الموضوع
:
1109 - شىء من الحقيقة - شارلوت لامب جزء 1- د.ن (كتابة فريق الروايات المكتوبة) كامله**
عرض مشاركة واحدة
15-08-20, 09:18 PM
#
364
NiniS.Y
?
العضوٌ???
»
412549
?
التسِجيلٌ
»
Nov 2017
?
مشَارَ?اتْي
»
340
?
نُقآطِيْ
»
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة essaerp
الفصل
الاول
كان
نهارا شتائيا ماطرا كان فيه الضباب يغمرمنطقة باربرى وارف ,فتملك جينا القلق على
الرجل العجوز اخذت تراقبة طوال الوقت بعينيها الخضراوين المائلتين ...كيف يسير
متكئا على عصاه بخطواته منحنى الكتفين كان اكبر سنا من ان يمشى فى موقع بناء مكشوف
لتيارات الهواء وذلك فى يوم كهذا
.
ولكنه فى صباح كل اثنين وقبل ان ينطلق الى مكان
عمله فى شارع الصحافة فليت ستريت كان يصر على الوقوف هنا ليتحدث الى المهندس وعمال
الادوات الصحية والكهربائيين والبنائين والمبلطين حتى ان متخلفات البناء من حجارة
وحطام مختلف ازالت مكومة تحت السلالم والسقالات
.
لو انها قالت له اى شىء لضايقه ذلك طبعا فهو يكره
ان يعترف بانه لم يعد شابا وكانت هى نفسها لا تكاد تصدق ذلك فقد كان يبدو شابا حين
تعرفت اليه وذلك منذ ثمانى سنوات فقط ...كان السير جورج تيريل وهو يقترب من السبعين
عملاقا عريض الكتفين مستقيم الجسم ذا طاقة يحسده عليها الشبان ولكنه اصب حالان
هيكلا لذلك الرجل القوى الذى كانه مرة وقد حدث هذا ما بين ليلة وضحاها منذ اليوم
الذى مات فيه حفيده شاب شعره وتهالك جسمه لقد فارقته حيوية الربيع فى كيانه نهائيا
.
تنهدت بينما كانت
الريح تتلاعب بشعرها الطويل البنى الممزوج بالاحمرار خمس سنوات ...هل مر حقا كل ذلك
الوقت الطويل على صوت جايمس ؟كان هذا يبدو وكانه حدث امس فقط رغم انها حين تنظر فى
المرآة كانت ترى مقدار ما غيرها الزمن هى ايضا عندما مات جايمس كانت فى العشرين من
عمرها ولكنها الان تشعر بنفسها على ابواب الشيخوخة وطالما تمنت لو كانت حياتها
انتهت هى ايضا فى ذلك اليوم اظلمت عيناها الخضراوان فقد كانت تشعر احيانا ان حياتها
انتهت فعلا
.
قال
السير جورج وهو يدنو منها "انك ترتجفين يا جينا لماذا لم تنتظرى فى السيارة كاى
فتاة عاقلة ؟ما كان لك ان تقفى فى هذه الانحاء فى مثل هذا الجو
"
فقالت باسمة "ولا
انت
"
فبادلها
الابتسام قائلا :"لاتزعجينى بالنصائح مرة اخرى
"
فقالت :"ازعجك
؟انا؟
"
فضحك قائلا
:"
اننى باحسن حال واستطيع قضاء ساعة فى باربرى وارف دون ان انهار انكم انتم الشباب
الذين لا تستطيعون الاحتمال ..." واذا به يسكت فجاة ويستقيم جسمه وهو يحدق الى مدخل
البناء :"ما الذى يفعله ذلك الرجل هنا ؟
"
اجفلت جينا للهجته الغاضبة وعندما نظرت حولها رات
ثلاثة رجال يسيرون متوجهين نحوهما عرفت واحدا منهم كان رجلا نحيف البنية بادى
الاناقة ذا شعر بنى اللون ووجه بشوش لم تكن تحبه كثيرا ...فقد كان ادبه المبالغ فيه
لاينبىء عن صدق ...ولكنه كان شريكا فى المصرف التجارى الذى يتولى شؤون السير جورج
كما ان الرجل العجوز كان دوما على مودة معه ...فلماذا كان هذا الاستياء لزيارة
السيد مارك هاكسلى لباربرى وارف ؟
سالته مترددة :"هل قام السيد هاكسلى بما يزعجك يا
جدى ؟
"
اجاب السير
جورج ببطء :"مارك ؟اه ...نعم ....ان ماركمعه لم الحظه قبل الان والان ماذا يعنى هذا
؟وما الذى يهدف مارك اليه باحضاره الى هنا من وراء ظهرى
؟
"
تملكت جينا
الحيرة انه لم يكن يعنى مارك فسألته :"من هو الذى تعنيه
؟
"
تمتم السير جورج
:"
اعنى نيكولاس كاسبيان ." اتسعت عينا جينا انها تعرف ذلك الاسم رغم انها لم تره من
قبل او تتعرف اليه
.
ابتدات تقول :"اليس هو
....
؟
"
فقاطعها
بقوله :"انه اخطبوط هذه هى حقيقته انه يملك صحفا فى معظم البلاد الاوربية ماعدا هنا
...
ان اذرعته تزداد امتدادا كل سنة وسيصبح عالميا قبل نهاية القرن
."
ابتسمت وهى تعجب
لاستياء السير جورج :"يبدو ان هذا مخيف تماما
".
اجابها :" صدقينى انه كذلك انه يريد ان يبدا هنا
انه يريد السيطرة على صحيفتنا سنتال
"
اتسعت عينا جينا وهى تتنفس بعنف :"ولكن ...ولكنه لن
يتمكن من ذلك ابدا ...اليس كذلك اعنى انك مازلت تملك غالبية الاسهم كما اظن
"
قبل ان يجيب السير
جورج كان الثلاثة وصلوا اليهما ومارم هاكسلى يقول بلطف "صباح الخير يا سير جورج
"
كان يبتسم ولكن العجوز نظر اليه حانقا :"ماذا تفعل هنا
؟
"
لم تتغير ابتسامة
مارك كما انه لم يحاول الاجابة على السؤال بل قال :"اظنك تعرف السيد كاسبيان يا سير
جورج ومساعده بييت فان ليدن ؟
"
اجاب السير جورج عابسا :"اعرفهما
...."
فقال مارك موجها سؤاله الى جينا :"لكننى لااظنك
تعرفينهما يا جينا ؟اقدم اليك السيد نيكولاس كاسبيان ...اقدم اليك جينا تيرتل يا
نيكولاس
"
لم يفسر
قرابتها للسير جورج ما جعلها تشتبه فى انهم سبق وتحدثوا بذلك
.
مد اليها يده
مصافحا فمدت يدها بحركة آلية فشعرت باصابعه الحازمة المسيطرة تحتويها ما جعلها ترفع
عينيها اليه مجفلة رات السبب الذى جعل العجوز يصفه بالاخطبوط وتملكها شعور غير مريح
بانها قد لا تتمكن من استعادة يدها من يده
.
"
السيدة تيريل ؟"قال ذلك بصوت عميق وقد ضاقت عيناه
الرماديتان الصارمتان وهما تتفحصان وجهها
.
كادت تتعلثم وهى تجيبه :"مرحبا بك يا سيد كاسبيان
"
كان مذهلا ...رجلا
اشبه بمولد كهربائى ينبض بحيوية شعرت بها تتسرب من يده الى جسمها جاعلة اعصابها
تتوتر ودمها يسرع فى جريانه لم يكن وسيما ولكنها ادركت انها لن تنسى ابدا ذلك الوجه
كانه منحوت او مرسوم باليد ,عاكسا قوة ورشاقة جسده كان له انسياب وقوة فهد اسود ومع
ذلك فقد ذكرها بالرجل العجوز نوعا ما اثار حيرتها
.
لم يكونا متشابهين ولكن هناك شيئا فى العينين والفك
ذكرها بالسير جورج بشكل غريب ولكن ذوقة فى الملابس كان افضل فقد كان السير جورج
يرتدى بذلاته الكلاسيكية التى كان اشتراها منذ سنوات وينوى ارتداءها حتى تهترىء
بينما كانت ملابس نيكولاس كاسبيان عصرية الطراز بذلة انيقة داكنة اللون مفصلة على
احدث طراز وقميص ابيض منشى الى ربطة عنق حريرية بلون القرفة
.
كم يبلغ عمره ؟
خمسة وثلاثين ؟سبعة وثلاثين ؟اتراه ورث امبراطوريته الصحفية ؟لم تستطع تجنب شعورها
بالفضول نحوه ...فكل ما كانت تعرفه عنه هى الاقاويل التى قراتها فى الصحف والتى
كانت تسخر منه لمجعه ثروته من بيع امثال هذه الصحف سالها رافعا حاجبيه بشىء من
السخرية :"اظنك تعملين عند السير جورج بصفة مساعدة شخصية
؟
"
اومات بتردد لان
اسم المهنة بدالها اكثر اهمية مما تقوم به عادة
.
قال بلهجة باردة "انك اذن تعرفين كل اسراره ؟"فشعرت
بالسير جورج يتململ بجانبهم
.
قالت بسرعة قبل ان ينفجر السير جورج مرة اخرى :"لااعرف اية اسرار ."كان
صوتها مبحوحا منخفضا وهى تراه يبادلها النظرات المتفحصة بشكل حرك مشاعرها كان يتأمل
متمهلا وجنتيها العاليتين وفمها الوردى الممتلىء وعينيها اللوزيتين الخضراوين
وشعرها الحريرى بلونه الشبيه باوراق الشجر فى الخريف .اثارت نظراته اعصابها ما شعرت
معه برغبة فى ان تنزع يدها من يده ثم تهرب بعيدا ولكن هذا كان مستحيلا اذ عليها ان
تبقى مكانها متظاهرة بالبرودة
.
ولكنها شعرت بالارتياح عندما ترك يدها فتمكنت من الالتفات الى الرجل
الاخر تحييه بينما كان مارك يقدمه إليها :"اقدم اليك بييت فان ليدن يا جينا
"
كان بييت فان ليدن
اصغر كثيرا من نيكولاس كاسبيان كان نحيف الجسم فى اوائل الثلاثينات من العمر ليس
اطول منها بكثير ذا شعراشقر ناعم وعينين زرقاوين براقتين الى بشرة داكنة السمرة
جعلتها تتساءل عما اذا كان يعمل خارج الجدران ام انه يمضى كثيرا من وقته فى بلاد
مشمسة كانت ملابسه اكثر بساطة عبارة عن بنطلون بلون الكهرمان وسترة من التويد وكنزة
صفراء فوق قميص ابيض
.
قالت :"مرحبا بك
"
اجاب بلطف "لى الشرف الكبير "احمر وجهها بينما كان نيكولاس كاسبيان ينظر
إليهما
.
سالته بصوت
منخفض :"هل تعمل انت ايضا فى الصحافة ياسيد بييت فان ليدن
؟
"
"
من بعض النواحى
يجب ان اخبرك بمبلغ اعجابى بهندسة بناء هذا المجمع ياسيد تيريلاننى لم ار شيئا بمثل
هذه الروعة فى انكلترا من قبل
"
"
آه ,اتظن ذلك ؟"واخذت تنظر حولها متشككة الى جدران مجمع باربرى وارف
المبنية من القرميد الاحمر والاسود والنوافذ الزجاجية السوداء التى كانت تبدو
كالمرايا الهيكل المثمن الاضلاع ...كل ذلك كان اخر صيحة فى الحداثة والتجديد كان
تصميمه يجعل الطباعة وآلاتها فى الطابق السفلى تحت الارض بينما مكاتب الصحيفة
المكيفة الهواء والعصرية تماما بالكمبيوترات كانت تحتل الطوابق العليا ولكن جينا لم
تكن تحب كل تلك المظاهر العصرية للغاية
.
بدا الهزال على وجه بييت وهو يسالها :"الاتحبينها
انت ؟آه ,انظرى الى تلك الطريقة الاغريقية فى فن استعمال القرميد الشكل المثمن
الاضلاع المصاعد الزجاجية الارض المكشوفة التى يمكن تقسيمها بسهولة بحواجز متحركة
,
فى المجمع هذا مزايا كثيرة جديدة مثيرة كما اظن
"
"
لكن بناءها كلف الكثير "وكان هذا صوت السير جورج
الذى كان ما يزال عابسا
"
فقال بييت بشى من التهكم "انك لاتحصل على الاشياء القيمة بثمن زهيد
"
فقال نيكولاس
كاسبيان متدخلا بهدوء "ان بييت منهدس ممتاز
"
قال بييت وهو يمنحه ابتسامة عريضة ثم يعود ليتحدث
الى السير جورج :"بصفتى مهندسا لدى طبعا ما يدفعنى الى القول ان المهندس الجيد
يستحق ما تدفعه له ولكن صدقنى اننى معجب جدا بمهندسك وبك انت ياسير جورج ,كانت
شجاعة منك ان تختار هذا التصميم البالغ الحداثة وانا احسد مهندسك على هذه المنطقة
بجانب النهر وكم اتمنى لو اشتركت فى تصميم هذا المجمع "احمر وجهه قليلا وهو يرى
نظرة كاسيبان الساخرة ولكنه تابع يقول :"ولكننى مكرس عملى لمؤسسة كاسبيان العالمية
ولهذا ماكنت ساتمكن من الاشتراك فى مسابقة التصميم التى
اقمتها
"
فقال السير
جورج :"لغتك الانكليزية جيدة جدا هل تعمل دوما هنا ؟
"
السلام عليكم ورحمة الاه وبركاته
NiniS.Y
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى NiniS.Y
البحث عن كل مشاركات NiniS.Y