عرض مشاركة واحدة
قديم 15-08-20, 09:43 PM   #31

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي


مساء الورد عليكم يا حلوين

الفصل الثالث


أخذت ‏تتباطأ فوق كعبها العالي حتى لا تصدر صوت خطواتها بعدما ‏التقطت إذنها أطراف هذا الحديث ..... لتتوقف قدمها خلف باب حجرة مكتب والدها الذي كان يتحدث بحدة بالغة مع أحد رجاله ‏عبر الهاتف وهو يهدر به بعنف أخذ يتضاعف

( ‏أيها الأحمق كيف لم تُصبه هل تعلم ماذا سوف يحدث أن علم إنني انا خلف هذا الأمر ؟! ...... هل تعلم )

لحظات ليعود و هو يهدر بعنف أكبر و يده تطيح بكل شئ أمامه

( اصمت أيها الاحمق هل جننت عليك ان تختفي فى الحال ولا تدع اى مخلوق يعلم بمكانك حتى تهدء الأوضاع .... الى اى مشفى قاموا بنقله ..... حسناً لا اريد ان اراك بالوسط لقد افسدت كل شئ بحماقتك تباً لك سوف أقوم بمحاسبتك فيما بعد )

ألقى بالهاتف ‏فوق سطح المكتب بعنف كاد إن يسقطه أرضاً و عيناه تقدحان بغل مكبوت رافعاً يده ليمسح على محيا وجهه عله يهدء من تلك النيران التى تندلع داخله بشراسة و هو يتمتم

( تباً لك أردال كيف ‏استطيع أن أتخلص منك ....... كيف ؟؟!! ... لقد كانت فرصة ذهبية )

شعرت بشبة ارتجافة تجتاح جسدها و اطرافها حتى مال هذا الكعب من أسفلها بخفة تداركتها و هى تستوعب هذه الكلمات التى رنت كالناقوس بإذنها ..... لتتقدم وهي تتساءل وبعض من الهلع بدأ يعرف طريقه إليها

( ‏أبي ماذا يحدث ؟؟!! )

‏رأته و هو يزفر و غضبه يتفاقم حيث أجابها بنبراته الحادة و التى تؤكد لها مخاوفها

( انه أردال ...... لقد فشلت بالتخلص منه مجدداً !!)

لم يكن يواجه وجهها كى يرى اهتزاز حدقتيها لكن تلك النبرات المهزوزة جعلته يلتفت نحوها و هى تردف

( ‏كيف !!!! .... ماذا فعلت له ؟!!! )

( ‏مع الاسف لم يحدث شيء مما أردت ....... لم تخترق تلك الطلقة قلبه بل تلقاها بكتفه ) ‏

أعادت تلك الكلمات الهواء إلى رئتيها لتقول وملامح الاعتراض بادية على وجهها

( ‏لماذا فعلت ذلك يا أبي ؟!!! ....... لماذا لا تتخلى عن أذيته ..... الم يكن عليك أن تحاول قتل آسر الذى خاننى بدلاً منه !! )

لحظات مرت من البرود قبل ان يتقدم منها عزام و هو يردف بفحيحه

( ميرال ابنتي ‏لقد وعدتك إنني سوف انتقم لك من آسر لكن دون أن نغضب قادير حتى لا تتضرر مصالحنا معه .... اما أردال هذا الذى تدافعي عنه بالرغم من كل ما سببه لكِ من الم !! ... ‏فهو الذي يحمي تلك الساقطة التي سرقت زوجك منك ...... لذلك يجب علينا ان نتخلص منه أولاً .... فهو يقف عائق أمامى بالكثير من الأشياء )

رفعت كفيها لتضعهم على صدر والدها و هى تهمس له برجاء

( أرجوك يا ابى لا تفعل .... انا فعلت و افعل كل شئ تطلبه منى .... لذلك نفذ لى هذا الطلب فقط )

ربت عزام بيده بخفة على كفها و فمه يميل بشبة ابتسامة و هو يقول

( هيا ميرال ...... هيا ابنتي ........ علينا ان نقوم بواجب زيارة المريض فهو يعد قريبنا ..... فزوجك العزيز هناك أيضاً ..... لذلك علينا الذهاب ).

***

جالس على هذا الفراش ‏الذي لا يكره شيء سواه والذي يذكره بأبشع ذكرياته بينما كان ينظر الى ذراعه المصابة عاقد الحاجبين و شريط ذاكرته يعود الى هذا المشهد من جديد .... ان الطلقة كانت مُصوبه نحوه هو ..... هو من أرادوا قتله .... لكن لماذا ؟!!!! .... عاد برأسه الى الخلف مغمضاً عينيه ليتوه داخل هذا المشهد مجدداً .......

نظر أردال لأحد رجاله و لم يكن من الصعب على نارفين ان تتعرف على ملامحه فهو نفس ذلك الشخص الذى ساعد بإنقاذها من قبل ليقول

( طارق هيا اجعلهم يغادرون فى الحال )

( سيد أردال اننا ننفذ أوامر عمك قادير أرجوك دعنا نأخذها معنا ..... )

تحولت بلحظة واحدة نبرات هذا الشيطان للرجاء بعد ان كانت تحمل جميع انواع التهديد و دون ان يقصد ارتفعت أنظار أردال لتتجة نحو نارفين و التى كان جسدها يعلن عن ارتجافه بشكل واضح و يدها التى تحاوط بطنها بعذاب سيطر على ملامحها ..... لكن ما صدمه نظرات الرجاء التى ارسلتها عيناها لعينه دون غيرها .... ليعود صوته الجهوري ليملأ هذا الصمت الذى عّم ارجاء المكان للحظات و هو يقول

( هيا ده هذا السلاح من يدك فى الحال )

لحظات و بدأت أصوات ارتطام أسلحتهم بالأرض تصل الى إذن الجميع لكن لم تكن اعينهم تلتقط ‏هذا الذي كان يصوب سلاحه نحو تلك التي ارتخت قواها رعباً ..... ولم يتوقف ارتجاف جسدها ...... للحظات قبل أن تتجه نحو أردال الذى يقف بهيبته و عنفوانه لا يخشى شئ .... ‏عادت نظراته لتتجه نحوها وهي ترتجف بذعر و حدقتيها تتسع هلعاً و شفتيها ترتجف برعب غير قادرة على اخراج نبراتها المخنوقة داخل حنجرتها ...... تابع مسار نظراتها بحذر ليرى هذا الذى يحاول الغدر به ... عادت عينه باقل من لحظة واحدة نحو ذراعه اليمنى وصديقه الوفى " طارق " ليشير له بحركات لن يفهمها سواهم بعينيه لينبطح أرضاً مع آسر و نارفين ..... لتتبعها تلك الطلقة التى لم يستطيع ان يتفادها بالكامل لتخترق ذراعه و التى اصطحبت معها صراخ دوى بعنف لا يقل عن أصوات تلك الطلقات التى تبعتها و أصوات لأجساد ترتطم بالأرض .......

زفر بهدوء يتنافى مع تلك الأفكار التى تتزاحم داخل راْسه و اسماء عديدة تخطر بها لكن هناك اسم واحد يتكرر اكثر من غيره .... من الذى سوف يستفيد من موته أو بمعنى أصح من الذى سوف يستفيد من موته الان و بهذا الوقت .... هذا يعنى ان عليه ان ينتبه بعد الان لخطواته لن يستطيع المخاطرة ..... لكن ماذا عن تلك المصيبة التى حلت فوق رأسه ........ و ان كان ما يفكر به صحيح فهذا يعنى ان خلف هذا الأمر ليس سوى عزام ... و هذا يعنى انه سوف يحتاج الى حل اخر ... أو خطة بديلة ليجعله يتراجع ...... أو ان يفعل شئ كى يستطيع ان يكسب القليل من الوقت أولاً ..... انتشله من تفكيره العميق صوت طارق الهادئ و نبراته الراكزة و هو يقول

( أردال انها السيدة بهار لا تصدق انك بخير و تريد ان تتاكد الى حين ان تصل الى هنا )

كانت يد طارق تمتد بالهاتف الى أردال و الذى التقطه منه ليجيب بعقل مازال شارداً بهذا المشهد

( أجل سيدة بهار هل صدقتِ الان ؟!! )

ليأتيه صوتها المتحجرش المهزوز كروحها التى كادت ان تنسل من بين ضلوعها ذعراً عليه

( أردال بني )

لتصمت بعدها و تدع لدموعها الحديث مما جعل ضعف أردال يظهر بشكل ملحوظ و هو يردف

( أمى لما البكاء الان ... أنا بخير لا تخافي .... حتى أننى سوف أعود للقصر أنتِ تعلمين أننى لا أحتمل المشفى ... لذلك لا تتعبي نفسك بالمجيئ الى هنا )

( توقف يا مجنون لا تبدأ بهزيانك الأن أنا قادمة إليك و لا أريد اى اعتراض فأنا سوف أجعل طارق يتحفظ عليك حتى اصل )

صدرت ضحكة خافته منه لكنها كانت كفيله لتلفت انتباه هذه التى كانت ترقد بضعف روحها و جسدها الذى اُنهك مثل روحها من تلك الأحداث التى أصبحت داخلها دون إرادة منها تتابع ما يحدث و هى جالسة بأحد أركان الغرفة .. لتتابعه بعينيها صاحبة امواج البحر المتلاحقة و التى أصبحت لا تجف أبداً و هو يقول

( أنا لا أحد يستطيع التحفظ على سيدة بهار أم نسيتِ )

( كم أنت عنيد يا أردال لما تريد ان تقلقني عليك بني .... لماذا ‏لا تفعل كما قلت لك أنه الحل الوحيد الذى سوف يصمت الجميع )

حانت منه التفاتة طفيفة نحو نارفين و التى نظرت فورها نحو الارض الباردة و التى كانت تنقل البرودة الى جسدها .... ليعود هو الى ثلجيته و هو يقول

( حسناً أمى أنا بخير كما رأيتِ لا داعى ان تتعبي نفسك ............... )

أبعد أردال الهاتف عن أذنه و الاندهاش يملأ ملامحه و هو يتمتم بعدم تصديق ( لقد اغلقت الخط !!!! )

ارتفعت ضحكة طارق و التى قطعت هذا الجو الكئيب و هو يقول

( اتعلَّم فى بداية الأمر كنت أظن أنك ترث عنادك هذا من السيد تحسين رحمه الله .. لكننى علمت لاحقاً انني اخطأت الظن )

عادت نظرات أردال لتنتقل لزاوية الغرفة ليتساءل بعدها بقلق

( طارق أين آسر ؟؟!!! )

زفر طارق بإحباط قائلاً

( انه بالخارج لقد حاولت معه كثيراً لكنه يقول انه لا يستطيع مواجهتك و انه لا يستطيع ان يسامح نفسه فهو السبب بما حدث لك )

ارتفعت أنامل أردال لتضغط على جبينه بقوة ... ليعود طارق بعدها للحديث من جديد قائلاً

( لابد أنك متعب و تشعر ببعض الصداع .. فقد فقدت الكثير من الدماء ..... حسناً سوف أتركك الان كى تستريح قليلاً )

اتجهت خطوات طارق نحو الباب ليوقفه أردال و هو ينادى بإسمه ليجيبه طارق مطمئناً إياه يعلم جيداً عن ماذا سوف يحدثه

( لا تقلق كل شئ تحت السيطرة يا صديقي )

خرج طارق لتقف بعدها نارفين كى تتبعه بهدوء و هى تتحامل على جسدها مردفة بنبرات بالكاد ظهرت

( سوف أتركك انا أيضاً )

ليقاطعها و يداه لا تزال تضغط على رأسه و ملامحه تدل على شعوره بالالم ليقول بحدة غير مقصوده

( أريد ان اتحدث معك !! )

تسمرت مكانها للحظات دون ان تلحظ ذلك و يدها تنكمش متشبثة بتوتر على ثوبها الفضفاض الذى ينسدل من حولها بخفة و ارتجاف حدقتيها يدل على ذعرها من مضمون هذا الحديث .... لابد انه سوف يتخلى عن مساعدتهم ... سوف يتخلى عن حمايتها .... من الذى سوف يحتمل كل تلك المصائب من أجل فتاة لا يعرفها ...... حتى انه يراها لا تستحق ..... فهى بنظره ليست سوى ساقطة سرقت رجل من زوجته كما قال لها من قبل .... ان نهايتها قد حانت لا محال .

***
يتبع...




رحمة غنيم غير متواجد حالياً