عرض مشاركة واحدة
قديم 22-08-20, 09:51 PM   #41

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي


مساء الخير عليكم يا حلوين موعدنا مع الفصل الرابع ❤

الفصل الرابع


تركزت حدقتى عزام المشدوهتين على ابتسامة قادير الماكرة منتظراً ان يفضى له ما بجعبته .... ليستمع الى حديثه الذى صدمه اكثر بنبراته الواثقة و التى و لا للعجب أقنعته

( كم أنت سئ الظن بى عزام ... لو تعلم ما الذى افعله من اجلك أنت و ابنتى ميرال لما قلت ذلك الأن )

عقد عزام حاجبيه بنفاز صبر و هو يقول من بين أزيز اسنانه

( قااااادير قل ما عندك )

ربت قادير على كتفه و هو يقول بقوة صعقت عزام

( انها حامل )

صمت قادير للحظات و هو يشاهد اتساع حدقتيه ليكمل بدهاء يدقنه وابتسامة خطيرة تزين شفتيه

( هل تعلم ماذا يعنى ذلك ؟!! ....... حسناً لا تفكر كثيراً لاقول لك أنا ..... سوف تحصل ميرال على الطفل الذى كانت تتمناه بلهفة ..... فقط بضع أشهر عزام لتضع تلك فتاة جنينها ....... لتحصل ميرال على هذا الطفل التى لطالما تمنته و أنا و أنت على الحفيد الذى نتمناه ثم نتخلص منها بهدوء ..... لقد اتفقت مع أردال على ذلك الأمر لا تقلق ....... هل تظن ان أمر الزواج هذا سوف يتم ان لم أكن أنا من اقترحه من الاساس ..... لكن لتتعامل أنت وكأنك لا تعلم شئ فى الفترة الحالية و لا تقل شئ لميرال الأن حتى لا تقلب الأجواء و كى لا يتخلى أردال عن مساعدتنا ...... فقط فكر بالأمر عزام انظر الى المستقبل ....... و أيضاً لا تدع أردال يعلم باننى أخبرتك بهذا الاتفاق ويكون من الأفضل الا تتعامل معه بهذه الفتره حتى لا يتراجع ... فأنت تعلم كم هو عنيد و من الصعب إقناعه !! .... )

ضاقت عينين عزام و التى تدل على عمق تفكيره و تأثره بما قيل له من قادير

أخذ يسير ببطء بارجاء تلك الغرفة و عقله يزن تلك الكلمات جيداً .... ليعود بعدها ليجلس على المقعد الذى احتله من قبل و عيناه تقتحم وجه قادير و هو يتساءل بنبرات لم تخلوا من الشك

( و لماذا يقوم أردال بمساعدتنا بهذا الموضوع .... فهو تخلى عن مساعدتك منذ زمن ..... حتى اغلب اعمالنا توقفت بسببه حين بدأ بعمله الخاص كما انه اتخذ اكبر منافس لنا شريك له بالعديد من المشروعات )

خرجت انفاساً ساخنة من بين شفتي قادير تدل على تسلل بعض الراحة الى صدره .... ليتجه نحو عزام و هو يجلس قبالته قائلاً بنبرات تخللها الكثير من العتاب

( و من كان السبب بذلك عزام أليس أنت ؟! .... أنت الذى كان السبب بترك تلك الفتاة الى البلد باكملها مما جعله ينقلب علينا و يؤسس عمل بمفرده و لم نعد نستطيع ان نسيطر عليه مهما حاولنا ذلك )

عاد قادير ليزفر انفاسه من جديد قائلاً و هو يريح ظهره الى الخلف على ذلك المقعد

( لقد عارض كثيراً فى بادئ الأمر لكننى قمت بإقناعه ان هذا الأفضل لآسر حتى انه رفض ان نتخلص من الفتاة و قد جاريته بهذا الموضوع حتى يقوم بمساعدتنا لذلك يفضّل الا تتحدث معه ...... فأنت تعلم أنك تثير غضبه )

عادت ملامح عزام لتشرد من جديد و أنامله تخط بتتابع على سطح المكتب بجانبه لتمر لحظات مشحونة بانتظار قادير لإجابته ليتحدث اخيراً بعدها بخطورته التى تحوم حوله دائماً و هو ينهض ليقف خلف مقعد قادير قائلاً

( حسناً قادير سوف انتظر لأرى ان كان كلامك صحيح أم لا .... لكن لتعلم سوف أكون أكثر من مستعد لاى خيانة منك أنت و ابن اخيك المغرور هذا ... فأنا لم اقتنع أنك استطعت ان تسيطر على أردال بخصوص هذا الموضوع فأنا اعلم انه يتدخل بذلك الامر لينتقم منى ليس أكثر ! .... لكننى أريد ان اثق بكلامك حقاً قادير ..... و سوف نرى ان كنت أهل لتلك الثقه أم لا )

ليغادر بعدها تاركاً قادير مشدوه بكل تلك الأحداث و عبارة واحدة فقط ترن باذنه عبارة كان يتمنى سماعها منذ زمن " انها تحمل لك هذا الحفيد الذى كنت تتمناه "

***

قطع ذلك الجو المشحون بينهم طرقة مصاحبة لانفتاح باب الغرفة لتظهر أمامهم امرأة خطت معالم الشيب وجهها و شعرها لكن قوة بنيتها ظهرت بنبرانها الحنونة و المداعبة فور دخولها الى الغرفة و هى تهتف بعدم تصديق و ملامحها تدل على عمق فرحتها

( ياالهي ان ما يقولوه صحيح ... أردال بنى كم هى جميلة عروسك .... لم اصدق أذنى حينما سمعت خبر زواجك )

اقتربت تلك المرأة من نارفين مما جعل أردال يبتعد عنها و شعور غريب ينتابعه حين اقترب منها بهذا الشكل مما جعله يخترق عينيها و كأنه عبر بهم الى روحها الممزقة ... ابتعد عنها دون ان يبعد نظراته عن عينها و التى يرى بها دائماً ضعف عجيب لا يريد ان يصدقه فهم جميعاً هكذا يستطيعون ان يجيدون ادوار الضعف و الانكسار ليحصلوا على ما يريدون !! .. اشاح بعدها بنظراته عنها ليرى بشرى و هى تحتوى وجنتها بحنان اقشعر له جسد نارفين و هى تقول مداعبة وجنتيها برقة و حنان

( مشاء الله انها تمتلك عيون تشبه السماء بصفائها .... مرحباً بكِ يا ابنتى أنا بشرى مربية هذا الفتى الذى تمكنتِ من سرقة قلبه بعد ان فقدت الأمل ان يعود للحياة من جديد )

تحركت نظرات نارفين المهزوزة نحو أردال و الذى ذهب فكره قليلاً بهذا التشبيه ليجفل شاعراً بجسده ينكمش حين رَآه كفه الضخمة تتشابك مع كفها الصغيرة الناعمة و التى اختفت داخل قبضته بحركة من بشرى التى رفعت أيديهم لتجعلها تتعانق معاً أمام عينيها

توجهت نظرات نارفين نحو كفها التى ضاعت و اختفت داخل تلك الكف التى ولا للعجب رغم قسوتها و خشونتها الا انها شعرت بخواء روحها يغادرها مع ذلك الاتحاد و كأن هذا الشعور أخذ يتبدل ليحل محله شعور اخر افتقدته لمدة كبيرة لا تعلم كم هى لكنها مدة طويلة من الزمن حين تسلل اليها هذا الشعور لآخر مرة .... الشعور بالامان ربما !!

ارتفعت عينيها بخجل نحوه لترى نظراته القاسية و التى تتركز على تعانق كفيهم و انعقاد حاجبيه الطفيف مما جعل روحها تعود للاهتزاز من جديد و هذا الشعور بالامان يغادرها بل و جسدها بدأ ان يعلن عن ارتجافه حين استمعت لصوت السيدة بشرى العذب و الحنون و هى تقول بعدما ضغطت على كفيهم المتعانقة بفضلها بيدها الحنونة ... كلمات تنبهت لها جميع حواسها و هى تشعر بها تنغرس بعمق داخل صدرها لتخنقه أكثر

( أنظرا .... ان معنى الحياة يكمن فى هذا ...... هذا التناغم .... هذا التكامل .... ان تشعر ان تلك الايدى خلقت لتتعانق معاً حين تنظر لها من بعيد .... تشعر انها روحاً واحدة اجتمعت بهذا العناق .... تشعر بمعنى الحياة الذى يكتمل حين تجد الشخص الذى يتقبلك بجميع صفاتك القاسية و الحنونة ...... يتقبل تلك الأشياء الذى يراها الآخرين عيوباً قاتله بل و يعشقها ليس فقط يتقبلها .... هذا الشخص الذى يتقبل ماضيك ليكون جزءً من حاضرك !! .... هذا الشخص الذى يخترق داخلك دون ان تدرى كيف يفعل ذلك ليرى ما لم يراه غيره من أناس و يتفهمك ..... ليعلم من أنت ماذا تريد دون ان تتحدث دون ان تعانى وانت توضح له شخصك ..... هذا الشخص الذى يخرج بك أمام الجميع و هو يفتخر أنك له ... أنك ملكه .... ليصرح للعالم اجمع بأنك تخصه ... له وحده .... لا تتخليا عن هذا التناغم مهما حدث بينكم يا اولاد )

الم غير محتمل شعرت انه يكتسح صدرها يخنقها وكان قبضة غليظة تعتصر قلبها و تلك الكلمات تتسلل لعقلها لتعذب روحها أكثر و أكثر و عينيها أخذت تتغبش بالرؤية من ذلك السائل السخن الذى أخذ يتجمع داخل مقلتيها و رؤيتها لتلك الايدى المتعانقة أخذت تتلاشى و تبتعد عنها حتى شعرت بالبرودة تكتسح روحها لتترك جسدها متجمداً من صقيع كلماته القارس بعد ان شعرت بعنف كفه التى انسحبت من كفها و صوته يغزو روحها لينشر داخلها التقزز من نفسها و ابتسامته الهازئة التى لمحتها من خلف غشاشة عينيها تحطم أخر ما تبقى من شظايا روحها المتناثرة

( لا تتعمقى كثيراً يا أمى ..... فدائماً تثبتِ لى صحة نظرتى نحو كلامك الخيالي هذا و الذى لا يتماشى مع هذا الواقع المرير الذى نعيش به ..... انها لا تمت لى بصله .... فقط بلاء سقط فوق رأسي ... أو رأسنا جميعاً ..... انها عشيقة آسر ... و أنا فقط أقوم بحمايتها من اجله ..... لانها حامل منه .... حتى دون زواج ... فكلانا يعلم من هم عزام و قادير !! )

انطلقت اخر شظاياه لتخترق روحها المكلومة بعنف تخطى سابقاتها لتنزلق تلك العبرات الحبيسة بقهر مصاحب الى تلك الشهقة التى صدرت من تلك المرأة التى ارتدت للخلف من وهل كلماته القاسية التى لا تحمل اى من معانى الرحمة داخلها

كم ودت لو تصفعه بعنف كلماته تلك و التى يجهل بها الكثير ..... ان تصفعه لذلك الشعور الذى المها أكثر من اى شئ اخر شعورها بخسارتها لاحترام و حنان تلك المرأة التى شعرت بالدفئ من لمساتها الحانية ....... أخذت تطالع عينيه بالم ممزوج بقسوة و لوم قليل من ما يعتمر داخلها ..... توغلت نظراته داخل عمق امطار عينيها و داخله يرفض اَي شعور بالشفقة و الالم نحوها ليعود يهاجم نفسه قبلها و هو يقول بهدوء و محيط عينيه يهزء من إعصار سماء عينيها

( هل المتك تلك الكلمة .... حسناً ربما نجملها قليلاً ... ماذا عن .... حبيبته السرية مثلاً ؟! )

أشاح بانظاره عنها بعد ان شعر بانتفاض جسدها و هى تستند على الحائط من خلفها و أبغض شعور على قلبه بدا ان يتسلل اليه لينظر نحو بشرى و التى كانت تموج عينيها البنية بشفقة على تلك الفتاة التى تنتفض أمام مقلتيها و هو يقول

( من المؤكد انكِ تعلمين خطورة ان يعلم أحد بحقيقة هذا الأمر ..... فأنا أخبرتك كى لا تتركيها بفردها و الا تجعلي أحد يتحدث معها خاصتاً ميرال ... فنحن لا نعلم ما الذى تخطط له بعد أو ماذا تخفى خلف هذا ..... )

( حسناً أردال توقف عن هذا )

هتفت بشرى بحنق و شعورها بتلك الفتاة الصغيرة و التى اندهشت لرؤيتها فى البداية يزداد و هى تشعر بقلبها يرتجف مع ارتجاف جسد تلك الفتاة و أكثر حين رأت يديها ترتفع بارتجاف لتخط على بطنها بالم و عذاب و هى لا تفهم لما كل ذلك الهجوم الذى يشنه عليها أردال و هى التى تعلم داخله جيداً كما لا يعلمه أحد .... نظرت نحو عينيه بقوة و عينيها ترسل اليه الكثير من اللوم و القهر منه

ادرك أردال مغذى نظراتها و هو يلقى نظره جانبيه على نارفين لا يعلم لماذا يحدث معه هذا ؟! ...... لماذا يريد ان يؤلمها لهذا الحد لماذا يلقى عليها نيران غضبه و قهره من امرأة اخرى لماذا يراها تشبها و خاصتاً بتلك النظرات المكسورة و الضعيفه التى تثير به مشاعر انسانيه بات يكرها فهى تذكره بضعفه و حماقته من قبل و الذى اقسم انه سوف يدثرهم بجانب طيات قلبه الممزق

غادر بصمت من أمام نظراتهم دون ان يعير تلك الروح المكلومة بسببه اى اهتمام ....... بينما أخذت هى تتابع ظهره العريض و قامته الضخمة و هى تبتعد عنها و شعورها بهذا الالم يتفاقم داخلها جاعلاً جسدها يعلنً انهياره لتتكئ على الحائط الذى زاد برودة روحها أكثر و لا للعجب شعرت بيد تلك المرأة و هى تسند جسدها الهزيل و هى تتحدث بنبرات قلقة

( ابنتى هل أنت بخير ؟! )

شهقت عندما اختنق صدرها بتلك العبرات التى كانت تحاول حبسها و انفاسها التى أخذت تتلاحق لتدل على بدا انهيارها لا محال لتشعر بلمسات تربت على ظهرها و هى توجها نحو تلك الأريكة القريبة منهم بزاوية الغرفة التى لم تستطيع حتى ان تجول بانتظارها داخلها

حاولت ان تتحدث و هى تكفكف دموعها بأنامل مرتجفة

( ا ...... انا ... لست .... لست كم )

خرجت حروفها متقطعة معذبة لتتلقها بشرى التى اهتز قلبها على حال تلك الفتاة و هى تقول بعد ان اخذتها بين أحضانها لتبثها قليل من دفئ روحها و هى تشعر بضياعها

( حسناً يا ابنتى اهدئي .... انا اعلم انه نقل الامر بصورة غير صحيحة ... فقط اهدئي أنتِ كما علمت حامل ولا يجب ان تفعلى ذلك بنفسك كى لا تفقدي طفلك ... فقط اهدئي الأن حتى توضحي لى أنت الصورة بشكلها الصحيح ..... لا تكترثى لكلماته فقط تماسكِ من أجل طفلك )

شعرت بشرى بمحاولات نارفين القاسية لتهدأ من روعها و بدموعها التى لم تتوقف بالرغم من هدوء انفاسها

أخذت تربط على ظهرها و شعرها بحنان .... تلك الخصلات البنية الأشبه بملمس الحرير حتى شعرت برتابة و انتظام انفاسها لتميل بوجهها الى الامام لتجدها قد أغمضت جفنيها لتغرق بعالم أخر غير عالمهم المظلم هذا ..... جالت بشرى بنظراتها على ملامح نارفين و وجهها الشاحب و عيونها المنتفخة من كثرة البكاء و الذى يحمله أيضاً احمرار انفها ... شعرت و كأنها تحمل بين أحضانها طفلة بائسة لتتمتم بالم و هى تعدل من وضع رأسها لتضعها على احدى وسائد الأريكة جاعلة جسدها ممدداً هو الاخر بنبرات متألمة

( ما الذى أتى بكِ الى ظلامهم يا ابنتى !! )

***
يتبع...




رحمة غنيم غير متواجد حالياً