عرض مشاركة واحدة
قديم 16-08-20, 06:07 PM   #63

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 974
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء النور والسرور على كل الحلوين
اتمنى تكونوا بخير وصحة وسلامة
يتكرر لقائنا اليومي
مع فصل جديد من فصول رواية حبيبتي
وحابة بس اوضح ان الاجزاء الملونة بلون مخالف للاسود داخل سير الاحداث تخص الذكريات
حبيت اخلفها بس عشان تبقوا مركزين معانا
ويعتبر الفصل الرابع من اول الفصول اللي بنلتقي معها مع اجواء الذكريات غير المعلومة لنا

اتمنى الفصل يحوز على اعجابكم
ومنتظرة تعليقاتكم وارائكم


الفصل الرابع

تسير بخطوات رائقة متجهة لغرفة الأطباء بعد أن أنهت مرورها الصباحي اليومي على مرضاها ، فتستريح قليلا قبل أن تتجه لغرفة العمليات فلديها عملية روتينية كالعادة ، تنهدت بقوة لتعبس بضيق وهي تلتقط اقترابه منها ، حاولت الهروب حتى لا تتحدث معه ولكنها لم تستطع وخاصة حينما لمحها فاتسعت ابتسامته وأشار إليها ملوحًا وهو يهتف باسمها في فرحة طفولية أثارت ضيقها وحرجها ، نظرت من حولها لترى كم فرد شهد على ما يفعله الغبي الذي وقف أمامها يهتف بمرح : مرحبا يا دكتورة ، كيف حالك ؟!
حاولت أن تغتصب ابتسامتها فتضحك بوجهه ولو على سبيل المجاملة فتتشنج ملامحها وهي تتمتم : بخير الحمد لله .
هتف بإلحاح صدح مليا في صوته : ما رأيك أن أدعوك على ما تختارينه من مقصف المشفى ؟
كحت بحرج : لا شكرا لك يا دكتور .
هتف بتساؤل : ألم تنهي مرورك على المرضى ؟
أومأت برأسها إيجابا فتابع بإصرار : إذًا تعال لنتناول شيئا خفيفا سويا .
همت بالرفض قبل أن يصدح صوتا من خلفها يهتف بتكاسل وهو يجاورها وقوفا : الدكتورة ستتناول فطورها معي ، فهي أعطتني كلمتها منذ البارحة ، التفت ينظر إليها من بين رموشها – هل نسيتني يا دكتورة أم ماذا ؟
توردت رغم عنها لتهمهم : لا بالطبع يا دكتور عادل وهل أستطع ؟
رفع عينيه إلى من تجهم وجهه ليبتسم بمكر ويهتف : تستطع أن ترافقنا إذا أحببت يا دكتور باهر .
رمقه الآخر بنظرة ناقمة وهمهم : لا شكرا لك ، لقد فقدت شهيتي .
افتر ثغر عادل عن بسمة تسلية لمعت بعينيه وهو يستدير إليها يهتف بمرح : لا داع للشكر يا جانو ، فأنا منقذك دائما .
ابتسمت رغم عنها لتهز رأسها بلا أمل وهي تتمتم : لن أتخلص منك اليوم أليس كذلك ؟!
ضحك بمرح ليجيبها : للأبد يا جانو ، سأجلس فوق قلبك للأبد .
ضحكت رغم عنها لتتحاشى سؤاله عن الأخر الذي يؤرق تفكيرها حتى أنها لم تنم دقيقة واحدة الليلة الماضية بسببه ، بسبب تشنجه البارحة .. غضبه .. ضيقه ، انفعاله الذى تكتمه داخله ولكنها شعرت به رغما عنه ، رغم إخفاءه .. رغم صمته .. رغم سكوته .. رغم نفيه حينما سألته عم به ، رغم كل القيود والأسوار الذي عاد رفعها بينهما من جديد هي شعرت به .. أحست .. تلمست غضبه .
وقضت ليلتها كلها تفكر في السبب وراء كل ما أحست ، ولكن عقلها لم يصل إلى شيء سوى خبر عودة أبن عمها الغائب ، والذي يفرح أسعد لا يغضبه ، إلا إذا غضب بأن عمار لم يخبره كما لم يفعل معها ، ولكن عقلها لم يركن إلى الاحتمال الأخير فأسعد ليس بعقل صغير ليغضب أو ينفعل لسبب كهذا فتظل تفكر فيم يغضبه من عمار للدرجة التي كره معها عودته !!
انتبهت من أفكارها على صوت عادل الرخيم وهو يهمس لها : أين ذهبت يا جانو ، أنت لست معي فيم تفكرين ؟
ابتسمت برقة لتهمس بعفوية : في عمار .
عبس عادل متسائلا فتابعت بابتسامة : سيعود الأسبوع القادم .
__ أووه ، هتفها عادل بفرحة حقيقية ليتابع – حقا ؟
نظرت إليه بدهشة : ألم تعرف بالأمر ، والدتك من أخبرتني .
حرك رأسه نافيا : لم أعود إلى البيت للأن ، هزت رأسها بتفهم ليتابع سائلا – أين رأيت أمي ؟
بللت شفتيها لتهمس بخجل انتابها رغم عنها : ببيتكم طبعا ، أين سأراها ؟
رفع حاجبه وابتسامه تومض بعينيه فيلوى شفتيه مهمهما بخفوت شديد حتى لا تستمع إليه : أسعد الماكر .
__ ماذا تقول ؟
أبتسم بطبيعية افتعلها : أفكر بأن أسعد غادر الأن لعمله .
كحت بحرج وهي تتبع غافلة عن التسلية التي شكلت ملامحه لتثرثر متجاهلة قلبها الذي رجف لذكره : لقد هاتفه ايني البارحة ولم أكن وصلت للبيت وأصرت أن أذهب إلى تجمع العشاء الذي تخلفت أنت عنه .
أشاح برأسه ينظر بعيد عنها وهي تثرثر إليه : فذهب إلى هناك حتى لا أضايق إيني وأرد رجاءها أمضيت الأمسية معهم و بالأخير أخبرتنا والدتك بخبر عودة عمار .
رد بفكاهة : حمد لله على سلامته ، اشتقت إليه هذا الثور .
ابتسمت لتجيب وهي تضع النقود بماكينة القهوة وتسجل طلبها ببضع لمسات فتتجه لتستلم الكوب الكرتوني : إنه بالفعل ثور ، لأنه لم يخبرني ، حسابي عسيرا معه هو والث..
صمتت وهي تزم شفتيها بضيق ليضحك عادل بصخب فتتابع بقنوط : لا أقو على سبه حتى في غيابه .
تمتم عادل بمكر : مخيف أبن الخالة .
نظرت إليه بتعجب لتهمس وهي ترتشف بعضا من كوب قهوتها : على الإطلاق عاصم ليس مخيفا ، رقت نظراتها – فلتصفه كما تشاء ولكنه ليس مخيفا ، فعاصم أرق من أن يصبح مخيفا .
جمدت ملامحه ليهتف بجدية : هل أشم رائحة الإعجاب – هنا- يا دكتورة ؟
اتسعت عيناها بمفاجأة لتجيب بدهشة : هل جننت يا عادل ؟ أنا سأعجب بعاصم !!
هز كتفيه بعدم معرفة وهو يلتقط من الثلاجة أمامه ثمرة تفاح : ولم لا ؟
أتبع بأداء مسرحي : إنه عاصم الجمال المعماري العظيم ، فخر العائلة وملك سوق الxxxxات ، إن نصف فتيات المجتمع المخملي معجبات به من صوره المنتشرة على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي والنصف الأخر يلهثن خلفه ليحصلن على مقابلته ولو صدفة فيراهن ويعجب بإحداهن ليتزوجها ، أنت قريبة منه للغاية طبيعي أن تُعجبينَ به وتحبينه أيضا .
ابتسمت برزانة : نعم منطقيا معك حق ، ومضت عيناه بحدة انتابته لتكمل بهدوء- ولكن عمليا الأمر ليس كذلك على الإطلاق ، لقد تربيت مع عاصم وكبرت على أنه أخي .. سندي .. ظهري الذى لن ينحني طالما هو معي ، غير هذا لم اشعر نحوه بأي شيء آخر .
سحبت نفسا عميقا لتهمهم بخفوت وصوت أبح أثار تفكيره : ناهيك طبعا عن فارق السن بيننا والذي يغلق كل السبل أمام شيء غير متواجد من الأصل .
انغلقت ملامحه وهو يشعر بخنقتها ويتفهم الأن سبب ابتعادها عن شقيقه فيهتف بجدية : عن أي فارق سن تتحدثين يا جنى ، إنهم ثلاث سنوات فقط وهذه المدة لا تذكر .
ابتسمت بألم ومض بعينيها فيعض شفته ليتابع بعبث تعمده حتى يزيل الحزن الذي خيم عليها : لو لم أوقن أنك لن تنظري إلى سوى صديق وأخ لكنت طلبتك للزواج .
ابتسمت رغم عنها وهى تشعر بدموعها تغلق حلقها فعليا فتشيح برأسها بعيدا قبل أن تهمهم : أليس لديك عمليات جراحية اليوم ؟
أبتسم بود في وجهها : بلى لدى ، تنهدت بقوة – اشتقت أن أراك وأنت تعمل .
اتسعت ابتسامته ليشير برأسه : إذ هيا بنا .
سارت بجواره تثرثر معه بعفوية فيضحك بمرح كعادته غافلين عن زوج الأعين المتربصان بهما !!
***
ضيقت عيناها وهي ترمق الفتاة الواقفة بجوار عادل من غرفة العرض الملحقة بغرفة العمليات لتزم شفتيها بضيق رافض لوجود الأخرى ، لقد أتت لتتأكد مم تناهى إلى سمعها وبأنها انضمت اليوم إلى الفريق الجراحي الخاص بعادل الخيال ، قبضت كفيها على الجهاز اللوحي الممسكة به لتلتقط وجود جنى فتتجه نحوها ، رحبت جنى بها وهي تنهض تقابلها بترحاب لتشير إليها فتجلسا متجاورتين لتهمهم إلى جنى : كيف وصلت هذه إلى الفريق الطبي الخاص بعادل يا جنى ؟
لوت جنى شفتيها بضيق لتهمهم : لقد وصي عليها للالتحاق به يا رقية .
عبست وذهنها يتجه نحوه فهتفت دون وعي : عبد الرحمن من أوصى بها .
نظرت لها جنى بتعجب لتهمهم بدهشة : عبد الرحمن ؟!! لا طبعا ، لا دخل لعبد الرحمن بالأمر إنه ليس طبيب حتى ليوصي بها ، ولكن أبي العزيز من فعل ،
رفعت رقية حاجبيها بتعجب فأكملت جنى بثرثرة - إنه يرى بها مقومات طبيبة ناجحة و حينما اخبرته أنها وصولية وتحوم حول عادل بطريقة مشكوك بها رد بجدية قاطعة أن عادل يستطيع الاعتناء بنفسه وأن لا يوجد وصي عليه .
زمت رقية شفتيها برفض وهمت بالحديث ليتفاجآ بصوته يهمس من خلفهما : سمعت أسمي .
انتفضا الاثنتين لتضحك جنى برقة : الن تتوقف يوما يا عبد الرحمن ، ستصيبني إحدى المرات بسكتة قلبيه .
أبتسم بخفة ليهمهم وهو يرمق الأخرى بنظراته : أنت فقط رقيقة يا دكتورة ، أرى أناس اخرين لم ترمش أجفانهم .
رفعت ذقنها باعتداد : هذا ما يسمى بالثبات الانفعالي يا دكتور .
عض شفته السفلى بتسلية : أموت بالثبات الانفعالي .
كتمت جنى ضحكاتها بشق الأنفس ووجه رقية يكفهر بغضب لتتمتم من بين أسنانها بحدة : التزم حدودك يا دكتور .
رد ببرود وعيناه تومض بمكر : لم أفعل شيء .
انتفضت رقية واقفة : أنا مخطئة أني أتحدث معك .
تمسكت جنى بساعدها وضحكاتها تتناثر رغم عنها : أنتظري فقط يا روكا إنه يمزح معك .
صاحت رقية بحدة : غير مسموح له بأن يمزح معي .
عاد بظهره إلى الوراء ليكتف ساعديه أمام صدره ينظر اليها من بين رموشه ببرود ملتزم الصمت ، فترتفع وتيرة غضبها وتحاول الإفلات من كفي جنى المتمسكتين بساعدها وهي تهمهم : اتركيني يا جنى من فضلك .
نظرت إليها جنى بعتب : اهدئي يا بنتي واجلسي .
همت بالرد ليصدح صوت عادل يزعق بحدة : من فضلكم اخلوا غرفة العرض الآن.
احتقن وجه رقية بقوة ليحمر وجه جنى وهي تشعر بانها ستختنق بضحكاتها لينهض هو اخيرا يهمهم بخفوت مستفز : هل أنت سعيدة الآن ؟ لقد طردنا من تحت رأسك .
اتسعت عيناها بعاصفة أوشكت على الهبوب لتشير إليها جنى بعينيها وهي تدفعها لتخرج أمامها من الباب الجانبي وهي تهتف بها في صوت ضاحك : إياك والصراخ فعادل سيقدم شكوى بثلاثتنا عليها نحول إلى التحقيق ، وأنت الأدري بعادل .
زفرت رقية بقوة وهي تهتف حينما أصبحت في الخارج : ألم تستمعي اليه ؟
وقف أمامهما ينظر إليها ببرود فتتابع وهي تشيح بكفها أمام وجهه : لقد طردنا من صالة العرض بسببك .
التقط كفها في راحته ليهمهم بجدية وصوت قاسي : اياك أن تشيحي في وجهي ثانية افهمت ؟
أرتجفت أمام عينيه لتهتف بصلابة : أترك يدي وإياك أن تلامسني ثانية .
اسبل اهدابه وأطلق كفها لتتمتم جنى الواقفة ترفع رأسها تنظر إليهما بذهول لتتمتم أخيرا : حصل خير يا شباب وحدا الله .
همهمت رقية بخفوت : لا إله إلا الله .
اكمل بهدوء : محمد رسول الله ، اتبع بهدوء وهو يشد خطواته مبتعدا – أشكرك على الوداع المميز ، أراك على خير يا روكا .
لم تتمالك جنى ضحكاتها التي انطلقت صادحة من حولهما ، لتقبض الأخرى كفيها بغضب اعتلى ملامحها وهي تشعر بأنها على حافة الصراخ وسبه لتجذبها جنى من ساعدها وهي تهتف من بين ضحكاتها : اهدئي يا رقية ، إنه يمزح معك هكذا لأنه يعلم بأنه يستفزك ، فقط اهدئي .
هتفت رقية بغل : إنه بارد مستفز .
ارتجت جنى ضحكا لتهتف بها بنبرة مميزة : عيني بعينك هكذا يا روكا ، إنه شربات .
نظرت إليها رقية بحدة : نعم معك حق وأنا لدي حساسية من السكر المفرط .
القتها واندفعت تغادر في الاتجاه الأخر لتتبعها جنى وهي تحاول أن تتحكم في ضحكاتها وتسترضيها ، ليقف هو بأخر الرواق يبتسم بمكر وهو يراقب غضبها المسيطر عليها فجعلها كشعلة متوهجة .. مشرقة .. مشعة .. خاطفة للأبصار .
أولاها ظهره وهو يتحكم في تنهيده كادت أن تفلت من بين شفتيه وهو يقر لنفسه بالفارق الجلي بينهما ، الفارق الذي لا ترضه هي !!
***
طرق الباب قبل أن يدلف بأريحية وهو يهتف بجدية : مساء الخير ، هلا سمحت لي بالدخول يا فنان ؟
نهض نادر يشير إليه بأن يتفضل وهو يرحب به بحفاوة فتلمع نظرات عمر بتسلية وهو يلتقط جمود ملامحها ونظراتها الرافضة لوجوده فتتسع ابتسامته وتعتلي التسلية هامته وهو يهتف ببرود : مرحبا يا آنسة حبيبة ، كيف حالك ؟
مد كفه لها ليصافحها فترمقه شذرا وهي ترفع كفها تصافحه بطريقة سريعة ولكنه تمسك بكفها مجبرا إياها أن تبقى كفها في راحته ويضغط عليها برفق وهو يهمهم بخفوت شديد حتى لا يستمع إليه نادر : تعلمي أصول المصافحة معي يا حبيبة الكل ، حتى لا تجبريني أن اتعامل معك بفظاظة .
شمخت بأنفها لتهمهم بخفوت حاد : لا تستطع أن تفعل .
ضيق عينيه بتوعد فتحاشت النظر إليه وابتعدت عنه فابتسم ببرود وهو يستدير إلى نادر ويهتف : أنا مستعد للمناقشة .
أشار إليه نادر ليتقدمهما إلى طاولة ملحقة بالغرفة فيجلسوا عليها ثلاثتهم ويبدأ نادر في الحديث وهما ينصتان إليه باهتمام .
انهى نادر شرح التعديلات التي يريدها ليهز عمر رأسه بتفهم فينهض الآخر هاتفا : حسنا سأترككما لتتفقا على التعديلات المطلوبة ، شحب وجهها ونادر يتبع بهدوء – حينما تنتهيان يا بيبة ستجدينني في الاستديو ، فأنا أسجل اليوم أغنية جديدة ، سأسمعكما إياها حينما تنتهيان بإذن الله .
تألق العبث في عيني عمر فاخفض جفنيه وهو يرمقها بجنب عينه همست بتلعثم : ولكن الن تبقى لترى ما سنصل إليه ؟
__ سآتي ثانية ، القها نادر وهو يرمقها بنظرة خاصة فأخفضت عيناها بتفهم وهي تسحب نفسا عميقا زفرته ببطء حينما غادر أخيها فتتجه نحو الباب الذي أغلق خلف نادر تلقائيا فتفتحه على مصرعه تحت انظاره المراقبة بكثب عم تفعله لتعود إليه وهي تسيطر على توترها بصلابة : حسنا يا عمر بك ، أخبرني بم تريد .
رفع حاجبيه بدهشة ليهمس باستفزاز : لا أريد منك شيئا .
تكتفت برفض شعره بقوة لتهتف : لماذا اتيت إذاً ؟
أدار قلمه بخفة بين أصابعه ليجيب بهدوء : أتيت للعمل يا حبيبة .
رمقته مطولا ليتابع بصوت حان وبحة شكلت صوته فأخرجته مختلفا عن الطبيعة : ولأني اشتقت الي إليك .
رجفا جفنيها وهي تجلس ببطء عيناها تغيم بذكرى جمعتهما أول عملها هنا بعد أن تركت العمل بالمؤسسة بعد أن رفضت العمل هناك واتت إلى شركة الإنتاج السينمائي ، ازدرت لعابها وهي تشعر بقلبها يرجف والذكرى تبث بعينيه قوية فتنتفض بوجل حينما تعلقت حدقتيها بنظراته لتستعيد شكلها – حينها - بصفاء زرقة عينيه ، تزم شفتيها بضيق وتتجاهل وجوده من حولها تعامله برسمية ، تجلس باستقامة وتتحدث بجدية : حسنا أونكل خالد أخبرني
رفع حاجبه وهمس بسخرية والغضب يتراقص بحدقتيه : أونكل ؟!!
توردت ليتابع باستهزاء :حسنا أنت تعملين مع أونكل خالد و أونكل وائل و بابي بلال، هذه شركة أم حضانة لإيواء الأطفال ؟!
ردت بعفوية : بّابّا ، أبتسم بتهكم فضربت براحتها على سطح الطاولة - توقف عن السخرية مني .
تمتم بأريحية : لا اسخر منك ولكني ظننت أنك جادة أكثر من اللازم يا آنسة .
__ أنا جادة وعملية لذا توقف عن الهذر لنبدأ العمل .
احنى عنقه قليلا ليهمس بعفوية وهو ينظر إليها بطريقة غريبة : هل تعقدين حاجبيك هكذا دائما ؟! ستصابين بالتجاعيد !!
سيطر الذهول عليها قبل أن تنتفض واقفة : اسمع يا هذا إن لم تتوقف عن أسلوبك هذا سأخبر أبيك واشكو له قلة مهنيتك .
لوى شفتيه ليتمتم بهدوء : إذا ستركضين لأونكل خالد وتصرخين له أن ينجدك مني في طريقة هستيرية تليق بالفتيات .
برقت عيناها بغضب لتهتف بحنق: عمر توقف من فضلك .
لانت ملامحه ليهمس بتنهيدة حارة : أخيرا نطقت به واعترفت بوجودي وقربي وأني لست غريب لتعامليني هكذا .
زفرت بقوة : ماذا تريد ؟!
أبتسم بكسل وهو يتكئ للخلف : لا شيء سوى العمل ، خالد بك أخبرني أن هناك عقد علي مراجعته معك .
تأملته قليلا ليتبع بهدوء وجدية أتخمت بها نبراته : فاستغليت فرصتي واتيت ، نظر إليها مليا - إشتقت إليك يا حبيبة .

عادت من ذكرها على طرف سبابته التي لامست ظهر كفها بحركة خفيفة لينبهها بها فقط وهو يهمهم بصوت أجش : ولازلت اشتاق إليك يا بيبة ، اشتاق إلى العمل معك وانتظر رفقتك .
شعرت بحلقها يجف لتشيح بعينيها بعيدا : توقف عن الإنتظار وأبحث عن اخرى غيري يا عمر ، فأنا لا أصلح لما تفكر به وتريده .
أغمض عينيه بنزق ليهتف : لماذا ؟! أنا لا ابه برفضك لي من قبل ولن اعيره اهتماما أبدا ، إلا حينما تخبريني السبب و حينها أعدك أني سأتوقف عن كل شيء وسأبتعد .
نظرت إليه بتفحص فأجابها بوعد سطع بعينيه لتهمهم : لأني خائفة ، أنت تريد علاقة مميزة ، حب صاخب وعشق جارف وأنا ..
صمتت لتبلل شفتيها بتوتر شنج حركتها لتتابع : أنا مكتفية من الحب في حياتي ، لقد عاصرته بشكل يكفيني ويزيد .
عبس بتفكير فتتابع بألم : أتعلم هذا العشق الذي يطرق رأس المرء فيغدو بسببه مجنونا .. مخبولا .. لا عقل له ، يتصرف بطريقة غير منطقية ، يغضب وثور لأقل سبب ويحزن وينطوي لأتفه سبب ،
افضت بم يؤرق روحها : أنا لا اريد ان اعشق احدهم فتنتاب القشعريرة جسدي كلما رأيته ، ويداهم الارتجاف روحي كلما نظر لي ، أنا لا أريد لقلبي أن يخفق ولا لروحي أن تهوى ولا لنفسي أن تذوى في ألم غيرة .. بعد .. جفاء .. حرمان .
نطقت بصلابة اجفلته : أنا اكفر بهذا الحب الذي يبدل الإنسان من النقيض للنقيض ، فيصبح كالمدمن يزهر في وجود حبيبه وينطفئ ويموت في بعده .
اتبعت بصوت محشرج : أنا أريد حياة طبيعية .. منطقية .. هادئة ، رفعت نظرها إليه أخيرا لتهتف بهدوء : فلتدعوني بالمعقدة .. المتزمتة .. المختلة .. المجنونة ، لا يهم ، فقط ابتعد عني .. اتركني .. لا تنتظرني ، فأنا لن أكون أبدا لك .
غامت زرقاويتيه بحنان ضمد روحها المختنقة ليبتسم بثقة ويهمس بصوت حان : لا ثقي – أبدا – في كلمة أبدا يا حبيبة .
نهض واقفا بعد أن نظر إلى ساعته فنظرت إليه بتساؤل ليهمهم بابتسامة هادئة : للأسف مضطر أن انصرف الأن فلدي إجتماع أخر سنتقابل ثانية بإذن الله لنراجع العقد سويا ، إذ لم يكن لديك مانع .
هزت كتفيها بعدم معرفة وخاصة وهو يتحدث بعملية جديدة عليه : حسنا سأهاتفك ونتفق .
أومأت برأسها في موافقة ليتأملها قليلا قبل أن يهمس وهو يتحرك باتجاه الباب : أراك على خير يا آنسة حبيبة .
تابعت انصرافه واغلاقه للباب من خلفه بعينين مليئتين بالدموع لتنحني تضع رأسها على الطاولة وتحيطها بذراعيها لتبكي بقوة وهي التي وعدت روحها أن لا تبكي على أي شيء مهما كانت مكانته !!
***



سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس