عرض مشاركة واحدة
قديم 13-08-20, 06:39 PM   #43

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي







البارت الرابع عشر المصائب لا تأتي فرادى






فيما كان الفندق و عماله , يرزح تحت وطأة البركان الذي انفجر فجأة ,
كانت ملك تغط في نوم عميق في فندقها , رغم أن الساعة تجاوزت منتصف النهار ,



لم يسبق أن فعلتها حتى بعد مناوباتها المنهكة , لكنها كانت على حافة الانهيار من شدة التعب و التوتر ,

و لم تستفق الا حينما استمر الهاتف في الرنين , للمرة الثالثة و أقلق راحتها




أخرجت ملك يدها من تحت الغطاء , تناولت الهاتف و دون أن تفتح عينيها ردت

" ألو "

قالت بصوت خافت




و رد الطرف الآخر بحماس

" ألو صباح الخير آنسة ملك "



بما أن ملك لم ترد قبلا , فقد اعتقدت أمينة أنها لن ترد عليها , و لكنها تفاجأت بها تفتح الخط في المرة الثالثة ,


بمجرد أن سمعها علي , حتى أشار لها بأن تفتح المكبر , و أن تتبع التعليمات التي يكتبها لها ,



لم تعرف ملك من معها على الهاتف

" صباح الخير , عفوا من معي ؟ "


" أنا أمينة مسؤولة العلاقات العامة من فندق فينوس "



بمجرد أن سمعت ملك اسم الفندق , حتى تذكرت كل ما حصل ليلة أمس ,
فتحت عينيها و جلست في مكانها بسرعة ,
و بدأت بالتفكير في الوضع و هي تشبك أصابعها في شعرها



" هل يعقل أن ذلك المجنون لا يزال يلاحق الأمر ؟
و قام بالاشتكاء عليها الى مسؤولي الفندق ؟

ربما كان عليها أن تشتكي عليه أولا و ألا ترحل بكل بساطة "


فكرت ملك بينها و بين نفسها دون أن تبدي شيئا , و كانت أمينة من بادر بالكلام




" في الحقيقة آنستي , اتصلت لأعتذر عن الفوضى التي حصلت بالأمس ,
أعلموني صباحا أنك غادرت باكرا , بعدما حصل خطأ في الحجز "




تنهدت ملك باطمئنان لأن الأمر لا يتعلق بذاك الرجل المستفز , و أجابتها بتهذيب كعادتها

" لا بأس سيدتي , لا داعي للاعتذار أنا فعلا بخير "



شعرت ملك ببعض الارتياح , مادام مسؤول من الفندق قد اتصل للاعتذار ,
أكيد أن الموضوع قد تمت تسويته ,
و أن ذلك الرجل قد أخذ جزاءه , و لن تتعرض لمضايقته مجددا




" لا آنستي أنا مصرة على التعويض , اسمحي لي أن أتصل لاحقا لأحدد موعدا على الغداء "

قالت أمينة قاطعة عليها تفكيرها , لكنها رفضت بلباقة




" لا داعي لأن تتعبي نفسك سيدتي , لم يكن الأمر خطأك ,
ثم أنا فعلا لا أفكر فيما حصل الآن "

لم ترد ملك أن تكون لها أية علاقة بذلك الفندق مجددا , فالأمر يثير سخطها و توترها .




لكن أمينة أصرت مجددا بايعاز من علي , حتى رضخت ملك لطلبها لتنهي الحاحها المحرج ,

و ما كان منها الا أن أعطتها عنوان الفندق حيث تقيم , كان يبعد خمسمائة متر فقط عن فندقهم .



بعد تبادل حديث عادي , و تكرار الاعتذار أقفلت أمينة الخط ,


كان علي بما فعله يريد جس نبضها و عدم ارباكها , حتى لا تتخلص سريعا مما أخذته .

ان شعرت أنه عرف الحقيقة , و أنها متهمة بالسرقة ستختفي دون أثر ,
لذلك قرر التصرف بترو و عقلانية حتى يستعيد ممتلكاته .



" لم تبتعد كثيرا "

علق علي ردا على مكان تواجدها , ثم توجه بالسؤال الى أمينة


" كيف بدت حينما ردت عليك ؟ "



فكرت المرأة لبرهة ثم أجابت بكل بساطة

" كانت تبدو نائمة "




"....."

حسنا ليست الاجابة التي توقعها , هو يعترف الآن أن هذه اللصة تصدمه في كل مرة بتصرفاتها .




" ضع مراقبة لصيقة عليها , خاصة هاتفها و فتش غرفتها بدقة ,

اعرف بمن تتصل الى أين تذهب و ما خططها ؟

أريد كل تفاصيلها اليومية ثانية بثانية "


قال علي موجها كلامه لكريم , و هما في طريق العودة الى الشركة ,
لم يعد هناك ما يفعلانه في الفندق , فالجهاز ليس هناك بالتأكيد .




فكر علي قليلا ثم أضاف

" أريد تقريرا دقيقا عن حياة هذه المخادعة , منذ ولدت الى هذا اليوم ,

أقسم أنها لن تفلت بما فعلته , سأجعلها تلعن اللحظة التي فكرت فيها اعتراض طريقي و الاحتيال علي "





بعد أن دخلا المكتب بساعة , و فيما علي غارق في التفكير في كيفية الخروج من هذا المأزق ,

رن هاتف كريم و بعد أن أجاب , تغيرت ملامح وجهه الى الاستياء



بالنظر اليه راود علي احساس سيء , لم يبدو بأن هذا اليوم لن ينتهي على خير ؟


و ما لبث كريم أن أكد هواجسه و مرر له الهاتف

" سيدي مسؤول الاعلام و الاعلان في الشركة يريد التحدث معك "




هذا الرجل مهندس اعلام آلي محنك , مكلف مع فريقه بادارة الاعلانات , و الصفحات الالكترونية الخاصة بالشركة و أعمالها ,


عمله أن يقوم يوميا بتمشيط المواقع بحثا عن أخبار تخص مجموعة
" العلي للسياحة و الفندقة "

السيئة منها قبل الجيدة , عادة يتولى الأمور بنفسه , لا يتصل بعلي الا في الأزمات الكبرى ,

و اتصاله الآن مؤشر سيء جدا , صحيح صدق من قال أن المصائب لا تأتي فرادى .




أخذ علي نفسا عميقا و مد يده و تناول الهاتف من كريم

" أنا أستمع "



" مساء الخير سيدي , هناك أمر خطير أود ابلاغك به "


" تكلم "

أعطاه علي الاذن بصوته الجهوري , و صمت الرجل لثانيتين قبل أن يسترسل


" ظهر اليوم مقطع فيديو في قناة على اليوتيوب , يحظى بنسبة مشاهدة عالية ,
أعتقد أنه يخص حضرتك ,

أنا بصدد التعامل مع المشكلة بالفعل , لكن أرتأيت أن تطلع على الأمر بنفسك "




طوال الوقت هناك اشاعات كثيرة تحوم حول علي , كونه رجل أعمال مشهور و شخصية عامة ,

بين زواج طلاق خسائر في الأعمال , جدل حول المشاريع و الثروة و الكثير غيرها .



لكنه لم يكن يرد على معظمها , لأنها دون مصداقية و دون أدلة , لذلك كان يكتفي بتجاهلها , و هي ما تلبث أن تختفي سريعا و تلقائيا ,


لكن ما تحدث عنه المهندس للتو أمر مغاير تماما , ورطة حية بالصوت و الصورة ,




أغلق علي الخط سريعا , و فتح هاتفه على القناة التي ذكرها الرجل قبل قليل و صدم لما رآه


كان فيديو من خمس دقائق , يصور ما حصل ليلة أمس , من لحظة خروج ملك مطرودة من غرفته ,


ثم تم تقطيعه الى غاية خروجه بعدها من الغرفة , و نظرة الاحتقار على وجهه , فيما ملك تجلس في الرواق بيأس ,

وصولا الى لقطة رجلي الأمن , و هما يحاولان اخراجها من المكان , و جدالها معهم بشراسة .





تمت منتجة الشريط بطريقة احترافية , ليظهر علي كوحش شديد القسوة , يطرد امرأة ضعيفة من غرفته بعدما استغلها , و تركها لعماله حتى يقوموا بطردها



كانت الوجوه مموهة و لم يتعرف أحد على ملك , لكن الكثيرين تعرفوا على علي ,
كيف لا و هو شخصية عامة معروفة , حتى أنهم أشاروا اليه بأحرف اسمه الأولى .



لكن كل ما في التسجيل شيء , و عنوان الفيديو مصيبة لحالها

" فضيحة رجل أعمال مع بائعة هوى في فندقه "

كلمات قاتلة بالنسبة لرجل في مثل مكانته .



شعر علي بأن كل حواسه شلت , أغرق عرق بارد جبينه و ظهره , و ارتجفت يداه مع كل تعليق قرأه تحت الفيديو


" وحش يتخفى خلف قناع البر و الاحسان "

" بسبب أمثال هذا الحيوان انحط المجتمع و فسدت الأخلاق "

" يعتقد أن بامكانه معاملة الآخرين كالحيوانات مادام لديه بعض المال "

" حسبنا الله و نعم الوكيل على هذا ال..."



وابل من الشتائم و غضب عارم من المعلقين , أجمعوا كلهم على ادانته و التعاطف مع ملك .




أغلق علي الصفحة و عاود الاتصال بالمهندس

" اتصل بالمحامي و أعلمه بالموضوع ,
لديك الضوء الأخضر , افعل كل ما يلزم ليختفي الفيديو "

قال بصوت بارد لكن نبرة الغضب كانت واضحة جدا



" حاضر سيدي "

أجاب الرجل باحترافية و أغلق الخط .



طبعا الأمر هين فيما يتعلق بصفحة اليوتيوب , لأنهم بمجرد أن يصلهم اخطار من المحامي برفع قضية على قناتهم , فانهم سيوقفون بثه مباشرة ,


فمن ذا الذي يجرؤ على الوقوف , أمام رجل مثل علي في المحاكم في قضية تشهير ؟



المشكلة كانت في باقي الصفحات , و الأفراد الذين حملوا الفيديو و بدأوا ببثه ,

كان لزاما على الفريق تقفي أثرهم واحدا واحدا , و الزامهم بالتوقف عن نشره ,

و ان لزم الأمر قرصنته , فعلي طلب محوه بأية طريقة و الأمر واضح .






بعد انتهائه من المكالمة , فتح علي صفحة البورصة ,

و كما توقع بدأت خسائر أسهمه , على وطأة الأخبار المنتشرة , و هي مستمرة و بوتيرة سريعة , بما أنه لا يزال هناك وقت على الاغلاق ,


لا يمكن ألا يؤثر خبر كهذا على أعماله , هذه ضريبة الشهرة و الثراء .




زاد غضب علي حتى بانت عروق رقبته , ألقى الهاتف بغيظ ناحية الحائط مقابله و الذي تفكك الى أجزاء

ضم يديه الى جانبي كرسيه بكل قوة , حتى كادت تتحطم مفاصله ,


محاولا ألا يفقد أعصابه في المكتب و أمام عماله , لكنه لم يلبث أن مد يده , و ألقى ما على المكتب الى الأرض




" جيد جيد جدا , منحرفة نكرة لا تساوي فلسا ,
تتلاعب بي و تسرق أغراضي , و تتسبب في فضيحة بهذا الحجم ,

تجعل العالم كله يلعنني , و أخسر بسببها كما لم يحدث في حياتي "

قال مكلما نفسه بغضب , و هو يكز على أسنانه و يمسح على جبينه , مع ابتسامة استياء على جانب فمه



كان علي ساخطا و قلبه يملؤه الحقد , لو كان تعرض لسطو مسلح مباشر , ما كان ليغضب الى هذه الدرجة ,

لكن ما يحز في نفسه , أنها احتالت عليه و تسببت في اهانته و اذلاله ,



ففكرة أن يخدعه أحدهم , و يستولي على ما يخصه و يشهر به , أمر يجرح غروره و كبرياءه , و يهز ثقته في نفسه ,

علي الذي كان طوال عمره , يعتز بذكائه و هيبته التي لا يهزها شيء ,
تأتي امرأة عديمة الأخلاق بائعة هوى , لتضرب بكل هذا عرض الحائط ,


لا يمكنه الا أن يحقد عليها و يخطط للانتقام منها , حتى لو استعاد ما أخذته ستدفع الثمن غاليا ,
يريدها عبرة لمن تسول له نفسه اعتراض طريقه ,



هو الآن فعلا يريد أن يضحك بصوت عال على نفسه ,

كيف كان غبيا ليتركها تفلت من بين يديه بتلك البساطة , و تغادر تلك المحتالة تحت أنظاره هكذا ؟
حتى أنها سلمها الأغراض بيده



" أدع الله ألا تقعي في يدي , لأنني لن أرحمك أيتها الساقطة "

قال محدثا نفسه ثم خاطب كريم




" شدد المراقبة عليها بقدر ما تستطيع , و ضع مراقبة على حراس الأمن و عامل الاستقبال "


الفيديو الذي شاهده علي , كان مقتطعا من كاميرات المراقبة الخاصة بالفندق ,
لم يكن تسجيلا عشوائيا على هاتف أو كاميرا ,


لا يعقل الا أن يكون قد سرب من طرف العاملين فيه , لأن لا أحد يمكنه الولوج الى التسجيلات عداهم ,


اضافة الى أنه أدرك أن هذه المرأة محترفة , و أكيد هناك من يقف خلفها ,
و الا ما خططت للأمر بهذه الدقة , و هو الآن يريد العصابة كلها .



" حاضر سيدي " .




.
.
.
.
.
.
.
.
.
.





البارت الخامس عشر لم يكن خطأ أنا رتبت الأمر






في الفندق كانت ملك قد استفاقت تماما , بعدما أنهت المكالمة مع أمينة ,
و بدأت تشعر بالجوع فقد فوتت الافطار , و على وشك تفويت الغداء .


مدت يديها و مددت جسمها و قد شعرت أنها استعادت حيويتها , بعد ليلة الرعب التي عاشتها ,

و أول شيء فعلته كان أن اتصلت بوالديها , قبل أن تغادر الفراش لطمأنتهما


" صباح الخير ماما "

" صباح الخير حبيبتي , كيف حالك ؟ "


" بخير اشتاق لكما كثيرا "


" كيف سار الأمر البارحة , هل وفقت في تقديم عرضك ؟ "

كانت ملك قد تفادت الاتصال بوالدتها , البارحة مساءا لأن الوقت كان متأخرا , و لم تواتها الفرصة الا الآن



" أجل حبيبتي كل شيء سار على ما يرام , لا تقلقي "


طبعا ملك لن تخبر والدتها شيئا مما حصل , و الا ستنتابها نوبة ذعر و ستكون معها خلال ساعات ,
ما دام لم يحصل مشكل كبير و هي بخير فلا داعي لذكر الأمر .




استمرت المكالمة لدقائق , و أغلقت ملك بعد أخذها وابلا من التعليمات , للاعتناء بنفسها و الاستمتاع بوقتها و عدم تفويت الوجبات .



قامت بعدها ملك و أخذت دشا ساخنا , ثم غيرت ملابسها استعدادا للمغادرة ,

كعادتها لم تتكلف في لباسها , مجرد قميص أسود بكمين , مع سروال جينز بنفس اللون و حذاء رياضي أبيض ,

ثم أضافت سترة جلدية خفيفة , تحسبا لبعض البرد في الخارج .



بعد تناول غدائها خرجت ملك للتجول , كانت قد وضعت قبل وصولها برنامجا عبر الانترنت ,
لزيارة الأماكن السياحية الأكثر شهرة , و وزعته على عدد الأيام التي تبقاها هنا ,


أرادت رؤية غروب الشمس من مصاعد برج خليفة ,
و الاستمتاع بمنظر النافورة الراقصة التي ذاع صيتها عالميا ,


أرادت الاسترخاء في حديقة الزهور ليوم كامل , أخذ أنفاس نقية و التقاط الصور للذكرى .



دون أن تنسى برمجة زيارة لأكواريوم دبي , و الاستمتاع بمنظر الكائنات البحرية هناك .





الآن فقط أدركت أن عدد أيام بقائها هنا قد لا يكون كافيا , و ربما هي بحاجة للعودة مجددا في مناسبة أخرى ,

لكنها قررت أنها في المرة القادمة , ستقوم باصطحاب والدتها لقضاء عطلة , لعلمها بولعها بهذه الأمور الممتعة .

.
.



في الطرف الآخر كان الفيديو قد اختفى دون أثر , بعد ستة ساعات من العمل الجاد من طرف الفريق ,
كما أن خسائر البورصة استقرت مباشرة بعد اغلاقها ,



لكن الشيء الوحيد الذي لم يهدأ هو حنق علي , و غضبه الذي تسبب له في أرق شديد .

.
.
.



بعد يومين كانت ملك قد استرخت كلية , و نسيت ما واجهته في أول يوم ,

كانت تستيقظ باكرا لتبدأ جولتها , تتنقل من مكان الى آخر , تلتقط الصور و تستمتع بالتسوق ,


حيث حرصت على ابتياع الكثير من الهدايا , لنفسها و لعائلتها و أصدقائها , لدرجة أنها اضطرت لاقتناء حقيبة أخرى .





في هذه الأثناء كان علي يعيش على أعصابه , لا يغادر مكتبه و يعمل طوال الوقت , على محاولة استرجاع المعلومات التي فقدها .


كان يجري اتصالات مكثفة مع مديري البنوك التي يتعامل معها , من أجل اعلامهم بالاستيلاء على معلوماته الخاصة ,

حيث كان يقدم طلبات لتغيير كلمات المرور و الأرقام السرية ,



كان الأمر هينا فيما يخص البنوك المحلية , لكن نظيرتها الأجنبية اقترحت تجميد التعامل بالأرصدة , مادام هناك شبهة استيلاء , الى أن يقدم علي طلبا شخصيا و يحضر بنفسه ,



بما أن الأمر يتعلق بملايين الدولارات , لن تتغير الأمور بمجرد اتصال هاتفي , حتى مع حضوره قد تستغرق الاجراءات وقتا مطولا ,


لم يجد علي بدا من قبول الأمر , رغم أن وقف الصرف من أرصدته , و مناقشة كل معاملة مهما كانت بسيطة معه شخصيا , سيؤثر على تمويل مشاريعه في الخارج ,

لكنه لم يجد مفرا من ذلك , في انتظار تنقله بنفسه الى هناك ,



رغم تعقد الوضع الا أنه يبقى أفضل الحلول المتاحة , فهو لا يريد المغادرة الآن , و ترك المشكلة معلقة دون حل , خاصة أن أمينة أخبرته أن ملك سترحل بعد أيام .


هو يعلم ان ركبت هذه المحتالة الطائرة و عادت الى بلدها , فعليه أن ينسى تماما مسالة استعادة حاسوبه .





فيما هو غارق في التفكير , يحاول التخلص من الصداع الذي لازمه لأيام ,
دخل عليه كريم و قد بدا مصدوما , و تكلم دون أية مقدمات


" سيدي خسرنا المناقصتين اللتين دخلناهما منذ شهرين "


كانت احدى المناقصتين لبناء برج سكني مع مول وسط المدينة ,
و الأخرى لقرية سياحية على شاطئ البحر في امارة عجمان .



نزل الخبر كالصاعقة على علي , فقد كان واثقا من تحصله عليهما ,
لأن الاستطلاعات كانت تقول أن عرضه كان الأفضل , لكن خاب ظنه و حساباته ,


كانت هذه ضربة موجعة أخرى , بعد خسائر البورصة قبل أيام ,

كان علي كمن يخرج من ورطة ليقع في مصيبة , حتى أنه فقد القدرة على النقاش ,



تنهد بعمق حنى رأسه الى الخلف , أغمض عينيه المحتقنتين و مرر يده على شعره بتوتر

" لمن ذهبت الصفقات ؟ "


" الأولى لشركة سباركل الايطالية , و الأخرى لشركة الزعفري للبناء و التعمير "
أجابه كريم و عبس علي

هذا كان أكبر منافس له في مجاله , لطالما تنافسا بضراوة للظفر بالمشاريع .




غمغم علي بينه و بين نفسه لكن كريم فهم قصده , لا يعقل أن تكون مجرد مصادفة بحتة ,
أكيد لها علاقة بما حصل قبل أيام , بادراك الأمر بدأ الخوف يدب في قلب علي



" هل هذا معناه أنهم تمكنوا من الدخول , و فك شفرات مختلف الملفات في الداخل ؟

هل يعقل أن هؤلاء هم من استخدموا تلك المرأة ؟

أم أنها تعاملت مع آخرين غيرهم ؟

هل هذا معناه أنه سيخسر كل صفقة يدخلها مستقبلا ؟ "



لم يعرف علي فيم عليه أن يفكر , فقد انهكت قواه و استنزفت أفكاره



" ما أخبار المراقبة ؟ "

سأل مجددا بصوت خافت



" آسف سيدي فتشنا غرفتها ثلاث مرات دون جدوى , لا تتصل بأحد عدا أهلها و بعض معارفها من بلادها ,

لا تتواصل مع أحد هنا , و لم تلتق أحدا منذ أيام ,

قصدت بعض الأماكن السياحية و العامة , لا أماكن مشبوهة لحد الساعة ,
يعني تستمتع بوقتها كأي سائح عادي , حتى أنها لا تغادر غرفتها بعد العاشرة مساءا "




" و اتصالات الانترنت ؟ "


رد كريم بصوت خائب

" لا يمكننا الاطلاع عليها , هي تستخدم هاتفها طوال الوقت ,
لكن لا نعرف ان كانت على اتصال بأي شخص أو لا "




استمر علي بالسؤال

" و التقرير الذي طلبته ؟ "


" استغرق الأمر مني بعض الوقت , حتى أجد شخصا موثوقا للقيام به , كما تعلم لا حلفاء لدينا هناك ,

لا يمكنني أن أطلب من أي كان , التحقيق في خلفية المرأة و الا اتهمنا بالتجسس ,


الأجهزة الأمنية هناك لا يستهان بها , و على أعلى مستوى من اليقظة , لكنه سيكون جاهزا خلال أيام "




نظر علي الى كريم بحيرة و سأله

" أتعتقد أنها لا تزال تحتفظ به بعد كل هذه التسريبات و الفضائح ؟

أنا متأكد أنها سلمته و انتهى "



فكر كريم قليلا قبل أن يجيبه

" ربما سيدي و لكن قد لا تكون فعلت بعد ,

أو على الأقل تخبرنا لمن سلمته و نحن نتصرف "




كانت الأخبار التي قالها كريم , بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس , بعد التفكير في الأمر أصدر علي آخر أوامره


" أخبر أمينة أن تحدد معها موعدا على الغداء غدا , في أحد مطاعمنا و استدع مارك "




لمعت عينا كريم بتوتر , فهو يعرف أن استدعاء علي لمارك , كاستخدامه لقنبلة نووية لحل المشكلة ,


و أنه وصل حد اليأس لايجاد حل على طريقته , لكنه لم يسعه الا تنفيذ الأوامر



" حاضر سيدي " .

.
.
.



في مطعم فاخر متخصص في المأكولات البحرية وسط المدينة , مجهز بغرف خاصة من أجل الزبائن المميزين و المهمين ,


عند منتصف النهار وصل علي يرافقه كريم و مارك ,


كانوا قد اجتمعوا لساعتين قبل القدوم الى هنا , حيث قدم علي شرحا مفصلا لكل تفاصيل أزمته لمارك .



هذا الأخير هو مستشار أزمات ملم بكل التخصصات , يلجأ اليه المشاهير و الساسة , للحصول على حلول للخروج من أزماتهم و فضائحهم ,


مهما كانت نوعيتها سياسية مالية أو أخلاقية , هو دائما لديه الحلول المشروعة و غير المشروعة ,

المهم أن ينقذ زبونه من الورطة التي وقع فيها , مقابل الحصول على مبالغ خيالية .



لم يتوقع علي يوما أن يحتاج رجلا مثله , ليحل مشاكله و لكن للضرورة أحكاما .





بعد جلوسهم مباشرة دخلت ملك المطعم , كانت قد اتفقت مع أمينة على الالتقاء هنا ,

دنت من النادل و سألت عن الغرفة رقم عشرة , و اقتادها هذا الأخير الى أمام الباب قبل أن ينصرف ,



دقت بعدها ملك برفق ثم دخلت الغرفة , توقعت أن تجد السيدة في الداخل , لكنها فوجئت بوجود ثلاثة رجال ,

اثنان يجلسان الى الطاولة , و الآخر يقف قرب الباب ,



شعرت ملك بالاحراج و سارعت للاعتذار

" آسفة لقد أخطأت المكان "



قالت بارتباك دون أن تحدق في وجوه الحاضرين , ثم همت بالعودة تريد معاودة الاتصال لتصحيح مكان اللقاء .


لكن قبل أن تخطو خطوة واحدة , سبقها كريم و أغلق الباب من الداخل , ثم وقف خلفه مانعا اياها من المغادرة ,


كان كريم يسد الباب بجسمه الضخم , و يضع ذراعيه أمام صدره بطريقة متحدية ,
ناهيك عن نظرته الباردة , التي تجمد دماء من يقف أمامها .




جفلت ملك من هذه الحركة المفاجئة , و دب الخوف في قلبها ,

فهذا الرجل يبدو و كأنه يجهز نفسه لجولة مصارعة , مع عضلاته المفتولة التي تكاد تمزق البدلة التي يرتديها ,

و قامته التي تقارب المائة و التسعين , كما أن ملامحه المتجهمة لا تحسن في الوضع شيئا .




لم تفهم ملك لم يبدو بأن هذا الرجل يحاول احتجازها هنا


" عفوا أريد المغادرة "

ابتلعت ريقها و قالت بصوت هادئ , طالبة منه بكل أدب أن يدعها تمر ,


كانت يداها ترتجفان , و هي تضم حقيبتها الى جانبها محاولة تخفيف توترها .






لكن كريم كان يقف كالصنم دون حراك , و كأنه لم يسمع ما قالت , هو حتى لا يرمش لتعرف ان كان حيا أو لا

"...."



بعدها انطلق صوت من ورائها , قاطعا وصلة تأملها مع كريم

" اليوم لم يكن خطأ أنا رتبت الأمر " .









في رأيكم كيف سيكون الصدام الثاني بينهما ؟


💞💞💞





.........







ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس