عرض مشاركة واحدة
قديم 29-08-20, 09:47 PM   #65

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

ذهب أردال بوجهته نحو المسبح هذا المكان الذى كان و لايزال آسر يهرب اليه منذ الطفولة ..... ليجده كما توقع يجلس على أحد المقاعد التى تحاوط المسبح المضئ ..... لكن ما لم يتوقعه هذا الكأس الذى كان يحمله بين يديه و زجاجة المشروب تلك التى كانت تجاور المقعد و علامات الثمالة ظاهرة على ملامحه و تصرفاته !! ..... ليردّد اسمه و هو يقترب منه .... حيث أتته ضحكة آسر المتألمة و هو يتمتم بعجز هازء

( اوووووو لقد أتى ابن عمي العريس !! )

( آسر ما الذى تفعله بالله عليك لقد فقدت عقلك حقاً منذ متى و أنت تحتسي ذلك الشئ الا تخجل من نفسك ما هذا الوضع ..... هيا توقف علينا ان نتحدث )

صاح أردال به بعد ان سحب الكأس من بين يديه ...... لحظات و مالت رأس آسر للخلف ليستطيع ان يتبين ملامح أردال الذى كان يشرف عليه من علو مكملاً بذات النبرات

( حقاً و ما الذى سوف نتحدث به .... هل مثلاً سوف تستشيرنى بامور الزفاف ...... أم مثلاً عن مكان لشراء ثوب الزفاف !!)

صمت لتتسع بعدها ابتسامته المتألمة ليكمل

( ياااااااااالهى ... انها سوف تبدو كالملائكة به .... لقد أخذت تداعب أحلامى بهذا الثوب كثيراً اتعلَّم هذا أردال ...... رغم أننى كنت اعى ان هذا شبة مستحيل ... ياااااااااالهى ما الذى يحدث معى !! )

بحركة واحدة فقط من ذراع أردال السليمة و جد آسر نفسه يشهق بعنف حينما جسده الساخن من اثر المشروب واجه برودة مياه المسبح ليأتيه بعدتها صوت أردال الثائر و الذى لا يعلم كيف اصبح يفقد السيطرة على نفسه بهذا الشكل و هو يهدر به بعنف

( لقد فقدت عقلك حقاً آسر ...... هيااا عد لوعيك فعلينا ان نتحدث مطولاً هياااااا )


بعد القليل من الوقت كان آسر يجلس على ذات المقعد بعد ان قام بتبديل ثيابه و يضع أحد المناشف فوق راسه ليقوم بتجفيف شعره بها ينظر من الحين الى الاخر نحو أردال الجالس قبالته بنظرات فارغة ..... ليباغته أردال قائلاً

( هل استعدت وعيك الأن )

ليحرك له آسر راسه بالإيجاب حيث اكمل بعدها أردال قائلاً

( حسناً لنتحدث )

صمت للحظات ليعود بعدها متحدثاً

( هل تعلم شئ عن والد نارفين .... يعنى تلك الفتاة !! )

كان اى شخص يستطيع ان يرى تلك الملامح المصدومة و انعقاد حاجبى آسر الذى صمت للحظات قبل ان يردف بثقة حمقاء

( أجل ... أعلم انه متوفى )

ليعود بعدها أردال و يتساءل من جديد

( متى ؟!! .... و ما هو اسمه و كنيته ؟!! )

اجفل آسر قليلاً من السؤال قبل ان يردف بملامح مستفسرة

( لا أعلم !!! ...... لكن لماذا تسأل ؟!)

رمش أردال بعينه و هو يحاول استيعاب جملة آسر و جملة اخرى من حديثه مع طارق ترن كالناقوس بعقله ليردف بعدها

( كيف لا تعلم !! .... أنا فقط كنت اتساءل كى نعلم ان كان هناك أحدسوف يسأل عنها عن مكانها و تغيبها ؟! )

ليعود و يصدمه هذا الجواب الذى أتاه من آسر أكثر و أكثر .... حتى ان الصدمه اصبحت بقليل على شعوره

( لا ! ..... لا يوجد لها أحد !!! .... فوالديها قد توفيا منذ زمن !!.... فى الواقع لم أكن أحب ان نتحدث عن تلك الأشياء الخاصة التى تأخذنا نحو عائلتنا و ماضينا !! )

( لماذا ؟!!!! )

خرجت بخفوت من بين شفتى أردال و كأنه يخاف من الإجابة على هذا السؤال تحديداً

انعقد حاجبى آسر و هو يتلقى سؤال أردال السريع هذا .... لكنه احنى رأسه نحو الارض بألم و أنامل كفه تداعب مؤخرة رأسه بتوتر ليعود بعدها أردال مكرراً سؤاله مرة اخرى بنبرة أقوى ..... لكنه لم يتلقى اى اجابة مجدداً .... لتكون الصدمة من نصيب آسر تلك المرة و هو يستمع لكلمات أردال التى تخرج منه متلعثمة على غير عادته

( هل .... هل كنت تخفى عنها من تكون آسر ؟!!!! ...... الم تخبرها أنك متزوج ؟!! )

ارتفعت رأس آسر بصدمة نحو أردال للحظات قبل ان تعود لتنحنى من جديد بخزى شعر به ينهش داخله حيث شعر بعدها بقبضة أردال القوية التى انقبضت حول تلابيب قميصه و هو يرفعه بعنف ليواجهه مردفاً بعنف أكبر

( هل هذا صحيح تحدث ؟! )

رأى أردال تقلص عضلات فك آسر الملحوظة و التى تدل على عدم مقدرته على الحديث ليستمع بعدها الى حروفه و كلماته المبعثرة بنبرات متحجرشة و عينيه تعود لتنكسر نحو الارض مغمضاً ايها بالم و هو يردف

( لاننى أحببتها ! .... لم أستطيع ان أخبرها لاننى كنت أعلم ..... انها .... انها سوف تتخلى عنى .... لم أستطيع ان افعل أردال ..... لم أكن أعلم أننى سوف أقع بحبها الى هذا الحد !! )

كانت نظرات أردال تشمل ملامح وجه آسر بصدمة و حدقتيه متسعتين بعدم تصديق لما سمعه .... ليهتف به و هو يهزه غير أباً لألم يده المصابة الذى يفتك به

( لكنك استطعت ان تتخلى عن رجولتك أليس كذلك ؟! ..... عن اى حب تتحدث أنت ..... لقد خدعتها بكل دناءة الا تعى ذلك )

حاول آسر ان يتحدث مجدداً لكنه صمت أمام نظرات أردال المتقززة قبل ان يفلته بعنف و يغادر المكان ليلقى بنفسه هو هذه المرة داخل المسبح عله يُطفئ تلك النيران التى نشبت داخله فالتكمله لما فعل بها مخزية بشكل اكبر بكثير !!

***

ضغط بخفه على عظمة أنفه و هو جالس على الأريكة ليقلل من ذلك الصداع الذى يعصف داخل رأسه منذ أمس و عقله الذى لم يتوقف عن التفكير للحظة واحدة فقط بكل تلك الاحداث التى مرت و وجد نفسه داخلها ..... منذ هذا الاتصال الذى قلب حياته رأساً على عقب .... حيث تمنى انه لم يجيب عليه حينها ..... تردد للحظات و هو يفكر ما الذى كان ليحدث لها ان لم يُجيب على هذا الاتصال ؟!

ألقى بنظره نحوها و هى تختفى بين أغطية الفراش و وسائده .... تنام كالطفل الهارب من عقاب والدته ..... فرك جبهته بالم قبل ان تنزعج عينيه التى لم تذق طعم النوم منذ أمس عند التقائها لإشاعة الشمس التى اطلت بقوة من نوافذ الغرفة الجانبية لتنحدر بعدها عينيه نحو تلك الساعة !!!

عقد حاجبيه هو الذى كان يقف أمام تلك الساعة يتأملها لساعات حتى يقتنع ان الوقت يمضى للأمام لم يعد يرفع راسه نحوها منذ أكثر من أسبوع ! ...... نهض بتثاقل مجبراً نفسه على الذهاب من الغرفة قبل ان يفقد عقله بحق

لم يمر الكثير من الوقت و هو يخرج من باب الحمام الملحق بالغرفة مرتدياً طاقم انيق كعادته ...... ليقف اما المرآة القابعة بالزاوية فوق طاولة اغراضه الشخصية ..... تحركت يده نحو زجاجة عطره المعتادة لكنها توقفت للحظات قبل ان ترتد بعد ان ألقى بنظرة جانبية نحو هذه التى تتوسد فراشه ... لتنتقل بعدها كفه نحو أحد الأدراج لينتقى أحد ساعات معصمه الأنيقة و التى تتماشى مع طاقمه

زفر بغضب بعد محاولاته العديده بوضعها لكن ارتجاف أعصابه من إصابة يده منعته من هذا ... اجفل و هو يستمع الى ذلك الصوت الناعس و هو يقول بخفوت من خلفه

( هل تريد مساعدة ... استط.... )

( لا ..... لا اريد )

صمت ليشعر بعدها بجوابه الحاد و شعور غريب بالندم يتسلل اليه حيث عاد ليردف

( يفضّل ان ننزل معاً لنتناول الفطور مع العائلة حتى لا يشك أحد بالأمر و خاصتاً ميرال .... لذلك سوف انتظرك لتتجهزى )

التفت ليواجه وجهها الذى لا يفسر و انكماش كفيها يُعلمه عن مدى توترها ليقول مجدداً

( لن يحدث شئ أنا هنا )

( لكن )

حاولت ان تقاطعه ليردف بحدة هذه المرة

( لن يستطيع أحد ان يقترب منك )

رفعت عينيها بسرعة نحو عينيه التى اشتعلت باعصارها فهى لم تكن تريد ان تعترض خوفاً على العكس فحقاً حينما قال لها معاً أدركت انها سوف تكون بأمان .... لكنها عادت لتتمتم بتوتر خافت

( أعلم .... لكن )

نظرت نحو ثيابها التى لم تبدلها منذ ايّام لتقول بعدها

( أنا لا امتلك ثياب هنا )

( حسناً سوف اجعل بشرى تجلب لك ثياب لا يوجد هناك مشكله )

( كلا .... لا أريد شئ من هنا أنا امتلك ما يكفيني فقط أريد الذهاب الى هذا المنزل لأحضر أغراضي منه بما أننى سوف أكون سجينه بهذا المكان ! )

ارتفع حاجبيه بصدمه من حديثها لكنه حاول ان يتمالك نفسه ليقترب منها بهدوء اهتزت له حدقتيها و قد رأى هو ذلك ..... ليردف بطريقة استفزتها و تلك الرائحة التى داعبت انفها طوال الليل تلفحها بقوة الأن مع ابتسامته الهازئة التى عادت لفمه من جديد

( يسمى هذا بكبرياء الأنثى أليس هذلك !! .... حسناً سوف انتظرك بالاسف حتى تصلحى من هيئتك تلك ان كنتِ تريدين ذلك بالطبع ! )

ارتفعت نظراتها نحو المرآة لتشهق بخفوت و هى ترى خصلات شعرها المبعثرة بشكل كارثى و عينيها تعود نحو حدقتيه الجامدتين دون تعبير قبل ان يلتفت مغادراً بهدوء غريب

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء