح فخراً : حبيبة أبيها وصغيرته ، شاكسها بوقار- هل لديك اعتراض على أبيها ؟!
شهقت بعتب : لا طبعاً وهل هناك من يماثل أبيها .
ابتسم بمكر ليهتف بغرور مفتعل : بالطبع لا .
ابتسمت أخيراً ليكمل : سأرى أمر الولدين وخاصةً عادل ، فأسعد لا أستطيع أن اعاتبه إلا حينما نفهم هل احتجز بعمله أم حدث شيء أخره في العودة ؟!
أومأت برأسها في تفهم لتهتف بقلق : هاتفه لأطمئن عليه فأنا لم اتصل به لأني غاضبة منه .
ضحك رغماً عنه و أومأ برأسه إيجاباً ليهتف بها : سأفعل ، رغم أني مستاء منك .
شحب وجهها لتهتف ببراءة : أنا ، لماذا يا امير ؟!
لوى شفتيه ساخراً : تبكين لغياب ابناءك بدلاً من أن تفرحي لأننا بمفردنا أخيراً .
حرك ملامحه بإيماءة خاصة : واعددت احتفالاً على شرفي واستقبلتني كما كنت تفعلين وهم صغار ، احنى جسده إليها - أم أنا كبرت على احتفالاتك يا ليلتي ؟!
احتقن وجهها بخجل لتعاتبه : كلانا كبر يا أمير لكزت كفه التي تلامس كتفها – توقف يا رجل لقد قاربت أن تكون جد .
رفع كفيه بشقاوة : لم يحدث ، إلى أن اصبح جد رسمي فأنا بعز شبابي .
تعالت ضحكاتها لينهض واقفاً يجذبها من كفها ليوقفها بدورها فتهمس بخجل طغى عليها : أمير ماذا تفعل ؟!
حاولت أن تتملص من دفعه لها لغرفتهما : توقف يا أمير.
حاوطها بذراعيه ليحتجزها بينهما وهو يدفعها بجدية ليهمهم بجانب أذنها : لن أفعل ، فهذه الامور لا تتكرر بكثرة هذه الأيام ، لنستغل أن البيت فارغ من سوانا .
نظرت إليه بعشق لتستجيب إلى عناقه وقبل ان يغمرها كليا هتفت بجدية وهي تبتعد عنه : فقط أغلق الباب بالمفتاح حتى لا يداهمنا أحدهم .
قهقه ضاحكاً وهو يستجيب لرغبتها بالفعل ليجذبها إليه ثانيةً : تأثيري عليك سيئاً يا ليلتي أصبحت تتحدثين بلغة رجال الأمن .
لامست طرف ذقنه : بل تأثيرك علي رائعاً ، أحبك يا اميري .
ومضت عيناه بلون عسلي رائق ليجذبها في عناق غمرهما سوياً .
***
وقف مستنداً بمرفقه على الحائط بجانبه ، يبتسم بمكر ظلل بنيتيه ولمع ثغره بابتسامته المتهكمة والتي دائما عنوان له ، ينظر إليها من بين رموشه منتظرا أن تلتفت إليه ، فيشعر بروحه تتحرر جليا في سمائها
كم اشتاق لها .. وكم يخذل قلبه حينما يتركها مشتتة تتيه في بحور تساؤلاتها ، وكم يؤلمه أن تنظر اليه بحدقتيها الواسعتين تساله ببراءة فيتحاشى النظر إليها ويظل صامتا غير مجيب لسؤالها !!
تنفس بقوة لتلتفت كما توقع وتحتل ابتسامتها ملامحها ، تملئ ثغرها بفرح ،تغمر عينيها باشتياقها الحاني إليه . تقدمت منه ببطء ليتحرك باتجاهها فتتوقف قبل أن يتلامسان ليتنهد بقوة قبل أن يجذبها إليه و يغمرها بعناق دافئ تلقته بترحاب والشرارات الوردية تحتل وجنتيها بخجلها الحاضر دوما بينهما!!
ابتسم بحب ليهمس : مرحباً
همست بخفوت : مرحباً بك
تحركت خطوتين للخلف وقالت : تفضل .
ضحك بخفة ليهمس بمكر : إذاً قررت الإهتمام بي ووضعي بجانب شتلاتك الغالية
ضحكت بخجل لتهمس : بل أغلى شتلاتي كلها .
تحرك خلفها ليحيط خصرها ويجذبها قريباً منه يقبل طرف رقبتها فتميل عنقها بخجل ، همس بأذنها وهو يقضم بحنو شحمة أذنها : اشتقت إليك ، أتيت خصيصاً لأخبرك بشوقي ولهفتي لك
همهمت بإسمه وهي تذوب خجلاً من مغازلته الجريئة لها فيهمهم بأنفاس ساخنة وكفيه تلامسان جسدها بشغف بعد أن أدارها لتواجهه ، يلامس ملامحها بشفتيه ويتابع بصوت محموم: لم أستطع السيطرة على قلبي حتى بعد مكالمتنا الطويلة ، وجدتني لا أستطيع التركيز فأتيت على الفور .
شهقت بخجل ويده تمتد لسحاب فستانها فتتمتم بأنفاس لاهثه : أحمد والديك على وصول
غمغم وهو يقبلها قبلات ملتهبة متتالية : لا يهم ، أنت زوجتي .
دفعته في صدره ببطء فلم تستطع ابعاده عنها فتهمهم من بين شفتيه بصوت خافت : و والدي أيضاً.
ابتسم بمكر وهو يدفعها لتسير معه إلى تلك الأريكة التي وضعها لها في بيت الورود خاصتها حتى تجلس عليها تقرأ وتستمع إلى الموسيقى كما تفضل فيميلها ويستلقي بجانبها : انسي كل شيء وكوني لي .. معي .. خاصتي .. أميرتي
بعد وقت يناما متواجهين .. متلاحمين .. يزرعها بصدره العريض ويحيطها بذراعيه فيخفيها عن الكون .. ساقيهما متشابكتين وكفيها مفرودين على صدره العار ، لامس كتفها العاري بأنامله يكتب إسمه فوق بشرتها الندية كما يحب .. نظراتهما متصلة و أنفاسهما متلاحقة . نقل أصابعه ليلامس خصلاتها المفرودة يعيدها للخلف قبل أن يقبل جبينها ويهمس بعشق صاف : أحبك يا أميرتي
تنهدت بهيام وهي تدير نظراتها على ملامحه فيبتسم بمكر ويسأل مناغشاً وهو يطرق جبهته في رأسها بلطف : تحبينني ؟!
لامست شعيرات ذقنه بأصابعها : ألا تشعر بي ؟!
تنفس بقوة : أريد سماعها .
تمتمت بخفوت : أحبك
تأوه برغبة استبدت بأوصاله فهم بوصالها من جديد لتدفعه بجدية هذه المرة : توقف يا أحمد ، فأنا تأخرت كثيراً ويجب أن أكون في استقبالهم .
عانق رقبتها بشفتيه في قبلات متلهفة ليزمجر دون رضا حينما تملصت من أسر ذراعيه : لم يخمد شوقي بعد .
ضحكت برقة : دع شيئاً للمساء .
هم باقتناصها من جديد فتدفعه برجاء : هيا غادر قبل أن يأتوا ويجدونك هنا ، أراهن أنك أتيت من الباب الخلفي حتى لا يراك أبي ويعلم أنك غادرت الشركة .
لوى شفتيه وهو يحررها أخيراً فتبدأ بارتداء ملابسها وهي تخفي نفسها عنه خلف ساتر خشبي تضع من خلفه شتلاتها الصغيرة حتى لا يمسها سوء ، هتف وهو يباشر بإرتداء ملابسه : لقد أتيت بسيارتي من باب الفيلا الآخر ، حتى لا اصطدم به إذا كان موجوداً ، اتبع بضيق - أباك لا يُطاق يا أميرتي .
طلت بوجهها من خلف الساتر لتنظر إليه بعتب وتهتف بإسمه في عدم رضا فيبتسم برجاء : لا تغضبي ، ولكن كوني عادلة ، أيحق له ما يفعله معي ، أنه يحاصرك كلما تواجدنا سوياً حتى لا يدعني ألامسك ولو بالخطأ.
خرجت لترتدي حذائها وهي تهتف بنزق : لأنك تتعمد اغاظته .
هتف بحدة : اغاظته !! أنت زوجتي ، حقي .
رمقته بعتب فيتابع وهو يقترب منها بعد أن أكمل ارتداء ملابسه، يقبل وجنتها ويهمس بحرارة: من أجلك سأهادنه .
ابتسمت بعشق غمر نظراتها فتتعلق برقبته وتهم بالرد عليه ليقاطعهما صياح أبيها منادياً بإسمها في دلال قبل أن يكتشف وجوده فيصرخ بمفاجأة : أنت ماذا تفعل هنا؟! ألم أتركك في الشركة؟!
كتم ضحكته على وجه حماه المكفهر ليتمتم بصوت أبح : انهيت عملي فعدت لمنزلي ، صاح حماه - الآن ، ما هذا العمل الذي ينتهي الرابعة عصراً ؟! ثم ما الذي أتى بك الى هنا وكيف أتيت ولم تمر علينا بالخارج فأنا لم أرك إلا الآن ؟!
التفت أحمد من حوله : لا أفهم ما الذي يغضب سعادتك أكثر عودتي باكراً أم وجودي هنا في البيت الزجاجي ؟!
صاح وائل بنفاذ صبر : الأثنين .
لمعت ضحكة ماكرة على شفتي احمد قبل أن يهمس : حسناً لا تغضب يا عماه ، سآتي معك لأسلم على والدي وخالتي ثم أعود ثانيةً إلى عملي ، التفت ينظر إليها ويغمز بعينه في شقاوة ويهمهم بخفوت - فما أتيت لأجله حصلت عليه .
عبس بغضب وهو يراقب وجنتي ابنته الساكنة أمامه بخجل أشعل تلافيف عقله ليصيح : ماذا تقول لها ؟!
نظر له أحمد بذهول ليتمتم بصعوبة نظراً لتحكمه في زمام ضحكته : لا شيء يا عماه .
رفع وائل حاجبه بإعتداد : حسناً هيا أمامي لتعود إلي عملك .
أومأ احمد بالإيجاب ليتوقف قبل أن يغادر : أميرتي ، هيا يا حبيبتي
دفعه وائل بخشونة وهو يهتف بتذمر : لا تتحدث معها هكذا أمامي مرة أخرى ، ثم لا تجبرها أن تفعل شيء لا تريده ، إلتفت إلى أميرة التي تحكمت في ضحكتها وهي تنظر إلى أحمد الذي يبتسم بمكر ويحدثها بعينيه - ابق يا أميرة أبيك كما تريدين ، من الافضل ألا تأت الآن .
حكت أميرة طرف أنفها وهي تتحكم في ابتسامتها في حين انفجر أحمد ضاحكاً رغم عنه ليصيح وائل بعنف : ما المضحك فيم قلته يا ولد ؟!
سيطر على ضحكته ليهمس بمكر : لا شيء يا عماه المعذرة ، أشار بيده - سأغادر أنا .
تمتم وائل بتهكم : مع ألف سلامة .
حياها برأسه فخفضت رأسها بخجل و بتحية خاصة بينهما يدركها جيداً قبل أن تنهض واقفة فيسألها وائل بمودة : أين تذهبين يا أميرتي ، أريني ماذا كنت تفعلين هنا ؟!
رجف جفنيها واحتقنت وجنتيها خجلا لتتمتم بخفوت : كنت أنقل الشتلات في أواني أكبر يا بابا ، المعذرة تأخرت عليكم ولم أكن في شرف استقبالكم
ربت على كتفها بحنو وهو يستبقيها ليقبل رأسها : لسنا بأغراب يا حبيبتي ، ثم أنه بيت جدك المعتادين عليه .
ابتسمت برقة وصمتت قليلا لتجيب بهدوء : إنه بيتي يا أبي ، وأنا سيدته ، لا يصح أن أتأخر على ضيوفي أكثر من ذلك .
تمتم بتبرم : انهما خالتك وزوجها .
اتسعت ابتسامتها وهي تنظر إلى عمق عيني : إنهما والدا زوجي ، لا يصح أن تنتقدني حماتي يا أبي وتثرثر أني اهملتها وهي هنا .
تمتم من بين أسنانه : ولدها معها ، تحركت لتغادر البيت الزجاجي فيتبعها مجبراً - أحمد سيعود إلى عمله .
زم شفتيه بضيق انقلب إلى غضب لمع بمقلتيه وهو يلتقط جلوس أحمد فوق ذراع مقعد فاطمة ، يحيطها بذراعه من كتفيها ويسند ذقنه إلى رأسها وهي تربت على وجنته بأمومة فيقبل رأسها ويهتف بمرح: لا حرمني الله منك يا خالتي .
ضربته برفق فوق ركبته المجاورة لها : توقف عن مناداتي هكذا .
نظر إليها بخبث : ألست والدة زوجتي ،و شقيقة والدتي ، إذاً أنت خالتي من الجهتين
تأفف وائل بحنق وهو ينضم إلى الجلسة : اجلس كالبشر بدلاً من جلسة القرود هذه .
نظرت له فاطمة بعتب ليبتسم خالد بمكر وهو يتبادل النظر مع أحمد الذي ضحك بمرح في حين تجاهلت منال حديث وائل الحاد لترحب بأميرة التي أتت تتهادى برقة : تعالي يا حبيبتي اجلسي بجانبي.
ابتسمت أميرة برقة وهي تقترب من خالتها بالفعل قبل أن يتحرك احمد بسرعة فيجلس على الكرسي ويجذبها إليه فيجلسها فوق ساقيه .
انتفض وائل بغضب في حين شهقت أميرة باعتراض وهي تحاول أن تتملص من ذراعيه المطبقين عليها ليصرخ وائل : أجننت يا ولد ؟!
لمعت عينا خالد بإعجاب لتضحك فاطمة برقة في حين تمتمت منال : أحمد هذا غير لائق .
نظر إلى والدته ليرفع عينيه إلى حميه : ألم تطلب مني أن أجلس كالبشر ؟!
صاح وائل : هكذا ، أهذه طريقة مناسبة للجلوس أمامنا؟!
ابتسم احمد بمكر وهو يخفض اهدابه : ظننت أن لا شيء بها فلا يصح أن أترك أميرة واقفة وسيادتك طلبت مني أن أجلس مثلكم ، فكان هذا الحل الأمثل .
اتبع وهو يرفع عينيه لوائل ينظر إليه ملياً : وخاصةً أني رأيتك كثيراً تجلسها أنت و خالتي يا زوج خالتي .
اكفهر وجه وائل لتتملص أميرة من بين ذراعيه وهي تتمتم بجدية : أتركني يا أحمد من فضلك .
تلاقت أعينهما هي ترمقه بعتب غاضب وهو يرجوها ألا تبتعد عنه .. ألا تتخذ جانب أبيها هذه المرة أيضاً ، لتهمس ثانيةً : أتركني .
زفر بقوة ليفك ذراعيه من حولها يدفعها لأن تنهض ويقف بدوره ، ابتسم وائل بظفر وهو يراقب غضب ابنته الطفيف وانقلاب ملامح أحمد الذي هتف بجدية : بعد اذنكم سأبدل ملابسي وأعود إلى عملي .
تمتم خالد وابتسامته الماكرة تلمع بعينيه : وما عيب ملابسك ؟!
اختنقت أميرة بخجل داهمها فخفضت رأسها وخاصةً حينما همس أحمد بمكر : اتسخت بإحدى شتلات الأميرة وأنا معها في بيتها الزجاجي .
رفعت منال نظرها إلى خالد بعتاب قوي في حين تأففت فاطمة بملل وهي تراقب نظرات وائل الغاضبة فتهتف بجدية : اذهب يا أحمد حتى لا تتأخر على علمك .
أومأ أحمد برأسه وتحرك بالفعل يغادرهم لترمق ابنتها بتساؤل : ماذا تفعلين هنا ؟!
نظرت لها أميرة بعدم فهم فتابعت بصرامة : اذهبي إلى زوجك من المحتمل أن يريد شيئا ، زمجر وائل برفض فتتبع بشدة – هل حدث مرة ولم ارافق أبيك إلى باب البيت وهو خارج ؟!
اشارت برأسها نافيةً فتتبع فاطمة آمرة بصرامة وعيناها تتقدان بغضب ترمق به زوجها : إذاً اذهبي لزوجك إلى أن ينصرف ، ولا تشغلي رأسك بنا فنحن سننصرف
تمتمت اميرة بالرفض : ولكنكم وصلتم للتو يا مامي .
تنهدت فاطمة وهي ترمق عبوس منال الغير محبب : حتى خالتك ستنصرف معي فأنا أريدها أن ترافقني في الذهاب إلى الجمعية .
__ حسناً بعد اذنكم ، تحركت أميرة خلف أحمد بينما كتم خالد ضحكته لتلمع عيناه بتسلية ، تنهدت فاطمة بقوة لتعقد ذراعيها أمام صدرها وتنظر إليهم بعتاب قوي لتهتف بحدة : ألن تتوقف تلك الحرب التي لا أفهم سببها للآن ؟!
ابتسم خالد بغموض ماكر ليشيح وائل برأسه بعيداً فتتابع بحدة : هل تشعران بالراحة حينما يتشاجران ؟!
__ بالطبع لا ، رد خالد منزعجا ليطبق وائل شفتيه بحنق فتهمس بإسمه لينظر إليها لتسأله : هل ستتحمل حزن أميرة يا وائل؟!.
__ ما الذي سيحزنها ؟! نظرت إليه - قلبها المعلق بأحمد .
انتفض بحدة لتهتف منال بعقلانية : فاطمة .
صاحت فاطمة : لا تهتفي بي ، لقد تزوجت منذ ست سنوات وهو إلى الآن ليس مقتنع بكون أحمد زوجها ، وإلى أن يقتنع سأخبره ، أميرة قلبك هائمة بابن خالتها ، تحبه كما أحببتك ، لا تريد أي شيء سواه ، ألم تخبرك من قبل يا وائل عن حبها لأحمد ، ألم تستمع إليها تبكي حينما رفضته أنت عندنا تقدم إليك طالباً يدها ، ألم تبعدها عنه كثيراً وفرقت بينهما أكثر ، لم تخالفك أميرة أبداً بل اطاعتك فيما مضى وستطيعك الآن أيضاً ، تبديك على حياتها وتبدي سعادتك على سعادتها ، تغضب زوجها لأجلك وتغضب منه لأجلك ، ما الذي تريده أكثر من ذلك ، ما تفعله يحزنها حتى وإن لم تظهر لك ذلك .
تمتم وائل مبرراً : لا أريد أن احزنها ، فقط لا أقبل تصرفات أحمد المبالغ فيها .
نظرت له من بين رموشها لتهز رأسها بيأس فتهتف منال ضاحكة : حقاً تراها مبالغ فيها ؟! يا ليت الزمان يعود يوماً لأعرفك على التصرفات المبالغ فيها ، وهذه الحديقة والبيت الزجاجي يشهدان عليك أنت وفاطمة .
اكفهر وجهه من ذكرها البيت الزجاجي فيزمجر بغضب : ابنك قليل الحياء يا منال .
ردت منال بمشاكسة : من شابه حماه يا باشمهندس .
ضحكت فاطمة رغم عنها قبل أن تنهض واقفة : هيا بنا من فضلكم
اتبعتها منال وخالد ليهتف وائل بضيق – ألن نودع أميرة ؟!
ابتسم خالد ليجاور زوجته التي هزت رأسها بيأس فتضحك فاطمة وتنظر إليه بحنو تقترب منه لتربت على وجنته قبل أن تقبلها : سأهاتفها لتأت إلينا في الغد ، هل أنت سعيد هكذا ؟!
اشاح بعينيه بعيداً عنها لتقبل طرف فمه وتحتضن كفه : هيا لنعود إلى بيتنا .
زفر بضيق وهو يتوقف أمام سيارته : سأوصلك و أعود إلى عملي .
ضمته بحنو لتقبل وجنته : سأذهب مع منال واذهب أنت إلى عملك صحبتك السلامة.
قبل رأسها وهو يضمها إليه : سلمك الله
***
يغادر دورة المياه يلف جسده بمنشفة تخفي جزئه السفلي ، يجفف شعره بمنشفة صغيرة فتهمس بإسمه تنبهه لوجودها فيتصلب جسده بغضب طفيف اعتلى محياه قبل أن يجيبها بسخريه وهو يتوقف أمام المرآة العريضة أمام فراشهم فيمشط شعره بسرعة : هل أفرج عنك والدك وسمح لك بأن تهتمين بشؤون زوجك أخيراً ؟!
تنهدت بقوة وهي تقترب منه تلتصق بظهره العار : لا تغضب يا أحمد ، لقد تحدثنا مئات المرات وبكل مرة لا نصل لنتيجة فمن الأفضل أن نتوقف عن الحديث بهذا الأمر وإجابة عن سؤالك لقد زجرتني أمي بسببك و أخبرتني أنهم سينصرفون فلا داع لوجودي فأتيت لأساعدك بارتداء ملابسك .
عبس بضيق ليبتسم ساخراً : هكذا إذاً ،لا نتحدث وأتيت فقط لأن تامي اجبرتك على ذلك وإلا لما كنت ألقيت بالاً لي ، اتبع بغلظة وهو يبتعد عنها – شكراً جزيلاً لمساعدتك فأنا أستطيع ارتداء ملابسي بنفسي .
رمقته بنظرة تعلم تأثيرها عليه جيداً لتهمهم بمكر : حقاً ؟! اقتربت منه ثانية لتتابع بتساؤل مشاكس – إذاً تقبل مساعدتي في حالة نزعها عن جسدك وليس العكس ؟!
ابتسم رغم عنه وعيناه تومض بتسلية ليجيب بجدية مفتعلة : نعم لدي مشكلة ما في فك الازرار .
صاحت بجدية : أوه ، لا استندت بمرفقها على كتفه القريب منها لتنظر إلى عمق عينيه – كيف سنحل هذه المشكلة برأيك وأنت لا ترتدي شيء من الاصل ؟!
انفرج ثغره عن ابتسامة ماكرة : ما رأيك أنت ؟!
تعلقت برقبته وهي تقف على أطراف أصابعها فتوازيه طولاً : أرى أن انزع ملابسي أنا الأخرى لنصبح متعادلين ثم نقيم مسابقة عمن يرتدي ملابسه أولاً ليصبح هو الفائز .
عض شفته بتسلية وعيناه تومض بتوق ليهمهم بوقاحة : أو لا نرتدي ملابسنا ونظل فقط متعادلين .
ضحكت برقه لتقترب منه أكثر : لن تعود للعمل إذاً ؟!
هز رأسه نافياً : وأترك المسابقة معك ، لا يمكن .
ألقاها بمزاح أثار ضحكاتها التي تعالت أكثر حينما بدأ يحاصرها بكفيه يلامسها بشغف قبل أن يضمها إليه يلتهم ضحكاتها التي تحولت لهمس بإسمه وهي تبادله شغفاً .. عشقاً .. توقاً .
***
طُرق الباب طرقتين قبل أن يفتح فيطل عليه والده يهتف بمرح وتسلية تنضح بعينيه : هل أنت متفرغ بني ؟!
ابتسم بإتساع ونهض واقفاً ويليه عمر الجالس أمامه واقفاً بدوره وهو يرحب بوالد صديقه وصديق أبيه ليتوقف عاصم فجأة عن الحركة وهو يراها تقف خلف أبيه وكأنها تستتر في جسده
اتسعت ابتسامة عمر وهو يكتشف وجودها مع عمه وليد ليرحب بها بحفاوة وهو يدعوهما للدخول ، رمق وليد إبنه بطرف عينه فيهتف عاصم بجدية وهو ينظر إليه بتساؤل : مرحباً يا أبي تفضل ، اتبع بجدية – مرحباً يا نوران .
تحرك وليد الى الداخل فتتبعه وهي تزم شفتيها وتبتسم بتوتر ليهتف عمر بمرح وهو يتقرب منها يضم كفها بين راحتيه ويصافحها بحرارة : أية رياح طيبة ألقتك علينا يا ابنة الخالة ؟!
ابتسمت بعفوية لتجيبه برقة : اشتقت إليك يا إبن الخالة فأتيت لأسلم عليك .
ضحك عمر بمرح ليضع كفه فوق قلبه بافتعال : قلبي الصغير لا يحتمل يا ذات العيون الزيتونية .
ضحكت برقة لتشير بكفها في ثقة : بل كراميل يا عمر ، أبي دوماً يخبرني أن لونها لون الكراميل .
رقص حاجبيه بمشاكسة : سيادة الوزير يشبهك بتامي ليجد سبباً لدلاله الزائد لك .
حركت كتفها بغرور مفتعل : ولماذا يجد سببا لتدليلي ، إنه يدللني وكفى .
__اووووه ، هتف بها عمر بشقاوة ليتبع – يحق لك الدلال يا نور .
ابتسم وليد بإتساع وهو يراقب ما يحدث أمامه ليرمق إبنه بطرف عينه فيهاله ملامح عاصم الجامدة ، وجسده المتشنج ليهز رأسه في يأس حينما أطبق عاصم فكيه ليرسم إبتسامة متشنجة فوق ثغره قبل أن يهتف بجدية : عمر ، انتبها كليهما إليه ليتابع بهدوء وهو يعاود الجلوس على كرسيه من جديد – أريد الشكل النهائي للعقود الجديدة من فضلك .
ابتسم عمر بمهنية : سأرتب الامر معهم وابعثهم لك بريدياً كالمعتاد .
أومأ عاصم رأسه إيجاباً ليتابع عمر سائلاً : أتريد شيئاً اخر ؟!
أشار عاصم برأسه نافياً ليرمقها عمر بحنو – مري على مكتبي قبل أن تنصرفين يا نوران ، لنتحدث قليلاً و أخبرك عن آخر مغامراتي .
ابتسمت بشقاوة وعيناها تضوي بمكر : أهي مغامرة نسائية ؟!
قهقه عمر ضاحكاً : على الإطلاق ، بل مغامرة بيئية .
جعدت أنفها بنزق : لا ، شكراً لك لا أريد أن أعرف آخر حيوان أليف تريد تربيته ، فهذا لا يقع ضمن نطاق اهتماماتي .
تمتم عمر بمشاكسة : قاسية .
ضحكت بمرح : أقسى مما تتصور .
تحرك نحو وليد ليصافحه : تؤمر بشيء يا عمي .
ابتسم وليد بمكر : سأحتاجك اليوم ولكن بعد أن أنهي حديثي مع عاصم .
أومأ عمر بالإيجاب : تحت أمرك يا عماه ، اشاح بكفه وهو يغادر- أراكم لاحقاً .
رفع عاصم نظره لها لترتجف رغم عنها أمام نظراته القاسية قبل أن ترفع رأسها بعنجهية وتتحداه بنظرات عيناها الواسعة فيهمس من بين أسنانه : اجلسي يا ابنة العم، فالمكتب مكتبك .
تحركت بخيلاء نحو الأريكة قبل أن تجلس عليها برقي ، ترفع رأسها بأرستقراطية وتضع ساق فوق أخرى فتتزحزح تنورتها القصيرة إلى الأعلى كاشفة عن أول فخذيها ، أغمض عينيه وهو يشيح برأسه بعيداً ليثبت نظره على وجه والده المبتسم بهدوء فيعاتبه بنظراته ليبتسم وليد بحنو قبل أن يحدثه بهدوء وجدية : ابنة عمك تريد أن تعمل وأنا فكرت بأن استعين بها لتنوب عني في موقعي بالمجموعة .
شحبت ملامح عاصم ونظراته تتسع بصدمه ليسأل والده بعينيه أيتحدث بجدية أم يمزح معه ، ليسبل وليد عينيه ويبتسم وهو يهز رأسه بثبات قبل أن يضع عينيه بعيني ولده ثانيةً وهو يتبع : ستكون عون جيد لك.
قبض كفيه وبسطهما عدة مرات ليتحدث بصوت خشن : عون ؟! فيم يا أبي ؟! على ما أتذكر أن نوران خريجة كلية إدارة الأعمال ، وموقعك بالمجموعة لا علاقة له بالإدارة .
عبس وليد باستنكار باسم : كيف يا ولد ألم اكن مسئولاً عن المشروعات الحديثة ، بل كنت ولازلت مدير المشروعات ؟!
سحب عاصم نفساً عميقاً ليلتقط قلمه المميز من فوق سطح مكتبه ويتلاعب به يجبر نفسه على الهدوء ويخضع عقله للتفكير حتى يستطيع الرفض دون إثارة مزيد من المشاكل ستنشأ إذا رفض عملها بمجموعة عائلتهم ، أينعم المجموعة لا تخص آل الجمال بمفردها ، بل النصف فقط ما يخص عائلتهم والنصف الآخر موزع بين آل سليم وآل سليمان وبعض الأسهم الأخرى تخص أشخاص متفرقين ، ليبق نصيب الأسد ملك لآل الجمال ، بل نصيبه في المجموعة يفوق الجميع لذا أبيه هنا يجلس أمامه ويريد موافقته .
رفع عينيه ليتحدث بجدية : كنت ولازلت يا أبي لا أنكر ، ولكن مسئوليتك عن هذا المنصب تحديدا كانت لأجل عملك ودرايتك لشئون مشاريع البناء والوحدات السكينة ، اتبع بسخرية صدحت جلية في صوته – ولكن نوران لا تفقه أي من هذه الامور .
اربد وجهها بغضب وهمت بالقفز واقفة ليشير إليها عمها بعينيه زاجراً قبل أن يرفع رأسه لولده : سأعلمها كل شيء يخص الشئون الإدارية ولنترك الامور الفنية لك .
عض عاصم نواجذه ليهمس بتساؤل : هل عمي يدري عن هذا الأمر ؟!
عبس وليد ليهتف بحدة افتعلها : وهل سيرفض عمك أمر أريده أنا ؟!
زفر عاصم بقوة : لا أقصد يا أبي ولكنها تظل ابنته لابد من موافقته على توظيفها .
نهض وليد واقفاً فاتبعته بسرعة : اعتبر الأمر محسوم يا عاصم ، فما أريده أنا لن يرفضه عمك ، اتبع وليد بهدوء – ولن ترفضه أنت ، لقد قررت وانتهى الأمر سأبلغ عمر ليعد العقود لنوران بمرتب شهري مجزي .
ضغط براحته فوق قلمه ليهتف بجدية : آسف يا ابي ،
توقف وليد عن الحركة لتنظر إليه بحدة فيتبع وهو ينهض واقفاً : أي موظف جديد يدلف إلى الشركة لدينا سياسة مالية بشأنه ، ثم إن الأشهر الثلاث الأولى تكون تحت التدريب ، فلا يستحق المرتب المجزي الا حينما يُظهر كفاءته ، تحرك نحوهما – أنا نفسي مررت بكل هذا إذ تذكر ،
وقف أمامها ليواجهها بتحدي ظهر جلياً في حركة جسده : لابد أن تعلم ابنة عمي العزيزة أن في مجموعة الجمال لا يوجد دلال أو وساطة ، بل عملها الجاد هو السبيل الوحيد للبقاء داخل أروقة هذا الكيان الضخم الذي تعب أناس ً كثر لتشييده والبقاء عليه صرحاً شامخاً ، فلتعمل بجد وتفوز بمقعدها أو تعود إلى البيت و تهنأ بدلال أبيها .
قبضت كفيها لتبتسم بغيظ قبل أن تقترب خطوة واحدة منه : بل سأبقى يا عاصم وسترى .
ناظرها قليلاً قبل أن يهتف بجدية : عاصم بك ، او الباشمهندس عاصم أيهما تفضلي استخدميه فنحن لسنا بقصر العائلة .
اطبقت فكيها بقوة وهمت بالرد ليقاطعها وليد وهو يحتضن خصرها بذراعه يضمها إليه بحنو : هيا يا مدللة عمك لنلحق بعمر قبل أن اصحبك للغذاء خارجاً .
ابتسم لولده بتسلية : عمت مساء يا عاصم .
راقبهما عاصم يغادران يرمق كف أبيه المحتضنة خصرها الهش بحنو فتتعالى أنفاسه ليغمض عينيه وهو يعض نواجذه بقهر ليتمتم : آه منك يا أبي
***
دلف من باب البيت يشعر بالإرهاق يدب بأوصاله يريد أن يغرق في سبات عميق، ولكن صوت الهرج الذي أتى من حديقة البيت أنبأه بأن النوم حلم لن يناله اليوم
زفر بقوة وهو يتبين صوت الموسيقى فعلم أن خالته هنا ليميز صوت شقيقته التي توقفت عن الغناء في أي نشاط اجتماعي ولكنها لم تنسى أبداً هوايتها في الدندنة وخاصة حينما تتواجد خالته التي تشجعها على الغناء معها مستغلة دلال أبويه سواء لها أو لشقيقته التي تستجيب لها
اقترب من مدخل الحديقة فيكتشف صوتاً ثالثاً يشدو معهما يداعب أروقة قلبه قبل أذنيه ، ليرهف سمعه فيظهر صوتها واضحاً وهي تشدو بإحساس عميق خرج محملا بروحها رغم هشاشة صوتها إلى جانب صوتي خالته وشقيقته ولكن شعورها بكلمات الأغنية والتي تمس مشاعرها كما وضح جلياً من نبراتها الشجية وهي تقول
يا نا يانا يا تعبني .. يانا يانا يا سايبني
للعذاب يسهر عليا .. والسهر يتسلى بيا
لو صحيح مش داري بيا .. ليه بتتلفت عليا
واما بتقابلك عنيا .. ليه بتهرب من عنيا

انتفضت عضلة صدغه وغناءها يضرب أوتار قلبه بقوة ليجف حلقه تماما حينما اتبعت بشقاوة تجسدت في ملامحها وقطعت نطقها للكلمة بدلال ترك أثره عليه قوياً
و اموت انا بلهيبي .. يا عذابي وحبيبي
وحبيبي ما داري بي .. وعلشانه اموت انا
ليتوقف الغناء تماماً حينما اقتحم الجلسة دون سابق إنذار فيصمت الجميع إلا آسيا التي لم تكن تشارك بالغناء ولكنها هتفت بمرح وهي تتعلق برقبته : أسعد ، اشتقنا إليك .







انتهى الفصل الاول
اتمنى يجوز على إعجابكم
منتظرة تعليقاتكم وارائكم [/right]
كونوا بالقرب دومًا 😉



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 13-08-20 الساعة 09:37 PM
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس