عرض مشاركة واحدة
قديم 22-08-20, 09:55 PM   #44

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

شعرت بشرى بروح نارفين التى أخذت تعود اليها شئ فشئ و هى تجول بها داخل ممرات هذا القصر بحرص حتى لا تصادف الكثير من الخدم أو سُكانه التى تعلم مدى خطورتهم .... أخذت تسير بجانبها و قلبها لا يزال يتمزق على حالها تلك الفتاه التى لاتزال بزهرة شبابها ... توقفت خطوات بشرى حينما رأت اضواء أحد الغرف مضاءة و خاصتاً تلك الغرفة لتقول بنبرات مشدوهة

( كيف هل عاد ليدخل تلك الغرفة من جديد ؟! )

أخذت تتقدم نحو الغرفة و خطوات نارفين تتبعها ... لتدلف الى الداخل بعد ان طرقت على الباب عدة طرقات ..... وقفت بشرى عاقدة الحاجبين وهى ترى خلو الغرفة من اى شخص قبل ان تستمع الى نبرات نارفين المزهولة و هى تقول

( ياااالهى ما هذه الغرفة انها رائعة لقد كنت احلم ان ارى مثلها على ارض الواقع !! )

أخذت نارفين تجول بعينها بإرجاء الغرفة التى لم تكن تتكون سوى من صفوف و أرفف عديدة تحاوطها من جميع الجهات و التى تحمل كمية مهولة من الكتب ! ...... بينما كانت بشرى تطالع ابتسامة نارفين التى تراها للمرة الاولى و شعور بالرضا يجتاح قلبها لا تعلم لماذا لم تريد ان تسرق منها تلك الضحك خاصتاً بعد ان استمعت لكلماتها و نبراتها التى عادت ملامح الحياة بها

( كم اعشق القراءة ...... هل نستطيع ان نجلس هنا قليلاً سيدة بشرى ؟ )

ابتسمت بشرى برقة تلك الضحكة التى ترتسم على شفتى نارفين لتومأ برأسها رغم شعورها بخطأ فعلتها لتقول

( حسناً سوف اتركك هنا لكن سوف اعود بعد عشر دقائق لا أكثر )

غادرت بشرى تترك نارفين تسير داخل الغرفة بسعادة لا تعلم من اين أتتها لتتقدم نحو ذلك المكتب المستقر فوق تلك الدرجات الثلاث تسلكها لتحمل أحد الكتب و تقلبها بين يدها

لم تمر سوى دقائق قليلة لتشعر بصوت باب الغرفة يُفتح و لم يكن من يدلف الى الداخل هو السيدة بشرى بل كانت ميرال !!

أخذت نارفين تستمع بعدها الى تلك الخطوات التى أخذت تتعالى من كعبها و هى تتقدم منها بخطوات متساوية و التى فقط تمثلت بصعودها تلك الدرجات الثلاثة الفاصلة بينهم بهدوء جعل جميع حواسها تترقب لما هو آت

فهى علمت ان تلك النظرات التى تنبعث من حدقتى ميرال نحوها و التى يشوبها الكثير من الحقد و الاستحقار الذى جعل داخل نارفين يجزم ان هذا هو حدس المرأة داخلها و الذى يحثها على ان تكرهها و تحقد عليها قبل ان تعلم حتى بأمرها !!

أخذت حدقتى نارفين تتابع نظرات ميرال التى شملتها باهتمام قبل ان تقترب منها أكثر و ابتسامة هازئة زينت ثغرها تدور بعينيها الواسعتان بأنحاء تلك الغرفة

( لقد اندهشت حين رأيت تلك الغرفة مضيئة ..... فأردال لا يسمح لأحد بدخولها منذ ثلاثة سنوات تقريباً !! ...... توقعت ان يكون هو الذى بالداخل )

ازدردت نارفين ريقها بتوجس و هى تدور بعينها حول تلك الأرفف و الكتب المرصوصة و التى لا يبدو عليها ان قد تم هجرها فهى لا تحمل حبة تراب واحدة تدل على ذلك ثم توجهت عينيها الى هذا الكتاب القابع بين يديها و هى تتساءل داخلها ما السبب الذى يجعله يقوم بذلك ..... و هل حقاً الجميع يخضع الى ارادته بهذه الطريقة ! ..... و ان كانت محقة لما سمحت لها السيدة بشرى ان تدخل تلك الغرفة ؟! ... لا بد ان هناك سبب قوى ليفعل ذلك ....... ليمنعهم من دخولها

شعرت بضرب من الجنون قد اصابها حين لفظت تلك الكلمة من بين شفتيها و التى تمثلت بجميع التسائلات التى تدور بعقلها

( لماذا ؟!! )

خرجت تلك الكلمة بكثير من الفضول الذى أدهشها .... هل جنت ؟؟!!!!! ..... لماذا تتساءل عن ما لا يخصها .... فقد كان عليها ان تهرب من أمام هذه المرأة التى لم تتوقف عن تفحصها بنظراتها التى تشعر انها تنهش داخلها ليس ان تعقد معها هذا الحديث بسبب فضولها اللعين حول ذلك الرجل !

رأت ارتفاع حاجبى ميرال باندهاش مصطنع و نبراتها المتساءلة و هى تقول

( الم يخبرك ؟!! )

شعرت نارفين بمدى حماقتها فهى على ما تبدو توقع بنفسها بين مخالب تلك القابعة أمامها بكل سهولة .... عادت لتتساءل مجدداً بحذر و نبرات خافتة فقد علمت انها لن تستطيع التراجع الأن

( عن ماذا ؟ )

اتسعت ابتسامة ميرال الشامتة و هى تقترب منها خطوة اخرى لتردف ببراءة الأفاعى المصطنعة

( يبدو انه لم يخبرك بأمر هذه الغرفة .... لا أعلم من الذى جعلك تاتى الى هنا ... لكننى لم أكن أريد ان تعلمي أمرها منى أنا بالتأكيد ..... فهذه الغرفة خاصة بتاليا زوجة أردال السابقة ؟! ... فقد قام أردال بتجهيزها خصيصاً من اجلها كمفاجأة لعيد ميلادها وقد أزهلتنا جميعاً حينها .... فهى كانت تعشق القراءة فيبدو ان هناك أشياء مشتركة بينكم !! .... حتى سوف تجدين هناك العديد من الصور الخاصة بهم بالكثير من الكتب و التى قامت هى بقرائتها و الذى كان أردال دائماً يقوم بقرائتها بعد ان تنهيها ... ليجد تلك الصور بهم ..... تلك أحد أشيائهم الخاصة ... حتى اعتقد ان هذا الكتاب أحد كتبهم الخاصة ايضاً ! )

ألقت ميرال كلماتها الاخيرة و هى تشير الى الكتاب القابع بين يدين نارفين ... قبل ان ترتفع بنظراتها نحو ملامحها و التى كانت تتحدث عن معنى الصدمة من حدقتيها المتسعتين بشكل ملحوظ

ابتسمت ميرال داخلها على منظر نارفين و هى تظن انها قد ألقت أحد قنابلها نحوها لتنسحب بعدها و هى تردف بلطف

( حسناً سوف أتركك الأن فآسر ينتظرني .... و لا أريد ان يراني أردال هنا ..... ولا يفضل ان يراكِ أنتِ أيضاً فهذا مكان خاص يعنى أنتِ تعلمين بالطبع )

أومات نارفين برأسها نحو ميرال قبل ان تغادر لتعود بنظراتها نحو هذا الكتاب و ملامح الصدمة لاتزال تسيطر على محيا وجهها ..... و عقلها يعود ليطرح العديد من الاسئله

رفعت أناملها لتتلمس غلاف هذا الكتاب و الذى لم يكن سوى تلك الرواية التى قراتها العديد و العديد من المرات الرواية الاشهر حول الحب و الانتقام " ذهب مع الريح " تلك الرواية التى تدور أحداثها حول فتاة عاشت قصة حب قديمة دمرت حياتها فأصبح لديها رغبة فى الانتقام فيقع فى حبها رجل آخر فكانت فى البداية تبادله الكراهية والانتقام إلا أنها تقع فى حبه بالنهاية

اخذت تقلب صفحات هذا الكتاب حتى عثرت على تلك الصورة التى كانت تبحث عنها بين طياته ...... مرة اخرى لم تستطيع ان تسيطر على هذا الاندهاش الذى تملكها حين رأت الصورة .... لم تكن تصدق ...... أجل لم تكن تصدق هذه الكلمات التى سمعتها قبل قليل ..... فتلك الكلمات تصف رجل عاشق .... يقدر المشاعر و يتبادلها ........ فهذا الرجل الذي رأته و عرفته لم يكن سوى رجل قاسى !! ... قوى .... لا تمثل المشاعر اى شئ بالنسبة له .... لا يرضخ لأحد ولا يقبل لأحد ان يناقشه .... هذا الذى يستطيع ان يقتل داخلها بكلماته و نظراته المسمومة القاسية ...... اما ....... اما هذا الرجل الذى يحتوى و يقدر امرأة بهذا القدر .... تلك المراة التى لم تتبين معالم وجهها فى هذه الصورة والتى لم يكن من الصعب معرفة انها خاصة بذكرى زفافهم .... فهو لم يكن سوى رجل عاشق حتى النخاع يذوب بتلك المرأة و يحترمها و يقدرها بكل كيانه ...... اى شخص يستطيع قراءة هذا من هذه القبلة التى يبثها لجبينها !

أخذت تتأمل تلك الصورة بعقل مشوش من هذا الرجل التى تعرفه أم هل لم تتعرف عليه بعد ؟! ... لم تشعر لا بالوقت و لا بتلك العيون الأشبه بالمحيط التى كانت تراقبها قبل ان تستمع الى نبراته الرخمة القوية و هى تقول بحدة

( ماذا تفعلين هنا ؟!! )

تلك النبرات التى جعلتها تنتفض من على الدرجة الاخيرة التى كانت تقبع عليها و شعورها بفقدان توازن جسدها و السيطرة عليه تطيح بها لتشعر بيد قاسية و صدر صلب قوى منعها من السقوط

ارتفعت حدقتيها لتواجه نظارته الشرسة و التى تمثل المحيط الهائج قبل ان تشعر برائحة عطره النفاذة تداعب انفها لتثير الغثيان بمعدتها .... ارتفعت يدها نحو فمها لتكتم شعورها المتزايد بالغثيان مما جعل أردال يتساءل و علامات القلق ترتسم على وجهه !

( ماذا هناك ..... ماذا يحدث معك ؟!! )

أخذت تشير اليه بكفها الاخرى ليبتعد قبل ان تشعر بفقدان سيطرتها على شعورها المتعاظم بالغثيان لتركض نحو الخارج تاركة أياه يقف مزهول من ما حدث

ركضت الى الخارج الغرفة حتى شعرت بالهواء يعود الى رئتيها من جديد ليقلل من شعورها بالغثيان ..... أغمضت عينيها محاولة السيطرة على انفاسها المتلاحقة و صورة نظراته الشرسة تعود لتداهم مخيلتها

انتفضت و هى تستمع الى ذلك الصوت التى حفظت معالمه جيداً و ذكرى برودة تلك الغرفة التى كادت ان تقتل بها على يده تعود اليها من جديد

( أنتِ ماذا تفعلين هنا ايتها الفتاة ؟!!! )

التفتت نارفين بجسدها لتواجه نظرات قادير الغاضبة و الذى تبعها حديثه و اقترابه منها و هو يقول

( هل تظنين انكِ قد ربحتِ ايتها الصغيرة )

اقترب منها أكثر و هو يمسك بذراعها بعنف اقشعر له جسدها و هو يكمل

( لا أريد ان ارى ظلك بهذا القصر فى وجودي هل تفهمين ... فأنا سوف ألقى بك خارجاً قريباً جداً )

نظرت اليه بقهر و الم لم يعد يتحمله قلبها و رفضها ان تكون حقيرة بتلك الصورة أمام نفسها أكثر من ذلك لتتحدث بنبرات لا تعلم كيف تمكنت من استجماعها قائلة بتحدى

( لن تستطيع ان تفعل )

جحظت عينين قادير بصدمة قبل ان تشتعل بشرار و غضب أخذ يتملكه لترتفع قبضته بعنف و حركة سريعة جعلت نارفين تغمض عينيها منتظرة تلك الصفعة لتسقط على وجهها !

لكنها انتظرت للحظات دون ان تشعر بشئ لتعود و تفتح عينيها ببطء ليصدمها ذلك المشهد حيث كانت كف قادير محتجزة فى الهواء بفعل يد أردال الذى منع عنها تلك الصفعة و صوته الذى أخذ يزلزل روحها و هو يقول

( لن تقترب منها عمي ... فهى اصبحتِ تخصني أنا من بعد الأن !! )

نهاية الفصل الرابع ❤❤

اتمنى من كل قلبى متبخلوش عليا برايكم و تعليقاتكم الحلوة
قراءة ممتعة 😍


رحمة غنيم غير متواجد حالياً